الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحور الأول:
استعمال التقية، وذلك بإنكار ما ينسب إليهم في هذا الشأن، ونفي أن يكون لهم رأي، أو قول، أو حديث يمس كتاب الله ويشير إلى تحريفه نفياً قاطعاً، وممن سار على هذا "الخط" عبد الحسين الأميني النجفي في كتابه «الغدير» ـ وذلك حينما رد على ابن حزم (1) ما نسبه إلى الشيعة من القول بتلك المقالة ـ فقال هذا النجفي:(ليت هذا المجترئ أشار إلى مصدر فريته من كتاب للشيعة موثوق به، أو حكاية عن عالم من علمائهم تقيم له الجامعة وزناً، بل نتنازل معه إلى قول جاهل من جهالهم أو قروي من بسطائهم، أو ثرثار كمثل هذا الرجل يرمي القول على عواهنه، وهذه فرق الشيعة في مقدمتهم الإمامية مجمعة على أن ما بين الدفتين هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه)(2) .
مناقشة هذا الرأي:
إن القارئ ليعجب من هذه الجرأة على نفي ما هو واقع، ولا شك أن هذا النفي سيؤول من الشيعة ومن المطلعين على ما في
(1) حيث قال ابن حزم: (ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً أن القرآن مبدل زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير وبدل منه كثير، حاشا علي بن الحسن بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان إمامياً يظاهر بالاعتزال، مع ذلك فإنه كان ينكر هذا القول ويكفر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يعلى ميلاد الطوسي وأبو القاسم الرازي)«الفصل» : (5/22)، ونقل هذا الكلام عنه صاحب «الغدير» بحذف بعض كلمات ابن حزم:«الغدير» : (3/94) .
(2)
«الغدير» (3/94- 95) . ومثله في هذا المسلك لطف الله الصافي في كتابه «مع الخطيب..» : ص 71.
كتب الشيعة من أهل السنّة سيؤول بأنه تقية فماذا يجدي مثل هذا الدفاع.
وإن القارئ ليعجب من جرأة مثل هذا الرجل على هذا الكذب الصريح مع مكانته الكبيرة عند طائفته (1) ، وفي أخبارهم أن الرجل يكبر في أنفسهم كل ما كان أبدع وأقدر في استعمال التقية مع المخالفين، لكن هذا النجفي لم يحسن التقية فهو كمن يريد أن يحجب ضوء الشمس بكفه وأنّى له ذلك؟! فهو ينفي ما هو واقع في كتبهم التي أصبحت في متناول الكثيرين، وليرجع القارئ إلى ما كتبناه عنهم في مبحث قولهم بتحريف القرآن. ومن العجيب أنه وهو ينكر وجود تلك المقالة في كتبهم في الجزء الثالث من كتابه ـ نراه في الجزء التاسع من الكتاب يتورط هو نفسه بهذه المقولة الشنيعة ويناقض نفسه بنفسه؛ فيقول مهاجماً وطاعناً في الخليفة الراشد ـ أفضل الصحابة رضي الله عنهم أبي بكر الصديق (يقول:(سل عنها - أي صفة أبي بكر في زعمه - أمير المؤمنين وهو الصديق الأكبر يوم قادوه كما يقاد الجمل.. إلى بيعة عمت - كذا ـ شؤمها الإسلام، وزرعت في قلوب أهلها الآثام، وعنفت سلمانها، وطردت مقدادها، وفتقت بطن عمارها، وحرقت القرآن، وبدلت الأحكام)(2) كما أورد آية مفتراة في نفس كتابه «الغدير» الذي ينفي فيه وجود تلك المقالة
(1) ويلقبونه بالحبر، العلم، الحجة، المجاهد، وكتابه «الغدير» متوج بثناء وتوثيق آياتهم وعظمائهم مثل محسن الحكيم:(جـ7 ص ز)، وعبد الحسين شرف الدين الموسوي:(جـ7 ص هـ)، وحسين الموسوي:(جـ9 ص ب) وغيرهم.
