الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الأربعون في خزائن السلاح والكنائن
سأل عمر بن الخطاب (عمرو بن معدي كرب عن السلاح فقال ما تقول في الرمح قال أخوك وربما خانك فانقصف، قال فما تقول في الترس قال هو المجن وعليه تدور الدوائر، قال فالنبل قال منايا تخطئ وتصيب، قال فما تقول في الدرع قال مفشلة للراجل مغلة للفارس وإنها لحصن حصين، قال فما تقول في السيف قال هنالك لا أم لك يا أمير المؤمنين فعلاه عمر بالدرة وقال له تقول لا أم لك قال الحمى أصرعتني
.
القاضي الفاضل من قصيدة:
تمد إلى الأعداء منا معاصما
…
فترجع من ماء الكلى بأساور
وله:
ولرب هاتفة دعتهم للوغى
…
جعلوا صليل المرهفات صداها
هو في بحار يديه أمواج ترى
…
نفوس من قتلته من غرقاها
العنوي:
كأن على انفراده موج لجة
…
تعاصر في حافاته وتجول
كأن عيون الذر كسرن حوله
…
عيون جراد بينهن دخول
حسام غداة الروح حتى كأنه
…
من الله في قبض النفوس رسول
أبو العلاء المعري:
ودبت فوقه حمر المنايا
…
ولكن بعدما مسخت نمالا
غراراه لسانا مشرفي
…
يقول غرائب الموت ارتجالا
يذيب الرعب منه كل عضب
…
فلولا الغمد يمسكه لسالا
النامي:
ذي مدمع من غير ما مستعبر
…
وتبسم من ثغره متوالي
ويريك في لألأته متواقدا
…
حنق المنون به على الآجال
وقال أعلم الرؤساء ابن الصيرفي أبو القاسم علي بن منجب من نشره على طريق اللغز يبالغ في شكره إذا أفسد وبرح ويقبل في تزكية شهادة المجرح.
ابن قلاقس:
أسرتهم وشهرته فجموعهم
…
مذ أحرمت في راحتيك حرام
وكلاهما جفن منعت غراره
…
لكن ذا عضب وذاك منام
ابن سناء الملك:
له منصل لا ينقضي فرض حجه
…
فبالضرب لبى وهو بالسل محرما
تنسك الإسلام لما رأيته
…
يحل له في الشرع أن يشرب الدما
فكم سل لما سل من بطن غمده
…
لسان دم من ضربة خلقت فما
وقال وجيه الدين بن الدروي:
فنقت بأجساد الأسود لواحظاً
…
رنت المنايا يا عن عيوب الثعالب
وأنطفت أفواها على فم العدى
…
بألسنة البيض الرقاق المضارب
بحيث الوغى روض تغنى ذبابه
…
وسال على نور الطلى كالمذائب
وقد نشقت ورد الكلوم صعاده
…
وما شربت إلا دماء الترائب
وله:
سكران من شره خمر الدما فإن
…
حياه نور الطلى غنى له هزجا
ذو الوزارتين لسان الدين بن الخطيب الأندلسي:
وخليج هند راق حسن صفائه
…
حتى يكاد يعود فيه الصيقل
غرقت بصفحته النمال وأوشكت
…
تبغي النجاة فأوثقتها الأرجل
فالصرح منه ممرد والصفح من
…
هـ مورد والشط منه مهدل
وقال مجير الدين بن تميم:
لما اقتنيت من الصوارم أعوجا
…
يجري القضاء بنهره المتموج
جبت القفار وما حملت أداوة
…
للماء من ثقتي بنهر الأعوج
ابن نباتة:
وصارم كعباب الموج ملتطم
…
يكاد يغرق رابية ويحترق
لما إذا جدولا تسقي المنون به
…
أضحى يشف على حافاته العلق
الشريف البياضي:
وإنا إذا الأرواح ذابت مخافة
…
فتحنا بأشطان الرماح ركاياها
متى ما أردنا أن يذاق حديدنا
…
خلعنا بحد المشرفية أفواها
ومن كلام تقي الدين بن حجة في معنى سكون الحرب: واعتقل الرمح بسجن السلم بعد أن كان على رأسه لواء الحرب معقود وهجعت مقل السيوف في أجفانها لما علمت أن الزيادة في الحد نقص في المحدود.
