الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثّاني
في الليل والنهار، وحقوقهما
خَرَّجَ ابن أبي الدنيا، والطبرانيُّ، وغيرُهما من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعاً:"اطْلُبُوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ رتكُمْ؛ فَإِنَّ لله عز وجل نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا الله أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ"(1).
وفي رواية الطبراني، من حديث محمد بن مسلمةَ، مرفوعاً:"إِنَّ للهِ تَعَالَى نفحات في أيام الدهر، فَتَعَرَّضُوا لَهَا؛ فَلَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ نَفْحَةٌ، وَلا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبدَاً"(2).
وفي "مسندِ الإمامِ أحمد"، عن عقبةَ بن عامرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ مِنْ عَمَلِ يَوْمٍ إِلا وَهُوَ يُخْتَمُ عَلَيْهِ"(3).
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(720)، والبيهقىِ في "شعب الإيمان"(1121) عن أنس رضي الله عنه.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6243).
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 146).
وروي عن ابن أبي الدنيا، بإسناده عن مجاهد، قَالَ: ما مِنْ يَوْمٍ إِلا يَقُولُ: ابنَ آدَمَ! قَدْ دخلتُ عليكَ اليومَ، ولن أرجعَ إليكَ بعدَ اليوم، فانظرْ ماذا تفعل فيَّ؛ فإذا انقضى، طواهُ، ثم يختم عليه، فلا يُفَكُّ عنه، حَتَّى يكونَ الله هو الذي يفضُّ ذلك الختمَ يومَ القيامة، ويقولُ اليومُ الذي ينقضي: الحمدُ للهِ الذي أراحَني من الدُّنيا وأهلِها، ولا ليلةٍ تدخُل على الناس إلا قالتْ مثلَ ذلك (1).
وعن مالكِ بن دينار، قال: كان عيسى عليه السلام يقول: إن هذا الليلَ والنهارَ خزانتان، فانظروا ما تصنعون فيهما، يقول: اعملوا لليل لما خُلِق له، واعملوا للنهار لما خُلِق له (2).
وعن الحسن، قال: ليس يومٌ يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلَّم، يقول: أيها الناس! إني يوم جديد، وإني على ما يُعمل فيَّ شهيد، وإني لو قد غربت شمسي، لا أرجع إليكم إِلَى يوم القيامة.
وعنه: أنه كان يقول: يا بن آدم! أنا ضيفُكَ والضيف مرتحِل، إما نشكرُك، أو نذمُّك، وكذلك الليل.
وبإسناده، عن أبي بكر المزني: أنه قَالَ: ما من يوم أخَرجه الله تعالَى إِلَى أهل الدنيا، إلا ينادي: ابن آدم! اغتنمني؛ لعله لا يومَ لكَ بعدي، ولا ليلةٍ إلا تنادي: ابن آدم! اغتنمني؛ لعله لا ليلة لك بعدي.
وعن عمرَ بن ذَرٍّ: أنه كان يقول: اعملوا لأنفسكم في هذا الليل
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 292).
(2)
رواه البيهقي في "الزهد"(ص: 295).