المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ولده عبد الغني - نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة - جـ ١

[المحبي]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الباب الأولفي ذكر محاسن شعراء دمشق

- ‌الشام ونواحيها لا زالت طيبة العرار والبشام

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌دَوْر

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌دَوْر

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌دَوْر

- ‌‌‌‌‌‌‌دَوْر

- ‌‌‌‌‌دَوْر

- ‌‌‌دَوْر

- ‌دَوْر

- ‌دَوْر

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌بسم الله الرحمن الرحيمبقية الباب الأول

- ‌في محاسن شعراء دمشق ونواحيهافصل ذكرت فيه مشاهير البيوت

- ‌السيد محمد بن السيد كمال الدين

- ‌أخوه السيد حسين

- ‌السيد عبد الرحمن

- ‌السيد عبد الكريم

- ‌السيد إبراهيم

- ‌شهاب الدين بن عبد الرحمن

- ‌أخوه إبراهيم

- ‌فضل الله بن شهاب الدين

- ‌ علي بن إبراهيم

- ‌ حفيده إسماعيل

- ‌ولده عبد الغني

- ‌أحمد بن ولي الدين

- ‌ولده عبد الوهاب

- ‌عمر بن محمد

- ‌حفيده محمد بن علي

- ‌حسين بن محمد

- ‌القاضي محب الدين

- ‌عبد اللطيف

- ‌ أخوه محب الله

- ‌محمد بن عبد اللطيف الشهير بالخلوتي

- ‌ السيد أبو الأمداد فضل الله بن محب الله

- ‌فصل

- ‌محمد بن عمر الصوفي

- ‌على بن جار الله

- ‌حافظ الدين العجمي

- ‌مرعيّ بن يوسف الكرميّ

- ‌‌‌فصل في معاتبةٍ

- ‌فصل في معاتبةٍ

- ‌فصل في الحثّ على المواعيد

- ‌فصل في شكوى حال غريب

- ‌فصل في مخاطبة محدّث

- ‌فصل في مخاطبة منطقيّ

- ‌فصل في مخاطبة نحويّ

- ‌خير الدين بن أحمد الحنفي

- ‌نجم الدين بن خير الدين

- ‌أحمد الخالدي الصفدي

- ‌حسن الدّرزيّ العيلبونيّ

- ‌محمد بن محي الدين المعروف بالحادي الصّيداويّ

- ‌حسين بن عبد الصمد الحارثيّ

- ‌ولده بهاء الدين

- ‌حسن بن زين الدين الشهيد

- ‌سبطه زين الدين بن محمد

- ‌السيد نور الدين بن أبي الحسن الحسيني

- ‌ولده السيد جمال الدين

- ‌أخوه السيد علي

- ‌نجيب الدين بن محمد بن مكي

- ‌محمد بن حسن بن عليبن محمد، المعروف بالحر

- ‌محمد بن علي بن محمود الحشريّ

- ‌حسين بن شههاب الدينبن حسين بن محمد بن يحيى ابن جاندار البقاعي الكركي

- ‌عبد اللطيف البهائي البعلي

- ‌حسن بن درويش الكاتب الطرابلسي

- ‌عبد الجليل بن محمد الطرابلسي

- ‌رجب بن حجازي المعروف بالحريري الحمصي

- ‌فصل في وصف عمامة

- ‌المعروف بابن الأعوج

- ‌الباب الثاني في نوادر الأدباءبحلب الشهباء

- ‌مصطفى بن عثمان البابي

- ‌السيد موسى الرَّامحمدانيّ

- ‌أبو مفلح محمد بن فتح الله البيلوني

- ‌السيد محمد بن عمر العرضي

- ‌فتح الله بن النحاس

- ‌السيد أحمد بن محمد المعروف بابن النقيب

- ‌ولده السيد باكير

- ‌ السيد عبد القادر بن قضيب البان

- ‌ولده السيد محمد حجازي

- ‌السيد عبد الله بن محمد حجازي

- ‌ السيد يحيى الصادقي

- ‌السيد عطاء الله الصادقيّ

- ‌السيد محمد التقوى

- ‌السيد أسعد بن البتروني

- ‌السيد حسين النبهاني

- ‌القاضي ناصر الدين الحلفاوي

- ‌محمد بن تاج الدين الكوراني

- ‌ولده أبو السعود

- ‌محمد بن أحمد الشيباني

- ‌حسين بن مهنا

- ‌محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن الشاه بندر

- ‌صالح بن قمر

