المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القدس وفلسطينبين معاناة الاحتلال ومقاومته - مجلة مجمع الفقه الإسلامي - جـ ١٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌العدد الثالث عشر

- ‌القدس وفلسطينبين معاناة الاحتلال ومقاومته

- ‌مسارب العدوان في الفكر الصهيونيوأثرها في التعرض للمقدسات الإسلاميةإعدادالشيخ محمد علي التسخيري

- ‌فلسطين العربية الإسلامية

- ‌حقوق الإنسان في الإسلام

- ‌حقوق الإنسانبينالإعلانين الإسلامي والعالميوالدستور الإسلامي الإيراني

- ‌حقوق الإنسان في الإسلام

- ‌الإسلام وحقوق الإنسانفي ضوء المتغيرات العالمية

- ‌التشريع الجنائي الإسلامي وحقوق الإنسان

- ‌حقوق الإنسان وحرياتهفي النظام الإسلامي وتأصيله الشرعي

- ‌حقوق الإنسان في الإسلامإعدادالأستاذ طاهر أحمد مولانا جمل الليل

- ‌حقوق الإنسان في الإسلامإعدادالدكتور محمد فتح الله الزيادي

- ‌استثمار الأوقاف في الفقه الإسلاميإعداد أ. د محمود أحمد أبو ليلأستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانونبجامعة الإمارات العربية المتحدة – قسم الدراسات الإسلاميةوالدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء

- ‌وقف النقودفي الفقه الإسلاميإعدادالأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

- ‌استثمار موارد الأوقاف(الأحباس)إعداد الشيخ حسن الجواهري

- ‌استثمار الوقفوطرقه القديمة والحديثةإعدادأ. د. علي محيي الدين القره داغي

- ‌الوقف النقديمدخل لتفعيل دور الوقف في حياتنا المعاصرةإعدادالدكتور شوقي أحمد دنيا

- ‌المؤسسة الوقفية المعاصرةتأصيل وتطويرإعدادالدكتور عبد السلام العبادي

- ‌الأوقاف "الأحباس"وأحكامها وأقسامها ومواردها ومصارفهاإعدادسماحة الشيخ عبد الله سليمان بن منيع

- ‌استثمار موارد الأوقاف(الأحباس)إعدادالشيخ خليل الميس

- ‌تنمية واستثمارالأوقاف الإسلاميةإعدادالدكتور ناجي شفيق عجم

- ‌زكاة الزراعة - زكاة الأسهم في الشركات - زكاة الديونإعدادالدكتور الصديق محمد الأمين الضرير

- ‌زكاة الديونإعدادالشيخ محمد علي التسخيري

- ‌زكاة الزراعة- زكاة الأسهم في الشركات- زكاة الديونإعدادالدكتور أحمد الندوي

- ‌زكاة الزراعة- زكاة الأسهم في الشركات- زكاة الديونإعدادالشيخ الدكتور الطيب سلامة

- ‌المشاركة المتناقصة وصورها في ضوء ضوابط العقود المستجدةإعدادالأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي

- ‌المشاركة المتناقصة وصورها في ضوء ضوابط العقود المستجدةإعدادالأستاذ الدكتور حسن علي الشاذلي

- ‌المشاركة المتناقصة وأحكامهافي ضوء ضوابط العقود المستجدةإعدادالدكتور نزيه كمال حماد

- ‌المشاركة المتناقصةطبيعتها وضوابطها الخاصةإعدادالدكتور عبد السلام العبادي

- ‌المضاربة المشتركة فيالمؤسسات المالية الإسلامية المعاصرةإعدادفضيلة القاضيمحمد تقي العثماني

- ‌القراض أو المضاربة المشتركةفي المؤسسات المالية(حسابات الاستثمار)إعدادالدكتور عبد الستار أبو غدة

- ‌القراض أو المضاربة المشتركة في المؤسسات المالية الإسلامية(حسابات الاستثمار المشتركة)إعدادأ. د أحمد الحجي الكردي

- ‌المضاربة المشتركة في المؤسسة المالية الإسلامية(حسابات الاستثمار المشتركة)إعدادد. حسين كامل فهمي

- ‌المضاربة المشتركةفي المؤسسات المالية الإسلامية المعاصرةإعدادأ. د قطب مصطفى سانو

- ‌التأمين الصحيوتطبيقاته المعاصرةفي ضوء الفقه الإسلاميإعدادالمستشار محمد بدر المنياوي

- ‌التأمين الصحيواستخدام البطاقات الصحيةإعداد الشيخ محمد علي التسخيري

- ‌التأمين الصحيإعدادالبروفيسور الصديق محمد الأمين الضرير

- ‌التأمين الصحيإعدادالدكتور محمد هيثم الخياط

- ‌التأمين الصحيواستخدام البطاقات الصحيةإعدادالدكتور محمد جبر الألفي

- ‌التأمين الصحيإعداد الدكتور العلي القري

- ‌التأمين الصحيإعدادالقاضي مجاهد الإسلام القاسمي

الفصل: ‌القدس وفلسطينبين معاناة الاحتلال ومقاومته

‌القدس وفلسطين

بين معاناة الاحتلال ومقاومته

إعداد

الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة

الأمين العام للمجمع

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

يطيب لي أن أقدم في دورة مجمعنا الثالثة عشرة بحثًا حول (القدس وفلسطين) وهو الموضوع الذي يشد اهتمام جميع المسلمين منذ

أكثر من نصف قرن، ويمثل صلب الصراع العربي الإسرائيلي.

فموضوع القدس وفلسطين بقي حيًّا في قلوب الشعوب الإسلامية رغم تتابع الحوادث والأزمات الدولية والمآسي والفواجع التي

عاشتها هذه الشعوب، وما ذلك إلا دليل على قدسية هذه القضية وتأصلها في نفوس المسلمين.

وأود بهذه المناسبة أن أحيي جهاد الشعب الفلسطيني المناضل وبسالة المقدسيين المرابطين في انتفاضتهم المباركة، ونبتهل إلى العلي القدير أن يشد من أزرهم ويمكنهم من الدفع

والجلد ويرفع من معنوياتهم، ويمن علينا وعليهم بالنصر المبين، ويكسر شوكة الغاصبين المحتلين.

إن أطماع الصهيونية في فلسطين بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر؛ فقد رسم هرتزل للمجتمع اليهودي الخطة، وحدد له الهدف بكتابه دولة إسرائيل، بما قام به من اتصالات مكثفة مع الدولة العثمانية، والدول الأوروبية، وبخاصة بريطانيا أواخر القرن التاسع عشر،

من أجل تحقيق غايته المنشودة، في ظروف كان يهود أوروبا الشرقية وبخاصة روسيا بعد اغتيال القيصر، يضيقون بإقامتهم في

البلاد التي انتشروا بها، ويشعرون بالخوف والهلع، ويتوقون إلى أن يتجمعوا بوطن لهم متميز يكون خاصًّا بهم وهو فلسطين، كما زينت لهم ذلك الحركة

الصهيونية، وساعدتهم عليه بريطانيا العظمى.

ص: 25

ولما تحمله هذه الجملة الأخيرة من دلالات، وتوحي به من أفكار وآراء، بل من تصرفات وحركات، أثارت قضية فلسطين الإسلامية نزاعًا حادًّا، وصراعًا

شديدًا بين المسلمين والمسيحيين سكان البلاد الأصليين وغير الأصليين، وبين الطوائف والفئات المهاجرة إليهم والزاحفة عليهم في ديارهم. وطبيعي أن تترتب على ذلك أجواء من

الظلم والعسف والإرهاب والاعتداء، منها نهب الأراضي، واغتصاب الممتلكات، ورمي السكان الآمنين بالقنابل العنقودية، واستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة، والقيام بحملات

من الاعتقال والتعذيب، واقتحام المسجد الأقصى على المصلين، وتدمير مسجد حسن بك بيافا، ومسجد الشيخ جراحا بالقدس، والهجوم المسلح على الجامعة الإسلامية بالخليل، ونحو ذلك من الأعمال الوحشية الإجرامية.

ولا يقع هذا العدوان الإسرائيلي البغيض المتجدد على جزء خاص أو جهة معينة من البلاد بل هو مسلط: واقع ومشاهد بكل أطراف فلسطين وفي

مقدمتها القدس. تلك البقعة المباركة الشريفة التي عمرها العرب من مسلمين ومسيحيين من الفتح الإسلامي في عهد

عمر بن الخطاب 15 هـ - 636م إلى اليوم، فتوالت عليهم بها القرون والأجيال، وعاشوا بها حلو الحياة ومرها. ينطق بمفاخرهم فيها ما شيدوه بها

وأقاموه من معالم حضارية، وما نشروه من علم وثقافة، وما بذلوه من جهد في سبيل بناء حياة آمنة كريمة، تأسيسًا، ورعاية، وحفظًا، وصيانة. ومن خير من يصف لنا القدس العالم الراحل والمؤرخ الصادق المرحوم الدكتور إسحاق موسى الحسيني الذي يقول من دراسة علمية جريئة جدًّا نشرها مركز الأبحاث في بيروت:

ص: 26

"إني لا أستطيع أن أكتم شعوري نحو مدينتي العزيزة الحزينة المتشحة بالسواد. إنه ليطيب لي أن أردد ذكرها صباح مساء، وأن أسبح بحمدها، وأن أصف محاسنها، وأن أذكر

أسماءها وتاريخها وعلماءها ومساجدها وكنائسها، وكل ما يمت إليها من قريب أو بعيد. أليست هي مسقط رأسي، ووطن آبائي وأجدادي، ومهبط الأنبياء ومنبع الرسالات،

والقبلة التي تتجه نحوها قلوب المؤمنين! ليس في العالم كله مدينة تحاكيها فيما اجتمع فيها من آثار مقدسة، منذ أربعة آلاف سنة إلى اليوم، فيما تثيره في النفس من مشاعر الإجلال

والتقديس، ولا فيما تبعثه في القلب من أنس ".

وإن هذه المشاعر المتدفقة المشتركة التي تفيض بها كل نفوس الفلسطينيين لهي تلك التي رسمها مركز الإسراء للدراسات والبحوث، حين قال في غضون حديثه عن احتلال فلسطين، من مقدمته لكتاب (القرارات الدولية الكاملة) من 1947 م إلى 1997 م.

