الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا كتب إلى الذمي بدأ بنفسه قبله، فيقول: من فلانٍ إلى فلانٍ. وله أن يعظِّمه بالنسبة إلى قومه فيقول: كبير قومه ورئيسهم، وله أن يدعو له بالهداية فقد كانت اليهود تتعاطس عند النبي صلى الله عليه وسلم ليقول لأحدهم:«يرحمك الله» ، فكان يقول:«يهديكم الله»
(1)
.
فصل
قالوا: (ونُوقِّر المسلمين في مجالسهم
، ونقوم لهم عن المجالس، ولا نطَّلع عليهم في منازلهم، ونُرشِد الطريق).
هذه أربعة أمور:
أحدها: توقير المسلمين في مجالسهم، والتوقير: التعظيم والاحتشام لهم، ولا يمكرون عليهم بمكر، ولا يدخلون عليهم بغير استئذان، ولا يفعلون بين أيديهم ما يُخِلُّ بالوقار والأدب، ويُحيُّونهم بتحيَّة أمثالهم، ولا يمُدُّون أرجلَهم بحضرتهم، ولا يرفعون أصواتهم بين أيديهم، ونحو ذلك.
الثاني: قولهم: (ونقوم لهم عن المجالس)، أي إذا دخلوا ونحن في مجلس قُمنا لهم عنه وأجلسناهم فيه، فيكون لهم صدره ولنا أدناه. وهذا يعُمُّ المجالس المشتركة والمختصة بهم، فإذا دخلوا عليهم دُورهم وكنائسهم قاموا لهم عن مجالسهم وأجلسوهم فيها.
(1)
أخرجه أحمد (19586) والبخاري في «الأدب المفرد» (940، 1114) وأبو داود (5038) والترمذي (2739) والنسائي في «الكبرى» (9990) والحاكم (4/ 268) وغيرهم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: «أنيس الساري» (2701).