الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- أن تكره له ما تكره لنفسك.
فهذه عشر خصال تضم حقوق المسلم على أخيه المسلم، وقد ورد في معناها كثير من الأحاديث النبوية توضح للمسلم في جلاء، وفي بلاغة، معنى الأخوة الإسلامية كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائره بالحمى والسهر" 1 وهكذا ينشأ الفتى عارفًا بأصول الدين من خلال تعليمه تلك الآداب، ويشعر بأن الجميع أخوته وأحباؤه، فيحرص عليهم ويحرصون عليه.
1 الغزالي ج2/ 191.
تعليمه حقوق الجوار:
من أعظم الحقوق على المسلم حق الجار لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره" 1، وقد أفرد الإمام أبو حامد الغزالي في الإحياء بابًا في حق المسلم والرحم والجوار، فكان من حقوق الجار قوله:
حقوق الجوار:
"اعلم أن الجوار يقتضي حقًّا وراء ما تقتضيه أخوة الإسلام، فيستحق الجار المسلم ما يستحقه كل مسلم وزيادة؛ إذ قال النبي -صلى الله عليه سلم: "الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فالجار الذي له ثلاثة حقوق الجار المسلم ذو الرحم؛ فله حق الجوار وحق الإسلام وحق الرحم، وأما الذي له حقان فالجار المسلم؛ له حق الجوار وحق الإسلام، وأما الذي له حق واحد، الجار المشرك"2.
2 رواه الترمذي في جامعه في كتاب البر والصلة، حديث رقم 1944، طبعه مصطفى البابي الحلبي.
3 الغزالي: إحياء علم الدين، ج2، ص212.
فانظر كيف أثبت للمشرك حقًّا بمجرد الجوار، وقد قال -صلى الله عليه سلم:"أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلمًا" 1، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" 2، وقال صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" 3، وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه" 3، وقال -صلى الله عليه سلم:"أول خصمين يوم القيامة الجاران" 5، وقال عليه الصلاة والسلام:"إذا أنت رميت جارك فقد آذيته"، ويروى أن رجلًا جاء إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال له: إن لي جارًا يؤذني ويشتمني ويضيّق عليّ، فقال: اذهب فإن عصى الله فيك فأطع الله فيه، وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها، فقال صلى الله عليه وسلم: "هي في النار" 7، وجاء رجل إليه عليه السلام يشكو جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبر" ، ثم قال له في الثالثة أو الرابعة: "اطرح متاعك في الطريق" ، قال: فجعل الناس يمرون به ويقول ما لك؟ فيقال: آذاه جاره، قال: فجعلوا يقولون لعنه الله، فجاءه جاره فقال له: رد متاعك فوالله لا أعود"8، وروى الزهري أن رجلًا أتى النبي عليه السلام، فجعل يشكو جاره، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينادي على باب المسجد ألا إن أربعين دارًا جار"9، قال الزهري: أربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأومأ إلى أربع جهات.
1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9 الغزالي: إحياء علوم الدين، ج2، ص212.