الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فَصْلٌ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْفَصْلِ كَيْفَ يُكْتَبُ إِلَيْهِمْ]
253 -
فَصْلٌ
وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْفَصْلِ كَيْفَ يُكْتَبُ إِلَيْهِمْ.
قَالَ الْخَلَّالُ: بَابٌ كَيْفَ عُنْوَانُ الْكِتَابِ وَكَيْفَ يُصَدَّرُ إِلَيْهِمْ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ يَكْتُبُ الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي كَيْفَ أَقُولُ السَّاعَةَ، ثُمَّ عَاوَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: حَدِيثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ قَالَ: عَمَّنْ هُوَ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: نَعَمْ؛ يَكْتُبُ «السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى» .
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ أَكْتُبُ إِلَى الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ، سَلَامٌ عَلَيْكَ أَوْ سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى؟ قَالَ: سَلَامٌ عَلَى مَنِ [اتَّبَعَ] الْهُدَى يُذِلُّهُ.
وَقَالَ الْأَثْرَمُ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قِيلَ لَهُ يُكْتَبُ إِلَى النَّصْرَانِيِّ: أَبْقَاكَ اللَّهُ وَحَفِظَكَ وَوَفَّقَكَ؟ قَالَ: لَا.
وَقَالَ حَرْبٌ: قُلْتُ لِإِسْحَاقَ: الرَّجُلُ يَقُولُ لِلْمُشْرِكِ: إِنَّهُ رَجُلٌ عَاقِلٌ، قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ لَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ لَيْسَتْ لَهُمْ عُقُولٌ.
وَذَكَرَ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ [إِبْرَاهِيمَ وَ] مُجَاهِدًا: كَيْفَ يُكْتَبُ إِلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ؟ فَقَالَ مُجَاهِدٌ: عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ.
وَقَالَ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمَّارٍ [لدُّهْنِيِّ] ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ.
قُلْتُ: إِنْ ثَبَتَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ - «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ: " سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى» فَلَعَلَّهُ ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مُكَاتَبَةُ أَهْلِ الْحَرْبِ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ذِمَّةٌ.
وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " «لَا تَبْدَءوهُمْ بِالسَّلَامِ» " - وَهَذَا لَمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِمْ لِيُحَارِبَهُمْ وَهُمْ يَهُودُ قُرَيْظَةَ - فَأَمَرَ أَلَّا يُبْدَءُوا بِالسَّلَامِ؛ لِأَنَّهُ أَمَانٌ وَهُوَ قَدْ ذَهَبَ لِحَرْبِهِمْ. سَمِعْتُ شَيْخَنَا يَقُولُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ " «لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ، وَإِذَا سَلَّمَ
عَلَيْكُمْ أَحَدُهُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ» ". وَقَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ.
وَإِذَا كَتَبَ إِلَى الذِّمِّيِّ بَدَأَ بِنَفْسِهِ قَبْلَهُ، فَيَقُولُ:" مِنْ فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ ". وَلَهُ أَنْ يُعَظِّمَهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى قَوْمِهِ فَيَقُولُ: كَبِيرُ قَوْمِهِ وَرَئِيسُهُمْ، وَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ بِالْهِدَايَةِ فَقَدْ كَانَتِ الْيَهُودُ تَتَعَاطَسُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِيَقُولَ لِأَحَدِهِمْ:" «يَرْحَمُكَ اللَّهُ» " فَكَانَ يَقُولُ: " «يَهْدِيكُمُ اللَّهُ» ".