"أما القلب (قلب فلسطين) وهو القدس فلم يكن إلا تعبيرًا صادقًا عن تعلق الأرض بالسماء، والإنسان بالقيم، والجهاد بالألم، واختصارًا لطيفًا لمعراج

الرسالة، ووحدة الأديان، والأمل بالسلام، وخلاص الإنسان ".

وهذه المعاني القدسية الشريفة التي تجيش بها نفس كل عربي عاش بهذه الديار، وانتسب إليها، لهي تلك التي استهدفها الاحتلال الصهيوني والاستعمار اليهودي من نحو قرن، من

أجل إذابتها والقضاء عليها. والأمر غير عسير ما دامت الإجراءات والوسائل تتخذ في كل يوم لتأكيد هذا الاتجاه الإسرائيلي الحاقد من غير بصر رادع أو سلطان وازع.

وهي التي من أجل حمايتها والحفاظ عليها وتخليدها وصيانة الوطن والهوية مارس الشعب الفلسطيني ويمارس في أمسه ويومه وغده كل ألوان المقاومة والجهاد على جبهات

متعددة. فمن مظاهرات ومصادمات يقوم بها هذا الشعب العربي الفلسطيني احتجاجًا على السياسة البريطانية والأنظمة الصهيونية إلى إعلان عن رفضه الصريح لإقامة الوطن

القومي لليهود ببلد فلسطين.

ص: 27

ومن مواجهات دامية لاعتداءات اليهود على مدى سنوات 1929 م - 36 - 48 - 49 - 67، وقيامه أثناء ذلك بمعارضته لقرار التقسيم وللإعلان عن قيام دولة إسرائيل، ودخوله الحرب مناهضًا ومجاهدًا من أجل تحرير وطنه في سنوات 1956م - 67 - 73، إلى إنشائه منظمة التحرير

الفلسطينية، وظهور الانتفاضة يساندها تكافل الفصائل السياسية والقوى الشعبية.

ودفع الناس اليأس والإحباط فحملهم على تشكيل المنظمات الفدائية. ولكن رغم مآسي الفتنة والثوراث والحروب لم تلبث القوات العدوانية وسلطات الاحتلال متمسكة بمنطق

القوة العسكرية والأسلحة المتطورة، والتأييد الخارجي. فهم لذلك معتدون بما عندهم من عتاد ودعم، يعرفون الحق ولا يذعنون له، ويدركون الطغيان والطاغوت ويستمسكون

به، ويدعون إلى الرشاد والسلم فيمنعون نفاذ القوانين وتنفيذ المعاهدات، ويتحدَّون الإرادة الدولية، ولا يركنون بصدق إلى المفاوضات، ويعطلون سبل التعاون المثمر بين الأمم.

في هذه الفترة الطويلة على المستضعفين، القصيرة في عمر الزمان، تتابعت الأحداث والهجومات، وصور القهر والاستيلاء، وأسباب الاستعلاء والهيمنة المختلفة المتجددة على

فلسطين وأهل فلسطين. فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين. وهم في كل تلك الأحوال والظروف متحلون

بالإيمان والثبات، يرددون تعاليم آيات القرآن البينات، داعين:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل

عمران: 147] .

ص: 28

ومن يرد أن يلم بأنواع الصراعات، وأسرار النزاعات، وأشكال المواجهة، وصور التحديات يعد أولًا إلى دراسة الوقائع والملابسات - فإن هذا البحث لا يتسع لمثل ذلك -

ويتتبع ثانيًا - إن شاء - في مسيرة هذه الحلقة الأخيرة من تاريخ الشرق الأوسط وفلسطين التي تمتد على مدى نحو قرن أو يزيد كل المواقف العدوانية

من جهة، والمواقف الجهادية من جهة أخرى. فإذا هي كلها بارزة بعناوين من نار ونور؛ فهي متمثلة في: وعد بلفور، وقرار

التقسيم، والقدس، والتدويل، والسيادة، والسياسة

التوسعية للاستعمار اليهودي قبل (67) وبعدها، ومتلمسة في التفاف المجاهدين حول مقدساتهم، يذودون عنها بأموالهم وأنفسهم، وفي قيام منظمة

التحرير الفلسطينية الجامعة لشملهم والممثلة لهم، المتكلمة بلسانهم، وفي الحركات الجهادية الأخرى كالـ انتفاضة وغيرها، وفي مواقف التفاوض المرن

من أجل السلم بما يكشف لدى هؤلاء عن بطولات مجيدة في المجالين العسكري القتالي، والتفاوضي السياسي.

ويعنينا في هذا المقام أن نتبين عن طريق المقاصد والأعمال القواعد الأساسية للاحتلال الصهيوني للقدس ولفلسطين. فقد كان

الاحتلال والإرهاب بجميع صوره وأشكاله مدعاة لنزوح المواطنين عن ديارهم، واضطرارهم إلى طلب اللجوء إلى البلاد المجاورة خارج بلادهم. وبقدر ما تخلو البلاد من ساكنيها،

والأوطان من أبنائها تتهيأ أسباب أكثر للهيمنة والحكم والتصرف المطلق في الأراضي المنتزعة، وتتوفر للعدو فرص جديدة للتوسع الاستعماري وللاستبداد بكل شيء، واستغلال كل شيء، ويمضي المحتل الإسرائيلي - ليثبت أقدامه، ويدعم وجوده وسلطانه - في سلوك المنهج الأقسى والأنكى والأشد ظلمًا وخطورة، معتمدًا في سياسته الاستعمارية

القمعية القواعد الثلاثة التي ترسمها في تحركاته كلها في فلسطين والقدس والبلاد العربية المجاورة؛ وهي:

الهجرة والاستيطان والتهويد.

وسنحاول بإذن الله، وقدر الطاقة، تصوير ذلك في جمل مختصرة تكون إضاءات وإلماعات تقرب للدارس معرفة خطة اليهود الاستعمارية في فلسطين:

* * *

ص: 29

1 -

الهجرة

علل اليهود هجرتهم إلى فلسطين بأنواع من الحقوق يطالبون بها، هي الحق الديني لاعتبارهم فلسطين أرض الميعاد، والحق التاريخي

الذي يدعونه لأنفسهم، ويحرصون بشتى الطرق على إثباته وهو القائم على إحياء مملكة داود والتجمع حول هيكل سليمان، والحق القانوني الذي أكسبهم إياه في نوفمبر

1917م، وعد آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا للورد روتشلد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وقد جاء فيه: "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين الارتياح إلى إنشاء وطن قومي في فلسطين، للشعب اليهودي، وستبذل

أطيب مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية ".

وبدأت المساعدة على هجرة اليهود إلى فلسطين قبل هذا التصريح وبعده. وقامت جمعيات التهجير ومكاتبه في تركيا وروسيا وألمانيا وإنجلترا وأمريكا وغيرها بابتياع ما أمكن من الأراضي في بلاد المهجر.

وهو ما لفت انتباه الإمام محمد رشيد رضا فقام بالاستنكار والتدخل، ودعا إلى عدم بيع الأراضي إطلاقًا، معلنًا أن من يبيع أرضه لليهود الصهيونيين في فلسطين، والذي يسعى في شراء أراضي غيره لهم، من سمسار ونحوه، هو كالذي يساعد أي قوم من الأجانب على ما يحاولونه من غزو لبلادهم، وأن غزو

الأجنبي لدار الإسلام لهو شر من كل ما سبقه من الغزوات السياسية والدينية على اختلاف أسمائها في هذا العصر، لأنه سلب لحق أهل وطن في ملك

بلادهم، وأن فقد فلسطين لخطر على بلاد أمتنا المجاورة لهذا الوطن.

ص: 30

وفي عهد الانتداب البريطاني فيما بين 1920 م - 1948 م بدأت أفواج المهاجرين من اليهود تتتابع. وبذلك نما عددهم، وازداد في كل مرحلة من المراحل على

التي قبلها. وإذا كان عدد جملة سكان فلسطين سنة 1925 م يقدر بـ (752048) نسمة، فإن نسبة اليهود منهم تقل (10 %) إذ بلغ عددهم في تلك

الفترة (73790) ثم ارتفع عددهم سنة 1929م إلى أن وصل (250000) نسمة، وازداد في 1949م إلى نحو من الضعف، وبلغ (442000) . وذكرت المصادر: أن جملة

اليهود في عهد الانتداب بلغ (482867) في حين أن المسموح به والمحدد للهجرة اليهودية في تلك الفترة لا يجوز أن يفوت (75000) .

وتعليل هذا يرجع إلى أن المندوب السامي البريطاني أحد القادة اليهود السير هربرت صموئيل اضطلع بمهمة إعطاء الصبغة الرسمية للوكالة اليهودية، وأشركها في صياغة القوانين

واللوائح والأنظمة الأولى. وبإثر تيسيره للهجرة مكنت الوكالة اليهود من تملك الأراضي، ومنحتهم امتيازات اقتصادية جعلتهم يسيطرون بالتدريج على اقتصاد البلاد، معرضين

اقتصاد العرب للخطر، حتى يزعزعوا تمسكهم بالأرض فينزحوا عنها، ويتمكن اليهود من الاستيلاء عليها واستيطانها من بعدهم. وقد مكن المندوب السامي الوكالة اليهودية من

الاشتراك في إدارة البلاد، والقيام بتنظيم اليهود، وتسليحهم وتدريبهم، وتشكيل العصابات منهم. وهكذا يكون الانتداب البريطاني هو الذي منح في القانون العام - كما أعلنت

ذلك بربارة توفمان - مجالًا لإعادة إسرائيل إلى فلسطين. وهو ما يفسر الزيادة المطردة للمهاجرين من اليهود إليها.

وتم إعلان قرار التقسيم يوم 29 نوفمبر 1947م الذي رفضه العرب ووافقت عليه (33) دولة، ورفضته (13) دولة منها، وامتنعت (10) دول من

المشاركة في التصويت، وتغيبت دولة واحدة عن هذه العملية، بحيث صدر هذا القرار بتصويت (33) دولة من مجموع (57) لفائدته.

ولهذا السبب أيضًا تجدد تدفق اليهود على فلسطين، وزاد عددهم. ففي 1947م كانت جملة عدد سكان فلسطين

(1933673)

، منهم (16 %) من اليهود.

ص: 31

وبلغ عددهم في (48 - 49) : (614239) فأصبحت نسبتهم (31 %) .

ودخل أثناء الحرب إلى فلسطين نحو (92000) يهودي.

وفي سنة (49) ضمت إسرائيل مناطق تتجاوز مساحتها القدر الذي حددته لها الأمم المتحدة، واتخذ الكنيست (1950م) قرار حق العودة لليهود

فتزايد عددهم، ووضع أكثر من مليون عربي تحت الحكم الإسرائيلي.

وفي يونيو (حزيران) 1967م احتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة

سيناء، ومرتفعات الجولان، كما سيبينه الجدول بعده.

وفي نفس السنة 1967م ضمت إسرائيل القدس الشرقية بسكانها إلى القدس الغربية.

وفي 1982م وبعد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني بقيت الدولة اليهودية محتفظة بالشريط الأمني على طول الحدود

الجنوبية والشرقية للبنان لغاية مايو 2000م عندما اضطر الجيش الإسرائيلي للانسحاب تحت ضغط المقاومة اللبنانية.

وارتفع سنة 1989م عدد السكان اليهود بفلسطين المحتلة إلى (3652000) وهو ما يعادل (83 %) من جملة عدد السكان.

* * *

ص: 32

حركة

الهجرة اليهودية إلى فلسطين

* نهاية القرن (19) الدعوة إلى إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين.

- 1880م تسرب إلى فلسطين (24000) يهوديًا.

- 1882م بدأ تنظيم الهجرة إثر اغتيال قيصر روسيا (2000) يهوديًا.

* 1917 م وعد بلفور.

- 1900م - 1920 م تكوين جمعيات ومنظمات، ومكاتب للتهجير، بدأ تشجيع اليهود على تملك الأراضي، وإعطاؤهم امتيازات اقتصادية.

* 1920 م - 1948 م الانتداب البريطاني.

- 1925 جملة عدد السكان (752048) ؛ اليهود (73790) = (11 %) .

- 1929م ارتفع عدد اليهود إلى (250000) حددت الأمم المتحدة الهجرة لهذه الفترة بـ (75000) .

- 1939م ازداد عدد اليهود إلى (442000) .

- جملة اليهود الذين دخلوا فلسطين في عهد الانتداب (482867) .

- 1947م بلغ عدد سكان فلسطين (1933673) بزيادة نسبتها (16 %) ؛ منهم (614239) يهوديًا بنسبة (31.8 %) . ومعنى ذلك أن اليهود

زادوا بنسبة (733 %) .

- دخل فلسطين أثناء الحرب من اليهود (92000) .

- 1949م ضم إسرائيل لمناطق تتجاوز مساحتها القدر الذي حددته الأمم المتحدة.

- 1950 م قرار الكنيست حق العودة لليهود.

- 1956م العدوان الثلاثي على مصر واحتلال غزة وسيناء.

ص: 33

- 1967 م احتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان.

- 1967م ضم القدس الشرقية إلى الأراضي المحتلة.

ارتفع بهذا عدد العرب في فلسطين المحتلة بسبب الزيادة الطبيعية وعملية الضم.

- 1982م انسحبت إسرائيل من الجنوب اللبناني وظلت محتفظة بالشريط الأمني لغاية مايو (2000) .

- 1989م ارتفع عدد اليهود بفلسطين المحتلة إلى (3652000) = (83 %) من جملة عدد السكان.

يدل هذا الجدول على مراحل النمو والتطور لحركة الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

فمن (24000) نسمة سنة 1880م بلغ عدد المهاجرين من اليهود حتى سنة 1989م (3652000) . وعلى عكس ذلك كان سير القهقري لعدد السكان العرب بسبب

الإرهاب والحروب، وما نشأ عن ذلك من النزوح الذي تعرضوا له قسرًا.

وبينما كان عدد السكان العرب سنة 1925م يبلغ (752048) إلا (173720) عدد السكان اليهود بفلسطين، كان هؤلاء لا تزيد نسبتهم من جملة السكان على (11 %) .

واليوم أصبحت هذه النسبة مرتفعة ونسبة العرب متدنية.

فاليهود (83 %) والعرب (17 %) فقط من جملة سكان فلسطين.

وتتكون الجمهرة الكبيرة من اليهود اليوم من:

1 -

الأشكانيزيم الذين هاجروا إليها من وسط أوروبا وشرقيها.

2 -

السفارديم الذين التحقوا بها من إسبانيا اوشمالي إفريقية والبلاد الأوروبية الواقعة على ضفاف

البحر الأبيض المتوسط.

3 -

الصابرا وهم مواليد فلسطين.

ص: 34

* * *

2 -

الاستيطان

هو تحويل ملكية الأراضي من الأفراد والمؤسسات إلى المستوطنات.

وهو منهج سياسي ينزع إليه الغزاة المستعمرون حين يتسم احتلالهم بطابع الاستعمار الاستيطاني. وتتعدد أشكال الاستيطان الاستعماري التي عرفها العالم في العصر الحديث،

ويتميز عنها الاستيطان الصهيوني الذي يستند في تبرير وجوده إلى فلسفة ذرائعية وادعاء ديني، ويعتمد سياسة الأمر الواقع التي تساندها القوة العسكرية. فهو بذلك له مفاهيمه

العنصرية وأساليبه التوسعية. ويرتكز هذا الاستيطان على تكثيف الهجرة اليهودية المتزايدة إلى البلاد المغتصبة، ويكون دائمًا في حاجة إلى فضاء واسع تقوم فيه وتقيم به تلك

الفلول المهاجرة إلى أرض الميعاد. ومن أجل ذلك تتولى السلطة - الجائزة الممثلة له - القيام بإجراءات تمكن من مضايقة السكان الأصليين في أراضيهم. ومن أشد طرق التنكيل

التي تستعملها لبلوغ هدفها تهجير السكان العرب من مسلمين ومسيحيين من ديارهم إلى خارج أوطانهم، متخلين عن قدسهم الذي حافظوا عليه، وساسوه بعدل، وأقروا الأمن

والسلام بربوعه قرونًا طويلة. ولم يفرقوا فيه بين أصحاب الديانات الثلاثة فكانت القدس كما قال مايكل آدمز: "مدينة القدس

نسيج وحدها".

وهذا الوصف الذي تتميز به يصدق عليها في جمالها الطبيعي، وفي مكانتها الروحية معًا. وكل من يتسنى له أن يزور القدس سواء كسائح أو زائر أو متعبد أو كسائر وراء الجمال

الطبيعي، فإنه سيجد في هذه المدينة الخالدة ما لا يمكن أن يجده في أية مدينة أخرى في العالم كله، لأن القدس بالإضافة إلى جمالها الطبيعي الفذ هي تراث

للإنسانية جمعاء.

منازل لم تنظر بها العين نظرة فتقلع إلا عن دموع سواكب

ص: 35

وقد كانت بالخصوص في القرن الماضي مركزًا هامًّا من مراكز اليقظة العربية الحديثة. وظهر فيها عدد من الرجالات الذين ساهموا في النهضة العربية الفكرية والسياسية. والآن

وقد احتد الصراع حولها، واحتلها الغاصب معلنًا أن الأراضي الفلسطينية أراض محررة، وأنها جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وطغت النزعة الاستعمارية

العنصرية فيها على القوانين والمواثيق الدولية، وعلى قبول التفاهم واعتماد الحوار والمفاوضات السلمية لحل المشاكل مهما كانت معقدة. فلا بد أن يعيد هذا الواقع المخيف إلى

أذهاننا خطاب السيد عبد الله صلاح وزير خارجية الأردن الأسبق في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حين يقول: "إن عملية تغيير معالم القدس وتفكيك

أوصالها قائمة بشكل مستمر حتى كادت لا تعرف. ويجري تطويق المدينة من جميع الجهات بأبنية من الأسمنت البشعة، مخالفين بذلك أبسط القواعد التي تنظم أوضاع المدن القديمة

ذات الطابع التاريخي. ويجري ابتلاع المدينة المحتلة بشكل قاس ومحكم من قبل الدولة الإسرائيلية. وإن سكانها العرب الذين عاشوا فيها قرونًا عديدة يجري إغراقهم بسيل من

الإسرائيليين المستوردين، قاضين بذلك على الطابع السكاني والثقافي والحضاري والقومي لهذه المدينة. ومن خلال التشريعات والتنظيمات الإدارية ونقل السكان وأعمال العنف

والإرهاب تقوم السلطات الإسرائيلية بتخطيط مدروس للإجهاز على المدينة العربية المحتلة".

وتأكيدًا لهذا الوضع الشاذ، والتمكين للخطة الاستعمارية في القدس، قرر الكنيست في 11 /12/ 49إعلان مدينة القدس

عاصمة لإسرائيل، تمشيًّا مع سياسة الأمر الواقع، وتحديًّا للمجتمع الدولي، وعمل على تهجير السكان العرب منها من قبل (48) ، وأصدر قوانين خطيرة

أخرى منها قانون أموال الغائبين 21 / 3 / 1950م، ومنع اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة إلى ديارهم، متحديًّا بذلك قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة رقم (194)

الصادر بتاريخ 11 / 12 / 1948م، الذي يعطي لهؤلاء اللاجئين حق العودة لمن يريد ويمنح تعويضات لمن لا يريد العودة.

ص: 36

وقد بلغ عدد هؤلاء اللاجئين في تلك الآونة نحو (70000) .

وكان عدد السكان بمدينة القدس (1946) : (150590) من العرب و (102520) من اليهود.

وبعد فتح باب الهجرة لليهود قبل (67) ارتفع عددهم بها فصاروا (190000) .

