الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكة بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر الزبير بن العوام قائد الفرق الثانية وهي التي سيطرت على مكة من الناحية الشمالية، قد أمره بأن يعسكر بفرقته في الحجون. بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القائد الأعلى للجيش - قد ضربت له قبة في الحجون فاستراح فيها قبل أن يكمل مسيره إلى المسجد، نهاية التحرك العسكري.
كما أن التحرك الرئيسى فيما بعد نحو المسجد كان من الحجون.
قال الواقدي: وأقبل الزبير بن العوام بمن معه حتى انتهى بهم إلى الحجون، فغرز الراية عند منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن أبي رافع أنه ضرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبة بالحجون من أدم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى القُبّة، ومعه أمّ سَلمة وميمونة (1).
ماذا قال الرسول عندما أشرف على مكة
وعندما أشرف الرسول صلى الله عليه وسلم من مرتفع أذاخر ورأى بيوت مكة، حمد الله وأثنى عليه لما يسر له من الفتح العظيم دونما أية خسارة تذكر.
فقد روى عن جابر بن عبد الله أنه قال: كنت ممن لزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت معهم يوم الفتح من أذاخر، فلما أشرف على أذاخر نظر إلى بيوت مكة، ووقف عليها فحمد الله وأثنى عليه، ونظر إلى موضع قبته فقال: هذا منزلنا يا جابر: حيث تقاسمت علينا قريش في كفرها، قال جابر: فذكرت حديثًا كنت أسمعه منه صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بالمدينة: "منزلنا غدا إن شاء الله إذا فتح الله علينا مكة في الخيف (2) حين تقاسموا على الكفر" وكنّا بالأبطح وجاء شعب أبي طالب حيث حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو هاشم ثلاث سنين (3).
(1) مغازي الواقدي ج 2 ص 828، 829.
(2)
قال في معجم البلدان: الخيف هو بطحاء مكة. وقيل مبتدأ الأبطح. وهو الحقيقة فيه لأن أصله ما انحدر من الجبل وارتفع من المشل.
(3)
السيرة الحلبية ج 2 ص 209 ومغازي الواقدي ج 2 ص 828.