المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الخمس والعشرون في الباءة - مطالع البدور ومنازل السرور

[الغزولي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأولفي تخير المكان المتخذ للبنيان

- ‌الباب الثانيفي أحكام وضعه وسعة بنائه وبقاء الشرف والذكر ببقائه

- ‌الباب الثالثفي اختيار الجار والصبر على أذاه وحسن الجوار

- ‌الباب الرابعفي الباب

- ‌الباب الخامسفي ذم الحجاب

- ‌الباب السادسفي الخادم والدهليز

- ‌الباب السابعفي البركة والفوارة والدواليب وما فيهن من كلام وجيز

- ‌الباب الثامنفي الباذهنج وترتيبه

- ‌الباب التاسعفي النسيم ولطافة هبوبه

- ‌الباب العاشرفي الفرش والمساند والأرائك

- ‌الباب الحادي عشرفي الأراييح الطيبة والمروحة وما شاكل ذلك

- ‌الباب الثاني عشرفي الطيور المسمعة

- ‌الباب الثالث عشرفي الشطرنج والنرد وما فيهما من محاسن مجموعة

- ‌الباب الرابع عشرفي الشمعة والفانوس والسراج

- ‌الباب الخامس عشرفي الخضروات والرياحين

- ‌الباب السادس عشرفي الروضات والبساتين

- ‌الباب السابع عشرفي آنية الراح

- ‌الباب الثامن عشرفيما يستجلب بها الأفراح

- ‌الباب التاسع عشرفي الصاحب والنديم

- ‌الباب العشرونفي مسامرة أهل النعيم

- ‌الباب الحادي والعشرونفي الشعراء المجيدين

- ‌الباب الثاني والعشرونفي الحذاق المطربين

- ‌الباب الثالث والعشرونفي الغلمان

- ‌الباب الرابع والعشرون في الجوارى ذات الألحان قال الثعالبي في تحفة الأرواح وموائد السرور والأفراح إن كان أجود منه وذلك مع الروية وقال أفلاطون: غناء الملاح تحرك فيه الشهوة والطرب وغناء القباح يحرك فيه الطرب لا الشهوة وقد قيل أحسن الناس غناء من تشبه بالنساء من الرجال ومن تشبه بالرجال من النساء وما أحسن قول القائل:جائت بوجه كأنه قمر…على قوم كأنه غصن

- ‌الباب الخمس والعشرون في الباءة

- ‌الباب السادس والعشرونفي الحمام وما غزى مغزاه

- ‌الباب السابع والعشرونفي النار والطباخ والقدور

- ‌الباب الثامن والعشرونفي الأسماك واللحوم والجزور

- ‌الباب التاسع والعشرونفيما تحتاج إليه الأطعمة من البقول في السفرة

- ‌الباب الثلاثون في الخوان والمائدة وما فيهما من كلام مقبول

- ‌الباب الحادي والثلاثونفي الوكيرة والأطعمة المشتهاة

- ‌الباب الثاني والثلاثونفي الماء وما جرى مجراه

- ‌الباب الثالث والثلاثونفي المشروب والحلواء

- ‌الباب الرابع والثلاثونفي بيت الخلاء المطلوب

- ‌الباب الخامس والثلاثونفي نبلاء الأطباء

- ‌الباب السادس والثلاثون في الحساب والوزراء اعلم أن الوزير مشتق اسمه من حمل الوزر عمن خدمه وحمل الوزير لا يكون إلا بسلامة من الوزير لا يكون إلا بسلامة من الوزير في خلقته وخلائقه أما في خلقته فإنه يكون تام الصورة حسن الهيئة متناسب الأعضاء صحيح الحواس وأما في خلائقه فهو أن يكون بعيد الهمة سامي الرأي ذكي الذهن جيد الحدس صادق الفراسة رحب الصدر كامل المروءة عارفاً بموارد الأمور ومصادرها فإذا كان كذلك كان أفضل عدد المملكة لأنه يصون الملك عن التبذل ويرفعه عن الدناءة ويغوص له عن الفكرة ومنزلته منزلة الآلة يتوصل بها إلى نيل بغيته وبمنزلة الذي يحرز المدينة من دخول الآفة ومنزلة الجارح الذي يصيد لطعمة صاحبه وليس كل أحد وإن أصلح لهذه المنزلة يصلح لكل سلطان ما لم يكن معروفاً بالإخلاص لمن خدمه والمحبة لمن استنصحه والإيثار لمن قربه وقال الثعالبي في يواقيت المواقيت، الوزارة اسم جامع للمجد والشرف والمروءة وهي تلو الملك والإمارة والرتب العلياء والدرجة الكبرى بعدهما، قال المنصور النميري يمدح يحيى البرمكي:ولو علمت فرق الوزارة رتبة…تنال بمجد في الحياة لنالها

- ‌الباب السابع والثلاثون في كتاب الإنشاء وهو فصلانالفصل الأول: فيما يحتاج إليه كاتب الإنشاء من الأخلاق والأدوات والآلات

