المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌من هو السيد محمد عبد الحي الكتاني

- ‌الإهداء

- ‌[المقدمة الأولى]

- ‌اسم مؤلف كتاب التخريج ونسبه وبلده

- ‌مولده ومشيخته:

- ‌ذكر ما حليّ به:

- ‌ذكر شيء من شعره:

- ‌ذكر الرواة عنه وسندنا المتصل به

- ‌بلده ووفاته ومدفنه

- ‌نسخ كتاب التخريج الموجودة في المكاتب ومن نقل منه

- ‌أول خطبة كتاب التخريج

- ‌مقصده من تدوينه

- ‌تاريخ اشتغاله بتدوينه وكلمة جامعة في أبي الحسن الخزاعي

- ‌السلطان الذي قدمه إليه

- ‌خطته في الدولة المرينية

- ‌اصطلاح الخزاعي في كتابه التخريج وصنيعه

- ‌الأصول التي استمد منها في كتابه ونقل عنها

- ‌المقدمة الثانية

- ‌برنامج القسم الأول

- ‌ذكر مواليه الذين أعتقهم في مرض موته

- ‌برنامج القسم الثاني من كتاب الخزاعي

- ‌(ومما استدركت عليه في هذا القسم خلال تراجمه من الأبواب) :

- ‌القسم الثالث من كتاب الخزاعي

- ‌برنامج القسم الرابع من كتاب الخزاعي

- ‌برنامج القسم الخامس من كتاب الخزاعي

- ‌برنامج القسم السادس من كتاب الخزاعي

- ‌برنامج القسم السابع من كتاب الخزاعي

- ‌برنامج القسم الثامن عند الخزاعي

- ‌برنامج القسم التاسع من كتاب الخزاعي

- ‌القسم العاشر من كتاب الخزاعي

- ‌المقصد الأول

- ‌المقصد الثاني

- ‌القسم الأول في الخلافة والوزارة (الصدارة)

- ‌الخلافة

- ‌ذكر الفرق بين الخليفة والملك والسلطان من حيث الشرع والاصطلاح

- ‌الوزير

- ‌ذكر صاحب السر

- ‌في ذكر الآذن [الحاجب]

- ‌ذكر حبس بعض الوافدين عن الآذن

- ‌الحاجب

- ‌البواب

- ‌ذكر من تولى خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرار والموالي

- ‌ذكر من كان يخدمه عليه السلام من مواليه

- ‌ذكر الموالي الذين أعتقهم عليه السلام في مرضه

- ‌ذكر من كان يوقظه عليه السلام إذا نام ويستره إذا اغتسل

- ‌ذكر من كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد حاجته داخل منزله

- ‌ذكر من كان يبيت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال

- ‌استخدامه عليه السلام في ذلك امرأة

- ‌استخدامه عليه السلام غلاما يهوديا

- ‌الأشياء التي كان عليه السلام لا يكلها إلى أحد من خدمه

- ‌ذكر الذين قام بخدمتهم المصطفى بنفسه

- ‌ذكر صاحب الوساد [المخدة]

- ‌في إدناء النبي صلى الله عليه وسلم الوساد للداخل

- ‌ذكر صاحب النعلين

- ‌مضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ملاعبة الإمام أقاربه الصغار

- ‌الرجل يعلم الوفد كيف يحيّون المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌القسم الثاني في العمليات الفقهية وأعمال العبادات

- ‌في العمليات الفقهية وأعمال العبادات

- ‌ذكر معلم القرآن وفيه فصول

- ‌«الفصل الأول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌ذكر من نقل عنه وجوه القراءة من الصحابة

- ‌ذكر معلم الناس الكتابة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المعلم من الرجال- المعلم المسلم

- ‌المعلم الكافر

- ‌ذكر المعلمة من النساء

- ‌اتخاذ الدار ينزلها القراء ويستخرج منه اتخاذ المدارس

- ‌ذكر المفتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر من كان يتوسط بين المصطفى وبين الصحابة إذا أرادوا أن يسألوه عن شيء

- ‌ذكر من كان يعبر الرؤيا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الإمام في صلاة الفريضة

- ‌ذكر استخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق على الصلاة وكم من صلاة صلّاها

- ‌استخلاف المصطفى على الحج

- ‌اتخاذ المنبر

- ‌خطبته عليه السلام في حجة الوداع على الدواب

- ‌اتخاذه صلى الله عليه وسلم عليا يعبر عنه

- ‌أمره عليه السلام باستنصات الناس رجلا أطول الناس قامة وأبلغهم وأنداهم صوتا

- ‌تكليف الإمام عظيما من أصحابه يحشر له قومه

- ‌ارساله عليه السلام عليا يبلّغ عنه نزول أول سورة القتال

- ‌الإمام في صلاة رمضان

- ‌ذكر مؤذّن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فائدة:

- ‌ذكر الموقت

- ‌فصل في اقتداء المساجد في صلاتهم بمؤذّن المسجد الجامع

- ‌على أي شيء كانوا يؤذّنون

- ‌ذكر صاحب الخمرة

- ‌الذي يحمل العنزة

- ‌الذي كان يحمل العصا بين يديه عليه السلام ويتقدم إذا أراد أن يدخل منزله الكريم

- ‌المسرج وهو الموقد

- ‌هل أوقدت الشموع في المدينة على عهده عليه السلام

- ‌المجمر

- ‌الذي يقمّ المسجد ويلتقط الخرق والقذي والعيدان منه

- ‌الرجل يأخذ الناس بالصلاة في الجماعة ويشتد عليهم في تركها

- ‌الرجل يتقدم إلى المصلين يرتب صفوفهم ويضربهم على ذلك

- ‌الرجل يمنع الناس عن المنازعة واللغط في المسجد

- ‌صاحب الطهور

- ‌ذكر من كان يتولى ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌هل كان صلى الله عليه وسلم يستعمل الماء السخن أو دخل الحمام

