الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في مظان الحدث
80، 81 - وعن معاويةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "العينُ وِكاءُ السَّهِ، فإذا نامتِ العينانِ استطلقَ الوِكاء" رواه أحمد والطبراني وزاد "ومَن نام فليتوضَّأْ" وهذه الزيادة في هذا الحديث عند أبي داود من حديث علي دون قوله: "استطلق الوِكاءُ" وفي كلا الإسنادين ضعف.
رواه الطبراني في "الكبير" 19/ رقم (875) والدارقطني 1/ 160 والبيهقي 1/ 118 كلهم من طريق بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلاعي عن معاوية ابن أبي سفيان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العين وكاء السه، فإذا نامت العينُ استطلق الوِكاء".
قال عبد الله في "المسند" 4/ 96 - 97. وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: ثنا بكر بن يزيد -وأظنني قد سمعته منه في المذاكرة، فلم أكتبه وكان بكر ينزل المدينة، أظنه كان في المحنة كان قد ضرب على هذا الحديث في كتابه- قال ثنا بكر بن يزيد قال أنا أبو بكر -يعني ابن أبي مريم- به.
قلت: إسناد ضعيف؛ لأن الحديث مداره على أبي بكر بن عبد الله ابن أبي مريم.
قال أحمد: ضعيف. كان عيسى لا يرضاه. اه.
وقال ابن أبي حاتم: سألت ابن معين عنه فضعفه. اه.
وقال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث. اه.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، طرقه لصوص فأخذوا متاعه فاختلط. اه.
وقال أبو داود: سُرِق له حُليّ فأُنْكِر عقلُه. اه. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. اه.
ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 247: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. لاختلاطه. اه.
وبه أعله ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 433 مع "التنقيح".
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 146: في إسناده أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو عندهم ضعيف جدًا. اه.
ورواه البيهقي 1/ 118 - 119 من طريق الوليد نا مروان بن جناح عن عطية به موقوفًا.
قال البيهقي: الوليد بن مسلم ومروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم. اه.
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 1/ 434: وهو أصح اه. وقد أعل هذا االحديث. فقد قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 46: وأعل أيضًا بوجهين أحدهما: الكلام في أبي بكر بن أبي مريم. قال أبو حاتم، وأبو زرعة: ليس بالقوي. والثاني: أن
مروان بن جناح رواه عن عطية بن قيس عن معاوية موقوفًا، هكذا رواه ابن عدي، قال: مروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم. اه.
وقال ابن دقيق العيد في "الإمام" 2/ 215: والذي يعتل به في حديث معاوية أمران: أحدهما: حال أبي بكر بن أبي مريم
…
والثاني: أن مروان بن جناح رواه عن عطية بن قيس عن معاوية. قال: العين وكاء السه، موقوفًا رواه أبو أحمد بن عدي. اه. كما في "الكامل" 2/ 38.
قلت: وفيه أيضًا علة ثالثة حيث إن بقيه لم يصرح بالتحديث.
وقد أشار إليها الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 127 وقال: وفي إسناده بقيه عن أبي بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. اه.
وللحديث شاهد من حديث علي، رواه أبو داود (203) وابن ماجه (477) وأحمد 1/ 111 والدارقطني 1/ 661 والبيهقي 1/ 118 كلهم من طريق بقية بن الوليد عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عليّ بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العينُ وِكاء السَّهِ، فمن نام فليتوضأ".
وعند أبي داود: "وِكاءُ السَّهِ العينانِ
…
".
قال النووي في "الخلاصة" 1/ 132 رواه أبو داود وغيره بأسانيد حسنة. اه.
وحسنه أيضًا في "المجموع" 2/ 13.
ووافقه الألباني حفظه الله كما في "الإرواء" 1/ 149.
قلت: في إسناده بقية بن الوليد لكن صرح بالتحديث كما عند أحمد في "المسند" 1/ 111 بلفظ: "إن السه وكاء العين فمن نام فليتوضأ".
قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"(10208): أخرجه إسحاق في "مسنده" عن بقية ثنا الوضين حدثني محفوظ، فأمن تدليسه وتسويته. اه.
وأيضًا في إسناده الوضين بن عطاء بن كنانة الخزاعي. اختلف فيه.
فقد وثقه أحمد وابن معين ودحيم. وقال الهيثم بن خارجة عن الوليد بن مسلم: كان صاحب خُطب، ولم يكن في الحديث بذاك، اه.
وقال ابن سعد: كان ضعيفًا في الحديث. اه.
وقال الجوزجاني: واهي الحديث. اه.
وقال أبو حاتم: تعرف وتنكر. اه.
وقال إبراهيم الحربي: غيره أوثق منه. اه.
وقال ابن قانع: ضعيف. اه.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الآجري عن أبي داود: صالح الحديث. قلت هو قَدَرِي؟ قال: نعم. اه.
ولهذا أعله به ابن الجوزي في "التحقيق"185.
وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 11/ 107: قال الساجي عنده حديث واحد منكر غير محفوظ عن علقمة عن عبد الرحمن ابن عائذ عن عليّ حديث: "العينان وكاء السه". قال الساجي: رأيت أبا داود أدخل هذا الحديث في كتاب "السنن" ولا أراه فيه إلا وهو عنده صحيح. اه.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 127: هو من رواية بقية عن الوضين. قال الجوزجاني: واهٍ، وأنكر عليه هذا الحديث. اه.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 45 وأعل بوجهين أحدهما: أن بقية والوضين فيهما مقال: قاله ابن المنذر، ونازعه ابن دقيق العيد فيهما. قال: وبقية قد وثقه بعضهم، وسأل أبو زرعة: عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوضين بن عطاء، فقال وثقه. وقال ابن عدي: ما أرى بأحاديثه بأسًا
…
والثاني: الانقطاع، فذكر ابن أبي حاتم عن أبي زرعة في كتاب "العلل" وفي كتاب "المراسيل" أن ابن عائذ عن عليّ مرسل. وزاد في "العلل" أنه سأل أباه، وأبا زرعة عن هذا الحديث. فقالا: ليس بقوي. اه.
ونقل الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 127 قول أبي زرعة: لم يسمع عبد الرحمن بن عائذ من علي ثم تعقبه فقال: وفي هذا النفي نظر. لأنه يروي عن عمر كما جزم به البخاري .. اه
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 1/ 434: ابن عائذ لم يلق عليًا. اه.
وقال أيضًا ابن عبد الهادي في التنقيح 1/ 434: إن أحمد سئل عن حديث علي ومعاوية في ذلك. فقال: حديث عليّ أثبت وأقوى. اه.
ونقل ابن أبي حاتم في "العلل"(106) أن أباه قال عن هذين الحديثين: ليسا بقويين. اه.
ثم قال ابن أبي حاتم: وسئل أبو زرعة عن حديث ابن عائذ عن علي بهذا فقال: ابن عائذ عن علي مرسل. اه.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 146: ليس بمتصل. اه.
وتبعه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 9 فقال: وهو كما قال؛ ليس بمتصل، ولكن بقي عليه أن يبين أنه من رواية بقية بن الوليد وهو ضعيف وهو دائمًا يضعف به الأحاديث وتقدم ذكر ذلك. ويرويه بقية عن الوضين بن عطاء. والوضين واهي الحديث قاله السعدي. وأنكر عليه هذا الحديث نفسه، ومنهم من يوثقه. ويرويه عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة وهو ثقة، ويرويه محفوظ عن عبد الرحمن بن عائذ، وهو مجهول الحال ويرويه ابن عائذ عن علي، ولم يسمع منه فهذه ثلاث علل سوى الإرسال وكل واحدة تمنع من تصحيحه مسندًا كان أو مرسلًا. اه.
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 1/ 144: روى حديث عليِّ الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن عائذ لم يلق عليًا. اه.
82 -
ولأبي داود أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "إنما الوُضوءُ على مَن نام مُضْطَجِعًا" وفي إسناده ضعف أيضًا.
رواه أبو داود (202) والترمذي (77) وأحمد 1/ 256 والدارقطني 1/ 159 والبيهقي 1/ 121 كلهم من طريق عبد السلام بن حرب الملائي عن أبي خالد الدالاني عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسجد وينام وينفخ ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ. قال: فقلت له: صليتَ ولم تتوضأ، وقد نمت؟ فقال:"إنما الوضوء على من نام مضطجعًا" زاد عثمان وهناد "فإنه إذا اضطَجَع استرخت مفاصلُه" هذا لفظ أبو داود.
ورواه أيضًا البيهقي بهذه الزيادة.
وهذا حديث ضعيف جدًا وإسناده منقطع.
قال أبو داود 1/ 101 قوله: "الوضوء على من نام مضطجعًا" هو حديث منكر لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة. وروى أولَه جماعة عن ابن عباس ولم يذكروا شيئًا من هذا، وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، محفوظًا. وقالت عائشة رضي الله عنها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنام عيناي ولا ينام قلبي". وقال شعبة: إنما سمع قتادة من أبي العالية أربعة أحاديث حديث: يونس بن متى -يعني حديث: "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" وحديث ابن عمر في الصلاة. وحديث "القضاة ثلاثة"، وحديث ابن عباس: حدثني
رجال مَرْضِيُّون منهم عمر، وأرضاهم عندي عمر. قال أبو داود: وذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل فانتهرني، استعظامًا له، وقال: ما ليزيد الدالاني يُدخِل على أصحاب قتادة؟ ولم يعبأ بالحديث. اه.
وقال البيهقي 1/ 121: وسمع أيضًا حديث ابن عباس فيما يقوله عند الكرب، وحديثه في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به موسى. اه.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 45: فتحرر من هذا كله أن الحديث منقطع. اه.