ومواصلة للقيام بالإجراءات التعسفية والتوسع الاستيطاني قامت السلطة الإسرائيلية بإخلاء الأحياء العربية (القسم الأعظم من المدينة الجديدة) . ولتحقيق هذه النتائج وتفريغ

القدس من سكانها العرب، استعملت السلطات العسكرية منذ الأيام الأولى لاحتلال المدينة 1967م نفس الأساليب التي استخدمتها المنظمات الإرهابية

في دير ياسين، وكفر قاسم، والمناطق المحتلة من قبل. وقد واجهت بدون شك هذه التصرفات والإجراءات القمعية والعدوانية

حلقات من النضال تمثلت في الاضطرابات، والاعتصام، وتنظيم حملات التضامن والتأييد لأعمال المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

أما عن تدمير الأبنية والمنازل وإزالتها فيدل عليه ما قام به الاحتلال منذ الأيام الأولى من نسف (35) دارًا عربية ومسجدين في حي المغاربة، وما يقرب من مائة منزل ومخزن في

المناطق الحرام. وتبعت ذلك عمليات إزالة قرى بكاملها في منطقة اللطرون، من بينها بيت نوبا وعمواس ويالو.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد في التهيئة للهجرة والمساعدة عليها. فإن للاستيطان طرائق أخرى تحقق المطلوب من التوسع في الممتلكات، ومن السرعة

في النمو الديموغرافي. ولعل من أبرز هذه الطرق مصادرة الأراضي والأملاك العربية. فهي السبيل الأيسر لبناء ما تشاؤه الدولة من مستعمرات، وتشيده لمواطنيها من أحياء

سكنية. وقد سلكت إسرائيل لتنفيذ مشروعها في أطراف البلاد وبخاصة في القدس عدة مسالك قانونية، واتخذت لذلك جملة

من التراتيب.

وهكذا نجدها إثر ضم القدس الشرقية لها في 27 /6 / 1967م، وبعد القيام مرتين بعمليات الإحصاء السكاني تضع يدها، تطبيقًا لقانون أموال الغائبين،

على مساحات واسعة من الأراضي والعقارات تمثل (84 %) من جملة أملاك العرب بـ القدس، كما تسلب الفلسطينيين النازحين، بمقتضى نفس القانون،

أموالهم المنقولة والأسهم التي كانت لهم.

ص: 37

وبالاستناد إلى قانون الانتداب، قانون الأراضي للاستملاك للمصلحة العامة الصادر 1943م، قامت إسرائيل باغتصاب مساحات كبيرة من الأراضي

والعقارات العربية، قصد إقامة مستشفيات ومدارس وملاعب وحدائق عامة وخزانات مياه ونحو ذلك.

واستخدمت من جهة ثانية قانون إيجاد مناطق خضراء في القدس، فأخلتها من سكانها العرب. وتولى القيام بهذه المهمة الصندوق القومي اليهودي،

مستصفيًّا لهذا الغرض قطعة كبيرة من أراضي النبي صموئيل، وكذلك القطعة الواقعة في الغرب من شعفاط. وهي في معظمها معدودة قبل (67) من المنطقة الحرام.

وتولت فرز مناطق خاصة، أخلتها من سكانها، مثل سلوان، والعيزرية، وباب الخليل، وباب العمود، وجبل الزيتونة. واعتبرتها مناطق لا تجوز سكناها ولا البناء أو الإقامة بها.

وراعت أحيانًا أخرى متطلبات الأمن، وما تقضي به ظروفه، فصادرت في داخل السور وخارجه:

- 1968 م: نحو (4000) هكتار حول القدس في خطين يطوقانه من الشمال إلى الجنوب.

(116)

هكتار في أحياء المغاربة وباب السلسلة وحي اليهود (بها مساكن ومحلات تجارية ومدارس ومساجد وزاويتان) . وقد جمعت هذه العملية بين النسف والمصادرة.

- 1970 م صادرت إسرائيل (11680) هكتارًا من أراضي عشر قرى عربية تحيط بالقدس شمالًا وشرقًا وجنوبًا، مساعدة على إقامة مشروع القدس

الكبرى.

- 1972م صادرت (5000) هكتار من أراضي قريتي عناتا والعيزرية شرق القدس.

- 1974م: (70000) هكتار لمشروع الخان الأحمر.

- 1975م: (200) هكتار من أراضي عناتا، كما صادرت آلاف الهكتارات التابعة لأراضي العيزرية وأبو ديس شرقيها، وأرضي بيت أسكارا في منطقة

بيت لحم.

- 1976م نحو (3000) هكتار من أراضي البيرة والأراضي الواقعة بين قريتي الجبع والرام.

ص: 38

(200)

هكتار من أراضي أبو ديس على طريق أريحا.

(500)

هكتار بموضع بيت جالا.

(300)

هكتار عند جبل الطويل في البيرة على طريق القدس - رام الله.

- 77 - 1978م منطقة بعين البيرة، وغوش عيشون، ومنطقة عشروت، وجبل المكبر.

- 1979م: (79) عقارًا داخل السور.

(3000)

هكتار من أرضي قريتي الجيب وجبع.

(1500)

هكتار من أراضي قرية أبو ديس، هدم منازل في منطقة الرام العربية، مصادرة بضعة آلاف من الهكتارات من الأراضي بين نفي يعقوب والتله، تسييج (300) هكتار

لإقامة مستوطنة أفرات، وصادرت لإقامة مستوطنات أدوميبا (2000) هكتار من الأراضي الزراعية في بيت حنينا قرب القدس، (2500) هكتار من

منطقة أرض يعقوب.

وقد وكل القيام بعمليات التخريب والهدم والاستيطان، وبناء المستعمرات في القدس إلى عدد من المؤسسات الحكومية والدوائر؛ مثل اللجنة الوزارية

لشؤون القدس، واللجنة الوزارية لشئون الإسكان، ودائرة الاستيطان في الوكالة اليهودية، وإدارة أراضي إسرائيل شركة

(هيمونوتا) المتفرعة من الصندوق القومي الإسرائيلي كيرين كيميت إلى جانب بلدية القدس. وفي خلال عشر سنوات من الاحتلال شيدت إسرائيل (12840) وحدة سكنية في الأحياء الجديدة بالقدس، وعلى الطريق المؤدية لها، جاعلة ذلك على رأس أولويات التطوير.

ولتقوم السلطات المسؤولة عن عمليات الاستيطان بتحقيق أهدافها من المصادرة للمناطق والأراضي المعدة لذلك تتولى إجلاء السكان عن طريق الإنذار، أو باللجوء إلى القوة

كتصديع الأبنية واستخدام الجرافات، والقيام بحملات مضللة منفرة وملجئة إلى النزوح.

ص: 39

تلك لمحة دالة على ما أقامه اليهود في القدس وما جاورها من مستعمرات، أردناها أنموذجًا ومثالًا لما هو واقع ومتكرر اليوم بمدينة

السلام وبسائر أطراف فلسطين المنكوبة مثل مناطق الأغوار، ورام الله، والبيرة، وغزة، والخليل، ورفح، وتصور سياسة التخريب والتغيير بفلسطين الجداول التالية

المعبرة عن هذه الخطة الاستعمارية بما ذكر بها من تواريخ، وعينته من مستعمرات، وحددته من مواقع ومساحات.

المستعمرات الإسرائيلية في منطقة القدس

حتى فبراير 1982

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

نيفي حورون 1969 عمواس، يالو، بيت نوبا 2.500 + 20.000 للمراعي

2 -

عطروت 1970 أراضي قلندية 10.000

3 -

معاليه أدوميم 1972 الخان الأحمر 70.000

4 -

معاليه أوميم (ب) 1972 الخان الأحمر 6.700

5 -

راموت 1973 أراضي بيت أكسا وبيت حنينا 30.000 + 4.500

6 -

جيلو – هاوجيلو 1973 أراضي جبل الرأس / بيت جالا 4.044

7 -

روش جيلو 1976 أراضي جبل الرأس 250

8 -

بيت حورون 1977 أراضي بيت عور الفوقا 2.350

9 -

جبعون 1977 أراضي الجيب 1.550

10 -

معاليه أدوميم (ج) 1979 الخان الأحرم 4.000 + 350

11 -

جبعون (ب) 1979 أراضي الجيب 650

12 -

جيغا حداشا 1979 أراضي الجيب 85 + 180

13 -

مخميش 1980 أراضي قرية مخماس 160

14 -

تل زئيف 1981 10 كم شمال غرب القدس - - -

15 -

حلميش 1981 النبي صالح ودير نظام - - -

16 -

سفات تال 1981 شرق بيت حنيا 4.400

17 -

تسوفون بروشلايم 1982 أراضي بيت حنينا - - -

18 -

بيتار 1982 رأس بيت جالا وقرية بتير 4.000

ص: 40

الأحياء السكنية الإسرائيلية

التي أقيمت في القدس العربية وضواحيها 1967 – 1980م

اسم الحي الموقع المساحة بالكم2 تاريخ الإنشاء الوحدات السكنية عدد المستوطنين

1 -

الحي اليهودي داخل البلدة القديمة 116 1968 468 1.800

2 -

تل بيوت أراضي صور باهر 20.000 1973 2.342 7.820

3 -

رامات أشكول قرب الشيخ جراح 600 1968 2.200 7500

4 -

معلوت دفنا امتداد لرامات أشكول 270 1968 2.400 4.500

5 -

التلة الفرنسية شرق جبل المشرف (سكوبس)15.000 1969 5.000 12.500

6 -

جبعات همفتار تل الذخيرة - - - 1977 500 1.500

7 -

تل عناتوت أراضي عناتا – شعفاط 3.650 1974 500 2.000

8 -

النبي يعقوب أراضي بيت حنينا 30.000 1973 4.000 12.000

9 -

سانهدريا طرف القدس من الجهة الشمالية - - - 1973 1.000 3.200

10 -

الجامعة العبرية الجامعة العبرية - - - 1969 1.9؟

المجموع 69.636

18.

519 52.820

ص: 41

المستعمرات التي أقيمت حول مدينة القدس

في نطاق المرحلة الأولى من مشروع

القدس الكبرى 1967 – 1980م

اسم المستعمرة الموقع المساحة بالكم2 تاريخ الإنشاء الوحدات السكنية عدد المستوطنين

1 -

راموت أراضي بيت أكسا – بيت حنينا – النبي صمويل 30.000 + 450 1973 2.000 7.500

2 -

معاليه أدوميم الخان الأحمر 70.000 1972 500 2.100

3 -

معاليه أدوميم (ب) الخان الأحمر 6.700 1972 25 منطقة صناعية

4 -

معاليه أدوميم (ج) الخان الأحمر 400 + 350 1979 25 منطقة صناعية

5 -

جبعون أراضي الجيب 800 + 650 1977 250 750

6 -

جبعون (ب) أراضي الجيب 650 1979 200 650

7 -

نيفي حورون عمواس – بالو 70.000 1969 50 250

8 -

بيت حورون بيت عور الفوقة 150 + 150 1977 200 500

9 -

جيلو – هارجيلو جنوب غرب القدس 4.044 1973 340 10.200

10 -

مخميش أراضي قرية مخماش 160 1980 45 150

11 -

تلة زئيف 10كم شمال غرب القدس - - - 1981 - - - - - -

12 -

حلميش النبي صالح - - - 1981 - - - - - -

13 -

روش جيلو رأس بيت جالا 250 1976 300 9000

14 -

عطروت أراضي قلنديا 10.000 1970 181 منطقة صناعية

15 -

جيعا حداشا أراضي قرية الجيب 85 + 180 1979 150 500

المجموع 195.019

5.