- ‌وضوؤه عليه السلام في آنية زجاج

- ‌وضوؤه صلى الله عليه وسلم في الطست من صفر وغيره

- ‌صاحب السواك

- ‌اتخاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرسي

- ‌ذكر جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على الكرسي

- ‌في السقّاء وفيه فصول

- ‌فصل في سقي الماء له عليه السلام من الآبار الطيبة بالمدينة

- ‌فصل فيما جاء أنه صلى الله عليه وسلم كان يبرّد له الماء

- ‌فصل في طلبه عليه السلام ماء زمزم من مكة إلى المدينة وتحريضه على التعجيل بأصرح عبارة

- ‌فصل في الروايا تسافر مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن كان يذهب يملأها

- ‌فصل في ساقي النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين

- ‌فصل في ساقيه عليه السلام من اليهود

- ‌فصل في سقي الماء

- ‌الانتباذ في الاواني الخضر

- ‌دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن أزال شعرة من مائه

- ‌الخادم يخدم عند الأكل

- ‌أوانيه عليه السلام

- ‌هل كانوا يهنئون الشارب في الزمن النبوي

- ‌الامارة على الحج

- ‌صاحب البدن

- ‌حجابة البيت وهي العمارة والسدانة فصل في ذكر من وليها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌السقاية

- ‌مباشرته عليه السلام لنحر الهدي بيده الكريمة في حجة الوداع واذنه لعلي في إتمام البقية

- ‌القسم الثالث في العمليات الكتابية

- ‌الباب الأول في كتّاب الوحي وفيه فصول:

- ‌العمليات الكتابية

- ‌باب كتابه عليه السلام مطلقا

- ‌باب في خليفة كل كاتب من كتّابه عليه السلام

- ‌باب في كتاب السر

- ‌فصل في ذكر كتاب الرسائل والإقطاع

- ‌باب فيمن كان يكتب عن النبي صلى الله عليه وسلم للبوادي

- ‌فصل في كتابته عليه السلام في الجلد ومقداره

- ‌فصل في كتّاب العهود والصلح

- ‌فصل فيمن كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أموره الخصوصية

- ‌نظرة إجمالية في الكتّاب

- ‌باب في تعليم المصطفى لكتّابه أدب وضع القلم ومحل وضعه ورسم الحروف وتقويمها نحو ذلك

- ‌باب في ندب المصطفى عليه السلام الكتبة إلى تتريب الكتابة

- ‌فصل في اصطلاح المكاتيب النبوية

- ‌فصل في كيفية مخاطبة الملوك وغيرهم من المعاصرين له عليه السلام في زمانه)

- ‌فصل في عنوان المكاتب إليه عليه السلام في ذلك الزمن

- ‌فصل في عنوان كتبه عليه السلام

- ‌فصل بما كان يفتتح كتبه عليه السلام

- ‌فصل في التزامه عليه السلام أما بعد في صدور كتبه وخطبه

- ‌احتياطه عليه السلام في مكاتيبه الرسمية

- ‌باب اتخاذه عليه السلام أما بعد لفصل من فصول الكتاب ورؤوس المسائل

- ‌فصل في أصح كتاب حفظ لنا التاريخ عينه من كتبه عليه السلام

- ‌آخر مكتوب نبوي حفظ التاريخ عينه لنا من كتبه عليه السلام لأهل الإسلام وتحافظهم عليه

- ‌فصل في آخر كتاب حفظ التاريخ لنا عينه من كتبه عليه السلام (لأهل الكفر ومحافظتهم عليه)

- ‌فصل في أجمع وأطول كتاب حفظ التاريخ نصه من كتبه عليه السلام الأحكامية)

- ‌ما كتبه عليه السلام ولم يخرجه

- ‌فصل هل كتب عليه السلام بنفسه شيئا وامضى بعض كتبه (بيمينه الشريفة أم لا)

- ‌فصل في ذكر صاحب الخاتم ومن أي شيء كان وما كان نقشه

- ‌فصل فيمن كان صاحب خاتمه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في عمله عليه السلام إذا لم يحضره الخاتم

- ‌باب في مسائل تتعلق بالخاتم النبوي

- ‌باب في وضع التاريخ وأصله

- ‌باب في الرسول (السفير) وفيه فصول فصل في صفات رسله عليه السلام من وفور العقل وطلاقة اللسان وقوة الحجة المقنعة للخصم

- ‌اختياره عليه السلام لرسله أن يكونوا أحسن الناس وجها

- ‌وصايته عليه السلام لكل من بعثه لجهة من الجهات من سفرائه وأمرائه ورسله

- ‌اتّخاذ البريد في زمن الخلفاء الراشدين

- ‌فصل في الرسول يبعث يدعو إلى الإسلام

- ‌فصل في بعث الرسول في الصلح

- ‌فصل في بعث الرسول بالأمان ذكر من بعثه المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك من الرجال

- ‌فصل في الرسول يبعث إلى الملوك (ليبعث من عنده في بلاده من المسلمين)

- ‌في الرسول يبعث إلى الملك ليزوج الإمام المرأة من المسلمين (تكون ببلاده ويبعثها)

- ‌في الرسول يبعث بالهدية

- ‌باب في جائزة المصطفى لرسول غيره له

- ‌باب في الرسول يتوجه إلى الملك منذرا له بالحرب إن هو لم يؤمن

- ‌باب في الترجمان الذي كان يترجم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من كان يترجم له باللسان العجمي