- ‌الباب الثامن والثلاثون في الهدايا والتحف النفيسة الأثمانذكر ابن بدرون في شرحه لقصيدة ابن عبدون عند ذكر كسرى وبنائه للسور المذكور في الباب السادس من هذا الكتاب ولما بنى كسرى هذا السور هادته الملوك وراسلته، فمنهم ملك الصين كتب إليه من يعقوب ملك الصين صاحب قصر الدار والجوهر الذي في قصره نهران يسقيان العود والكافور والذي توجد رائحة قصره على فرسخين والذي تخدمه بنات ألف ملك والذي في مربطه ألف فيل أبيض إلى أخيه كسرى أنوشروان وأهدى إليه فارساً من در منضد علينا الفارس والفرس من ياقوت أحمر وقائم سيفه من الزمرد منضد بالجوهري وثوباً حريرا صينياً وفيه صورة الملك على إيوانه وعليه حلته وتاجه وعلى رأسه الخدام بأيديهم المذاب المصورة من ذهب تحمله جارية تغيب في شعرها يتلألأ جمالها وغير ذلك مما تهديه الملوك إلى أمثالها

- ‌الباب التاسع والثلاثون في خواص الأحجار وكيانها في المعادنقال الفاضل أبو العباس شهاب الدين أحمد بن يوسف التيشاء: في الجوهر اسم عام يطلق على الكبير والصغير منه فما كان كبيراً فهو الدر وما كان صغيراً فهو اللؤلؤ المسمى حباً ويسمى أيضاً اللؤلؤ الدق ولؤلؤ النظم وحيوان الجوهر الذي يتكون فيه كبيره وصغيره يسمى باليونانية أسطوروس يعلو لحم ذلك الحيوان صدفتان ملازمتان لجسمه والذي يلي الصدفتين من لحمه أسود ولهذا الحيوان فم وأذنان وشحم يلي الفم من داخلهما إلى غاية الصدفتين والباقي رغوة وصدفة وماء

- ‌الباب الأربعون في خزائن السلاح والكنائنسأل عمر بن الخطاب (عمرو بن معدي كرب عن السلاح فقال ما تقول في الرمح قال أخوك وربما خانك فانقصف، قال فما تقول في الترس قال هو المجن وعليه تدور الدوائر، قال فالنبل قال منايا تخطئ وتصيب، قال فما تقول في الدرع قال مفشلة للراجل مغلة للفارس وإنها لحصن حصين، قال فما تقول في السيف قال هنالك لا أم لك يا أمير المؤمنين فعلاه عمر بالدرة وقال له تقول لا أم لك قال الحمى أصرعتني

- ‌الباب الحادي والأربعون في الكتب وجمعها وفضل اتخاذها ونفعهاقال ابن الخشاب ملغزا فيها:

- ‌الباب الثاني والأربعونفي الخيل والدواب ونفعها

- ‌الباب الثالث والأربعونفي مصائد الملوك وما فيها من نظم السلوك

- ‌الباب الرابع والأربعونفي خطائر الوحوش الجليلة المقداد

- ‌الباب الخامس والأربعون في الأسد النبل والزرافة والفيل

- ‌الباب السادس والأربعون في الحمام وما في وصفها من بديع النظام

- ‌الباب السابع والأربعون في الحصون والقصور والآثار وما قيل فيها من رائق الأشعار

- ‌الباب الثامن والأربعون في الحنين إلى الأوطان وتذكر من بها من القطانروي أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتا فارتاع فقيل له في ذلك فقال ظننت أن ساكنا أزعج من منزله، وجاء أيضا حب الوطن من الإيمان وقال ابن عباس (لو قنع الناس بأرزاقهم قناعتهم بأوطانهم ما اشتكى أحد الرزق وكانت العرب إذا سافرت أخذت معها من تربة بلدها تستنشق ريحها وتطرحه في الماء إذا شربته وهكذا كان المتفلسف من البرامكة إذا سافر أخذ معه من تربة مولده في جراب يتدواى به ولما غزا اسفندبار بلاد الخرز اعتل بها فقيل له ما تشتهي قال شربة من دجلة وشميما من تراب اصطخر فأتي به بعد أيام بماء وقبضة من تراب وقيل له هذا من ماء دجلة ومن تربة أرضك فشرب واشتم بالوهم فنقه من علته

