الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصفويون (1) -تاريخ وعقائد وأهداف؟ (2)
الخطبة الأولى
أيها المسلمون في هذه الأيام ترتفع لغة الصفويين تارة بالاستنكار لما أسرفت عنه الأحداث في الخليج (وخاصة البحرين) وتارة بالتهديد والإرجاف في المنطق وفي هذه الأيام كذلك يتضاعف النشاط الرافضي في تصدير الثورة المزعومة وأحداث بلبلة هنا ومشكلة هناك .. ومن أرض الرافدين إلى لبنان- والبحرين واليمن وأفريقيا، وأندونيسيا- والجمهوريات الإسلامية وغيرها يمتد النشاط الرافضي ويتحرك الصفويون .. ومن هنا لا بد من كشف الحقائق، وإظهار الحق حتى لا تلتبس الأمور وهناك قضايا ثلاث من المهم إيضاحها.
الأولى: من هم الصفويون، وما تاريخهم، وما هي آثارهم في إيران؟
الثانية: عن حقيقة الثورة الخمينية وعلاقتها بالغرب عمومًا وبأمريكا خصوصًا؟
الثالثة: ما هي أطماع الرافضة في المنطقة وكيف يواجهون؟
أما الصفويون فهم سلالة من سلالات ملوك فارس بعد الفتح الإسلامي، أسس دولتهم في أذربيجان إسماعيل الصفوي عام 900 هـ 1500 م ثم بسط نفوذه على شروان والعراق وفارس، واتخذ من (تبريز) عاصمة لدولته، أعلن إسماعيل الصفوي أنه سليل الإمام السابع (موسى الكاظم) وإن التشيع هو دين الدولة، وحارب أهل السنة الذين كانوا الأكثرية في البلاد التي سيطر عليها، وبلغت دولة
(1) تمت الاستفادة بشكل كبير من كتاب: «وجاء دور المجوس» د. عبد الله الغريب.
(2)
ألقيت هذه الخطبة في 4/ 5 / 1432 هـ.
الصفوين أوج تفوقها في عصر الشاه (عباس الصفوي)(1588 - 1629) والذي استعان بالإنجليز وجعل منهم مستشاريه، وحارب الدولة العثمانية مستغلًا ضعفها وانشغالها، وعمل الصفويون على تحويل الحجاج الإيرانيين من مكة إلى (مشهد)، وقد حج الشاه عباس نفسه سيرًا على الأقدام من (أصفهان) إلى (مشهد) زيادة في تقديسه لضريح الإمام (علي الرضا) المزعوم ومنذ ذلك الحين أصبحت (مشهد) مدينة مقدسة عند الشيعة الإيرانيين .. وباختصار أقام الصفويون دولة فارسية باطنية حاربت المسلمين السنة في إيران، وتعاونوا مع أعداء الله، وبنت الكنائس وقلصت المساجد في إيران حتى قضى عليهم العثمانيون والأفغان عام 1722 هـ بعد أن حكمهم أكثر من قرنين من الزمان، حافلة بالفساد، وخلفهم شيعة آخرون في أسرتي (الأفشار) و (القاجار) حتى انتهى الحكم في إيران إلى أسرة (بهلوى) والذين كان منهم شاه إيران الأخير، والذي أسقطت حكمه ثورة الخميني ..
وما أدراك ما ثورة الخميني؟ تلك التي خدع بها بعض الناس في بداية عهدها، وخطابات وتهديدات خمينيها .. ثم تكشفت الأحوال .. عن عمالة أصحاب العمائم للغرب .. وكشفت الوثائق والمقابلات والزيارات السرية أن الغرب وأمريكا على الخصوص .. هو مهندس هذه الثورة. فالخميني يقيم قبل ثورته في (فرنسا) وأمريكا (جيمي كارتر) هي التي مهدت له الوصول إلى حكم إيران، بل ومنعت أمريكا وعن طريق سفيرها في إيران من ثورة جنرالات الجيش الإيراني التي كانت ستسحق حركة الخميني .. وكانت حركة احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز العاملين فيها مسرحية مكشوفة تشبه إلى حد كبير
(الخلاف الوهمي بين إيران وأمريكا على التسليح النووي اليوم) فكلها استهلاك إعلامي وخداع ظاهر، أكثر من واقع.
ولئن كان العجب كبيرًا من دعم الغرب باطنًا لإيران في ثورة الخميني وهو الذي ملأ الدنيا بالتهم على الإمبرالية والشيطان الأكبر في الظاهر .. فالعجب أكبر حين تكشف مجريات الأحداث والعلاقات عن علاقة حميمة سيئة ومشبوهة بين دولة الملالي .. والنظام الشيوعي في إيران ممثلًا في حزب (ثورة) الشيوعي ومن خلفه في الاتحاد السوفيتي .. وهنا تثور الأسئلة كيف لنظام يدعي الشرعية وولاية الفقيه ومحبة آل البيت .. ثم هو يتعاون مع الغرب النصراني العلماني، وتحسن علاقته مع النظام الشيوعي الملحد؟ والجواب باختصار أنها دولة الملالي .. القائمة على معتقد التقية، والطعن في الصحابة وتنقص الكتاب والسنة، والبغض لأئمة أهل السنة وعامتهم .. لا يستعرب من صنيعها وتناقضاتها إلا جاهل بعقائد القوم .. غافل عن مخططات الصفويين، وأهدافهم والتاريخ سجل حافل وشاهد على مثل هذه التحالفات الباطنية في القديم والحديث بين أصحاب الرفض وأعداء المسلمين .. وهذه نماذج منها.
فقد استخدم التتار (الرافضة) في أبشع مجزرة شهدها التاريخ وسقطت الخلافة الإسلامية (العباسية) بمؤامرة (نصير الكفر الطوسي الرافضي) مع هولاكو التتري في إبادة المسلمين في بغداد كما استخدمهم النصارى في الحروب الصليبية المشهورة، وتطوع النصيريون (لسياطنيون) تقاتلوا المسلمين في بلاد الشام .. وعملت دولة العبيديين الأفاعيل في مصر والشام وثبتت أقدام النصارى، واستوزرت اليهود، في الوقت الذي كانت تعلن سب الصحابة على المنابر واستخدمهم البرتغاليون والإنجليز ضد الدولة العثمانية، ولعب الصفويون
دورًا خبيثًا في تمكين المستعمرين في ثغور المسلمين ..
واليوم تكشف الوثائق واللقاءات السرية عن علاقات خبيثة وسرية بين الرافضة الصفويين في إيران وبين العدو الصهيوني في فلسطين، كما كشفت عن علاقات وتحالفات غادرة مع الغرب، وكتاب (التحالف الغادر)(1) يكشف هذه التحالفات الخفية وإنما فسدت المعتقدات، وانحرفت الأصول فلا يستغرب معها- أي خيانة- أو فساد في الأرض، وصدق الله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ} .
(1) وهو كتاب مطبوع ومترجم ومتوفر في الشبكات العنكبوتية.