- ‌صالح بن نصر الله المعروف بابن سلوم

- ‌مصطفى الزيباري

- ‌مصطفى بن محمد بن نجم الدين الحلفاوي

- ‌محمد بن محمد البخشي

- ‌إبراهيم بن أبي اليمن البتروني

- ‌أحمد بن محمد المعروف بابن المنلا

- ‌محمد بن حسن الكواكبي

- ‌الباب الثالثفي نوابغ بلغاء الروم

- ‌الباب الرابعفي ظرائف ظرفاء العراق

- ‌والبحرين والعجم

- ‌شعراء البحرين

- ‌فصل جعلته للمعرباتقديماً وحديثاً

- ‌الباب الخامسفي لطائف لطفاء اليمن

- ‌ذكر بني القاسم الأئمة

- ‌ذكر آل الإمام شمس الدينبن شرف الدين بن شمس الدين

- ‌فائدة

الفصل: ‌ولده عبد الغني

وبقِيتَ في يومٍ أغَرَّ مُبشِّرٍ

بسعادةٍ غَرَّاءَ تطلعُ في غدِ

لتُقيمَ كلَّ مُؤَوَّدٍ وتُنِيم كُلَّ

مُسَهَّدٍ وتضمَّ كلَّ مُبَدَّدِ

بيت النابلسي هذا البيت لي فيه نسب، مدلٍ ورب البيت بنشب.

وجدي من قبل الأمهات كبيره إسماعيل ذلك الإمام، والفائق في الإضاءة على البدر التمام.

شيخ التوفيق، وأحق من يدعى بالبر الشفيق.

أحله الله دار القرار، وبوأه منازل الأبرار.

؟؟؟؟‌

‌ حفيده إسماعيل

سميه وليه، سقاه من الرضا وسميه ووليه.

غرة وجه الدهر، والقمر نصف الشهر.

جرى ففات، واستغرق الصفات.

وأربى على الأكفاء وبرز، وأعلم حلة الفضل وطرز.

فقصر في حلب اليراعة مجاريه، واستشعر فوت الطلب مباريه.

وحاشيته على الدر أقر لها ابن عزمي بانحلال عزمه، واعترف الواني بأنه وانٍ عن لحاقها لعدم حزمه.

فإذا أعمل لسانه وفمه، وأخذ دواته وقلمه.

تجارى يراعه وطبعه، وحدث عن البحر العباب نبعه.

فأبدى خاطره الشمس من الطروس، وأطلع فكره النقا ونفائس الذخائر في سوق العروس.

وتحائفه في الأدب جواهر أصداف، وزواهر أسداف.

أوردت منها دراً يلفظه البحر، فيزين به من المعلومات الغر والصدر والنحر.

فمن ذلك قوله، وكتبه في صدر رسالة لبعض أحبابه:

إن طلبتُمْ أُبْدِي لكم شرحَ حالِي

فهو أمرٌ يَكلُّ عنه مَقالي

لا تقولوا مُسافرٌ بل مقيمٌ

كلُّ يومٍ سرورُه في كمالِ

ثم ما قد أصابنَا من رفيقٍ

وعزيزٍ ومنْبعِ الأفْضالِ

فهْو أمرٌ عجزتُ إذ رُمْتُ أُحْصِى

منه حالاًفكيف بالأحْوالِ

غير أني قصدتُ من رَقْم هذا

فهْمَكم حالنا على الإجْمالِ

وكتب أيضاً إلى بعض إخوانه:

إذا قيل أيُّ إمامٍ هُمام

بليغٍ لقد فاق للْفاضِلِ

غزيرِ النَّوال عزيزِ المثالِ

شريفِ الخصال وذِي النائلِ

وحَبْرِ الأنامِ وبحرِ الكرامِ

لخيرٍ يُرام بلا سائلِ

كريمِ الأُصول ومُحْيِي القَبُولِ

وفضلاً يصولُ على الجاهلِ

أشار إليك جميعُ الأنامِ

إشارةَ غَرْقَى إلى الساحلِ

أصله ما قاله في كتاب العقد، لابن عبد ربه: أنه وقف بعض الشعراء على عبد الله بن طاهر، فانشده:

إذا قيلَ أيُّ فتىً تعلمون

أهَشَّ إلى الباسِ والنائِلِ

وأضربَ للْهامِ يومَ الوغَى

وأطْعمَ في الزمنِ المَاحلِ

أشار إليك جميعُ الأنامِ

إشارة غَرْقَى إلى الساحلِ

ومن شعره قوله:

لَوَى وجهَه عنِّي على زَعْمِ أنني

أُداهنُه من أجْلِ أمرٍ أُحاوِلُهْ

فقلتُ له خفِّضْ عليه فإنني

تكلَّفْتُ هذا الأمرَ ممَّن أُخالِلُهْ

وقوله:

ولو لم يكنْ علْمِي بأنك فاعلُ

من الخيرِ أضعافَ الذي أنا قائلُ

لما بسطت كفي إليك وسيلةً

ولا وصلت مني إليك الرسائل

وله هذه الرباعية:

قد أقسم لي لمَّا اعْترانِي الوَلَهُ

أن يعطِف لي لكنَّه أوَّلَهُ

لا يسمحُ بالوِصال إلا غلَطاً

في النادرِ والنادرُ لا حكمَ لَهُ

‌ولده عبد الغني

الورد الروي، والنهج السوي.

