الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنانة واسمه فضالة بن عمير الملوح .. حاول اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الطواف بالبيت في ذلك اليوم التاريخي الخالد، يوم الفتح. إلا أن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه المحاولة ففشلت بعد أن هدى الله تعالى الرجل الذي حاول القيام بها.
فقد ذكر ابن كثير عن ابن هشام أن فضالة بن عمير المذكور أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه (لتنفيذ المحاولة) فجَأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فضالة وقال له (في صيغة سؤال) .. أفضالة؟ .
فقال فضالة .. نعم فضالة يا رسول الله.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم .. ماذا كنت تحدث به نفسك؟ .
قال فضالة: لا شيء كنت أذكر الله، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال .. "استغفر الله" ثم وضع يده الشريفة على صدر فضالة فسكن قلبه، فكان فضالة يقول .. والله ما رفع يده عن صدرى حتى ما من خلق الله شيء أحب إليّ منه، قال فضالة فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها، فقالت .. هلم إلى الحديث فقال .. لا وانبعث يقول:
قالت هلم إلى الحديث فقلت لا
…
يأبى عليك الله والإِسلام
أو ما رأيت محمدًا وقبيله
…
بالفتح يوم تكسرَ الأصنام
لرأيت دينَ الله أضحى بَيّنًا
…
والشرك يَغشى وجهه الإِظلام (1)
تحطيم الأصنام وإنهاء الوجود الوثني بعد إنهاء الوجود السياسي والعسكري
وبعد أن أنهى الرسول القائد صلى الله عليه وسلم وجود قريش السياسي باستيلاء
(1) البداية والنهاية ج 4 ص 308.
جيشه على مكة استيلاء كاملًا، أنهى الوجود الوثنى وأزال كل معالم الشرك في هذه المدينة المقدسة مكة. وذلك بتحطيم جميع الأصنام والأوثان التي كانت موجودة خارج الكعبة، وطمس الصور التي كانت داخلها.
فقد ذكر المؤرخون أن الرسول صلى الله عليه وسلم حطم يوم الفتح ثلاثمائة وستين صنمًا كانت منصوبة حول البيت مشدودة بالرصاص. وفي مقدمة هذه الأصنام هُبل صنمهم الأكبر (1). كما أنه أمر بمحو جميع الصور التي كان المشركون قد رسموها داخل الكعبة، ومن بين الصور صورة تمثل أبي الأنبياء إبراهيم والعذراء مريم بنت عمران. ولم يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم الكعبة إلا بعد أن أزيلت منها جميع الصور. أزالها عمر بن الخطاب.
قال البخاري: حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا ابن عيينة عن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود، قال .. دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود ويقول:"جاء الحق وزهق الباطل، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد".
وقال الواقدي يصف دخول الرسول صلى الله عليه وسلم مكة وإزالته معالم الوثنية يوم الفتح .. "ثم طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته آخذ بزمامها محمد بن مسلمة، وحول الكعبة ثلاثمائة صنم وستون صنمًا مرصصة بالرصاص، وكان هُبَل أعظمها، وهو وجاه (أي تجاه) الكعبة على بابها، وأساف ونائلة حيث ينحرون ويذبحون الذبائح، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مر بصنم يشير بقضيب في يده ويقول .. "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا" (2). فيقع الصنم لوجهه (3).
وعن ابن عباس .. دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى
(1) عن ابن عباس دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا. لكل حي من أحياء العرب صنم قد شُدّ بالرصاص. فجاء صلى الله عليه وسلم ومعه قضيب فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه من غير أن يمسه بما في يده، يقول:(جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) حتى مرّ عليها كلها.
(2)
الإسراء آية 81.
(3)
مغازي الواقدي ج 2 ص 832.