الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ:
في ذكر مَنْ رثاه صلى الله عليه وسلم
قيل: إن أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه- قَالَ:
أَجِدَّكَ ما لِعَيْيكَ لا تنَامُ
…
كَأَنَّ جُفُونَهَا فِيهَا كِلامُ
لِأَجْلِ مُصِيبَةً عَظُمَتْ وَجَلَّتْ
…
فَدَمْعُ العَيْنِ يَنْسَجِمُ انْسِجامُ
فُجِعْنَا في النَّبِيِّ وَكَانَ فِينَا
…
إِمَاماً صَادِقاً نِعْمَ الإمَامُ
وَكَانَ قَوَامَنَا وَالرَّأْسَ مِنَّا
…
وَنَحْنُ اليَوْمَ لَيْسَ لَنَا قَوامُ
وقيل: إنَّ عمرَ رضي الله عنه- جعل يبكي، ويقول:
أَمْسَى بِلَحْدٍ وَالدُّمُوعُ سُجُومُ
…
أَسَفاً عَلَيْهِ وَفي الفُؤَادِ كُلُومُ
وَالصَّبْرُ يَحْسُنُ في المَوَاضِعِ كُلِّهَا
…
إِلا عَلَيْكَ فَإِنَّهُ مَذْمُومُ
وقيل: إن عثمانَ بن عفانَ رضي الله عنه- بكى، وجعل يقول:
يا عَجَبِي في الأرْضِ ما تَشْبَعُ
…
وَكُلُّ مَنْ فِيهَا إِذاً يُفْجَعُ (1)
مَاتَ رَسُولُ اللهِ خَيْرُ الوَرَى
…
وَنَحْنُ في غَفْلاتِها نَرْتَعُ
وقيل: إن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه- بكى، وجعل يقول:
يا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ فى التُّرْبِ أَعْظُمُهُ
…
قَدْ طَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ القَاعُ وَالأكَمُ
أَنْتَ الرَّسُولُ الَّذِي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
…
عِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا ما زلَّتِ القَدَمُ
نَفْسِي الفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ
…
فِيهِ العَفَافُ وَفِيهِ الجُودُ وَالكَرَمُ
بِكَ اعْتَصَمْنَا فَنِلْنَا كُلَّ صَالِحَةٍ
…
لَوْلاكَ لَمْ تَخْرُجِ الأفْلاكُ وَالأُمَمُ
وقيل: إن فاطمة رضي الله عنها- بكت، وجعلت تقول:
قَدْ كُنْتَ لِي سَنَداً في كُلِّ نَائِبَةً
…
وَأَنْتَ ذُخْرٌ لغدوي ورواحي
(1) في الأصل: "يتفجع".
وَاليَوْمَ أَبْكِي مَعَ المسي والصباحي (1)
وقيل: إن ابن عمه أبا سفيانَ بن الحارثِ بن عبد المطلبِ بكى، وجعل يقول:
أَرِقْتُ وَبَاتَ لَيْلِي لا يَزُولُ
…
وَلَيْلُ أَخِي المُصِيبَةِ فيهِ طُولُ
وَأَسْعَدَنِي البُكَاءُ وَذَاكَ فِيما
…
أُصِيبَ المُسْلِمُونَ بِهِ قَلِيلُ
لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنا وَجَلَّتْ
…
عَشِيَّةَ قِيلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ
فَأَصْبَحَت ارْضُنَا مِما عَرَاهَا
…
تَكَادُ بِنَا جَوَانِبُهَا تَمِيلُ
فَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزيلَ فِينَا
…
يَرُوحُ بِهِ وَيَغْدُو جَبْرَئِيلُ
وذِكْرى حَقِّ ما سَالَتْ عَلَيْه
…
نُفُوسُ النَّاس أَوْ كَادَتْ تَسِيلُ
نَبِىٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا
…
بِما يُوحَى إِلَيْهِ وَما يَقُولُ
فَيَهْدِينَا فَلا يَخْشَى عَلَيْنَا
…
ضَلالاً وَالرَّسُولُ لنا دَلِيلُ
(1) كذا في الأصل.
أفاطِمُ إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ
…
وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيلُ
فَقَبْرُ أبيكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ
…
وَفِيهِ سَيِّدُ النَّاسِ الرَّسُولُ