وللشيخ برهان الدين القيراطي:
قوم مناديلهم بيض فكم مسحت
…
رقاب أعدائهم تلك المناديل
الغزي وأجاد:
وقد سلب الطعن الأسنة لونها
…
فعصفر في اللبات ما كان أزرق
وأسيادنا في السابغات كأنها
…
جداول تجري بين زهر تفتقا
ابن خفاجة:
موسد تحت ظل السيف تحسبه
…
مستلقيا فوق شاطئ جدول ثملا
الرمح: ذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتابه العجائب والظرف أنه كان في خزانة السلاح أيام السفاح خمسون ألف درع وخمسون ألف سيف وثلاثون ألف جوشن ومائة ألف رمح، ومنه قال الفضل بن الربيع لما ولي محمد الأمير الخلافة في سنة ثلاث وتسعين ومائة أمرني أن أحصي ما في الخزائن من الكسوة والفرش والآنية والآلة ذكرت الفرش والكسوة في بابها من هذا الكتاب وأما الآلة فعشرة آلاف سيف محلاة بالذهب وخمسون ألف للشاكرية والغلمان ومائة وخمسون ألف رمح ومائة ألف قوس وألف درع خاصة محلاة وألف درع عامة وعشرون ألف بيضة وعشرون ألف جوشن ومائة وخمسون ألف ترس وأربعة آلاف سرج محلاة خاصة وثلاثون ألف سرج عامة.
القاضي الفاضل:
يقتل حيات الحقود من العدا
…
بحيات سمر بالأسنة نهشا
وينصبها أن يرتقوا السحب سلما
…
ويرسلها أن ينزلوا القلب كالرشا
وله:
أمنصل الرمح الطويل بكوكب
…
من ذا يطاعن والسماك سنان
ابن سناء الملك:
ملوك يحوزون الممالك عنوة
…
بسمر العوالي أو بيض القواضب
رماح بأيديهم طوال كأنما
…
أرادوا بها تثقيب در الكواكب
ابن قلانس:
وقد كحلت بأميال العوالي
…
أساة الحرب أحداق الدروع
وشب اليأس نيران المواضي
…
وأسبل غيث أمواه الدموع
فللفرسان من محل وحل
…
حديث عن مصيف أو عن ربيع
وله:
ومصرف الرمح الطويل سنانه
…
فتحنا له قلما هناك محرفا
حيث العجاجة فوق لامعة الظبي
…
تثني على الأصباح ليلا مغدفا
فتريك طرف الجو منها أكحلا
…
ومن الطوال السمهرية أوطفا
ابن النبيه:
والنبل في خال العجاج كأنه
…
وابل تتابع في خلال سحائب
لعبت أسنته على أعلامها
…
فكأنها شهب ذوات ذوائب
الذروي:
ووراء هاتيك الخيام أهلة
…
هاماتها نبت الوشيح الأعوج
ارتحت حولهم لزرق أسنة
…
حتى كأنك في رياض بنفسج
ابن المنشد ملغزا فيه:
أي شيء يكون مالا وذخرا
…
راق حسنا عند اللقاء ومخبر
أسمر القد أزرق السن وصفا
…
إنما قلبه بلا شك أحمر
الفاضل:
فيا عجبا للملك قر قراره
…
بمختلفات من قتال الشواجر
طواعن أسرار القلوب نواظر
…
كأنك قد نصلتها بنواظر
لسان الدين محمد بن الخطيب:
وبكل أزرق إن شكت ألحاظه
…
من العيون فبالعجاجة مكحل
متأود أعطافه من نشوة
…
مما يعل من الدماء وينهل
عجبا له أن النجيع بطرفه
…
رمد ولا يخفى عليه مقتل
السيد الفاضل شمس الدين بن الصاحب موفق الدين علي بن الآمدي:
غصون بها طير النفوس تنافرت
…
وعهدي أن الغصن للطير مألف
ولا ورق إلا من التبر حولها
…
ولا زهر إلا من النصر يقطف
وقال فخر القضاة نصر الله بن بصاقة كتب للناصر داود بن عيسى ووزر له وجلس معه في صدر الإيوان ومن نظمه ملغزاً:
عصى ثقيل إن أطيل عنانه
…
مطيع خفيف الكل حين يقصر
ترى منه أميّا إلى الخط ينتمي
…
ومغزى يغزو الروم وهو مزنر
عجبت له من صامت وهو أجوف
…
ومن مستطيل الشكل وهو مدور
ومن طاعن في السن ليس بمنحني
…
ومن أرعن ما عاش وهو موقر
ابن نباتة السعدي:
ولوا عليها يقدمون رماحنا
…
وتقدمها أعناقهم والمناكب
خلقن بأطراف القنا لظهورهم
…
عيونا لها وقع السيوف حواجب
ذكر الثعالبي في لطائف المعارف أن أول من عمل له سنان من حديد ذو يزن الحميري وإليه نسبت الرماح اليزنية وإنما كانت أسنة العرب من صياصي البقر.