- ‌الباب التاسع والأربعونفي دار سكنت كثيرة الحشرات قليلة الخير عديمة النبات

- ‌الباب الخمسونفي وصف الجنان وما فيها من حور وولدان

الفصل: ‌الباب الخمس والعشرون في الباءة

‌الباب الخمس والعشرون في الباءة

قال الشيخ علاء الدين أبو الحسيعلى بن أبي الحزم القرشي المتطبب المعروف بابن النفيس - تغمده الله بالرحمة - في كتابه المعروف بالموجز في الجملة الثانية من الكتاب المذكور في قواعد الجزء العملي من الطب في تدبير الجماع. قال رحمة الله وسامحه: الجماع أفضله ما وقع بعد الهضم وعند اعتدال البدن في حره وبرده ويبوسته ورطوبته وخلائه وامتلائه فإن وقع خطأ فضرره عند امتلاء البدن وحرارته ورطوبته أسهل من خلائه وبرده ويبوسته وإنما ينبغي أن يجامع إذا قويت الشهوة وحصل الإنتشار التام الذي ليس عن تكلف ولا فكرة في مستحسن ولا نظر إليه وإنما هاجته كثرة المنى وشدة الشبق وإن تحصل عقيبه الخفة والنوم والجماع المعتدل ينعش الحرارة الغريزية ويهيىء البدن للإغتذاء في الجماع ويفرح ويحطم الغضب ويزيل الفكر الردىء والوسواس السوداوي وينفع أكثر الأمراض السوداوية والبلغمية وربما وقع تارك الجماع في أمراض مثل الذوار وظلمة البصر وثقل البدن وورم الخصية أو الحالب فإذا عاد إليه برىء بسرعة والإفراط في الجماع يسقط القوة ويضر العصب ويوقع في الرعشة والفالج والتشنج ويضعف البصر جدا وجماع الغلمان أقل استفراغا للمنى فيكون اضعافه وضرره أقل لكن يخوج إلى حركات متعبة لكونه استفراغا غير طبيعي وليجتنب جماع العجوزة والصغيرة جدا والحائض والتي لم تجامع من مدة طويلة والمريضة وقبيحة المنظر والبكر فكل ذلك يضعف بالخاصية وجماع المحبوب يسر ويقل اضعافه مع كثرة استفراغه المنى. وأراد أشكال الجماع أن تعلو المرأة رافعا فخذيها بعد اللاعبة التامة ودغدغة الثدي والحالب ثم حك الفرج بالذكر فإذا تغيرت هيئة عينيها وعظم نفسها وطلبت التزام الرجل أولج الذكر وصب المنى ليتعاضد المنيان وذلك هو الحبل. ومما يعين على الجماع رؤية المجامعة والنظر إلى تسافد الحيوانات وقراءة الكتب المصنفة في الباءة وحكايات الأقوية من المجامعين واستماع الرقيق من أصوات النساء وحلق العانة يهيج الشهوة وإطالة العهد بترك الباءة ينسيه النفس والإستمناء باليد يوجب الغم ويسقط الشهوة والإنتشار. انتهى كلام ابن النفيس. وسئل ابقراط كم ينبغي للإنسان أن يجامع فقال في كل سنة مرة قيل فإن لم يقدر قال في كل شهر قيل فإن لم يقدر قال في كل أسبوع قيل فإن لم يقدر قال هي روحة متى شاء أخرجها. فصل: ولما كان جمال المرأة وحسن تناسب أعضائها هو داعي الرجل إلى وطنها وأجلب لشهوته عند النظر إليه والمد لحواسه في حال مصاحبتها فلا بأس بإيراد نبذة من ذلك: أجمع أهل المعرفة أن الذي يحمد في المرأة من السواد أربعة أشياء: الشعر والحاجبان والحدقة والأهداب. ومن البياض أربعة أشياء بياض لونها بياض عينيها وبياض أسنانها وبياض فرقهازومن الحمرة أربعة أشياء: حمرة اللسان وحمرة الوجنات وحمرة الشفتين وحمرة الليتين. ومن الغلظ أربعة أشياء: العضدان والساقان والشفران والذوائب. ومن الرقة أربعة أشياء: العظام والأنف والخصر وأطراف الأنامل. ومن الطول أربعة أشياء: الرأس والعنق والساعدان والساقان. ومن الراض أربعة أشياء: الجبهة والعينان والصدر والألية. ومن الصغر أربعة أشياء: الفم والكفان والقدمان والأذنان. ومن الضيق أربعة أشياء النخران ثقب الأذان السرة الموطأ. ومن الصلابة أربعة أشياء: الثديان الأليتان القبل عضلة الساق. ومن الملمس ظهر الفيين الترقوة الأصابع العنق. ومن النشافة أربعة أشياء: العينان المنخران الفم الفرج. ومن الصفاء أربعة أشياء: الحدقتان البشرة الأسنان الأظافر. ومن الكبر أربعة أشياء: الكتفان الركبتان الفخذان الموطأ. ومن الأشياء البارزة أربعة أشياء الأرداف الموطأ الكاهل. ومن الحلاوة أربعة أشياء: الوجه والريق والعينان والنغمة. ومن اللين أربعة أشياء: اللحظ النفس الكلام البشرة ومن الحسن أربعة أشياء: الخلق والخلق والأدب والطاعة. ومن الملاحة أربعة أشياء الضحك والنغمة والنوم والمشية. ومن النظافة أربعة أشياء: الوجه والفرج والإبطان والأطراف. ومن الأشياء الشهية أربعة: الملامسة المحادثة المعانقة المعاتبة. ومن الأشياء الخافية الكعبان الزندان المرفقان الترقوة. ومن الصدق أربعة أشياء:

ص: 132

المودة والحياء والعفة والأمانة. ومن السخونة أربعة أشياء: الموطأ الكفان المجلس باطن القدم. ومن الطيب أربعة أشياء: النفس النكهة الإبطان الفرج. تمت الأربعات. ومن الأشياء المهيجة للباءة: التقبيل، قال الأصمعي كل جماع لاقبل فيه فهو خداج يعنى ناقصا، وقال الجاحظ أربعة أشياء ممسوخة البركة: أكل الأرز البارد والبوس على النقاب والغناء من وراء الستارة والجماع في الماء وقالوا وأحسن الشفاه وأشدها تهيجا وأوفق ما رق الأعلى منها واحمرت ونظفت وحرفت وكان في الأسفل منها بعض الغلظ وإذا عض عليها اخضرت فإن القبلة لهذه الشفة أحلى واعذب وقالوا إن ألذا القبل قبلة ينال فيها لسان الرجل فم المرأة ولسان المرأة فم الرجل وذلك أنه إذا كانت الجارية نقية الفم طيبة النكهة فإنها تدخل لسانها في فم الرجل ادخالا ًيصيب ريقها وحرارة لسانها لسان الرجل فينحدر ذلك الريق وتلكالحرارة والتسخين إلى ذكر الرجل وفرج المرأة فيثير ذلك شبقهما ويقوي شهوتهما فيزداد لونها صفاء وحسن.

