الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما يقال عند دخول الخلاء
88 -
وعنه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللهمَّ أعوذُ بك مِن الخُبثِ والخَبائث" أخرجه السبعة.
رواه البخاري (142) ومسلم 1/ 283 والترمذي (5) وأبو داود (4 - 5) والنسائي 1/ 20 وابن ماجه (198) وأحمد 3/ 99 و 282 وأبو عوانة 1/ 216 والبيهقي 1/ 95 والبغوي في "شرح السنة" 1/ 376 وابن الجارود في "المنتقى"(28) كلهم من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخَلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
ورواه ابن أبي شيبة 1/ رقم (5) قال: حدثنا هشيم عن أبي معشر -نجيح- عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف قال: "بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه أبا معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن وهو ضعيف كما سيأتي (1).
وأيضًا هشيم مدلس. وقد عنعن.
ورواه ابن أبي حاتم فقال في "العلل"(167): أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن قال: وحدثنا أبو زرعة عن محمد بن المنكدر عن أبي
(1) راجع باب: من طلب باجتهاده القبلة.
معشر عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء يقول: "بسم الله، اللهمَّ إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" فسمعت أبا زرعة: يقول: هكذا أملاه علينا من حفظه، وقال أبي في كتابه: عن أبي معشر عن حفص عن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. اه.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 244: وقد روى العمري هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب بلفظ الأمر: "إذا دخلتم الخلاء فقولوا: بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث" وإسناده على شرط مسلم، وفيه زيادة التسمية ولم أرها في غير هذه الرواية. اه.
قلت: إسناد أبي معشر وارد عليه.
وقد وردت التسمية من حديث علي بن أبي طالب كما سيأتي.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب وزيد بن أرقم وأبي أمامة وأبي سعيد الخدري وأثر عن عبد الله بن مسعود وحذيفة:
أولًا: حديث على بن أبي طالب رواه ابن ماجه (297) والترمذي (606) كلاهما من طريق محمد بن حميد ثنا الحكم بن بشير بن سلمان ثنا خلاد الصفار عن الحكم النصري عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول: بسم الله".
قال الترمذي 2/ 191: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اه.
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "سنن الترمذي" 2/ 504: نحن نخالف الترمذي في هذا. ونذهب إلى أنه حديث حسن إن لم يكن صحيحًا، وقد ترجمنا رواته وبينا أنهم ثقات .. اهـ.
ورمز له السيوطي في "الجامع الصغير" 2/ 32 بأنه حسن، وقال المناوي في "الفيض" 4/ 96 - 97: هو كما قال أو أعلى فإن مغلطاي مال إلى صحته، فإنه لما نقل عن الترمذي أنه غير قوي قال: ولا أدري ما يوجب ذلك؛ لأن جميع من في سنده غير مطعون عليهم بوجه من الوجوه، بل لو قال قائل: إسناده صحيح لكان مصيبًا. اهـ.
قلت: إسناده معلول لأنه من رواية الحكم بن عبد الله النصري وهو مجهول. لم يوثقه غير ابن حبان.
وأيضًا فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن.
ثم أيضًا محمد بن حميد الرازي مختلف فيه.
وللحديث شواهد لا تخلوا من مقال.
ولهذا قال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 1/ 88: هو خطأ منهم جميعًا: مغلطاي ثم السيوطي ثم المناوي ويضاف إليهم أحمد شاكر. فليس الحديث صحيحًا فإن له ثلاث علل: الأولى: عنعنه أبي إسحاق السبيعي
…
الثانية: الحكم بن عبد الله النصري فإنه مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان
…
الثالثة: محمد بن حميد الرازي؛ فإنه وإن كان موصوفًا بالحفظ فهو مطعون فيه حتى كذبه بعضهم كأبي زرعة وغيره. وأشار البخاري لتضعيفه جدًّا بقوله: فيه
نظر، ومن أثني عليه لم يعرفه، كما قال ابن خزيمة؛ ولهذا لم يسع الذهبي وابن حجر إلا أن يصرحا بأنه ضعيف
…
اهـ.
ثانيًا: حديث زيد بن أرقم رواه أبو داود (6) وابن ماجه (296) وأحمد 4/ 369 والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(75) والبيهقي 1/ 96 وابن خزيمة 1/ 38 كلهم من طريق شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاءَ فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث".
قلت: رجاله ثقات وإسناده ظاهره الصحة.