وقال الترمذي 1/ 83: وقد روى حديث ابن عباس سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن عباس قوله، ولم يذكر فيه أبا العالية، ولم يرفعه. اه.
وقال أبو داود في "مسائله للإمام أحمد"(1937): سمعت أحمد سئل عن حديث يزيد الدالاني عن قتادة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الوضوء على من نام مضطجعًا"؟ قال: ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة؟ ! ورأيته لا يعبأ بهذا الحديث. اه.
وقال عبد الحق الاشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 146: هو حديث منكر، وليس بمتصل الإسناد؛ لم يسمعه أبو العالية من ابن عباس. اه.
قلت: يزيد بن خالد الدالانى قال عنه الإمام أحمد والنسائي وابن معين. لا بأس به. اه.
وقال ابن حبان: كان يزيد الدالاني كثير الخطأ فاحش الوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات. اه.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 149: سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن عباس، قوله، ولم يذكر فيه أبا العالية، ولا أعرف لأبي خالد الدالاني سماعًا من قتادة. وأبو خالد صدوق لكنه يهم في الشيء. اه.
وقال الدارقطني 1/ 160 عن هذا الحديث. وتفرد به أبو خالد عن قتادة ولا يصح. اه.
وضعف حديث الباب إبراهيم الحربي كما نقله ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 129.
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 1/ 42: قال إبراهيم الحربي: هو حديث منكر، ونقل عن شعبة أنه قال: إنما سمع قتادة من أبي العالية أربعة أحاديث: حديث يونس بن متى، وحديث ابن عمر في الصلاة، وحديث "القضاة ثلاثة"، وحديث ابن عباس: حدثني رجال مرضيون، وقال أبو القاسم البغوي: يقال إن قتادة لم يسمع هذا الحديث من أبي العالية. وقال البيهقي. فأما هذا الحديث فإنه قد أنكره على أبي خالد الدالاني جميع الحفاظ، وأنكر سماعه من قتادة أحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل البخاري. اه.
وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 1/ 144 - 145: هو حديث منكر، لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة. وروى أوله جماعة عن ابن عباس ولم يذكروا شيئًا من هذا. وقال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظًا. وقالت عائشة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنام عيناي ولا ينام قلبي". وذكر أبو داود أيضًا ما يدل على أن قتادة لم يسمع هذا الحديث من أبي العالية فيكون منقطعًا. وقال أبو القاسم البغوي: يقال عن قتادة: لم يسمع هذا الحديث من أبي العالية
…
اه.
وأعل الحديث ابن دقيق العيد في "الإمام" 1/ 223 بأبي خالد الدالاني.
وقال النووي في "المجموع" 4/ 13: حديث ضعيف جدًا ورواه أبو داود وغيره. اه.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص وحذيفة وأثر عن عمر وابنه:
أولًا: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 1/ 351 قال: حدثنا محمد بن يونس العصفري ثنا إسحاق بن إبراهيم السواق ثنا عبد القاهر بن شعيب ثنا الحسن بن أبي جعفر عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نام وهو جالس، فلا وضوء عليه، فإذا وضع جنبه فعليه الوضوء".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن ليث إلا الحسن تفرد به عبد القاهر. اه.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف. قال البخاري: منكر الحديث. اه.
وقال النسائي: ضعيف متروك. اه.
وقال ابن عدي: أحاديثه صالحه وهو يروي الغرائب. اه.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 247: فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري. ضعفه البخاري وغيره. وقال: ابن عدي: له أحاديث صالحة ولا يتعمد الكذب. اه.
قلت: في إسناده أيضًا ليث بن أبي سليم وهو ضعيف كما سيأتي (1).
ورواه ابن عدي في "الكامل" 6/ 467 من طريق مهدي بن هلال حدثنا يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن عمرو بن شعيب به بنحوه.
ثم أعله بمهدي بن هلال.
ثانيًا: حديث حذيفة بن اليمان رواه البيهقي 1/ 120 من طريق قزعة بن سويد حدثني بحر بن كنيز السقاء عن ميمون الخياط عن أبي عياض عن حذيفة بن اليمان قال: كنت في مسجد المدينة جالسًا أخفق فاحتضنني رجل من خلفي، فالتفتُّ فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هل وجب علي وضوء؟ قال: "لا حتى تضع جنبك".
قال البيهقي: هذا الحديث ينفرد به بحر بن كنيز السقاء عن ميمون الخياط، وهو ضعيف ولا يحتج بروايته. اه.
(1) راجع باب: صفة المضمضة والاستنشاق.
ثالثًا: أثر عمر رواه مالك في "الموطأ" 1/ 21 عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب قال: إذا نام أحدكم مضطجعًا فليتوضأ.
قلت: إسناده صحيح.
رابعًا: أثر ابن عمر رواه مالك في "الموطأ" 1/ 22 عن نافع؛ أن ابن عمر كان ينام. جالسًا ثم يصلي ولا يتوضأ.
قلت: إسناده صحيح.
* * *