وما أحسن قول ابن المعتز:

وكم عناق لنا وكم قبل

مختلسات حذار مرتقب

نقر العصافير وهي خائفة

من النواطير يانع الرطب

وتلطف بن وكيع في قوله:

ظفرت بقبلة منه اختلاساً

وكنت من الرقيب على حذار

ألذ من الصبوح على غمام

ومن يرد النسيم على خمار

وأما كلام المجامع عند الباءة فإنه من كمال المسرة وتمام اللذة لأن كل من حواس الفاعل تكون مشغولة بلذة فالعين بلذة النظر والفم بلذة النظر والفم بلذة الرشف والأنف بلذة الطيب والذكر بلذة الجماع فيحتاج أن تكون الأذن ممتعة بلفظ المحبوب لا سيما إن كان ذلك الكلام مما يجلب الشهوة فتتكامل اللذة فإن الملتذ يريد أن يجد اللذات المتفرقة في شخص واحد ليتم باجتماعها صورة واحدة شريفة. قال الشاعر:

وفي أربع منى خلت منك أربعا

فما أنا أدري أيهم هيج لي كربى

أوجهك في عيني أم الريق في فمي

أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي

وقال عمرو بن بحر الجاحظ كان بالهند امرأة تعرف بالألفية وذلك أنه كان قد وطئها ألف رجل وكانت أعلم زمانها بأحوال الباءة وأن جماعة من النساء اجتمعوا إليها فقالوا أيتها الأخت أخبرينا ما نحتاج إليه ونستعمله وما الذي يثبت محبتنا في قلوب الرجال وما الذي يتلذذون به ويكرهون من أخلاقنا وما ينبغي أن يعمل معهم ليستجلب له محبتهم قال نعم: أول كل شيء أقول لكم إنه ينبغي ألا يقع له نظر إلا على زينة.

قالوا وما الذي يجب على الرجل أن يتقرب به إلى قلب المرأة؟ قالت الملاعبة قبل الجماع والرهز بعد الفراغ.

قلن فما الذي يكون سبب محبتهم لبعضهم بعض واتفاقهم؟ قالت الأنزالين في وقت واحد؟ قلن فما الذي يفيد مودتهما وصحبتهما؟ قالت أنى يكون غير ما ذكرت لكم.

ثم سألوها عن أصناف الجماع فذكرت لهن ذلك أضربت عن ذكرها لكثرة أقسامها. ومن أراد ذلك فيلطالع الكتب المؤلفة فيها فإنها مشحونة بها.

وأما ميلهن إلى النكاح وشدة شبقهن فمنه ما حكى أنه كانت امرأة لها يسار وحال فخطبها رجل من يسار وحال وثروة فلم تفعل فقالت لها أمها يا بنية لم لا تتزوجين بهذا الرجل فإنك لا تجدين مثله فقالت لا أريده لني سمعت أن في وسطه أيراً عظيماً مثل الوتد ولا طاقة لي به قال فتشفع الرجل إلى أمها وسألتها أن تشفع فقالت له قد ذكرت لها أمرك فقالت أنها لاتطيق أيرك فقال زوجيني بها واشرطي لها على شرطاً أنني لا أدخل منه شيئاً إلا بأمرها ويكون في يدك تدخلين منه الذي تشتهين وتتركين الذي لا تريدينه فقالت لابنتها ذلك فقالت رضيت بهذا الشرط فلما كان ليلة العرس قالت له أمها أنت على الشرط قال نعم فلما دخلا بها قال لها تقدمي وامسكيه بيدك وأدخلي منه ما تريد ابنتك فأخذته بيدها وأدخلت منه مقدار عقدة وقالت يكفيك هذا قالت زيدي يا أماه عافاك الله فزادتها فلم تزل كذلك إلى أن لم يبق منه شيء فقالت أزيدك يا بنية فقالت إي والله يا أمي قالت يا بنية فأنت قلت لا طاقة لك به فوالله ما بقي معي منه شيء فقالت البنت أسخن الله عينيك والله لقد كان أبي يقول أنك أي شيء وضعت يدك عليه طارت البركة منه وأنا لا أعلم وقد علمت الآن.

ص: 133

صفة شربة نافعة للهوى وعليل النوى: باسم الله اللطيف الحكيم يؤخذ على بركة الله ولطفه: ثلاثة مثاقيل من صافي وصال الحبيب، منقاة من عيدان الجفا وخوف الرقيب، وثلاث مثاقيل من برز الاجتماع، منخولة من غلت الهجران والانقطاع، وأوقيتين من خالص الود والكتمان، منزوعة من عيدان الصدر والهجران، ويؤخذ من عطر البخور ولثم الثغور وضم الخصور من كل واحد مثقالان، ويؤخذ مائة بوسة رمانية محكومة مرضوضة منها خمسون صغار سكريه، وثلاثون زق الحمام وعشرون عصافيرية ويؤخذ غنج حلبي وشخير عراقي من كل واحد مثقالان ويؤخذ أوقيتان من مص اللسان ولئم الفم مع الوجنتين، ويدق الجميع ويخلط ويذر على وزن ثلاثة دراهم غلمة مصرية، ويضاف إليها قرص الإعكان المطوية ويغلي بماء المحبة على شراب الشوق وخطب الطرب في مرحل العجلة ويصفي الجميع على ديبقي سلطاني ويحل فيه أوقيتان من شراب الرضاب ويشرب على الريق من ثغور الأحباب ويكون الغذاء مزورة يقطين الاشتياق ويضاف إليها قلب لوز العناق وماء ليمون الاتفاق ويتناول بعد ذلك ثلاثة أرطال من المدام ثلاثة أيام ويتبعه برطلين من شيل الساقين ويدخل الحمام، نافع مجرب والسلام.

