الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله صلى الله عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه ورجع سائرهم إلى أهليهم، وأمنت عيرات قريش
…
"1.
ثم ذكر فيه نبذة عن حياة أبي جندل بعد ذلك.
وأخرجه البيهقي أيضاً عن طريق2 أبي الأسود عن عروة مرسلاً بنحو مرسل الزهري إلا أنه لم يذكر قصة أبي العاص.
رواية الزهري وغيره هذه مرسلة لكن أصل قصة أبي بصير وأبي جندل ثابت من حديث المسور ومروان السابق من طريق معمر وابن إسحاق.
1 دلائل النبوة 2، لوحة 243، 244.
2 دلائل النبوة 2، لوحة:245.
المطلب الثاني: نقض قريش للعهد:
إن المؤمن الحق يعلم أنه محكوم في كل تصرفاته بأوامر الله ونواهيه ويشعر أنه مراقب في كل لحظة من لحظات حياته، مراقب من الله الذي يعلم السر وأخفى، ولذلك تجده وقافاً عند حدود الله مستشعراً عظم المسئولية، وقد رأينا كيف وَفَّى الصحابة رضوان الله عليهم بالعهد - حين امتلأت قلوبهم بالإيمان - فردوا إخوانهم إلى قريش، وقلوبهم تكاد تتقطع أسىً وحسرة.
أما غير المؤمن فإنه محكوم بهواه وشهوته يدفعانه لارتكاب كل رذيلة، ولا يرعوي لشيء إلا أن تكون قوة ظاهر تدركها حواسه، وسوف نرى كيف أقدمت قريش على نقض العهد - حين ظنت أن أمرها سيخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعانت حلفائها على حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم، كما أوضحت ذلك النصوص التالية:
(120)
قال ابن كثير: وكان سبب الفتح بعد هدنة الحديبية ما ذكره محمد بن إسحاق قال: حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم أنهم حدثاه جميعاً قالا: كان في صلح الحديبية أنه من شاء أن يدخل في عقد
محمد وعهده دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت خزاعة وقالوا: نحن في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر وقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم، فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أبو الثمانية عشر شهراً، ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً بماء يقال له الوتير1، وهو قريب من مكة، وقالت قريش: ما يعلم بنا محمد، وهذا الليل وما يرانا من أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح، وقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن عمرو بن سالم ركب عندما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير، حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر الخبر، وقد قال أبيات شعر فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشده إياها:
يا رب إني ناشد محمدا
…
حلف أبينا وأبيه الأتلدا2
قد كنتموا وُلْدا وكنا والدا
…
ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصراً أيِّدا
…
وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا
…
إن سِيْم خسفاً3 وجهه تربدا
في فيلق كالبحر يجري مُزْبِدا
…
إن قريشاً أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
…
وجعلوا لي في كَداء4 رَصَدا
وزعموا أن لست أدعوا أحدا
…
فهم أذلّ وأقل عددا
هم بيتونا بالوَتِير هُجّدا
…
وقتلونا ركعاً وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نصرت يا عمرو بن سالم" فما برح حتى مرت بنا عنانة في السماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز، وكتمهم مخرجه، وسأل الله أن يُعمِّي على قريش خبره، حتى يبغتهم في بلادهم5.
وقد نقل ابن حجر6 هذا الحديث عن مغازي ابن إسحاق أيضاً.
1 الوتير: هو ماء خزاعة، ويقع أسفل مكة. معجم البلدان 5/360.
2 الأتلد: القديم. انظر: ترتيب القاموس 1/374.
3 الخسف: النقيصة. ترتيب القاموس 2/55.
4 كداء: بفتح الكاف والمد. هي الثنية التي بأعلى مكة. تهذيب الأسماء واللغات 2/2/123.
5 البداية والنهاية 4/278.
6 الإصابة 7/107.
قال محمد بن إسحاق في المغازي: "حدثني الزهري به، فذكره إلا أنه اختصر القصة".
والحديث بهذا الإسناد حسن؛ لأن ابن إسحاق صرح فيه بالسماع وبقية رجاله رجال الصحيح.
