الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضًا: لا يدرك العلم إلا بالصبر على الذل.
وقال رحمه الله: لا يصلح طلب العلم لمفلس.
فقيل: ولا الغني المكفي!! فقال: ولا الغني المكفي.
قال إبراهيم الآجري: من طلب العلم بالفاقة ورث الفهم.
قال ابن جماعة: من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم الملال أكل اليسير من الحلال ن ذلك أنَّ كثرة الأكل جالبة لكثرة الشرب وكثرته جالبة للنوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس وكسل الجسم، هذا مع ما فيه من الكراهية الشرعية والتعرض لخطر الأسقام البدنية "
ثم قال: " ومن رام الفلاح في العلم وتحصيل البغية منه مع كثرة الأكل والشرب والنوم فقد رام مستحيلاً في العادة "(1)
ثالثًا: التواضع للعلم والعلماء
.
قالوا: العلم حرب للمتعالي، كالسيل حرب للمكان العالي.
فينبغي لطالب العلم أن ينقاد لمعلمه، ويشاوره في أموره، كما ينقاد المريض لطبيب حاذق ناصح.
(1) المرجع السابق ص 73 - 74
قال الشافعي رحمه الله:
أهين لهم نفسي فهم يكرمونها
…
ولن تكرم النفس التي لا تهينها
وينبغي أن ينظر معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على أكثر طبقته، فهو أقرب إلى انتفاعه به ورسوخ ما سمعه منه في ذهنه.
وقد كان بعض السلف إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال: اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه مني.
قال الشافعي: كنت أصفح الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحًا رفيقًا هيبة له لئلا يسمع وقعها.
وقال أحمد بن حنبل لخلف الأحمر: لا أقعد إلا بين يديك أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.
وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له.
وفي وصية جامعة للإمام علي رضي الله عنه قال: من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرنَّ عنده بيدك، ولا تعمدنَّ بعينك غيره، ولا تقولن: قال فلان خلاف قوله، ولا تغتابن عنده أحدًا، ولا تسار في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تشبع من طول صحبته، فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليها منها شيء.