خلقه الله للفضل أهلاً، وأشرق به العدى طفلاً وكهلاً.

فترشح للعلى، وتوشح بتلك الحلا.

وما انفصل عن طله الوبل، وكما تعرفه البراعة من بعد تعرفه من قبل.

بحر علم لا يدرك غوره، وفلك فضل على قطب الرجاء دوره.

ولم يقنع بالمجاز عن الحقيقة، حتى تبوأ البحبوحة من تلك الحديقة.

ولديه من المعلومات ما يشق على القلم حشره، ويتعسر على الكلم نشره.

وتآليفه تكاثر السحب المواطر، حشوها فوائد عقلة الأفكار وقيد الخواطر.

وله أشعار أغلبها في الزهد، إلا أنهافي الحلاوة بمثابة الشهد.

وهو ممن نحوت إلى كعبته، ورميت نشاب البراعة من جعبته.

ومضى لي في صحبته حين، لم أنشف به إلا شمامات ورياحين.

ص: 188

أسارع إليه مسارعة موفٍ لا مقرض، وأتعرض إلى خدمته تعرض مقبل لا معرض.

فأستجلى أحاسن المحاسن، وتنقاد لي بدائعه ذلل المراسن.

وقد انقبض حيناً عن الناس، وعد الوحشة من الإيناس.

وانعكف على دواوينه، وكلف بالعلم وأفانينه.

ثم نبه جفنه بعض انتباهة، فطار في أفق الشام بين نزاهة ونباهة.

وسافر ذكره للركبان زادا، كما أقام فضله للوارد عتادا.

وقد ورد القاهرة وأنابها أماطل الشوق وهو غريم، وأطلب فيض الدمع وهو كريم.

فتألفت معه في مجلس الأستاذ زين العابدين لا زالت مطارح أعماله سعيدة، ومطامح آماله قريبة والأكدار عنها بعيدة.

كما تألف الأرى مع القند، ونيطت الكف إلى الزند.

ورويت غلل الشوق من تلك الراح، بما لم يكن في قدره الماء القراح.

وكتبت إليه لما دخل القاهرة:

أهلاً بمولىً للثناءِ أهلُ

يَفْدِيه منى القومُ والأهلُ

من جَلَّ عن مَثَلٍ ومَن مِثْلُه

هيهات أن يُلْفَى له مِثْلُ

فضلُ البرايا فيه مُسْتجْمِعٌ

فكلُّه إن تختبرْ فضلُ

إن ذكرتْ آياتِه فتيةٌ

راح فَمُ الدهرِ لها يتْلُو

كم طال شوقي وغرامي له

والدهرُ من عاداته المَطْلُ

حتى قضى اللهُ لنا باللِّقا

فتمَّ لي من قُرْبِه السُّؤْلُ

وكان لي في فضلِ عِرْفانِه

عن كل شغلٍ في الورى شُغْلُ

مولاي الذي سار في بروج الفضل مسير الشمس، وقامت فضائله في جسم العالم مقام الحواس الخمس.

لازال في السكون والحركة، موافق اليمن والبركة.

يفرح به كل فطر ينازله، كأنه البدر والدنيا منازله.

ومن شايعه مسعودٌ يومه وغده، وله من العيش أهناه وأرغده.

كتبت هذه الخدمة ولي قلبٌ على شوقك يتقلب، وكما عهدته انقلب إلى غيرك ولو يكون له ألف لولب.

كيف وأنا شعبةٌ من دوحتك، وغصنٌ من سرحتك.

بل نبتٌ سقته أياديك، وزهرٌ تفتح بما أفاضته غواديك.

وكنت قبل أن يسود الدهر منشود عذارى، ويكلفني وقد رأى كلالي إلى بسط أعذاري.

ومشرب العيش لم يخش غصة لومٍ يشرق بها من مسمع الصب ناهله، ومورد الأنس قد صفا عذبه ولكن تكدر من خوف الوشاة مناهله.

وشرف الشام بك شرف الجثمان بالروح، وانتعاشها بأنفاسك انتعاش الغصن بالنسيم المروح.

أستغنى بطرفك عن الثلاث المذهبات، وأستكفى بتحائفك التي علقتها بأذن سمعي عن السبع المذهبات.

إلى ما تناولته من دقائق حقائق، يحمر لها خجلاً في روض مذهب النعمان الشقائق.

وقد ربطت بك جملتي فما أعد سواك وكيف لا، وإني ما أتيت إلا فريضة وآتى جميع الناس إلا تنفلا.

