الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة السويدي:
هو أبو البركات عبد الله بن حسين بن مرعي بن ناصر الدين الدوري (1) السويدي (2) ، ولد في بغداد عام أربع ومائة وألف (3) وقد تلقى العلم على طائفة من علماء العراق والحجاز والشام.
وقد امتدحه السيد محمود شكري الألوسي بأنه: (شيخ البسيطة على الإطلاق، وزين الشريعة بالإجماع والاتفاق)(4)، وقال عنه أيضاً:(كان رحمه الله تعالى شيخ المعارف وإمامها والآخذ بيد زمامها..)(5) . وله رحمه الله من المؤلفات: «شرح جليل على صحيح الإمام البخاري» ، وكتاب «المحاكمة بين الدماميني والشمني فيما كتباه على مغني اللبيب» ، و «النفحة المسكية» ، و «الأمثال السائرة» وغيرها.
وقد كان له رحمه الله مع بعض علماء الشيعة - في غير هذا المؤتمر - مباحثات ومناظرات فكان ينقطع معه الخصم، ولا يواجه حججه وبراهينه. قد ذكر بعض هذه المناظرات والمباحثات ابنه عبد الرحمن السويدي (6) في «تاريخ بغداد» ، ولولا خشية الخروج
(1) الدوري نسبة إلى "الدور" قرية شرقي دجلة على شاطئها فوق سر من رأى. «النفحة المسكية» مخطوط: ص 3.
(2)
سمي بالسويدي نسبة إلى عمه (أخو أبيه من الأم) أحمد بن سويد الذي كفله بعد وفاة أبيه. (توفي أبوه وكان عمره خمس سنوات) . انظر «النفحة المسكية» : ص 3، 4.
(3)
السويدي: «النفحة المسكية» : ص 3.
(4)
«المسك الأذفر» : ص 61.
(5)
محمود شكري الألوسي: «المسك الأذفر» : ص 61 وما بعدها.
(6)
انظر ترجمته في: «سلك الدرر» : (2/330)، «المسك الأذفر» : ص 65، وانظر «معجم المؤلفين» :(5/149) .
عن المقصود لنقلنا شيئاً من ذلك (1) .
وقال العلامة محمود شكري الألوسي أيضاً - عما قام به السويدي في المؤتمر -: (وله مناقب لا تعد ولا تحصى ولا يدرك أدناها ولا يستقصى، منها تشييده للشريعة الأحمدية وتأييده للسنة النبوية، وذلك حين مجيء نادر شاه إلى سواد العراق مع جم غفير من الأعاجم ذوي النفاق والشقاق، فلم تزل الرسل تختلف بينه وبين الوزير أحمد باشا والي بغداد والمراسلات تتوارد بين الطرفين أي إيراد، إلى أن آل الأمر أن طلب الشاه الإقرار بصحة مذهب الاثني عشرية ورفض مذهب أهل السنة بالكلية، فأرسل الوزير المشار إليه الشيخ المترجم - يعني به عبد الله السويدي - إلى مباحثتهم فأخمد الله تعالى على يده نيران ضلالتهم وألبسهم ثوب الخزي بين عامتهم، فلما علموا أنه بحر علم لا يمكن الوصول إلى أصله صاروا له أطوع من شراك نعله فسعى بالصلح بين الدولتين فحاز الفخار والنجح
…
ورفع يومئذ سب الصحابة الكرام وحصل له من الشاه المشار إليه غاية التعظيم والاحترام، فصار الشاه سنياً بعد أن كان شيعياً، فأحيا السنة السنية بعد ما كاد يعتريها أفول وحقن دماء الشبان والشيوخ والكهول.
ورفع عن أهل السنة أعظم المصائب.. ولعمري إنها لنعمة يجب شكرها على عموم أهل السنّة.
(1) انظر: «تاريخ بغداد» أو «حديقة الزوراء» : عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين: (ص 75 - 79) .