وللحديث شواهد يرتفع بها إلى درجة الصحة، وهي:
حديث ابن عمر عند ابن حبان:
(121)
قال: حدثنا الحسين1 بن مصعب بمرو بقرية سلج2، قال: حدثنا محمد3 بن عمر بن الهياج، حدثني يحيى4 بن عبد الرحمن الأرحبي حدثني عبيدة5 بن الأسود حدثنا القاسم6 بن الوليد عن سنان7 بن الحارث بن مصرف عن طلحة8 بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر قال: "كانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت بنو بكر رهط بني كنانة حلفاء لأبي سفيان، قال: وكانت بينهم موادعة
1 الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق المروزي السنجي، قال ابن ماكولا: كان يقال: ما بخراسان أكثر حديثاً منه، ووصفه الذهبي بالحافظ البارع، توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة. الإكمال 4/474، تذكرة الحفاظ 3/801، طبقات الحفاظ:334.
2 هكذا في موارد الظمآن، والصواب:(سنج) ، كما في الأنساب 7/266، ومعجم البلدان 2/264.
3 محمد بن عمر بن هياج الهمداني الصائدي الكوفي، صدوق مات سنة خمس وخمسين ومائتين: ت، س، ق. تقريب:312.
وقال النسائي: لا بأس به، وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: كان ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب 9/362.
4 يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي الكوفي، صدوق ربما أخطأ من التاسعة: ت، س، ق. تقريب:377.
قال أبو حاتم: لا أرى في حديثه إنكاراً، يحدث عن عبيدة بن الأسود أحاديث غرائب، وقال الدارقطني: صالح يعتبر به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما خالف. تهذيب التهذيب 11/250.
5 عبيدة بن الأسود بن سعيد الهمداني الكوفي، صدوق ربما دلس، من الثامنة: د، ت، ق. تقريب:231.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر بحديثه إذا بين السماع، وكان فوقه ودونه ثقات. تهذيب التهذيب 7/86.
6 القاسم بن الوليد الهمداني أبو عبد الرحمن الكوفي، القاضي صدوق يغرب، مات سنة إحدى وأربعين ومائة: ق. تقريب: 280، وثقه ابن معين والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف. تهذيب التهذيب 8/340.
7 سنان بن الحارث بن مصرف ابن أخي طلحة بن مصرف، روى عن طلحة بن مصرف، روى عنه محمد بن طلحة والقاسم بن الوليد. الجرح والتعديل 2/1/254، وذكره ابن حبان في الثقات 6/434.
8 طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب اليامي - بالتحتانية - الكوفي، ثقة فاضل، مات سنة اثنتي عشرة ومائة أو بعدها: ع. تقريب: 157.
أيام الحديبية، فأغارت بنو بكر على خزاعة في تلك المدة، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمدونه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مدداً لهم في شهر رمضان
…
"1 في حديث طويل.
هذا اللفظ حسن لشاهده من حديث ابن إسحاق السابق، وقد صرح فيه عبيدة ابن الأسود بالسماع، وبقية رجاله فيهم الثقة، وفيهم دونه وأقلهم حالاً يعتبر بحديثه.
حديث ميمونة رضي الله عنها عند الطبراني:
(122)
قال: حدثنا محمد2 بن عبد الله القرمطي من ولد عامر بن ربيعة ببغداد، حدثنا يحيى3 بن سليمان بن نضلة الخزاعي حدثنا عمي محمد بن نضلة عن جعفر4 بن محمد عن أبيه5 عن جده علي6 بن الحسين، حدثتني ميمونة7 بنت الحارث، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات عندها في ليلتها فقام يتوضأ للصلاة فسمعته يقول في متوضئه: ليبك لبيك ثلاثاً، نصرت نصرت ثلاثاً، فلما خرج قلت: يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك: ليبك لبيك ثلاثاً، نصرت نصرت ثلاثاَ، كأنك تكلم إنساناً فهل كان معك أحد؟ فقال: هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشاَ أعانت عليهم بني بكر، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحداً، قالت: فدخل عليها أبو بكر فقال: يا بنية ما هذا
1 موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 414.
2 محمد بن عبد الله العدوي، يعرف بالقرمطي مدني الأصل، حدث عن بكر بن عبد الوهاب ويحيى بن سليمان بن نضلة، روى عنه محمد بن غالب، وأبو القاسم الطبراني، قال أبو القاسم: إنما نسبوا إلى القرامطة لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عامراً جدهم يمشي فقال: إنه ليقرمط في مشيه. تاريخ بغداد 5/433 - 434.