بعث بعض الظرفاء إلى محبوبة له مروحة وبأوقة زهر وسكر نبات وشرابه وعود ففهمت مراده وبعثت إليه خيطاً أحمر من صباره وثلاث كمونات سود وغاسول وزر ففهم مقصودها وصبر، والمراد من فعله أنه أراد بالمروحة نزوح وبالزهر البستان وبالسكر النبات نبات وبالشرابة نشرب وبالعوذ نسمع الغناء، مقصودها أنها عرضت بالخيط الأحمر أنها حائض وبالصبارة أصبر وبالثلاث الكمونات ثلاث ليال والغاسول أغتسل وأزورك.

وأهدت بعض القينات إلى الملك العزيز بن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف في بعض الأيام كرة من العنبر فكسرها فإذا في وسطها زر ذهب وكانا يكتمان أمرهما خوفاً من السلطان فلم يفهم معنى ذلك فأرسل إلى القاضي الفاضل يسأله عن ذلك فقال ارتجالاً:

أهدت لك العنبر في وسطه

زر من التبر دقيق اللحام

فالزر في العنبر معناهما

زر هكذا مستتراً في الظلام

كتبت بعضهم على عصابتها أصعد وتمكن على بطن معكن.

وكتبت أم القاسم بنت بلبل العطار وكانت من كبار المساحقات على خاتمها مل من الباطل فرجع إلى الحق.

وأين هذا من قول بعضهن وقد قيل لها ارجعي إلى الحق فقالت الحق بعض مرادي.

وهذا من الأجوبة اللطيفة وما أحقها بقول القائل شعراً:

مغرمة بالسحاق أضحت

تبكي عليه بكل عين

كما اتقنت من الهيول إلا

تصنيف اسحق في حسيني

وحكى أ، رجلاً دخل إلى بيت فوجد امرأتين وهما يتساحقان فجذب التي هي فوق وقعد مكانها وقال هذا عمل يحتاج إلى حبال ورجال.

وقال آخر:

جرح يريد الفتيلة

أيش تنفعه اللزقاق

وقال الشيخ زين الدين الوردي:

قولوا لمن تهوى السحاق الذي

حرمه الله فما فيه خير

أخطأت يا كاملة الحسن إذ

أقمت اسحق مقام الزبير

يحكى أن جدة بنت زياد المؤدب ذكرها المؤرخ الترحال نور الدين بن سعيد في كتابه المغرب وقال وهي من خنساء المغرب من نظمها وقد خرجت إلى وادي مدينة واد بالقرب مع جوار لها فسبحت معهن وكان لها فيهن هوى:

أباح الدمع أسراري بواد

له في الحسن آثار بوادي

فمن نهر يطوف بكل روض

ومن روض يطوف بكل وادي

ومن بين الظباء مهاة أنس

لها لبي وقد سلبت فؤادي

لها لحظ ترقده لأمر وذا

ك الأمر يمنعني رقادي

إذا سدلت ذوائبها عليها

رأيت البدر في أفق السواد

كأن الصبح مات له شقيق

فمن حزن تسربل بالحداد

وقالت ماجنة لمسحاقة ما في الدنيا أطيب من الموز قالت نعم إلا أنه ينفخ البطن.

ص: 134

وقالت ماجنة لمسحاقة أين أنت عن الأصلع الأقرع الأحدب المربوق الذي كأنه بوق العظيم الحوق الكثير العروق الذي يخرق الحزوق ويسد البشوق ويفتق ويرفو الشقوق ويقضي الحقوق ويأخذ بالخلوق الأجرد الأربد الذي كأنه الوتد أو رقبة الأسد الأحمر الأشقر المعجر الذي رأسه كالمحور وأصله كالانحر وفيه عرق أخضر كأنه عرق لحم البقر في رأسه كماة ووسطه قناة وفي أسفله مخلاة ولحيته في قفاه يراك من حيث لا تراه لو نطح الفيل كوره أو دخل البحر ثوره كأنه غصن بان أو سيف يمان أو صقلاني عريان أو زنجي غضبان بل كأنه شيطان أو راهب بحران أو هامة من هامان أو عنتر في الحرب أو حارس في درب أو رأس حمل أو ركبة جمل أو كوكب الذنب أو طن قصب أو ذنب التنين أو شوبك القيارين ينطح بغير قرنين ويمشي بغير رجلين ويبصر بغير عينين يدخل في الظلمات وهو أحد البليات في عنقه طوق من أسفل إلى فوق إذا ارتفع النهار يكون كالجلنار أتيه من ملك القندهار مدمج كالطومار يغوص في البحار ويثقب بالإبكار ويدخل في الأحجار إذا جنه الليل أطال القيام والناس نيام.

