الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منحني الظهر يتوكأ على العصا فيلقيها إذا هي حية تسعى مجاهد يرجي دهره بين شدة وراحة وكد واستراحة ولين ووقاحة وقبض وسماحة وهو بين ولي ظاهر وعدو مجاهر جذوب يميل إلى من يجذب بضبعه وينازع من خالفه بطبعه وأن نحت من نبعة مفتت إذا أتاه ابن السبيل فاغرا فاه أطعمه من عنده ثم ضرب قفاه وأبعده ونفاه جانية مختصبة سليطة دربه عارية كأنها أفعى جارية رقيق فيه شدة بليد فيه حدة فاتك تأبط شرا ملاعب الأسنة يقتل صبرا ملتف مخلف وهارب لا يمسك سخى بما يملك لذي اليدين بذول كأنما عناه من يقول يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما محاكم يعاضد ذا اليدين على صاحب الرقبة مسترسل لا يبالي باقتحام العقبة حاجب غمرات الحاظه كالعين تدخل الرجل القبر مبذر يده مغلولة إلى عنقه للحجر كوماء معقولة هوجاء مغلولة حاجب مقرون لا يوجد مثله في القرون كالحية الرقشاء مسها لين وخطبها غير هين نائم العين بصره حديد كالجمل الأنف ينقاد إذا قيد شاحب محوقف سائق لا يستوقف بطل شد للموت حيادزيمه وشحذ للقاء العدو غرار العزيمة طائفة تبنو عن سرعة الأصحاب كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب.
ومن آخر رسالة القوس للشيخ كمال الدين الأصفهاني شيخنا زين الدين بن العجمي محاجيا في لامة:
يا سيد الحجاه
…
سر المحاجاة يكشف
ما مثل قول المحاجي
…
للنهي والأمر بالكف
ومن إنشاء القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر ومن الجواشن حسنه التسامي والتسامت لا يرى في حلق سمائها من تفاوت قد رفع بعضها فوق بعض درجات وبنيت أسوار الحفظ المهجات قد زينت سماؤها بزينة الكواكب وفاق غمامها المتراكم وراق موجها المتراكب كم أحسنت دفاع البؤس عن النفوس عدة وقوع وكم حنت حين حنيت أضالعها على الضلوع كم دخلت جنة جنتها بسلام وكم بدت كأنها طلع نضيد ولا عجب فإنها ذوات الأكمام.
كتب إلى الجناب المجدي فيما يناقش على طير:
لئن لحت طوراً كالهلال شكاله
…
فلي من غبار النقع يا صاحبي سما
فإن لحت مثل البرق في ساعة الوغى
…
فعما قليل بعده تمطر الدما
وله فيه:
ألا انظر إلى شكلي وإتقان صنعتي
…
وروح عن بديع الحسن عني مخبرا
طلعت هلالا في سما النقع نيرا
…
بتقصير أعمار البغاة مبشرا
الباب الحادي والأربعون في الكتب وجمعها وفضل اتخاذها ونفعها
قال ابن الخشاب ملغزا فيها:
وذي أوجه لكنه غير بايح
…
بسر وذو الوجهين للسر يظهر
يناجيك بالأسرار أسرار وجهه
…
فتسمعها ما دمت بالعين تنظر
وقال أبو زيد الدبوسي:
إذا ما خلا الناس في دورهم
…
بزهر الندامى وعز الصحاب
وأكل الطعام وشرب المدام
…
وتم السرور بخود كعاب
خلوت وصحبي كتب العلوم
…
فكان الأنيس لقلبي كتابي
ودرس العلوم شراب العقول
…
فطوفوا علي بذاك الشراب
ومن كان في دهره جامعاً
…
سوى العلم جمعه للذهاب
أبو النصر الفارابي:
لما رأيت الزمان تنكسا
…
وليس في الصحبة انتفاع
كل رئيس به ملال
…
وكل رأس به صداع
لزمت بيتي وصنت عرضاً
…
به من العز اقتناع
أشرب ممن اقتنيت راحا
…
لها على راحتي شعاع
لي من قواريرها ندامى
…
ومن قراقيرها سماع
وأجتني من حديث قوم
…
قد أقفرت منهم البقاع
غيره:
وما شغفي بالكتب إلا لأنها
…
تسامرني من غير عي ولا ضجر
وأحسن من ذا أنها في صحابتي
…
تخفف تكليفي وتقنع بالنظر
ابن نباتة:
لله مجموع له رونق
…
كرونق الحبات في عقدها
كادت مجاميع الوردي عنده
…
تموت بالهيبة في جلدها
قال الجاحظ الكتاب وعاء ملىء علما وحشي ظرفا وإناء شحن مزاحا وجدا إن شئت كان أعيى من باقل وإن شئت كان أبلغ من سحبان بن وائل وإن شئت ضحكت من نوادره وإن شئت أشجتك مواعظه والكتاب نعم الظهر والعدة والكنز والعقدة ونعم الذخر والعمدة ونعم النزهة والنشرة ونعم الشغل والحرفة ونعم الأنيس ساعة الوحدة ونعم المعرفة ببلاد الغربة ونعم القرين في الرحيل ونعم الوزير والنزيل والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك والصديق الذي لا يغريك والرفيق الذي لا يملك والمستميح الذي سماحته لا تستزيدك وهو يعطيك بالليل طاعته وبالنهار يطلب العطاء ويفيد في السفر كإفادته في الحضر.
