الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدل وفقه الائتلاف
(1)
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، أمرَ بالعدلِ والإحسانِ، ونهى عن الفحشاء والمنكرِ والبغي يعظكم لعلَّكم تذكَّرون، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، حَكمٌ عدلٌ ولا يظلمُ ربُّك أحدًا، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، جاءه الوحيُ من ربّه بالعدل، فقام به في نفسِه ومع الناس من حولِه، فشاعَ في الكون كلِّه العدلُ بعد الظلمِ، والإنصافُ بدل الإجحافِ .. اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياءِ والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (3).
عبادَ الله: كلُّنا يُحبُّ العدلَ ويرغبُ أن يُعامَلَ به .. ولكننا نخطئُ أحيانًا في التعاملِ مع غيرِنا بالعدل، فنظلمُ ونعتدي ونبخسُ الناسَ أشياءَهم .. بل قد نظلمُ أنفسَنا، وقد نشعر بذلك أو لا نشعرُ .. فما هو العدلُ؟ وكيف يكون مع النفس ومع الناسِ، ومع اللهِ؟ ما العدلُ في القول، وما العدلُ في الفعلِ؟ لماذا نظلمُ؟ وما السبيلُ للعدلِ؟ وكيف نعدلُ مع الصديقِ والعدوِّ، والقريبِ والبعيدِ؟ بل ومع
(1) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق 29/ 4/ 1422 هـ.
(2)
سورة لقمان، الآية:33.
(3)
سورة التوبة، الآية:119.