الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للعباس: من هؤلاء؟ فقال له: بنو بكر.
فعادت الذكريات الأليمة بأبي سفيان إلى الأيام التي ساندت فيها قريش بني بكر في غدرهم بخزاعة. فقال: نعم، أهل شؤم والله، الذين غزانا محمد بسببهم، أما والله ما شوورت فيه ولا علمته، ولقد كنت له كارها، حيث بلغني، ولكنه أمر حُم. فقال العباس: قد خار لك الله في غزو محمد صلى الله عليه وسلم، ودخلتم في الإِسلام كافة.
ثم مرت قبيلة أشجع النجدية في ثلاثمائة مقاتل. يقودهم معقل بن سنان، ونعيم بن مسعود. فقال أبو سفيان -: وقد عرفهم -: هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد - لأنهم من غطفان الذين حاولوا احتلال المدينة في غزوة الأحزاب الرهيبة
…
فقال العباس: أدخل الله الإِسلام في قلوبهم. فهذا من فضل الله عز وجل، فسكت أبو سفيان، ثم قال: ما مضى بعد محمد؟ قال العباس: لم يمض بعد، لو رأيت الكتيبة التي فيها محمد صلى الله عليه وسلم رأيت الحديد، والخيل والرجال، وما ليس لأحد به طاقة، قال: أظن والله يا أبا الفضل، ومن له بهؤلاء طاقة؟ .
الرسول يختتم العرض العسكري
وبعد أن أكملت القبائل العربية استعراض قواتها أمام أبي سفيان. أقبل الرسول القائد صلى الله عليه وسلم يمتطى ناقته القَصْوى في المهاجرين والأنصار الذين كانت لهم قواتهم حوالي خمسة آلاف مقاتل.
وقد كان عامة الجيش من المهاجرين والأنصار، يقدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما طلعت كتيبة الخضراء (1) طلع سواد وغبرة من سنابك الخيل، وجل الناس يمرون، وأبو سفيان يقول: ما مرَّ محمد؟ فيقول له العباس: لا. حتى إذا ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته القصوى. قال العباس لأبي سفيان: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) سميت هذه الكتيبة بالخضراء لكثرة ما فيها من الحديد الذي جعل لونها لونا أخضر.