الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمزة بن عبد المطلب
أسد الله
وأسد رسوله
وسيد الشهداء
اللواء الركن: محمود شيت خطاب.
نسبة وأيامه قبل الإسلام
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي (1)، أبوه: عبد المطلب سيد قريش حتى مات (2)، وأمه: هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن
(1) نسب قريش (17) وجمهرة أنساب العرب (15)، وانظر تفاصيل نسبه في سيرة ابن هشام (1/ 1 - 2).
(2)
أنساب الأشراف (1/ 64).
زهرة (1)، وهي بنت عم آمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمزة شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام رضي الله عنهم (2).
ولي أبوه عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة بعد عمه المطلب، فأقامها للناس، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبل قومهم من أمرهم، وشرف في قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه، وأحبه قومه وعظم خطره فيهم (3)، وكان من أعماله الباقية حتى اليوم حفر بئر زمزم (4).
وحمزة: عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب بن عبد المطلب، أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم أياما، وأرضعت قبله حمزة (5).
وكان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بأربع، والأول أصح (6)، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولد سنة (571م)، فإن حمزة قد ولد سنة (569م).
وشهد حمزة حرب الفجار الثاني، وكان بعد عام الفيل بعشرين سنة، بعد موت عبد المطلب باثنتي عشرة سنة، ولم يكن في أيام العرب أشهر منه ولا أعظم، وإنما سمي الفجار لما استحل الحيان: كنانة وقيس من المحارم. وكان بين قيس ومعها ثقيف وغيرها، وبين قريش ومعها كنانة والأحابيش وأسد بن خزيمة، فكان على بني هاشم الزبير بن عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوة الزبير وهم: أبو طالب وحمزة والعباس بنو عبد المطلب، وجرت المعركة بين الجانبين في (عكاظ)، فانتصرت قريش وحلفاؤها على قيس وحلفائها (7).
(1) نسب قريش (17).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 68).
(3)
سيرة ابن هشام (1/ 153).
(4)
انظر التفاصيل في سيرة ابن هاشم (1/ 154 - 164).
(5)
أنساب الأشراف (1/ 94).
(6)
أسد الغابة (2/ 46).
(7)
انظر التفاصيل في ابن الأثير (1/ 588 - 595).
وكانت حرب الفجار أول تدريب عملي بالنسبة لحمزة، مارس فيها التدريب العملي على استعمال السلاح وعاش جو المعركة في حرب حقيقية وتحمل فيها أعباء القتال ومشقات الحرب، فتوج بها تدريبه النظري على الفروسية واستعمال السلاح واستخدام الأرض في المعركة.
وكان عمره حين شهد حرب الفجار اثنتين وعشرين سنة، لأنه ولد قبل عام الفيل بسنتين.
وكان حمزة مغرما بالصيد والقنص (1)، وهو دليل على مهارته في الفروسية والتسديد الدقيق في الرمي، كما أنه تدريب عملي على ممارسة هذين الفنين العسكريين.
وقد كان لحمزة دور بارز في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وكانت خديجة امرأة حازمة عاقلة شريفة، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها، وكانت أوسط نساء قريش نسبا وأكثرهن مالا وشرفا، وكل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه. فلما أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه عمه حتى دخل على أهلها، فخطبها إليه وتزوجها.
ولما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (2) جمع النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة وأبو لهب، ودعاهم إلى الله (3).
وبدأ المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ممن يؤذيه عمه أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب، وكان شديدا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين، عظيم التكذيب له، دائم الأذى، فكان يطرح العذرة (4) والنتن على باب النبي صلى الله عليه وسلم،
(1) أسد الغابة (2/ 46) وابن الأثير (2/ 83).
(2)
سورة الشعراء الآية 214
(3)
ابن الأثير (2/ 62).
(4)
العذرة: فضلات الإنسان التي تخرج من بطنه، الغائط.