3 يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي المدني، روى عن مالك وسليمان بن بلال، وعنه ابن صاعد، وكان يفخم أمره، قال ابن عقدة: سمعت ابن خراش يقول: لا يسوى شيئاً، قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي، وسألته عنه فقال: شيخ حدث أياماً ثم توفي، وقال ابن عدي: روى عن مالك وأهل المدينة أحاديث عامتها مستقيمة. الجرح والتعديل 4/2/154، ميزان الاعتدال 4/383، لسان الميزان 6/261.
4 جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، مات سنة ثمان وأربعين ومائة: بخ، م، الأربعة. تقريب:56.
5 محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، ثقة فاضل، مات سنة بضع عشرة ومائة: ع. تقريب: 311.
6 علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه، مات سنة ثلاث وتسعين وقيل غير ذلك: ع. تقريب: 245.
7 ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قيل اسمها: برة، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وتزوجها بسرف في سنة سبع، وماتت بها ودفنت سنة إحدى وخمسين على الصحيح: ع. تقريب: 473.
الجهاز، فقالت: والله ما أدري، فقال: والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر، فأين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: والله لا علم لي، قالت: فأقمنا ثلاثاً ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشده، فذكرت الأبيات، ثم قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليبك لبيك ثلاثاً، نصرت نصرت ثلاثاً"1 الحديث.
قال الطبراني2: "لم يروه عن جعفر إلا محمد بن نضلة، تفرد به يحيى بن سليمان ولا يروى عن ميمونة إلا بهذا الإسناد".
وقال الهيثمي3: "رواه الطبراني في الصغير والكبير، وفيه يحيى بن سليمان بن نضلة، وهو ضعيف".
قلت: يحيى بن سليمان بن نضلة قال ابن خراش: لا يسوي شيئاً.
وقال أبو حاتم: "شيخ - وهو من يكتب حديثه وينظر فيه"4.
وقال ابن عدي: "روى عن مالك وأهل المدينة أحاديث عامتها مستقيمة"5.
حديث عائشة رضي الله عنها:
(123)
قال أبو يعلى: رحمه الله: ثنا عثمان6 بن أبي شيبة ثنا عبد الله7 بن إدريس عن حزام8 بن هشام أخبرني أبي9 عن عائشة10 قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب فيما كان من شأن بني كعب غضباً لم أره غضبه منذ زمان، وقال: "لا
1 المعجم الصغير 2/73 - 74.
2 المعجم الصغير 2/73 - 74.
3 مجمع الزوائد 6/164.
4 انظر: تقريب النواوي 1/345 مع تدريب الراوي.
5 انظر ترجمته.
6 عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي ثقة حافظ شهير، وله أوهام، وقيل كان لا يحفظ القرآن، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين، وله ثلاث وثمانون سنة: خ، م، د، س، ق. تقريب: 235 - 236.
7 عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي - بسكون الواو - أبو محمد الكوفي ثقة فقيه عابد، مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، وله بضع وسبعون سنة: ع. تقريب: 167.
8 حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي من أهل قديد، روى عن أبيه وعمر بن عبد العزيز، روى عنه ابن إدريس ووكيع، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حزام بن هشام فقال: شيخ محله الصدق. الجرح والتعديل 1/2/298.
9 هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي حجازي والد حزام بن هشام، روى عن عمر، وسراقة بن مالك، وعاءشة، روى عنه ابنه حزام، الجرح والتعديل 4/2/53.
10 عائشة بنت أبي بكر الصديق أم المؤمنين، أفقه النساء مطلقاً، وأفضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا خديجة، ففيه خلاف شهير، ماتت سنة سبع وخمسين على الصحيح: ع. تقريب: 470.
نصرني الله إن لم أنصر بني كعب"، قالت: وقال لي: قولي لأبي بكر وعمر يتجهزا لهذا الغزو، فجاءا إلى عائشة فقال: أين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقالت: لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضباً لم أره غضبه منذ زمان من الدهر"1.
