الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأنبياء كونه أفضل منهم أو مساوياً لهم فقد كفر، وقد نقل على ذلك الإجماع غير واحد من العلماء) (1) .
إذن مذهب الخميني في الأئمة هو مذهب غلاة الروافض وقولته في أئمته من المقالات التي يكفر معتقِدُها. ولم يفضل الخميني الأئمة على الرسل فحسب، بل قال:(فإن للإمام مقاماً محموداً وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون)(2) .
ولا شك أن خضوع جميع ذرات الكون لا تكون إلا للجبار جل علاه.. (يسبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ((3) .
ومن هنا، ألا يمكن أن يقال إن عقيدة تأليه الأئمة موجودة في «كتابات الخميني» .؟!
(ب) عقيدة الخميني في حكم كبار علماء الشيعة في القرن الرابع:
يعتقد الخميني أن أئمة الاثني عشر منزهون عن السهو والغفلة، بل قال إن أئمته (لا يتصور فيهم السهو أو الغفلة)(4) .
فهو ينفي مجرد تصور سهو الأئمة أو غفلتهم. وهذا خروج بهم
= وكانت ولادته في العيينة سنة 1115هـ، وقد تولت جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة جمع تراثه ونشره، وصدر في عدة مجلدات «الإعلام» :(7/137- 138) أحمد أمين: «زعماء الإصلاح» : ص 10، مجلة «الزهراء» :(3/82- 98) .
(1)
«الرد على الرافضة» : ص 29.
(2)
«الحكومة الإسلامية» : ص 52.
(3)
الحشر: آية 24.
(4)
«الحكومة الإسلامية» : ص 91.
إلى مقام الألوهية، وتنزيل لهم منزلة من لا تأخذه سنة ولا نوم جل علاه.
وقد وجد مثل هذا الغلو بين الشيعة في القديم، وندد به بعض كبار شيوخهم في القرن الرابع واستنكروه وجعلوه عَلَماً على الغلاة.
يقول ابن بابويه القمي (ت 381هـ) في كتابه «من لا يحضره الفقيه» - وهو أحد الأصول الأربعة المعتبرة عند الشيعة -:
(إنَّ الغلاة والمفوضة - لعنهم الله - ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وسلم، يقولون: لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ، لأن الصلاة فريضة، كما أن التبليغ فريضة وليس سهو النبي "ع" كسهونا لأن سهوه من الله (! وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلا يتخذ رباً معبوداً دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو)(1) .
هذا رأي ابن بابويه فيمن ينكر سهو النبي، فكيف يكون رأيه فيمن لا يتصور في أئمته السهو؟!!
كذلك يقول شيخه محمد بن الحسن بن الوليد: (أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليهم وسلم والإمام)(2) .
من هنا يظهر حكم ابن بابويه القمي وشيخه على مذهب الخميني، وهو أنه مذهب الغلاة والمفوضة، وهم في نظر ابن بابويه يستحقون اللعن. وهم - أي المفوضة - خارج الصف الإسلامي.
(1)«من لا يحضره الفقيه» : (1/234) .
(2)
المصدر السابق: (1/234)، «شرح عقائد الصدوق» :(ص 260- 261) ملحق بكتاب «أوائل المقالات» .