الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصاحبها قد قتل في سبيلها وروى بدمه أصولها وعناصرها، وهي محاولة تضمنت حقائق هامة كشفها رجل منهم وبهم، وهي تجربة تثبت أن عقلاء الروافض إذا حكموا عقولهم ورجعوا إلى فطرهم فإنهم ولا بد سينكرون ما هم عليه من الضلال، وهم بين أمرين:
إما أن يخرجوا من هذا الضلال إلى الإسلام الصحيح، وإما أن ينخدعوا بما قاله علماء الشيعة، وبما ردده بعض المنتسبين للسنة من أنه لا خلاف بين السنة والشيعة، فلا يجدون ملجأ يلجؤون إليه سوى الإلحاد.
والماركسية الملحدة قد وجدت سوقاً رائجة لها في إيران (1) .
أما رائد هذه المحاولة فهو الأستاذ "
أَحمد الكسروي
" الذي قال عنه الأُستاذ محمود الملاح: (لم يظهر في عالم الشيعة (2) أَحد في عياره منذ ظهر اسم شيعي (3) على وجه الأَرض) (4) .
وسنتوقف للتعريف به وبمحاولته لأَهمية ذلك.
أَحمد الكسروي:
هو أَحمد مير قاسم بن مير أَحمد الكسروي، ولد في تبريز عاصمة أَذربيخان أَحد أَقاليم إِيران وتلقى تعليمه في إِيران، وعمل أُستاذاً في جامعة طهران، كما تولى عدة مناصب قضائية، وقد تولى مرات
(1) كما أن التمثيل الكاذب للحكومة الإسلامية اليوم من شيوخ إيران قد يزيد في إقبال الروافض على الاتجاه الإلحادي.
(2)
، (3) يعني بالشيعة والشيعي: الرافضة والروافض، لا مطلق شيعي، وإِلا فلا يصح هذا الإِطلاق.
(3)
(4)
محمود الملاح: «مجموع السنّة» : (2/278) .
رئاسة بعض المحاكم في المدن الإِيرانية، وقد أَصبح أَحد أَربعة كبار مفتشي وزارة العدل ثم تولى منصب المدعي العام في طهران. وكان محرراً في جريدة "برجم" الإِيرانية وكان عارفاً باللغة العربية، والتركية والإنجليزية، والأَرمنية والفارسية، والفارسية القديمة "البهلوية" وله كتب كثيرة جداً، ومقالات منتشرة في الصحف الإِيرانية.
وقد كانت مقالاته التي يهاجم فيها أُصول المذهب الشيعي، وقد جذبت نظر بعض المثقفين إِليه والجمعيات العاملة في البلاد، وأَقبل عليه فئات من الناس من كل أُمة ونحلة، ولا سيما الشباب من خريجي المدارس فأَحاط به آلاف منهم وقاموا بنصرته وبث آرائه ونشر كتبه.
ووصلت آراؤه بعض الأَقطار العربية وهي الكويت، وقد طلب بعض الكويتيين من الكسروي تأليف كتب بالعربية ليفيدوا منها فكتب كتابه «التشيع والشيعة» ، والذي أَوضح فيه بطلان أُصول المذهب الشيعي، وأَن خلاف الشيعة مع المسلمين إِنما سنده التعصب واللجاج لا الحجة والبرهان، وما إِن أَتَم كتابه هذا حتى ضرب بالرصاص من قبل مجموعة من الروافض، أُدخل على أَثرها المستشفى وأُجريت له عملية جراحية وتم شفاؤه.
ثم أَخذ خصومه من الروافض يتهمونه بمخالفة الإِسلام ورفعوا شكوى ضده إِلى وزارة العدل ودعي للتحقيق معه، وفي آخر جلسة للتحقيق معه في نهاية سنة 1324هـ ضرب بالرصاص مرة أخرى وبخنجر ومات إِثر ذلك، وكان في جسمه تسعة وعشرون جرحاً، وقد عاش