قال الهيثمي2: "رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه عنها وقد وثقها ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلت: وقد وثقهما غير ابن حبان أيضاً، أما حزام فقال عنه ابن سعد3 كان ثقة قليل الحديث، وقال أبو حاتم4: شيخ محله الصدق، ووثقه يعقوب5 بن شيبة صاحب المسند الكبير المعلل، وأما أبوه هشام بن خالد فقد ترجم له البخاري6، وابن أبي حاتم7، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذلك ابن سعد8 قال: كان قليل الحديث، لكن وثقه يعقوب9 ابن شيبة، فالحديث بهذا الإسناد لا يقل عن درجة الحسن إن شاء الله.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البزار ويشهد له في المعنى:
(124)
قال: حدثنا عبد الواحد10 بن غياث أنبأ حماد بن سلمة عن محمد11 بن عمرو عن أبي سلمة12 عن أبي هريرة13 أن قائد خزاعة قال:
1 مسند أبي يعلى 4، لوحة 399.
2 مجمع الزوائد 6/162.
3 الطبقات الكبرى 5/496.
4 الجرح والتعديل 1/2/298.
5 ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق 4، لوحة: 275، ونقله صاحب تهذيب تاريخ دمشق 4/119 - 123، إلا أنه قال: ابن أبي شيبة، وهو وهم لأن ابن أبي شيبة عبسي، وهذا سدوسي، وقد ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ، وقال صاحب المسند الكبير المعلل ما صنف مسند أحسن منه، ولكنه ما أتمه، تذكرة الحفاظ 2/577.
6 التاريخ الكبير 2/4/192.
7 الجرح والتعديل 4/2/53.
8 الطبقات الكبرى 5/465.
9 تاريخ دمشق 4، لوحة: 175 في ترجمة ابنه حزام.
10 عبد الواحد بن غياث - بمعجمة ومثلثة - أبو بحر الصيرفي صدوق، مات سنة أربعين ومائتين، وقيل قبل ذلك: د. تقريب: 222.
11 محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليث المدني، صدوق له أوهام ثبت، مات سنة خمس وأربعين ومائة على الصحيح، /ع/. تقريب:313.
12 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
13 أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل حافظ الصحابة، ذكر ابن حجر الاختلاف في اسمه واسم أبيه، ثم ذكر أن الأكثرين ذهبوا إلى أنه عبد الرحمن بن صخر، وذهب جمع من النسابين إلى أنه عمرو بن عامر، مات سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسبن وهو ابن ثمان وسبعين: ع. تقريب: 431.
يا رب إني ناشد محمدا
…
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
انظر هداك الله نصرا أعتدا
…
وادع عباد الله يأتوا مددا
وقال البزار: "لا نعلمه رواه إلى حماد بهذا الإسناد"1.
قال الهيثمي2 بعد أن ذكره في المجمع: "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو وحديثه حسن".
قلت: محمد بن عمرو هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، أشار ابن حجر إلى أنه روى له الجماعة3، لكن شيخ البزار عبد الواحد ليس من رجال الصحيح، إنما روى له أبو داود فقط، وقد وثقه الخطيب، وذكره ابن حبان في الثقات4.
وقد أشار ابن حجر إلى سند البزار هذا وقال: "وهو إسناد حسن موصول"5.
والحديث قد أخرجه موسى بن عقبة مرسلاً بمعنى ما سبق، وسمى بعض من أعان بني بكر من قريش: قال: "ويذكرون أن ممن أعانهم صفوان ابن أمية وشيبة بن عثمان، وسهيل بن عمرو
…
" 6
وأخرجه عبد الرزاق7 من طريق مقسم مرسلاً ومطولاً ذكر فيه قدوم أبي سفيان المدينة لتجديد العهد.
وأخرجه ابن أبي شيبة8 من طريق أبي سلمة مرسلاً أيضاًَ.
فهذا الحديث جاء موصولاً ومرسلاً وترجح لي وصله لأن طريق الوصل مستقيمة وسبق بيانها، والله أعلم
…
.
1 كشف الأستار عن زوائد البزار 2/342.
2 مجمع الزوائد 6/162.
3 رمز له ابن حجر بـ (ع) تقريب التهذيب: 313، وفي تهذيب التهذيب 9/375، وفي هدي الساري:441.
4 تهذيب التهذيب 6/438 - 439.
5 فتح الباري 7/520.
6 المصدر السابق.
7 المصنف 5/374.
8 تاريخ ابن أبي شيبة، لوحة:72.