الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبيان ذلك أن البيت ثمانية أجزاء يمكن أن تنطبق كل جزءٍ من أجزائه مع الآخر، فتنتقل كل كلمة ثمانية انتقالات.
فالجزآن الأولان على رضي يتصور فيهما صورتان؛ التقديم، والتأخير.
ثم خذ الجزء الثالث، فتحدث منه مع الأول ست صور؛ لأنه ثلاثة أحوال؛ تقدمه، وتوسطه، وتأخره، ولهما حالان، فاضرب أحواله في الحالين تكن ستة.
ثم خذ الجزء الرابع، وله أربعة أحوال، فاضربها في الستة التي لما قبله، تكن أربعة وعشرين.
ثم خذ الخامس، تجد له خمسة أحوال، فاضربها في الصور المتقدمة، وهي أربعة وعشرون، تكن مائة وعشرين.
ثم خذ السادس تجد له ستة أحوال، فاضربها في مائة وعشرين تكن سبعمائة وعشرين.
ثم خذ السابع، تجد له سبعة أحوال، فاضربها في سبعمائة وعشرين، تكن خمسة آلاف وأربعين.
ثم خذ الثامن، تجد له ثمانية أحوال، فاضربها في خمسة آلاف وأربعين، تكن أربعين ألفاً وثلاثمائة وعشرين بيتاً.
ومن فوائده فيها، عند ذكر الغيبة، قوله:
وجوَّزُوا الغِيبةَ في مواضعِ
…
لكنها قليلةُ المواقعِ
كرَدْعِ شخصٍ يفعلُ القبائحَا
…
أو كان للشَّاهدِ أيضاً جارحاً
أو وصْفِه بما به يمتازُ
…
بفعلِه كي يحصُل احْترازُ
ففي الحديث الفاسقَ اذْكروهُ
…
يعرفُه الناس فيحذروهُ
وكلُّ ذا مع عدَمِ التَّقَّيةِ
…
والخوفِ من ذي الشِّيَمِ الرَّدِيَّةِ
ومما يستحسن له قوله:
مدَّت حبائلَها عيونُ العِينِ
…
فاحفظَ فؤادَك يا نجِيبَ الدينِ
في هجْرِها الدنيا تضيعُ ووصْلُها
…
فيه إذا وصَلتْ ضَياعُ الدينِ
وهو من قول الآخر:
يا قلبُ دَعْ عنك الهوى واسترحْ
…
فلستَ فيه حامداً أمْرَا
أضعتَ دنياك بهجرٍ وإن
…
نلْتَ وِصالاً ضاعتِ الأخرىَ
ومثله للبابي:
طريقَ القضا لا بل طريقَ جهنَّمٍ
…
ركبتُ فأضحى حلوُ عيشي به مُرَّاً
أمانٍ بها دنيايَ ضاعتْ فلم أنَلْ
…
علَى أنني إن نِلْتُها ضاعتِ الأخرَى
وله:
لك اللهُ من دهرٍ توالتْ صرُوفُه
…
علينا فأوْلَى ضدَّ ما نتمنَّاهُ
فقرَّبنا ممَّن نَوَدُّ بِعادَه
…
وأبْعدنا عمَّن نحبُّ ونهْواهُ
وهو من قول المتنبي:
أما تعلَط الأيامُ فيَّ بأن أَرى
…
بغيضاً تُنائِي أو حبيباً تُقرِّبُ
محمد بن حسن بن علي
بن محمد، المعروف بالحر
أغر، له الكلم الغر، حر، له النظم الحر.
إنِّي أرى ألفاظَه الغُرَّا
…
عطَّلتِ الياقوتَ والدُّرَّا
له الكلامُ الحرُّ وهْو الذي
…
ألفاظُه تستعبدُ الحُرَّا
وهو أحد هدايا الجبل، وأجل من انعجن باللأدب وانجبل.
وله الشعر الذي جمل به الأدب وزانه، وزين مقاطيع الشعر وأوزانه.
أطلعه أرق من خصر أهيف يتلفت، وأشهى من مقبل شادنٍ عليه القلوب تتفتت.
وقد أثبت له منه ما يطرب بأناشيده المطربة المطرية، ويرقص الأعراف بأغاريده المغربة المغرية.