ثم قال فمتى رأيت بستانا يحمل في ردن وروضة تقلب في حجر ينطق عن الموتى ويترجم كلام الأحيا ومن لك بواعظ مله وبزاجر مغر وبناسك فاتك وبساكت ناطق وحار بارد ومن لك بطيب أعرابي وبرومي هندي.
قال وسمعت حسن اللؤلؤي يقول عمرت أربعين عاما ولا بت ولا اتكأت إلا والكتاب موضوع على صدري وكان يقال إنفاق الفضة على كتب الآداب يخلف عليك ذهاب الألباب.
وقرأ أبو الحسن بن طباطبا في بعض الكتب، الكتب حصون العقلاء إليها يلجئون وبساعتهم فيها يتنزهون.
وقال بديع الزمان الهمذاني ما رأيت جارا أبر ولا رفيقا أطوع ولا معلما أخضع ولا صاحبا أظهر كفاءة ولا أقل خيانة ولا أزهد في مال ولا أكف عن قتال من كتاب.
وقال الزمخشري ما رأيت قرينا أحسن موافاة ولا أعجل مكافأة ولا أخص معرفة ولا أخف مؤنة ولا أطول عمرا ولا أطيب ثمرا ولا أقرب مجتنى من كتاب.
وكتب ابن نباتة إلى بعض الأجلاء يستعيد كتابا في عريته ويسأل إرسال الكتاب الذي أشرقت بمولانا حروفه وأينعت في الأوراق قطوفه وأصبح لفظه الباسم، كما قال العباس يكون أجاجاً دونكم فإذا انتهى وقد عزم المملوك على السفر حيث يجلي صدأ الغياهب ويتسلم الغرب وديعة الشرق من در الكواكب ويستحب ذيل الفجر المجرور ويتلو لسانه على الأفق سورة النور والله تعالى الخليفة على مجد مولانا الغريب وفضله القريب وشخصه الذي لولاه في هذا البلد لم يلف بها غريب.
وكتب لشخص أهدى كتابا في فضائل الأعمال يقبل الباسطة لازالت بادية الأجمال وافية الكرم على ما في الآمال هادية مهدية بما أولته من فضائل الأقوال وفضائل الأعمال وينهى ورود كتابيه اللذين ملآ بأكبر يديه والنور قلبه وعينيه ونعماه نظرا ومسمعا وأرياه القمرين في وقت معا فلله مكاتبته التي جنت نسماتها السحرية وغازلت عيون فضائلها السحرية وتضوعت حتى أرخصت الغوالي بنفحاتها الشجرية تركت والحسن يأخذه ينتعي منه وينتحب ولله كتابه الذي جمع الأعجاز والعجائب وجالس الملوك فكأنه المعنى بقول أبي الطيب: وخير جليس في الأنام كتاب ما أبهج عقوده المتسقة وما أحسن ما تدخل النواظر عذبا من أبوابه المتفرقة وما أجمع فصوله لحسن وإحسان وما أطيب أحاديثه عن جنان الخلد إذا طابت الأحاديث عن جنان قد أضاء حتى حسبه مشارق الأنوار وتأمله فإذا عجائب الحسن من نفسه وطرسه في ليل ونهار وغنى فهو للطرف معنى وتلمح من فنون أفنانه الجنة صورة ومعنى فهذه الأسطر المبدعة أشجارها وهذه الألفاظ المتنوعة أزهارها وهذه الثمرات المرتفعة أطيارها وهذه الطريق المترقرقة بين السطور أنهارها وما كان المملوك قبله يحسب أن جنة تهدي في أوراق ولا أن حديقة تسير على البعد فتعرض على أحداق فشكر الله لمولانا هذه المنن الباهرة ونفع بهداياه التي تجمع للأولياء بين خيري الدنيا والآخرة.
استعار الصنعاني كتابا "سفينة" من صاحب له فكتب إليه لما ردها على معيرها رأيت السفينة مشحونة علوما وصاحبها الحبر بحرا وكان من الرأي ردى إليه سفينته فهي بالبحر أحرى.