(2)
«الغدير» : (9/388) .
عندهم، ونص هذه الآية المزعومة هي:(اليوم أكملت لكم دينكم بإمامته فمن لم يأْتم به وبمن كان من ولدي"؟! " من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون، إن إبليس أخرج آدم "عليه السلام" من الجنة مع كونه صفوة الله بالحسد، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم) .
وزعم هذا الرافضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنها نزلت في علي. وحاول أن يموه ويخدع القراء فينسب هذا الافتراء لمحمد بن جرير الطبري السني، وهو محمد بن جرير الطبري الرافضي، إن صحت النسبة إليه، فالرجل افترى على الله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين (1) .
وهكذا يثبت الرجل ما ينفيه (2) ، والمسألة لا تحتاج لإثباته أو نفيه، فهي قد سودت صفحات كتب الشيعة الأساسية، وأقر كبار علمائهم بأنها مستفيضة ومتواترة فيها، وأصبحت مذهباً لطائفة منهم
…
لكن أسلوب هذا الرجل يتفق مع ما ذكروه من أن المسائل التي أجمع المسلمون عليها يجب إظهار الموافقة لهم فيها وتقيتهم بها.
وإلى هذا يشير الطوسي - وهو يرد حديثين عندهم وردا بتحريم الجمع بين المرأة وخالتها، والمرأة وعمتها - على أن
(1)«الغدير» : (جـ1/ص 214- 216) .
(2)
هذا الأسلوب: الإثبات في موضع، والإنكار في موضع آخر، مسلك لهم في أحاديثهم وفي كلام علمائهم. وقد ورد في أحاديثهم بيان للسبب في هذا "النهج"؛ وهو عدم وقوف العامة "أهل السنّة" على حقيقة مذهبهم فلا يتعرضوا لهم بسوء. «البحار» :(2/236) ، وفيه (لو اجتمعتم على أمر واحد لأخذ برقابكم) .
الخبرين يحتملان شيئاً آخر؛ وهو أن نحملهما على ضرب من التقية، لأن جميع العامة "أهل السنة" يخالفوننا في ذلك، (لأن مذهب الشيعة يبيح الجمع بين المرأة وخالتها، والمرأة وعمتها) ويدعون - أي أهل السنّة - أن هذه مسألة إجماع، وما هذا حكمه تجري فيه التقية.
فالطوسي هنا يكشف أمراً خطيراً، ومبدأ في غاية الفساد وهو أن مسائل الإجماع عند المسلمين تجري فيها التقية عند الشيعة، فهل نثق بعد هذا في موافقة الشيعة لجمهور المسلمين؟ وهذا كلام إمامهم الطوسي صاحب كتابين من كتبهم الأربعة في الحديث وكتابين من كتبهم الأربعة في الرجال ومن يسمونه بـ "شيخ الطائفة على الإطلاق".
وقد مر بنا في مبحث "قول الشيعة بتحريف القرآن" أنهم ألفوا في إثبات هذا الاعتقاد كتباً مستقلة آخرها كتاب «فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب» لحسين النوري الطبرسي (1320هـ)، وقلنا: إن مؤلف هذا الكتاب يحظى بثقة الشيعة، وهذا الكتاب - كما سبق - يعتبر من أكبر فضائح الشيعة، لأن مؤلفه جمع أحاديثهم وأقوال علمائهم في الطعن في كتاب الله سبحانه إلخ. وكنا ننتظر من دعاة التقريب من الشيعة موقفاً جاداً وحازماً إزاء هذا الكتاب ومؤلفه، لكننا وجدناهم يحاولون خداع الناس والتستر على الباطل، وحماية عرض هذا الرجل الذي يريد هدم الإسلام بالطعن في ركنه وعموده وهو القرآن الكريم.