266 31.600

ص: 42

المستعمرات الإسرائيلية في منطقة الأغوار ومدينة أريحا

حتى فبراير 1982م.

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

محولا 1968 أراضي قرية بردلة 6.400

2 -

كاليه 1968 غرب البحر الميت 2.200

3 -

أرغمان 1968 طريق نابلس الجفتلك شمال جسر دامية 8.600

4 -

مسؤاة 1969 أراضي الجفتلك والعجاجرة 4.300

5 -

متسبي شاليم 1970 قرب عين جدي 150

6 -

يطاف 1970 العوجة 3.000

7 -

حمره (عطورت سابقًا) 1971 الفارعه والجفتلك 10.600

8 -

معاليه أفرام 1972 مجدل بني فاضل 5.600

9 -

بقعوت 1972 سهل البقيعة الشمالي 6.600

10 -

مخورة 1973 أراضي بيت دجن وبيت فوديك 5.000

11 -

مسؤاة الجديدة 1973 أراضي الجفتلك والعجاجرة 800

12 -

جلجال 1973 فصايل / عقربة 4.000

13 -

جنيت 1973 خربة الطويل / جنوب عقربة 5.700

14 -

نعران (مقسام سابقًا) 1973 العوجة 20.000

15 -

تومار 1975 جنوب غرب فصايل - - -

16 -

بتسائيل ب 1975 أراضي قريتي فصايل وعقربة 3.000

17 -

بقعوت ب 1976 أراضي طمون وطوباس 800

18 -

نتيف هغدود 1976 الغور الأوسط جنوب مستعمرة تومر 500

19 -

الموغ 1977 طريق أريحا عين جدي 500

20 -

بتسائيل ب 1977 جنوب مستعمرة بتسائيل 1.500

21 -

متسبي يريحو 1977 أراضي الخان الأحمر 50

22 -

رعي ب 1978 طوباس 1.800

23 -

نوعيمة 1979 شمال العوجة - - -

24 -

محولا ب 1979 شمال وادي الأردن - - -

25 -

يافيت 1979 شمال الجفتلك أراضي عقربة وفصايل - - -

26 -

عيدان 1980 وادي عربة - - -

27 -

بيت هعرفاه 1980 جنوب شرق أريحا 150

28 -

وردة أريحا 1980 جنوب مدينة أريحا 5.000

ص: 43

المستعمرات الإسرائيلية

في منطقة رام الله والبيرة

حتى فبراير 1982م.