- ‌ذكر من كان يترجم له صلى الله عليه وسلم بالكتاب كتاب السريانية

- ‌كتاب اليهود

- ‌باب في تعليم السريانية

- ‌أقول وبهذا يعلم حكم تعلم اللغات الأجنبية

- ‌باب في الشاعر وفيه فصول فصل في ذكر شعراء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في استنشاده صلى الله عليه وسلم شعر الهالكين في غير موضع

- ‌سماعه عليه السلام الشعر المتضمن التشبيب والغزل

- ‌الشعراء من الصحابة والصحابيات الذين رثوه عليه السلام بعد موته

- ‌باب تكرمه عليه السلام بأعظم سبي سبي له بسبب أبيات شعرية قدمت له عليه السلام

- ‌باب في ذكر الخطيب في غير الصلوات ذكر من كان خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌هل خطب عليه السلام أو خطب الصحابة بغير اللغة العربية

- ‌باب في كتاب الجيش وفيه فصول

- ‌فصل في البيعة ومعناها المعاقدة والمعاهدة

- ‌فصل فيمن تولى ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ثبوت العطاء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في وضع عمر الديوان والسبب في ذلك

- ‌تسامح المسلمين في صدر الإسلام

- ‌فصل في أي سن يجيز الإمام من يرسم في الديوان

- ‌فصل في عرض الناس كل سنة

- ‌باب في رده عليه السلام في الإستعراض من لم يستأذن أبويه

- ‌فصل في العريش يا بنى للرئيس يشرف منه على عسكره

- ‌باب في تكليف الإمام من يجلس برئيس ليرى جنود الإسلام (وهو الإستعراض الذي يراد منه اليوم إظهار القوة)

- ‌باب في ذكر العرفاء وهم رؤساء الأجناد وقوادهم

- ‌باب في النقباء

- ‌باب في المحاسب

- ‌باب في الأوصياء والوصاية

- ‌القسم الرابع في العمليات الأحكامية وما ينضاف إليها وفيه عدة أبواب

- ‌العمليات الإحكامية

- ‌باب في الإمارة العامة على النواحي ذكر من ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على النواحي

- ‌باب كيف كان يوصي عليه السلام (عماله في صفة البريد الذي يبردون إليه)

- ‌باب في اشتراطه عليه السلام مثل ذلك في عماله

- ‌باب في كيفية عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمرائه

- ‌باب في القاضي وفيه فصول

- ‌فصل في قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس

- ‌ذكر من دوّن في النوازل التي نزلت في حياته عليه السلام وحكم فيها

- ‌باب في ذكر تراجم وأصول الأبواب التي قضى فيها عليه السلام وأفتى

- ‌فصل في قضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌هل كان عليه السلام يشترط السن المديد فيمن يوليه القضاء

- ‌هل كان للولاة والقضاة راتب

- ‌النظر في المظالم (العدلية)

- ‌باب أين كان يجلس القاضي للحكم والفصل

- ‌باب في الشهادة وكتابة الشروط

- ‌باب في شهادة الصبيان وكتابة أسمائهم في الكتب النبوية والعقود المصطفوية

- ‌باب في سياق عقد من عقود ذلك العصر الطاهر وهو عقد عتق أبي رافع مولاه عليه السلام

- ‌باب فيمن كان يكتب بين الناس في قبائلهم ومياههم في الزمن النبوي

- ‌باب في ذكر من كان يكتب العقود والمعاملات زيادة على ما سبق

- ‌باب في فارض الموارث ذكر من كان فارضا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في الوكيل في غير الأمور المالية ذكر من وكله رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في ذكر البصير بالبناء وهو الرجل يكون له البصر بالبناء يبعثه الإمام يحكم بين المتنازعين فيؤخذ بقوله ذكر من كان كذلك في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌معرفته عليه السلام وأهل الصدر الأول بأمور الهندسة والبناء وإصلاح الطرقات

- ‌باب في القسام

- ‌باب في المحتسب

- ‌فصل فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحسبة

- ‌فصل فيمن ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر السوق وكيف كان يضرب من يعمل بالرّبا في الأسواق على عهده صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في المنادي وهو الذي يقال لصوته البريح

- ‌باب في صاحب العسس بالمدينة

- ‌ذكر من ولي ذلك في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌[باب في السجن]

- ‌في سجن الرجال

- ‌سجن النساء

- ‌هل كانوا يجرون على المساجين أرزاقا

- ‌[باب في التأديب]

- ‌في التأديب بالضرب

- ‌التأديب بالنفي

- ‌الأدب بالهجران

- ‌باب في معاملته صلى الله عليه وسلم للمستحق بالتعبيس ونحوه

- ‌باب في قتله عليه السلام بيده

- ‌باب في تعذيبه عليه السلام بالإحراق والهدم ومن بعثه لذلك

- ‌باب في معاملته عليه السلام المستحق بسمل الأعين والإلقاء في الحرة وقطع الأيدي والأرجل ونحو ذلك

- ‌باب في الرجل يجعل على الأساري

- ‌باب في المقيمين للحدود ومن كان يتولى ذلك (في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في الرجل يجعل لقطع الأشجار في الغزو

- ‌القسم الخامس في ذكر العمليات الحربية وما يتشعب عنها وما يتصل بها وفيها أبواب

- ‌العمليات الحربية

- ‌باب في الإمارة على الجهاد وفيه فصول فصل في مخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وكم غزوة غزاها

- ‌فصل في بعثه صلى الله عليه وسلم عليه وسلم الأمراء للغزو وفيه عدد بعوثه صلى الله عليه وسلم وسراياه