فهذا "لطف الله الصافي" من علماء الشيعة في إيران، وممن يتظاهر بالحماس لفكرة التقريب، ووحدة المسلمين (1)، يحاول أن يخدع المسلمين ويغرر بهم ويدافع بالكذب عن ذلك "الرجل" فيقول: إن المحدث النوري - يعني صاحب فصل الخطاب - لم ينكر ما قام عليه الإجماع واتفاق المسلمين من عدم الزيادة ولم يقل: إن القرآن قد زيد فيه، بل صرح في ص 23 بامتناع زيادة السورة أو تبديلها، فقال:(هما منتفيان بالإجماع وليس في الأخبار ما يدل على وقوعهما، بل فيها ما ينفيهما) - كما يأتي - وقد اعترف المحدث المذكور بخطئه في تسمية هذا الكتاب، كما حكى عنه تلميذه الشهير وخريج مدرسته العالم الثقة الثبت الشيخ أغابزرك الطهراني ـ مؤلف «الذريعة» و «أعلام الشيعة» وغيرهما من الكتب القيمة ـ فقال في ذيل ص 550 من الجزء الأول من القسم الثاني من كتابه «أعلام الشيعة» : (ذكرنا في حرف الفاء من «الذريعة» عند ذكرنا لهذا الكتاب مرام شيخنا النوري في تأليفه «فصل الخطاب» ، وذلك حسبما شافهنا به وسمعنا من لسانه في أواخر أيامه فإنه كان يقول: أخطأت في تسمية الكتاب، وكان الأجدر أن يسمى بـ «فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب» ، لأني أثبت فيه أن كتاب الإسلام "القرآن الكريم" الموجود بين الدفتين المنتشر في أقطار العالم وحي إلهي بجميع سوره وآياته وجمله لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل ولا زيادة ولا نقصان
(1) ولكنه يناقض ذلك، في كثير من كلماته وآرائه كما في كتابيه:«مع محب الدين في خطوطه العريضة» ، و «صوت الحق» .
من لدن جمعه حتى اليوم) (1) هذا ما يقولونه، وبالرجوع إلى كتاب «فصل الخطاب» (2) لمعرفة "الحقيقة" نجد أن المؤلف كشف عن غرضه الخبيث في مقدمة كتابه حيث يقول فيها:(هذا كتاب.. عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان وسميته: «فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب» )(3) .
أما صفحات الكتاب فتشتمل على ثلاث مقدمات وبابين:
المقدمة الأولى: في الأخبار الواردة عن الشيعة في جمع القرآن وجامعه وسبب جمعه وكونه - كما يعتقد هذا المجوسي - في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع، وبأن تأليفه يخالف تأليف المؤلفين. ص 2- 24.
المقدمة الثانية: في أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه. ص 24- 26 - كما يزعم-.
المقدمة الثالثة: في ذكر أقوال علماء الشيعة في تغيير القرآن وعدمه. ص 26- 36.
الباب الأول: أدلة هذا المجوسي وأهل ملته على وقوع التغيير والنقص في القرآن. ص 36- 360.
الباب الثاني: في ذكر أدلة القائلين بعدم تطرق التغيير وجواب هذا المجوسي عنها. ص 360- 398.
(1) انظر: «مع الخطيب في خطوطه العريضة» لطف الله الصافي: (ص 64- 66) .
(2)
وقد استطعت الحصول على صورة من النسخة الخطية للكتاب من المجمع العلمي بالعراق.
(3)
«فصل الخطاب» : ص 1.
وقد طبع الكتاب على الحجر في إيران سنة 1298هـ وعليه خاتم الدولة الإيرانية الرسمي، وقد استبشر به "أعداء الإسلام" فترجمه المبشرون إلى لغاتهم ونشروه كما ذكر ذلك بعض الشيعة (1) .