قلت: قد كان رسم لجماعة من الفضلاء بالمملكة الشامية أن ينظموا أبياتاً تكتب على أسنة الرماح وأن تكون البيوت أربعة وذلك برسم المقر العالي الظبنغا الجوباني كافل الشام المحروس رحمه الله تعالى فنظم سيدنا المقر المرحوم الشهير بابن الشهيد فتح الدين رحمه الله تعالى:
إذا الغبار علا في الجو غبره
…
فأظلم الجو ما للشمس أنوار
هذا سناني نجم يستضاء به
…
كأنه علم في رأسه نار
والسيف إن نام ملء الجفن في غلق
…
فإنني بارز للحرب خطار
إن الرماح لأغصان وليس لها
…
سوى النجوم على العيدان أزهار
وأنشدني القاضي المرحوم أمين الدين محمد الأنصاري لنفسه وهو إذ ذاك كاتب السر بحمص المحروسة:
عروس سناني حين يجلي على العدا
…
وتظهر تبدي ما لهم من بمواطن
وقد صيغ من هم فبين صدورهم
…
مجال له رحب فسيح المواطن
سيلقون يوم الجمع غبنا لموتهم
…
بطعني ويوم الجمع يوم التغابن
وإن شهدوا بالجور فيّ وعدلوا
…
فإني قد بنيت فيهم مطاعني
ونظم سيدنا القاضي صدر الدين علي بن الحنفي الآدمي رحمه الله وأنشدنيها من لفظه وهي من مبادئ نظمه:
النصر مقرون بضرب أسنة
…
لمعانها كوميض برق يشرق
سبكت لتسبك كل خصم مارد
…
وتطرقت لمعاند يتطرق
زرق تفوق البيض في الهيجاء إذ
…
يحمر من دمه العدو الأزرق
ينسخن يوم الحرب كل كتيبة
…
تحت الغبار فنصرهن محقق
ونظم الشيخ شمس الدين محمد بن بركة الرئيس وأنشدنيها من لفظه لنفسه رحمه الله تعالى:
أنا أسمر والراية بيضاء لي
…
لا للسيوف وسل من الشجعان
لم يحل لي عيش العداة لأنني
…
نوديت يوم الجمع بالمران
وإذا تناغمت الكماة بجحفل
…
كلمتهم فيه بكل لسان
فتخالهم غنما تساق إلى الردى
…
قهر المعظم سطوة الجوبان
لو قال: كلمت كلا منهم بلسان، لكان أحسن الشيء يذكر بلوازمه، نقلت من مجموعة بخط بعض الأفاضل أن بعض الأمراء بالأندلس وأظنه المنصور بن عامر رحمه الله كان إذا قصد غزوة عقد لواءه بجامع قرطبة ويجعل مسيره إلى الغزوة من الجامع فاتفق أنه في بعض حركاته للغزوات توجه إلى الجامع لعقد اللواء واجتمع عنده القضاة والعلماء وأرباب الدولة فرفع حامل اللواء فصادف ثريا من قناديل الجامع فانكسرت على اللواء وتبدد عليها الزيت فتطير الحاضرون من ذلك وتغير وجه المنصور فقال رجل وقال أبشر يا أمير المؤمنين بغزوة هينة وغنيمة سارة قد بلغت أعلامك الثريا وسقاها الله من شجرة مباركة فاستحسن ذلك المنصور واستبشر وكانت تلك الوجهة من أبرك غزواته.
