الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيقال: قد عُلم أن الذكر ضدُّ الصمتِ، ومحلُّ الصمتِ اللسانُ، فليكنِ الذكرُ كذلك (1)؛ عملًا بهذه القاعدة.
* * *
باب: قولهِ تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} [فصلت: 22]
3055 -
(7521) - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ، أَوْ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ، كَثِيرَةٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوِبهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نقُولُ؟ قَالَ الآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا، وَقَالَ الآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] الآيَةَ.
(اجتمع عند البيت ثَقَفِيَّانِ وقُرَشِيٌّ، أو قُرشيانِ وثقفيٌّ): ذكر الثعلبي والبغوي في "تفسيريهما (2) ": أن الثقفي اسمه عبدُ يا ليل بنُ عمرِو بنِ عُمير، وختناه القرشيان (3) ربيعةُ، وصفوانُ بنُ أمية (4)، وقال ابن بشكوال:
(1) في "ج": "فليكن ذلك".
(2)
في "ج": "تفسيرهما".
(3)
في "ج": "قرشيان".
(4)
انظر: "تفسير البغوي"(4/ 137)، و"تفسير الثعلبي"(8/ 291).
القرشيُّ: الأسودُ بنُ عبد يغوث، و (1) الثقفيُّ الأَخْنسُ بنُ شَريقٍ (2).
قلت: بقي عليه تفسيرُ الثالث.
وفي "تفسير ابن الجوزي": نزلت في صفوانَ بنِ أميةَ، وربيعةَ، وخُبيبِ ابنِ عمرٍو الثقفيينِ (3).
(كثيرةٌ شحم بطونهم، قليلة فقهُ قلوبهم): ظن الزركشي أن هذا من باب اكتسابِ المذكرِ المضافِ التأنيثَ من المضاف إليه، فأنَّثَ الشحمَ؛ لإضافته إلى البُطون، وأَنَّثَ الفقهَ؛ لإضافته إلى القلوب (4).
قلت: وهذا غلط؛ لأن المسألة مشروطةٌ بصلاحية المضاف للاستغناء عنه، فلا يجوز: غلامُ هندٍ ذهبتْ.
ومن ثَمَّ ردَّ ابنُ مالكٍ في "التوضيح"(5) قولَ أبي الفتح في توجيه قراءةِ أبي العالية: {يوم لا تنفع نفساً (6) إيمانها} [الأنعام: 158] بتأنيث الفعل (7) أنه
(1) الواو ليست في "ج".
(2)
انظر: "غوامض الأسماء المبهمة"(2/ 713).
(3)
لم يذكر ابن الجوزي هذا في "تفسيره"(7/ 250): وإنما قال: روى البخاري ومسلم في "الصحيحين" من حديث ابن مسعود قال: كنت مستتراً بأستار الكعبة، فجاء ثلاثة نفر، قرشي وختناه؛ ثقفيان أو ثقفي، وختناه قرشيان، انتهى. وقد تقدم للمؤلف رحمه الله هذا التعليق بحروفه فيما مضى من هذا الكتاب.
(4)
انظر: "التنقيح"(3/ 1277).
(5)
في "التوضيح" ليست في "ج".
(6)
في "ج": "نفس".
(7)
في "ج": "الفاء".