الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أكمل الله به الرسالات وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد تبين لنا من خلال هذا البحث مجموعة من القضايا والمسائل الهامة، التي تنير الطريق حول فكرة التقريب بين أهل السنّة والشيعة إن شاء الله تعالى. فمن ذلك:
1-
أنه من خلال النقل من كتب الشيعة مثل كتاب «غاية المرام» ـ الذي يعتبره كبير شيوخ الشيعة ومراجعهم المعاصرين "محسن الأمين" موضع افتخارهم - وغيره من كتبهم - تبين أن أهل السنّة قد صورتهم كتب الشيعة على غير حقيقتهم، إذ ذكرت نصوصاً كثيرة تزعم نقلها عن كتب أهل السنّة المعتبرة، وكلها تؤيد شذوذ الشيعة الذي تحدثنا عنه. وبنوا على ذلك أنه لا خلاف بين أهل السنّة والشيعة بناءً على الصورة المرسومة لأهل السنّة في كتبهم، وردد هذه المقالة بعض شيوخ أهل السنّة رغبة في الوحدة الوئام، وجهلاً بحقيقة الحال، ولم يعرف أن وراء هذه الكلمة ما وراءها من تدبير وتخطيط خطير أمضوا في تطبيقه القرون.
2-
أن من يعتمد في دراسة مذهب الشيعة على كتب الفرق والمقالات، أو على كتب الفقه عند الشيعة، أو على الكتب التي
وضعها الشيعة للدعاية لمذهبهم والتبشير به، فإنه لا يخرج من خلال ذلك بمعرفة حقيقية لما عليه الشيعة، وسيشك بما يقال عنهم من شذوذ. وإذا أراد المعرفة الحقيقية للوضع الخطير الذي عليه القوم فليقرأ في ذلك كتب الحديث، والتفسير، وكتب الرجال المعتمدة عندهم إلى يومنا هذا، باعتراف شيوخهم المعاصرين، ليقرأ أمثال:«أصول الكافي» ، و «البحار» في الحديث عندهم، ويقرأ:«تفسير إبراهيم القمي» ، و «تفسير العياشي» ، و «تفسير الصافي» ، و «تفسير البرهان» وغيرها. وليقرأ في «رجال الكشي» وغيره. ليحكم من خلال ذلك عن بينة وعلى بصيرة.
3-
أن من النتائج المهمة والخطيرة لهذه الدراسة أني رأيت أن مدونات الشيعة الاثني عشرية في الحديث، والتفسير قد استوعبت وجمعت كل شذوذ وغلو الفرق الماضية التي تحدثت عنها كتب الفرق والمقالات.. ففرية القول بنقص القرآن، ومسألة البداء، وتفضيل الأئمة على الرسل وغيرها، هي من عقائد الغلاة والباطنيين، ومع ذلك هي موجودة في كتب الاثني عشرية المعتبرة، بل بلغت حد التواتر والاستفاضة.. كما فصلنا ذلك بشواهده.
4-
أن كتب الحديث عند الشيعة التي يعتبرونها مقدسة عندهم ومن علوم آل محمد، والتي ينبغي أن تكون موضع الدراسة والتقويم قبل الحديث عن فكرة التقريب، هذه الكتب قد امتدت إليها يد التحريف والزيادة والنقص؛ فـ «الكافي» في عصر الطوسي (ت 460هـ) هو ثلاثون كتاباً (كل كتاب يحتوي على طائفة كبيرة من أحاديثهم) بينما هو في عصر شيخهم الكركي (ت
1076هـ) قد بلغ خمسين كتاباً. وكتاب «تهذيب الأحكام» لشيخهم الطوسي يذكر شيوخهم المعاصرون أن عدد أحاديثه بلغت (13590) ولكن مؤلفه نفسه يصرح في كتابه «عدة الأصول» أن أحاديثه أكثر من (5000) ومعنى ذلك أنها لا تصل إلى (6000) على أكثر تقدير، كما رأينا أن السند قد وضع في كتبهم لمواجهة نقد أهل السنّة، وأن تقسيم الحديث عندهم إلى صحيح وغيره قد توافق مع رد شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم في كتابه «منهاج السنّة» ، بل إن الذي وضعه هو ابن المطهر الحلي الذي رد عليه شيخ الإسلام، مما يدل على أنهم يطورون "دينهم" ويغيرون فيه لمواجهة النقد الموجه إليهم، وذلك لئلا يفقدوا أتباعهم. كما أنهم يزيدون في كتب الحديث عندهم على مر الأيام من باب الدعاية المذهبية.. بل وصل بهم الأمر إلى وضع كتب بأكملها ونسبتها إلى علماء قدامى عندهم أو شخصيات لا وجود لها وقد بينا بالشواهد أن أول كتاب ألفته الشيعة ـ والذي يسمى أبجد الشيعة ـ هو «كتاب سليم بن قيس» الذي حوى الطعن في كتاب الله وغيره، أن هذا الكتاب موضوع مكذوب، وأن مؤلفه اسم لا مسمى له، هذا فضلاً عما تحتويه كتبهم في الحديث والتفسير من "نصوص" ظاهرة الوضع واضحة الكذب لطعنها في دين الأمة وكتابها..
5-
التمسنا آراء شيوخهم المعاصرين الذين يدعون للتقريب لنعرف رأيهم فيما احتوت عليه كتب الشيعة من غلو، فلم نجد من آرائهم ما يخالف هذا الغلو، بل كانت آراؤهم إما صريحة في الغلو، وهذا ظاهر في الكتب التي كتبها دعاة التشيع في بلد لهم فيه قوة، وإما نفي وإنكار لما هو واقع في كتبهم، سالكين
في ذلك وسائل معينة يدرك مراميها من اطلع على أصولهم، وكشفنا ذلك بالحقائق والأرقام بلا تجنٍّ أو ظلم.
6-
كانت محاولات التقريب من جانب الشيعة مجرد ستار لنشر التشيع في ديار أهل السنة، وقد أفاد الشيعة من هذه الدعوة في نشر كتبهم وبث دعايتهم وكان لها آثار سلبية كثيرة على أهل السنّة، يدرك ذلك من وقف على ظواهر المد الشيعي في بلاد السنّة.. وفي مؤتمر النجف خضع الشيعة لصوت الحق المؤيد بالحجة والبرهان - تقية - ولكن وفاة نادر شاه عطلت الإفادة من نتائج المؤتمر.
7-
كيف يمكن التقريب مع من: يطعن في كتاب الله، ويفسره على غير تأويله، ويزعم تنزل كتب إلهية على أئمته بعد القرآن الكريم، ويرى الإمامة نبوة، والأئمة عنده كالأنبياء أو أفضل، ويفسر عبادة الله وحده والتي هي رسالة الرسل كلهم بغير معناها الحقيقي، ويزعم أنها طاعة الأئمة، وأن الشرك بالله طاعة غيرهم معهم، ويكفر خيار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحكم بردة جميع الصحابة إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة - على اختلاف رواياتهم -، ويشذ عن جماعة المسلمين بعقائد في الإمامة، والعصمة، والتقية، ويقول بالرجعة، والغيبة، والبداء. ومعظم هذه الآراء كانت في نظر السلف من عقائد الباطنية والغلاة الكفرة، ولكنها مستفيضة في كتب الاثني عشرية، وقد بينا ذلك بالشواهد.
8-
عرضنا آراء علماء المسلمين ومفكريهم في حل "الخلاف" وبيّنا الطريق الذي نختاره في ذلك. والله الهادي إلى سواء السبيل.