المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب التاسع والعشرونفيما تحتاج إليه الأطعمة من البقول في السفرة - مطالع البدور ومنازل السرور

[الغزولي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأولفي تخير المكان المتخذ للبنيان

- ‌الباب الثانيفي أحكام وضعه وسعة بنائه وبقاء الشرف والذكر ببقائه

- ‌الباب الثالثفي اختيار الجار والصبر على أذاه وحسن الجوار

- ‌الباب الرابعفي الباب

- ‌الباب الخامسفي ذم الحجاب

- ‌الباب السادسفي الخادم والدهليز

- ‌الباب السابعفي البركة والفوارة والدواليب وما فيهن من كلام وجيز

- ‌الباب الثامنفي الباذهنج وترتيبه

- ‌الباب التاسعفي النسيم ولطافة هبوبه

- ‌الباب العاشرفي الفرش والمساند والأرائك

- ‌الباب الحادي عشرفي الأراييح الطيبة والمروحة وما شاكل ذلك

- ‌الباب الثاني عشرفي الطيور المسمعة

- ‌الباب الثالث عشرفي الشطرنج والنرد وما فيهما من محاسن مجموعة

- ‌الباب الرابع عشرفي الشمعة والفانوس والسراج

- ‌الباب الخامس عشرفي الخضروات والرياحين

- ‌الباب السادس عشرفي الروضات والبساتين

- ‌الباب السابع عشرفي آنية الراح

- ‌الباب الثامن عشرفيما يستجلب بها الأفراح

- ‌الباب التاسع عشرفي الصاحب والنديم

- ‌الباب العشرونفي مسامرة أهل النعيم

- ‌الباب الحادي والعشرونفي الشعراء المجيدين

- ‌الباب الثاني والعشرونفي الحذاق المطربين

- ‌الباب الثالث والعشرونفي الغلمان

- ‌الباب الرابع والعشرون في الجوارى ذات الألحان قال الثعالبي في تحفة الأرواح وموائد السرور والأفراح إن كان أجود منه وذلك مع الروية وقال أفلاطون: غناء الملاح تحرك فيه الشهوة والطرب وغناء القباح يحرك فيه الطرب لا الشهوة وقد قيل أحسن الناس غناء من تشبه بالنساء من الرجال ومن تشبه بالرجال من النساء وما أحسن قول القائل:جائت بوجه كأنه قمر…على قوم كأنه غصن

- ‌الباب الخمس والعشرون في الباءة

- ‌الباب السادس والعشرونفي الحمام وما غزى مغزاه

- ‌الباب السابع والعشرونفي النار والطباخ والقدور

- ‌الباب الثامن والعشرونفي الأسماك واللحوم والجزور

- ‌الباب التاسع والعشرونفيما تحتاج إليه الأطعمة من البقول في السفرة

- ‌الباب الثلاثون في الخوان والمائدة وما فيهما من كلام مقبول

- ‌الباب الحادي والثلاثونفي الوكيرة والأطعمة المشتهاة

- ‌الباب الثاني والثلاثونفي الماء وما جرى مجراه

- ‌الباب الثالث والثلاثونفي المشروب والحلواء

- ‌الباب الرابع والثلاثونفي بيت الخلاء المطلوب

- ‌الباب الخامس والثلاثونفي نبلاء الأطباء

- ‌الباب السادس والثلاثون في الحساب والوزراء اعلم أن الوزير مشتق اسمه من حمل الوزر عمن خدمه وحمل الوزير لا يكون إلا بسلامة من الوزير لا يكون إلا بسلامة من الوزير في خلقته وخلائقه أما في خلقته فإنه يكون تام الصورة حسن الهيئة متناسب الأعضاء صحيح الحواس وأما في خلائقه فهو أن يكون بعيد الهمة سامي الرأي ذكي الذهن جيد الحدس صادق الفراسة رحب الصدر كامل المروءة عارفاً بموارد الأمور ومصادرها فإذا كان كذلك كان أفضل عدد المملكة لأنه يصون الملك عن التبذل ويرفعه عن الدناءة ويغوص له عن الفكرة ومنزلته منزلة الآلة يتوصل بها إلى نيل بغيته وبمنزلة الذي يحرز المدينة من دخول الآفة ومنزلة الجارح الذي يصيد لطعمة صاحبه وليس كل أحد وإن أصلح لهذه المنزلة يصلح لكل سلطان ما لم يكن معروفاً بالإخلاص لمن خدمه والمحبة لمن استنصحه والإيثار لمن قربه وقال الثعالبي في يواقيت المواقيت، الوزارة اسم جامع للمجد والشرف والمروءة وهي تلو الملك والإمارة والرتب العلياء والدرجة الكبرى بعدهما، قال المنصور النميري يمدح يحيى البرمكي:ولو علمت فرق الوزارة رتبة…تنال بمجد في الحياة لنالها

