الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقلية من نتائجها اللازمة شيوع المراباة في المجتمع، وذلك عين ما أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«لا تبيعوا الدرهم بدرهمين فإني أخاف عليكم الرماء (1)» وهو الربا. وتحدث عن حكم ربا الفضل وأورد حديث عبادة بن الصامت وجملة أحاديث في معناه، ثم علق عليها تعليقا ضافيا ثم ذكر خلاف الفقهاء في علة تحريم ربا الفضل وخلص من ذلك إلى القول بأن الاختلاف بين المذاهب في الأمور التي يدخلها الربا إنما هو من الأمور المشتبهة الواقعة على الحد بين الحلال والحرام، فإن حاول أحد الآن محتجا بهذه المسائل المختلف فيها أن يرمي بالاشتباه أحكام الشريعة في المعاملات التي قد وردت النصوص على كونها من الربا ويفتح باب الرخص والحيل بهذا الطريق للاستدلال ويدعو الأمة إلى سلوك طرق الرأسمالية فلا شك أنه يعد تاركا للكتاب والسنة للظن والخرص وضالا مضلا ولو كان مخلصا صادق النية عند نفسه (2) اهـ.
(1) مسند أحمد بن حنبل (2/ 109).
(2)
الربا ص90، 91، 98.
وسائل القضاء على الربا
من مزايا دين الإسلام أنه لم يحرم شيئا إلا وأوجد له بديلا يغني عنه، ويأخذ بحجز المسلمين من أن يقعوا في المحرم المنكور، ولا نطيل ضرب الأمثلة لذلك وإنما نكتفي بتحريم الخمر. أبدل الله المسلمين عن شربها بشرب جميع العصيرات والمنتبذات مما لا يكون فيه شبهة حرام وعندما حرم الربا أباح البيع والتجارة في الأمور المباحة وأنواع المضاربة، وهكذا فلم يرهق المسلم من أمره عسرا، ولم يكلفه شططا، وإنما أوجد له الحلول وشرع وسائل من شأنها القضاء على الربا والتجافي عنه والترفع عن مزالقه والتورط في إثمه، ويشمل ذلك ما يأتي:
(أ)
القرض الحسن:
فبدلا من أن يقرض المسلم ماله بفائدة تقض مضجع المقترض وتزيد من محنته وبلباله، رغب الإسلام في القرض الحسن بالوعد الكريم والجزاء الضافي كما قال تعالى:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} (1)،
(1) سورة البقرة الآية 245