- ‌باب في الرجل يستخلفه الإمام على حضرته إذا خرج عنها للغزو أو غيره

- ‌باب في الرجل يستخلفه الإمام على أهله إذا سافر

- ‌باب في الرجل يستخلفه الإمام في طريق يظن أن العدو يستعمل له فيها مكيدة

- ‌باب في المستنفر

- ‌باب في صاحب اللواء وفيه فصول فصل في ذكر أول لواء رفع بين يديه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من حمل رايته ولواءه صلى الله عليه وسلم بين يديه (ومن حملها ليقاتل بها)

- ‌فصل في جواز القبائل على راياتهم وانفراد كل قبيلة برايتها

- ‌فصل في عقده صلى الله عليه وسلم الرايات لأمراء البعوث والسرايا (وذكر أول راية عقدها صلى الله عليه وسلم في الإسلام ولمن عقدت)

- ‌(فصل في مقدار الراية)

- ‌فصل في رسم الهلال فيها

- ‌فصل في ألوان ألويته وراياته صلى الله عليه وسلم واسم رايته وما كتب على لوائه الأبيض

- ‌راية الصوف

- ‌الراية من النمرة

- ‌ما كان مكتوبا فيها

- ‌اسم رايته صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في لون راية الأنصار

- ‌باب في تعميم الإمام للصبي

- ‌باب في انقسام الجيش إلى خمسة أقسام المقدمة والمجنبتين والقلب والساقة وكون الرئيس في القلب منها

- ‌باب في أمير الرماة

- ‌باب في الرجل يقيمه الإمام يوم لقاء العدو بمكانه من قلب الجيش

- ‌باب فيمن كان على مواقف الجيش ميمنة وميسرة وقلبا وفي المقدمة

- ‌باب في شعار المحاربين والعلامة التي يتعارفون بها في الحرب

- ‌باب في الوازع الذي يتقدم إلى الصف فيصلحه ويقدم ويؤخر

- ‌باب في اتخاذ الخيل

- ‌ذكر خيله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في المسرج

- ‌باب من أي شيء كان سرج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في ذكر من أخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ركوبه

- ‌ما جاء في ضم ثياب الفارس في سرجه عند ركوبه

- ‌باب في الرجل يركب خيل الإمام يسابق عليه وفيه فصول فصل في أنه صلى الله عليه وسلم كان يسابق بين الخيل

- ‌فصل في ذكر مسابقة النبي صلى الله عليه وسلم بخليه وذكر من ركبها من الصحابة للمسابقة بها

- ‌باب في صاحب الراحلة الناقة

- ‌باب في صحاب البغلة

- ‌باب في القائد

- ‌باب فيمن كان يسوق به صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في سائق بدن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في صاحب بدن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في راعي لقاح النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فيمن كان يقوم بلقاحه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فيمن كانت عنده خيل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في جماله عليه السلام

- ‌باب فيمن كان يمسك دابة المصطفى في خيبر عن القتال

- ‌باب فيمن كان يأخذ بركابه عليه السلام وهو على الناقة

- ‌باب فيمن كان يأخذ بخطام ناقته عليه السلام

- ‌باب في الحادي

- ‌من كان على هديه عليه السلام في حجة الوداع

- ‌باب في صاحب السلاح وفيه ذكر سلاحه عليه السلام

- ‌أين كان عليه السلام يجعل السيف منه

- ‌باب في حامل الحربة بين يديه عليه السلام

- ‌باب في حامل السيف

- ‌باب فيمن كان يضرب الأعناق بين يديه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في الصيقل

- ‌باب في الدليل في الطريق دليله صلى الله عليه وسلم في الهجرة

- ‌باب في البناء في المفازات التي يسلكها الإمام إعلاما بوصول قدمه هناك (ويتخذ علما لبلوغ دعوته ثمة)

- ‌باب في مسهل الطريق

- ‌باب في ذكر من يطأطأ هامته للإمام ليركب

- ‌باب في صاحب المظلة

- ‌باب في ذكر صاحب الثقل متاع المسافر وحشمه

- ‌باب ذكر فسطاطه عليه السلام

- ‌باب فيمن كان يضرب قبته عليه السلام

- ‌باب فيمن يكتنف الإمام إذا أراد الدخول إلى الحضرة

- ‌باب في الأمين على الحرم في ذكر أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على حرمه

- ‌باب من كان يقود أو يسوق نساء المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجه

- ‌باب في ارتياد الموضع لنزول الجيش وتخيره لهم من ماء وكلأ

- ‌باب في الحارس ذكر من حرسه صلى الله عليه وسلم بالمدينة

- ‌فصل في الإمام يخرج للغزو فيترك الحرس خلفه في عاصمته

- ‌حراس عسكره صلى الله عليه وسلم

- ‌الرجل يلازم المصطفى من خلفه

- ‌الرجل يتقدم أمام المصطفى صلى الله عليه وسلم ينشد شعرا

- ‌باب في طلائع الجيش

- ‌باب في المتجسس ذكر من بعثه صلى الله عليه وسلم متجسسا

- ‌باب في الرجل يتخذ في بلد العدو عينا يكتب بأخبارهم إلى الإمام

- ‌باب في جعل الإمام العين على الناس في بلده

- ‌باب في المخذل

- ‌باب في النمام

- ‌باب في استعمال السفن البحرية وفيه فصول ذكر من استعمل فيها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في صانع المنجنيق التي ترمى بها الحجارة معربة