فقالت المساحقة أما علمت أن اللطف والنظافة والظرف واللباقة والتساحي والبراعة في السحق الذي هو سبعون ومائة واحدة منها العقبي والاستكلاب والطنبلسب والملح والمعوج والمقرطح والدارتردار والطاق برطاق والمخالف والمؤالف والشراعي وقبضه وبسطه وعقبه وضغطه والغطيط والصفدعي والتفن والرهز وغير هذه، وأما أنتم فكل شيء لكم النوم على القفا والإدخال في الأست فغذا جهدتم جهدكم كان لون آخر وهو القيام على أربع ويسمونه الحماري وتفتخرون به وأين هذا من أخذه سوقاً وعمل وسؤال وعلل ورقدة وخلوة وحديث هند والزرقا ودعنا نبوران.

ص: 135

وقد بلغنا أن رجلاً قبض على امرأة في خزانة الشراب ورفع رجليها ليضعه بين شفريها فغلط وأدخلها في استها قتسنمت ورفسته فانصدع من حلقه ست وثلاثون خابية خمر ونحن فتجتمع منا الغانية الشكل البيضاء القحبة الشبطة الرطبة الغضة البضة التي كأنها ريحان أو قضيب خيزران بثغر كاللؤلؤ وذوائب كالارسان وخدود كشقائق النعمان أو تفاح لبنان وذدي كالرمان وبطن بأربعة أعكان وحر كأنه قبة الدار أربع في ثمان أو قرنبة عليها شونير أو أرنب حائم أو بطة سكارية بشفرين أغلظ من شفة البقرة كأنهما سنام نافر في لون العاج ولين الديباج وبياض الفنك ودهنية الودك كأنه الركوة المنفوخة منتوف محلوق مضمخ بالمسك والخلوق كأنه كسرى أنوشروان في صدر الإيوان متهلل خذلان فرح مرح ومعه الملاحات ما يخرج عن حد الصفات من الأصابع المطرفة والأصداغ المرزفة والحواجب المزججة والخدود المذبحة والشعور المرجلة والنحور المزينة بالمراسل من الدر والياقوت والمرجان في الغلائل الممسكة المبخرة بالعود الهندي المعجون بالعنبر مع أخرى تتهادى كالفجر بل كالشمس والقمر في منازل الصعود على الفرش الديبقية والأردية القصبية ومطارف الخز المصضربات من رقيق القز المحشوة فوق الأسرة من الأبنوس والعاج ومخاد الديباج المحشو فيها زغب الريش المحفوفة باللحالح السليمانية والدسبونات السوسية يراني النرجس مع أترج السوسن وتفاح أصبهان والسفرجل والرمان وأطباق الرياحين المشمومة بين تلك الأفاويه المقمعة بالعنبر والوصائف الفارغات عليهن العقيان يتضوع من قراطقهن العنبر فيخلو معها بتلك المعاتبات الشجية والنغم العذبة والإشارات اللطيفة والغكز بتلك الحواجب والجفون الساحرة السالبة لألباب ذوي العقول والآداب بالألفاظ الرقيقة المحركة للسواكن المسكنة للحركات بالغنج والشكل والبراعة واللمس الذي تضرب له العروق الهادية وتهدأ له العروق الضارية فإذا صافحت الخدود وانحدرت الدموع فيما بينهما برقة الشكوى ولطافة النجوى كالطل على ورق الورد وتطابقت الصدور على الصدور وانضمت النحور واصطكت الثغور بالثغور والتفت الساقان المدملجة بأخواتها وتراكب الشفران على الشفرين واختلج كل جانب منهما على الآخر لم يقع أبقراط ولا جالينوس على بنصته ولا اركاعانيس على مجسه ولا أفلاطون وأرسطاطاليس على حسنه ولا بطليموس على حسابه ولا قس بن ساعدة على شرحه وبيانه ولا ابراهيم النظام على برهانه ولا النعمان على قياس ولا منصور بن عمار على صفاته حتى إذا علت الأنفاس واستغرقت الحواس وارتفعت الحرارة الغريزية إلى الرأس وبطل فيما بينهما كل قياس نظرت إلى الحركات الحسية والضمائر الوهمية والطبائع الغريزية والألحاظ العشقية وقد ضبط كل عضو أقليمه واستكمل فيما هو فيه نعيمه بين مص وقرص ومقابلة وخايله ومخالبه ومناهبه ومواثبة ومسالبة ورهز وغمز وشهيق ونهيق ونخير ونعير لو سمعه أهل الثغور لصاحوا النفير مع رفع ووضع وجذب ودفع وضم وشم والتزام وقبل وعمل أحسن من كل عمل أحسن من كل عمل ذلك بأنين وحنين وأدب وأرب حتى إذا حان الفراغ ووصلت اللذة إلى بطون الدماغ شممت روايح الروايح خمار ونظرت إلى اهتزاز غصن البان في حلي الأزهار فلو أبصر الفطناء ماهما فيه لحاروا ولو سمع بها الركبان لساروا فيا لها من لذة كاملة ونعمة شاملة.