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

كوخاف هشاحر 1975 أراضي قرية كفر مالك 5.000

2 -

أوفرا (عفره) 1975 أراضي قريتي عين بيرود وسلواد 1.250

3 -

متتياهو 1976 أراضي قرية نعلين والمدية 700

4 -

ريمونيم (رمون) 1977 أراضي قريتي رمون والطيبة 300 + 10.000

5 -

بيت أيل (بتين) 1968 أراضي قرية بتين ودورا القرع شمال رام الله 600

6 -

كفار روت 1977 أراضي اللطرون 250

7 – شيلات 1976 أراضي المدية شمال غرب رام الله 1.500

8 -

مركاز شيرونيم 1981 جبل الطويل / البيرة - - -

9 -

نفي تسوف 1979 ما بين دير بلوط وقرية عابود 900

10 -

شيلو 1978 قريوت – تومسعيا 150

11 -

غغعات أدوماه 1979 ترمسعيا والمغير وأبو فلاح 1.300

13 -

ليبونه 1980 قرب اللبن 1.000

13 -

بيت ايل (ب) 1979 أراضي بتين - - -

14 -

بيت أريه 1981 قريتي عطاره وأم الصفا 500

15 -

بيغسوت 1981 جبل الطويل / البيرة 600

16 -

نتافيم 1981 شمال شرق القدس - - -

ص: 44

المستعمرات الإسرائيلية

في قطاع عزة حتى فبراير 1982

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

كفار دروم 1970 3كم جنوب دير البلح 200

2 -

موراغ 1972 بين خان يونس ورفح 13.000

3 -

كاديش 1972 شمال خان يونس - - - -

4 -

ناحال نتساريم 1972 بين غزة ودير البلح 7.000

5 -

نتسر حزاني 1973 شمال خان يونس 15.000

6 -

قطيف 1977 بين غزة وخان يونس - - -

7 -

ميراف 1978 بالقرب من خان يونس - - -

8 -

غاني طال 1978 بالقرب من شاطئ البحر جنوب غزة - - - -

9 -

غيدود 1979 منطقة تل السلطان خان يونس - - -

10 -

غان أور 1980 أراضي بيت لاهيا شمال غزة - - -

11 -

يغول 1980 بين دير البلح وخان يونس - - -

ص: 45

المستعمرات الإسرائيلية

في منطقة الخليل حتى فبراير 1982

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

كفار عصيون 1967 كفار عصيون 4.500

2 -

كريات أربع (أ. ب. ج) 1968 أراضي مدينة الخليل 3.700

3 -

روش تسوريم 1969 كفار عصيون 3.500

4 -

الون شيفوت 1969 كفار عصيون بيت اسكاريا/ أرطاس 2.300

5 -

الظاهرية (زوحار) 1977 أراضي الظاهرية 20

6 -

ياطر 1977 أراضي قريتي بطة والسموع 4.000 + 27000 للمراعي

7 -

مجدل عوز 1978 بيت أومر 2.000

8 -

تكواع 1975 بيت ساحور / قرية الرفيد 5.150

9 -

اليعزر (أ. ب) 1975 كفر عصيون / أراضي الخضر 350 + 270

10 -

مستوطنة ناحال 1979 منطقة اليغمة / شمال شرق الخليل - - -

11 -

زيف يعفو حرون 1977 جنوب مدينة الخليل/ طريق بير سبع 20

12 -

ميتار (عومر ب) 1980 تل شوكت جنوب الخليل 5.000

13 -

افرات 1979 أراضي قرية الخضر 500 + 1.500

14 -

تكواع (ب) 1981 شرق بيت ساحور - - -

15 -

متسبي جويرين 1981 أراضي ترقوميا، بيت جيرين 700

16 -

قاعون 1981 أراضي بطة - - -

17 -

كرميل 1981 أراضي بطة 2.100

18 -

معاليه عاموس 1981 جنوب شرق الخليل - - -

19 -

نيلي 1981 جبال الخليل - - -

20 -

عيناف 1981 مركز الرهوة جنوب الخليل - - -

ص: 46

الأراضي المصادرة في منطقة الخليل وحولها

منذ يونيه 1967 حتى مايو 1981

الموقع المساحة المصادرة بالكم 2 تاريخ المصادرة

1 -

شرق المدينة 4.000 1968

2 -

بيت أومر 2.100 1970

بيت أومر 600 1979

3 -

بيت أسكاريا 3.500 1970

4 -

جنوب الظاهرية 2.000 1972

5 – قرب مخفر الظاهرية 20 1972

6 – شمال غرب صوريف 1.000 1972

7 -

دورا 2.000 1972

دورا 1.000 1981

8 -

خلة التنشة وموقع الرأس 1.000 1973

9 -

سعير 2.500 1975

10 -

الرام 500 1976

11 -

خلة الأخرس 4 1976

12 -

وعر الشايب 1.000 1978

13 -

بيت فجار 270 1979

14 -

خلة الضبع 500 1979

15 -

الظاهرية 530 1980

16 -

بطة 20.000 1980

بطة 10.000 1981

17 -

ترقومية 7.000 1981

18 -

البويرة وثغرة العبد ووادى النصارى 2.000 1981

19 -

الظاهرية 200 1981

20 -

الشيوخ سعير 10.000 1981

21 -

جبل مناع (طريق الخليل بطة)1.000 1981

المجموع 72.724 حتى مايو1981

ص: 47

المستعمرات الإسرائيلية

في منطقة الخليل حتى فبراير 1982

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

أوغدا 1975 مشارف رفح 5.000

2 -

أوفيرا 1973 شاطئ شرم الشيخ - - -

3 -

برئيل 1973 مشارف رفح قرب يميت - - -

4 -

ترساغ 1975 طريق رفح العريش 2.500

5 -

تلمي يوسف 1977 مشارف رفح 1.000

6 -

جروفيت (ب) 1978 شرق العريش - - -

7 -

حوليت 1977 مشارف رفح 3.000

8 -

دكلا 1979 الشيخ زويد / غرب رفح 2.500

9 -

دي زهاف 1971 غرب خليج العقبة / أراضي قرية الذهب - - -

10 -

زهرون 1978 بين إيلات وشرم الشيخ - - -

11 -

سادوت 1971 مشارف رفح 5.000

12 -

سوفه 1974 مشارف رفح 2.100

13 -

شاليهفت 1971 خليج السويس قرب أبو أرديس - - -

14 -

الطور 1970 خليج السويس - - -

15 -

عستمون 1979 قرب الشيخ أزويد / مشارف رفح - - -

16 -

كاديش بارنياع 1977 قرب أبو عجيلة - - -

17 -

مركاز افشلوم 1973 مشارف رفح جنوب غرب رفح - - -

18 -

نتيف هعره 1973 جنوب رفح / الطريق الرئيسة 400

19 -

نيفعوت 1971 خليج العقبة 2.500

20 -

نيئون سيناى 1967 طريق العريش – الإسماعيلية 1.200

21 -

نيرابراهام 1976 مشارف رفح - - -

22 -

بسام 1967 شاطئ بحيرة البروديل - - -

23 -

يميت 1973 جنوب مدينة رفح على الشاطئ 12.000

24 -

حتسير ادار 1981 مشارف رفح - - -

ص: 48

المستعمرات الإسرائيلية

في منطقة نابلس حتى فبراير 1982

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

كدوميم (أ) 1975 أراضي كفر قدوم 300

2 -

مسحة 1975 أراضي قرية مسحة 300

3 -

نيفي شيلو 1976 أرضي قرية ترمسعيا 1.500

4 -

ملكي شوعة 1976 أراضي قرية ياسوف - - -

5 -

كرناي شمرون (أ) 1977 أراضي أبو القرنين وكفر لائف 3.000

6 -

الكنا 1977 جنوب قلقيلية / قرية مسحة 2.810

7 -

تسورناتان 1977 قرب قرية كفر صور - - -

8 -

شمرون 1977 شمال غرب نابلس / أراضي دير شرف 100

9 -

سانور 1977 أراضي قرية صانور 750

10 -

ريحان (أ) 1977 أراضي قرية اليامون - - -

11 -

ريحان (ب) 1977 أراضي قريتى اليامون وريحان 4.000

12 -

تبواح 1978 أراضي قريتي تفوحة وياسوف 400

13 -

ارئيل حارس 1978 أراضي سلفيت وكفر حارس 8.600

14 -

ناحال معاليه 1978 أراضي قرية سيلة الظهر 550

15 -

تابواه 1978 أراضي قرية ياسوف 2.150

16 -

ترتسا 1978 غرب قرية يعبد - - -

17 -

ارئيل (ب) 1978 أراضي سليت وكفر حارس 3.500

18 -

الون موريه 1979 أراضي روجيب وعورتا 1.900

19 -

سلعيت 1979 أراضي قرية كفر صور 1.330

20 -

كرناي شمرون (ب) 1979 منطقة أبو القرنين 3.000

21 -

كرناي شمرون (ج) 1979 منطقة أبو القرنين 3.000

22 -

كرناي شمرون (د) 1979 8 كم غرب كناي شمرون (أ)3.000

23 -

دوتان 1979 شرق قرية يعبد 1.500

24 -

تل كبير 1979 أراضي التل الكبير ودير الحطب - - -

25 -

ريحان (هـ) 1980 أراضي اليامون / جنين - - -

26 -

الكنا (ب) 1980 أراضي بدية وحارس 170

27 -

جبعات عوز 1980 أراضي كفر سالم - - -

28 -

معاليه ناحال 1980 طريق نابلس جنين - - -

29 -

حومش 1980 بين نابلس وجنين - - -

30 -

حنانيت 1981 غرب جنين - - -

31 -

حنانيت (ب) 1981 بين ريحان ويعبد 400

32 -

باكير 1981 بين مستوطنتي ازئيل والكنا - - -

33 -

شفي شمرون 1981 أراضي عنبتا وكفر اللد وبيت ليد - - -

34 -

جني طال 1981 طريق قلقيلية نابلس - - -

35 -

عمانوئيل 1981 أراضي قرية جينصافوط - - -

36 -

مناشي 1981 أراضي قلقيلية - - -

37 -

ميتوفيم 1981 أراضي قرية سلفيت - - -

38 -

كوخاف يثير 1982 اراضي قلقيلية والطيبة - - -

39 -

بيت أرئيه (ج) 1982 أراضي رنتيس - - -

ص: 49

المستعمرات الإسرائيلية

في هضبة الجولان حتى فبراير 1982

اسم المستعمرة تاريخ الإنشاء الموقع المساحة بالكم2

1 -

ميروم هغولان 1967 شمال غرب القنيطرة 4500 + 33.000 للمراعي

2 -

كفر شاريت (سنير) 1967 شمال الهضبة قرب نبع بانياس 5.500 + 20.000 للمراعي

3 -

افيك – ناحال هغولان 1967 جنوب غرب الهضبة 4.500

4 -

مفوحمة 1968 جنوب الهضبة قرب الحمة 4.500 + 25.000 للمراعي

5 -

عين زيفان 1968 شمال وسط الهضبة 5.000

6 -

غفعات بوآف 1968 جنوب الهضبة 4.5000

7 – رامات مغشيميم 1968 جنوب شرق الهضبة 4.5000

8 -

نيئوت غولان 1968 جنوب الهضبة 4.5000

9 -

غيشور 1968 الوسط الغربي للهضبة 800

10 -

ايلي عاد (العال) 1968 جنوب الهضبة 4.5000

11 -

راموت 1968 جنوب الهضبة 4.000

12 -

نيفة أطيف – رامات شالوم 1969 شمال الهضبة منحدرات جبل الشيخ 400

13 -

آل – روم 1971 بين القنيطرة ومسعدة 400 + 4.600

14 -

نوف 1972 جنوب وسط الهضبة 4.000

15 – بني يهودا 1972 جنوب الهضبة - - -

16 -

كفار حاروف 1973 جنوب الهضبة / أراضي قرية كفر حارب 2.800

17 -

انيعام 1973 شمال وسط الهضبة 4.000

18 -

علياء شفعيم 1973 جنوب الهضبة / أراضي قرية رمانة - - -

19 – مركز خسفين 1973 جنوب وسط الهضبة / قرية خسفين - - -

20 -

كيشيت 1974 قرب القنيطرة 2.500

21 – كترين 1974 شمال غرب وسط الهضبة - - -

22 – افني ايتان 1974 جنوب وسط الهضبة 4.000

23 -

بوناتان 1975 جنوب وسط الهضبة 2.000

24 -

هاراودم 1975 شمال الهضبة بين مسعدة وبقعاتا 200

25 -

شاعل 1976 شمال الهضبة/ مزرعة القنيطرة - - -

26 -

معاليه غملا 1976 جنوب الهضبة - - -

27 -

أورطال 1978 الوسط الغربي للهضبة - - -

28 -

ناطور 1978 جنوب الهضبة - - -

29 -

كيلع 1980 شمال الهضبة / منطقة القلع - - -

30 -

جاوزه 1980 وسط الهضبة / قرية الجويزة - - -

31 -

حفات يثير 1980 وسط الهضبة / مزرعة القنيطرة - - -

32 -

الدبوسية 1980 جنوب الهضبة / مصب نهر الرقاد - - -

33 -

مرصد 1980 شمال الهضبة / قرية رمتا - - -

34 -

كينغ مارس 1982 - - - - - -

35 -

منغوخا مارس 1982 - - - - - -

ص: 50

3 -

التهويد

التهويد هو الدعامة الثالثة للاحتلال اليهودي التي تعزز الهجرة من جهة، والاستيطان من جهة أخرى. ومهما ورد في المراجع من ذلك لهذه القواعد مختلطة ومتشابكة، إلا أنها في

واقع الأمر ذوات مدلولات مختلفة وحقائق متباينة، وإن وقع بعضها من البعض الآخر موقع المسبب من السبب، والأثر من الفعل. وإن هذا لا يمنع أبدًا من التقائها جميعها في

المعنى العام الذي يقتضيه الاحتلال، فتكون كل دعامة من الدعائم الثلاثة محققة لغرض من أغراضه، ومنجزة لهدف من أهدافه. وإننا بما سبق لنا تفصيل القول فيه وإيضاحه لا

نكون في حاجة إلى إعادة الحديث عن الدعامتين الأوليين، وإنه من المفيد التذكير بأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين اقترنت بتهجير العرب عن أراضيهم،

بإخلائها منهم، وحملهم بكل الوسائل والطرق على النزوح إلى خارج بلادهم فسحًا لليهود الوافدين في الأماكن والمنازل الضرورية لإيوائهم وإقامتهم.

والاستيطان مثل الهجرة يتوقف على وضع سلطة الاحتلال يدها على المنازل الفارغة، والأراضي الخالية، وعلى ما انتزعته وتنتزعه من أملاك المهجرين

من العرب الفلسطينيين، أو تدكه وتنسفه من عماراتهم ومساكنهم ومتاجرهم لإقامة المستعمرات السكنية والأحياء اليهودية في كل موقع من المواقع في فلسطين: في القدس الشريف، وفي الحرم القدسي، وفي الخليل، وفي غير ذلك من أجزاء البلاد. ولا ننسى هنا

أن ننبه إلى ما في الهجرة وإنشاء المستوطنات من تهويد لفلسطين، لما يلحقها بسببها من تغيير في السكان وفي البناء وفي المستعمرات والأحياء، تهويدًا يجعل

الدار غير الدار، وسكانها غير أهليها وأصحابها من العرب. فالهجرة طريق من طرق التهويد للبلاد المحتلة، والمستوطنات مثلها تغير المعالم وتقضي على الطابع التاريخي الأثري

والحضاري العمراني.

ص: 51

وقد حمل الشعور بهذه المأساة التي حلت بزهرة المدائن القدس، عددًا كبيرًا من المفكرين والأحرار على استنكار تلك التغيرات العميقة والقبيحة. وكتب

أريك ميرسدن الصحفي البريطاني في صحيفة (صندي تايمز) بتاريخ فبراير 1971 م يقول:

"تسلق جبل سكوبس في صبيحة يوم باكر، وأدر رأسك حيثما اتجه بك النظر إلى الجهات الأربع، فإنك مطل على أروع مشاهد التاريخ الباقية على أديم الأرض، وأحفلها

بذكريات الإنسانية ومواطن أحداث القداسة في عهود الأنبياء، ومن خلفك من ناحية المشرق البحر الميت، ومن خلفه جبال موآب تطل في مشهد لم تتغير معالمه الأصيلة منذ

العهود التي حكت قصتها مخطوطات قمران. ثم أدر رأسك في بطء لتقع عيناك على جبل الزيتون، ثم على أسوار المدينة العتيقة ذات الجلال، حيث ترى قباب الصخرة والأقصى

غارقة في هالة من قدسية ماض عظيم، وغير بعيد من المنائر الخالدة والقباب التاريخية تشاهد مركز ديانات السماء العظمى الثلاث بما فيها الأرض التي عرج بمحمد صلى الله عليه

وسلم منها إلى السماء، ثم طريق الآلام التي درجت عليها قدما المسيح وهو يحتمل أقسى وأشرف عذاب، وحين تهبط من جبل الزيتون لتدخل البلدة القديمة يختفي المنظر الجميل

الرائع الذي تكون شاهدته من الأعالي، وتواجهك بيوت ما تزال تحمل آثار الدمار من أيام القتال، ثم ترتطم بأكوام الأتربة والحفائز والأنقاض بما تعمل فيه يد اليهود على عجل

لتغيير معالم كل شيء ".

ص: 52

وإن هذا الوصف الدقيق الجميل ليذكرنا بقول الحريري في إحدى مقاماته: مدينة ذات مساجد مشهودة، وحياض مورودة، ومبان وثيقة، ومغان

أنيقة، وخصائص أثيرة، ومزايا كثيرة.