فمادة هذا الكتاب كلها محاولة يائسة للنيل من كتاب الله العظيم، فكيف يقال بعد هذا: إن المؤلف أخطأ فقط في عنوان الكتاب؟ وقوله: إن النوري الطبرسي نفى زيادة السورة أو تبديلها وقال: هما منتفيان بالإجماع، فهذه حقيقة ولكن لماذا لم يكمل "الصافي" ما في الصفحة نفسها والتي تليها؟ فقد قال "النوري الطبرسي" وهو يذكر صور التغيير في القرآن - كما يزعم-:(الأولى: زيادة السورة ولا ريب في امتناعها.. الثانية: تبديل السورة وهي كالأولى.. الثالثة: نقصان السورة وهو جائز كسورة الحفد وسورة الخلع وسورة الولاية) . ثم استمر يعدد صور التغيير بزعمه فقال: (نقصان الآية وهو غير ممتنع ومثاله: والعصر إن الإنسان لفي خسر وأنه فيه إلى آخر الدهر، زيادة الكلمة كزيادة «عن» في قوله تعالى: يسألونك عن الأنفال، ونقصانها كـ "في علي"؟ في مواضع كثيرة، وتبديل الكلمة كتبديل آل محمد بعد قوله: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم) بآل عمران.. نقصان الحرف كنقصان همزة من قوله تعالى: كنتم خير أمة - يريدها خير أئمة - و «يا» في قوله تعالى: يا ليتني كنت تراباً - يريدها ترابياً حتى تكون إشارة لعلي لأن لقبه أبو تراب) .. إلخ الصور التي ذكرها، وكلها طعن في كتاب الله (2) . وقد اعترف بعض علماء الشيعة بأن هذا
(1) وهو آيتهم محمد مهدي الموسوي الأصفهاني الكاظمي في كتابه «أحسن الوديعة» : (1/73) .
(2)
«فصل الخطاب» : (ص 23- 24)(مخطوط) .
الطبرسي تجرأ جرأة عظيمة على الإصرار على تحريف كتاب الله (1) .
فلماذا هذا التستر على الباطل والدفاع الكاذب من رجال يعدهم الشيعة من كبار علمائهم المعاصرين؟، هل يظنون أن هذا الكذب سيخدعون به جميع الناس؟ وهل يتصورون أنهم بهذا الأسلوب يتمكنون من إخفاء حقيقة كتاب مطبوع؟، فهم بهذا المنهج كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال وتظن أن الناس لا يرونها.
أليس في هذا الأسلوب نزع لثقة الناس بما يقولونه بشكل مطلق؟! ومن العجب أن ينال هؤلاء «الرجال» ثقة بني قومهم وهم على هذا المستوى من الكذب. أم أن هذا مفخرة لهم لأنهم فعلوا تسعة أعشار الدين وهو التقية؟ نحمد الله على نعمة العقل والدين.
إن لبعض الشيعة «أساليبهم» في المكر والخداع. فهؤلاء الثلاثة بهذا الدفاع إنما يعنون شيئاً آخر لا يفطن له من لم يقرأ في كتب الشيعة، ويتعرف على مكائدهم، إنهم يعنون بهذا الدفاع القرآن المزعوم عند إمامهم المنتظر، والدليل على ذلك في تكملة الكلام السابق - الذي ذكره لطف الله الصافي عن أقابزرك الطهراني، والذي يرويه عن شيخه صاحب فصل الخطاب - وهو قوله بعد ذلك الكلام السابق مباشرة: (وقد وصل إلينا المجموع الأوّلي بالتواتر القطعي ولا شك لأحد من الإمامية فيه.. كما أني أهملت التصريح بمرامي في مواضع متعددة من
(1) وهو عبد الله الممقاني. انظر: «البرهان على عدم تحريف القرآن» ميرزا مهدي بروجردي: ص 132، وصاحب «البرهان على عدم تحريف القرآن» يسمى "الطبرسي" ثقة الإسلام، مع أنه يزعم أنه يدافع عن القرآن ومع ذلك يمدح أعداء القرآن.