- ‌الباب السابع والثلاثون في كتاب الإنشاء وهو فصلانالفصل الأول: فيما يحتاج إليه كاتب الإنشاء من الأخلاق والأدوات والآلات

- ‌الباب الثامن والثلاثون في الهدايا والتحف النفيسة الأثمانذكر ابن بدرون في شرحه لقصيدة ابن عبدون عند ذكر كسرى وبنائه للسور المذكور في الباب السادس من هذا الكتاب ولما بنى كسرى هذا السور هادته الملوك وراسلته، فمنهم ملك الصين كتب إليه من يعقوب ملك الصين صاحب قصر الدار والجوهر الذي في قصره نهران يسقيان العود والكافور والذي توجد رائحة قصره على فرسخين والذي تخدمه بنات ألف ملك والذي في مربطه ألف فيل أبيض إلى أخيه كسرى أنوشروان وأهدى إليه فارساً من در منضد علينا الفارس والفرس من ياقوت أحمر وقائم سيفه من الزمرد منضد بالجوهري وثوباً حريرا صينياً وفيه صورة الملك على إيوانه وعليه حلته وتاجه وعلى رأسه الخدام بأيديهم المذاب المصورة من ذهب تحمله جارية تغيب في شعرها يتلألأ جمالها وغير ذلك مما تهديه الملوك إلى أمثالها

- ‌الباب التاسع والثلاثون في خواص الأحجار وكيانها في المعادنقال الفاضل أبو العباس شهاب الدين أحمد بن يوسف التيشاء: في الجوهر اسم عام يطلق على الكبير والصغير منه فما كان كبيراً فهو الدر وما كان صغيراً فهو اللؤلؤ المسمى حباً ويسمى أيضاً اللؤلؤ الدق ولؤلؤ النظم وحيوان الجوهر الذي يتكون فيه كبيره وصغيره يسمى باليونانية أسطوروس يعلو لحم ذلك الحيوان صدفتان ملازمتان لجسمه والذي يلي الصدفتين من لحمه أسود ولهذا الحيوان فم وأذنان وشحم يلي الفم من داخلهما إلى غاية الصدفتين والباقي رغوة وصدفة وماء

- ‌الباب الأربعون في خزائن السلاح والكنائنسأل عمر بن الخطاب (عمرو بن معدي كرب عن السلاح فقال ما تقول في الرمح قال أخوك وربما خانك فانقصف، قال فما تقول في الترس قال هو المجن وعليه تدور الدوائر، قال فالنبل قال منايا تخطئ وتصيب، قال فما تقول في الدرع قال مفشلة للراجل مغلة للفارس وإنها لحصن حصين، قال فما تقول في السيف قال هنالك لا أم لك يا أمير المؤمنين فعلاه عمر بالدرة وقال له تقول لا أم لك قال الحمى أصرعتني

- ‌الباب الحادي والأربعون في الكتب وجمعها وفضل اتخاذها ونفعهاقال ابن الخشاب ملغزا فيها:

- ‌الباب الثاني والأربعونفي الخيل والدواب ونفعها

- ‌الباب الثالث والأربعونفي مصائد الملوك وما فيها من نظم السلوك

- ‌الباب الرابع والأربعونفي خطائر الوحوش الجليلة المقداد

- ‌الباب الخامس والأربعون في الأسد النبل والزرافة والفيل

- ‌الباب السادس والأربعون في الحمام وما في وصفها من بديع النظام

- ‌الباب السابع والأربعون في الحصون والقصور والآثار وما قيل فيها من رائق الأشعار

- ‌الباب الثامن والأربعون في الحنين إلى الأوطان وتذكر من بها من القطانروي أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتا فارتاع فقيل له في ذلك فقال ظننت أن ساكنا أزعج من منزله، وجاء أيضا حب الوطن من الإيمان وقال ابن عباس (لو قنع الناس بأرزاقهم قناعتهم بأوطانهم ما اشتكى أحد الرزق وكانت العرب إذا سافرت أخذت معها من تربة بلدها تستنشق ريحها وتطرحه في الماء إذا شربته وهكذا كان المتفلسف من البرامكة إذا سافر أخذ معه من تربة مولده في جراب يتدواى به ولما غزا اسفندبار بلاد الخرز اعتل بها فقيل له ما تشتهي قال شربة من دجلة وشميما من تراب اصطخر فأتي به بعد أيام بماء وقبضة من تراب وقيل له هذا من ماء دجلة ومن تربة أرضك فشرب واشتم بالوهم فنقه من علته

- ‌الباب التاسع والأربعونفي دار سكنت كثيرة الحشرات قليلة الخير عديمة النبات

- ‌الباب الخمسونفي وصف الجنان وما فيها من حور وولدان

الفصل: ‌الباب التاسع والعشرونفيما تحتاج إليه الأطعمة من البقول في السفرة

أهدى بعضهم إلى صديق له كبشا في يوم أضحية وكتب معه رقعة يصف سمنه فأجاب المهدى إليه وصلت رقعتك ففضضتها عن خط مشرق ولفظ مونق وعبارة مضيئة ومعان غريبة وتصرف بين جد أمضى من القدر وهزل أرق من نسيم السحر وتنقلت في وجوه الخطاب الجامع للصواب إلا أن الفعل قصر عنه القول لا بل ذكرت جملا جعلته بصفتك جملا واتساع في البلاغة يعجز عنها عبد الحميد في كتابته وسحبان في خطابته وكان المعيدى يسمع به لا يراه وحضر فرأيت كبشا متقادم الميلاد من نتاج قوم عاد قد أفنته الدهور وتعاقبت عليه العصور وظننته أحد الزوجين الذي جعلهما نوح في سفينته ليحفظ بهما جنس الغنم لذريته صغر من الكبر ولطف من القدم فبانت زمانته وتقاصرت قامته وعادنا حلا ضئلا باليا هزيلا بادى السقام عارى العظام جامعا للمعائب مشتملا على المثالب يعجب العاقل من حلول الحياة لنه عظم مخلد وصوف ملبد لا يوجد فوق عظامه سلب ولا تقع اليد منه إلا على خشب لو مر به الكلب لا ستجافه أو اطرح للذئب عند الخوى لعافه قد طال فقده الكلاء وبعد عهده لم ير الغثاء إلا نائماً ولا الشعير إلا حالما وقد تحيرت بين أن اقتنيته فيكون فيه عنا الدهر أو أذبحه فيكون جيفة على وجه النهر فلمت إلى استبقائه لما تعرفه من محبتي التوفير ورغبتي في التمييز وجمعي للولد وأدخاري للعدد فلم أجد فيه مستمتعاً للبقاء ولا مرفقاً للعناء لأنه ليس بأثنى فيحمل ولا يثنى فينسل ولا بصحيح فيرعى ولا سيلم فيبقى فلمت إلى الثاني من رأيك وعلمت على الأخرى من قولك فقلت أبحه ليكون وظيفة للعيال وأقيمه رطباً مقام قديد الغزال فأنشدني وقد أضرمت النار وحدت الشفار وشمر الجزار:

أعيذها نظرات منك صادقة

أن تحسب الشحم فىّ من سمنه ورما

ثم قال وما الفائدة لك في ذبحي وأنا لم يبق فيّ إلا نفس خافت ومقلة إنسانها باهت لست بذي لحم فأصلح للأكل لن الدهر قد أكل لحمي ولا جلدي يصلح للدباغ لأن الأيام قد مزقت أدمى ولا صوفي يصلح للغزل لأن الحوادث قد خصت وبرى وإن أردتنى للوقود فكف بعرأفتي من ناري ولن تفي حرارة جمري بريح قتارى ولم يبق إلا أن تطالبني بدحل أو بيني وبينك دم رجل فوجدته صادقاً في مقالته ناصحاً في مشورته ولم اعلم من أي حالة أعجب أم من مماطلته للدهر من أجل البقاء من صبره على الضر والبلاء أم من قدرتك عليه مع أعواز مثله أم من تأهيلك الصديق مع ما به خساسة قدره.