قلت: وأنشدني الشيخ شمس الدين الرئيس من لفظه لنفسه شعراً:

عشاقة النسوان مذ لمتها

قالت دع اللوم ولن في المقال

ما في سويداء القلب إلا النسا

ما حيلتي ما في السويداء رجال

ونقلت من الإحاطة بتاريخ غرناطة تأليف الإمام العلامة ذي الوزارتين لسان الدين محمد بن الخطيب تغمده الله بالرحمة قال المصنف المذكور كتب إلى سيدنا ومولانا قاضي القضاة ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي صبيحة الأنبياء بجارية تدعى هند:

أوصيك بالشيخ أبي بكره

لا تأمنن في حالة مكره

واجتنب الشل إذا جئته

جنبك الرحمن ما تكره

ص: 136

سيدي لازلت تنصف بالوالج بين الخلاخل والدمالج وتركض فوقها ركض ىالهمالج أخبرني كيف كانت الحال وهل لاحظت بالقاع من خير البقاع الرحال وأحكم بمرود المراودة الاكتحال واكتحل بالسقيا الإمحال وصح الانتحال وحصحص الحق وذهب المحال وقد طولعت بكل بشرى وبشر وزفت هند منك إلى بشر فلله من عشيقه تمتعت من الربيع بفرش موشية وابتذل منها أي وساد وحشية وقد أقبل ظبي الكناس من الديماس ومطوق الحمام من الحمام وقد حسنت الوجه الجميل النظر به وأزيلت عن الفرع الأثيث الأبري هـ وصقلت الخدود فكأنها الأمريه وتسلط الدللك على الجلود وأعزبت النورة بالشعر المولود وعادت الأعضاء تزل عنها اللمس ولا ينالها البنان الخمس والسحلة يجول في صفحتها الفضية ماء النعيم والمسئول بيني من بينه الشعيم والقلب يرمي من الكف للرقيم بالمعقد المقيم وينظر إلى نجوم الوسوم فيقول إني سقيم، وقد تفتح ورد الخضر وحكم لزنجي الضفيرة بالظفر واتصف أمير الحسن بالصدود المغتفر ورش بماء الطيب ثم أعلق بالله بالعود الرطيب وأقبلت الغادة تهديها الثمن وتزفها السعادة فهي تمشي على استحيا وقد ذاع طيب الربا وراق حسن المحيا حتى إذا نزع الخف وأقبلت الأكف وصحب المزمار وأجاب الدف وداع الأزج وتخور اللوى والمنعرج ونزل على بشر بزيارة هند الفرج اهتزت الأرض وربت وغوصبت الطباع البشرية فأبت.

ولله در القائل:

ومرت وقالت متى نلتقي

فهش اشتياقاً إليها الخبيث

وكاد يمزق سرباله

فقلت إليك بساق الحديث

فلما انسدل الظلام وانتصفت من عريم العشاء الآخرة فريضة الإسلام وخاطت خيوط المنام عيون الأنام تأتي دنو الجلسة ومسارقة الخلسة ثم آن عض النهد وقبلة الفم والخد وإرسال من الخد إلى الوهد وكانت الإمالة القليلة قبل المد ثم الإفاضة فيما يعيط ويرعب ثم الإماطة لما يشوش ويشغب ثم إعمال المسير إلى السرير وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضيت فذلت صعبة أي إذلال هذا بعد منازعة الأطواق بسرة تراها العيد من حسن المسرة ثم شرع في حل التكة ونزع السكة وتهيأت الأرض الغرار عمل السكة ثم كان الرأي الاستعجال وحمى الوطيس وضاق المجال وعلا الحرة الخفيف وتصافرت الخصور الهيف وتساطر الطبع العفيف وتواتر التقبيل وكان الأخذ الوبيل وأمتار الأنول من النيل ومنها جائز وعلى الله قصد السبيل فيا لها من نعمة متداركة ونفوس على سبيل القحة متهالكة ونفس تقطيع حروف الحلق وسبحان الذي يزيد في الخلق وعظمت الممانعة وكثرت باليد المصانعة وطال التراوع وشكى التجاوز وهناك تختلف الأحوال وتعظم الأهوال وتخسر وتربح الأموال فمتى عصى ينقلب ثعباناً مبيناً ونونه تصير سيناً وبطل لم يهله المعترك الهائل والوهم الزائل ولا حال بينه وبين قربه الحائل فتعدى فتكة السليك إلى فتكة البراض وتقلد مذهب الإراقة من الخوارج في الاعتراض ثم شق الصف ونقد خضب الكف بعد أن كان يصيب البراء بطعنته وسبق بمفت الله وبعنايته طعنة ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نقد لولا الشعاع أضاءها وهناك هدأ القتال وسكن الجبال ووقع التوقع فاستراح البال وتشوق إلى مذهب التنويه من لم يكن للتوحيد بمثال وجعل الجريح يقول وقد نظر إلى دمه يسيل على قدمه إني له عن دمي المسفوك معتذراً وقول حملته في سفكه تعباً ومن سبات عاد عياناً وشجاع صار جباناً كلما شابته شائبة ربية أدخل يده في جيبه فالحجرة الحية وماتت الغريزة الجبة وتقلب الخضر وخف اللغاب وتظاهر اللعاب ويخفق الفؤاد ويكبو الجواد ويسيل العرق ويشتد الكرب والأرق ولبس في محل الأمن الغرق ويدرك فرعون الغرق ولا يزيد الحال إلا شدة ولا يعرف تلك الجارحة المؤمنة إلا ردة.

إذا لم يكن عون من الله للفتى

فأول ما يجني عليه اجتهاده

فكم مغري بطول اللبث وهو من الخبث يؤمل الكرة ليزيل المعرة ويستنصره الجبال ويعمل باليد الاحتبال.

