الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال بعضهم لأحمد بن حنبل: إنه يثقل علي أن أقول فلان كذا وفلان كذا. فقال: إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟ (1)، قال ابن تيمية: ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفات للكتاب والسنّة.. فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل. فبيّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا وجود من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء (2) .
هذا وسندرس "مسألة الخميني" في ثلاث نقاط:
1- هوية الخميني المذهبية
.
2-
عقائده.
3-
تقويم دولته من خلال دستورها.
1-
هوية الخميني المذهبية:
(أ) الخميني من أي فرق الشيعة في حكم أئمة السنّة
؟
للإجابة على هذا السؤال نعرض بعض أفكار الخميني والتي
(1)، (2) ابن تيمية:«مجموعة الرسائل والمسائل» : (5/110) .
يمكن أن يحدد على ضوئها مكانه في سلم التشيع.
يقول الخميني: (وأن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل.. وقد ورد عنهم "ع": أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل)(1) .
فالخميني هنا يفضل أئمته الاثني عشر على الأنبياء والرسل، وهذا مذهب غلاة الروافض في حكم كبار أئمة السنّة:
يقول الإمام عبد القاهر البغدادي (ت429هـ) : (وزعمت الغلاة من الروافض أن الأئمة أفضل من الأنبياء)(2) .
ويقول القاضي عياض (ت 544هـ) : (وكذلك نقطع بتكفير غلاة الروافض في قولهم إنّ الأئمة أفضل من الأنبياء)(3) .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ) : (والرافضة تجعل الأئمة الاثني عشر أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وغلاتهم يقولون إنهم أفضل من الأنبياء)(4) .
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (5) : (ومن اعتقد في غير
(1) الخميني: «الحكومة الإسلامية» : ص 52.
(2)
«أصول الدين» : ص 298.
(3)
«الشفاء» : (2/290) .
(4)
«منهاج السنّة» : (1/177) الطبعة الأميرية.
(5)
محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن أحمد بن راشد بن يزيد بن محمد بن يزيد بن مشرف التميمي النجدي. زعيم النهضة الدينية الإصلاحية في جزيرة العرب، وكانت دعوته إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع وتحطيم ما علق بالإسلام من أوهام؛ هي الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله، تأثر بها رجال الإصلاح في الهند ومصر والعراق والشام وغيرها، توفي رحمه الله في الدرعية سنة 1206هـ =