قال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 1/ 91: سند صحيح. اهـ.
وقال في "السلسلة الصحيحة" 3/ 59: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أعله بعضهم. اهـ.
ورواه ابن ماجه (296) وأحمد 4/ 373 وابن أبي شيبة 1 / رقم (2) كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن قاسم الشيباني عن زيد بن أرقم مرفوعًا بلفظ "فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
قال الألباني حفظه الله في "السلسلة الصحيحة" 3/ 59: هذا إسناد على شرط مسلم. اهـ.
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 82 - 84 من طريق شعبة عن قتادة به ثم قال: سألت محمدًا عن هذا الحديث وقلت له: روى هشام الدستوائي مثل رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن
القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذه الحشوش محتضرة" ورواه معمر مثل ما روى شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم. قلت لمحمد: فأي الروايات عندك أصح؟
قال: لعل قتادة سمع منهما جميعًا عن زيد بن أرقم ولم يقض في هذا بشيء. اهـ.
وقال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 1/ 124: اختلف في إسناد هذا الحديث، والذي أسنده ثقة. اهـ.
وقال الترمذي في "السنن" 1/ 91: حديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب. اهـ.
وقال ابن دقيق العيد في "الإمام" 2/ 474: والاختلاف في إسناده: أن شعبة رواه عن قتادة، وابن علية وأبو الجماهر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. ورواه يزيد بن زريع وجماعة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم. اهـ
ثالثًا: حديث أبي أمامة رواه ابن ماجه (299) قال: حدثنا محمد بن يحيى ثنا ابن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يعجز أحدكم، إذا دخل مرفقه، أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس والخبث المخبث الشيطان الرجيم".
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني.
قال حرب عن أحمد: هو دمشقي، كأنه ضعفه. اهـ.
وقال يحيى بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ضعاف كلها. اهـ.
وقال يعقوب: علي بن يزيد واهي الحديث كثير المنكرات. اهـ.
وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والنسائي وغيرهم.
وأما القاسم بن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة فهو صدوق يغرب كثيرًا كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(5470).
ولهذا قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه": إسناده ضعيف. قال ابن حبان: إذا اجتمع في إسناده خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم، فذاك مما عملته أيديهم. اهـ.
وضعف الحديث النووي في "الخلاصة" 1/ 150 - 151.
رابعا: حديث أبي سعيد الخدري رواه أحمد بن منيع كما في "المطالب"(37) قال حدثنا يزيد وهو ابن هارون ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن زيد العمي عن جعفر العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع الرجل ثوبه أن يقول: بسم الله".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا. لأن فيه محمد بن الفضل بن عطية ضعيف جدًّا واتهمه بعضهم.
وأيضًا فيه زيد العمي وهو ضعيف كما سبق.
وبه أعله البوصيري في "الإتحاف". وقد اختلف في سنده.
قال الحافظ ابن حجر في تعليقه على "المطالب": محمد ضعيف وقد خالفه سعيد بن مسلمة عن الأعمش عن زيد العمي عن أنس
- رضي الله عنه أخرجه ابن عدي والطبراني في "الدعوات" و"الأوسط".
خامسًا: أثر عبد الله بن مسعود رواه ابن أبي شيبه 1 / رقم (3) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبد العزيز بن عمر قال: حدثني الحسن بن مسلم بن يناق عن رجل من أصحاب عبد الله بن مسعود قال: قال عبد الله: إذا دخلت الغائط، فأردت التكشف؛ فقل: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس والخبث والخبائث والشيطان الرجيم.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه رجل لم يسم.
سادسًا: أثر حذيفة رواه ابن أبي شيبة 1 / رقم (4) قال: حدثنا عبدة بن سلمان عن جويبر عن الضحاك قال: كان حذيفة إذا دخل الخلاء قال: أعوذ بالله من الرجس النجس، الخبث المخبث الشيطان الرجيم.
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه جويبر بن سعيد الأزدي، قال أحمد: كان وكيع إذا أتى على حديث جويبر قال: سفيان عن رجل لا يسميه استضعافًا له. اهـ.
وقال ابن معين: ليس بشيء. اهـ.
وضعفه جدًّا ابن المديني.
وقال النسائي وابن الجنيد والدارقطني: متروك. اهـ.
وسيأتي أحاديث الذكر عند الخروج من الخلاء في باب: ما يقال عند الخروج من الخلاء.