- ‌باب في الدبابات

- ‌باب في القوم يحرقون الأشجار ويقطعونها

- ‌باب في حفر الخندق الحفير

- ‌باب في صاحب المغانم وفيه ذكر من ولي جمعها وحفظها حتى قسمت يوم بدر

- ‌باب في ذكر من كان يكتب غنائم المصطفى عليه السلام

- ‌ذكر من تولى بيع ما احتيج إلى بيعه من المغانم

- ‌باب في هبة الإمام جنس حيوان من غزاهم

- ‌باب في صاحب الخمس

- ‌باب في الرجل يبعثه الإمام مبشرا بالفتح وفيه تلقي القوم المبعوث إليهم بالبشارة للإمام في الطريق يهنئونه به

- ‌باب الطعام عند القدوم

- ‌باب في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من سفره

- ‌باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم عند كل قرية أراد أن يدخلها

- ‌كيف كان حال كفار جزيرة العرب معه عليه السلام

- ‌كيفية معاملته صلى الله عليه وسلم مع كفار زمانه

- ‌القسم السادس في العمالات الجبائية ويشتمل على أبواب

- ‌العمالات الجبائية

- ‌باب في صاحب الجزية

- ‌كيفية أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الجزية وممن أخذها

- ‌باب في صاحب الأعشار ما جاء في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في متولي خراج الأرضين

- ‌باب في العامل على الزكاة

- ‌باب في ذكر من كان يكتب الصدقات لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في الخارص

- ‌باب في الوقف

- ‌باب في المستوفي (وهو الرجل يبعثه الإمام ليقبض المال من العمال ويتخلصه منهم) (ويقدم به عليه)

- ‌باب خروجه عليه السلام بنفسه إلى البادية في إبل الصدقة

- ‌باب ذكر من وكله عليه السلام لحفظ زكاة رمضان

- ‌باب ذكر من جعله عليه السلام على قبض مغانمه

- ‌باب من كان على خمسه عليه السلام

- ‌القسم السابع في العمالات الإختزانية وما أضيف إليها وفيه فصول

- ‌العمالات الاختزانية

- ‌خازن الطعام

- ‌الكيال

- ‌ذكر أسماء الأوزان والأكيال الشرعية المستعملة على عهده عليه السلام

- ‌ذكر الدرهم واستعماله

- ‌ذكر أسماء الأكيال المستعملة في عهده عليه السلام

- ‌باب في اتخاذ الإبل والغنم

- ‌ذكر الوسّام

- ‌في الحمى يحميه الإمام

- ‌القسم الثامن في سائر العمالات وفيه عشر أبواب

- ‌سائر العمالات

- ‌باب في المنفق على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في الوكيل يوكله الإمام في الأمور المالية

- ‌باب في أمر المصطفى الرجل أن يحبس السبايا والأموال في الغزو

- ‌باب في الرجل يبعثه الإمام بالمال لينفذه فيما يأمره به (من وجوه مصارفه في غير الحضرة)

- ‌باب في انزال الوفد وفيه فصول ولها مقدمة

- ‌فصل في اتخاذ الدار لنزول الوفد في زمانه عليه السلام (وبنائه صلى الله عليه وسلم فيها بنفسه)

- ‌فصل في انزال الوفد في قبة ضربت لهم في زمانه عليه السلام

- ‌فصل في انزال الوفد عند بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من ولي النظر في أمر الوفود في زمنه عليه السلام

- ‌أمره عليه السلام بالزاد للوفود

- ‌جوائزه عليه السلام للوفود

- ‌باب تجمله عليه السلام للوفود وأجازتهم

- ‌باب في الخانات (الفنادق) لنزول المسافرين

- ‌باب في المارستان (دار المرضى والمستشفى اليوم) وقيام النساء (الصحابيات به في زمنه عليه السلام

- ‌باب في الطبيب

- ‌باب في قاطع العروق

- ‌باب في الكي

- ‌باب في أمر الرجل بذكر اسم الله على الجرح ثم التفل فيه

- ‌باب كون من لا يعرف بالطب لم يكن يباح له أن يعالج الناس

- ‌باب في أصل ما يعرف الآن في الإدارات الصحية بالكرنتينة

- ‌النسوة الممرضات

- ‌(باب في الحكيم)

- ‌باب في المنجم

- ‌باب في القافي

- ‌باب في المكان يتخذ للفقراء الذين لا يأوون على أهل ولا مال ويتخرج منه الأصل لهذه الزوايا التي تتخذ للفقراء والمنقطعين

- ‌إختصاص أبي بكر برسول الله صلى الله عليه وسلم للمداولة في الأمر يعرض

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌باب في الطبيب

والقيام بما يلزم له على حسب سعة الحال والمال في زمنه، وإلا ففي الإصابة: رفيدة الأنصارية أو الأسلمية ذكرها ابن إسحاق في قصة سعد بن معاذ، لما أصابه السهم بالخندق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد، حتى أعوده من قريب، وكانت أمرأة تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على من كانت به ضيغة من المسلمين.

وقال البخاري في الأدب المفرد: حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: ولما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فقيل: حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول:

كيف أصبحت كيف أمسيت فيخبره.

وأورده في التاريخ في قصة وفاة سعد وسنده صحيح، وأورده المستغفري من طريق البخاري، وأبو موسى من طريق المستغفري اهـ.

وفي الإصابة أيضا في حرف الكاف كعيبة بنت سعيد الأسلمية فذكرها بنحو ذلك، وكانت أخت رفيدة.

‌باب في الطبيب

«ذكر ابن الجوزي في صفوة الصفوة عن هشام بن عروة قال عروة لعائشة: يا أمتاه لا أعجب من علمك بالشعر، وأنت ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب، فضربته على منكبه وقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره، فكانت تقدم إليه وفود العرب من كل وجه، فينعت لهم الإنعات فكنت أعالجه فمن ثمّ» .

