الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان نصرانيًا قال: يا مسيحي
(1)
يا صليبي، ويقال لليهودي: يا إسرائيلي يا يهودي.
وأمَّا اليوم فقد دُفِعنا
(2)
إلى زمان يُصدَّرون في المجالس، ويقام لهم، وتُقبَّل أيديهم، ويتحكَّمون في أرزاق الجند والأموال السلطانية، ويُكْنَون بأبي العلاء وأبي الفضل وأبي الطيب، ويُسمَّون حَسَنًا وحُسينًا وعثمان وعليًّا. وقد كانت أسماؤهم من قبل يُوحَنَّا ومَتَّى وحنانيا
(3)
وجرجس وبطرس ومارجرجس ومارقس ونحو ذلك، وأسماء اليهود: عزرا وأشعيا ويوشع وحزقيل وإسرائيل وسَعْية وحُيَيٌّ ومِشكمٌ ووَقْش
(4)
وسموأل ونحو ذلك؛ ولكلِّ زمانٍ دولةٌ ورجالٌ.
فصل
وممَّا يتعلَّق بهذا ال
فصل: كيف يُكتَب إليهم
.
قال الخلال
(5)
: بابٌ كيف عنوان الكتاب وصدره
(6)
إليهم. أخبرنا
(1)
في الأصل: «شيخي» ، تحريف!
(2)
رسمه غير محرَّر في الأصل، فأثبت صبحي الصالح:«وُفِّقنا» . ولعل المثبت أشبه.
(3)
رسمه في الأصل: «» ، غير محررٍ. في المطبوع:«حنينًا» ، وهو مُحتمل. والمثبت من أسماء النصارى ــ وما زال ــ في الشام ومصر.
(4)
كذا في الأصل، وغيّره صبحي الصالح إلى «مرقس» مع أنه سبق آنفًا في أسماء النصارى.
(5)
في «الجامع» (2/ 467).
(6)
في الأصل: «ويصدر» ، والتصحيح من «الجامع» .
أحمد بن محمد بن حازم أنَّ إسحاق بن منصور
(1)
حدَّثهم أنَّه قال لأبي عبد الله: كيف يكتب الرجل إلى أهل الكتاب؟ فقال: لا أدري كيف أقول الساعة، ثم عاوَدتُّه فسكت، فقلت: حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى قيصر؟ قال: عمَّن هو؟ قلت: حديث الزهري
(2)
. قال: نعم، يكتب: السلام على من اتبع الهدى.
وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله: كيف أكتب إلى اليهودي والنصراني، سلامٌ عليك أو سلامٌ على من اتبع الهدى؟ قال: سلامٌ على من اتبع الهدى، يُذِلُّه.
وقال الأثرم: إنَّ أبا عبد الله قيل له يُكتَب إلى النصراني: أبقاك الله وحفظك ووفَّقك؟ قال: لا.
وقال حربٌ
(3)
: قلت لإسحاق: الرجل يقول للمشرك: إنَّه رجل عاقلٌ، قال: لا ينبغي أن يقال لهم، لأنَّهم ليست لهم عقول.
وذكر وكيعٌ، عن سفيان، عن منصور قال: سألت [إبراهيم و] مُجاهدًا: كيف يكتب إلى أهل الذمة؟ فقال مجاهدٌ: سلام على من اتبع الهدى. وقال إبراهيم: سلامٌ عليك
(4)
.
(1)
وهو في «مسائله» (2/ 538).
(2)
أخرجه البخاري (6260) ومسلم (1773) من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عباس.
(3)
وهو في «مسائله» (2/ 881) تحقيق: فائز حابس (رسالة جامعية).
(4)
أسنده الخلال عن محمد بن إسماعيل الأحمسي عن وكيع به. وأخرجه ابن أبي شيبة (34230) عن وكيع به، وأخرجه أيضًا (26263) عن جرير عن منصور به مقتصرًا على قول مجاهد. وأخرجه عبد الرزاق (9847) عن الثوري به.
وقال وكيعٌ، عن سفيان، عن عمَّارٍ الدُّهني، عن رجل، عن كُرَيب، عن ابن عباس أنَّه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: سلامٌ عليك
(1)
.
قلت: إن ثبت هذا عن ابن عباس، وهو راوي حديث أبي سفيان أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر:«سلامٌ على من اتبع الهدى» = فلعلَّه ظنَّ أنَّ ذلك مكاتبةُ أهل الحرب ومَن ليس له ذِمَّةٌ.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَبدؤوهم بالسلام» ، فهو في واقعةٍ معينة؛ قال:«إني ذاهب إلى يهود فلا تبدؤوهم بالسلام»
(2)
، وهذا لمَّا ذهب إليهم ليُحارِبهم وهم يهود قريظة، فأمر أن لا يبدؤوا بالسلام لأنَّه أمانٌ وهو قد ذهب لحربهم، سمعت شيخنا يقول ذلك.
ولكن في الحديث الصحيح: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسَّلام، وإذا سلَّم عليكم أحدُهم فقولوا: وعليكم»
(3)
. وقد تقدَّمت هذه المسألة
(4)
.
(1)
تقدم تخريجه (ص 409).
(2)
«فهو في واقعة
…
بالسلام» سقط من المطبوع. والحديث أخرجه أحمد (27236) والبخاري في «الأدب المفرد» (1102) وابن أبي شيبة (26278) والطبراني في «الكبير» (2/ 277، 278) من حديث أبي بَصرة الغِفاري رضي الله عنه بإسناد صحيح.
(3)
لم أجده بهذا السياق. وموضع الشاهد منه ــ وهو أوَّله ــ قد أخرجه أحمد (7617) مسلم (2167) وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطرُّوه إلى أضيقه» .
(4)
(1/ 269 - 281).