الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ
وأما البكاء على الميت، يجوز البكاء على الميت، وتكره النياحة والندب.
يا نَفْسُ ما هِيَ إِلا صَبْرُ أَيَّامِ
…
كَأَنَّ مُدَّتَها أَضْغَاثُ أَحْلامِ
يا نَفْسُ جُوزِي عَنِ الدُّنْيا مُبَادِرةً
…
وَخَلِّ عَنْها فَإِنَّ العَيْشَ قُدَّامِي
إخوانْي! البلاء يختصُّ الأخيار، والمحنُ تلاصِقُ الأبرار.
أترْحَلُ عَنْ حَبِيبِكَ ثُمَّ تَبْكِي
…
عَلَيْهِ فَما دَعَاكَ إِلَى الفِرَاقِ
كَأَنَّكَ لَمْ تَذُقْ لِلبَيْنِ طعْماً
…
فَتَعلَمَ أَنّهُ مُرُّ المَذَاقِ
ما مضى من تنعُّم القوم يومٌ، إلا وانقضى من صبر الصابر إِلَى أن يجمعها يوم، ويقع فرق ما بين القوم، كما بين اليقظة والنوم.
طُوبَى لِعَبْدٍ بِحَبْلِ الله معْتَصَمُهْ
…
عَلَى صِرَاطٍ سَوِيٍّ ثَابِتٍ قَدَمُهْ
فَذَاكَ أَغظَمُ مِنْ ذِي التَّاجِ مُتكئَاً
…
عَلَى النَّمَارِقِ مُختَفّاً بِه حَشَمُهْ
يا مسرورون على الزلل ستظهر أسرارُكم، يا مغمورون بالحلم، عنهم ستكشف أستارُكم، لا بد أن نميّز خياركم وأشراركم، {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} .
كم أقبل إليكم لطفُنا وزاركم، وما تركتُم أوزاركم! كم منحكم الهدى وأعاركم، ثم اخترتم في الضلال عاركم! لقد زجرناكم إذْ أخذنا خياركم، {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31]