شعر:

إنك لا تشكو إلى مصمت

فاصبر على الحمل الثقيل أو مت

ص: 137

فقال سيحدث الله بعد عسراً يسراً وبعد عي ثباتاً اللهم أنا نعوذ من فضايح الفروج إذا استغلقت أقفالها ولم تتسم بالنجيع أعقالها ومن معرات الأقدار والنكول عن الإبكار ومن النزول عن البطون والسرر والجوارح الحسنة الغرر قبل تثقب الدرر ولا تجعلنا ممن يستحي من البكر بالغداة وتعلم منه كلال الأذاة وهو محل فضحت فيه رجال وفراش سكنت فيه أوجال وأعلمت روية وارتجال فمن قائل:

ارفعه طوراً على أصبعي

ورأسه مضطرب أسفله

كالخنش المقتول يلقى على

عود لكي يطرح في مزبله

أو قائل:

عدمت من ايري قوة حسه

يا حسرة المرء على نفسه

تراه قد مال على أصله

كحائط مر على رأسه

وذكر أبياتاً مستكثرة من هذا النمط أضربت عن ذكرها هموم لا تزال تبكي وعلل على الدهر تشكي وأحاديث تقص وتحكي.

قال كنت أعزك الله من النمط الأول ولم يقل وهل عند رسم دار من معول فقد جنيت واستطبت السمر فاستدعي الأبواق من أقصى المدينة واخرج على قومك في ثياب الزينة واستبشر بالوفود وعرف مسمعه المسمع حارفة الجود ونجح بصلاته العود وإنجاز الوعود وأجن رمان النهود من أغصان القدود واقطف ببنان اللثم أقاح الثغور وورد الخدود وغن كانت الأخرى فاخف الكمد وأرض الثمد وانتظر الأمد واكتد التوسم واستعمل التبسم واستكتم النسوة وأقص فيهن الرشوة وتقلد المغالطة وارتكب وجيء على قميصك بدم كذب واستنجد الرحمن واستعن على أمرك بالكتمان لا تظهر لعاذل أو غادر التبيان واستنشق الأرج وارتقب الفرج فكم غمام طبق وما هما وما رميت ولكن الله رمى وأملك بعدها عنان نفسك حتى تمكنك الفرصة وترفع إليك القصة ولا بشرى إلى عمل لا يفي منه بتمام وخذ عن إمام.

ولله در عروة بن حزام.

الله يعلم ما تركت قتالهم

حتى رموا مهري بأشقر مزبد

وعلمت أني إن أقاتل دونهم

أقبل ولا يضرر عدوي مشهد

ففررت منهم والأحبة فيهم

طمعاً لهم بعقارب يوم مفسد

واللبانات تلين وتجمع والمآرب تدنو وتبرح وتحزن ثم تمسح وكم من شجاع حام ويقظ نام ودليل أخطأ الطريق وأظل الفريق والله عز وجل يجعلها خلة موصلة وسهلاً أكتافه بالخير مشمولة وبينت أركانها لو كانت اليمن مأمولة حتى يكثر خدم سيدي وجواريه وأسرته وسراريه وتصفو عليه نعمة باريه ما طورد قيص واقتحم عيص وأدرك مدام غويص وأعطى زاهد وحرم جريص بمنه وكرمه.

فصل: في بعض ما كتبته المتظرفات: كتبت طرفة جارية النطاف على عصابتها بالذهب: *ليس في الحب مشورة* وكتبت توفيق جارية ابن حمدان على برقعها: *كمال المكارم اجتناب المحارم* وكتبت سلامة حظية عبد الله بن طاهر: *ليس على القلب حكم* وكتبت عنان جارية الناطقي على عصابتها باللؤلؤ: *إذ لم تستحي فاصنع ما شئت* وكتبت فرحة جارية علي بن الهجم على عصابتها بالريش: *من صبر ظفر* وكتبت مشتهى جارية القاسم العجلي على معجرتها: *من واصله الحبيب عان عليه الرقيب* وكتبت نزهة جارية الخصائص على عصابتها: *من جاد ساد ومن بخل ذل* ونقشت على فص خاتمها: *من حن أن* وكتبت كنوز جارية ابراهيم بن اسحاق على جبينها بالمسك: *العشق والكتمان ضدان لايجتمعان* وكتبت نسيم جارية جميلة المدنية على جبينها بالغالية: *مراغمة الرقباء في مصالحة الأحباء* وكتبت خلف جارية ابن حمدان على طرازها: *من عشق ولم يصبر هلك ولم يعلم* وكتبت المستحسنة جارية اللاحقي على طرازها الأيمن بالذهب: *من دارى خليله داوى عليله* وعلى الأيسر: *من كشف الغطاء استحق العطاء* وكتبت وشاح المؤيدية على طراز معجرها بالذهب: *الوفاء مليح والعذر قبيح* قال علي بن الهجم كنت عند اسحاق بن ابراهيم الموصلي فدخلت جاريته مهج الموصوفة الجمال وقد كتبت على احد خديها بالغالية:

من يكن صبا وفيا

فعناني في يديه

وعلى الآخر:

خذ مليى بعناني

لا أمانعك عليه

وعن الجاحظ قال رأيت نشوان جارية زلزل قد كتبت على عصابتها:

إن للنرجس حس?

?نا وعيوناً أشتهيها

فأراها فتريني

عين من أهواه فيها

وكتبت ترشف جارية هارون بن اسحاق على عصابتها:

ص: 138