‌الباب التاسع والعشرون

فيما تحتاج إليه الأطعمة من البقول في السفرة

القول على القرع ويسمى الدباء قال ابن جزلة في المنهاج أجوده الرطب الأخضر الحلو وهو بارد رطب في الثانية وقال رومس إنه حار رطب ويتولد منه غذاء شبيه بما يصحبه فإن أكل بالخردل ولد خلطا حريفا وإن أكل بالملح ولد خلطا ملحا ومسلوقه يغذو غذاء يسيرا وينحدر سريعا وهو جيد للصفراء وبين وعصارته تسكن وجع الآذان مع دهن ورد وينفع من أورام الدماغ وسويقه بنفع من السعال ووجع الصدر من حره وهو لقطع العطش جيد ويلين البطن وإذا دفن في الخمر وشرب مع السكر نقع من الحميات وهو يفسد في المعدة لمخاطلة ردئ ويضر بأصحاب السوداء والبلغم.. انتهى رافع الأندلسي.

وقرع تبدى للعيون كأنه

خراطيم أفيال لطخن بزنجار

الباذنجان: قال ابن القيس في الموجز قيل بارد وقيل حار يابس في الثانية وهو أصح يولد السوداء والسدد والسرطان والجرب السوداوي والبواسير والصلابة والجذام ويفسد اللون ويصفر ويبثر الفم انتهى كلامه.

الوصف: قال ابن المعتز فيه:

وابذنج بستان أنيق رأيته

على طبق تحكيه مقلة راق

قلوب ظبا أفردت من كبودها

على كل قلب منه مخلب عاشق

وقال ابن رشيق القيراواني:

وإذا صنعت غذاءنا

فاجعله غير منبذج

إياك هامة أسود

عريان أضلع كوسج

ص: 154

وقال صاحب كتاب ملح الممالحة وكان شيخنا الأسدي يعجبه الباذنجان ويقول في تفضيله إن الناس يأكلونه ثمانية أشهر من السنة وهم أصحا ولو أكلوا الرمان ثمانية أشهر قلحوا وقيل لرجل ما تقول في الباذنجان فقال أنوف الزنج وأذناب المحاجم وبطون العقارب وبرز الرقوم فقيل إنه يحشى باللحم فيكون طيبا فقال لو حشى بالتقوى والمغفرة ما أفلح وقال صاحب المنهاج أجوده الحلو الأوساط والعتيق ردئ والحديث أسلم ولا يبين ضرره كثيرا إلا انه غذاء مألوف وهو حار يابس في الثانية وفيه غلظ والمر منه حار يابس بلا خلاف والحديث أقل حرارة وأردؤه ما أكل مشوياً وهو ينفع من عرق الدم لشدة رقته وليس له نسبة إلى إطلاق ولا عقل إليه أن طبخ في دهن أطلق وإن طبخ في خل أو سماق عقل وهو يحدث وجع الخواصر والمعدة والعتيق يبثر الفم ويولد السوداء والسدد ويسود البشرة ويولد البواسير وينبغي أن ينفع في الماء والملح ويسكن فيه ثم يعمل بالدسم الكثير والخل والكراويا.

القلقاس: قال ابن جزلة في المنهاج حار رطب في الأولى وقيل أنه معتدل الحرارة رطب في الثانية يزيد في الباءة انتهى، وللشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة في رسالة السجع الجليل فيما جرى من النيل عند ذكر الجزيرة الوسطى وقد أخلق ديباج روضها لانف وترك قلقاسها بمده وجزره على شفى جرف.

بعيني رأيت الماء فيها وقد جرى

على رأسه من شاهق فتكسرا

غيره:

طالما تضرع بأصبعه إلى ربه

ولطم برءوسه الحيطان مما جرى على قلبه

وتمثل بقول الأول:

وإن سألوك يوم البي

ن عن قلبي وما قاسى

فقل قاسى وقل قاسى

وقلقاسى وقل قاسى

لم يفد تحصينه من ورقة بالدرق والستائر ولا حن عليه حين تضرع بأصابعه فصح أن الماء سلطان جائر:

يا ويح قلقاس بمصر يقول لي

لما اغتدى في غيطه غرقانا

النيل مثل دم لفرط زيادة

فلذا برأسي يلطم الحيطانا

السلجم: وبالشين أيضاً قال ابن جزلة وهو اللفت وهو بري وبستاني وهو حار في الدرجة الثانية رطب في الدرجة الأولى يغذو كثيراً ويولد منيا يدر البول ولا يسهل ويشتهى الطعام إذا سلق دفعتين وطيب بالخل والخردل وماؤه ينفع من الحصر وفيه غلظ ونفخ وإن عرض منه ذلك فليتناول بعده أحد الجوارشنات.

