الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين، ويضر ذمه ويشين، إلا الله وحده، كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: إن مدحي زين، وذمي شين، فقال:" ذاك الله عز وجل ". (1)
فازهد في مدح من لا يزينك مدحه، وفي ذم من لا يشينك ذمه، وارغب في مدح مَن كل الزين في مدحه، وكل الشين في ذمه، ولن يُقدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البر في غير مركب.
قال تعالى: " فاصبر إنَّ وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون "[الروم / 60]
وقال تعالى: " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون "
…
[السجدة/24]
زبدة الكلام وخلاصة الختام
بان لنا أنَّ معوقات الإخلاص خمسة ـ عافاك الله منهاـ:
1) الطمع: وعلاجه اليأس مما في أيدي الناس، وتعلق القلب بالله والرغبة فيما عنده.
(1) أخرجه الترمذي (3268) في أبواب فضائل القرآن، باب سورة الحجرات، وقال: حسن غريب، والإمام احمد في مسنده (3/ 488) وصححه الألاني في صحيح الترمذي (2605).
2) حب المدح: وعلاجه علمك أنَّ الممدوح حقًا من رضي الله عنه وأحبه، وإنْ ذمَّه الناس.
قال بعض السلف: مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أحزن على ذمهم، فحامدهم مفرط، وذامهم مفرط.
وقال آخر: لن يكون العبد من المتقين حتى يستوي عنده المادح والذام.
3) الرياء: وطريقة نفي الرياء أن يعلم أنَّ الخلق لا ينفعونه ولا يضرونه حقيقة، فلا يتشاغل بمراعاتهم، فيتعب نفسه، ويضر دينه، ويحبط عمله كله، ويرتكب سخط الله تعالى، ويفوت رضاه، واعلم أنَّ قلب من ترائيه بيد من تعصيه.
4) العجب: وطريقة نفي الإعجاب أن يعلم أنَّ العمل فضل من الله تعالى عليه، وأنه معه عارية، فإنَّ لله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فينبغي ألا يعجب بشيء لم يخترعه، وليس ملكاً له، ولا هو على يقين من دوامه.
5) احتقار الآخرين واستصغارهم وازدرائهم: وطريقة نفي الاحتقار التأدب بما أدبنا الله تعالى به. قال تعالى: " فلا تزكوا أنفسكم "[النجم/ 32]. وقال تعالى: " إنَّ أكرمكم عند الله اتقاكم"[الحجرات/13]، فربما كان هذا الذي يراه دونه أتقى لله تعالى، وأطهر قلباً، وأخلص نية، وأزكى عملاً، ثم إنه لا يعمل ماذا يختم له به.