الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الجهاد
- بكسر الجيم-: مصدر جاهد جهادًا ومُجاهدة، وجاهدَ فاعلَ من جهد: إذا بلغَ في قتل عدوه وغيره جهدَه، ويقال: جهده المرضُ، وأجهده: إذا بلغ به المشقة، وجَهدتُ الفرسَ وأَجهدتُه: استخرجتُ جهدَه. والجَهْد -بالفتح-: المشقة، و-بالضم-: الطاقة، وقيل: -بالضم والفتح- في كل واحد منهما.
فمادة جهد حيث وجدت، ففيها معنى المبالغة.
وهو في الشرع: عبارةٌ عن قتال الكفار خاصَّةً لإعلاء كلمة الله (1).
والجهاد في الله: بذل الجُهد في أعمال النفس وتذليلها في سبيل الشرع، والحملُ على مخالفة النفس؛ من الركونِ والدعةِ واللذَّات، واتباع الشهوات.
والجهاد فرضُ كفاية على كلِّ مكلَّفٍ، ذكرٍ حرٍّ واجدٍ -ولو من الإمام- ما يحتاجه هو وأهلُه لغيبته، ومع مسافة قصر مركوبًا (2).
وذكر في "الفروع" رواية عن الإمام أحمد: أنه يلزمُ عاجزًا ببدله في
(1) انظر: "المطلع على أبواب المقنع" لابن أبي الفتح (ص: 209).
(2)
انظر: "الفروع" لابن أبي مفلح (6/ 179).
ماله، اختاره الآجريُّ، وشيخ الإسلام ابن تيمية؛ كحج على معضوب، وأولى (1).
وإذا قام بالجهاد طائفةٌ، كان سُنة في حق غيرهم، صرح به في "الروضة".
وفي "الفروع" أيضًا: يتوجَّه احتمال: يجب الجهادُ باللسان، فيهجوهم الشاعرُ، قال صلى الله عليه وسلم لحسانَ:"اهْجُ المشركين" رواه الإمام أحمد، والبخاري، ومسلم، وغيرهم (2).
وللإمام أحمد بإسناد صحيح: أن كعبًا قال له: إن الله أنزل في الشعر ما أنزل، فقال:"المؤمنُ يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده! لكأن ما ترمونهم به نَضْحُ النَّبْل"(3).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الجهاد منه بالقلب، والدعوة، والحجة، والبيان، والرأي، والتدبير، والبدن، فيجب بغاية ما يمكنه، والحرب خدعة (4).
وذكر الحافظ المصنف -رحمه الله تعالى- في هذا الكتاب تسعة عشر حديثًا:
(1) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 286)، والبخاري (3897)، كتاب: المغازي، باب: مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، ومسلم (2486)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما.
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 387)، من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه.
(4)
انظر: "الفروع" لابن مفلح (6/ 179 - 180).