وفي ترجمتها من الإصابة قال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. (وفي الأحكام النبوية لأبي الحسن بن طرخان الحموي، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يديم التطبب في حال صحته ومرضه، أما في صحته فباستعمال التدبير الحافظ لها من الرياضة وقلة المتناول، وأكله الرطب بالقثاء، والرطب بالبطيخ ويقول: يدفع حرّ هذا برد هذا وبرد هذا حرّ هذا. وإكحال عينيه بالأثمد كل ليلة عند النوم، وتأخير صلاة الظهر في زمن الحر القوي، ويقول: أبردوا بها. وأما تداويه في حال مرضه فثابت بما روي من ذلك في الأخبار الصحيحة منها من عروة عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرت أسقامه، وكان يقدم عليه أطباء العرب والعجم، فيصفون له فنعالجه.

وعنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره، أو في آخر عمره، وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه، فتنعت له الأنعات فكنت أعالجه بها.

فثبت حينئذ ما ذكرناه من تداوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومداومة تطببه في حال صحته ومرضه، وأمر بالمداواة في عدة أحاديث صحيحة اهـ.

ص: 351

وفي المواهب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعى صفات الأطعمة وطبائعها، ويراعي استعمالها على قاعدة الطب، فإذا كان في أحد الطعامين ما يحتاج إلى تحسين وتعديل لحرارته كسره وعدله، وهذا أصل كبير في المركبات والأدوية، وإن لم يجد ذلك تناوله على حاجة وداعية من غير إسراف اهـ.

وفي آخر الجيش العرمرم الخماسي لأبي عبد الله أكنسوس المراكشي: شرع سيد المتوكلين التداوي، وكان يستعمله في نفسه ويأمر به غيره، حتى قيل: إن القدر التي تطبخ فيها أدويته عليه السلام لا تكاد تنزل عن النار اهـ منه.

وفي سنن أبي داود «1» عن سعد وهو ابن أبي وقاص قال: مرضت فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها في فؤادي، فقال إنك مفؤود أي مريض بفؤادك، ائت الحرث بن كلدة أخا ثقيف، فإنه رجل يتطبب أي يعرف الطب مطلقا، أو هذا النوع من المرض، فيكون مخصوصا بالمهارة والحذاقة. قاله شارح السنن.

قال الحافظ الذهبي في التجريد، لما ترجم للحرث: قيل إنه عالج سعدا في حجة الوداع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكره ابن سعد بلا سند يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيسأله عن علته اهـ وقع ذلك في طبقات ابن سعد ص 372 ج 5.

وقال ابن طرخان بعد أن ذكر قصة أكل الحارث بن كلدة مع أبي بكر، وقوله له:

أكلنا سم سنة وإنهما ماتا في يوم واحد. وكان الحارث بن كلدة طبيبا من أفاضل أطباء العرب من أهل الطائف، رحل إلى أرض فارس وأخذ الطب عن أهل تلك الديار، ومن أهل جندي سابور وغيرها في الجاهلية، وأجاد في هذه الصناعة، وطبّ بأرض فارس وحصل له بذلك مال كثير، وشهد من رآه ببلد فارس بعلمه وشاع اسمه بينهم، ثم رجع إلى بلاده واشتهر طبه بين العرب، وأدرك الإسلام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيستوصفه اهـ.

وقال ابن القيم في الهدى النبوي: عن الحارث المذكور أنه طبيب العرب. بل أطبهم. وكان فيهم كإبقراط في قومه اهـ.

وأخرج ابن منده من طريق اسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال: مرض سعد فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأرجو أن يشفيك الله، ثم قال للحارث بن كلدة: عالج سعدا.

قال ابن سعد: لا يصح إسلام الحرث قال ابن عبد البر في الاستيعاب: فدل ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله اهـ.

ونقله الحافظ المنذري في اختصار السنن، والوزير أبو الحسن بن يوسف القفطي في

(1) كتاب الطب 4/ 207 باب في تمرة العجوة.

ص: 352

أخبار الحكماء، وابن خلكان في وفيات الأعيان، وابن باديس في شرح المختصر، والخزاعي هنا وجماعة من الأيمة وأقروه.

قال الحافظ في الإصابة: وهذا يدل على جواز الاستعانة بأهل الذمة في الطب اهـ.

وقد نقل عبارة الإصابة هذه النور على الشبراملسي في حواشي المواهب، بواسطة شيخه الشمس الشوبري الشافعي، ولكن عقبها بما نصه: أقول وفيه أنه مناف لما نص عليه الأئمة أنه لا يجوز التطبب بأهل الذمة إلا أن يقال: المنهي عنه تقليدهم في ذكر الدواء والعمل به، وهاهنا وقع الوصف من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما طلب الاستعانة به في تركيبه اهـ.

وفي مسند أحمد ما هو كالصريح في الباب؛ وهو ما خرجه عن عروة بن الزبير عن خالته عائشة الصديقة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كثرت أسقامه، فكان يقدم عليه أطباء العرب والعجم، فيصفون له فنعالجه، هكذا عزاه إليه الشمس السفاريني في غذاء الألباب ص 392 من ج 1.

وفي طبقات ابن سعد عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مسقاما، وكانت العرب تنعت له فيتداوى بما تنعت له العرب، وكانت العجم تنعت له فيتداوى اهـ ص 116 ج 1 من القسم 2.

وتقدم عن الأحكام النبوية لابن طرخان أن قول عائشة هذا روي بأسانيد صحيحة، وقال في محل آخر بعد أن كرره: فيدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يديم الطب.

