الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حال الأسرة المسلمة في عصرنا الحاضر:
تعرض حال الأسرة المسلمة في العصر الحاضر لهزات شديدة أمام تفوق الغرب المتغطرس على بلاد الإسلام في المجال الصناعي، ومع الصراع ضد التخلف والدعوة للخروج من هذه الأزمة المستحكمة ومجابهة التغلغل الفكري الغربي ضعفت قوة التماسك الأسري في البيت المسلم
…
" وحينما ننظر إلى واقع الأسرة المسلمة الآن نجدها قد تعرضت لموجات من الفتن والمغريات العصرية التي هبت على ديار المسلمين ووفدت إلى مجتمعاتهم باسم المدنية في صورة ألوان من الخلاعة والابتذال والسفور وكلها عوامل تنذر بالانحلال والذوبان، وعليه فقد اندفع الغيورون على دينهم وأوطانهم على معالجة هذا القصور والتصدي لتيارات التغريب والعلمانية والحداثة لحماية الأسرة العربية والبيت المسلم من الدخول في متاهات النظم الغربية التي ينطلي زيفها على الناس، ولنا أن نقول: إن واقع النظام الأسري لدى غير المسلمين، يشير إلى أن نظرة تلك المجتمعات على اختلاف مللها ونحلها على مر العصور نظرة تتسم بالعنف والعسف والقسوة، كما أضحت الأسرة في المجتمعات الحديثة مفككة الأوصال؛ لأن الحرية تحولت فيها إلى استهتار بالقيم الإنسانية واستخفاف بالكرامة فانتشرت الفاحشة وعمت صور الطلاق والمخادنة وفوضى الإجهاض. أما عن واقع النظام الأسري لدى المسملين فنجد المرأة وقد تبوأت مكانة لم تحظ بمثلها في أي نظام اجتماعي آخر، حيث تمثل نصف المجتمع، فتح الإسلام أمامها أبواب المثل العليا والأخلاق الرفيعة ومن خلال العلاقة الزوجية كما أقرها الإسلام، فإن الإنسان ينعم بتكوين شخصيته تقوية روابط الأخوة وحماية المجتمع من التلوث وصيانة الأنساب وتحصيل الأجر من الله"1.
1 د/ عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي: الأسرة المسلمة أسس ومبادئ، مجلة الوعي الإسلامي. العدد 385، 1481هـ-1998م ص70.
"وانشغال الأسرة علن تربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة السليمة يؤدي إلى خواء البناء، فيصبح عرضة للتصدع وقابلا للانهيار من أول آفة تنهش فيه، وللأسف الشديد تعدد الآفات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار المجتمع بقدر تزايد سخط الحاقدين على ما تنعم به مصر من أمان واستقرار ووحدة وطنية وانسجام بين جميع أبنائها، بل ما تضطلع به مصر من دور قيادي في الدفاع عن حقوق الأمة العربية ومملتكاتها وإصرارها على استعادة كل الأراضي العربية المحتلة بغير تنازل أو تفريط.
والطريق إلى ذلك بداية هو الطريق الذي يبدأ أولا من الأسرة وتتلى الدور الأسري وكلما كانت الأسرة عمودها وقوامها الحب والتوافق كلما أفرزت عقولا مستنيرة وأبناء يتباهي بهم الوطن في الداخل والخارج، فالثورة الحقيقية للأم لا تعكسها ثروات الأرض أو البحر، إنما تتجسد من خلال عقول أبنائها ورصيدهم والتقدم القدرة على بناء الوطن والمحافظة على ازدهاره.
وإذا كانت الأسرة هي الخلية الأولى لعملية التنشئة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فهل آن الأوان لأن نعطيها المزيد من الاهتمام لأنه من خلالها تنمو الثقافة العامة والخاصة للأفراد وتتحدد هويتهم تتشكل شخصيتهم"1.
1 جريدة الأهرام 6/ 12/ 97 - مقال للأستاذ إبراهيم نافع رئيس التحرير.