الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بها شيوخ الشيعة.
وإن تقديم تلك النصوص - الموافقة لما عند أهل السنّة - تقديمها لناشئة الشيعة مع آيات القرآن ونصوص السنّة الصحيحة لهو منهج يقطع الطريق على دعاة الفرقة وأعداء الأمة من المتسترين بالتشيع، وهو طريق من طرق التقارب إذا طبق بوعي وإيمان، ومن شأنه أن يفتح الأذهان والعقول إلى الحقيقة التي ران عليها ركام كثيف من الكذب والافتراء في كتب الشيعة (1) . وفيما يلي أمثلة ذلك:
1- عدم النص على عليّ رضي الله عنه:
قال الألوسي رحمه الله: (ومما يستدل به على عدم النص ما في «نهج البلاغة» من كلامه رضي (لما أراده الناس على البيعة، فإنه قال: دعوني والتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول.. وإن ترتكموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه، وأنا لكم وزيراً خير
(1) وقد بدأ بعض علماء الهند وباكستان والعراق من أهل السنّة باستخدام هذا الأسلوب في الرد على الروافض كالشيخ شاه عبد العزيز الدهلوي في كتابه «التحفة الاثني عشرية» ، والشيخ محمد خوجه نصر الله الحسيني الصديقي الهندي في كتابه «الصواعق المحرقة» ، (وهما من علماء الهند) . وكالشيخ محمد عبد الستار صاحب تونسوي، ومحمد صديق في العديد من رسائلهما بالأردية (وهما من باكستان)، والشيخ محمود شكري الألوسي وذلك لتأثره - فيما يظهر - بكتابات علماء الهند. ويذكر الكوثري أن لكتاب «التحفة الاثني عشرية» - وهو يسير على هذا المنهج - دور كبير في الحد من غلو الروافض في الهند. الكوثري:«المقالات» (ص 154- 155) .
مني لكم أميراً) (1) .
وهذا النص يدل على أنه لم يكن منصوصاً عليه بالإمامة من جهة الرسول، وإلا لما جاز أن يقول:(دعوني.. إلخ. ولعلّي.. إلخ. وأنا لكم..إلخ)(2) .
فهذا النص في كتاب «نهج البلاغة» الذي يرى الشيعة أنه من الكلام الذي لا ريب فيه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو كلام المعصوم علي وجه اليقين عندهم، ولا يشك الشيعة في كلمة منه، وهو يهدم كل ما ينوه من دعاوى حول النص على علي والأئمة.
وفي «نهج البلاغة» أيضاً يقول علي رضي الله عنه: (أنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضي، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى)(3) .
وهذا نص صريح في عدم وجود نص، فالشورى - في أمر الإمامة - هي للمهاجرين والأنصار، ومن أجمعوا عليه هو "الإمام" ومن خرج من ذلك وجب قتاله لاتباعه غير سبيل المؤمنين، ولو كان
(1)«نهج البلاغة» : ص 136.
(2)
محمود شكري الألوسي: «تعليقات على ردود الشيعة» (مخطوط) .
(3)
«نهج البلاغة» : (ص 366- 367) .
هناك نص في الإمام لم يقل علي رضي الله عنه ذلك.
وفي نص آخر يعلق استجابته للخلافة لانتخابهم له ودعوتهم إياه لا للنص الإلهي، يقول:(والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة (1) ، ولكنكم دعوتموني إليها، وحملتموني عليها..) (2) .
وهذه النصوص تتفق مع، جاء عن طريق أهل السنّة فتأخذ صفة الإجماع عند الفريقين. فقد روى الإمام أحمد في «مسنده» عن وكيع عن الأعمش عن سالم عن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع قال:«سمعت علياً يقول: (وذكر أنه سيقتل) قالوا: فاستخلف علينا، قال: لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته؟ قال: أقول: اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم» (3) . وروى الإمام أحمد مثله عن أسود بن عامر عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن سبع (4) ، وفي الباب روايات أُخرى (5) .
(1) الإربة: بكسر الهمزة: الغرض والطلبة.
(2)
«نهج البلاغة» : ص 322.
(3)
«مسند الإمام أحمد» : (2/242) رقم 1078، وقال أحمد شاكر: وإسناده صحيح. والحديث في «مجمع الزوائد» : (9/137) وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار بإسناد حسن.
(4)
«المسند» : (2/340) رقم 1339، قال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(5)
انظر: الدارقطني: «السنن الكبرى» : (8/149)، وراجع «البداية والنهاية» :(5/250- 251) ، (7/324- 325) .