الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان جاره، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أتى جوار هذا يا بني عبد المطلب!. ورآه يوما حمزة، فأخذ العذرة وطرحها على رأس أبي لهب، فجعل ينقضها عن رأسه ويقول:"صاحبي أحمق! "، وأقصر عما كان يفعله، لكنه يضع من يفعل ذلك (1).
وهكذا نصر حمزة ابن أخيه على أخيه، لأنه وجد أن أخاه هو المعتدي، وابن أخيه هو المعتدى عليه، فنصر المظلوم على الظالم، مما يدل على سريرته الطاهرة وانحيازه إلى جانب الحق إذا تبين له الحق، كما يدل على أنه كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لأنه عمه وأخاه بالرضاعة، بل لأنه أحبه لسجاياه، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف.
(1) ابن الأثير (2/ 70).
إسلام حمزة
مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس عند (الصفا)، فآذاه وشتمه ونال منه وعاب دينه، وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك. وانصرف أبو جهل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجلس في نادي قريش عند الكعبة، فلم يلبث حمزة أن أقبل من قنصه متوشحا قوسه، وكان أعز قريش وأشدهم شكيمة. فلما مر بالمولاة، وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى بيته، قالت له:"يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد من أبي الحكم بن هشام، فإنه سبه وآذاه، ثم انصرف عنه، ولم يكلمه محمد ".
واجتاح الغضب حمزة، فخرج سريعا لا يقف على أحد، كما كان يصنع، يريد الطواف بالكعبة، معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به، حتى دخل المسجد، فرآه جالسا في القوم، فأقبل نحوه وضرب رأسه بالقوس، فشجه شجة منكرة، وقال: "أتشتمه وأنا