الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحترمة ظلماً وعدواناً. حقق الله تعالى آمالنا) (1) .
هكذا يتمنى هذا "الرافضي" فتح الديار المقدسة، وكأنها بيد كفار، ويعلل هذا التمني بأنه يريد الحج والزيارة وكأنه وطائفته قد منعوا من ذلك، والواقع أنه يريد إقامة الشرك وهدم التوحيد في الحرمين الطاهرين، وهذه الأمنية هي التي رددها بعض رجالات ثورة الخميني؛ ففي احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبدان في 17/3/1979م تأييداً لإقامة الجمهورية الإسلامية ألقى د. محمد مهدي صادقي خطبة في هذا الاحتفال سجلت باللغتين العربية والفارسية، ووصفتها الإذاعة بأنها مهمة، ومما جاء في هذه الخطبة:(أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود..) ، وذكر قبل ذلك بأنه حين تثبت ثورته على أقدامها سينتقلون إلى القدس وإلى مكة المكرمة، وإلى أفغانستان وإلى مختلف البلاد (2) . وهكذا يعتبر الوضع في مكة كوضع القدس الذي يحتله اليهود ووضع أفغانستان التي يحتلها الشيوعيون (3) ، في حين أننا نراهم يتعاطفون مع الحكم النصيري الكافر في سوريا ولا يمسونهم بنقد..!!
2- رأي آيتهم العظمى عبد الحسين الرشتي
(4) :
في جواب له على ما قاله الشيخ جار الله من أن الشيعة
(1)«الإسلام على ضوء التشيع» : (ص 132- 133) .
(2)
أذيعت هذه الخطبة من صوت الثورة الإسلامية من عبادان الساعة 12 ظهراً من يوم 27/3/1979م. وانظر: «وجاء دور المسلمين» : (ص 334- 347) .
(3)
وقد نقل رشيد رضا أن الرافضي أبو بكر العطاس قال: (أنه بفضل أن يكون الإنكليز حكاماً في الأراضي المقدسة على ابن سعود)«المنار» : (جـ29/ص 605) .
(4)
وقد ورد له ترجمة في مقدمة كتابه «كشف الاشتباه» عظموه فيها وذكروا أنه من آيتهم وحججهم. انظر: مقدمة الكتاب.
ترى أن حكومات الدولة الإسلامية وقضاتها كلها طواغيت (1) .
أجابه هذا الرشتي بجواب حاول فيه إقامة الدليل على شرعية إمامة الاثني عشر وبطلان ما عداها من حكم وإمامة، وزعم أنه يأخذ هذه الأدلة من كتب السنّة المعتمدة، ومما أورده في ذلك قوله:(وروى صدر الأئمة أخطب خوارزم (2) بسنده أن الله (قال لنبيه عن ولاية أئمتهم الاثني عشر: فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد لو أن عبداً من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتهم)(3) .
والنتيجة من جواب هذا الرشتي أن الشيعة ترى كفر الحكومات الإسلامية، وتحاول أن تقيم على أهل السنّة الحجة والدليل من كتبهم ليأخذوا بهذا المبدأ!!
(1)«الوشيعة» : ص 24.
(2)
الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق أبو المؤيد، المعروف بـ"أخطب خوارزم" أو "خطيب خوارزم" لأنه كان يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة، ومن كتبه:«مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب» وغيره. قال ابن تيمية عما جمعه خطيب خوارزم من فضائل علي: (فأما من تأمل في جمع هذا الخطيب فإنه يقول سبحانك هذا بهتان عظيم) توفي سنة 568هـ وكان مولده في حدود سنة 484هـ. انظر: السيوطي: «بغية الوعاة» : (2/308)، «منهاج السنة النبوية» :(4/107)، حاجي خليفة:«كشف الظنون» : (2/1844) .
(3)
عبد الحسين الرشتي: «كشف الاشتباه» : (ص 59- 63) وهذه الرواية من أشنع الكذب في دين الله وشرعه، فهي تجعل الإسلام هو في ولاية علي أو عدم ولايته، وهذا معلوم فساده من دين الإسلام بالضرورة، بل إن هذا الحديث وأمثاله هو من مكائد الباطنيين للتوصل إلى إبطال الشرائع وتعطيل العبادات. وانظر ما سبق أن قلناه حول طريقة الروافض في الاستدلال من مصادر السنة: ص 58 وما بعدها.