ونظمت من مدحك في جيد الدهر قلائد، يقول البحر من أين أخذ مثل هذه الفوائد.

وكنت أتمنى أساهمك العمر وأشاطرك، على شرط ألا أتصور ما ينفر خاطرك.

فأبى الدهر إلا تشتيتي عنك في البلاد، ولولا هنيئة لقائك لقلت جرعني صاب الفرقة من ساعة الميلاد.

لكني أحمد الله تعالى على أن تداركني مدة غيبتك، بحضور معنىً من شخصك يسليني في الجملة عن رؤيتك.

ثم أردف ذلك ولو بعد تراخٍ في المدة، باجتماع كان النعمة الغير المترقبة والفرج بعد الشدة.

حيث يحمد المغدى والمراح، ولو اقترح على الزمان مطلبٌ كان هو الاقتراح.

فأمتعني الله فيه بمقدمك، وأسعدني بأغلى موطئ قدمك.

فسقيا لوقتٍ جمع بيننا، ورعيا لدهرٍ أزاح بيننا.

ولله بلدٌ موطن منى، وطلاعة أقمار سنا.

ومترنح نعيمٍ وحظٍ، ومتمتع قلب ولحظ.

وأحسبها الآن نافست بفضل الكمال، وكمال الفضل، وستصدر بالأماني والآمال، موفاة بالثناء الجزل، والقول الفصل.

ولها عندي على هذا الجميل ثناء الروض على الغمام، والزهر على الأكمام، والساري على القمر التمام.

ولئِن نَسِيتُ جميلَ مصرٍ بعدها

طولَ الزمان فلا بلغتُ الشَّامَا

ثم فارق مصر موفر الآمال، ودخل الحجاز مختوماً له بصالح الأعمال.

فالله سبحانه وتعالى يقرن التوفيق بسكونه وحركته، وينهضنا إلى ما عرفناه من يمنه وبركته.

وقد اخترت من شعره الرائع التطريز، ونثره الخالص الإبريز.

ما يروق كما راقت ناجمة الحباب، ويشوق كما تشوق أحاديث الأحباب.

فمن قوله في الغزل:

ص: 189

دَبَّ العِذارُ بخَدِّه فتضرَّجا

رَشاٌ أبان على الشقِيق بَنَفْسجَا

وأمالَه سكرُ الدلالِ فعرْبَدتْ

لَحظاتُه هيْهات ما أحدٌ نَجَا

رَخْصُ البنانِ أغَنُّ أوْطفُ أحْورٌ

كالبدر أبْهى من رأيتُ وأبْهجَا

لم يكْفِه دَعَجُ العيون مَلاحةً

حتى تشَرْبَشَ بالبَها وتتوَّجَا

وتفضَّضتْ وجَناتُه وتذهَّبتْ

والحسنُ دَمَّج سالِفيْه ودبَّجَا

يختالُ كالغصنِ الرَّطِيب بمَعطِفٍ

لَدْنٍ أرانا السَّمْهَرِيّ مُعوَّجاَ

ويظَلُّ يكسِر مُقْلتيْه تدلُّلاً

أين النجاةُ لعاشقٍ أين النَّجَا

ومُعَرْبدِ اللَّحظاتِ حُسْنَه

فتقيَّدتْ بشُهوده مُقَلُ الرَّجَا

صَلْتُ الجبين بَدَا كبدرٍ زاهرٍ

يا صاحبَيّ قِفا هنا وتفرَّجاَ

قد ذاب قلبي في هواه صَبابةً

وبحُسْنه لكَمِينِ شوقى هَيَّجَا

وفنَى اصْطبارِي في الهوى وتجلُّدِى

والدمُع أمْطر في الجفون وأثْلَجَا

يا أيها القمرُ الذي القمرُ الذي

من صُدْغِه مَن صُدغُه ليلٌ سجَا

حتَّى مَ يلْحاني عليك سَفاهةً

مَن ليس يَدرِى ما الهوى وَتبَهْرجَا

جُدْ الوِصال فإنَّ لي بك مَدْخَلاً

لم يُبْقِ لي عن حُسْنِ وجهك مَخْرَجَا

مَن لي بمن فضَح البدورَ مَلاحةً

وبطَرْفِه فتن الغزالَ الأدْعَجَا

فاضتْ مياهُ الحسْن في أعطافِه

والجسمُ أزْبَد فوق رِدْفٍ مَوَّجَا

وقوله:

يا قَدَّه ما أرْشقَكْ

يا خَدَّه ما أشْرقَكْ

وأنتَ يا ناظرهَ

جلَّ الذي قد خلقَكْ

تُرسل نحوي أسْهُماً

هل كان قلبي دَرَقكْ

يا أيها العاذلُ في

هواه ماذا أطْرَقكْ

أفْحَشْتَ في لَوْمِك لي

أكْثرتَ فينا حَنَقَكْ

تحُوم حول حُسْنِه

ما تخْتشِى أن يحرقَكْ

بالّله قِفْ يا أمَليِ

إنَّ فؤادي علِقَكْ

ومِلْ أيا مَعطِفَه

سبحان من قد مَشَقَكْ

لكَم أُنادِي الدمعَ يا

دمعِي أقفْ مُغْرَوْرَقَكْ

وأُنْذِرُ القلبَ الهوى

يا قلبُ هذا سرقَكْ

صَبْرِي قضَى وما قضَى

منك المُنَى مَن عشِقَكْ

دعْ عنك ذا الهجرَ وجُدْ

بحقِّ مَن قد خلقَكْ

وقوله:

يا قمراً يُزْرِى بشمس الفلَكْ

كلُّ جمالٍ وبَهاء فلَكْ

ملكْتَ قلبي فترفَّقْ به

ما أنت في حسنِك إلا مَلَكْ

الّلهَ اللهَ بنا يا رَشَا

فإن قلبي في الهوى قد سلَكْ

أرسلْتَ لي طَيْفَك تحت الدُّجَى

يا طَيْفُ حيَّي الّلهُ مَن أرْسلَكْ

مَولايَ ما ذنْبي إليك اتَّئِدْ

في قْتلتي مِقْدار أن أسألَكْ

إن كنت لي أضمرتَ غَدْراً بلا

ذنبٍ وحقِّ الله ما حلَّ لَكُ

أعطِفْ علينا وترفَّقْ بنا

وافعلْ جميلاً بالذي جَّمَلكْ

قد ذُبْتَ يا قلبي عليه جَوًى

وَيْحك يا قلبُ أما قلتُ لَكْ

وأنت يا ناظر عَيْني اتَّئِدْ

إيَّاك أن تهْلِك فيمَن هلَكْ

ومن نتفه قوله:

وروضٍ بَدا فيه الشقيقُ مقَهْقِهاً

يُشاكلُه خدُّ الحبيب المُورَّدُ

فقل له المعشوقُ يوما وقد سرَتْ

عليه الصَّبا حتَّى غدا يتَبَغْدَدُ

سرقْتَ خُدودِي ثم زَوَّرْتَ شامَتِي

وما ذاك إلا أن قَلْبَك أسْوَدُ

وقوله في بركة ماء:

وبركةٍ تذْهَل العقولُ بها

تَحارُ في بعض وصْفِها الفِكَرُ

ص: 190

كأنها مُقْلةٌ مُحدِّقةٌ

عَبْرَي من الوجد نالَها السهرُ

تبكي وما فارقتْ لها وطناً

يوماً ولا فات أهْلَها وطَرُ

يا حُسْن أُنْبُوبها لِصحّنِه

والماءُ يعلو به وينُحدرُ

كصَوْلَجانٍ من فضةٍ سُبِكتْ

فواقعُ الماء تحتها أُكَرُ

والبيتان الأخيران مضمنان.

ووقع لابن ظافر، أنه دخل في أصحاب له يعودون صاحباً لهم، وبين يديه بركةٌ رق ماؤها، وصحت سماؤها.

وقد رص تحت دساتير نارنج فضح الحضار، وملأ بالمحاسن عيون النظار، فكأنما رفعت صوالج فضة على كراتٍ من النضار.

فأشار الحاضرون إلى وصفها، فقال:

أبْدعْتَ يا ابنَ هلال في فَسْقِيَّةٍ

جاءتْ محاسنُها بما لم يُعْهَدِ

عجباً لأمْواهِ الدَّساتيِر التي

فاضتْ على نارَنْجَها المتوقِّدِ

فكأنَّهنَّ صوالجٌ من فضةٍ

رُفعتْ لضَرْبِ كراةِ خالصِ عَسْجَدِ

وله:

كتب الجمالُ بطِرْسِ وَجْنتِه لنا

سطراً به مُحِيَ الجمالُ المشرِقُ

فكأنما ذا أمْرُ سلطانِ البَهَا

وَافَى لَمن يهْوَى ومن هو يعشقُ

تَقْرَا العيونُ على القلوبِ رسُومَه

ياقومَنا خرَج الوِطاقُ تفرَّقُوا

وله:

وصديقةٍ وافَيْتُها مُتنزِّها

ورءُوس نَرْجِسِها طوارِقُ حُرَّكُ

والأقْحُوانُ يظلُّ يركع بالصبَّا

فكأنما هو عابدٌ متنسِّكُ

فجلستُ بينهما كأني سُخْرةٌ

هذاك يْغمِز وذا هذا يضحكُ

ومن مقطعاته قوله:

خاطبتُ مَعْسول الرُّضابِ وقلت هل

من رَشْفةٍ تشفِى الحشَا بشفائِها

فأجابَنِي والثغرُ منه باسمٌ

ما كلُّ بارِقَةٍ تجودُ بمائِها

ومن رباعياته قوله:

خُذْ حِذْرَك من عيونه يا قلبُ

لَمَّا يَرْنُو فإن هذا حَرْبُ

والعشقُ على النفوسِ سهلٌ صعبُ

لا يعرف كيف الحالُ إلا الرَّبُّ

وله:

لا تحسَبُوا شامةً في خدِّه طُبِعتْ

هاتيك حَبَّةُ قلبٍ زادَه حُبَّاً

فدَبَّ ينْقُلها نملُ العذارِ له

والنملُ من شأنِه أن ينْقُل الحَبَّا

أخذه من قول بعضهم:

عوارضُه تسْبى العقولَ بحُسْنِها

وتنقُل حبَّاتِ القلوب نمِالُها

وأنشدني السيد سليمان الحموي، من لفظه لنفسه في هذا المعنى، وقد أحسن:

وأَغْيَدٍ أفْرط في تِيهِهِ

حتى رأينا منه شيئاً عُجابْ

فأطْلَع اللهُ له عارِضاً

أمْطر خدَّيْه ألِيمَ العذابْ

كأنْملٍ في التشْبيِه لكنه

نملٌ بدا ينُقل حبَّ الشبابْ

وله:

يا قلبُ صَبْراً في هوَى

من لم تَرُعْه صَبْوُتكْ

وأنت يا ناظرَه

إنْ هي إلَّا فِتْنَتُكْ

وله:

وذي خَدٍّ تعلَّق فيه قلبي

فأحرق خدُّه قلبي بنارِ

وخافَ على الجمال يفِرُّ منه

فقيَّده بسِلْسِلة العِذارِ

أحسن منه قول ابن سعيد الغرناطي، في الخال:

كأن خالاً لاح في خدِّه

للعين في سِلْسِلةٍ من عِذَارْ

أُسَيْوِرٌ يخْدِم في جَنَّةٍ

قَيَّده مولاه خوفَ الفِرارْ

ومن قوله: وخاف على الجمال إلخ، تذكرت قول أحمد بن شاهين، في مناقضته:

مذ نبَت العارضُ في خدِّه

بُدِّلت الحمرةُ بالاصْفرارْ

كأنما العارضُ لمَّا بدا

قد صار للحسنِ جَناحاً فطارْ

وبلغه أنه عيب عليه استعمال التكرار في شعره، فقال:

أعِيبَ تَكْرارُ لفظِ نظْمى

والنظمُ من ذاك ما تضّرَّرْ

وأطْربُ النَّغْمِة المَثانِي

وأحسنُ السُّكَّر المُكرَّرْ

وله:

قد أبحْتُ الخدودَ منه ودادِي

فَرَمتْني الخدودُ في نارِ يَاسِي

وبَقِى ذلك العذارُ حَماه اللَّ

هُ حتى انتصفتُ من وَسْواسِي

ص: 191

صدق الناسُ ليس للوردِ وُدٌّ

إنما الوُدُّ كلُّه لْلآسِ

نسبته عدم الود بسبب قلة مكثه، ونسبة الود للآس بسبب دوام لبثه.

وهذا مستعمل في الأشعار كثيراً، كقول ابن زيدون:

لا يكُنْ وُدُّكَ وَرْداً

إنَّ وُدِّي لك آسُ

وله:

شبَّهْتُه بالغُصْنِ بين الرُّبَى

ووجهه بالزَّهْرِ مُنْفضَّا

فأصبح الغصنُ له مُطْرِقاً

والزهرُ من فَرْطِ الحيَا غَضَّا

ولو في زهر البلسان:

وأشجارِ بَلَسانٍ بها لعب الصَّبا

فبهْجَتُها بين الحدائِق مُفْرِطَهْ

كأن بياض الزَّهر فوق غُصونِها

كُفوفُ لُجَيْنٍ بالنُّضارِ مُنقَّطهْ

وله:

لمَّا تكاملَ حسنُه وجمالُه

وزهَى كغصنٍ بالدَّلالِ رشيقِ

نزل العذارُ على الخدود كأنه

طَلُّ الزَّبَرْجَدِ في رياضِ عَقِيقِ

وله:

شكا لي نسِيمُ الروضِ ضَعْفاً أجَبْتُه

وقلبي بأثْقالِ الغرامِ كلِيلُ

أعَلَّك غصنٌ عَلنَّي صَدُّ مثْلِه

إذاً فكِلانَا يا نسيمُ عَلِيلُ

وله مضمنا:

