الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعلق على ذلك ابنه شيخهم محي الدين الممقاني بأنه قد ورد من طرقهم (أن من زاره - عارفاً بحقه - كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة، وكأنما زار الله. وحق على الله ألا يعذبه بالنار، ألا وإن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته)(1) .. (ومن زار قبر الحسين (ليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة، وألف عمرة متقبلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة)(2) ، (ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقه كتب الله له ألف حجة وألف عمرة متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل)(3) .
وهكذا تتفق كتب الشيعة قديمها وجديدها على هذا الاعتقاد الوثني وينسبون هذا لأئمتهم، ولا يعلم المسلمون كلهم بهذا الأمر وينفرد بنقله الشيعة دون غيرهم. والحق أن هذه النصوص والأقوال هي التي أحيت عقيدة المشركين في مزارات الشيعة ومشاهدها وأصبحت المشاهد معمورة والمساجد مهجورة، وعلماؤهم يؤيدون هذا "المنكر"(4) .
(ج) غلوهم في مجتهديهم:
لا نجد من دعاة التقريب إلا كل تأييد لهذا الغلو بل إن هذا
(1) محيي الدين الممقاني: «مرآة الرشاد» : الحاشية، ص 110 عن «وسائل الشيعة» :(2/395) باب 45.
(2)
محيي الدين، المصدر السابق: ص 113 عن «وسائل الشيعة» : (2/398) باب 54.
(3)
محيي الدين، المصدر السابق: ص 113 عن «وسائل الشيعة» : (2/396) باب 49.
(4)
فأصبحت مزارات الشيعة اليوم من أكبر المظاهر للشرك بالله تعالى، ولا أمل يرتجى في تغيير هذا المنكر بينهم لأنه مؤيد عندهم بالأدلة والأحاديث عكس الأمر عند أهل السنّة، وقد رأى هذا الشرك كل من زار تلك المشاهد. يقول الشيخ موسى =
الغلو يمتد على أيديهم ويزداد فهذا شيخهم "محمد جواد مغنية" الذي يلهج بالدعوة للتقارب والذي ما زال يؤمن بقوله إن الشيعة مظلومون ومفترى عليهم وأنهم من أبعد الناس عن الغلو، ولكنه يقول في كتابه «الخميني والدولة الإسلامية» في مدح الخميني:(وقال السيد المعلم - يعني الخميني - ص 111 من «الحكومة الإسلامية» لماذا الخوف؟ فليكن حبساً أو نفياً أو قتلاً، فإن أولياء الله يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله)(1) .
ثم علق على ذلك مغنية بقوله: (وليست هذه الكلمات مجرد سورة من سورات الغضب كما فعل موسى (حين ألقى الألواح - التوراة - وأخذ برأس أخيه يجره إليه، بل تنبني أيضاً على العلم والمنطق الصارم دون أن تلفحه نار العاطفة)(2) .
= جار الله، بعد زيارته لديار الشيعة عدة أشهر، بأنه رأى المشاهد والقبور عندهم معبودة. انظر:«الوشيعة» : ص ط. وقال الشيخ الندوي - بعد زيارة له إلى إيران - عن مشهد علي الرضا: (فإذا دخل غريب في مشهد سيدنا علي الرضا لم يشعر إلا وأنه داخل الحرم، فهو غاص بالحجيج مدوي بالبكاء والضجيج، عامر بالرجال والنساء مزخرف بأفخر الزخارف والزينات، قد تدفقت إليه ثروة الأثرياء وتبرعات الفقراء) . أبو الحسن الندوي: «من نهر كابل إلى نهر اليرموك» : ص 93، «مجلة الاعتصام» : السنة 41، العدد 3.
ويقول صاحب «مختصر التحفة الاثني عشرية» :
(أنهم يعظمون قبور الأئمة ويطوفون حولها، بل ويصلون إليها مستدبرين القبلة إلى غير ذلك من الأمور التي يستقل لديها فعل المشركين مع أصنامهم، وإن حصل لك ريب من ذلك فاذهب يوم السبت إلى مرقدي موسى الكاظم ومحمد الجواد رضي الله عنهما فانظر ماذا ترى؟. ومع ذلك فهذا معشار ما يصنعون عند قبر الإمام علي رضي الله عنه ومرقد الإمام الحسين (عنه مما لا شك ذو عقل في إشراكهم والعياذ بالله)«مختصر التحفة الاثني عشرية» : ص 300.
وانظر: «المنتقى» بتعليق: محب الدين الخطيب: ص 12، 51، 158، 159.
(1)
، (2) محمد جواد مغنية:«الخميني والدولة الإسلامية» : ص 107.