الجرز: في المنهاج أجوده الأحمر الشتوي وغذاؤه أقل من السلجم وهو حار في آخر الدرجة الثانية رطب في الأولى يحرك الباءة ويسهل ويلطف ويدر البول وهو عسر الهضم منفخ يولد ماء رديئا وينبغي أن يكثر إنضاجه ويصلح بالمري والخل والخردل وقال بعضهم:

انظر إلى الجرز الذي

يكحى لنا لهب الحريق

كمدية من سندس

فيها نصاب من عقيق

الاسفاناج: قال ابن جزلة أجوده في المنهاج الممطور وهو رطب بارد في آخر الدرجة الأولى وقيل معتدل من الحرارة والبرودة فهو ملين ينفع السعال والصدر وفيه قوة التحليل وهو سريع الانحدار عن المعدة يلين الطبع وينفع من أوجاع الظهر الدموية وهو سيء الهضم ويضر أصحاب الأمزجة الباردة.

السلق: قال ابن جزلة هو صنفان أسود لشدة خضرته وأقل لونا منه وأوجوده العذب الطعم وهو حار يابس في الدرجة الأولى وقيل هو مركب القوة وقيل رطب في الأولى فيه بورقه ملطفة وتحليل وتفتيح وفي الأسود قبض وينفع من داء الثعلب والكلف والخزرة والثآليل إذا طلى بمائه ويقتل القمل وتطلى به القوبا مع العسل ويفتح سدد الكبد والطحال والأسود منه يعقل وخصوصاً مع العدس والصنف الآخر المهرا ويحقن بمائه لإخراج الثقل وهو ينفع من القولنج مع المري والتوابل وهو يمغص ويولد النفخ وهو رديء الكيموس قليل الغذاء يحرق الدم ويصلحه الخل والخردل وأصله رديء المعدة انتهى.

وقال ابن زهر في خواصه عن هرمس ورق السلق وورق العاقر قرحا من كل واحد دانق إذا جعل في طعام باسم إنسان وأطعم عمل فيه روحانية المحبة عملا عجيبا وقال ابن زهروان رض السلق وعاقر قرحا وذر في مجرى ماء الحمام برد وسكن حره وقال أيضاً وإنرض ورقة بدم الحمام وذفن في إناء رصاص أربعين يوماً تولد منه دود أخضر طوال فإذا طبخت بماء السلق وطلي به رأس الأقرع أنبت في هـ الشعر وإن شدخت الدودة التي تكون في السلق ودفنت في برج حمام أو علقت عليه لم يقرب البرج شيء من الحيوان الضاري انتهى.

ص: 155

فصل البصل: في المنهاج فيه مع الحرافة المقطعة مرارة وقبض وما كان منه أطول فهو أحرف والحمر من الأبيض وأجوده الأبيض الريان وهو حار يابس في الثالثة وهو ملطف يقطع ويجذب الدم إلى خارج البدن ويزيد في الباءة وينفع من تغير المياه ويفتق الشهوة ويلين الطبيعة وإذا قطر ماؤه في الذين ينفع من الطنين وهو يجلو البصر وينفع من ابتداء الماء والبياض اكتحالا بعصارته ويهيج خروج الشعر وإذا دق وعجن بعسل ووضع على الظفر الغليظ والقوابى والبهق قلع ذلك ويطلي به داء الثعلب وينفع من عضة الكلب سقيا بشراب ومن نهش الحيات وهو يصدع للرأس والكثار منه يشيب ويضر بالعقل ويكثر اللعاب ويفتح أفواه البواسير ويصلحه الخل واللبن الحامض أو مع الهندبا، وقال نصر بن سيار يوماً وحوله بنون له هؤلاء بنو البصل لأنه كان يأكل كثيراً منه فيهتاج وقال ابن وكيع يحكي لعينك احمرارا قشره إذا رآه ناظر غلائى حمرا على جسوم بيض رطاب من جسوم الروم.

