الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأسماء بأن ننسب إليها، أو أن تقف على أفعالها وتصريفها إن كانت لها أفعال.
أما ما حذف من الأفعال فتصريفها كفيل بإعادتها إليها. وإذا عاد الباحث بالألفاظ إلى أصولها لا يكون أمامه غير معرفة السبيل التي انتهجها المعجم في ترتيب مواده اللغوية وسنبين هذه السبل في مدارس المعاجم اللغوية.
مدارس المعاجم العربية
.
1 -
مدرسة العين:
(أ) كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (100 - 175 أو 177 هـ) مبتدع العروض أو بحور الشعر العربي (1) ومبتكر ترتيب حروف الهجاء العربية بحسب مخارجها لجمع الألفاظ العربية المستعمل منها والمهمل وبكتابه هذا عرفت مدرسة العين وقد اعتمد في ترتيبه على ثلاثة أسس هي:
1 -
المخارج:
إذ قسم معجمه إلى تسعة وعشرين كتابا سمى كلا منها بحرف من أحرف الهجاء. غير أنه عمد إلى ترتيبها وفقا للترتيب المخرجي الذي ابتدعه. فابتدأ بالعين وانتهى بالهمزة ولهذا سمى معجمه (كتاب العين) من باب تسمية الكل باسم الجزء، وضمن كلا من هذه الكتب جميع الألفاظ التي تضمنت الحرف الذي عنون به الكتاب إلا ما قد تقدم ذكره في كتاب سبقه، فكلمة (رعب) مثلا أوردها في كتاب العين لكون العين أول الحروف في ترتيبه المخرجي ولا يتكرر ورودها في كتاب الراء أو الباء.
ويمكننا أن نسمي كل كتاب من هذه الكتب بابا كيلا تتعدد الأسماء لمسمى واحد
(1) الخليل بن أحمد- المخزومي 187 - 190، مصادر التراث- الدكتور عمر الدقاق 171.
لأن الجوهري ومن تلاه من أصحاب المعاجم أو أكثرهم كانوا قد سموا ما يقابل هذه الكتب أبوابا.
2 -
الأبنية:
أو عدد أحرف الألفاظ: إذ قسم كل كتاب أو باب إلى ستة أقسام أو فصول.
أ- الثنائي الصحيح المضاعف: فمنه الألفاظ المؤلفة من حرفين صحيحين كرر أحدهما مثل (مد) أو كلاهما مثل (زلزل).
ب- الثلاثي الصحيح: المؤلف من ثلاثة أحرف صحيحة متنوعة مثل (ذهب).
ج- الثلاثي المعتل: المؤلف من ثلاثة أحرف منها واحد معتل أو مهموز مثل (رمى، قرأ).
د- الثلاثي اللفيف: المؤلف من ثلاثة أعتل حرفان منه مثل (وعى).
هـ- الرباعي: المؤلف من أربعة أحرف أصلية مختلفة مثل (بعثر، دحرج).
والخماسي: المؤلف من خمسة أحرف أصلية مختلفة مثل (سفرجل).
3 -
التقاليب:
تغيير مواقع أحرف اللفظ أو ترتيبها حتى يأخذ كل منها مواقع الأحرف المشتركة معه في تكوين اللفظ.
وقد عمد الخليل إلى التقاليب ليقف على كل ما يمكن أن يتكون من حروف الهجاء من ألفاظ مستعملة أو مهملة. وقد انتهى- فعلا- إلى أن للثنائي أو المضعف صورتين فالدال والراء مثلا لا يتكون منهما غير (در، رد). أما الثلاثي فله ست صور فالذال والهاء والباء مثلا لا يتكون منها غير: (ذهب، ذبه، هبذ، هذب، بذه، بهذ) وترتفع هذه التقاليب في الرباعي فتصل إلى أربع وعشرين صورة وفي الخماسي إلى مائة وعشرين صورة، وقد جمع الخليل تقاليب اللفظ كلها في أسبق حرف منها في ترتيبه المخرجي، ولهذا فالبحث عن لفظ من الألفاظ في معجم العين يتطلب:
أ- ترتيب أحرفه بحسب ترتيب الخليل للحروف- بعد إرجاع اللفظ بالطبع إلى أصله كما في كل المعاجم- لكي تقف على الكتاب أو الباب الذي يرد اللفظ فيه.
ب- النظر في بنيته إن ثنائيا أو ثلاثيا أو غير ذلك لمعرفة الفصل الذي يورده فيه.
ج- الصورة التي ورد به اللفظ المبحوث عنه لمعرفة القسم الخاص به فالفعل (لعب) مثلا يرتب بحسب ترتيب الخليل للحروف فيكون (علب) إذ العين قبل اللام، واللام قبل الباء. ولهذا يبحث عنه في كتاب أو باب العين. ولما كان الفعل ثلاثيا صحيحا فالبحث عنه في باب العين ينحصر في الفصل الخاص منه بالثلاثي الصحيح الذي اتصلت فيه العين باللام مع الباء. ولكن اللفظ المبحوث عنه (لعب) وليس (علب) لذا يبحث عنه في الصورة أو التقليب الذي يطابقه وهكذا.
ب- كتاب البارع في اللغة لأبي علي القالي (إسماعيل بن القاسم 288 - 356 هـ) اتبع مؤلفه منهج الخليل في اعتماده على المخارج والأبنية والتقاليب غير أن ترتيبه للحروف أقرب إلى ترتيب سيبويه لها منه إلى الخليل (1) فقد جاء ترتيبه على النحو التالي:
هـ- ح- ع- خ- غ- ق- ك- ض- ج- ر- ش- ل- ون- ط- د- ت- ص- ز- س- ظ- ذ- ث- ف- ب- م- أ- ي- د (2).
كما أنه خالف الخليل في بعض أبنيته- وإن قسمها مثله إلى ستة- فقد جمع في الثلاثي ما اعتل بحرف وحرفين فجاء هذا القسم مقابلا لقسمي الثلاثي في كتاب العين وهما الثلاثي المعتل واللفيف وأخلص قسما لما سماه بالحواشي والأوشاب جمع فيه
(1) انظر ترتيب الخليل للحروف في العين 1/ 65 وص 11 من هذا البحث.
(2)
المعاجم العربية- درويش- 32، المعاجم العربية - نصار 1/ 20 والمعجم العربي له 314 - 315.