الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثّاني
في ذم الأمل
عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"يَهْرَمُ ابن آدَمَ، وَيَبْقَى فِيهِ خَصْلَتَانِ: الحِرْصُ، وَطُولُ الأمَلِ"(1).
وقد أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتقصير الأمل.
عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يَحيَا أَوَّلُ هذهِ الأمَّةِ بِاليَقِينِ وَالزُّهْدِ، وَيَهْلِكَ آخِرُها بِالبُخْلِ وَالأمَلِ"(2).
وجدوا حجراً منقوراً فيه مكتوب: ابن آدمَ! إنك لو رأيتَ قريبَ ما بقيَ من أجلك، لزهدت في طولِ أملِك، ولرغبتَ في الزيادةِ من عملك، ولقصرتَ من حرصِك وحِيَلِك، وإنما يلقاك غداً ندمُك، ولو قد زلَّتْ قدمُك، وأسلمكَ أهلُك وحشَمُك، فبان منك الولدُ القريب، ورفضك الوالدُ والنسيب، فلا أنتَ إِلَى دنياك عائد، ولا في حسناتك
(1) رواه البخاري (6058)، ومسلم (1047)، واللفظ له.
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(20)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(7650)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
زائد، فاعمل ليوم القيامة، قبلَ السيرة والندامة. هذا آخره.
قُلْ لِلمُؤَمِّلِ وَالمَنَايا شُرَّعٌ
…
مَاذَا يَغُرُّكَ أينَ مَنْ لَمْ يَخْلُدِ
يا بْنَ الَّذِينَ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُمْ
…
تَرْجُو التقَاءَ وَأَنْتَ غَيْرُ مُخَلَّدِ
وَأبوكَ قَبْلَكَ كَانَ يَأْمُلُ ما ترَى
…
حَتَّى أتتْهُ مَنِيَّةٌ لَمْ تُرْدَدِ
لَوْ رأيتَ الفاجرَ يومئذٍ قد أسر، وَغُلَّ بعدَ الإطلاق، وحُبِس وقسر، ولِما ربح المتقون حُسر، {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} .
عرض على العاصي ما كُتب وسُطر، وذلَّ ذاك المتجبرُ البَطِر، وودَّ لو أنّه عاد كما فُطر، {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر: 8].