أدار علينا الكأسَ ظَبْيٌ مُهَفْهَفٌ

قطعْنا الدُّجى وَصْلاً به نتنعَّمُ

وغنَّى عن النَّايِ الرّخِيمِ مُشبِّباً

فنحن سكوتٌ والهوى يتكلَّمُ

مثله للشهاب الخفاجي:

لنا مجلسٌ فيه من اللهوِ مُطْربٌ

وآدَابُنا ما بينه تترنَّمُ

ونايٌ يُناجِينا بأسْرارِ ربِّنا

ونحن سكوتٌ والهوى يتكلمُ

وله في أرمد:

يا قومِ لا تحسَبوا في عينِه رمداً

لقَد ألمَّ بنا من قولكمْ ألَمُ

ماذا سوى أنه مذ رام يْقُتلني

رَنَا إلىَّ فأغْضى والسيوفُ دَمُ

مثله للصلاح الصفدي:

أيْقظْتُه من كَراه بعد ما رمَدت

عيْناه لا مَسَّها من بعدها ألَمُ

قد زُرْتُه وسيوفُ الهند مُغْمدةٌ

وقد نظرتُ إليه والسيوفُ دَمُ

وله، في مليح اسمه عثمان، وفي يده شمعة:

بأَبِي مليحٌ لاح يحملُ شمعةٌ

في كفِّه ليلاً فَراقَ لعيْنِي

لمَّا بدا وأضاءَ نورُ جمالِه

قلت انْظروا عثمانَ ذا النُّورَيْنِ

ولابن المعتز في مثله، بيده شمعتان:

وافَى إلىَّ بشْمعتْين ووجهُه

بضِيائِه يزْهُو على القمريْنِ

نادَيْتُه ما الإِسمُ يا كلَّ المُنَى

فأجابَنِي: عثمان ذو النورَيْنِ

وكان السيد عبد الرحمن بن النقيب أطلعه على دعابة لبعض الأندلسيِّين، فعمل على أسلوبها مقامةً وهى هذه:

وأنا الذي أهْدَى أقلَّ بَهارِهِ

حُسْناً لأحسنِ روضةٍ مِئْنافِ

إن أحْلَى ما تمزَج به كؤوسَ المودَّة، وأعْطَر ما تستْنِشقه مَشامُّ الخواطر المستعِدَّة.

خبرٌ له الطَّربُ مُبتدا، وحديث ترويه عن القريحة مُسْنَدا.

وذلك حين اسْتُفزَّت هوامِدُ السرور، وتغنَّى في دَوْحة الأنس كلُّ بُلبل وشُحْرور.

وتنبَّهتْ ذات الجناِح بسُحْرةٍ

في الوادييْن فنبَّهتْ أشواقِي

وأنا الذي أُمْلِي الهوَى من خاطرِي

وهي التي تُمْلِى من الأوراقِ

حتى خرجت أسوق مطايا الأسى، لأبيع كافورة الصبح وأشترى عنبر المسا.

والصبحُ قد أهْدَى لنا كافورَهُ

لمَّا اسْتردَّ الليلُ منَّا العنْبَرَا

قاصداً ادِّراعَ حلل اللهو، إلى حومة الطرب والزهو.

ومتحرشاً بأذيال البكور والأصائل، ومعتبراً بقول القائل:

باكِرْ إلى اللذاتِ واركبْ لها

سوابقَ اللهوِ ذوات المراحْ

من قبل أن ترْشِفَ شمسُ الضُّحَى

ريِقَ الغَوَادي من ثُغور الأقاح

فبينما أنا كذلك وإذا بشقِيق شفِيق، ورفيقٍ هو بي في سائر الأمور رفيق.

فأقبل على إقبال الكرام، وقد لمعت بالبشر صفحات وجهه بعد أن حيا بالسلام.

تشربُه الرَّاح وهو يشربُها

يطربُ من حسنِ وجهِه الطَّربُ

ص: 192

فسألتُه في المُسايرة والمُنادمة وحَثَثْتُه على المسامرة والمكالمة.

فأسفر وجهه عن شموس الفرح، ونال ابتهالا وابتهاجاً بنسمات المسرة والمرح.

وقال: مرحبا بقولك المسوع، ورأيك الذي اتفقت عليه الجموع.

لِدَواعِي الهوى وحكمِ الخلاعَةْ

ألفْ سمعٍ لا للوقارِ وطاعَهْ

فسرنا حتى أتينا منتزها رحب الأكناف، متناسق النعوت والأوصاف.

نسيِمُه يعثر في ذَيْلِه

وزهرُه يضحكُ في كُمِّهِ

فوجدناه ذا ظل ظليل، وماءٍ أعذب من السلسبيل.

أشجاره ثابتة، وأغصانه نابتة.

نَهْرُه مسرعٌ جرى وتمشَّتْ

في رُباهُ الصَّبا قليلاً قليلَا

تصدح حمائمه وتسرح نسائمه، وتنفح كمائمه.