فمن ذلك قوله:
لاح وجهٌ من رَبْع ليلى جميلُ
…
ورقابُ الرِّكاب والرَّكْبُ مِيلُ
بعد ما كاد أن يُلمَّ بنا اليأْ
…
سُ فزاد الرجاءُ والتَّأميلُ
فظننَّا الحبيبَ لاح وقلنا
…
ذلك ما تشتهي القلوبُ فمِيلُوا
ذلك السُّؤْلُ والهوى والاماني
…
للبرايا والقصدُ والمأمولُ
حدِّثونا فذا حديثٌ صحيحٌ
…
حسَنٌ مُجْمَلٌ رواه جميلُ
كل دَمع فرضٌ على كل عينٍ
…
وعلى العِيسِ وخْدُها والذَّمِيلُ
ثم مِلْنا إلى ربيعٍ رَبُوعٍ
…
نحوها أنفسُ الجمادِ تميل
وكأن السُّهادَ للقوم كُحْلٌ
…
وكأن الطريق للنَّوْم مِيلُ
بِيَ نقْصٌ من الكمال ومنهم
…
للمحبِّ التَّتْمِيمُ والتكميلُ
كل حيٍّ في ذلك الحيِّ نَشْوا
…
نُ هوىً وهْو عاملٌ مَعْمولُ
عمَّهم يا ابنَ عمِّ مِن ألَمِ الحبِّ
…
عمومٌ من الهوى وشُمولُ
كل شخصٍ منهم بدا قلتُ هذا
…
مُستمالٌ في الحب بل يَسْتميلُ
كل مَن مات في الهوى أكْسبوه
…
شُهرةً ليس يعتريها خُمولُ
مَن رآهم في النوم أو يَقْظَةٍ ها
…
مَ وأضْحى ودمعُه مَهمولُ
جنَّةٌ قد تجمَّعت في هَواها
…
شهواتُ النفوس والمأمولُ
كم بتلك المَحاملِ اسْتأْسرُوا قلْ
…
باً غدا وهْو في الحِمال حَمِيلُ
حَملوه وحمَّلوه البَلايا
…
في الهوى فهْو حاملٌ محمولُ
بُعدوا بالحمُول عنَّا فلم تُبْ
…
قِ احْتمالاً للقُرْب تلك الحُمولُ
وقوله، وهو من أجود شعره:
رأيتُ غريبَ الحسن قد حُفَّ بالقَنا
…
فلاحتْ أماراتُ السعادةِ والشُّومِ
وكلَّمني غِيدُ الحِمى وحُماتُه
…
بقْسمين مظنونٍ لدينا ومعلومِ
فيا قوم رفْقاً بالفتى وهو ضيفكُم
…
وما ضيفُ أمثالِ الكرام بمحرومِ
ويا ابْنةَ عمِّ الحُورِ وابنةِ عمَّةِ الْ
…
بدورِ أختَ النورِ بنتَ أخي الرِّيمِ
كلامُك كَلْمٌ للفؤادِ ولذةٌ
…
فرفقاً بصبٍّ من كلامِكِ مكْلومِ
هذه الأبيات تستحق أن تكتب بالنور، على صحائف وجنات الحور.
لولا لفظة الشوم في ضربها، فكان الأحرى أن تعزل من دربها.
وله:
وغانيةٍ شكلِ العروس بوجهها
…
يقيم عليه لَحْظُها كلَّ برهانِ
يبيِّن خَدَّاها لنا بإشارةٍ
…
إلى رابعِ الأشْكال أوضحَ تِبيانِ
بسالِفِها معْ حاجِبَيْها بدتْ لنا
…
براهينُ أشكال تُشير إلى الثانِي
وحاجبُها للحسنِ شكلٌ مُتمِّمٌ
…
فياليْته مَقْرونُ حُسْنٍ بإحْسانِ
وأنشدني لنفسه، السيد محمد بن حيدر المكي، في مثل هذا التوجيه:
تبدَّى نقِيُّ الخدِّ يزْهو بحُمرةٍ
…
مُقارنةٍ فيه البياضَ بإتْقانِ
فقلتُ انْبساطاً إذ غدا القبْضُ خارجاً
…
فلذلك من أشْكالنا كلُّ لَحيانِي
وأكثر ما يتداول فيه هذه الأبيات:
تعلَّمتُ خطَّ الرملِ لما هجرتمُ
…
لعلِّي أرى فيه دليلاً على الوصلِ
فأعجبني فيه بياضٌ وحمرةٌ
…
رأيتُهما في وَجْنةٍ سلبتْ عقلِي
وقالوا طريقٌ قلت يا ربِّ للِّقا
…
وقالا اجتماعٌ قلت ياربِّ للشَّملِ
وقد صرتُ فيكم مثلَ مجنون عامرٍ
…
فلا تعجبوا أنِّي أخطُّ على الرملِ
ومن جيد شعره قوله:
فضلُ الفتى بالبذْلِ والإحسانِ
…
والجُود خيرُ الوصفِ للإنسانِ
أوَليس إبراهيمُ لما أصبحتْ
…
أموالُه وَقْفاً على الضِّيفانِ
حتى إذا أفْنى اللُّهَى أخَذ ابْنَه
…
فسخاً به للذَّبْح والقُربانِ
ثم ابْتغى النُّمرود إحْراقاً له
…
فسخاً بمُهْجته على النِّيرانِ
بالمالِ جاد وبابْنِه وبنفسِه
…
وبقلبه للواحد الدَّيَّانِ
أضْحى خليلَ الله جل جلاله
…
ناهِيك فضلاً خُلَّةُ الرحمنِ
صحَّ الحديثُ به فيالَكِ رُتبة
…
تعلو بأَخْمَصِها على التِّيجانِ
أصل هذا حديث قدسي، رواه أبو الحسن المسعودي في أخبار الزمان.
قال: إن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: " إنك لما سلَّمت مالك لضيفان، وولدك للقربان، ونفسك للنيران، وقلبك للرحمن اتخذناك خليلا ".
وقوله:
قد كنتُ أستْنِشق من مَطْلكمْ
…
عَرْفَ شَذَا خيْبَةِ آمالِي
فالآن قد بان بتصْريحكمْ
…
أنِّى لنِيرانِ الجفا صالِي
إنِّي رأيت اليأسَ عِزّاً وفي
…
كلِّ رجاءٍ نوعُ إذلالِ
رَجاؤكمْ غُلٌّ وها أنتمُ
…
أطلقتمُ عنِّيَ أغْلالِي
والمالُ ظلٌّ هائلٌ زائلٌ
…
لا دَرَّ دَرُّ الجامعِ المالِ