ولا شك أن العجم إذ ذاك أو أغلبهم كفار، ومع ذلك كان يستوصفهم عليه السلام بعد حصول الثقة بمن يثق به منهم إذ ذاك، واستفدنا من الحديث المذكور أن الأطباء من العجم كانوا يقدمون عليه عليه السلام.

وانظر هل كانوا يردون عليه من قبل أنفسهم أو بطلب أو لغرض كسفارة مثلا والعبارة واسعة.

ولما عرف عياض في المدارك بالشيخ أبي إسحاق الجنبياني قال: قال أبو يحيى القابسي: لما خرجنا من عنده هربت من يد صبي دابة كان يمسكها لنا، فقلت أعطيتموها لصبي لا يقوم بها فضاعت، فقال لي أبو إسحاق: اغتبته فقلت له وصفته بحاله. وفي السنة ما يبيح ذلك وهو قوله عليه السلام للتي شاورته في النكاح: أما أبوجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فرجل صعلوك لا مال له فقال لي: لا حجة فيها لأن المستشار مؤتمن، وأيضا إنما شاورته في أنه يدخلها في النكاح أو يصرفها عنه، ومسألتنا ليست كذلك بل في السنة وإن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه طبيبان، وكانا نصرانيين فلما خرجا قال: لولا أن تكون غيبة لأخبرتكم أيهما أطب. قال أبو الحسن: ولم أكن أعرف أنهما نصرانيان قبل ذلك اهـ.

قال ابن عرفة في تفسيره لدى قوله تعالى: وَلا تَجَسَّسُوا إثر هذه القصة: يحتمل

ص: 353

أن يكون معنى الحديث في الطبيبين أنهما استويا في القدر المجزي منهما المحصل للغرض، وزاد أحدهما بأمور تكميلية لا يضر تركها، ولا ينقص من معرفة العلاج والمعاناة، فزاد بمعرفة الطبيعيات فحينئذ يكون تفضيل أحدهما على الآخر غيبة، وأما حيث يكون المرجوح منهما لا يحصل المقصود منه في التطبب؛ فالظاهر أن التعريف بذلك ليس غيبة اهـ منه. فاستفيد من القصة ذكر عياض عن القابسي قصة الطبيبين النصرانيين وحضور المصطفى عليه السلام معهما.

وقد أخرج ابن سعد في ترجمة معيقيب الدوسي من الطبقات: عن محمود بن لبيد في قصة الأكل مع المجذوم. وفيها: وكان عمر يطلب الطب من كل من سمع له تطبب، والقصة مبسوطة في كنز العمال ص 191 من ج 5.

وخرّج مالك وابن أبي شيبة وابن جرير، والخرائطي في مكارم الأخلاق، والبيهقي عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي، ويهودية ترقيها.

فقال أبو بكر أرقيها بكتاب الله عز وجل.

وأخرج ابن جرير عن عمرة أن عائشة كانت ترقيها يهودية، فدخل عليها أبو بكر رضي الله عنه وكان يكره الرقي فقال: ارقيها بكتاب الله.

وقد عقد فصلا للتطبب بالكافر والذمي الإمام ابن مفلح الحنبلي في كتابه المسمى «الآداب الشرعية الكبرى» فنقل فيه عن الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا كان اليهودي أو النصراني خبيرا بالطب ثقة عدلا جاز له أن يتطبب، كما يجوز له أن يودعه المال، وأن يعامله كما قال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ [آل عمران:

75] وفي الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر استأجر رجلا يهوديا خريتا، والخرّيت الماهر بالهداية واستأمنه وأتمنه على نفسه وماله، وكانت خزاعة عيبة [أي وفية] لرسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمهم وكافرهم وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يستطب الحارث بن كلدة، وكان كافرا وإذا أمكنه أن يستطب مسلما فهو كما لو أمكنه أن يودعه أو يعامله فلا ينبغي أن يعدل، وأما إذا احتاج إلى ائتمان الكيل أو استطبابه فله ذلك، ولم يكن من ولاية اليهودي والنصراني المنهي عنها، وإذا جاز طبه ومخاطبته بالتي هي أحسن كان حسنا قال تعالى: وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46] اهـ كلامه.

وقال الخطابي على حديث صلح الحديبية، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم عينا له من خزاعة وقبوله خبره، فيه دليل على جواز قبول المتطبب الكافر فيما يخبر به عن صفة العلة، ووجه العلاج إذا كان غير متهم بما يصفه، وكان غير مظنون به الريبة اهـ.

وفي بدائع الفوائد للحافظ ابن القيم، في استيئجار النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط الدؤلي هاديا في وقت الهجرة وهو كافر، دليل على جواز الرجوع إلى الكافر في الطب والكحل

ص: 354

والأدوية والكتابة والحساب والعيوب ونحوها، ما لم يكن ولايته تتضمن عدالة ولا يلزم من مجرد كونه كافرا أن لا يوثق به في شيء أصلا، فإنه لا شيء أخطر من الدلالة في الطريق، ولا سيما في مثل طريق الهجرة اهـ.

وذكر ابن مفلح مثال ما ذكر عن المروزي: أدخلت على أبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل نصرانيا فجعل يصف، وأمر عبد الله بكتب ما وصفه ثم أمرني فاشتريته له اهـ من كتاب الآداب الكبرى وما أجمعه وأوسعه من كتاب.

وقد ترجم ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء جماعة من أطباء النصارى من أهل القرن الأول الهجري؛ كان معاوية ومن بعده من ملوك الإسلام يتطببون بهم، فترجم لطبيب اسمه أبو الحكم فقال فيه: كان طبيبا نصرانيا عالما بأنواع العلاج، وله أعمال مذكورة.