الثوم: كذا ذكره صاحب المنهاج بالثاء المثلثة منه بستاني ومنه بري ومنه كراثي والكراثي مركب القوة من الثوم والكراث وهو حار يابس في الدرجة الرابعة وقيل في الثالثة وهو أقوى حرارة ويبسا من البصل وهو يحل النفخ وينفع من تغيير المياه وطبيخ الجبلى منه إذا شرب قتل القمل ورماده يطلى به البهق مع العسل وكذا الثعلب والجرب والقوابي ويصفي الخلق مطبوخاً ويخرج العلق من الحلق وإذا حشى في طبيخ ورقه وساقه أدر الحيض والبول وأخرج المشيمة وأكله يخرج الديدان ويطلق الطبع وهو نافع من لسع الهوام ونهش الحيات وعضة الكلب الكلب سقيا بشراب وينفع السعال من برد ويصفى الخلق وهو مقرح للجلد مصدع مضعف للبصر جالب يثور العين وإذا طبخ قلت حرارته وحراقته وتصلحه الحوامض والدهان واللحوم السمان والثوم دواء لمن أصابه وجع السعى في بطنه وإذا شوى ووضع على الضرس المأكول سكنه، وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأكل الثوم وقال لولا أن الملك ينزل على لأكلته.

وقال بعض الشعراء فيه:

يا حبذا ثومة في كف ضاهية

بديعة الحسن تسبى كل من نظرا

أبصرتها وهي من عجب تقلبها

كصرة من ديبقى حوت دررا

الكزبرة: ويقال كسبرة منها رطبة ومنها يابسة وقوتها مركبة والغالب فيها أرضية أجودها البستاني وهي باردة في آخر الأولى واليابسة منها في الثانية وأبقراط يقول فيها حرارة وبرودة وعند جالينوس إنها تميل إلى التسخين وفيها قبض وتخدير وهي تزيل روايح البصل والثوم إذا مضغت رطبة أو يابسة وعصارتها مع اللبن تسكن كل ضربان شديد وتنفع من الأورام الحارة مع الخل والاسفيداج ودهن الورد ومعه العسل للبشري والنار الفارسي وينفع من الجمرة ومن الدوار عن بخار المرار والبلغم وخاصيته أن يمنع البخار من الرأس وكذلك يجعل في الطعام ورطبه ينفع الرعاف ودرور يابسه والمضمضة بعصارته رطبة تنفع من القلاع وهو ينفع الخفقان عن حرارة ودرهمان منها مع لسان الجمل ينفع نفث الدم وهو يمنع من القئ والجشاء الحامض بعد الطعام والإكثار منه يخلط الذهن ويظلم البصر ويخفف المنى ويكسر الباءة ويصلحه سكنجبين السقر جلى.

وأما البقل فما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البقل حلية الموائد وفيما رواه مكحول عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أحضروا موائدكم البقل فإنها مطردة للشياطين وروى عن علي رضى الله عنه أنه قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حذيفة بن اليمان فتلقانا بنبات يقال له الباذروج فنظر إليه وقال أهلا بك من بقلة ما أطيب ريحك واحسن منظرك فإنك لمن رياض الجنة ثم نظر إلى الهندباء فقال يا لك من بقلة تهضم الطعام وتحيى الفؤاد وتجلو عن الناظر.

ص: 156

فائدة: منقولة من خط القاضي أمين الدين بن الأنفي المالكي رحمه الله تعالى قال ذكر السويدي صاحب التذكرة أن الإمام فخر الدين الرازي ذكر أنه من رأى الهلال أول ليلة وكان موجوع الضرس فقال نذرت لله أن لا آكل الهندباء ولا لحم الفرس سكن وجع ضرسه ذلك الشهر وقال ابن زهر في خواصه قال يوحنا بن ماسويه إن دق أصل الهندباء وضمد به لسعة العقرب سكن الوجع والبري منه إذا شرب ماؤه مع الشراب نفع من لدغ الأفاعي وقال ابن النفيس في الموجز يابسه يابس في الأولى ورطبه رطب في الأولى يفتح سداد الأحشاء والعروق وفيه قبض صالح يقوى المعدة والكبد أما الحارة فشديد الموافقة لها وأما الباردة فللخاصية وتنفع مع الخيار شنبر لأورام الحلق وتنفع الرمد وبياض العين.

