الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لقيام دلائل الحدوث بها، ولقيام برهان العقل على أن لا خالقَ إلا الله، فيبطل قول من قال: إن الطبائعَ خالقةٌ للعالَم، وأن الأفلاكَ السبعة هي الفاعلةُ، وأن النور والظلمة خالقان، إلى غير ذلك من الآراء المضِلَّة، والأقوال الباطلة (1).
وانظر هل في كلامه ما يدلُّ على أن (2) التكوين من صفات الذات، أو من صفات الفعل؟ وهي مسألةُ خلافٍ بين الحنفية والأشعري، مقررةٌ بأدلتها من الجانبين في محلها من علم الكلام، فلا نُطَوِّل بذكرها.
* * *
باب: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 171]
3038 -
(7454) - حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ: وسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يُبْعَثُ إلَيْهِ الْمَلَكُ، فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَكْتُبُ: رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى لَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ. وَإِنَّ أَحَدكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ
(1) انظر: "التوضيح"(33/ 360).
(2)
"أن" ليست في "ج".
النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا".
(إن خلقَ أحدِكم): قال أبو البقاء: لا يجوز في "أن" إلا الفتح؛ لأن ما قبله "حدثنا"(1).
قلت: بل يجوز الأمران الفتحُ والكسر؛ أما الفتح، فلما قال.
وأما الكسر، فإن بَنَينا على مذهب الكوفيين في جواز الحكايةِ بما فيه معنى القول دونَ حروفه، فواضح، وإن بنينا على مذهب البصريين، وهو المنع، فلا مانع (2) أن نقدر قولًا محذوفاً يكون ما بعده محكياً به، فتكسر همزة "إن" حينئذ بالإجماع، والتقديرُ حدثنا، فقال:"إن خلق أحدكم".
(فيكتب رِزقَه، وأجلَه، وعملَه، وشقيٌّ أم سعيدٌ): "أم" هذه هي المتصلة، فلا بد من تقدير الهمزة محذوفة؛ أي: أَشقيٌّ أم سعيد؟
فإن قلت: كيف يصحُّ تسليطُ فعل الكتابة على هذه الجملة الإنشائية التي هي من كلام المَلَك؟ فإنه يسأل - ربه عز وجل (3) -: الجنينُ (4) أشقيٌّ هو (5) أم سعيدٌ؟ فما أخبر الله به من شقاوته أو سعادته، [كتبه الملك، ومقتضى الظاهر أن يقال: وشقاوته، أو سعادته](6)، فما وجه ما وقع هنا؟
(1) انظر: "إعراب الحديث"(ص: 302).
(2)
"فلا مانع" ليست في "ج".
(3)
"عز وجل" ليست في "ج".
(4)
في "ج": "عن".
(5)
"هو" ليست في "ج".
(6)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".