بها ما شئت من دين ودنيا

وجيران تنافوا في المعاني

فمشغوف بآيات المثاني

ومفتون برنات المثاني

ومصطلح بتلخيص المعاني

ومطلع إلى تلخيص عاني

وكم من معلم للعلم فيها

وناد للندى حلو المجاني

أين هذا كله؟ لقد صوح نبت الأرض، وتلفت مباهجها، وقامت مكان تلك الساحات الخضراء، والثنيات الفاتنة عمارات ضخمة ذات شقق من الإسمنت المسلح، كما انتشرت

تلك العمارات على جميع تلال القدس خلف المدينة العتيقة، وتلك هي الضواحي الإسرائيلية الجديدة.

ص: 53

تهويد القدس:

إذا إذا تركنا الجوانب الجمالية التي كانت تميز بيت المقدس قبل أن يحل بها ما حل من المكاره، وألم بها ما ألم من القوارع، وأردنا أن ننظر إلى أوضاع الحياة في المدينة، وحظ البقية

الباقية من العرب المقيمين بها منها، وجدنا هؤلاء يسيرون هائمين على وجوههم، لا يلوون على شيء بعد الذي انطمس من حقائق وجودهم التاريخي والسياسي والاجتماعي

والاقتصادي، وما انتزعه الغاصب منهم من حقوق وسلبهم إياه من خصائص الذات ومقومات الهوية.

ونظرة عامة موجزة إلى واقع القدس العربية الجديدة تدلنا على ما صارت إليه البلاد من تغيير وتهويد:

أولًا: بموجب الأنظمة والقوانين والتراتيب الإسرائيلية.

وثانيًا: بسبب ما ألحقته السلطات بـ القدس من تطوير، نسخ انتماءاتها وأبطل عروبتها في جميع أوجه الحياة.

أما القوانين والتراتيب التي جعلت السيادة والهيمنة وحق التصرف بـ القدس الشرقية لليهود وللحكومة الإسرائيلية فمنها:

1 -

قرار الكنيست بضم القدس إلى إسرائيل في 27 / 6 / 1967م.

2 -

الأمر (2064) الصادر عنه بإلحاق القدس العربية بـ إسرائيل سياسيًا وإداريًا.

3 -

أمر القانون والنظام القاضي بتنفيذ سياسة الإلحاق تلك، وإخضاع منطقة تنظيم مدينة القدس للقوانين والنظم الإدارية الإسرائيلية.

4 -

القانون الأساسي للقدس الموحدة قسرًا، والمعتبرة بذلك بشطريها عاصمة لإسرائيل، ومقرًّا لرئاسة الدولة، ومركزًا للحكومة، والكنيست،

والمحكمة العليا.

ص: 54

وأما التصرفات العملية والإجراءات المستحدثة المثبتة لسياسة التهويد، بعد اقتراف ما اقترفته السلطة الباغية من تغيير بالقدس، انقلبت به الموازين والقيم والأصول والمبادئ، فأضلت العرب بذلك وجهتهم، وصرفتهم عن الاحتفاظ بمناهجهم في الحياة وتصوراتهم، إلا أن يصبروا

ويصابروا وأنى لهم ذلك. وتتمثل تلك الإجراءات المدبرة، والتي حيكت بها المؤامرة:

- أولًا: في تهويد المرافق العامة والخدمات بالقدس.

- ثانيًا: في محاولة القضاء على التراثين الإسلامي والمسيحي وتدمير المقدسات.

فمن صور تهويد المرافق والخدمات، علاوة على ما اقتضته سياسة التوسع الاستيطاني والنمو الديموغرافي اليهودي:

1 – حل مجلس أمانة القدس العربية 1948 م، وإلحاق موظفيها وعمالها ببلدية القدس.

2 -

تهويد القضاء بنقل مقر محكمة الاستئناف من القدس إلى رام الله:

- فك ارتباط القضاء النظامي في القدس مع ما هو قائم بالضفة الغربية.

- إلحاق مواطني القدس بالمحكمة الشرعية في مدينة يافا.

- تطبيق القوانين الإسرائيلية الجزائية المدنية والضريبية على مواطني القدس وإخضاعهم لسلطة القضاء الإسرائيلي.

3 -

تهويد مرافق الخدمات:

- بإلغاء الإدارات العربية ونقل قسم منها إلى خارج القدس.

- ربط شبكتي المياه والهواتف بالقدس الغربية.

- الحاق الدوائر العربية بالدوائر الإسرائيلية.

- تطبيق القانون المعتمد بالمؤسسات اليهودية على جميع أصحاب المهن بالقدس.

ص: 55

4 -

نقل العديد من الوزارات والدوائر الرسمية إلى القدس الإسرائيلية، مثل وزارة العدل، ومكاتب الهستدروت، ومقر رئاسة الوزراء، ومقر رئاسة الشرطة،

ووزارة الإسكان، ومكاتب المؤتمر الصهيوني.

5 -

تهويد التعليم بالتزام وتطبيق مناهج التعليم الإسرائيلية.

- الاستيلاء على متحف الآثار الفلسطينية.

- حظر تداول عدد كبير من كتب الثقافة العربية والإسلامية.

- إطلاق الأسماء اليهودية على الشوارع والساحات في القدس.

6 -

تهويد الاقتصاد بعزل القدس جمركيًّا واقتصاديًّا عن الضفة الغربية:

- إخضاع المرافق الاقتصادية والتجارية العربية لأنظمة الضرائب الإسرائيلية.

- الاستيلاء على شركة كهرباء القدس وتصفيتها.

ومن أمثلة التهجم على القدس محاولة القضاء على التراثين الإسلامي والمسيحي وتدمير المقدسات:

- الحفريات حول الأقصى وتحته من أواخر (67) ، بحثًا عن بقايا هيكل سليمان، ومرورها بتسع مراحل.

- هدم وتصديع كثير من العقارات المجاورة للأقصى.

- إحراق المسجد الأقصى.

- الاعتداءات على المقدسات من مساجد وكنائس، والقيام بهدم العديد من الأديرة والمقابر.

ويأتي مزيد بيان لذلك في العنوان التالي:

ص: 56

الحرم القدسي:

يتكون الحرم القدسي من المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.

أ - الحفريات حول المسجد الأقصى:

1967م من بداية الاحتلال دبرت السلطات الإسرائيلية المحتلة مؤامرة لتخريب الآثار الإسلامية بالقدس الشرقية وإزالتها، بحثًا عن هيكل سليمان الذي يدعون أنه دفين بالأرض

التي أقيم عليها المسجد الأقصى.

أواخر 1967م هدم كثير من المباني الإسلامية الموجودة بمنطقة الحفريات والملاصقة أو المجاورة لحائط البراق (حائط المبكي) ، وذلك على طول امتداد أسوار الحرم القدسي من

الناحيتين الغربية والجنوبية.

ولقد مرت هذه الحفريات بين 1967م - 1981 م بتسع مراحل:

1 -

المرحلة الأولى 1967 م - 1968 م: جرت على امتداد (70) مترًا من أسفل الحائط الجنوبي للحرم القدسي، خلف قسم من جنوبي المسجد الأقصى، وأبنية جامع النساء

والمتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية الملاصقة له، وبلغ عمق هذه الحفريات (14 مترًا. وهي تهدد بدون شك الأبنية الدينية والحضارية والأثرية الملاصقة للأقصى.

2 -

المرحلة الثانية 1969م: جرت على امتداد (80) مترًا من سور الحرم القدسي، من حيث انتهت المرحلة الأولى، وهي تتجه شمالًا إلى أن تبلغ باب المغاربة، مارة تحت مجموعة

من الأبنية الإسلامية الدينية (14) التابعة للزاوية الفخرية (مركز الإمام الشافعي) .

3 -

المرحلة الثالثة 1970م - 1971م: تمتد فيها الحفريات من أسفل عمارة المحكمة الشرعية القديمة مارة بأسفل خمسة أبواب من أبواب الحرم القدسي، وعلى امتداد (180)

مترًا، وقد تراوحت أعماق هذه الحفريات (10 - 14) مترًا. وتسببت في تصديع عدد من المباني مثل الجامع العثماني، ورباط الكرد، والمدرسة الجوهرية، وجرى تحويل الجزء

السفلي من المحكمة الشرعية إلى كنيس.

ص: 57

4 -

المرحلتان الرابعة والخامسة 1973م -1974م: أجريت الحفريات فيها خلف الحائط الجنوبي الممتد من أسفل الجانب الشرقي للمسجد الأقصى وسور الحرم القدسي وقد

امتد الحفر في هاتين المرحلتين على مسافة تقارب (80) مترًا إلى الشرق. واخترقت هذه الحفريات خلال شهر يوليو 1974م الحائط الجنوبي للحرم القدسي. ودخلت منه إلى

المسجد الأقصى من عمق (20) مترًا، وأسفل جامع عمر، وتحت الأبواب الثلاثة للأروقة السفلية، والأروقة الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى،

وبلغت أعماق هذه الحفريات أكثر من (13) مترًا.

5 -

المرحلة السادسة 1975م: بدأت من منتصف الحائط الشرقي لسور المدينة ولسور الحرم الشريف ما بين باب السيدة مريم والباب الذهبي.

ويهدد هذا المقبرة الإسلامية التي دفن بها كثير من الأعلام والصالحين؛ في مقدمتهم الصحابيان الجليلان عبادة بن الصامت وشداد بن

أوس الأنصاري.

6 -

المرحلة السابعة: وهي المرحلة المتعلقة بتعميق ساحة البراق الشريف الملاصقة للحائط الغربي للأقصى المبارك وللحرم القدسي. وقد كان حفرها بعمق (9) أمتار، وكانت

الساحة في 7/ 9 / 1967 م تضم حوالي (200) عقار عربي إسلامي، تشكل القسم الأكبر من الحي العربي.

7 -

المرحلة الثامنة: تتناول منطقة تقع خلف الجدران الجنوبية للمسجد الأقصى. وهي تكملة للمرحلتين الرابعة والخامسة، يدعي اليهود أن بها مدافن ملوك إسرائيل. وكانت

الحفريات بها سببًا لخلاف حاد بين الفريقين جماعة ناطوري كارتا المطالبة بوقف الحفر، وجماعة وزارة الأديان القائمة به.

