الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قياسا على جمع القدماء لما ماثله كمسند- مساند، ومذهب- مذاهب، ومطرف- مطارف، ومصعب- مصاعب، ومصحف- مصاحف (1) وقد خصص الفارابي (إسحاق بن إبراهيم متوفى 350 هـ) في كتابه (ديوان الأدب) بابا لما جاء من الألفاظ على وزن مفعل بضم الميم وفتح العين، ضمنه الألفاظ التي ذكرها الدكتور ناصر الدين الأسد وكثيرا غيرها منها: مغزل- مغازل، ومنخل- لغة في منخل- مناخل (2) ولهذا فلا ضير في جمع المعجم على معاجم قياسا على جمع هذه الألفاظ وللمعاجم بعد هذا مزية الشيوع والاختصار.
(1) المعاجم العربية الدكتور حسين نصار 1/ 2 - 3.
(2)
ديوان الأدب- الفارابي- مخطوط ص 96.
مرادفه (القاموس):
عرفت المعاجم اللغوية بالقواميس، مفردها قاموس ومعناه: البحر أو أبعد موضع فيه غورا وقيل وسطه ومعظمه (1). وقد أطلقه الفيروزآبادي على معجمه فسماه (القاموس المحيط): أي البحر الأعظم كما ذكر ذلك المؤلف نفسه (2) ولما كثر تداوله اكتفي من اسمه بالقاموس، ثم انتقل منه إلى ما ماثله فشمل المعاجم اللغوية السابقة واللاحقة وصار القاموس مرادفا للمعجم.
(1) اللسان- مادة (قمس) 6/ 183.
(2)
القاموس المحيط- المقدمة: 1/ 3.
الحروف العربية من الأبجدية إلى الهجائية إلى المخارج
سرى ترتيب الحروف الأبجدي الفينيقي إلى سائر اللغات السامية ومنها العربية، وقد سمي هذا الترتيب بالأبجدي نسبة إلى الكلمة الأولى من الكلمات الست وهي:
أبجد- هوز- حطي- كلمن- سعفص - قرشت- أي: أب ج د - هـ وز - ح ط ي
- ك ل م ن- س ع ف ص- ق ر ش ت. ولقد أردفت (ألحقت) العربية بالحروف الفينيقية هذه ستة أحرف هي (ث، خ، ذ، ض، ظ، غ) جمعتها كلمتا (ثخذ، ضظغ) سميت بالروادف (اللواحق). ولخلو الحروف من النقط وتماثل كثير منها في الرسم برزت الحاجة إلى التمييز بين ما تماثل منها لأمن اللبس وضبط الأداء، فعهد الحجاج بن يوسف الثقفي إلى نصر بن عاصم الليثي المتوفى سنة 90 هـ القيام بمهمة التمييز هذه، فعمد عاصم إلى الحروف الأبجدية تاركا الألف المهموزة على حالها لتفردها وانتقل إلى الباء فوضع بعدها ما ماثلها (التاء والثاء) فوضع تحت الباء نقطة وفوق التاء نقطتين وفوق الثاء ثلاث نقاط.
وانتقل إلى الجيم من كلمة أبجد وقام بمثل ما قام به مع الباء، وكذلك فعل مع بقية الحروف الأبجدية. وجمع أحرف العلة في النهاية. وهكذا تم له ترتيب الحروف ترتيبا جديدا والتمييز بين ما تماثل منها في وقت واحد، فانتهى بها إلى ما نعهدها عليه الآن (أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ. . . إلخ).
وقد عرف ترتيبه هذا بالترتيب الهجائي لأن حروفه- كما يبدو لي- تظل فيه مقطعة مفصولة، ولا تقرأ إلا كذلك، فلا تتصل ببعضها لتؤلف ما ألفته حروف الترتيب الأول من كلمات أبجد هوز. . إلخ. والتهجي: قراءة أحرف الكلمة أو قراءة الكلمة مقطعة الحروف إذ الهجاء: القراءة والتقطيع ففي القاموس المحيط (الهجاء ككساء: تقطيع اللفظة بحروفها) وقال أبو زيد: (الهجاء: القراءة)(1) وعندي أن المعنيين (القراءة والتقطيع) قد اجتمعا في حروف الهجاء.
ولقد ذهب غير واحد من المحدثين إلى تسمية هذا الترتيب بالترتيب (الألفبائي) منتزعين هذه التسمية من الحرفين الأولين له وهما: الألف والباء.
ولقد رتبت الحروف الهجائية العربية ترتيبا آخر يختلف عن الترتيبين السابقين (الأبجدي والهجائي) ألا وهو: الترتيب المخرجي الذي ابتدعه الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى 170 أو 175 أو 177 مراعيا فيه مخارج الحروف مبتدئا بأبعدها والأقرب فالأقرب حتى انتهى إلى أدناها مخرجا
(1) التهذيب- الأزهري 6/ 347 باب الهاء والجيم.