الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مع ما في تمكينهم من التكلُّم بها من المفاسد التي منها جَدَلُهم
(1)
فيها واستطالتهم على المسلمين، كما سبق [أنْ] وقع لابن المقفَّع
(2)
لمَّا حذق في العربية وكان مجوسيًّا، فطفق يَغْمِص الإسلامَ وأهله، ثم لما خاف المسلمين
(3)
أظهر الإسلام. [و] كالصابئ الكاتب
(4)
الذي علا المسلمين في كتابته وترسُّله، ثم هجا العرب في قصيدة له مشهورة ومَدَح عبَّاد الكواكب من الصابئة والمجوس. ونظائرهما كثيرٌ، فلو لم يكن في تعلُّم الكفار العربيةَ إلا هذه المفسدة وحدَها لكان ينبغي أن يُمنَعوا منها لأجلها.
فصل
قالوا: (ولا ننقش خواتيمنا بالعربية)
.
وهذا يحتمل أمورًا:
أحدها: أن يريد منعهم السبيل إلى الكتابة بالعربية بحالٍ حتى في نقش الخواتيم، فلا يستعلون
(5)
على المسلمين.
(1)
في الأصل: «جدفهم» ، ولعله تصحيف عن المثبت.
(2)
في الأصل والمطبوع: «لابن البيِّع» ! والظاهر أنه تصحيف عن المثبت. ومعروف أن ابن المقفَّع كان مجوسيًّا ثم أسلم، وقد اتُّهِم بالزندقة. انظر:«السير» (6/ 208) و «لسان الميزان» (5/ 21).
(3)
في الأصل: «المسلمون» ، خطأ.
(4)
الظاهر أن المراد: أبو إسحاق، إبراهيم بن هلال الحرَّاني، الصابئ المشرك، صاحب الترسُّل البديع، والإنشاء البليغ. مات 384، وقيل: قتله عضُد الدولة لما في تاريخه الذي ألَّفه من الأكاذيب والأباطيل. انظر: «السير» (16/ 523).
(5)
في الأصل: «فيعلمون» ، والمثبت من نشرة صبحي الصالح رحمه الله.
وثالثها
(1)
: أنَّهم ربما توسلوا بذلك إلى مفاسدَ يعود ضررُها على المسلمين.
ورابعها: أنَّ في ذلك تشبُّهًا بالمسلمين في نقش خواتيمهم.
وقد روى أبو داود
(2)
وغيره أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينقش الرجل على خاتمه عربيًّا.
وحُمل هذا النهي على نقش [مثل نقشه]
(3)
، يعني: وهو الذي نُقش على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو:«محمد رسول الله» ؛ نهى أن ينقش أحدٌ مثل ذلك على خاتمه لما في الاشتراك في ذلك النقش من المفسدة.
ويدلُّ عليه الحديث الآخر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضةٍ ونقش عليه «محمد رسول الله» ، ونهى أن ينقش أحدٌ مثل نقشه
(4)
، فلعلَّ الراوي
(1)
كذا في الأصل، وكتب عليه «كذا» بالحمرة.
(2)
ليس عند أبي داود، وإنما أخرجه أحمد (11954) ومسدَّد ــ ومن طريقه البيهقي (10/ 127) ــ والنسائي (5209) وغيرهم من حديث أزهر بن راشد عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا. إسناده ضعيف لجهالة أزهر بن راشد. وله طريق آخر عن أنس عند البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 16)، وهو ضعيف لجهالة بعض رواته أيضًا.
وقد صحَّ عن أنس: أن عمر نهى عن ذلك، فقد أخرج ابن أبي شيبة (25625) والبخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 455) بإسناديهما عن قتادة عن أنس أن عمر قال: لا تنقشوا ولا تكتبوا في خواتمكم بالعربية. لفظ ابن أبي شيبة.
(3)
زيادة لازمة لإقامة السياق.
(4)
أخرجه مسلم (2091، 2092) من حديث عبد الله بن عمر وحديث أنس رضي الله عنهم.