وعلى ذكر المجموع فما أحسن قول الحكيم موفق الدين المعروف بالورن:
لله أيامنا والشمل منتظم
…
نظم به خاطر التفريق ما شعرا
والهف نفسي على عيش ظفرت به
…
قطعت مجموعه المختار مختصرا
ابن الوردي في شخص أخذ له كتبا ولم يرده:
إذا لم يرد فلان الكتاب
…
ودافعني عنه بالباطل
ندبت له قاضيا فاضلا
…
وخلصت حقي بالفاضل
ابن نباتة مع كتاب أهداه:
أرسلته نعم الجليس
…
إذا تغيرت البشر
يبقى على سنن الوفا
…
أبدا ويتقنع بالنظر
وخير جليس في الآنام كتاب هو النديم الكريم والخدن الأمين البريء من الذنوب السليم من العيوب الذي إن أدنيته لم يباعدك وإن أقصيته لم يعاودك وإن واصلته حمدته وإن هاجرته أمنته وإن استنطقته أسمعك وإن استكفيته أقنعك وإن استنكفته كف وإن استثقلته خف وإن دعوته لباك وإن استعفيته أعفاك لا يعصى لك أمرا ولا يحملك أصرا عرضك معه وافر وهو لسرك غير ناشر أنيق المنظر طيب المخبر جميل المشاهد كثير المحامد يملأ العيون قرة والنفوس مسرة يضحك الحزين اللهف ولهى الغضبان الأسف يجتلب السرور ويشرح الصدور ويطرد الهموم والأحزان وينفي بواعث الأشجان مجاورته أحسن مجاورة ومسامرته أحلى مسامرة ومجالسته أنفع مجالسة ومؤانسته أمتع مؤانسة فيه مدعاة إلى الطرب ومسلاة من الوصب وثعلة لذي الغرام وتلهية لقلب المستهام وأنس للمستوحش وري للمتعطش وعمارة للمجلس وحلية للمؤنس تلقى القلوب محبتها عليه وتميل النفوس بكليتها إليه ليس بينه وبين حبات القلوب حجاب ولا يغلق بينه وبين سويداواتها باب.
كتب شيخنا زين الدين بن العجمي على مناسك قاضي القضاة بن جماعة:
ألفت يا أزكى الورى مناسكا
…
فقت بها من قبلكا
قد وضحت لكل سار بهجة
…
ولم تدع للناقدين مدركا
وقد نلت أحكامها على الورى
…
لكل أمة جعلنا منسكا
الديوان: الأصل الذي يرجع إليه ويعمل بما فيه قال ابن عباس: إذا سألتموني عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب أي أصله ويقال دوّن هذا زي أثبته وأجعله أصلا وزعم بعضهم أن أصله أعجمي وذكره سيبويه في كتابه وقال: إن أصله دوّان.
الدفتر: عربي لا يعلم له اشتقاق وحكي دفتر بالكسر ويقال أيضاً تفتر وأما الكراسة فمعناها الكتب المضمومة بعضها إلى بعض والورق الذي ألصق بعضه إلى بعض مشتق من قولهم رسم مكرسي إذا ألصقت الريح التراب به كما قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا
…
قال نعم وأعرفه ملبسا
أبليس تحير ولم تكن له حجة وقال الخليل بن أحمد الكراسة من الكتب مأخوذة من أكراس الغنم وهي أن تبول في الموضع شيئا بعد شيء فيقلبه.
شمس الدين العفيف كان عنده مجموع فطلبه منه بعض الرؤساء فأرسل إليه وكتب له:
يا أيها الصدر الذي وجه العلا
…
منه يزان بمنظر مطبوع
لا تعتقد قلبي بحبك وحده
…
ها قد بعث لسيدي مجموعي
اجتمع لسيف الدولة بن حمدان ما لم يجتمع لغيره من الملوك كان خطيبه بن نباتة الفارقي ومعلمه ابن خالويه ومطربه الفارابي وطباخه كشاجم وخزان كتبه الخالديان والصنوبري ومداحه المتنبي والسلامي والوأواء الدمشقي والسفاء والنامي وابن نباتة السعدي والصنوبري وغير ذلك.
قال مجير الدين بن تميم فيما يكتب على خزانة كتب:
انظر إلي ترى في صورتي عجبا
…
شخصا حوى العلم في صدر من الخشب
وفيه من كل فن غير أن له
…
وجدا يميل به شوقا إلى الأدب
وله:
يا حسنها نسخة يلهو مطالعها
…
وطالما قد حوت من رائق الكم
صحت وقد لطفت في حجمها فحكت
…
لطف النسيم وحاشها من السقم
ولبعضهم:
إن مجموعي البديع لحلي
…
قد تنقيت دره المختارا
وإذا لم أعره ليس عجيب
…
شغل الحلي أهله أن يعارا
قلب ولا بأس بإيراد نبذة من التورية بأسماء الكتب فمن ذلك قول بعضهم:
يا سائلي من بعدهم عن حالتي
…
ترك الجواب جواب هذي المسألة
حالي إذا حدثت لا لمعا ولا
…
جملا لا يضاحى لها من تكلمه
عبد حوى بدر الفصيح منكدا
…
فاترك مفصله ودونك مجمله
ومنه للشيخ أبي عبد الله بن جابر المغربي نزيل دمشق المحروسة:
عرائس مدحي كم أتين لغيره
…
فلما رأته قلن هذا من الأكفا
نوادر آدابي ذخيرة ماجد
…
شمائل كم فيهن من نكت تلفى
مطالعها هن المشارق للعلى
…
قلائد قد راقت جواهرها رصفا
رسالة مدحي فيك واضحة ولي
…
مسالك تهذيب لتنبيه من أغفى
فيا منتهى سؤلي ومحصول غايتي
…
لانت أمرين حاصل الوجد مستصفى