الكتاب حتى لا تسدد نحوي سهام العتاب والملامة، بل صرحت غفلة بخلافه، وإنما اكتفيت بالتلميح إلى مرامي ص 22، إذ المهم حصول اليقين بعدم وجود بقية للمجموع بين الدفتين كما نقلنا هذا العنوان عن الشيخ المفيد ص 26) .
ففي قوله: (وقد وصل إلينا المجموع الأولي.. ولا شك لأحد من الإمامية فيه) إشارة واضحة إلى قرآنهم المزعوم فهو يقول: (وصل إلينا المجموع الأولي) فهو وصل إليهم خاصة، وهو المجموع الأولي، وحتى يؤكد أن المراد هو ما عند منتظرهم قال:(ولا شك لأحد من الإمامية فيه) .. فمن الثابت أن طائفة من الشيعة: كالكليني، والقمي، والطبرسي، والمجلسي وغيرهم لا يشكون بل يؤكدون تلك المقولة الخبيثة في كتاب الله، ويزعمون أن القرآن الكامل هو عند مهديهم - كما سبق - ولكن الذي لا شك لأحد من الإمامية فيه هو ما عند منتظرهم وانظر إلى قوله:(كما أني أهملت التصريح بمرامي حتى لا تسدد نحوي سهام العتاب والملامة) ، ما هو مرامه الذي أهمل التصريح به؟ إذا كان مرامه إثبات أن القرآن محفوظ فهذا إجماع المسلمين وهذا ينجيه من الملامة فلماذا يهمل التصريح به؟، وقوله:(بل صرحت غفلة بخلافه) كيف نفسر هذه الكلمات البلهاء إذا كان القصد أنه صرح بحفظ كتاب الله على غفلة؟ فلم يكون التصريح بهذا الأمر المجمع عليه عند المسلمين على غفلة؟ وكيف يفطن القارئ لهذه الغفلة إلا إذا كان يخاف من طائفته؟ ولكن واقع كتابه غير ذلك، ولا شك أن هذا كلام ساقط لا يستحق المناقشة ولكن لأنه صادر من كبارهم عرضناه ليقف القارئ عليه.
ومن الأمثلة لنفيهم المطلق لما هو واقع في كتبهم: "في مسألة
تحريف القرآن» أن محب الدين الخطيب ذكر أن الطبرسي في فصل الخطاب في الصفحة 180 ذكر سورة "الولاية" التي تزعم الشيعة أنها سقطت من القرآن (1) فيرد عليه عالم الشيعة الصافي بقوله: (فانظر ما في كلامه من الكذب الفاحش والافتراء البيّن، ليس في فصل الخطاب لا في ص 180 ولا في غيرها من أول الكتاب إلى آخره ذكر من هذه السورة المكذوبة على الله تعالى)(2) . ا. هـ.
والواقع أن الكاذب هو "لطف الله الصافي" فسورة الولاية أشار إليها الطبرسي في «فصل الخطاب» ص 23، ونقلها بكمالها في ص 180 وسيرى القارئ صورة لهذه.. السورة المزعومة من كتاب «فصل الخطاب» في "الوثائق"، فهل يجهل هذا لطف الله الصافي وقد رجع إلى الصفحة نفسها التي تضمنت الإشارة إلى السورة المزعومة؟ فماذا يجدي مثل هذا الدفاع الكاذب؟
ومن الأمثلة على نفيهم التحريف عن القرآن - ويعنون به القرآن الذي يزعمون أنه عند منتظرهم - ما يقوله عبد الحسين شرف الدين الموسوي (3) ونصه: (نسب إلى الشيعة القول بالتحريف بإسقاط كلمات وآيات، فأقول نعوذ بالله من هذا القول ونبرأ إلى الله من هذا الجهل وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا، فإن القرآن الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته)(4) تأمل
(1)«الخطوط العريضة» : ص 11.
(2)
«مع الخطيب في خطوطه العريضة» : ص 72.
(3)
سيأتي ترجمته في محاولات التقريب.
(4)
«أجوبة مسائل جار الله» : ص 28، 29.