الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرن الثاني على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي كما أجمع المتحدثون من القدماء والمحدثين عن هذا النشاط من تراثنا العربي، واقتصر شك طائفة منهم على مقدار ما عمله الخليل من كتاب العين لا أكثر.
البحث عن الألفاظ في المعاجم العربية
يتطلب البحث عن الألفاظ اللغوية في المعاجم العربية إلماما بجوانب من خصائص العربية وطريقة المعجم الذي نحاول الكشف فيه عنها.
ولعل من أبرز الخصائص التي ينبغي الإلمام بها لهذا الغرض أنها لغة متصرفة أو اشتقاقية. أي أنها تتألف من أسر لغوية، أو مواد أولية تعد أصولا لكل ما يشتق منها من مفردات. فمادة (الضاد والراء والياء) مثلا أصل لكل من (ضرب- يضرب- أضرب- ضربا - ضربة- ضارب- مضروب- مضرب. . . إلخ) ولكون هذه الأحرف الثلاثة- (ض- ر- ب) - قد كونت المادة الأولية التي اشتقت منها كل هذه المفردات، وحددت لها دلالتها العامة ودخلت في تركيب مفرداتها على اختلاف صيغها فقد سميت أحرفا أصلية. وسميت الأخرى التي جاءت بها الصيغ المختلفة للدلالة على ما تختص به كل صيغة بها أحرفا زائدة لزيادتها على الأصل الذي اشتقت منه تلك الصيغ واستغنائه عنها.
وقد استقرأ الصرفيون أحرف الزيادة فانتهوا إلى أنها عشرة حروف جمعتها العبارة: (سألتمونيها) أو (اليوم تنساه) أو (هويت السمان) وغيرها (1) كما انتهوا إلى أن الزيادة قد تكون بتكرار حرف من أحرف اللفظ الأصلية (2) وعدوا اللفظ مجردا، إذا تجرد من
(1) شرح شافية ابن الحاجب للأستراباذي 2/ 330 - 331.
(2)
شرح شافية ابن الحاجب للأستراباذي 2/ 331 - 332.
أحرف الزيادة بنوعيها واقتصر على أحرفه الأصلية، ومزيدا إن تضمن أية زيادة عليها.
ولقد ذهب علماء العربية إلى أن الأصل في الحروف أن تتألف من حرف أو حرفين (1) وما جاوزهما فقد خرج عن الأصل فيها وأشبه الأفعال والأسماء (2) إذ الأصل في هذه أن تتألف من أحرف لا تقل عن ثلاثة، ولا تزيد الأفعال على أربعة أصلية، والأسماء على خمسة منها (3).
وما جاء من الأسماء على أقل من ثلاثة أحرف فإما أن يكون كذلك حقيقة مثل بعض الضمائر (4) وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وأسماء الشرط والاستفهام (5) وأسماء الأفعال المرتجلة (6) وغيرها، فيكون خارجا عن الأصل في الأسماء مشبها الحروف في هيئتها وبنائها فأصله ما جاء عليه؛ إذ ليس له أصل غيره يلجأ إليه.
وإما أن يكون الاسم أو الفعل كذلك ظاهرا لا حقيقة مثل يد ودم من الأسماء (7) وما سقطت همزته من الأفعال، أو سقط حرف أو أكثر من أحرفه الأصلية المعتلة لسبب صرفي أو نحوي (8) ومثل هذه الألفاظ ينبغي أن تعاد إليها الأحرف الساقطة منها لتعرف أصولها ومن ثم يبحث عنها في المعاجم لأن هذه المعاجم كانت قد اعتمدت في ترتيبها الأحرف الأصلية ما وجد منها في اللفظ وما سقط منه. ويمكن معرفة ما سقط من
(1) مثل الباء، واللام، من، عن. وانظر تقرير هذا الأصل في شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك 1/ 30 - 31.
(2)
ولذلك قيل الحروف المشبهة بالفعل لعملها وبنيتها.
(3)
العين- للخليل 55.
(4)
مثل الضمائر المتصلة: وهو، وهي، وهم، وغيرها من المنفصلة.
(5)
مثل من، وما في كل من الأسلوبين.
(6)
مثل صه، بخ.
(7)
إذ الأصل فيهما يدي ودمو لقولهم: (يديت الرجل) أي أصبت يده، وقولهم النسبة إلى الدم دموي.
(8)
مثل (وقى- يقي- ق).