وكان يستطبه معاوية بن أبي سفيان، ويعتمد عليه في تركيب الأدوية لأغراض قصدها منه.

وترجم فيها أيضا لابن أثال فقال: كان طبيبا متقدما من الأطباء الممتازين في دمشق نصراني المذهب. ولما ملك معاوية دمشق اصطفاه لنفسه وأحسن إليه، وكان كثير الاعتناء به والاعتقاد فيه، والمحادثة معه ليلا ونهارا. وكان ابن أثال خبيرا بالأدوية المفردة والمركبة وقواها، وما فيها من مسموم قاتل، وكان معاوية يقربه لذلك كثيرا. انظر عيون الأنباء وإلى هذه المسألة أشار أيضا الإمام محمد بن عبد القوي المرداوي الحنبلي في منظومته في الآداب فقال:

ومكروه استئماننا أهل ذمة

لاحراز مال أو لقسمته اشهد

ومكروه استطبابهم لا ضرورة

وما ركّبوه من دواء موصد

قال السفاريني في شرحها على قوله: لا ضرورة لا يكره إستطباب أهل الذمة ضرورة أي لاجل الضرورة، لأن الحاجة داعية إليه ولأن إدخال الضرر من إستطبابهم متوهم، والعلة معلومة فلا يمنع من إتخاذ ما يزيل المعلوم من الضرر بخوف إدخال ضرر متوهم اهـ ثم نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية السابق بواسطة ابن مفلح، وانظر شرح العارف النابلسي على الطريقة المحمدية ص 236 الجزء الأول.

«وفي الطبقات لابن جلجل وذكر أبا رمثة رفاعة فقال كان طبيبا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عالما بصناعة اليد وفي سنن أبي داود «1» عن جابر قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبيّ بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا اهـ وتقدم قول ابن إسحاق في رفيدة الأسلمية وأنها كانت تداوي الجرحي، وتحتسب نفسها على خدمة من كانت فيه ضيعة من المسلمين» .

وترجم في الإصابة للشمردل بن قباب الكعبي النجراني فذكر عن الخطيب في المتفق أنه كان يتطبب، وأن المصطفى عليه السلام ذاكره في مسائل طبية. وأخيرا قبّل الشمردل

(1) كتاب الطب باب 6 ج 4/ 197.

ص: 355

المذكور ركبة النبي صلى الله عليه وسلم وقال: والذي بعثك بالحق أنت أعلم بالطب مني. قال الخطيب:

في إسناده نظر، وقال ابن الجوزي: في روايته مجاهيل.

وترجم فيها لضماد بن ثعلبة الأزدي فقال: كان ضماد صديقا للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان عاقلا يتطبب ويرقي، وذكره بذلك أيضا ابن عبد البر في الإستيعاب.

وقد عقد ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء بابا فقال: الباب السابع: في طبقات الأطباء الذين كانوا في أول ظهور الإسلام من أطباء العرب وغيرهم، فترجم فيها للحرث بن كلدة، وولده النضر بن الحرث، وابن أبي رمثة التميمي، فقال في الأخير: كان طبيبا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مزاولا أعمال اليد أبي رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت بين كتفيه الخاتم وذكر قصة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت رفيق والطبيب الله. قال سلمان بن حسان: علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رفيق اليد ولم يكن فائقا في العلم، فبان ذلك من قوله الطبيب الله اهـ.

فائدة: عرفت الحقنة في الصدر الأول، فقد أخرج أبو نعيم عن سعيد بن أيمن أن رجلا كان به وجع، فنعت له الناس الحقنة. فسأل عمر بن الخطاب عنه فزجره، فلما غلبه الوجع احتقن فبرىء من وجعه ذلك، فرآه عمر فسأله عن برئه فقال: احتقنت فقال عمر:

إن عاد لك فعد لها، يعني احتقن. ساقه ابن الهندي في الكنز في كتاب الطب؛ فبوّب عليه الحقنة فأفاد ما يدل على أن العرب عوفوا الحقنة.

وفي طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة: أن كسرى سأل الحارث بن كلدة طبيب العرب قال له: أتأمر لي بالحقنة. قال: نعم، قرأت في بعض كتب الحكماء أن الحقنة تنقي الجوف وتكسح الأدواء عنه، والعجب ممن احتقن كيف يهرم اهـ انظر ص 111 من الجزء الأول. وبذلك تعلم ما ذكره الحطّاب ونقله عنه الشيخ عليش في فتاويه ص 246 الجزء الأول؛ من أن العرب كانت لا تعرف الحقنة وأنها من فعل العجم.

وسئل مالك في مختصر ابن عبد الحكم عن الحقنة فقال: لا بأس بها «1» . الإبهري إنما قال ذلك لأنها ضرب من الدواء وفيها منفعة للناس، وقد أباح النبي صلى الله عليه وسلم التداوي الخ انظر التوضيح.

وفي تاريخ الخميس للديار بكري إن أول من لبس التبان تحت ثيابه لأجل الفتق عمار بن ياسر لما ضرب، فيؤخذ منه أن حمل الفتق على ما يقرب من الحال الآن عرفه الصحابة. ومما يدل على أهتمام الصحابة بالطب والعلاج ما أخرجه ابن جرير عن أم جميلة أنها دخلت على عائشة فقالت لها: إنّي امرأة أداوي من الكلف من الوجه، وقد تألمت منه فأردت تركه فما تأمرين فقالت لها عائشة: لقد كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لو أن إحدانا كانت إحدى عينيها أحسن من الآخرى فقيل لها: إنزعيها وحوّليها مكان الآخرى، وانزعي

(1) في الكلام نقص.

ص: 356