الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصَفْوتِيَ المُصفَّى والمُوفِّى
…
حقوقَ مودَّتي في كلِّ نادِ
منها:
وهل يصْفُو الزمانُ وقد بَراه
…
إلهي غادراً من قبلِ عادِ
إذا ما فَارقتْ منه سهامٌ
…
فلا تُخْطِي قواتلُها فؤادِي
فَبي من صَرْفه ما لو تراءَى
…
لأوْدَى بالبَرايا والبوادِي
ألا قُل لي فَدَيِتُك هل أرى لي
…
مُعِيناً في البلوغ إلى المُرادِ
رحِيبَ الصدرِ ذا صدقٍ ودينٍ
…
لأجعلَه ادِّخارِي واعْتمادِي
وقوله من قصيدة:
جاءت اليك وقد أرتك قصورها
…
عذراء شادت بالثناء قصورها
حسناءُ صاغ لها المَديحُ قلائداً
…
حلَّت بها بين الحسانِ نحُورَها
باهتْ بفخْرك كلَّ مُمتدَحٍ وما
…
تاهتْ وصَانتْ عن سواك نظيرَها
واستَمْطَتِ الجوزاءَ قدْراً حيث إن
…
كنتَ المآلَ لها وكنتَ سميرَها
يا ايها الصرر الذي اقتعد العلى
…
بمكارم اضحن الكمال سميرها
منها:
ورجعتَ منصوراً وعُدتَ بنعمةٍ
…
قد نلْتَ من رب الورى مَوْفورَها
وحَظِيتَ بالأجرِ الجزيل وهذه
…
نِعَم فكُن بالمَكْرُمات شَكُورَها
ويعجبني قوله في التخلص من قصيدة قالها في الأمير محمد بن سيفا:
ولقد شكوتُ له الهوى ليرِقَّ لي
…
فنأَى عن المُضْنَى بقلبٍ جَلْمَدِ
وأبَى سوى رِقِّي فقلتُ له اتَّئِدْ
…
إني رفيقٌ للأمير محمدِ
وله في الفتح بن النحاس، وكان يهواه:
مُهْلِكَ العشاق مَهْلاً
…
فيك لي منك انْتقامُ
بشُعَيْرَاتٍ كمِسْكٍ
…
هي للحسن خِتامُ
وله فيه، من أبيات:
بيني وبينك مدةٌ فإذا انقضَتْ
…
كنتَ الجديرَ بأن تُعزَّى في الوَرى
منها:
رِفْقاً بقلبٍ أنت فيه ساكنٌ
…
إن الحياةَ إذا قَضى لا تُشْتَرى
فارْدُدْ على طَرفي السُّهادَ لعله
…
يلْقَى خيالاً منك في سِنةِ الكَرَى
واسْألْ عيوناً لا تمَلُّ من البكا
…
عن حالتِي يُنبِيك دمعي ما جرَى
وله فيه، وقد عشق مليحاً اسمه موسى، فتجنى عليه:
كلُّ فِرْعونَ له موسى وذا
…
في الهوى مُوساكَ يُولِيك النَّكَدْ
فكما أكْمدتَ من يَهْواك بالصَّ
…
دِّ مُتْ صَدَّاً وذَقْ طعمَ الكمَدْ
أحمد بن محمد المعروف بابن المنلا
شارح مغنى اللبيب عالم الشهباء ومصنفها، ومقرط العلياء ومشنفها.
بتآليف وشح بيراعة براعتها صدور المهارق، وأتى فيها من معجزات البلاغة بالخوارق.
حاز بها في تلك الحلبة غاية الظهور، وفاز بقصب السبق فيما بين ذلك الجمهور.
وله عقود كلام لو تجسم لفظها لما رصعت إلا على التيجان، وتنزهت عن أن ترى أفرادها مواضع اللؤلؤ والمرجان.
تشتمل من رود القوافي، وخود الغزليات الصوافي.
على غرر كقطع الرياض غب القطر، وفقر أحسن من الغنى بعد الفقر.
فما يتبين في معاني بلاغته انحلال معاقد، ولا تلين قناة براعته لغمز ناقد.
فمن كلامه الدائر بين الرواة، المرتصف دراً أصدافه الأفواه.
هذه اقطعة من موشح أطلعها منيرة، وبعث بها الأشجان لنار الوجد المثيرة.