وما أظرف وألطف قول الشيخ صدر الدين بن الوكيل متغزلا:
كم قال معاطفي حكتها الأسل
…
والبيض سرقن ما حوته المقل
فالآن أوامري عليهم حكمت
…
البيض تحد والقنا تعتقل
ابن تميم:
لو كنت تشهدني وقد حمى الوغى
…
في موقف ما الموت عنه بمعزل
لترى أنابيب القناة على يد
…
تجري دماً من تحت ظل القسطل
ابن شرف القيرواني:
وقد وخطت أرماحهم مفرق الدجى
…
فبات بأطراف الأسنة شائبا
القوس: حدث العتبي عن بعض أشياخه قال كنت عند المهاجرين عبد الله وإلى اليمامة فأتى بأعرابي كان معروفاً بالشرف فقال له أخبرني عن بعض عجائبك قال عجائبي كثيرة ومن أعجبها أنه كان لي بعير لا يسبق وكان لي خيل لا تلحق فكنت أخرج محارباً فخرجت فاحترشت ضباً فعلقته على قبتي ثم لا أرجع خائباً فمررت بخبأ ليس فيه إلا عجوز وليس معها غيرها فقلت يجب أن تكون لها رائحة من غنم وإبل فلما أمسيت إذ أنا بإبل مائة فيها شيخ عظيم البطن شئن الكفين ومعه عبد أسود فلما رآني رحب بي ثم قام إلى الناقة فحلبها وناولني العلبة فشربت ما يشرب الرجل فتناول الباقي فضرب به جبته ثم حلب تسع أنيق فشرب ألبانهن ثم نحر حوراً فطبخه ثم ألقى عظامه بيضاء ثم جثى على كومة من بطحاء وتوسدها ثم غط غطيط البكر، فقلت والله هذه الغنيمة الباردة ثم قمت فحل إبله فخطمته ثم قرنته ببعيري وصحت به فأتبعني وأتبعته الإبل أربا كأنه في قطار فصارت خلفي كأنه حبل ممدود فمضيت أبادر ثنية بيني وبينها مسيرة ليلة للمسرع فلم أزل أضرب بعيري مرة بيدي ومرة برجلي حتى طلع الفجر فأبصرت الثنية فإذا عليها شيء أسود، فلما دنوت إذا الشيخ قاعد في قوسه في حجره فقال أضيفنا قلت نعم قال أتسخو بنفسك عن هذه الإبل قلت لا فأخرج سهماً كأنما نصله لسان كلب ثم قال أبصره بين أذني الظبي المعلق متى ألقيته فرماه فصدع عظمه عن دماغه، ثم قال ما تقول قلت أنا على رأيي الأول ثم قال أبصر هذا السهم الثاني في قفارة ظهره الوسطى ثم رمى فكأنما غرسها فيه ثم قال ما رأيك قلت أحب أن أستثبت، قال انظر هذا السهم الثالث في علوة ذنبه والرابع والله في بطنك ثم رماه فلم يخطئ العكوة، قلت آنزل آمناً قال نعم ثم دفعت إليه خطام فحله وقلت هذه إبلك لم يذهب منها وبرة وأنا أنتظر متى ترميني بسهم تقصد به قلبي فلما تباعدت قال أقبل فأقبلت والله فرقا من شره لا طمعا في خيره فقال أحسبك ما جئت الليلة إلا من حاجة قلت أجل والله قال فاقرن من هذه الإبل بعيرين وامض لمطيتك فقلت لن والله حتى أخبرك عن نفسك فلا والله ما رأيت أعرابياً قط أشد ضرساً ولا أعدى رجلاً ولا أرمى يدا ولا أكرم عفواً ولا أسخى نفسا منك، قال فاستحى وترك الإبل جميعها.
قلت: ذكر هذه الحكاية الشيخ جمال الدين بن نباتة في سرج العيون بخلاف هذه الألفاظ وأن الشيخ المذكور زيد الخيل واسمه مهلهل، عزم الملك المعظم على الصيد فقال له بعض الجماعة يا مولانا القمر في العقرب والسفر فيه مذموم والمصلحة الصبر إلى أن ينزل القمر القوس فعزم على الصبر فبينما هو يفكر إذ دخل مملوك كان له من أحسن الناس وجهاً يقال له أيدغدي فوقف قدامه وقد توشح بقوس فقال بعض الحاضرين يا مولانا اركب الساعة فهذا القمر حقيقة فقام لوقته وركب استبشاراً فلم ير أطيب من تلك السفرة ولا أكثر من صيدها.