ولي من الوُرْق في أوْراِقها طَرَبٌ

كأنَّهن على العِيدانِ قَيْناتُ

فصعدنا منه إلى قصر مشيد، متزخرف الجوانب بألوان الأطلية وأنواع الشيد.

فيه الغرف الرفيعة ذات التزيين، والمقاصير المصنوعة لقاصرات الطرف عين.

وإيوان يقول لمن يراه

على قَدْرِي وفوق الكُلِّ أُشْرِفْ

ألم ترَ أن طيرَ العِزِّ أضحى

يحُوم بساحَتِي وعلىَّ رَفْرَفْ

وقد طلت شبابيكه على تلك الأرجاء المونقة، والجداول المتدفقة.

وأرضه مفروشة بأفخر الوشى والديباج، وقد أطلقت فيه مباخر الطيب فزاد في الابتهاج.

حوَى عجباً لم يحْوِه قطٌّ مجلسٌ

على أنه في الحسنِ أُعْجوبةُ الدهرِ

فجلست أنا وصاحبي على تلك الأريكة الممنوعة، والفرش المرفوعة.

نتناشد الأشعار، ونتشبث بأذيال الأفكار.

وحديثه السحرُ الحلالُ لَوَ أنَّه

لم يجْنِ قتلَ المسلمِ المتحرِّز

إن طال لمُ يمْلَلْ وإن هي أوْجزَتْ

وَدَّ المحدَّثُ أنها لم تُوجزِ

ولم نزل رافلين في غلائل المسرة، ومتنعمين بلطائف الأنس على أوج هاتيك الأسرة.

حتى عدنا وقد شمرت لمغيبها الذيل، واصفر وجهها خوفاً من هجمة عساكر الليل.

الشمسُ هاربةٌ للغَرْبِ دارِعةٌ

بالنَّبْل مصفَرَّةٌ من هَجْمة الغَسَقِ

وقد ظهر الهلال في حمرة الشفق، كحاجب الشائب أو زورق الورق.

لا تظنَّ الظلام قد أخذ الشَّمْ

سَ وأعطى النهار هذا الهلالَا

إنما الشرقُ أقْرضَ الغربَ دِينا

راً فأعْطاه رَهْنَه خَلْخالَا

وبينا أنا راجعٌ مع صاحبي في أخريات الطريق، وإذا برفيقٍ لي وهون على الحقيقة رفيق.

فاعترضني وقال لي: أين كنت، ومن أين توجهت.

فقلت له: كنت مع صاحبي، الذي هو هذا اليوم مصاحبي.

في منتزه، وهو فضاء الأرض، ذات الطول والعرض.

وصدَقْتُه في كل ما حاولْتُه

مما تقدَّم في الكلامِ الأوَّلِ

وغيم ذلك الفضا هو الظل الظليل، وغيثه المنهمر هو الأعذب من السلسبيل.

وأشجاره هي حبال الأمطار، وحمائمه الصادحة أصوات الرعد في جوانب الأقطار.

وكمائمه حب البرد، ونسائمه المعلومة فيما ورد.

وما ذلك القصر الموصوف، سوى جبتي هذه وثوبي هذا الصوف.

والشبابيك جيوبه، وأطواقه، ولا عجب أن نفحت فيه مباخر الطيب فإنها قراطيسه وأوراقه.

وبالقياس على هذا تأويل ما بقي من العبارات السابقة، والإشارات المتلاحقة.

وبذلك انتهى الكلام، وتم ما قصدناه من الدعابة والسلام.

والدعابة التي أطلعه عليها هي هذه:

لابُدّ للنفس أحياناً إذا سئمتْ

أن تسْتريحَ إلى الآدابِ والمُلَحِ

فَخُضْ بها من أحاديث النِّدام إذا

أعْيَتْ مذاهبُها في كلِّ مُقْتَرَحِ

وهاهنا نزعة يختلف إليها النديم، ويعتلق بها الطبع السليم.

وذلك أني طفت الجنان، وبلوت الفروع والأغصان.

فلم أر مثل نبعة، في خير بقعة.

حسنة البزة، يانعة الهزة.

دوحها مغنٍ، وطيرها مرن.

يُطارحني من بينهن ابنُ أيكَةٍ

هتوفُ الضُّحى بعد العشيَّةِ مِرْنانُ

أُجاذبُه هُدْبَ الغرامِ وفي الحشاَ

نَزُوعٌ إلى ذكْرِ الأحبَّة حَنَّانُ

فأسمعني خطابه، وفرغ لي وطابه.

فقلت: ما هذا الفنن، وعلى م هذا الشجن.

فقال: أما الفنن فمنصة، وأما الشجن فعن غصة.

فتلكأت عنه تلكأ الشاك، وقلت: ومن وشاك.

ص: 193