الكرفس: حار يابس يفتح السدد ويدر البول وهو نافع للمعدة ويبطئ بالهضم ولذلك يجب أن يقدم قبله طعاماً يختلط به وهو يطيب النكهة ويحتاج إلى أكله من يداخل السلطان ومن كان خدمته السر وقال ابن النفيس في الموجز حار في الأولى يابس في الثانية يحلل النفح ويفتح السدد ويسكن الوجع ويطيب النكهة جداً رديء للصرع تهيجه في المصروعين وينفع السعال والكبد والطحال والكلى والمثانة وينفع الاستسقاء وعسر البول وتفتت الحصاة وتضر الحبالى والإدارة ويهيج الباءة.

النعناع حار يابس وهو نافع من الفواق قال ابن زهر في الخواص أن جعل من ورق النعنع الثلث ومن ورق السدس ومن حب القرع النصف وجعل في طعام واحد باسم آخر عمل فيه روحانية المحبة.

الطرخون: في المنهاج قيل إن عاقر قرحا هو اصل الطرخون وهو جبلي وبستاني وأجوده البستاني وهو حار يابس في الثانية وفيه قوة مخدرة وقيل إنه بارد وهو مجفف الرطوبات فإذا مضغ نفع من القلاع ويمضغ قبل شرب الأدوية الكريهة وهو يقوي المعدة ويحدث وجع الحلق وهو عسر الهضم ويقطع شهوة الباءة ويعطش ويصلحه الكرفس.

الفجل: من كتاب هاضم الطعام وبزره نافع من الفواق إذا أكل بالعسل وإذا شدخ على عقرب ماتت وإن شرب ماء ورقه نفع من اليرقان الحادث من الطحال.

قلت: ومن منافعه ما جربته وصح انه إذا مضغ ووضع على العين المحمرة من لطم وكرر ذلك فإنه يزيل الحمرة في الحال وقال ابن زهر في خواصه ورق الفجل معصوراً يؤخذ ماؤه وشيء من نشادر فيلطخ به سلة الحاوي فتموت الحيات كلها وورقة يحد البصر وان سحق بزره مع كندس متساويين وطلي به البهق الأسود في الحمام بالماء الحار والخل أذهبه وغن اخذ ماؤه وخلط بالخل والطين وطلي على لسعة الزنبور أراها وقال جالينوس عصارة الفجل إذا اكتحل بها جلت البياض من العين وإذا خلط ماء الفجل بماء الورد وسخن وقطر في الأذان أذهب عسر السمع والطنين منها وغن دق ورقه وصفى ماؤه وأسعط به صاحب اليرقان رأيت عجباً وقال أرسطاطاليس مما يبيض الشعر مثقال من ورق الملوخيا والفجل ويعجن بمرارة الثور ويضمد به الشعر بالليل ويغسل بالنهار فإنه يصير الأسود أبيض وإن طلي الوجه بماء الفجل أذهب عنه النمش والكلف وإن دخن بوقه في بيت هربت منه الهوام (قال) النور الأسعردي يهجو:

أيا مطعماً أصحابه إذ دعاهم

من الفجل في أوراقه غير ما يمري

وحقك ما أكرمتهم مذ لقيتهم

بجيش ضراط تحت راياته الخضر

نادرة: كان أبو نواس يوماً عند بعض أخواته فخرجت عليه جارية عليها ثياب خضر فلما رآها مسح عينيه وقال خيراً رأيته إن شاء الله قالت ما رأيت؟ قال: رأيت كأني راكب أشهب عليه ثياب خضر قالت له إن صدقت رؤياك استدخلت فجلة.

الرشاد قال ابن البيطار إذا شرب بالماء الحار حل القولنج وأخرج الديدان وحب القرع إن سحق نيئاً وسف نفع من البرص وغن لطخ عليه وعلى البهق الأبيض بالخل نفع منهما وإذا خلط بالعسل ولعق منه نفع من السعال المتولد عن أخلاط غليظة وإذا ضمدت به لسعة العقرب نفعها.

زين الدين بن الوردى:

رب خولى بدا من

حيه وهو ينادى

من يمت في ورد خدي

أهده سبل الرشاد

أنشدني الشيخ عز الدين الموصلي لنفسه ملغزا:

ما اسم له أحرف ثلاث

تصحيفه جمعه بقل

عدتها في الحساب سبع

وإن ترد مثله فكبل

أن تجر ما إليه يكثر

وإن تزد نقطة يقل

يدوي إذا الماء قل لكن

يصح جسما إذا يعل

ص: 157