الشهاب الأعزازي ملغزاً فيها وفي النشاب:
ما عجوز كبيرة بلغت عم
…
را وتتفيها الرجال
قد علا جسمها صفار ولم تش
…
ك سقاما ولا عراها هزال
ولها في البنين سهم وقسم
…
وبنوها كبار قدر نبال
وأراها لم يشتهوها ففي الأم
…
اعوجاج وفي البنين اعتدال
الحلي ملغزاً:
وما اسم تراه في البروج وإنما
…
يحل به المريخ دون الكواكب
إذا قدر الباري عليه مصيبة
…
عدته وحلت في صدور الكتائب
بدر الدين بن الصاحب ملغزا:
لله مملوك إذا
…
ما قام في الشغل اعترض
لكنه في لحظة
…
محصل لك الغرض
أيدمر يرثي سهماً انكسر:
يا سهم هاج رداك لي بلبالا
…
وأطار نومي والمهموم أطالا
مذ نبت ما راع الحمام حمامه
…
يوما ولا علق المنون غزالا
ولطال ما شوشت من سرب المها
…
ألفا ومن سطر الكركي دالا
قد كنت أعجب للقسي سقيمة
…
صفرا تئن كأنهن ثكالا
فإذا بها علما بيومك في الردى
…
كانت عليك تكابد الأهوالا
عجبا من الآجال كيف تقسمت
…
فيه وكان يقسم الآجالا
وقال الإمام كمال الدين إسماعيل بن جمال الدين عبد الرزاق الأصفهاني رحمه الله: (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا * إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً * فأتبع سبباً) حكيم جبل على السداد يهدي إلى سبل الرشاد آثار بأسه مشهورة على ذرى الأعواد بطشه شديد ومرماه بعيد أيد في مغزاه بالتعقيق يأخذ في التشريق بعد التغريب فشدد بكل شديد الإغارة أسره ووسد إلى كل مشبوح الذراعين نصره فأنفذ رسله تترى شفعاً ووتراً فطير برده إلى الأطراف بنوع من الاستعطاف وأثبت ما في ضميره في القرطاس إظهاراً للباس وإنذاراً للناس وأغرق قوس عزائمه في الركض وحرم على جنبه القرار في الأرض فأعين بقوة جمع بها بين اليدين ثم قبض في البين عند ملتقى لحدين وكان من دعائه في انحنائه رب اشرح لي صدري وأشدد أزري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وأخي أفصح مني لساناً فأرسله معي وأشركه في أمري نعم ويسألونك عن الأهلة صفراء من غير علة حنانة حنت ولا تهنت حية إذا انطلقت رحجنت مرتان لا عن مرض يشهب إلى غرض هلال يطلع بحلول الأجل المضروب استهلاله دليل الوقائع والحروب، مجرة تنقض منها نجوم الرجوم، برج ذو جسدين يطلع بالطائر الميشوم ثابت يقارن السيارات، وقع ينهض من وكره الطيارات ذات الحبك لا تراجع كواكبها، برج معوج الضلوع تغور في أسرع زمان غواربها معنى أحكمت مبانيه ورفعت مجنيه حائط مائل وعماده زائل لا يقوم مناده ولم ينقص وكاده نبأنا بساكنه فترحل منه، وبيت أزعج نازله فتحول عنه رباط موقوف على المارة لا تلبث فيه السيارة بيت منزحف ينفر عنه الطبع السليم ويفر عنه النبع المستقيم محل النزاع ينظر فيه عند المجادلة متحرف للقتال يولي الظهر عند المقاتلة، سورة محكمة ذكر فيها القتال يتمسك به أصحاب الجدال شديد القوى ذو مرة بواتر بين رسله من غير فترة بذات الجنب يقلقه انبعاث مرته لا يسكن إلا إذا دسع بحربته شيطان تطلع شمس النصرة من قرنيه مارد لا يسكن إلا بتعريك أذنيه صورة مركبة ليس لها من تركيب النظم إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم أضلاع على الوتر تطوي أكباد تحن إلى القد من الطوى متأسر شدت إلى العقب أذقانه يضيق صدره ولا ينطلق لسانه بطل شد حيازيمه للموت ويجزع من خوف الفوت بأعلى الصوت مقدام من بني الأصفر قدم في دار الحرب وشد عليه الوثائق حتى شكا ضيق الخناق وجرى عليه سهم الاسترقاق فصار ملك اليمن باستحقاق ولا غرو إن مال إلى أصحاب الشمال فهو فرع أصله ضال متكبر بأبي السجود للبشر في صلبه مثل صياصي البقر مغشي عليه، جمع إلى الاصفرار نحولاً وحنيناً فقبض وكان في النزاع حينا مطية تخالف سائر الأنعام قيامها باليد وقيامهن بالأقدام، وكلما كانت أثبت على المقام كان راكبها أقرب إلى بلوغ المرام مضيرة يمتطيها الراكب إذا كانت معقولة وينزل عنها إذا أرسلت محلولة أعوجي يشتد في مراكض السباق أعجمي يلوي الأشداق شاكية تودع شفرا لا تعود عقيلة تحن إلى زوج من عود عاتكة شبقي شديدة العرامة أعجب بها حدباء مديدة القامة عنقاء تزف أفراخ النسور تزيد في مرتها الدهور سلس القيادة صعب إلى ذي مرة غير مستوى، مقبوض جميع الباري عظامه فصوره وأحسن نظامه فقامت عليه القيمة ألف ونون جمعا للتثنية لا يرميه أهل القياس بالتخطئة بل بألف، قارون نون مشددة فإذا حركته أن وإذا تركته اطمأن، حرف إذا رفع نصب للجر ولا يستعمل جزما بعدما دخله الكسر وحرف آخر معطوف عليه ومجرور بالإضافة إليه حرف أدغم فيه غيره بتسكين وجعل منه تشديد وتنوين هيئته شبه علامة إذا عطلت وتشاكل الباء إذا استعملت ذو نيرب مشاء بنميم عتل على الجفاء مقيم مغرق يتنكب على موارد الماء مغرق عند جر النسب والانتماء وأخوه دعى به لاحق عيص ألف ونبعه ممطورة ينمى إذا اتصل الدعى اللاصق مقيد يحمل عليه المطلق طويل العنق من حبل عاتقه معلق خفيف الرأس يميل إلى كل طياش عاري المناكب في حبالته ذوات الرياش نحيف يرى أثر المحاجم بظهره يبتسم لفصد غيره أجش يرفع صوته بين الرماة بارز يفت في أعضاد الكماة لمرماتنا درك الرقاة ونكب عن مراشقك الرماة كان شظيته من فرع أيك تسنمها النسور الطاويات أعجوبة جمعت بين أضدادها تمنعا في خضوع وإباء في خشوع وتعطفا في قساوة وصلابة في رخاوة أشباه أعناق الجمال طابقها زمامها أضلاع
أنضاء توسطها سنامها كأن قرنيه صل انسلخ من إهابه فخلع عليه بعض ثيابه مضمار جمع بين الأنسي والوحشي عاطل يرفل في اللباس موشى وثنوي يغشى النار ولا يخشى العار موتور نشر أذنيه لدرك الثار موتر أخذ في الركوع وهو قائم خميص البطن يبتلع ذراعا وهو صائم محدوب بلغ قاب قوسين في الارتياض متقشف أبلى طمريه في التذلل والانخفاض منقبض جمع للانزواء أطرافه مرابط يهز عند اللقاء أعطافه متحرج يعض على ناجذ التصبر في الشدة والرخاوة من صاحبه طرفه عين مشى على الهواء فقل في إن التقم مرسلا فنبذه بالعراء راكع أوّأه يشكو وزره الذي انقض ظهره يطوف على من مد إليه يد الاجتذاب قئول ولو أن السيف جواب مجرم ألزم طائره في عنقه وعرض على النار لسوء خلقه وسوف يؤخذ بالنواصي والأقدام ويجزئ بما تحمله من الأوزار والحطام ويستنطق جلوده قسرا وقهرا فينطق بما يخفيه جهرا وأنى له التناوش من مكان بعيد وقد تمكن من حز رقبته من هو أقرب إليه من حبل الوريد ناحل ألصق بطنه بظهره حتى بدت للناظرين ذات صدره وغارت كلاء في خصره لاستيلاء قوته الدافعة الهالكة على قوتيه الجاذبة والماسكة وانقطاع حبل وريده عن شريانه وتجافى جنبه عن مصرانه ثعبان إذا أنشط من عقاله أمن الناس عادية أفعاله جموح يعثر بالراكب معرقب تحمله المناكب ضرس شرس يتمطى ويتثاوب لتمدد أعضائه متجرد يستطهر ويدل بأولاده وأعقابه ظرف مظروفه يخالف الظرف هذا لا يقبل العدل وذا لا يقبل الصرف هيفاء متنها مجدول وفروعها مفتول خصرها دقيق وقدها رشيق قوية العلياء محطوطة المطاء ناشرة اكتادها قلب الكلى يضمها صاحبها إلى الصدر فتنكب عنه وتزور مزاوج مطلاق يودع صاحبه عند الاعتناق مكلف خلق في كبد طموح لا يذعن إلا لمن عنده مديد مقبوض يقارب السريع ويفارقه عند التقطيع صحيح معلول ممدود في العرض مقصور في الطول قرناء أحصنت فرجها وأبعدت من نفسها زوجها محب ذو أناة تعود وأراد البنات غيور إذا لاقى بناته الأتراب زوى حاجبيه للإضراب فيمسكه على هون أم يدسه في التراب عرق من عروق الشريان إذا جسته البنان ينبض وله ضربان قوسه حين دائرة السوء يحيط بالأعداء متعصب ينشط للمنازعة بعد الإغراء دهري أتى عليه قرن بعد قرن فانحنى مطاه لا ينتصب إلا وعلى اليد متكاه وينشد إذا فتح فاه:
سلبت عظامي لحمها وتركتها
…
مجردة تحظى لديك وتحتضر
خذي بيدي ثم اكشفي الثوب تنظري
…
ضنا جسدي لكنني أتستر
عظامي إذا انتصب عصابي إذا انتصب مكاشح أولع بضرب غيره وربما رد كيده في نحره منحدب يظهر الحنو ويضمر السوء من عصبته هي بالقوة بنو ميالة الأعطاف تسند العود إلى صدرها وتمكنه بين سحرها ونحرها وتدني من الأسماع أوتارها فيضر بها فتغني فتغشى أسرارها قرنان يسمح بأزواجه على الأعداء ويقذف بنات صلبه بالنكراء غليظ الكبد يجفو أفلاذ كبده ويشمئز من تحمل أعباء ولده فينفيه عن حجره ثم يحن على أثره فقيل له يا هذا أسوقا وشوقا أجمعا:
حننت إلى ريا ونفسك باعدت
…
مزارك من ريا وشعبا كما معا
فما حسن أن تأتي الأمر طائعا
…
وتجزع أن داعى الصبابة أسمعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني
…
على كبدي من خشية أن تصدعا
مشاجر شجر النسب يطاوع من يمدد إليه بسب غدق يثمر الشوك دون الرطب منحني الظهر حمله الحطب وثيقة جامعة لأسباب اللزوم والأحكام عرية عن النواقص مطوية على النفوذ والانبرام يتشبث به عند الخطام متمرد كلما قيد الاستسلام بأسبابه نكص وارتد على أعقابه أمين غير مأمون على الودائع وكلما استودعته فهو ضائع ظلوم يقبل الأمانة بجهله ويؤدي ما قبل إلى غير أهله نافذ الأمر ليس بعادل ثاني عطفه ليجادل مكبود يعالج بالكي مطالب يدافع باللي مسدد غير سديد جمع بين المد والتشديد قاتل له في سهم الفرائض نصيب يأخذ ما يأخذ بالتعصيب معشش أفراخ العقاب صرت عليه رجل الغراب متجلد لا يتضعضع لريب الدهر ولو رمى بقاصمة الظهر يساهمني في مكابد الشدائد ويسعد في التحنن على الأولاد والولائد:
لنا كل يوم رنة خلف ذاهب
…
ومستهلك بين النوى والنوائب
وقلعة إخوان كأنا وراءهم
…
نرامق أعجاز النجوم الغوارب