8 -

المرحلة التاسعة: أعلن عنها في أغسطس 1981م. وتخترق الحائط الغربي للحرم القدسي لتصل إلى نفق إسلامي قديم يمتد من أسفل الحائط الغربي للحرم القدسي في الموقع

المسمى بالمطهرة، ما بين بابي السلسلة والقطانين باتجاه الشرق مسافة (25) مترًا، إلى أن تصل إلى مقابل سبيل قايتباي المواجهة لقبة الصخرة، وعلى بعد (30) مترًا منها إلى الجهة

الغربية. وقد قامت الهيئة الإسلامية بإغلاق فتحتي النفق بالقوة 3 / 9 / 1981 م أثناء الإضراب العام الذي شمل الضفة الغربية كلها.

ص: 58

ب - إحراق المسجد الأقصى 21 / 8 / 1969 م.

ج - المحاولات المتكررة للصلاة بالمسجد الأقصى:

- بدأت هذه المحاولات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى وساحاته الخارجية، وقبل ثلاثة أيام من حريق الأقصى قام نفر من الشبان الصهاينة بالتسلل إلى الحرم القدسي، ثم

الطواف حول قبة الصخرة.

- 7 / 8 / 1973 م دخل عضو الكنيست بنيامين هاليفي والحاخام لويس رابينوفيتش إلى المجسد الأقصى لأداء الصلاة به.

- وتوالت بعد ذلك عمليات انتهاك المسجد الأقصى ومحاولات الصلاة فيه بزعامة مجموعة صهيونية معروفة بأمناء جبل البيت.

- س3/1/1980م ++اقتحمت هذه المجموعة ساحة الحرم القدسي يرافقها الحاخام موشي شيفل وبعض قادة حركة هاتحيا.

- 23 / 4 / 1980 م كررت الجماعة نفسها عملية الاقتحام.

- نادى حاخام حائط المبكي ي. م. غاس، وزير الأديان الإسرائيلي يطالبه بالسماح لليهود بدخول المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه.

- 9 / 8 / 1981م يوم ذكر الهيكل حاولت مجموعات كبيرة من اليهود أكثر من مرة، ومن عدة أبوب، التسلل إلى داخل الحرم من أجل إقامة الصلاة فيه.

- 7 / 7 / 1981م عارض هذا النداء بيان الهيئة الإسلامية المندد بالدعم بالتأييد لهذه الجماعات من قبل شخصيات سياسية إسرائيلية مسؤولة.

- محاولات نسف الأقصى وتفجيره: 11 / 5 / 1981م وضعت عصبة الدفاع اليهودي التي يتزعمها الحاخام مئير كاهانا مجموعة كبيرة من المتفجرات على سطح إحدى

المدارس الدينية اليهودية في القدس المحتلة.

- في محاضرة ألقاها نفس الحاخام 24 / 12 / 1980م صدع بقوله: "إن عدم إزالة الحرم القدسي من قبل الجيش الإسرائيلي بعد احتلاله 1967 م كان خطيئة العمر".

- الترويج لكون حجارة النفق من نوع حجارة الهيكل، دعاية وكذبًا وتخليطًا على الناس.

ص: 59

الخليل:

كانت مدينة الخليل الهدف الأول لأطماع اليهود الاستيطانية في الضفة الغربية. بدأ ذلك بإقامة النواة الاستعمارية في كفار عصيون على مشارف مدينة

الخليل. ولهذا استهدفها التهويد بعد مدينة القدس. وربما اعتبرها بعضهم أهم من القدس لأنها كانت

فيما مضى أول عاصمة لمملكة داود، وأن بها قبورًا لعدد من الأنبياء.

وقد دارت عملية تهويد على محاور أساسية هي:

- 10 / 10 / 1968 م الاستيطان الاستعماري حول المدينة.

- الاستيلاء على الحرب الإبراهيمي وتحويله تدريجيًّا إلى كنيس يهودي.

- إقامة حي يهودي في قلب مدينة الخليل.

ومن المفيد أن ننبه إلى أن اليهود في يونيو 1967 م بدؤوا يتوجهون إلى الحرم الإبراهيمي، ثم اتخذت هذه الزيارة التي يقوم بها الأفراد والجماعات طابعًا رسميًّا.

- يونيو 1972م سمحت سلطات الحكم العسكري لليهود بأداء الصلوات بالحرم، بشكل غير تظاهري، وفي غير أوقات صلاة المسلمين.

- 27 / 8 / 1972 م تحدى هذا القرار مئير كاهانا زعيم حركة كاخ فاقتحم مدينة الخليل ومعه مئات من أتباعه وأقاموا الصلاة التظاهرية بالقرب من

الحرم الإبراهيمي.

- سبتمبر 1972م قررت سلطات الحكم العسكري السماح لليهود بالصلاة بالحرم في أوقات صلاة المسلمين.

- وفي يوم الغفران 17سبتمبر 1972م أدى كاهانا ومن معه الصلاة بالمسجد لأول مرة بشكل جماعي.

ص: 60

- 11 نوفمبر قرر الحاكم العسكري لمدينة الخليل زيادة ساعات الصلاة المخصصة لليهود في الحرم الإبراهيمي، وإدخال عدد من الكراسي لجلوس

اليهود أثناء الصلاة، وخزانتين لحفظ التوراة، وضعت إحداهما في الزاوية اليعقوبية من الحرم. وتطبيقًا لهذا القرار تم الاستيلاء على الزاوية والحضرة الإبراهيمية.

- نوفمبر 1972م قرر الحاكم العسكري الإسرائيلي زيادة الساعات المخصصة لصلاة اليهود بالحرم. وفي الوقت نفسه جرى تقليص الساعات المسموح فيها للمسلمين بالصلاة

إلى ساعتين ونصف لصلاة الظهر ولصلاة العصر، ومنع المسلمون من الصلاة على موتاهم في الحرم.

- قررت سلطات الحكم العسكري إغلاق البوابة الشرقية وهي البوابة الرئيسية للحرم ونسفت الدرج المؤدي إليها.

- أكتوبر 1968م هدمت سلطات الحكم العسكري البئر الأثرية الملاصقة لسور الحرم، عند مقام سيدنا يوسف، وكشفت الصخور المجاورة للغار، وأزالت البرج المملوكي

المعروف بالقلعة.

- 31 / 10 / 1972م استدعى الحاكم العسكري مدير أوقاف الخليل ورئيس سدنة الحرم، وأبلغهما قراراه بسقف صحن المسجد الداخلي،

وتخصيصه لليهود، وزيادة عدد المقاعد إلى غير ذلك من الإجراءات.

- وقام وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان برفع البلاطات المجاورة للمنبر والنزول إلى المغارة وتصوير داخلها. وطالب شلومو غورين كبير حاخامي الجيش بتقسيم مغارة

المكفلية بين المسلمين واليهود أو بإعطائها كلها لليهود.

- 1978م بدأت حملة المستوطنين اليهود لإكمال تحويل الحرم إلى كنيس، وحرمان المسلمين نهائيًّا من إقامة الصلاة فيه.

- 19 يناير 1979 وافقت الحكومة الإسرائيلية على توصية وزير الدفاع عيزرا ويزمان بالسماح لليهود بإقامة الصلاة في القاعة الرئيسية (رواق إسحاق الأوسط) وهي المكان

الذي بقي للمسلمين لأداء الصلاة فيه.

ص: 61

وهكذا تواصلت سياسة إسرائيل الاستيطانية طوال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، معتمدة في ذلك نفس الأساليب التعسفية القمعية القائمة

على تهجير الفلسطينيين من بلادهم وديارهم، وعلى بناء المستوطنات في أطراف البلاد وخاصة بالقدس، وعلى تهويد الإدارة والحياة العامة والثقافة والمعالم

الحضارية. وقد استفحل النشاط الاستيطاني في ظل حكم الليكود خلال الثمانينات وأوائل التسعينات برئاسة شامير، وبلغ عدد المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية والقدس

وغزة أكثر من (180) مستوطنة. ومن سنة 1996 م تنكر نيتنياهو رئيس الحكمة الإسرائيلية للمواثيق الدولية واتفاقية أوسلو معارضًا سياسة السلم

التي حث عليها مؤتمر مدريد، وأصدر أوامره بتوسيع القدس والأحياء اليهودية بها، وإنشاء مستوطنات جديدة فيها مثل

مستوطنة جبل أو غنيم، مثيرًا بذلك الفتنة ومتسببًا في مواجهات كثيرة لا تخدم القضية الفلسطينية ولا إسرائيل، ويواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي سياسة إسرائيل القمعية ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم كله.

تلك أمثلة من تصرفات اليهود الماكرة الحاقدة التي استباحوا بها أرض العرب وأخرجوهم من ديارهم، وغيروا معالم دينهم، ومحلات عبادتهم الشريفة المقدسة والتاريخية الحضارية،

فأثاروا الحفائظ، وأوقدوا الفتنة، وأشعلوا الثورة. وكان الرد على كل تلك الأعمال والتجاوزات - التي لا يقدم عليها عاقل ولا تبيحها الأعراف الدولية والقوانين، والتي يجمع

الناس كلهم على إدانتها واعتبارها لاغية باطلة لولا تعاون قوى الشر المساندة للغزاة المحاربين - تدبيرًا وجهادًا، قولًا وفعلًا، معارضة للباطل وتقويضًا لعرى البغي والطغيان، نصرًا

لله ولرسوله وجهادًا في سبيل الله.

وبقدر ما تكون القلوب ثابتة، والعزائم صادقة، والوحدة بين المؤمنين قائمة، وبقدر الإيمان والجهاد والصبر والمصابرة يكون النصر من عند الله.

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 74] . ومن يصدق الله ربه يفز فوزًا عظيمًا: {فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 20 -21] .

ص: 62

* * *

ثبت المراجع

- الإمام محمد رشيد رضا والصهيونية، أنيس مصطفى الأبيض، مجلة الأمة.

- قدسنا، محمود العابدي.

- القدس، القرارات الدولية الكاملة 1947 - 1997 م.

- القدس والقانون الدولي (محاولات التهويد)

- مكانة القدس في الإسلام، عبد الحميد السايح.

- موسوعة الحضارة (تاريخ فلسطين، القدس) .

- موسوعة القدس (الاستيطان، الحرم القدسي، الخليل، القدس) .

- وثيقة القدس. منظمة المؤتمر الإسلامي.

- وضع القدس، الأمم المتحدة.

- اليهود والتحالف مع الأقوياء، نعمان عبد الرزاق السمرائي.

ص: 63