وقد عارض به موشح ابن سهل الذي يقول في مطلعه:
هل درَى ظبيُ الحِمَى أن قد حَمى
…
قلبَ صَبٍّ حلَّه عن مَكْنَسِ
وهو من الموشح الموزون، الذي يتسلى به قلب المحزون:
رُبَّ رِيمٍ رام قلبي فرمَى
…
فيه سهماً جاء عن غير قِسِي
من رى ظَبْياً أرانا أسْهُما
…
من لحاظٍ كعيونِ النَّرجِسِ
يا نديمِي قُم صَفا وقتُ الهنا
…
فامْلَ لي الكأسَ وعجِّل بالطِّلَا
وأدِرْها خمرةً تُولِي المُنَى
…
فزَمان الأُنْسِ بالبشرِ حُلَا
والحَيَا قد ألْبَس الروضَ الثَّنَا
…
وعلى الدَّوْحِ من الزَّهْرِ حُلَا
وحكتْ بالأنْجُم الأرضَ السما
…
إذ غدَت بالزُّهْرِ منها تكْتَسِى
وحَبا الأغصانَ طَرْزاً مُعْلَما
…
حين ماماسَ بأبْهَى مَلبَسِ
دور
ما ترى يا صاحِ أغصانَ الرُّبى
…
مائِلات القَدِّ من خمر السحابْ
رنَّحتْها سُحْرةً أيْدِي الصَّبا
…
فصَبا القلبُ إليها باكْتئابْ
ومن الزَّهْر لها أغْلى قِبَا
…
ومن الدَّوْح لها عالِي القِبابْ
نَقَّطتْها السُّحبُ دُرّاً مثلما
…
كستِ الروضَ بثوْبٍ سُنْدُسِي
وشذا عَرْف نسيمٍ هَيْنَما
…
وكذا يفعُل ذاكي النَّفَسِ
دور
ما لِلاحٍ مُذْ لحَى طاب الهوى
…
في حبيبٍ وجهُه يحْكِي القمَرْ
لَذَّ لِي في حبِّه مُرُّ النوى
…
وارْتكابُ الهَوْلِ يوماً إن خطَرْ
ما على مَن نجمُه فيه هوَى
…
حبن ما صَدَّ دَلالا ونفَرْ
أحوريُّ اللحْظِ معسولُ اللَّمَى
…
فاحِمُ الشعرِ شهيُّ اللَّعَسِ
ثَغْرُه ابدى لنا برقَ الحمى
…
وأثِيثُ الشعرِ ثوبَ الغَلَسِ
دور
يالَه بدراً حَمى عنِّي الكرَى
…
قدُّه والطَّرْفُ عَضْبٌ وأسَلْ
في دُجَى شعرٍ له بدرٌ سرَى
…
وبشمسِ الوجه ليلٌ قد نَزَلْ
خَنِثٌ في جَفْنِه أُسْدُ الشَّرَى
…
وعلى أعْطافِه لِينٌ ودَلّ
ساحرُ المُقْلةِ معشوقُ الدُّمَى
…
قمرُ الأُفْق وظَبْيُ المَكْنَسِ
ذُو لِحاظٍ كم أراقتْ من دِماً
…
وهي تُفْدَى بالجَوارِي الكُنَّسِ
ومن بدائعه قوله:
نازَع الخدَّ عِذارٌ دائرٌ
…
فوق خالٍ مِسْكُه ثَمَّ عبِقْ
قائلاً للْخال هذا خادمِي
…
ودليل أنه لَوْنِي سرَقْ
فانْتَضى الطرفُ له سيفَ القضا
…
ثم نادَى كما الذي أبْدَى القلقِ
أيها النُّعمانُ في مذهبِكم
…
حجةُ الخارجِ بالمِلك أحَقْ
وقوله:
وأسمرٍ من بني الأتْراكِ ذي غَنَجٍ
…
يهُزُّ قدّاً كغُصن الْبان في هَيَفِ
كأنه حين يعْلُو سُورَ قلعتِه
…
وينْثنى شَرفاً منه على الشَّرَفِ
غصنُ الصِّبا مزهِراًقد رنَّحتْه صَبا
…
عليه بدرٌ بدا من دَارَةِ الشَّرَف
ومن تضامينه العجيبة، قوله في شخص عابه بانحسار شعر رأسه:
يَعِيبني أن شعرَ الرأسِ مُنْحسِرٌ
…
منه فتىً قد عَرَى من حُلَّة الأدبِ
وليس ذلك إلا من ضِراِم هوىً
…
سرَى إلى الرأس منه ساطِعُ اللهبِ
أقْصِر فدَيْتُك ذا داءٌ بمَبْعَرِه
…
والعيبُ في الرأسِ دون العيبِ في الذَّنَبِ
وله في شريف يعرف بالمشهدي يدعي الشعر:
المَشْهَدِيُّ لِسانُه
…
قد فّلَّ كلَّ مُهَنَّدِ
إن رام إنْشادَ القَرِي
…
ضِ فقُل له يا سيدِي
يشير إلى قول القائل في ابن الشجري العلوي:
يا سيِّدي والذي يُعِيذك من
…
نظْم القريضِ يصْدَا به الفكرُ
ما فيك من جَدِّك النبيِّ سوى
…
أنك لا ينْبغي لك الشعرُ
وفي كتاب الكناية والتعريض للثعالبي: يقولون في فلان فضيلتان من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: إحداهما أنه أمي، والثانية أنه لا يقول الشعر، وهاتان الخصلتان من فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليستا من غيره بفضيلة.
وإذا كان الرجل متشاعراً غير شاعر، قالوا: فلانٌ نبيٌ في الشعر. يعهني أنه لا ينبغي له ذلك، وعلى هذا بنى مخلد الموصلي قوله:
يا نَِبَّي الله في الش
…
عرِ وعيسى بنَ مريَمْ
أنتَ من أشْعرِ خلْ
…
قِ الله مالمْ تتكلَّمْ
وله:
قالوا حبيبُك أمسى لا تكلِّمه
…
ولا تميلُ لرُؤْيا وجهِه النَّضِرِ
فقلتُ أمرٌ دعاني نحو جَفْوتِه
…
والحبُّ للقلبِ لا للِّفظِ والنَّظَرِ
وله: