الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال له الأمير: سبحان الله! أعجب ما بينكما في الطبع، أنت تحنو عليه، وهو يسعى في سفكِ دمك، أشهدُ إنك لكريم، وإنَّه للئيم.
ذكر ابن الجوزي هنا
مسألة
؛ فقال: إن قال قائل: الحسدُ أمرٌ باطن، فكيف السبيلُ إِلَى زواله؟.
فالجواب: أن الآدمي قد جُبل على حب الرفعة، فلا يحب أن يعلو أحدٌ عليه في نعمة من نعم الله تعالى، فإذا على عليه أحدٌ، شَقَّ عليه، وأحبَّ زوال ما على به.
* * *
مسألة
فإن قيل: هل للحسد دواء؟
فالجواب: إنّ الحسد أولاً يضرُّ الحاسدَ في الدين والدنيا، ولا يستضر بذلك المحسود.
[أَلا] أَيُّها القَلْبُ الكَثيرُ عَلائِقُهْ
…
ألم تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ تَجْرِي بَوَائِقُهْ
تُسَابِقُ رَيْبَ الدَّهْرِ فى طَلَبِ المُنَى
…
بِأَيِّ جَنَاح خِلْتَ أَنّكَ سَابِقُهْ
أَلا أَيُّها البَاكِي عَلَى المَيْتِ بَعْدَهُ
…
رُوَيْدَكَ لا تَعْجَلْ فَإِنَّكَ لاحِقُهْ
وَما تَخْطَفُ السَّاعَاتُ إِلَاّ عَلَى الفَتى
…
تُعَافِصُهُ طَوْراً وَطَوْراً تُسَارِقُهْ
أَرَى صَاحِبَ الدُّنْيا مُقِيماً بِجَهْلِهِ
…
عَلَى ثِقَةً مِنْ صَاحِبٍ لا يُوَافِقُهْ
هِيَ الدَّارُ دَارٌ يُسْتَذَلُّ عَزِيزُها
…
وَإِنْ كَانَ مَغْشِياً عَلَيْهِ سُرَادِقُهْ
قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزُولُ قَدَما امرِىءٍ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ عُمُرهِ فِيما أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيما فَعَلَ فيهِ، وَعَنْ مَالِهِ فِيما فَعَلَ فِيهِ، وَمِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيما أَبْلاهُ"(1).
• • •
(1) رواه الترمذي (2417) عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه.