الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(80)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي هُرَيْرَة الدوسي رضي الله عنه
2168 -
الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: مَا رَأَيْت شَيْئا أشبه باللمم مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الله كتب على ابْن آدم حَظه من الزِّنَا، أدْرك ذَلِك لَا محَالة: فزنا الْعَينَيْنِ النّظر، وزنا اللِّسَان النُّطْق، وَالنَّفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذَلِك أَو يكذبهُ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كتب على ابْن آدم نصِيبه من الزِّنَا، مدركٌ ذَلِك لَا محَالة: العينان زناهما النّظر، والأذنان زناهما الِاسْتِمَاع، وَاللِّسَان زِنَاهُ الْكَلَام، وَالْيَد زنَاهَا الْبَطْش، وَالرجل زنَاهَا الخطا، وَالْقلب يهوى ويتمنى، وَيصدق ذَلِك الْفرج، ويكذبه ".
2169 -
الثَّانِي: عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قدم مُسَيْلمَة الْكذَّاب على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَة فَجعل يَقُول: إِن جعل لي محمدٌ الْأَمر من بعده تَبعته. قَالَ: وقدمها فِي بشر كثير من قومه. فَأقبل النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثَابت بن قيس بن شماس. زَاد فِي رِوَايَة عبيد الله بن عتبَة: وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ خطيب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَفِي يَد
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قطعةٌ من جريد، حَتَّى وقف على مُسَيْلمَة فِي أَصْحَابه فَقَالَ:" لَو سَأَلتنِي هَذِه الْقطعَة مَا أعطيتكها، وَلَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله، وَإِنِّي لأرَاك الَّذِي أريت فِيك مَا أريت، وَهَذَا ثَابت يجيبك عني " ثمَّ انْصَرف.
قَالَ ابْن عَبَّاس:
سَأَلت عَن قَول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّك الَّذِي أريت فِيك مَا أريت " فَأَخْبرنِي أَبُو هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَينا أَنا نَائِم، رَأَيْت فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب، فَأَهَمَّنِي شَأْنهمَا، فَأُوحي إِلَيّ فِي الْمَنَام أَن انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتهمَا فطَارَا، فَأَوَّلْتهمَا كَذَّابين يخرجَانِ بعدِي، فَكَانَ أَحدهمَا الْعَنسِي صَاحب صنعاء، وَالْآخر مُسَيْلمَة صَاحب الْيَمَامَة ".
وَأَخْرَجَا حَدِيث السوارين من رِوَايَة همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فِي حَدِيث البُخَارِيّ قَالَ: " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " ثمَّ اتفقَا، وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" بَينا أَنا نائمٌ، إِذْ أُوتيت خَزَائِن الأَرْض، فَوضع بَين يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب، فَكَبرَا عَليّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحي إِلَيّ أَن انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتهمَا فطَارَا، فَأَوَّلْتهمَا الْكَذَّابين اللَّذين أَنا بَينهمَا: صَاحب صنعاء وَصَاحب الْيَمَامَة ".
2170 -
الثَّالِث: عَن أنس بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وجل: إِذا تقرب عَبدِي مني شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا، وَإِذا تقرب مني ذِرَاعا تقربت مها باعاً - أَو بوعاً - وَإِذا أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولةً " لفظ حَدِيث مُسلم. زَاد أَبُو مَسْعُود: " وَإِن هرول سعيت إِلَيْهِ، وَالله أسْرع بالمغفرة ". أَو كَمَا قَالَ. وَلم أر هَذَا فِي الْكِتَابَيْنِ.
وَأَخْرَجَاهُ بِزِيَادَة من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَقُول الله عز وجل: أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي، وَأَنا مَعَه حِين يذكرنِي، فَإِن ذَكرنِي فِي نَفسه ذكرته فِي نَفسِي، وَإِن ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ هم خيرٌ مِنْهُم، وَإِن اقْترب إِلَيّ شبْرًا تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا، وَإِن تقرب إِلَيّ ذِرَاعا اقْتَرَبت إِلَيْهِ باعاً، وَإِن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة ".
وَأخرج البُخَارِيّ الزِّيَادَة الَّتِي فِي أَوله من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وجل: أَنا عِنْد حسن ظن عَبدِي بِي " لم يزدْ.
وأخرجها مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِن الله يَقُول: أَنا عِنْد حسن ظن عَبدِي بِي، وَأَنا مَعَه إِذا دَعَاني ".
وَأخرجه مُسلم بِطُولِهِ وَبِزِيَادَة أُخْرَى من حَدِيث زيد بن أسلم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وجل: أَنا عِنْد حسن ظن عَبدِي، وانا مَعَه حَيْثُ يذكرنِي. وَالله، لله أفرح بتوبة عَبده من أحدكُم يجد ضالته بالفلاة. وَمن تقرب إِلَيّ شبْرًا تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا، وَمن تقرب إِلَيّ ذِرَاعا تقربت إِلَيْهِ باعاً، وَإِذا أقبل إِلَيّ يمشى أَقبلت إِلَيْهِ أهرول ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِن الله قَالَ: إِذا تَلقانِي عَبدِي بشبر تلقيته بِذِرَاع، وَإِذا تَلقانِي بِذِرَاع تلقيته بباع، وَإِذا تَلقانِي بباعٍ أَتَيْته بأسرع ".
2171 -
الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب: أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] : " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله، فقد عصم مني نَفسه وَمَاله إِلَّا بِحقِّهِ، وحسابه على الله ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر، وَعَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أَن أقَاتل النَّاس. . " بِمثل حَدِيث ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث روح بن الْقَاسِم، وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الداروردي جَمِيعًا عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، ويؤمنوا بِي وَبِمَا جِئْت بِهِ، فَإِذا فعلوا ذَلِك عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وحسابهم على الله ". 2172 - الْخَامِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يَقُول: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تضطرب أليات نسَاء دوس على ذِي الخلصة " وَذُو الخلصة: طاغية دوس الَّتِي كَانَ يعْبدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة. زَاد معمر: بتبالة. 2173 - السَّادِس: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: قَالَ سعيد بن الْمسيب: أَخْبرنِي أَبُو هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تخرج نارٌ من أَرض الْحجاز تضيء أَعْنَاق الْإِبِل ببصرى ".
2174 -
السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله
[صلى الله عليه وسلم] : " إِذا هلك كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده، وَإِذا هلك قَيْصر فَلَا قَيْصر بعده. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن منبة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
هلك كسْرَى ثمَّ لَا يكون كسْرَى بعده، وَقَيْصَر ليهلكن ثمَّ لَا يكون قَيْصر بعده، ولتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمَعْنى حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد.
2175 -
الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا من مَوْلُود إِلَّا والشيطان يمسهُ حِين يُولد، فَيَسْتَهِل صَارِخًا من مس الشَّيْطَان إِيَّاه، إِلَّا مَرْيَم " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {وَإِنِّي أُعِيذهَا بك وذريتها من الشَّيْطَان الرَّجِيم} [آل عمرَان] .
وَفِي رِوَايَة عبد الْأَعْلَى وَغَيره عَن عبد الرَّزَّاق نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا نخسه الشَّيْطَان، فَيَسْتَهِل صَارِخًا من نخسة الشَّيْطَان إِلَّا ابْن مَرْيَم وَأمه ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " كل بني آدم يطعن الشَّيْطَان فِي جَنْبَيْهِ بإصبعه حِين يُولد غير عِيسَى بن مَرْيَم ذهب يطعن فطعن فِي الْحجاب ".
وَأخرجه مُسلم فِي حَدِيث أبي يُونُس مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي وليد عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كل بني آدم يمسهُ الشَّيْطَان يَوْم وَلدته أمه، إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا ".
وَمن حَدِيث أبي عوَانَة عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " صياح الْمَوْلُود حِين يَقع نزغةٌ من الشَّيْطَان ".
2176 -
التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليوشكن أَن ينزل فِيكُم ابْن مَرْيَم حكما مقسطاً، فيكسر الصَّلِيب، وَيقتل الْخِنْزِير، وَيَضَع الْجِزْيَة، وَيفِيض المَال حَتَّى لَا يقبله أحدٌ " زَاد فِي حَدِيث صَالح عَن الزُّهْرِيّ: " وَحَتَّى تكون السَّجْدَة الْوَاحِدَة خيرا من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته} الْآيَة [النِّسَاء] .
وَأَخْرَجَا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن نَافِع مولى أبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " كَيفَ أَنْتُم إِذا نزل ابْن مَرْيَم فِيكُم وإمامكم مِنْكُم " وَفِي رِوَايَة ابْن أخي ابْن شهَاب " فأمكم " وَفِي رِوَايَة ابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ " فأمكم مِنْكُم " وَقَالَ ابْن أبي ذِئْب: تَدْرِي مَا أمكُم مِنْكُم؟ قلت: تُخبرنِي. قَالَ: فأمكم بِكِتَاب ربكُم تبارك وتعالى، وَسنة نَبِيكُم صلى الله عليه وسلم.
قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عقيل وَالْأَوْزَاعِيّ.
وَلَيْسَ لنافع مولى أبي قَتَادَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " وَالله لينزلن ابْن مَرْيَم حكما عادلاً، فليكسرن الصَّلِيب، وليقتلن الْخِنْزِير، وليضعن الْجِزْيَة، ولتتركن القلاص فَلَا يستقى عَلَيْهَا، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إِلَى المَال فَلَا يقبله أحد ".
2177 -
الْعَاشِر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يتقارب الزَّمَان، وينقض الْعلم، ويلقى الشُّح، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا هُوَ؟ قَالَ:" الْقَتْل الْقَتْل ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يتقارب الزَّمَان، وَينْقص الْعلم. . " وَذكر مثله. وَفِيه قَالُوا: وَمَا الْهَرج؟ قَالَ: " الْقَتْل ".
وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن حميد: يتقارب الزَّمَان، وَيقبض الْعلم. . " ثمَّ ذكره.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ يقبض الْعلم، وتكثر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج ". قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا الْهَرج؟ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ فحرفها، كَأَنَّهُ يُرِيد الْقَتْل.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد عَن أبي هُرَيْرَة، وَلم يذكر:" يلقى الشُّح "
وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر زِيَادَة على حَدِيث حميد لم يذكرهَا مُسلم، وَقد ذكرهَا أَبُو بكر البرقاني وَأَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي، وَهِي: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج ثَلَاثُونَ دجالون، كلهم يزْعم أَنه رَسُول الله، وَحَتَّى يقبض الْعلم، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا الْهَرج؟ قَالَ:" الْقَتْل الْقَتْل " وَقد حكى أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر أَن مُسلما أخرجه كُله كَذَلِك وَذكر الطَّرفَيْنِ جَمِيعًا، وَلم يخرج مُسلم مِنْهُ أَوله، وَإِنَّمَا أخرج فصل قبض الْعلم إِلَى آخِره.
وَقد أخرج مُسلم فِي مَوضِع آخر من كِتَابه ذكر الدجالين، من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة. وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا، وَلم يُخرجهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن الْعَلَاء.
وَأخرج مُسلم أَيْضا حَدِيث الْهَرج مُفردا من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر الْهَرج " قَالُوا: وَمَا الْهَرج يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْقَتْل الْقَتْل ".
وَقد أخرج مُسلم أَيْضا حَدِيث قبض الْعلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: مثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد، وَلم يذكر " يلقى الشُّح ".
وَفِي الحَدِيث زِيَادَة على حَدِيث حميد ذكرهَا أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بذلك الْإِسْنَاد: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر المَال وَيفِيض حَتَّى يهم رب المَال من يقبض مِنْهُ صدقته " وَقَالَ: " يقبض الْعلم، ويقترب الزَّمن، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج. . " وَذكره.
وَأخرج مُسلم أَيْضا حَدِيث قبض الْعلم من حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: مثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد. قَالَ: وَلم يذكر " يلقى الشُّح ".
وَذكر أَبُو مَسْعُود أَن أَوله: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر فِيكُم المَال فيفيض حَتَّى يهم رب الْملك من يقبله مِنْهُ، ويدعى إِلَيْهِ الرجل فَيَقُول: لَا أرب لي فِيهِ. " وَهَذَا الْفَصْل قد فَصله مُسلم مِنْهُ. وَأخرجه فِي " الزَّكَاة ".
وَأخرجه أَيْضا هُنَاكَ من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر المَال وَيفِيض حَتَّى يخرج الرجل بِزَكَاة مَاله فَلَا يجد أحدا يقبلهَا مِنْهُ، وَحَتَّى تعود أَرض الْعَرَب مروجاً وأنهاراً ".
قَالَ مُسلم فِي أَحَادِيث قبض الْعلم: إِنَّه لَيْسَ فِي حَدِيث سَالم عَن أبي هُرَيْرَة، وَلَا فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء، وَلَا فِي حَدِيث همام وَأبي يُونُس سليم عَن أبي هُرَيْرَة " يلقى الشُّح ".
2178 -
الْحَادِي عشر: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يقبض الله الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة ويطوي السَّمَاء بِيَمِينِهِ، ثمَّ يَقُول: " أَنا الْملك، أَيْن مُلُوك الأَرْض؟ ".
2179 -
الثَّانِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما نعَالهمْ الشّعْر. لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة " قَالَ سُفْيَان: وَزَاد فِيهِ أَبُو الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رِوَايَة: " صغَار الْأَعْين، ذلف الأنوف، كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة ". اللَّفْظ للْبُخَارِيّ.
وَلمُسلم نَحوه إِلَّا أَنه لَيْسَ لمُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد:
كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة " وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ فِيهِ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " تقاتلون بَين يَدي السَّاعَة قوما نعَالهمْ الشّعْر، كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة، حمر الْوُجُوه، صغَار لأعين " وَهَذَا لفظ حَدِيث مُسلم عَن أبي كريب.
وللبخاري فِي حَدِيثَة عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَن قيس بن أبي حَازِم قَالَ:
أَتَيْنَا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ: صَحِبت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاث سِنِين، لم أكن فِي سني أحرص على أَن أعي الحَدِيث مني فِيهِنَّ، سمعته يَقُول - وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ:" بَين يَدي السَّاعَة تقاتلون قوما نعَالهمْ الشّعْر، وَهُوَ هَذَا البارز " وَقَالَ سُفْيَان مرّة: وهم أهل البارز.
وَأخرجه البُخَارِيّ، وَزَاد فِي أَوله زِيَادَة من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما نعَالهمْ الشّعْر، وَحَتَّى تقاتلوا التّرْك صغَار الْأَعْين، حمر الْوُجُوه، ذلف الأنوف، كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة، وتجدون خير النَّاس أَشَّدهم كَرَاهِيَة لهَذَا الْأَمر حَتَّى يَقع فِيهِ، وَالنَّاس معادن، خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا. وليأتين على أحدكُم زمانٌ لَئِن يراني أحب إِلَيْهِ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَاله ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثل حَدِيث شُعَيْب دون الزِّيَادَة، مَعَ تَقْدِيم وَتَأْخِير.
وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا حوزاً وكرمان من الْأَعَاجِم، حمر الْوُجُوه، فطس الأنوف، صغَار الْأَعْين، وُجُوههم المجان المطرقة، نعَالهمْ الشّعْر ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يُقَاتل الْمُسلمُونَ التّرْك، قوما وُجُوههم كالمجان المطرقة، يلبسُونَ الشّعْر، ويمشون فِي الشّعْر ".
2180 -
الثَّالِث عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يلْدغ الْمُؤمن من جحرٍ واحدٍ مرَّتَيْنِ ".
2181 -
الرَّابِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يَقُول: " اللَّهُمَّ فأيما عبد سببته فَاجْعَلْ ذَلِك لَهُ قربَة إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة ابْن أخي ابْن شهَاب عَن عَمه: " اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخذت عنْدك عهدا لن تخلفينه، فأيما مسلمٍ سببته أَبُو جلدته فَاجْعَلْ ذَلِك كَفَّارَة لَهُ يَوْم الْقِيَامَة ".
وَفِي رِوَايَة ابْن أخي ابْن شهَاب عَن عَمه:
اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخذت عنْدك عهدا لن
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشر، فأيما رجلٍ من الْمُسلمين سببته أَو لعنته أَو جلدته فاجعلها لَهُ زَكَاة وَرَحْمَة ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ:
زَكَاة وَأَجرا ".
وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخذت عنْدك عهدا لن تخلفنيه، فَأَي الْمُؤمنِينَ آذيته، شتمته، لعنته جلدته، فاجعلها لَهُ صَلَاة وَزَكَاة وقربة تقربه بهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ".
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ: " أَو جلده " وَهِي لُغَة أبي هُرَيْرَة.
وَمن حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَنهُ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَلَيْسَ لأيوب عَن الْأَعْرَج فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا.
وَأخرجه من حَدِيث سَالم مولى النصريين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنَّمَا مُحَمَّد بشرٌ، يغْضب كَمَا يغْضب الْبشر، وَإِنِّي قد اتَّخذت عنْدك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مُؤمن آذيته أَو سببته، أَو جلدته، فاجعلها لَهُ كَفَّارَة وقربة تقربه بهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ".
وَلَيْسَ لسالم مولى النصريين عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
2182 -
الْخَامِس عشر: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " يدْخل من أمتِي زمرة هم سَبْعُونَ ألفا، تضيء وُجُوههم إضاءة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر ". وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقَامَ عكاشة بن مُحصن الْأَسدي، فَرفع نمرة عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم " ثمَّ قَامَ رجلٌ من الْأَنْصَار فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ:" سَبَقَك بهَا عكاشة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يدْخل من أمتِي الْجنَّة سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب " فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم " ثمَّ قَامَ آخر فَقَالَ: يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " سَبَقَك بهَا عكاشة ".
وَمن حَدِيث حَيْوَة عَن أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يدْخل الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا زمرةً وَاحِدَة، فهم على صُورَة الْقَمَر ".
2183 -
السَّادِس عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " جعل الله الرَّحْمَة مائَة جزءٍ، فَأمْسك عِنْده تِسْعَة وَتِسْعين وَأنزل فِي الأَرْض جُزْءا وَاحِدًا، فَمن ذَلِك الْجُزْء تتراحم الْخَلَائق حَتَّى ترفع الدَّابَّة حافرها عَن وَلَدهَا خشيَة أَن تصيبه ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن لله مائَة رحمةٍ، أنزل مِنْهَا رَحْمَة وَاحِدَة بَين الْجِنّ وَالْإِنْس والبهائم والهوام، فِيهَا يتعاطفون وَبهَا يتراحمون، وَبهَا تعطف الْوَحْش على وَلَدهَا، وَأخر الله تسعا وَتِسْعين رَحْمَة يرحم بهَا عباده يَوْم الْقِيَامَة ".
وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
خلق الله مائَة رحمةٍ، فَوضع وَاحِدَة بَين خلقه، وخبأ عِنْده مائَة إِلَّا وَاحِدَة ".
وللبخاري من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن الله خلق الرَّحْمَة يَوْم خلقهَا مائَة رحمةٍ، فَأمْسك عِنْده تِسْعَة وَتِسْعين رَحْمَة، وَأرْسل فِي خلقه كلهم رَحْمَة وَاحِدَة، فَلَو يعلم الْكَافِر بِكُل الَّذِي عِنْد الله من الرَّحْمَة لم ييأس من الْجنَّة، وَلَو يعلم الْمُؤمن بِكُل الَّذِي عِنْد الله من الْعَذَاب لم يَأْمَن من النَّار ".
2184 -
السَّابِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب قَالَ: الْبحيرَة: الَّتِي يمْنَع درها للطواغيت، فَلَا يحلبها أحدٌ من النَّاس. والسائبة: كَانُوا يسيبونها لآلهتهم، لَا يحمل عَلَيْهَا شَيْء. وَقَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْت عَمْرو بن عامرٍ الْخُزَاعِيّ يجر قصبه فِي النَّار، كَانَ أول من سيب السوائب ".
وَأخرج مُسلم مِنْهُ الْمسند فَقَط من حَدِيث جرير عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْت عَمْرو بن لحي بن قمعة بن خندف أَخا بني كَعْب هَؤُلَاءِ يجر قصبه فِي النَّار ".
وللبخاري من حَدِيث أبي حُصَيْن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " عَمْرو بن لحي بن قمعة بن خندف أَبُو خُزَاعَة ".
2185 -
الثَّامِن عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قلب الشَّيْخ شابٌّ على حب اثْنَتَيْنِ: طول الْحَيَاة، وَحب المَال ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قلب الشَّيْخ شابٌّ على حب اثْنَتَيْنِ: حب الْعَيْش وَالْمَال ".
2186 -
التَّاسِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَر، فَقَالَ لرجلٍ مِمَّن يدعى بِالْإِسْلَامِ:" هَذَا من أهل النَّار " فَلَمَّا حضر الْقِتَال قَاتل الرجل قتالاً شَدِيدا، فأصابته جِرَاحَة، فَقيل: يَا رَسُول الله، الرجل الَّذِي قلت لَهُ آنِفا " إِنَّه من أهل النَّار " فَإِنَّهُ قَاتل الْيَوْم قتالاً شَدِيدا، وَقد مَاتَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" إِلَى النَّار " فكاد بعض الْمُسلمين أَن يرتاب. فَبَيْنَمَا هم على ذَلِك إِذْ قيل: إِنَّه لم يمت، وَلَكِن بِهِ جراحاً شَدِيدَة، فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل لم يصبر على الْجراح فَقتل نَفسه، فَأخْبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" الله أكبر، أشهد أَنِّي عبد الله وَرَسُوله ". ثمَّ أَمر بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاس: " إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا نفسٌ مسلمة، وَإِن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر ".
وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ:
شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَر. . وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب عَن عبد الله بن كَعْب قَالَ أَخْبرنِي من شهد مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم خَيْبَر.
2187 -
الْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: سَمِعت سعيد بن الْمسيب يَقُول: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " للْعَبد الْمَمْلُوك المصلح أَجْرَانِ " وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، وَالْحج، وبر أُمِّي، لأحببت أَن أَمُوت وَأَنا
مَمْلُوك. زَاد فِي رِوَايَة حَرْمَلَة وَأبي الطَّاهِر قَالَ: وبلغنا أَن أَبَا هُرَيْرَة
لم يكن يحجّ حَتَّى مَاتَت أمه لصحبتها.
وَفِي رِوَايَة بشر بن مُحَمَّد:
للْعَبد الْمَمْلُوك الصَّالح ".
وَأَخْرَجَا نَحوه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " نعما لأَحَدهم يحسن عبَادَة ربه، وَينْصَح لسَيِّده ".
وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِالْإِسْنَادِ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا أدّى العَبْد حق الله وَحقّ موَالِيه، كَانَ لَهُ أَجْرَانِ " قَالَ: فَحدثت بهَا كَعْبًا فَقَالَ كَعْب: لَيْسَ عَلَيْهِ حسابٌ وَلَا على مُؤمن مزهدٍ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
نعما للمملوك الَّذِي يتوفى يحسن عبَادَة الله، وصحابة سَيّده، نعما لَهُ ".
2188 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
حق الْمُسلم على الْمُسلم خمسٌ: رد السَّلَام، وعيادة الْمَرِيض، وَاتِّبَاع الْجَنَائِز، وَإجَابَة الدعْوَة، وتشميت الْعَاطِس ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله] 7] : " حق الْمُسلم على الْمُسلم سِتّ " قيل: مَا هن يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " إِذا لَقيته فَسلم عَلَيْهِ. وَإِذا دعَاك فأجبه. وَإِذا استنصحك فانصح لَهُ. وَإِذا عطس فَحَمدَ الله فشمته. وَإِذا مَاتَ فَاتبعهُ ".
2189 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَيْلَة أسرِي بِي لقِيت مُوسَى عليه السلام " قَالَ: فنعته النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " فَإِذا هُوَ رجلٌ حسبته قَالَ - مُضْطَرب، رجل الرَّأْس، كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة " قَالَ: " وَلَقِيت عِيسَى " فنعته النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " ربعةٌ، أَحْمَر، كَأَنَّمَا خرج من ديماس - يعْنى الْحمام. وَرَأَيْت إِبْرَاهِيم، وَأَنا أشبه وَلَده بِهِ ". قَالَ: " وأتيت بإناءين: فِي أَحدهمَا لبن وَالْآخر فِيهِ خمر، فَقيل لي: خُذ أَيهمَا شِئْت، فَأخذت اللَّبن فَشَربته. فَقيل: هديت الْفطْرَة، أَو أصبت الْفطْرَة، أما إِنَّك لَو أخذت الْخمر غوت أمتك ".
وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر نَحوه، وَفِيه " رَأَيْت مُوسَى، فَإِذا ضرب رجل كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة ".
2190 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَاتل الله الْيَهُود، حرم الله عَلَيْهِم الشحوم فَبَاعُوهَا وأكلوا أثمانها ".
2191 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَاتل الله الْيَهُود، اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لعن الْيَهُود وَالنَّصَارَى، اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد ".
2192 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرب الْكَعْبَة ذُو السويقتين من الْحَبَشَة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سَالم أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ذُو السويقتين من الْحَبَشَة يخرب بَيت الله ".
2193 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " الْحلف منفقةٌ، للسلعة، ممحقةٌ للكسب ".
2194 -
السَّابِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تشد، الرّحال إِلَّا ثَلَاثَة مَسَاجِد: الْمَسْجِد الْحَرَام، وَمَسْجِد الرَّسُول، وَمَسْجِد الْأَقْصَى ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سلمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِنَّمَا يُسَافر إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد: الْكَعْبَة، ومسجدي، وَمَسْجِد إيلياء ".
2195 -
الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصّيام هُوَ لي، وَأَنا أجزي بِهِ. ولخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ".
فِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب:
فوالذي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لخلوف فَم الصَّائِم. . "
وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لخلفة فَم الصَّائِم. . ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
كل عمل ابْن آدم لَهُ، يُضَاعف الْحَسَنَة عشرَة أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة
ضعف، قَالَ الله عز وجل:
إِلَّا الصَّوْم فَإِنَّهُ لي، وَأَنا أجزى بِهِ، يدع شَهْوَته وَطَعَامه من أَجلي. للصَّائِم فرحتان: فرحةٌ عِنْد فطره، وفرحةٌ عِنْد لِقَاء ربه.
ولخلوف فِيهِ أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك " لفظ حَدِيث وَكِيع عَن الْأَعْمَش، وَهُوَ أتم.
وَأَخْرَجَاهُ بِزِيَادَة من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي صَالح الزيات عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصّيام فَإِنَّهُ لي، وَأَنا أجزي بِهِ. وَالصِّيَام جنَّة. وَإِذا كَانَ يَوْم صَوْم أحدكُم فَلَا يرْفث يومئذٍ وَلَا يصخب، فَإِن شاتمه أحدٌ أَو قَاتله فَلْيقل: إِنِّي امْرُؤ صَائِم، إِنِّي صَائِم. وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من ريح الْمسك.
وللصائم فرحتان يفرحهما: إِذا أفطر فَرح بفطره، وَإِذا لَقِي ربه فَرح بصومه ".
وَلَيْسَ لعطاء عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يرويهِ عَن ربكُم قَالَ:
لكل عملٍ كَفَّارَة، وَالصَّوْم لي، وَأَنا أجزي بِهِ، ولخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ".
وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الصّيام جنَّة، فَلَا يرْفث وَلَا يجهل، فَإِن امْرُؤ قَاتله أَو شاتمه فَلْيقل: إِنِّي صَائِم - مرَّتَيْنِ. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك، يتْرك طَعَامه وَشَرَابه وشهوته من أَجلي. الصّيام لي وَأَنا أجزي بِهِ.
والحسنة بِعشر أَمْثَالهَا ".
وَأخرج مُسلم بعض هَذَا من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رِوَايَة قَالَ:
إِذا أصبح أحدكُم صَائِما فَلَا يرْفث وَلَا يجهل. فَإِن امرؤٌ شاتمه أَو قَاتله فَلْيقل: إِنِّي صائمٌ إِنِّي صَائِم ".
وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " الصّيام جنةٌ، فَإِذا كَانَ أحدكُم صَائِما. . " الحَدِيث. كَذَا حكى أَبُو مَسْعُود.
وَمن حَدِيث أبي سِنَان ضرار بن مرّة عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.: إِن الله يَقُول: إِن الصَّوْم لي، وَأَنا أجزي بِهِ، إِن للصَّائِم فرحتين. إِذا أفطر فَرح، وَإِذا لَقِي الله عز وجل فَرح. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ".
وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن أبي سِنَان:
" وَإِذا لَقِي الله فجزاه فَرح ".
2196 -
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ الشَّديد بالصرعة، إِنَّمَا الشَّديد الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
2197 -
الثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة: أَن سَائِلًا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الصَّلَاة فِي ثوب وَاحِد، فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] :" أَو لكلكم ثَوْبَان؟ ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
نَادَى رجلٌ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أيصلي أَحَدنَا فِي ثوب واحدٍ؟ فَقَالَ: " أَو كلكُمْ يجد ثَوْبَيْنِ ".
زَاد فِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد قَالَ:
ثمَّ سَأَلَ رجلٌ عمر، فَقَالَ: إِذا وسع الله فأوسعوا، جمع رجلٌ عَلَيْهِ ثِيَابه، صلى رجلٌ فِي إزارٍ ورداءٍ، فِي إزارٍ وقميص، فِي إزارٍ وقباء، فِي سَرَاوِيل ورداء، فِي سَرَاوِيل وقميص، فِي سَرَاوِيل وقباء، فِي تبان وقباء، فِي تبان وقميص. قَالَ: وَأَحْسبهُ قَالَ: فِي تبان ورداء.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثل مَا تقدم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَحده.
2198 -
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي على قليب عَلَيْهَا دلوٌ، فنزعت مِنْهَا مَا شَاءَ الله، ثمَّ أَخذهَا ابْن أبي قُحَافَة، فَنزع بهَا ذنوباً أَو ذنوبين، وَفِي نَزعه ضعف - وَالله يغْفر لَهُ، ثمَّ استحالت غرباً، فَأَخذهَا ابْن الْخطاب فَلم أر عبقرياً من النَّاس ينْزع نزع عمر، حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وبينما أَنا نائمٌ رَأَيْت أَنِّي على حوضٍ أَسْقِي النَّاس، فَأَتَانِي أَبُو بكر، فَأخذ الدَّلْو من يَدي ليريحني، فَنزع ذنوبين. وَفِي نَزعه ضعف - وَالله يغْفر لَهُ، فَأتى ابْن الْخطاب، فَأخذ مِنْهُ، فَلم ينْزع حَتَّى تولى النَّاس والحوض يتفجر ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
رَأَيْت ابْن أبي قُحَافَة ينْزع. " بِنَحْوِ حَدِيث الزُّهْرِيّ.
وَفِي حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت أَنِّي أنزع على حَوْضِي، أَسْقِي النَّاس، فَجَاءَنِي أَبُو بكر، فَأخذ الدَّلْو من يَدي ليروحني فَنزع دلوين، وَفِي نَزعه ضعف وَالله يغْفر لَهُ، فجَاء ابْن الْخطاب فَأَخذه مِنْهُ، فَلم أر نزع رجلٍ قطّ أقوى حَتَّى تولى النَّاس، والحوض ملآن يتفجر ".
2199 -
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَمَا أَنا نائمٌ، رَأَيْتنِي فِي الْجنَّة فَإِذا امرأةٌ تتوضأ إِلَى جَانب قصرٍ فَقلت: لمن هَذَا الْقصر؟ فَقَالُوا: لعمر. فَذكرت غيرته، فوليت مُدبرا " فَبكى عمر وَقَالَ: أعليك أغار يَا رَسُول الله {.
وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب:
فَذكرت غيرَة عمر، فوليت مُدبرا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَبكى عمر وَنحن جَمِيعًا فِي ذَلِك الْمجْلس مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ قَالَ عمر: يأبي أَنْت يَا رَسُول الله، أعليك أغار} .
2200 -
الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن رُؤْيا الْمُؤمن جُزْء من ستٍّ وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ".
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث عَوْف عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا اقْترب الزَّمَان لم تكد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب. وَمِنْهُم من قَالَ لم
تكذب رُؤْيا الْمُؤمن. ورؤيا الْمُؤمن جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". زَاد بَعضهم: فَإِنَّهُ لَا يكذب. قَالَ مُحَمَّد: وَأَنا أَقُول هَذِه. قَالَ: وَكَانَ يُقَال: الرُّؤْيَا ثَلَاثَة: حَدِيث النَّفس، وتخويف الشَّيْطَان، وبشرى من الله، فَمن رَأْي مِنْكُم شَيْئا يكرههُ فَلَا يقصه على أحد، وليقم فَليصل. قَالَ: وَكَانَ يكره الغل فِي النّوم، وَكَانَ يعجبهم الْقَيْد. وَيُقَال: الْقَيْد ثبات فِي الدّين.
قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ قَتَادَة وَيُونُس وَهِشَام وَأَبُو هِلَال عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وأدرجه بَعضهم كُله فِي الحَدِيث. وَحَدِيث عَوْف أبين.
وَقَالَ يُونُس: لَا أَحْسبهُ إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْقَيْد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
رُؤْيا الرجل الصَّالح جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة.
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
رُؤْيا الْمُسلم أَو ترى لَهُ - وَفِي رِوَايَة على بن مسْهر عَن الْأَعْمَش: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ".
وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: إِذا اقْترب الزَّمَان لم تكد رُؤْيا الْمُسلم تكذب، وأصدقكم رُؤْيا أصدقكم حَدِيثا، ورؤيا الْمُسلم جزءٌ من خمس وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة. والرؤيا ثَلَاث: فرؤيا الصَّالِحَة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشَّيْطَان، ورؤيا مِمَّا تحدث الْمَرْء نَفسه. فَإِن رأى أحدكُم مَا يكره فَليصل وَلَا يحدث بهَا النَّاس ". قَالَ:" وَأحب الْقَيْد وأكره الغل، والقيد ثَابت فِي الدّين. " فَلَا أَدْرِي هُوَ فِي الحَدِيث أَو قَالَه ابْن سِيرِين.
وَفِي حَدِيث معمر عَن أَيُّوب نَحوه، وَقَالَ فِيهِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَيُعْجِبنِي الْقَيْد وأكره الغل، والقيد ثباتٌ فِي الدّين.
وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب وَهِشَام عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
إِذا اقْترب الزَّمَان. . وسَاق الحَدِيث، وَلم يذكر فِيهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَفِي حَدِيث قَتَادَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَحوه، وأدرج فِي الحَدِيث قَوْله:
وأكره الغل
…
إِلَى تَمام الْكَلَام. وَلم يذكر: رُؤْيا الْمُؤمن جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة. وَذكره فِي آخر حَدِيث معمر عَن أَيُّوب مُسْندًا إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
2201 -
الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا فرع وَلَا عتيرة " وَالْفرع: أول النِّتَاج، كَانُوا يذبحونه لطواغيتهم.
وَالْعَتِيرَة فِي رَجَب.
2202 -
الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " تتركون الْمَدِينَة على خير مَا كَانَت لَا يَغْشَاهَا إِلَّا العوافي - يُرِيد عوافي السبَاع وَالطير. وَآخر من يحْشر راعيان من مزينة يُريدَان الْمَدِينَة، ينعقان بغنمهما، فيجدانها وحوشاً، حَتَّى إِذا بلغا ثنية الْوَدَاع خرا على وُجُوههمَا ".
وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب:
الْمَدِينَة ليتركنها أَهلهَا على خير مَا كَانَت مذللة للعوافي " يعْنى السبَاع وَالطير.
2203 -
السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يَقُول: لَو رَأَيْت الظباء بِالْمَدِينَةِ ترتع مَا ذعرتها. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا بَين لابتيها حرَام ".
وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَنهُ قَالَ:
حرم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا بَين لابتي الْمَدِينَة. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَلَو وجدت الظباء مَا بَين لابتيها مَا ذعرتها. قَالَ: وَجعل اثْنَي عشر ميلًا حول الْمَدِينَة حمى.
2204 -
السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي جَنِين امْرَأَة بالغرة، توفيت، فَقضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِأَن مِيرَاثهَا لبنيها وَزوجهَا، وَأَن الْعقل على عصبتها.
وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
اقْتتلَتْ امْرَأَتَانِ من هُذَيْل، فرمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بِحجر فقتلتها وَمَا فِي بَطنهَا، فاختصموا إِلَى رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم]، فَقضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَن دِيَة جَنِينهَا غرةٌ: عبدٌ أَو وليدة. وَقضى بدية الْمَرْأَة على عاقلتها.
زَاد فِي رِوَايَة حَرْمَلَة عَن يحيى عَن ابْن وهب قَالَ:
وورثها وَلَدهَا وَمن مَعَهم.
فَقَالَ حمل بن النَّابِغَة الْهُذلِيّ: يَا رَسُول الله، كَيفَ أغرم من لَا شرب وَلَا أكل، وَلَا نطق وَلَا اسْتهلّ، فَمثل ذَلِك يطلّ؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا هَذَا كُله من إخْوَان الْكُهَّان " من أجل سجعه الَّذِي سجع.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي سَلمَة وَحده عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن امْرَأتَيْنِ من هُذَيْل رمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى، فطرحت جَنِينهَا، فَقضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بغرة: عبد أَو أمة. لم يزدْ.
2205 -
الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا قلت لصاحبك: أنصت، يَوْم الْجُمُعَة - وَالْإِمَام يخْطب - فقد لغوت ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ.
وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز عَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ وَابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة بِمثلِهِ. قَالَ فِي حَدِيث ابْن جريج: إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن قارظ.
2206 -
التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَي الْعَمَل أفضل؟ قَالَ: " إِيمَان بِاللَّه وَرَسُوله ". قيل: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْجِهَاد فِي سَبِيل الله "، قيل: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " حج مبرور ".
2207 -
الْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَمُوت لأحدٍ من الْمُسلمين ثلاثةٌ من الْوَلَد فَتَمَسهُ النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم ".
وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة: " فيلج النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم ".
وَأخرج مسلمٌ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه أَن رَسُول الله قَالَ لنسوةٍ من الْأَنْصَار: " لَا يَمُوت لإحداكن ثلاثةٌ من الْوَلَد فتحتسبه إِلَّا دخلت الْجنَّة " فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ: أَو اثْنَان يَا رَسُول الله قَالَ: " أَو اثْنَان ".
قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ شريك عَن ابْن الْأَصْبَهَانِيّ، حَدثنَا أَبُو صَالح عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة: لم يبلغُوا الْحِنْث.
وَلمُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْأَصْبَهَانِيّ عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ
ثَلَاثَة لم يبلغُوا الْحِنْث ".
وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
أَتَت امرأةٌ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بصبي لَهَا فَقَالَت: يَا نَبِي الله، ادْع الله لي، فَلَقَد دفنت ثَلَاثَة. فَقَالَ:" دفنت ثَلَاثَة؟ " قَالَت: نعم. فَقَالَ: " لقد احتظرت بحظارٍ شَدِيد من النَّار ".
وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي حسان قَالَ:
قلت لأبي هُرَيْرَة: إِنَّه قد مَاتَ لي ابْنَانِ فَمَا أَنْت محدثي عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِحَدِيث يطيب أَنْفُسنَا عَن مَوتَانا؟ قَالَ: نعم صغارهم دعاميص الْجنَّة، يتلَقَّى أحدهم أَبَاهُ - أَو قَالَ أَبَوَيْهِ - فَيَأْخُذ بِثَوْبِهِ كَمَا آخذ أَنا بصنفة ثَوْبك هَذَا، فَلَا يتناهى - أَو قَالَ يَنْتَهِي - حَتَّى يدْخلهُ ار وأباه الْجنَّة.
وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ:
فَهَل سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَيْئا تطيب بِهِ أَنْفُسنَا عَن مَوتَانا؟ قَالَ: نعم. وَذكره.
وَلَيْسَ لأبي حسان عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
2208 -
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجل من بني فَزَارَة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِن امْرَأَتي ولدت غُلَاما أسود. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " هَل لَك من إبل؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " فَمَا ألوانها؟ " قَالَ: حمر. قَالَ: " هَل فِيهَا من أَوْرَق؟ " قَالَ: إِن فِيهَا لورقاً. قَالَ: " فَأنى أَتَاهَا ذَلِك؟ " فَقَالَ: عَسى أَن يكون نَزعه عرقٌ. قَالَ: " وَهَذَا عِيسَى أَن يكون نَزعه عرق ".
وَفِي حَدِيث معمر وَابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، إِلَّا أَن فِي حَدِيث معمر:
فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ولدت امْرَأَتي غُلَاما أسود، وَهُوَ حينئذٍ يعرض بِأَن يَنْفِيه.
وَزَاد فِي آخر الحَدِيث قَالَ: وَلم يرخص لَهُ فِي الانتفاء مِنْهُ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن امْرَأَتي ولدت غُلَاما أسود، وإنى أنكرته ثمَّ ذكر نَحْو ذَلِك.
2209 -
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " وَيَقُولُونَ الْكَرم، وَإِنَّمَا الْكَرم قلب الْمُؤمن ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تسموا الْعِنَب الْكَرم، فَإِن الْكَرم الْمُسلم ".
وَمن حَدِيث وَرْقَاء بن عَمْرو عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا يَقُولَن أحدكُم الْكَرم، فَإِنَّمَا الْكَرم قلب الْمُؤمن ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يَقُولَن أحدكُم للعنب الْكَرم، إِنَّمَا الْكَرم الرجل الْمُسلم ".
2210 -
الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: مر عمر فِي الْمَسْجِد وَحسان ينشد الشّعْر، فلحظ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كنت أنْشد فِيهِ وَفِيه من هُوَ خيرٌ مِنْكُم، ثمَّ الْتفت إِلَى أبي هُرَيْرَة فَقَالَ: أنْشدك بِاللَّه، أسمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" أجب عني، اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس؟ " قَالَ نعم.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف:
أَنه سمع حسان بن ثَابت يستشهد أَبَا هُرَيْرَة: أنْشدك الله، هَل سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول:" يَا حسان، أجب عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس؟ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: نعم.
2211 -
الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بَينا الْحَبَشَة يَلْعَبُونَ عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِحِرَابِهِمْ، إِذْ دخل عمر فَأَهوى إِلَى الْحَصْبَاء فحصبهم فِيهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" دعهم يَا عمر ". قَالَ البُخَارِيّ: زَاد عليٌّ: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق: حَدثنَا معمر: فِي الْمَسْجِد.
2212 -
الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ الله: يُؤْذِينِي ابْن آدم، يسب الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر، بيَدي الْأَمر، أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار ".
وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر:
قَالَ الله عز وجل: يُؤْذِينِي ابْن آدم يَقُول: يَا خيبة الدَّهْر. فَلَا يَقُولَن أحدكُم: يَا خيبة الدَّهْر فَإِنِّي أَنا الدَّهْر، أقلب ليله ونهاره، فَإِذا شِئْت قبضتهما ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " قَالَ الله عز وجل: يسب ابْن آدم الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر، بيَدي اللَّيْل وَالنَّهَار ". أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة أبي سَلمَة لوَاحِد مِنْهُمَا.
وَقد أخرج البُخَارِيّ بِإِسْنَاد آخر من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تسموا الْعِنَب الْكَرم، وَلَا تَقولُوا: يَا خيبة الدَّهْر، فَإِن الله هُوَ الدَّهْر ".
وَأخرجه أَيْضا مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يَقُولَن أحدكُم: يَا خيبة الدَّهْر، فَإِن الله هُوَ الدَّهْر ".
وَأخرج مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تسبوا الدَّهْر، فَإِن الله هُوَ الدَّهْر " زَاد فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر " وَلَا يَقُولَن أحدكُم للعنب الْكَرم، فَإِن الْكَرم الرجل الْمُسلم ".
2213 -
السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَسْرعُوا بالجنازة، فَإِن تَكُ صَالِحَة فخيرٌ تقدمونها إِلَيْهِ، وَإِن يَك غير ذَلِك فشرٌّ تضعونه عَن رِقَابكُمْ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَسْرعُوا بالجنازة، فَإِن كَانَت صَالِحَة قربتموها إِلَى الْخَيْر، وَإِن كَانَت غير ذَلِك كَانَ شرا تضعونه عَن رِقَابكُمْ ".
وَلَيْسَ لأبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
2214 -
السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " الْفطْرَة خمسٌ: الْخِتَان، والاستحداد، وقص الشَّارِب، وتقليم الْأَظْفَار، ونتق الآباط ".
وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة:
الْفطْرَة خمس، أَو خمسٌ من الْفطْرَة. . " وَذكر نَحوه.
2215 -
الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بعثت بجوامع الْكَلم، ونصرت بِالرُّعْبِ. وَبينا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض، فَوضعت فِي يَدي " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فقد ذهب رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنْتُم تنتثلونها. قَالَ البُخَارِيّ: بَلغنِي أَن جَوَامِع الْكَلم: أَن الله يجمع لَهُ الْأُمُور الْكَثِيرَة الَّتِي كَانَت تكْتب فِي الْكتب قبله فِي الْأَمر الْوَاحِد أَو الِاثْنَيْنِ.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " أَعْطَيْت مَفَاتِيح الْكَلم، ونصرت بِالرُّعْبِ. وببينا أَنا نائمٌ البارحة إِذْ أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض حَتَّى وضعت فِي يَدي " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَذهب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُم تنتقلونها.
وَأخرج مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَحده.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فضلت على الْأَنْبِيَاء بست: أَعْطَيْت جَوَامِع الْكَلم، ونصرت بِالرُّعْبِ، وَأحلت لي الْغَنَائِم، وَجعلت لي الأَرْض طهُورا ومسجداً، وَأرْسلت إِلَى الْخلق كَافَّة، وَختم بِي النَّبِيُّونَ ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ.
نصرت بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيت جَوَامِع الْكَلم ".
وَمن حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله أَنه قَالَ:
نصرت بِالرُّعْبِ على الْعَدو، وَأُوتِيت جَوَامِع الْكَلم. وَبينا أَنا نائمٌ أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض، فَوضعت فِي يَدي ".
2216 -
التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نسَاء قُرَيْش خير نسَاء ركبن الْإِبِل، أحناه على طفلٍ، وأرعاه على زوجٍ
فِي ذَات يَده " قَالَ: يَقُول أَبُو هُرَيْرَة على إِثْر ذَلِك: وَلم تركب مَرْيَم بنت عمرَان بَعِيرًا قطّ. كَذَا فِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ.
وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خطب أم هَانِئ بنت أبي طَالب فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي قد كَبرت، ولي عِيَال. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نساءٍ ركبن الْإِبِل
…
" ثمَّ ذكر مثل حَدِيث يُونُس، غير أَنه قَالَ: " أحناه على ولد فِي صغره ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُفْيَان بن عيينه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة.
وَعَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " خير نساءٍ ركبن الْإِبِل " قَالَ أَحدهمَا: " صَالح نسَاء قُرَيْش " وَقَالَ الآخر: " نسَاء قُرَيْش. أحناه على يَتِيم فِي صغره، وأرعاه على زوج فِي ذَات يَده ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
خير نسَاء ركبن الْإِبِل صَالح نسَاء قُرَيْش، أحناه على ولد فِي صغره، وأرعاه على زوج فِي ذَات يَد ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث طَاوس وَهَمَّام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
خير نسَاء ركبن الْإِبِل صَالح نسَاء قُرَيْش، أحناه على ولد فِي صغره. . " وَبَاقِيه بِنَحْوِهِ.
وَمن حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
2217 -
الْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يَبِيع حاضرٌ لبادٍ " وَلَا تناجشوا، وَلَا يَبِيع الرجل على بيع أَخِيه، وَلَا يخْطب على خطْبَة أَخِيه، وَلَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكفأ مَا فِي إنائها ".
وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ:
وَلَا يزيدن على بيع أَخِيه ".
وَفِي رِوَايَة عَمْرو النَّاقِد عَن سُفْيَان: وَلَا يسم الرجل على سوم أَخِيه ".
وَأَخْرَجَاهُ بِزِيَادَة من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن التلقي، وَأَن يبْتَاع المُهَاجر للأعرابي، وَأَن تشْتَرط الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا، وَأَن يستام الرجل على سوم أَخِيه، وَنهى عَن النجش والتصرية. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن عرْعرة.
وَلَفظ حَدِيث مُسلم مثله، إِلَّا أَنه قَالَ:
نهى عَن التلقي، وَأَن يَبِيع حَاضر لبادٍ.
قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه معَاذ وَعبد الصَّمد عَن شُعْبَة. وَقَالَ غنْدر وَعبد الرَّحْمَن: نهي. وَقَالَ آدم: نهينَا. وَقَالَ النَّضر وحجاج: نهى.
وَأخرج البُخَارِيّ بعضه من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن التلقي، وَأَن يَبِيع حاضرٌ لبادٍ.
وَأخرج أَيْضا طرفا آخر مِنْهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يحل لامْرَأَة تسْأَل طَلَاق أُخْتهَا لتستفرغ صحفتها، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قدر لَهَا.
وَمن حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتستفرغ صحفتها، ولتنكح، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قدر لَهَا ".
وَأخرج مسلمٌ أَيْضا بَعْضًا من ذَلِك من حَدِيث شُعْبَة عَن الْعَلَاء - هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن - وَسُهيْل - هُوَ ابْن أبي صَالح - عَن أَبِيهِمَا عَن أبي هُرَيْرَة. كَذَا قَالَ.
وَعَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يسم الْمُسلم على سوم أَخِيه الْمُسلم، وَلَا يخْطب على خطْبَة أَخِيه.
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ حَدِيث الْعَلَاء.
وَأخرج مُسلم أَيْضا فِي التلقي من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يتلَقَّى الجلب.
وَفِي حَدِيث ابْن جريج:
فَمن تلقى فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ، فَإِذا أَتَى سَيّده السُّوق فَهُوَ بِالْخِيَارِ.
2218 -
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نعى النَّجَاشِيّ الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخرج بهم إِلَى الْمصلى، فَصف بهم، وَكبر عَلَيْهِ أَربع تَكْبِيرَات.
وَلَهُمَا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
نعى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم النَّجَاشِيّ صَاحب الْحَبَشَة يَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ. قَالَ: " اسْتَغْفرُوا لأخيكم " لم يزدْ
2219 -
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما رفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَأسه من الرَّكْعَة الثَّانِيَة قَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد، وَسَلَمَة ابْن هِشَام، وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّة. اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر. اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف. "
وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد وَيُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة:
وَكَانَ يَقُول فِي بعض صلَاته فِي صَلَاة الْفجْر. قَالَ يُونُس: حِين يفرغ من صَلَاة الْفجْر من الْقِرَاءَة، يكبر وَيرْفَع رَأسه:" سمع الله لمن حَمده، رَبنَا لَك الْحَمد " ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: " اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد " وَذكره إِلَى قَوْله: "
…
كَسِنِي يُوسُف " اللَّهُمَّ الْعَن فلَانا وَفُلَانًا - لأحياء من الْعَرَب، حَتَّى أنزل الله عز وجل:{لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء} الْآيَة [آل عمرَان] .
سماهم فِي رِوَايَة يُونُس فَقَالَ:
اللَّهُمَّ الْعَن لحيان وَرِعْلًا وذكوان، وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله " قَالَ: ثمَّ بلغنَا أَنه ترك ذَلِك لما أنزل: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شيءٌ أَو يَتُوب عَلَيْهِم أَو يعذبهم فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ} .
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
بَينا النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعشَاء، إِذْ قَالَ:" سمع الله لمن حَمده " ثمَّ قَالَ قبل أَن يسْجد: " اللَّهُمَّ نج عَيَّاش بن أبي ربيعَة. اللَّهُمَّ نج سَلمَة بن هِشَام. اللَّهُمَّ نج الْوَلِيد ابْن الْوَلِيد. اللَّهُمَّ نج الْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ. اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر.
اللَّهُمَّ اجعلهما سِنِين كَسِنِي يُوسُف ".
وللبخاري من حَدِيث هِلَال بن أُسَامَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاة: " اللَّهُمَّ أَنْج عَيَّاش بن أبي ربيعَة. . " ثمَّ ذكر الدُّعَاء نَحْو حَدِيث يحيى عَن أبي سَلمَة إِلَى قَوْله: ". . كَسِنِي يُوسُف ".
وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ هَذَا.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا رفع رَأسه من الرَّكْعَة الْآخِرَة قَالَ:. . وَذكر الدُّعَاء بِنَحْوِهِ إِلَى قَوْله: " كَسِنِي يُوسُف ". ثمَّ قَالَ: وَإِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " غفار غفر الله لَهَا، وَأسلم سَالَمَهَا الله ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن أبي الزِّنَاد: هَذَا كُله فِي الصُّبْح.
وَلَهُمَا جَمِيعًا أَيْضا فصل من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ:
لأقربن بكم صَلَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يقنت فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة من صَلَاة الظّهْر، وَالْعشَاء الْآخِرَة، وَصَلَاة الصُّبْح، بَعْدَمَا يَقُول: سمع الله عَن حَمده، فيدعو للْمُؤْمِنين ويلعن الْكفَّار.
2220 -
الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا أَمن الإِمَام فَأمنُوا، فَإِن من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه. " قَالَ ابْن شهَاب: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول " آمين ".
وللبخاري من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا أَمن الْقَارئ فَأمنُوا فَأمنُوا، فَإِن الْمَلَائِكَة تؤمن، فَمن وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذا قَالَ أحدكُم: آمين، وَقَالَت الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء: آمين، فَوَافَقت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى، غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا مثله.
وللبخاري من حَدِيث مَالك عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا قَالَ الإِمَام: {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} فَقولُوا: آمين.
فَإِنَّهُ من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ونعيمٌ المجمر عَن أبي هُرَيْرَة.
وَلمُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذا قَالَ الْقَارئ. {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} وَقَالَ من خَلفه: آمين، فَوَافَقَ قَوْله قَول أهل السَّمَاء غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ.
2221 -
الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَة فامشوا إِلَى الصَّلَاة وَعَلَيْكُم السكينَة وَالْوَقار، وَلَا تسرعوا، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعَيْب وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَحده عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي قَالَ:
إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا تأتوها تسعون وائتوها تمشون وَعَلَيْكُم السكينَة، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن عَيْنِيَّة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَحده عَن أبي هُرَيْرَة.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا ثوب بِالصَّلَاةِ فَلَا يسع إِلَيْهَا أحدكُم، وَلَكِن ليمش وَعَلِيهِ السكينَة وَالْوَقار، فصل مَا أدْركْت، واقض مَا سَبَقَك ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ ".
وَمن حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ ذَلِك. وَزَاد الْعَلَاء فِي آخر حَدِيثه:
فَإِن أحدكُم إِذا كَانَ يعمد إِلَى الصَّلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة ".
2222 -
الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين أنزل الله عز وجل: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء] . قَالَ: يَا معشر قُرَيْش - أَو كلمة نَحْوهَا - اشْتَروا أَنفسكُم، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا. يَا بني عبد منافٍ، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا. يَا عَبَّاس بن عبد الْمطلب، لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا. يَا صَفِيَّة عمَّة رَسُول الله، لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا. يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد، سليني مَا شِئْت من مَالِي، لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا ".
وَفِي رِوَايَة يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ:
يَا معشر قُرَيْش، اشْتَروا أَنفسكُم من الله، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا. يَا بني عبد الْمطلب، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا
…
" ثمَّ ذكر نَحوه، وَلم يذكر بني عبد منَاف.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا نَبِي عبد منَاف، اشْتَروا أَنفسكُم من الله. يَا بني عبد الْمطلب، اشْتَروا أَنفسكُم من الله. يَا أم الزبير عمَّة رَسُول الله، يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد، اشتريا أنفسكما من الله، لَا أملك لَكمَا من الله شَيْئا، سلاني من مَالِي مَا شئتما ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث زَائِدَة عَن عبد الله بن ذكْوَان أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيث يُونُس.
وَمن حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
لما نزلت هَذِه الْآيَة: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} دَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قُريْشًا، فَاجْتمعُوا، فَعم وَخص، فَقَالَ: يَا بني كَعْب بن لؤَي، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّهَار، يَا بني مرّة بن كَعْب، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار، يَا بني عبد شمس، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار. يابني هَاشم، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار. يَا بني عبد الْمطلب، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار، يَا فَاطِمَة، أَنْقِذِي نَفسك من النَّار، فَإِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا، غير أَن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا ".
وَلَيْسَ لمُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
2223 -
السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " تفضل صَلَاة الْجَمِيع صَلَاة أحدكُم وَحده
بِخمْس وَعشْرين جُزْءا. وتجتمع مَلَائِكَة اللَّيْل وملائكة النَّهَار فِي صَلَاة الْفجْر " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة:
اقْرَءُوا إِن شِئْتُم {وَقُرْآن الْفجْر إِن قُرْآن الْفجْر كَانَ مشهودا} [الْإِسْرَاء] .
قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ شُعَيْب: وحَدثني نَافِع عَن ابْن عمر: تفضلها بِسبع وَعشْرين.
وَمن الروَاة من قَالَ: عَن سعيد وَحده. وَهِي رِوَايَة مَالك وَمعمر عَن الزُّهْرِيّ.
وَحَدِيث مَالك مُخْتَصر فِي فضل الْجَمَاعَة.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي " فضل صَلَاة الْجَمَاعَة " بِنَحْوِهِ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عبد الله سلمَان الْأَغَر مولى جُهَيْنَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " صَلَاة الْجَمَاعَة تعدل خمْسا وَعشْرين صَلَاة من صَلَاة الْفَذ ".
وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن عمر بن عَطاء بن أبي الخوار:
أَنه بَيْنَمَا هُوَ جالسٌ مَعَ نَافِع بن جُبَير بن مطعم، إِذْ مر بهم أَبُو عبد الله ختن زيد بن زبان - مولى الجهنيين، فَدَعَاهُ نَافِع فَقَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاةٌ مَعَ الإِمَام أفضل من خمس وَعشْرين صَلَاة يُصليهَا وَحده ".
2224 -
السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " العجماء جرحها جَبَّار، والبئر جَبَّار، والمعدن جَبَّار، وَفِي الرِّكَاز الْخمس " وَفِي رِوَايَة مَالك " العجماء جَبَّار ".
وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب وَعبيد الله بن عبد الله عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَحوه.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
العجماء عقلهَا جَبَّار
…
" وَذكر الحَدِيث.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " الْمَعْدن جَبَّار، والبئر جَبَّار، والعجماء جَبَّار وَفِي الرِّكَاز الْخمس ".
وَلمُسلم من حَدِيث الْأسود بن الْعَلَاء عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن:
الْبِئْر جَبَّار، والمعدن جرحه جَبَّار، والعجماء جرحها جَبَّار، وَفِي الرِّكَاز الْخمس "
وَلَيْسَ للأسود بن الْعَلَاء عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة غَيره.
2225 -
الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ " نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ: {رب أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى قَالَ أولم تؤمن قَالَ بلَى وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي} [الْبَقَرَة] وَيرْحَم الله لوطاً، لقد كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد. وَلَو لَبِثت فِي السجْن طول لبث يُوسُف لَأَجَبْت الدَّاعِي ".
وَفِي حَدِيث أَحْمد بن صَالح عَن ابْن وهب نَحوه، وَقَالَ فِي أَوله " نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ:{رب أَرِنِي} " وَكَذَا فِي رِوَايَة عَمْرو بن الْحَارِث عَن يُونُس.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
رحم الله لوطاً، لقد كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد، وَلَو لَبِثت فِي السجْن مَا لبث يُوسُف ثمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لَأَجَبْت ".
قَالَ مُسلم: فِي رِوَايَة جوَيْرِية عَن مَالك عَن سعيد وَأبي عبيد بِمثل حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَفِيه ذكر إِبْرَاهِيم. قَالَ: وَفِي حَدِيث مَالك: {وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي} ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة حَتَّى جازها.
وَفِي حَدِيث أبي أويس عَن الزُّهْرِيّ كَرِوَايَة مَالك بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة حَتَّى أنجزها.
وَأخرج البُخَارِيّ مِنْهُ طرفا من حَدِيث شُعَيْب عَن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يغْفر الله للوطٍ، إِن كَانَ ليأوي إِلَى ركن شَدِيد " لم يزدْ.
وَأخرج هَذَا أَيْضا مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد بِنَحْوِهِ، لم يزدْ.
2226 -
التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: " إِنَّكُم تَقولُونَ: إِن أَبَا هُرَيْرَة يكثر الحَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: مَا بَال الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار لَا يحدثُونَ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمثل حَدِيث أبي هُرَيْرَة؟ وَإِن إخوتي من الْمُهَاجِرين كَانَ يشغلهم الصفق بالأسواق، وَكنت ألزم رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ملْء بَطْني، فَأشْهد إِذا غَابُوا، وأحفظ إِذا نسوا. وَكَانَ يشغل إخْوَانِي من الْأَنْصَار عمل أَمْوَالهم، وَكنت امْرأ مِسْكينا من مَسَاكِين الصّفة، أعي حِين ينسون.
وَقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيث يحدثه:
إِنَّه لن يبسط أحدٌ ثَوْبه حَتَّى أَقْْضِي مَقَالَتي ثمَّ يجمع إِلَيْهِ ثَوْبه إِلَّا وعى مَا أَقُول. " فبسطت نمرةً عَليّ، حَتَّى إِذا قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مقَالَته جمعتها إِلَى صَدْرِي، فَمَا نسيت من مقَالَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تِلْكَ من شَيْء.
وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد قَالَ:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة. . وَذكر نَحوه، وَفِي آخِره: وَلَوْلَا آيتان أنزلهما الله فِي كِتَابه مَا حدثت شَيْئا أبدا: {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى} إِلَى آخر الْآيَتَيْنِ [الْبَقَرَة] .
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَفِيه ذكر الْآيَتَيْنِ. وَفِي آخِره فِي حَدِيث سُفْيَان: فَمَا نسيت شَيْئا سَمِعت مِنْهُ.
وللبخاري من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قلت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنِّي أسمع مِنْك حَدِيثا كثيرا أنساه. قَالَ: " أبسط رداءك " فبسطت، فغرف بيدَيْهِ ثمَّ قَالَ:" ضمه " فضممته، فَمَا نسيت شَيْئا بعد.
2227 -
السِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي سعيد بن الْمسيب وَعَطَاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهما أَن النَّاس قَالُوا: يَا رَسُول الله، هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ:" هَل تمارون فِي الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لَيْسَ دونه سحابٌ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَهَل تمارون فِي الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سحابٌ؟ " قَالُوا: لَا.
قَالَ: فَإِنَّكُم تَرَوْنَهُ كَذَلِك، يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، فَيَقُول: من كَانَ يعبد شَيْئا فَليتبعْ، فَمنهمْ من يتبع الشَّمْس، وَمِنْهُم من يتبع الْقَمَر، وَمِنْهُم من يتبع الطواغيت، وَتبقى هَذِه الْأمة فِيهَا منافقوها، فيأتيهم الله فَيَقُولُونَ: أَنا ربكُم.
فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَاننَا حَتَّى يأتينا رَبنَا، فَإِذا جَاءَ رَبنَا عَرفْنَاهُ، فيأتيهم الله فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ أَنْت رَبنَا. فيدعوهم، وَيضْرب الصِّرَاط بَين ظهراني جَهَنَّم، فَأَكُون أول من يجوز من الرُّسُل بأمته، وَلَا يتَكَلَّم يومئذٍ أحدٌ إِلَّا الرُّسُل، وَكَلَام الرُّسُل يومئذٍ: اللَّهُمَّ سلم سلم، وَفِي جَهَنَّم كلاليب مثل شوك السعدان، هَل رَأَيْتُمْ شوك السعدان؟ " قَالُوا: نعم. قَالَ: " فَإِنَّهَا مثل شوك السعدان، غير أَنه لَا يعلم قدر عظمها إِلَّا الله، تخطف النَّاس بأعمالهم، فَمنهمْ من يوبق بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُم من يخردل ثمَّ ينجو، حَتَّى إِذا أَرَادَ الله رَحْمَة من أَرَادَ من أهل النَّار أَمر الْمَلَائِكَة أَن يخرجُوا من كَانَ يعبد الله، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السُّجُود، وَحرم الله على النَّار أَن تَأْكُل أثر السُّجُود، فَيخْرجُونَ من النَّار وَقد امتحشوا، فَيصب عَلَيْهِم مَاء الْحَيَاة فينبتون كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل السَّيْل، ثمَّ يفرغ الله مِنْهُ الْقصاص بَين الْعباد، وَيبقى رجلٌ بَين الْجنَّة وَالنَّار، وَهُوَ آخر أهل النَّار دُخُولا الْجنَّة، مقبلٌ بِوَجْهِهِ قبل النَّار فَيَقُول: يَا رب، اصرف وَجْهي عَن النَّار، قد قشبني رِيحهَا، وأحرقني ذكاؤها. فَيَقُول: هَل عَسَيْت إِن فعل ذَلِك أَن تسْأَل غير ذَلِك؟ فَيَقُول: لَا، وَعزَّتك، فيعطي الله مَا شَاءَ من عهدٍ وميثاقٍ، فَيصْرف الله وَجهه عَن النَّار، فَإِذا أقبل بِهِ على الْجنَّة رأى بهجتها سكت مَا شَاءَ الله أَن يسكت ثمَّ قَالَ: يَا رب، قدمني عِنْد بَاب الْجنَّة. فَيَقُول الله لَهُ: أَلَيْسَ قد أَعْطَيْت العهود والميثاق أَلا تسْأَل غير الَّذِي سَأَلت؟ فَيَقُول: يَا رب، لَا أكون أَشْقَى خلقك. فَيَقُول: فَمَا عَسَيْت أَن أَعْطَيْت ذَلِك أَن تسْأَل غَيره؟ فَيَقُول: لَا، وَعزَّتك لَا أَسأَلك غير هَذَا، فيعطي ربه مَا شَاءَ من عهدٍ وميثاق، فَيقدمهُ إِلَى بَاب الْجنَّة، فَإِذا بلغ بَابهَا، فَرَأى زهرتها وَمَا فِيهَا من النضرة وَالسُّرُور " وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد: " فَإِذا قَامَ إِلَى بَاب الْجنَّة انفقهت لَهُ الْجنَّة، فَرَأى مَا فِيهَا من الْحبرَة وَالسُّرُور، فَسكت مَا شَاءَ الله أَن
يسكت، فَيَقُول: يَا رب، أدخلني الْجنَّة، فَيَقُول الله: وَيحك يَا ابْن آدم، مَا أغدرك، أَلَيْسَ قد أَعْطَيْت العهود أَلا تسْأَل غير الَّذِي أَعْطَيْت. فَيَقُول: يَا رب، لَا تجعلني أَشْقَى خلقك. فيضحك الله مِنْهُ، ثمَّ يَأْذَن الله فِي دُخُول الْجنَّة. فَيَقُول تمن، فيتمنى حَتَّى إِذا انْقَطع أمْنِيته قَالَ الله: تمن من كَذَا وَكَذَا - يذكرهُ ربه، حَتَّى إِذا انْتَهَت بِهِ الْأَمَانِي، قَالَ الله: لَك ذَلِك وَمثله مَعَه ".
قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ لأبي هُرَيْرَة:
إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ الله: لَك ذَلِك وَعشرَة أَمْثَاله " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: لم أحفظ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَوْله " لَك ذَلِك وَمثله مَعَه " قَالَ أَبُو سعيد إِنِّي سمعته يَقُول: " لَك ذَلِك وَعشرَة أَمْثَاله ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن عَطاء بن يزِيد وَحده عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ مَا تقدم عَنْهُمَا.
وَذكر أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه فِي كتاب " الْإِيمَان " من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا أَيْضا.
2228 -
الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: استب رجلٌ من الْمُسلمين ورجلٌ من الْيَهُود، فَقَالَ الْمُسلم: وَالَّذِي اصْطفى مُحَمَّدًا على الْعَالمين - فِي قسم يقسم بِهِ. فَقَالَ الْيَهُودِيّ: وَالَّذِي اصْطفى مُوسَى على الْعَالمين. فَرفع الْمُسلم عِنْد ذَلِك يَده فلطم الْيَهُودِيّ، فَذهب الْيَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ الَّذِي كَانَ من أمره وَأمر الْمُسلم. فَقَالَ:" لَا تخيروني على مُوسَى، فَإِن النَّاس يصعقون، فَأَكُون أول من يفِيق، فَإِذا مُوسَى باطشٌ بِجَانِب الْعَرْش، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَن صعق فأفاق، أَو كَانَ مِمَّن اسْتثْنى الله عز وجل ".
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي شهَاب عَن أبي سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الله بن الْفضل عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
بَيْنَمَا يهوديٌّ يعرض سلْعَته، أعطي بهَا شَيْئا كرهه، فَقَالَ: لَا، وَالَّذِي اصْطفى مُوسَى على الْبشر. فَسَمعهُ رجل من الْأَنْصَار، فَقَامَ فلطم وَجهه وَقَالَ: تَقول: وَالَّذِي اصْطفى مُوسَى على الْبشر وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بَين أظهرنَا؟ فَذهب إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبَا الْقَاسِم، إِن لي ذمَّة وعهداً، فَمَا بَال فلانٍ لطم وَجْهي؟ فَقَالَ:" لم لطمت وَجهه؟ " فَذكره، فَغَضب النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى رئي فِي وَجهه، ثمَّ قَالَ:" لَا تفضلوا بَين أَنْبيَاء الله، فَإِنَّهُ ينْفخ فِي الصُّور فيصعق من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله، ثمَّ ينْفخ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُون أول من بعث، فَإِذا مُوسَى آخذٌ بالعرش، فَلَا أَدْرِي أحوسب بصعقة يَوْم الطّور، أم بعث قبلي. وَلَا أَقُول إِن أحدا أفضل من يُونُس ابْن مَتى ".
وَلَيْسَ لعبد الله بن الْفضل عَن الْأَعْرَج فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
وَأخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ تَعْلِيقا من حَدِيث عبد الله بن الْفضل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
فَأَكُون أول من بعث، فَإِذا مُوسَى آخذٌ بالعرش. . " لم يزدْ.
وَلَيْسَ لعبد الله بن الْفضل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
وَعند البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِنِّي لأوّل من يرفع رَأسه بعد النفخة، فَإِذا مُوسَى متعلقٌ بالعرش ".
2229 -
الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف وَسَعِيد بن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: أَتَى رجلٌ من أسلم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِد، فناداه فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن الْأُخَر قد زنا - يَعْنِي نَفسه، فَأَعْرض عَنهُ، فَتنحّى بشق وَجهه الَّذِي أعرض قبله فَقَالَ لَهُ ذَلِك، فَأَعْرض عَنهُ، فَتنحّى الرَّابِعَة، فَلَمَّا شهد على نَفسه أَربع مَرَّات دَعَاهُ فَقَالَ:" هَل بك جُنُون؟ " قَالَ: لَا. قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " اذْهَبُوا بِهِ فارجموه " وَكَانَ قد أحصن.
قَالَ ابْن شهَاب:
فَأَخْبرنِي من سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: فرجمناه بالمصلى بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة جمز، حَتَّى أدركناه بِالْحرَّةِ، فرجمناه حَتَّى مَاتَ.
2230 -
الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " سَتَكُون فتنٌ الْقَاعِد فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهَا خيرٌ من الْمَاشِي، والماشي خير من السَّاعِي، من تشرف لَهَا تستشرفه، وَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليعذ بِهِ ".
قَالَ ابْن شهَاب:
وحَدثني أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الرَّحْمَن بن مُطِيع عَن نَوْفَل بن مُعَاوِيَة بِمثل حَدِيث أبي هُرَيْرَة، إِلَّا أَن أَبَا بكر زَاد: " من الصَّلَاة صَلَاة من فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: فَأَما البُخَارِيّ فَأخْرجهُ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ إِبْرَاهِيم: وحَدثني صَالح بن كيسَان عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي
هُرَيْرَة، وَلَفظه عَنْهُمَا:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَتَكُون فتنةٌ الْقَاعِد فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهَا خيرٌ من الْمَاشِي، والماشي خيرٌ من السَّاعِي، من تشرف لَهَا تستشرفه، فَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليعذ بِهِ ".
وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد وَحده عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ " تكون فتنةٌ النَّائِم فِيهَا خيرٌ من الْيَقظَان، وَالْيَقظَان فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهِ خير من السَّاعِي، فَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليستعذ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
سَتَكُون فتْنَة الْقَاعِد فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهَا خير من الْمَاشِي، والماشي خيرٌ من السَّاعِي، من تشرف لَهَا تستشرفه، فَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليعذ بِهِ ".
2231 -
الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَأبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مؤمنٌ، وَلَا يسرق السَّارِق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن ".
قَالَ ابْن شهَاب:
فَأَخْبرنِي عبد الْملك بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا بكر كَانَ يُحَدِّثهُمْ بهؤلاء عَن أبي هُرَيْرَة ثمَّ يَقُول: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يلْحق مَعَهُنَّ: وَلَا ينتهب نهبةً ذَات شرف يرفع النَّاس إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارهم حِين ينتهبها وَهُوَ مُؤمن " هَكَذَا فِي حَدِيث عقيل وَيُونُس بن يزِيد.
وَفِي حَدِيث اللَّيْث وَالْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة مثل حَدِيث أبي بكر. وَفِيه ذكر النهبة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَلم يَقُولَا:
ذَات شرفٍ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث صَفْوَان بن سليم عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَعَطَاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَمن حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة. غير أَن الْعَلَاء وَصَفوَان لَيْسَ فِي حَدِيثهمَا:
يرفع النَّاس إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارهم ". وَفِي حَدِيث همام: " يرفع إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ أَعينهم فِيهَا، وَهُوَ حِين ينتهبها مؤمنٌ " وَزَاد:" وَلَا يغل أحدكُم حِين يغل وَهُوَ مُؤمن، فإياكم إيَّاكُمْ ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سلميان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة
أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] قَالَ:
لَا يَزْنِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يسرق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن، لَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن، وَالتَّوْبَة معروضة بعد ".
2232 -
الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " بَيْنَمَا راعٍ فِي غنمه عدا الذِّئْب فَأخذ مِنْهَا شَاة، فطلبها حَتَّى استنقذها مِنْهُ، فَالْتَفت إِلَيْهِ الذِّئْب فَقَالَ: من لَهَا يَوْم السَّبع، لَيْسَ لَهَا راعٍ غَيْرِي. " فَقَالَ النَّاس: سُبْحَانَ الله {فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " فَإِنِّي أومن بِهِ وَأَبُو بكر وَعمر، وَمَا ثمَّ أَبُو بكر وَعمر ". كَذَا عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا.
وَعند مُسلم من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا رجلٌ يَسُوق بقرة قد حمل عَلَيْهَا، التفتت إِلَيْهِ فَقَالَت: إِنِّي لم أخلق لهَذَا، وَلَكِنِّي إِنَّمَا خلقت للحرث " فَقَالَ النَّاس: سُبْحَانَ الله - تَعَجبا وفزعاً - أبقرةٌ تَتَكَلَّم} فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " فَإِنِّي أُؤْمِن بِهِ، وَأَبُو بكر وَعمر ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة:
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا راعٍ فِي غنمه عدا عَلَيْهِ الذِّئْب فَأخذ مِنْهُ شَاة، فَطَلَبه الرَّاعِي حَتَّى استنقذها مِنْهُ. . " وَذكر الحَدِيث بِنَحْوِ مَا تقدم. وَلَيْسَ فِيهِ عِنْده: " وَمَا ثمَّ أَبُو بكر وَعمر ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
صلى الرَّسُول الله صلى الله عليه وسلم صَلَاة الصُّبْح، ثمَّ أقبل على النَّاس فَقَالَ:" بَينا رجلٌ يَسُوق بقرة إِذْ ركبهَا فضربها، فَقَالَت: إِنَّا لم نخلق لهَذَا، إِنَّمَا خلقنَا للحرث " فَقَالَ النَّاس: سُبْحَانَ الله، بقرة تَتَكَلَّم! فَقَالَ:" فَإِنِّي أُؤْمِن بِهَذَا أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَمَا هما ثمَّ " ذكر بَاقِي الحَدِيث فِي الشاه وَالذِّئْب بِنَحْوِ مَا تقدم إِلَى قَوْله: " فَإِنِّي أُؤْمِن بِهَذَا أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَمَا هما ثمَّ " لفظ الحَدِيث للْبُخَارِيّ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا فِي قصَّة الشَّاة وَالْبَقَرَة بِمثل حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم الحديثان جَمِيعًا فِي الشَّاة وَالْبَقَرَة بِنَحْوِ حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ.
2233 -
السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " قرصت نملةٌ نَبيا من الْأَنْبِيَاء، فَأمر بقرية النَّمْل فاحرقت، فَأوحى الله إِلَيْهِ: أَن قرصتك نملةٌ أحرقت أمة من الْأُمَم تسبح ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
نزل نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء تَحت شَجَرَة، فلدغته نملةٌ، فَأمر بجهازه فَأخْرج من تحتهَا، ثمَّ أَمر ببيتها فَأحرق بالنَّار، فَأوحى الله عز وجل إِلَيْهِ: فَهَلا نملةً وَاحِدَة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
نزل نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء تَحت شَجَرَة. . " بِنَحْوِ حَدِيث مَالك.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ ذَلِك.
2234 -
السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَسَعِيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: فِي الْحبَّة السَّوْدَاء شِفَاء من كل دَاء إِلَّا السام " قَالَ ابْن شهَاب: والسام: الْمَوْت. والحبة السَّوْدَاء الشونيز.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد وَحده عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا.
وَمن حَدِيث ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة وَحده عَن أبي هُرَيْرَة. وَلَيْسَ ذكر الشونيز فِي رِوَايَة سُفْيَان وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ.
وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا من داءٍ إِلَّا فِي الْحبَّة السَّوْدَاء مِنْهُ شِفَاء، إِلَّا السام ".
2235 -
الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَسَعِيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تمنعوا فضل المَاء لتمنعوا بِهِ الْكلأ ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع الْكلأ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك.
وَمن حَدِيث هِلَال بن أُسَامَة عَن أبي سَلمَة وَأبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لَا يُبَاع فضل المَاء ليباع بِهِ الْكلأ ".
وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه بِهَذَا الْإِسْنَاد فَقَالَ:
لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ الْكلأ ".
2236 -
التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتعْمل رجلا على خَيْبَر، فجَاء بِتَمْر جنيب، فَقَالَ " أكل تمر خَيْبَر هَكَذَا؟ " قَالَ: أَنا لنأخذ الصَّاع بالصاعين، والصاعين بِالثَّلَاثَةِ. فَقَالَ " لَا تفعل، بِعْ الْجمع بِالدَّرَاهِمِ، ثمَّ ابتع بِالدَّرَاهِمِ جنيباً " وَقَالَ فِي الْمِيزَان مثل ذَلِك.
قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن عبد الْمجِيد عَن سعيد: أَن أَبَا سعيد وَأَبا هُرَيْرَة حَدَّثَاهُ بِهَذَا، وَعَن عبد الْمجِيد بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة بِهَذَا.
وألفاظ الروَاة مُتَقَارِبَة فِي الْمَعْنى.
2237 -
السبعون: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أُقِيمَت الصَّلَاة، وَعدلت الصُّفُوف قيَاما. قَالَ فِي رِوَايَة هَارُون بن مَعْرُوف وحرملة بن يحيى: فعدلنا الصُّفُوف قبل أَن يخرج إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَخرج إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَامَ فِي مصلاة ذكر أَنه جنب، فَقَالَ لنا:" مَكَانكُمْ ".
فِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف عَن الْأَوْزَاعِيّ:
فَمَكثْنَا على هيئتنا - يَعْنِي قيَاما - ثمَّ رَجَعَ فاغتسل ثمَّ خرج إِلَيْنَا وَرَأسه يقطر، فَكبر فصلينا مَعَه.
وَأخرج مُسلم بعض هَذَا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة:
إِن الصَّلَاة كَانَت تُقَام لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَيَأْخُذ النَّاس مَصَافهمْ قبل أَن يقوم النَّبِي صلى الله عليه وسلم مقَامه.
2238 -
الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة فقد أدْرك الصَّلَاة ".
قَالَ فِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب:
من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة مَعَ الإِمَام ". وَفِي حَدِيث عبيد الله عَن الزُّهْرِيّ: " فقد أدْرك الصَّلَاة كلهَا ".
وللبخاري من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا أدْرك أحدكُم سَجْدَة من صَلَاة الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس فليتم صلَاته، وَإِذا أدْرك سَجْدَة من صَلَاة الصُّبْح قبل أَن تطلع الشَّمْس فليتم صلَاته ".
2239 -
الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لكل نبيٍّ دعوةٌ يدعوها، فَأُرِيد - إِن شَاءَ الله - أَن أختبئ دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عَمْرو - مِنْهُم من يَقُول: عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا.
وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن عمر بن أبي سُفْيَان أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ لكعب الْأَحْبَار: إِن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لكل نبيٍّ دعوةٌ يدعوها، فَأُرِيد - إِن شَاءَ الله - أَن أختبئ دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ". فَقَالَ كَعْب لأبي هُرَيْرَة: أَنْت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نعم.
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لكل نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ، فتعجل كل نبيٍّ دَعوته، وَإِنِّي اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة، فَهِيَ نائلة إِن شَاءَ الله من مَاتَ من أمتِي لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا ".
وَمن حَدِيث أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
لكل نبيٍّ دَعْوَة مستجابة يَدْعُو بهَا، فيستجاب لَهُ فيؤتاها، وَإِنِّي اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لكل نبيٍّ دعوةٌ دَعَا بهَا فِي أمته فاستجيب لَهُ، وَإِنِّي أُرِيد أَن أدخر دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ".
2240 -
الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْوِصَال فِي الصَّوْم. فَقَالَ لَهُ رجلٌ من الْمُسلمين: إِنَّك تواصل يَا رَسُول الله. قَالَ: " وَأَيكُمْ مثلي؟ إِنِّي أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني ". فَلَمَّا أَبَوا أَن ينْتَهوا عَن الْوِصَال وَاصل بهم يَوْمًا ثمَّ يَوْمًا، ثمَّ رَأَوْا الْهلَال فَقَالَ:" لَو تَأَخّر لزدتكم " كالتنكيل لَهُم حِين أَبَوا أَن ينْتَهوا.
قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن خَالِد عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَإِنَّمَا هُوَ عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إيَّاكُمْ والوصال " مرَّتَيْنِ. فَقيل: إِنَّك تواصل. قَالَ: " أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني، فاكلفوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إيَّاكُمْ والوصال " قَالُوا: فَإنَّك تواصل يَا رَسُول الله. قَالَ: " إِنَّكُم لَسْتُم فِي ذَلِك مثلي، إِنِّي أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني، فاكلفوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون ".
وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مثله، غير أَنه قَالَ:
فاكلفوا مَا لكم بِهِ طَاقَة ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثل حَدِيث أبي زرْعَة.
2241 -
الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَنه كَانَ يُصَلِّي بهم، فيكبر كلما خفض وَرفع، فَإِذا انْصَرف قَالَ: إِنِّي لأشبهكم صَلَاة برَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة يكبر حِين يقوم، ثمَّ
يكبر حِين يرْكَع، ثمَّ يَقُول:
سمع الله لمن حَمده " حِين يرفع صلبه من الرَّكْعَة، ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: " رَبنَا لَك الْحَمد " ثمَّ يكبر حِين يهوي سَاجِدا، ثمَّ يكبر حِين يسْجد، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه، ثمَّ يفعل ذَلِك فِي الصَّلَاة كلهَا حَتَّى يَقْضِيهَا، وَيكبر حِين يقوم من الثِّنْتَيْنِ بعد الْجُلُوس.
زَاد فِي حَدِيث ابْن جريج: ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة:
إِنِّي لأشبهكم صَلَاة برَسُول الله صلى الله عليه وسلم. زَاد هُوَ وَغَيره الْوَاو فِي قَوْله: " وَلَك الْحَمد ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر وَأبي سَلمَة:
أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يكبر فِي كل صَلَاة من الْمَكْتُوبَة وَغَيرهَا فِي رَمَضَان وَغَيره، فيكبر حِين يقوم، وَيكبر حِين يرْكَع ثمَّ يَقُول: سمع الله لمن حَمده، ثمَّ يَقُول: رَبنَا وَلَك الْحَمد، وَذكر نَحوه. وَقَالَ فِي آخِره وَيفْعل ذَلِك فِي كل رَكْعَة حَتَّى يفرغ من الصَّلَاة، ثمَّ يَقُول حِين ينْصَرف: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأقربكم شبها بِصَلَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، إِن كَانَت هَذِه لصلاته حَتَّى فَارق الدُّنْيَا.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين يرفع رَأسه يَقُول: " سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد "، يَدْعُو لرجال فيسميهم بِأَسْمَائِهِمْ، فَيَقُول: " اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد، وَسَلَمَة بن هِشَام، وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف وَأهل الْمشرق يومئذٍ من مُضر مخالفون لَهُ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة:
أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يكبر فِي الصَّلَاة كلما رفع وَوضع. فَقُلْنَا: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا هَذَا التَّكْبِير؟ فَقَالَ: إِنَّهَا لصَلَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة:
أَنه كَانَ يكبر كلما خفض وَرفع، وَيحدث أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يفعل ذَلِك.
2242 -
الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ: " مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن لنَبِيّ بِأَن يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ " قَالَ سُفْيَان: تَفْسِيره: أَن يَسْتَغْنِي بِهِ. وَفِي حَدِيث عقيل بن خَالِد. يُرِيد: يجْهر بِهِ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. قَالَ:
وَمَا أذن الله لشيءٍ مَا أذن لنبيٍّ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ، يجْهر بِهِ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مَا أذن الله لشيءٍ كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يجْهر بِهِ ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مثله.
وَأخرجه البُخَارِيّ وَحده بلفظٍ آخر من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " زَاد غَيره " يجْهر بِهِ " كَذَا فِي كتاب البُخَارِيّ.
2243 -
السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ. " ننزل غَدا - إِن شَاءَ الله - بخيف بني كنَانَة حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر " يُرِيد المحصب.
وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ حِين أَرَادَ قدوم مَكَّة:
منزلنا غَدا إِن شَاءَ الله - بخيف بني كنَانَة حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر ".
وَفِي رِوَايَة الْوَلِيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من الْغَد يَوْم النَّحْر وَهُوَ بمنى:
نَحن نازلون غَدا بخيف بني كنَانَة حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر " يَعْنِي بذلك المحصب. وَذَلِكَ أَن قُريْشًا وكنانة تحالفت على بني هَاشم وَبني عبد الْمطلب - أَو بني الْمطلب - أَلا يناكحوهم وَلَا يبايعوهم حَتَّى يسلمُوا إِلَيْهِم النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ سَلامَة عَن عقيل، وَيحيى عَن الضَّحَّاك عَن الْأَوْزَاعِيّ، أَخْبرنِي ابْن شهَاب وَقَالا: بني هَاشم وَبني الْمطلب. قَالَ البُخَارِيّ: وَبني الْمطلب أشبه.
وَفِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ حِين أَرَادَ حنيناً:
منزلنا غَدا - إِن شَاءَ الله - بخيف بني كنَانَة، حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
منزلنا إِن شَاءَ الله - إِذا فتح الله - الْخيف، حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
…
وَذكر مثله.
2244 -
السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
اشتكت النَّار إِلَى رَبهَا فَقَالَت: رب
أكل بَعْضِي بَعْضًا، فَأذن لَهَا بنفسين:
نفسٍ فِي الشتَاء وَنَفس فِي الصَّيف، فَهُوَ أَشد مَا تَجِدُونَ من الْحر، وَأَشد مَا تَجِدُونَ من الزَّمْهَرِير ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم. واشتكت النَّار إِلَى رَبهَا فَقَالَت: رب أكل بَعْضِي بَعْضًا، فَأذن لَهَا بنفسين: نفس فِي الشتَاء، وَنَفس فِي الصَّيف، فَهُوَ أَشد مَا تَجِدُونَ من الْحر، وَأَشد مَا تَجِدُونَ من الزَّمْهَرِير.
وَأخرج فصل الْإِبْرَاد من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وحدثناه نَافِع مولى ابْن عمر عَن ابْن عمر أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
…
مثله.
وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
قَالَت النَّار: رب، أكل بَعْضِي بَعْضًا، فَأذن لي أَن أتنفس، فَأذن لَهَا بنفسين: نفسٍ فِي الشتَاء وَنَفس فِي الصَّيف، فَمَا وجدْتُم من بردٍ أَو زمهرير فَمن نفس جَهَنَّم، وَمَا وجدْتُم من حر أَو حرور فَمن نفس جَهَنَّم ".
وَمن حَدِيث مَالك بن أنس عَن عبد الله بن يزِيد مولى الْأسود بن سُفْيَان عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا كَانَ الْحر فأبردوا عَن الصَّلَاة، فَإِن شدَّة الْحر من فيح
جَهَنَّم " وَذكر أَن النَّار اشتكت إِلَى رَبهَا فَأذن لَهَا فِي كل عامٍ بنفسين: نفسٍ فِي الشتَاء، وَنَفس فِي الصَّيف.
وَفِي فصل الْإِبْرَاد وَحده من حَدِيث سلمَان الْأَغَر وَبسر بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا كَانَ الْيَوْم الْحَار فأبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أبردوا عَن الْحر فِي الصَّلَاة؛ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم ".
وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن هَذَا الْحر من فيح جَهَنَّم، فأبردوا بِالصَّلَاةِ ".
وَمن حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ
…
بِنَحْوِ ذَلِك.
2245 -
الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول " الفخار وَالْخُيَلَاء فِي الْفَدادِين أهل الْوَبر، والسكينة فِي أهل الْغنم " زَاد شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: " وَالْإِيمَان يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية " قَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ: وَسميت الْيمن لِأَنَّهَا عَن يَمِين الْكَعْبَة، وَالشَّام عَن يسَار الْكَعْبَة.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
رَأس الْكفْر نَحْو الْمشرق، وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء فِي أهل الْخَيل وَالْإِبِل، الْفَدادِين أهل الْوَبر، والسكينة فِي أهل الْغنم ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أَتَاكُم أهل الْيمن، هم أَلين قلوباً وأرق أَفْئِدَة، الْإِيمَان يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية، وَرَأس الْكفْر قبل الْمشرق " زَاد شُعْبَة عَن الْأَعْمَش:" وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء فِي أَصْحَاب الْإِبِل، والسكينة وَالْوَقار فِي أَصْحَاب الْغنم ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الْغَيْث سَالم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
الْإِيمَان يمانٍ والفتنة هَا هُنَا، حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان ".
وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أَتَاكُم أهل الْيمن، أَضْعَف قلوباً، وأرق أَفْئِدَة، الْفِقْه يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
جَاءَ أهل الْيمن، هم أرق أَفْئِدَة، وأضعف قلوباً، الْإِيمَان يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية. السكينَة فِي أهل الْغنم، وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء فِي الْفَدادِين، أهل الْوَبر قبل مطلع الشَّمْس ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
جَاءَ أهل الْيمن، هم أرق أَفْئِدَة، الْإِيمَان يمانٍ، وَالْفِقْه يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية ".
وَمن حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
الْإِيمَان يمانٍ، وَالْكفْر قبل الْمشرق، والسكينة فِي أهل الْغنم، وَالْفَخْر والرياء فِي الْفَدادِين أهل الْخَيل والوبر ".
2246 -
التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: التَّسْبِيح للرِّجَال والتصفيق للنِّسَاء ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك مُسْندًا. زَاد حَرْمَلَة: قَالَ ابْن شهَاب:
وَقد رَأَيْت رجَالًا من أهل الْعلم يسبحون ويشيرون.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ. وَلم أره لأبي مَسْعُود فِي تَرْجَمَة الْأَعْمَش عَن أبي صَالح.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
2247 -
الثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليصل رَحمَه، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت " زَاد فِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ " وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم جَاره ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يؤذ جَاره، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو لِيَسْكُت ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي بِمثل حَدِيث أبي حُصَيْن، غير أَنه قَالَ:
فليحسن إِلَى جَاره ".
2248 -
الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله، وَمن عَصَانِي فقد عصى الله، وَمن أطَاع أَمِيري فقد أَطَاعَنِي، وَمن عصى أَمِيري فقد عَصَانِي ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " وَقَالَ: " من أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله وَمن عَصَانِي فقد عصى الله، وَمن يطع الْأَمِير فقد أَطَاعَنِي، وَمن يعْص الْأَمِير فقد عَصَانِي " وَزَاد:" وَالْإِمَام جنَّة يُقَاتل من وَرَائه، ويتقى بِهِ، فَإِن أَمر بتقوى وَعدل، فَإِن لَهُ بذلك أجرا، وَإِن قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِن عَلَيْهِ مِنْهُ ".
وَأخرج مُسلم فصل " الْجنَّة " من حَدِيث وَرْقَاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِنَّمَا الإِمَام جنةٌ، يُقَاتل من وَرَائه، ويتقى بِهِ، فَإِن أَمر بتقوى الله، وَعدل، كَانَ لَهُ بذلك أجرٌ، وَإِن يَأْمر بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ ".
وَأخرج الْفَصْل الأول من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد دون الزِّيَادَة، وَلم يذكر فِي أَوله:" نَحن الاخرون السَّابِقُونَ ".
وَأخرج أَيْضا هَذَا الْفَصْل الأول وَحده من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلم يذكر:
وَمن يعْص الْأَمِير فقد عَصَانِي ".
وَمن حَدِيث أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ هَذَا
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَمن حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَقَالَ:
من أطَاع الْأَمِير ".
2249 -
الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قبل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْحسن بن عَليّ وَعِنْده الْأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيمِي جالسٌ، فَقَالَ الْأَقْرَع بن حَابِس: إِن لي عشرَة من الْوَلَد مَا قبلت مِنْهُم أحدا. فَنظر إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ قَالَ: من لَا يرحم لَا يرحم ".
2250 -
الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " إِن أحدكُم إِذا قَامَ يُصَلِّي جَاءَهُ الشَّيْطَان فَلبس عَلَيْهِ حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى، فَإِذا وجد ذَلِك أحدكُم فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس ".
وَلَهُمَا من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع الْأَذَان، فَإِذا قضي الْأَذَان أقبل، فَإِذا ثوب بهَا أدبر، فَإِذا قضي التثويب أقبل حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه، يَقُول: اذكر كَذَا، اذكر كَذَا - لما لم يذكر.
حَتَّى يظل الرجل إِن يدْرِي كم صلى، فَإِذا لم يدر أحدكُم ثَلَاثًا صلى أم أَرْبعا فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا نُودي للصَّلَاة أدبر الشَّيْطَان. . " ثمَّ ذكر نَحوه إِلَى قَوْله: " حَتَّى يظل الرجل لَا يدْرِي كم صلى ".
وَمن حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان وَله ضراط ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع التأذين، حَتَّى إِذا قضي التثويب أقبل حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه. يَقُول اذكر كَذَا، وَاذْكُر كَذَا - لما لم يكن يذكر من قبل - حَتَّى يظل رجلٌ مَا يدْرِي كم صلى ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة بِمثل حَدِيث الْمُغيرَة، غير أَنه قَالَ:
حَتَّى يظل الرجل
…
".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن الشَّيْطَان إِذا سمع النداء بِالصَّلَاةِ أحَال لَهُ ضراط، حَتَّى لَا يسمع صَوته، فَإِذا انْتَهَت رَجَعَ فوسوس ".
وَمن حَدِيث خَالِد بن عبد الله عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا أذن الْمُؤَذّن أدبر الشَّيْطَان وَله حصاصٌ ".
وَمن حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح قَالَ:
أَرْسلنِي أبي إِلَى بني حَارِثَة. قَالَ وَمَعِي غلامٌ لنا - أَو صاحبٌ لنا - فناداه منادٍ من حَائِط باسمه، قَالَ: وأشرف الَّذِي معي على الْحَائِط فَلم ير شَيْئا، قَالَ: فَذكرت ذَلِك لأبي، فَقَالَ: لَو شَعرت أَنَّك تلقى هَذَا لم أرسلك، وَلَكِن إِذا سَمِعت صَوتا فنادٍ بِالصَّلَاةِ، فَإِنِّي سَمِعت أبي هُرَيْرَة يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:" إِن الشَّيْطَان إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ ولى وَله حصاصٌ ".
2251 -
الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد على الْفطْرَة " ثمَّ يَقُول: {فطرت الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدّين الْقيم} "[الرّوم] كَذَا عِنْد مُسلم.
زَاد فِي حَدِيث البُخَارِيّ عَن عَبْدَانِ:
فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء، هَل تُحِسُّونَ فِيهَا من جَدْعَاء " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة:{فطرت الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدّين الْقيم} ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من يُولد يُولد على هَذِه الْفطْرَة فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ، كَمَا تنتجون الْإِبِل، فَهَل تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاء حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُم تجدعونها " قَالُوا: يَا رَسُول الله، أَفَرَأَيْت من يَمُوت صَغِيرا؟ قَالَ:" الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ".
وَأخرجه البُخَارِيّ مُنْقَطِعًا من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ:
يصلى على كل مَوْلُود متوفى وَإِن كَانَ لغية من أجل أَنه ولد على فطْرَة الْإِسْلَام، يَدعِي أَبَوَاهُ الْإِسْلَام، وَأَبوهُ خَاصَّة، وَإِن كَانَت أمه على غير الْإِسْلَام إِذا اسْتهلّ صَارِخًا، وَلَا يصلى على من لم يستهل، من أجل أَنه سقط، فَإِن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يحدث أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد على الْفطْرَة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء، هَل تُحِسُّونَ فِيهَا من جَدْعَاء " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: {فطرت الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا} الْآيَة: أخرجه البُخَارِيّ - وَإِن كَانَ مُنْقَطِعًا - لما فِيهِ من كَلَام الزُّهْرِيّ فِي فقهه، وَلِأَنَّهُ عِنْد الزهرى مُسْند.
وَالْبُخَارِيّ قد أخرجه مُتَّصِلا من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ وَزَاد فِيهِ زِيَادَة عَبْدَانِ، وَفِي آخِره: ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم {فطرت الله. .} الْآيَة.
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
مَا من مولودٍ إِلَّا يُولد على الْفطْرَة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ ويشركانه " فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت لَو مَاتَ قبل ذَلِك؟ قَالَ:" الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ".
وَفِي رِوَايَة عبد الله بن نمير عَن الْأَعْمَش:
مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا وَهُوَ على الْملَّة
…
".
وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة عَن أبي مُعَاوِيَة: ". . إِلَّا على هَذِه الْملَّة، حَتَّى يبين عَنهُ لِسَانه ".
وَفِي رِوَايَة أبي كريب عَن أبي مُعَاوِيَة:
لَيْسَ من مَوْلُود يُولد إِلَّا على الْفطْرَة، حَتَّى يعبر عَنهُ لِسَانه ".
وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز الدراودي عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
كل إِنْسَان تلده أمه على الْفطْرَة، وَأَبَوَاهُ بعد يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ، فَإِن كَانَا مُسلمين فمسلمٌ. كل إِنْسَان تلده أمه يلكزه الشَّيْطَان فِي حضنيه إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا ".
وَقد أخرجَا جَمِيعًا فِي "
من مَاتَ مِنْهُم صَغِيرا " من حَدِيث عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن ذَرَارِي الْمُشْركين فَقَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن أَطْفَال الْمُشْركين، عَمَّن يَمُوت مِنْهُم صَغِيرا، فَقَالَ:" الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ".
2252 -
الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتى بِالرجلِ الْمُتَوفَّى عَلَيْهِ الدّين، فَيسْأَل:" هَل ترك لدينِهِ قَضَاء؟ " فَإِن حدث أَنه ترك وَفَاء صلى، وَإِلَّا قَالَ للْمُسلمين:" صلوا على صَاحبكُم ". فَلَمَّا فتح الله الْفتُوح قَالَ: " أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم، فَمن توفّي من الْمُؤمنِينَ فَترك دينا فعلي قَضَاؤُهُ، وَمن ترك مَالا فلورثته ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي حَازِم سُلَيْمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
من ترك مَالا فلورثته، وَمن ترك كلا فإلينا "
وَفِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة:
وَمن ترك كلا وليته ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مَا من مُؤمن إِلَّا وَأَنا أولى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، واقرءوا إِن شِئْتُم:{النَّبِي أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم} [الْأَحْزَاب] فأيما مُؤمن مَاتَ وَترك مَالا فليرثه عصبته من كَانُوا، وَمن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَليَأْتِنِي، فَأَنا مَوْلَاهُ ".
وَأخرجه أَيْضا من رِوَايَة أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم، فَمن مَاتَ وَترك مَالا فَمَاله لموَالِي الْعصبَة، وَمن ترك كلا أَو ضيَاعًا فَأَنا وليه فلأدعى لَهُ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، إِن على الأَرْض من مُؤمن إِلَّا أَنا أولى النَّاس بِهِ، فَأَيكُمْ ترك دينا أَو ضيَاعًا فَأَنا مَوْلَاهُ، وَأَيكُمْ ترك مَالا فَإلَى الْعصبَة من كَانَ ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أَنا أولى النَّاس بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كتاب الله، فَأَيكُمْ مَا ترك دينا أَو ضَيْعَة فادعوني فَأَنا وليه، وَأَيكُمْ مَا ترك مَالا فليؤثر بِمَالِه عصبته من كَانَ ".
2253 -
السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " أَنا أولى النَّاس بِابْن مَرْيَم، الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد علاتٍ، وَلَيْسَ بيني وَبَينه نبيٌّ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أَنا أول النَّاس بِعِيسَى بن مَرْيَم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. الْأَنْبِيَاء أخوة لعَلَّات، أمهاتهم شَتَّى وَدينهمْ وَاحِد ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أَنا أولى النَّاس بِعِيسَى بن مَرْيَم فِي الأولى وَالْآخِرَة ". قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاء إخوةٌ من علاتٍ، وأمهاتهم شَتَّى، وَدينهمْ واحدٌ، فَلَيْسَ بَيْننَا نَبِي "
2254 -
السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من رَآنِي فِي الْمَنَام فسيراني فِي الْيَقَظَة، أَو لكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَة، لَا يتَمَثَّل الشَّيْطَان بِي " زَاد فِي حَدِيث يُونُس وَابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: وَقَالَ أَبُو سَلمَة: قَالَ أَبُو قَتَادَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من رَآنِي فقد رأى الْحق ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي، فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي ".
2255 -
الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فِي قيام رَمَضَان من غير أَن يَأْمُرهُم فِيهِ بعزيمة، فَيَقُول:" من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". فَتوفي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالْأَمر على ذَلِك، ثمَّ كَانَ الْأَمر على ذَلِك فِي خلَافَة أبي بكر، وصدراً من خلَافَة عمر رضي الله عنه. كَذَا فِي رِوَايَة معمرٍ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة.
وَقَالَ فِي رِوَايَة عقيل عَنهُ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول لرمضان: " من قامه إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". لم يزدْ.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه. وَمن قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه سُلَيْمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَمن صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
زَاد فِي رِوَايَة عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ:
فَتوفي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم و [النَّاس على ذَلِك، ثمَّ كَانَ] الْأَمر على ذَلِك فِي خلَافَة أبي بكر وصدراً من خلَافَة عمر
وَعَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي أَنه قَالَ:
خرجت مَعَ عمر بن الْخطاب لَيْلَة فِي رَمَضَان إِلَى الْمَسْجِد، فَإِذا النَّاس أوزاعٌ متفرقون، يُصَلِّي الرجل لنَفسِهِ، وَيُصلي الرجل فَيصَلي بِصَلَاتِهِ الرَّهْط، فَقَالَ عمر: إِنِّي أرى لَو جمعت هَؤُلَاءِ على قَارِئ واحدٍ لَكَانَ أمثل. ثمَّ عزم فَجَمعهُمْ على أبي بن كَعْب. ثمَّ خرجت مَعَه لَيْلَة أُخْرَى وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة قارئهم.
قَالَ عمر: نعمت الْبِدْعَة هَذِه، وَالَّتِي ينامون عَنْهَا أفضل من الَّتِي يقومُونَ - يُرِيد آخر اللَّيْل، وَكَانَ النَّاس يقومُونَ أَوله.
وَأخرج البُخَارِيّ طرفا من ذَلِك من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
وَلَيْسَ ليحيى الْأنْصَارِيّ عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا من ذَلِك من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من يقم لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
وَأخرج مُسلم طرفا آخر من ذَلِك من حَدِيث وَرْقَاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من يقم لَيْلَة الْقدر فيوافقها - أرَاهُ إِيمَانًا واحتساباً - غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
2256 -
التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَغَيره أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا عدوى، وَلَا صفر، وَلَا هَامة " فَقَالَ أعرابيٌّ: يَا رَسُول الله، فَمَا بَال إبلٍ تكون فِي الرمل كَأَنَّهَا الظباء، فَيَأْتِي الْبَعِير الأجرب فَيدْخل فِيهَا فيجربها؟ فَقَالَ:" فَمن أعدى الأول؟ ".
قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة، وَسنَان بن أبي سِنَان.
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان بن أبي سِنَان وَحده من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ بِنَحْوِ ذَلِك.
وَعَن أبي سَلمَة أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة بعد يَقُول: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
لَا يُورد ممرضٌ على مصح " وَأنكر أَبُو هُرَيْرَة حَدِيثه الأول. قُلْنَا: ألم تحدث أَنه: " لَا عدوى " فرطن بالحبشية. قَالَ أَبُو سَلمَة: فَمَا رَأَيْته نسي حَدِيثا غَيره.
وَفِي حَدِيث أبي الطَّاهِر وحرملة عَن ابْن وهب عَن يُونُس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا عدوى " وَيحدث أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يُورد ممرضٌ على مصح " قَالَ الزُّهْرِيّ: قَالَ أَبُو سَلمَة: كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدث بهما كليهمَا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ صمت أَبُو هُرَيْرَة بعد ذَلِك عَن قَوْله: " لَا عدوى " وَأقَام على أَن " لَا يُورد ممرضٌ عَليّ مصحٍّ " قَالَ: فَقَالَ الْحَارِث بن أبي ذياب وَهُوَ ابْن عَم أبي هُرَيْرَة: قد كنت أسمعك يَا أَبَا هُرَيْرَة تحدثنا مَعَ هَذَا الحَدِيث حَدِيثا آخر قد سكت عَنهُ، كنت تَقول. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا عدوى " فَأبى أَبُو هُرَيْرَة أَن يعرف ذَلِك، فَقَالَ: " لَا يُورد ممرضٌ على مصح " فَمَا رَآهُ الْحَارِث فِي ذَلِك حَتَّى غضب أَبُو هُرَيْرَة فرطن بالحبشية. فَقَالَ لِلْحَارِثِ: أَتَدْرِي مَاذَا قلت؟ قَالَ: لَا. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِنِّي قلت: أَبيت.
قَالَ أَبُو سَلمَة: ولعمري، لقد كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدثنا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا عدوى " فَلَا أَدْرِي، أنسي أَبُو هُرَيْرَة، أَو نسخ أحد الْقَوْلَيْنِ الآخر.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا طيرة، وَخَيرهَا الفأل " قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا الفأل؟ قَالَ:" الْكَلِمَة الصَّالِحَة يسْمعهَا أحدكُم ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا عدوى وَلَا طيرة وَلَا هَامة وَلَا صفر "، زَاد أَبُو مَسْعُود: " والمعدن جَبَّار. . " الحَدِيث. وَزَاد أَبُو بكر البرقاني مَعَ " الْمَعْدن " " والبئر جَبَّار، وَفِي الرِّكَاز الْخمس " قَالَ: وَزَاد مكي بن إِبْرَاهِيم: " والعجماء جَبَّار ". قَالَ: وَحَدِيث ابْن نَاجِية إِلَى قَوْله " وَلَا هَامة ". وَلَيْسَ فِي كتاب البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَّا مَا ذكرنَا فِيمَا رَأينَا من النّسخ.
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا تَعْلِيقا من حَدِيث سعيد بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ.
لَا عدوى، وَلَا طيرة، وَلَا هَامة، وَلَا صفر، وفر من المجذوم كَمَا تَفِر من الْأسد ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا عدوى، وَلَا هَامة، وَلَا نوء، وَلَا صفر ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا عدوى، وَلَا هَامة، وَلَا طيرة، وَأحب الفأل الصَّالح ".
2257 -
التِّسْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَأبي عبد الله الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ينزل رَبنَا كل لَيْلَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الآخر، يَقُول من يدعوني فأستجيب لَهُ، من يسألني فَأعْطِيه من يستغفرني فَأغْفِر لَهُ ".
وَقد أخرجه مُسلم من حَدِيث سلمَان الْأَغَر وَحده عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة أَيْضا، وَفِيه: إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ
إِن الله يُمْهل حَتَّى إِذا ذهب ثلث اللَّيْل الأول نزل إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول: هَل من مستغفرٍ، هَل من تائب، هَل من سائلٍ، هَل من داعٍ، حَتَّى ينفجر الْفجْر ".
وَمن حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا مضى شطر اللَّيْل أَو ثُلُثَاهُ ينزل الله تبارك وتعالى إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا
فَيَقُول: هَل من سائلٍ فَيعْطى، هَل من داعٍ فيستجاب لَهُ، هَل من مستغفرٍ فَيغْفر لَهُ، حَتَّى ينفجر الصُّبْح ".
من حَدِيث سعيد بن يسَار، وَهُوَ سعيد بن أبي مرْجَانَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
ينزل الله فِي السَّمَاء الدُّنْيَا لشطر اللَّيْل أَو ثلث اللَّيْل الآخر، فَيَقُول: من يدعوني فأستجيب لَهُ، أَو يسألني فَأعْطِيه " ثمَّ يَقُول:" من يقْرض غير عديم وَلَا ظلوم " زَاد فِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال بعد قَوْله: " فَأعْطِيه " ثمَّ يبسط يَدَيْهِ تبارك وتعالى، يَقُول: " من يقْرض
…
" وَذكره.
وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
ينزل الله إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا كل لَيْلَة حِين يمْضِي ثلث اللَّيْل الأول فَيَقُول أَنا الْملك، أَنا الْملك، من ذَا الَّذِي يدعوني فأستجيب لَهُ، من ذَا الَّذِي يسألني فَأعْطِيه، من ذَا الَّذِي يستغفرني فَأغْفِر لَهُ، فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى يضيء الْفجْر ".
2258 -
الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَسليمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون، فخالفوهم ".
2259 -
الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة، والأغر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة كَانَ على كل بَاب من أَبْوَاب الْمَسْجِد ملائكةٌ يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول، فَإِذا جلس الإِمَام طَوَوْا الصُّحُف، وَجَاءُوا يسمعُونَ الذّكر " لم يزدْ. كَذَا فِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ. وَقَالَ: عَن أبي سَلمَة والأغر ".
وَفِي حَدِيث ابْن أبي ذِئْب وَيُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن الْأَغَر وَحده عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وقفت الْمَلَائِكَة على بَاب الْمَسْجِد يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول، وَمثل المهجر كَمثل الَّذِي يهدي بَدَنَة، ثمَّ كَالَّذي يهدي بقرة، ثمَّ كَبْشًا، ثمَّ دجَاجَة، ثمَّ بَيْضَة، وَإِذا خرج الإِمَام طَوَوْا صُحُفهمْ ويسمعون الذّكر ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن سمي مولى أبي بكر عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة غسل الْجَنَابَة ثمَّ رَاح فَكَأَنَّمَا قرب بَدَنَة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّانِيَة فَكَأَنَّمَا قرب بقرة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّالِثَة فَكَأَنَّمَا قرب كَبْشًا أقرن، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الرَّابِعَة فَكَأَنَّمَا قرب دجَاجَة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الْخَامِسَة فَكَأَنَّمَا قرب بَيْضَة، فَإِذا خرج الإِمَام حضرت الْمَلَائِكَة يَسْتَمِعُون الذّكر ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيث ابْن أبي ذِئْب وَيُونُس.
وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
على كل بَاب من أَبْوَاب الْمَسْجِد ملكٌ يكْتب الأول فَالْأول مثل الْجَزُور " ثمَّ نزلهم حَتَّى صغر إِلَى مثل الْبَيْضَة " فَإِذا جلس الإِمَام طويت الصُّحُف، وحضروا للذّكر " هَكَذَا لفظ الحَدِيث فِي كتاب مُسلم.
2260 -
الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أَرَأَيْتُم لَو أَن نَهرا بِبَاب أحدكُم يغْتَسل مِنْهُ كل يَوْم خمس مراتٍ، هَل يبْقى من درنه شيءٌ؟ " قَالُوا: لَا يبْقى من درنه شيءٌ. قَالَ: " فَذَلِك مثل الصَّلَوَات الْخمس، يمحو الله بِهن الْخَطَايَا ".
2261 -
الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد كَانَ فِيمَا قبلكُمْ من الْأُمَم ناسٌ محدثون، فَإِن يكن فِي أمتِي أحدٌ فَإِنَّهُ عمر ".
قَالَ البُخَارِيّ: زَاد زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن سعد عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
قد كَانَ قبلكُمْ فِي بني إِسْرَائِيل محدثون من غير أَن يَكُونُوا أَنْبيَاء، فَإِن يكن فِي أمتِي أحدٌ فعمر ".
أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ. وَلم يُخرجهُ مُسلم من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة، وَإِنَّمَا أخرجه من حَدِيث ابْن وهب عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة. وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عجلَان عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة بِنَحْوِهِ. قَالَ أَبُو مَسْعُود: حَدِيث ابْن عجلَان مَشْهُور بِأَنَّهُ من عَائِشَة، وَأما حَدِيث ابْن وهب عَن إِبْرَاهِيم فعندي أَنه خطأ وَالله أعلم، قَالَ ابْن وهب: محدثون: ملهمون.
2262 -
الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " حَاج آدم مُوسَى فَقَالَ: أَنْت الَّذِي أخرجت النَّاس من الْجنَّة بذنبك وأشقيتهم. قَالَ: قَالَ آدم لمُوسَى: أَنْت الَّذِي اصطفاك الله بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامه، أتلومني على أَمر كتبه الله عَليّ قبل أَن يخلقني أَو قدره عَليّ قبل أَن يخلقني؟ " قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " فحج آدم مُوسَى ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
احْتج آدم ومُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدم، أَنْت أَبونَا، خيبتنا وأخرجتنا من الْجنَّة؟ فَقَالَ لَهُ آدم: أَنْت مُوسَى، اصطفاك الله بِكَلَامِهِ، وَخط لَك بِيَدِهِ، أتلومني على
أَمر قدره الله عَليّ قبل أَن يخلقني بِأَرْبَعِينَ عَاما؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
فحج آدم مُوسَى ".
قَالَ البُخَارِيّ عقب حَدِيث طَاوس: وَقَالَ سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم
…
يَعْنِي بِنَحْوِهِ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول صلى الله عليه وسلم:
احْتج آدم ومُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْت آدم، أخرجتك خطيئتك من الْجنَّة؟
…
".
وَفِي حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ:
أَنْت آدم، أخرجتنا وذريتك من الْجنَّة؟ قَالَ: أَنْت مُوسَى الَّذِي اصطفاك الله بِرِسَالَاتِهِ وبكلامه، ثمَّ تلومني على أمرٍ قد قدر عَليّ قبل أَن أخلق؟ فحج آدم مُوسَى ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
التقى آدم مُوسَى، قَالَ مُوسَى: أَنْت الَّذِي أشقيت النَّاس وأخرجتهم من الْجنَّة؟ قَالَ آدم: أَنْت الَّذِي اصطفاك الله برسالته واصطنعك لنَفسِهِ، وَأنزل عَلَيْك التَّوْرَاة؟ قَالَ: نعم قَالَ: فَوَجَدتهَا كتب عَليّ قبل أَن يخلقني؟ قَالَ نعم. فحج آدم مُوسَى ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
تحاج آدم ومُوسَى عليهما السلام، فحج آدم مُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْت آدم الَّذِي أغويت النَّاس وأخرجتهم من الْجنَّة؟ فَقَالَ آدم: أَنْت الَّذِي أَعْطَاك الله علم كل شيءٍ واصطفاك على النَّاس برسالته؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فتلومني على أمرٍ قدر عَليّ قبل أَن أخلق؟ ".
وَمن حَدِيث الْحَارِث بن أبي ذُبَاب عَن يزِيد بن هُرْمُز وَعبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
احْتج آدم ومُوسَى عِنْد ربهما، فحج آدم مُوسَى. قَالَ مُوسَى: أَنْت الَّذِي خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وأسجد لَك مَلَائكَته، وأسكنك فِي جنته، ثمَّ أهبطت النَّاس بخطيئتك إِلَى الأَرْض؟ . قَالَ آدم: أَنْت مُوسَى الَّذِي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فِيهَا تبيان كل شيءٍ، وقربك نجياً، فبكم وجدت الله كتب التَّوْرَاة قبل أَن أخلق؟ قَالَ مُوسَى بِأَرْبَعِينَ عَاما. قَالَ آدم: فَهَل وجدت فِيهَا: وَعصى آدم ربه فغوى؟ قَالَ نعم. قَالَ: فتلومني على أَن أعمل عملا كتبه الله عَليّ أَن أعمله قبل أَن يخلقني بِأَرْبَعِينَ سنة ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمَعْنى حَدِيثه.
2263 -
السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما فتح الله عز وجل على رَسُوله صلى الله عليه وسلم مَكَّة، قَامَ فِي النَّاس، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ:" إِن الله حبس عَن مَكَّة الْفِيل، وسلط عَلَيْهَا رَسُوله وَالْمُسْلِمين، وَإِنَّهَا لَا تحل لأحدٍ قبلي، وَإِنَّهَا أحلّت لي سَاعَة من نَهَار، وَإِنَّهَا لَا تحل لأحدٍ بعدِي، فَلَا ينفر صيدها، وَلَا يخْتَلى شَوْكهَا، وَلَا تحل ساقطتها إِلَّا لمنشدٍ، وَمن قتل لَهُ قتيلٌ فَهُوَ بِخَير النظرين، إِمَّا أَن يفدى وَإِمَّا أَن يقتل " فَقَالَ الْعَبَّاس: إِلَّا الْإِذْخر، فَإنَّا نجعله لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" إِلَّا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " اكتبوا لأبي شاه " قلت للأوزاعي: مَا قَوْله: اكتبوا لي يَا رَسُول الله؟ قَالَ: هَذِه الْخطْبَة الَّتِي شَهِدَهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَفِي رِوَايَة أبي نعيم عَن شَيبَان:
أَن خُزَاعَة قتلوا رجلا من بني لَيْث عَام فتح مَكَّة بقتيل مِنْهُم قَتَلُوهُ، فَأخْبر بذلك النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَركب رَاحِلَته، فَخَطب فَقَالَ:" إِن الله حبس عَن مَكَّة الْقَتْل، أَو الْفِيل - شكّ الرَّاوِي - وسلط عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤمنِينَ. أَلا وَإِنَّهَا لم تحل لأحدٍ قبلي، وَلَا تحل لأحد بعدِي: أَلا. وَإِنَّهَا حلت لي سَاعَة من نَهَار، أَلا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِه حرَام، لَا يخْتَلى شَوْكهَا، وَلَا يعضد شَجَرهَا، وَلَا تلْتَقط ساقطتها إِلَّا لِمُنْشِد، فَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين، إِمَّا أَن يعقل، وَإِمَّا أَن يُقَاد أهل الْقَتِيل " فجَاء رجلٌ من أهل الْيمن فَقَالَ: اكْتُبْ لي يَا رَسُول الله: فَقَالَ: " اكتبوا لأبي فلَان " فَقَالَ رجل من قُرَيْش: إِلَّا الْإِذْخر يَا رَسُول الله، فَإنَّا نجعله فِي بُيُوتنَا وَقُبُورنَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " إِلَّا الْإِذْخر ".
قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء: حَدثنَا حَرْب عَن يحيى. . وَذكر نَحوه.
وَقَالَ: تَابعه عبيد الله عَن شَيبَان. وَقَالَ بَعضهم: عَن أبي نعيم: " الْقَتْل ". وَقَالَ عبيد الله: إِمَّا أَن يفادى أهل الْقَتِيل.
2264 -
السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من أمسك كَلْبا فَإِنَّهُ ينقص كل يَوْم من عمله قِيرَاط، إِلَّا كلب حرث أَو مَاشِيَة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَمن اقتنى كَلْبا - لَيْسَ بكلب صيدٍ وَلَا ماشيةٍ وَلَا أَرض - فَإِنَّهُ ينقص من أجره قيراطان كل يَوْم ".
وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من اتخذ كَلْبا إِلَّا كلب مَاشِيَة أَو صيد أَو زرع انْتقصَ من أجره كل يومٍ قيراطٌ ".
قَالَ الزُّهْرِيّ: فَذكر لِابْنِ عمر قَول أبي هُرَيْرَة فَقَالَ: يرحم الله أَبَا هُرَيْرَة، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحب زرع.
وَمن حَدِيث أبي رزين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من اتخذ كَلْبا لَيْسَ بكلب صيدٍ وَلَا غنم نقص من عمله كل يَوْم قِيرَاط ".
وَيُقَال: إِن اسْم أبي رزين: مَسْعُود بن مَالك.
2265 -
الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو ليمنحها أَخَاهُ، فَإِن أَبى فليمسك أرضه " هُوَ عِنْد مُسلم بِالْإِسْنَادِ، وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ الرّبيع بن نَافِع
…
2266 -
التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تنْكح الأيم حَتَّى تستأمر، وَلَا تنْكح الْبكر حَتَّى تستأذن ". قَالُوا: يَا رَسُول الله وَكَيف إِذْنهَا؟ قَالَ: " أَن تسكت ".
2267 -
الْمِائَة: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، وَمن عَذَاب النَّار، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حسان بن عَطِيَّة عَن مُحَمَّد بن أبي عَائِشَة عَن أبي هُرَيْرَة، وَعَن يحيى أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
إِذا تشهد أحدكُم فليستعذ بِاللَّه من أَربع: يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن شَرّ فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ".
وَلَيْسَ لمُحَمد بن أبي عَائِشَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث طَاوُوس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
عوذوا بِاللَّه من عَذَاب الله، عوذوا بِاللَّه من عَذَاب الْقَبْر، عوذا بِاللَّه من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال، عوذوا بِاللَّه من فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات ".
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مثله.
وَمن حَدِيث عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه
كَانَ يتَعَوَّذ من عَذَاب جَهَنَّم، وفتنة الدَّجَّال.
وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عَذَاب الْقَبْر.
2268 -
الأول بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ: " إِن الله يغار، وغيرة الله أَن يَأْتِي الْمَرْء مَا حرم الله عَلَيْهِ ".
وَفِي حَدِيث الْحجَّاج بن أبي عُثْمَان عَن يحيى أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن الله يغار، وَإِن الْمُؤمن يغار، وغيرة الله أَن يَأْتِي الْمُؤمن مَا حرمه عَلَيْهِ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
الْمُؤمن يغار، وَالله أَشد غيراً ".
2269 -
الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة قَالَ: رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة قَرَأَ {إِذا السَّمَاء انشقت} فَسجدَ بهَا. فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة ألم أرك تسْجد؟ فَقَالَ: لَو لم أر النَّبِي صلى الله عليه وسلم يسْجد لم أَسجد.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ قَالَ:
صليت مَعَ أبي هُرَيْرَة الْعَتَمَة، فَقَرَأَ:{إِذا السَّمَاء انشقت} فَسجدَ، فَقلت: مَا هَذِه؟ قَالَ: سجدت بهَا خلف أبي الْقَاسِم، فَلَا أَزَال أَسجد بهَا حَتَّى أَلْقَاهُ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن يزِيد مولى الْأسود بن سُفْيَان عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة:
أَنه قَالَ لَهُم: {إِذا السَّمَاء انشقت} فَسجدَ فِيهَا، فَلَمَّا انْصَرف أخْبرهُم أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سجد فِيهَا.
وَمن حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سجدنا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي {إِذا السَّمَاء انشقت} و {اقْرَأ باسم رَبك} .
وَمن حَدِيث عبيد الله بن أبي جَعْفَر عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سجد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي {إِذا السَّمَاء انشقت} ، و {اقْرَأ باسم رَبك} .
وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سعد الْأَعْرَج مولى بني مَخْزُوم عَن أبي هُرَيْرَة مثله.
2270 -
الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يتقدمن أحدكُم رَمَضَان بِصَوْم يومٍ أَو يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَن يكون رجلا كَانَ يَصُوم صوما فليصمه ".
2271 -
الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله دَعَاهُ خَزَنَة الْجنَّة كل خَزَنَة بَاب: أَي فل هَلُمَّ " فَقَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله، ذَاك الَّذِي لَا توى عَلَيْهِ. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لأرجو أَن تكون مِنْهُم ".
وَأَخْرَجَاهُ على وَجه آخر من حَدِيث ابْن شهَاب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله نُودي من أَبْوَاب الْجنَّة " وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن ابْن شهَاب: " نُودي فِي الْجنَّة: يَا عبد الله، هَذَا خيرٌ، فَمن كَانَ من أهل الصَّلَاة دعِي من بَاب الصَّلَاة، وَمن كَانَ من أهل الْجِهَاد دعِي من بَاب الْجِهَاد، وَمن كَانَ من أهل الصَّدَقَة دعِي من بَاب الصَّدَقَة، وَمن كَانَ من أهل الصّيام دعِي من بَاب الريان " قَالَ أَبُو بكر الصّديق: يَا رَسُول الله، مَا على أحد يدعى من تِلْكَ الْأَبْوَاب من ضَرُورَة، فَهَل يدعى أحدٌ من تِلْكَ الْأَبْوَاب كلهَا؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم، وَأَرْجُو أَن تكون مِنْهُم يَا أَبَا بكر ".
وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ:
من أنْفق زَوْجَيْنِ من شَيْء من الْأَشْيَاء فِي سَبِيل الله دعِي من أَبْوَاب الْجنَّة
…
" وَذكر نَحوه.
2272 -
الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أَلا أحدثكُم حَدِيثا عَن الدَّجَّال مَا حدث بِهِ نَبِي قومه؟ إِنَّه أَعور، وَإنَّهُ يَجِيء بمثال الْجنَّة وَالنَّار، فالتي يَقُول إِنَّهَا الْجنَّة هِيَ النَّار، وَإِنِّي لأنذركم كَمَا أنذر نوحٌ قومه ".
2273 -
السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أشعر كلمةٍ تَكَلَّمت بهَا الْعَرَب كلمة لبيد: أَلا كل شيءٍ مَا خلا الله بَاطِل ".
وَفِي رِوَايَة ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَنهُ "
أصدق كلمة قَالَهَا شاعرٌ كلمة لبيد
…
" وَذكره، وَزَاد: " وَكَاد ابْن أبي الصَّلْت يسلم ".
وَلَيْسَ لعبد الْملك بن عُمَيْر عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث.
2274 -
السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن سَلمَة بن كهيل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فَأَغْلَظ لَهُ، فهم بِهِ أَصْحَابه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" دَعوه، فَإِن لصَاحب الْحق مقَالا. " ثمَّ قَالَ: " أَعْطوهُ سنا مثل سنه " قَالُوا: يَا رَسُول الله، لَا نجد إِلَّا أمثل من سنه. قَالَ:" أَعْطوهُ، فَإِن من خَيركُمْ أحسنكم قَضَاء ".
وَفِي حَدِيث أبي نعيم عَن سُفْيَان:
كَانَ لرجل على النَّبِي صلى الله عليه وسلم سنٌّ من الْإِبِل، فجَاء يتقاضاه فَقَالَ:" أَعْطوهُ "، فطلبوا سنه فَلم يَجدوا إِلَّا سنا فَوْقهَا، فَقَالَ:" أَعْطوهُ " فَقَالَ أوفيتني، أوفاك الله. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" إِن خَيركُمْ أحسنكم قَضَاء ".
وَلَيْسَ لسَلمَة بن كهيل عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد
2275 -
الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " بَيْنَمَا نَحن جُلُوس عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت. فَقَالَ: " مَالك؟ " قَالَ: وَقعت على امْرَأَتي وَأَنا صائمٌ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " هَل نجد رَقَبَة تعتقها؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَهَل تَسْتَطِيع صِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَهَل تَجِد إطْعَام سِتِّينَ مِسْكينا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " اجْلِسْ " قَالَ: فَمَكثَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَبينا نَحن على ذَلِك أُتِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم بعرقٍ فِيهِ تمرٌ - والعرق: المكتل الضخم. قَالَ: " أَيْن السَّائِل؟ " قَالَ: أَنا. قَالَ: " خُذ هَذَا فَتصدق بِهِ " فَقَالَ الرجل: أَعلَى أفقر مني يَا رَسُول الله؟ فوَاللَّه مَا بَين لابتيها - يُرِيد الحرتين - أهل بَيت أفقر من أهل بَيْتِي. فَضَحِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت أنيابه، ثمَّ قَالَ: " أطْعمهُ أهلك ".
وَفِي رِوَايَة جرير عَن مَنْصُور عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، وَقَالَ:
بعرق فِيهِ تمرٌ، وَهُوَ الزبيل، وَلم يذكر: فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه.
وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ:
أَن رجلا أفطر فِي رَمَضَان، فَأمره رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يكفر بِعِتْق رَقَبَة
…
وَذكره نَحوه.
وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن ابْن شهَاب:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَمر رجلا أفطر فِي رَمَضَان أَن يعْتق رَقَبَة أَو يَصُوم شَهْرَيْن مُتَتَابعين، أَو يطعم سِتِّينَ مِسْكينا. لم يزدْ.
كَذَا فِي رِوَايَة مَالك وَابْن جريج عَن الزُّهْرِيّ فِيهِ بِلَفْظ الْإِفْطَار: وَأخرجه مُسلم من حَدِيثهمَا كَذَلِك.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة، وَاللَّيْث، وَمعمر، وَإِبْرَاهِيم بن سعد، وَمَنْصُور، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ بِنَحْوِ حَدِيث ابْن عُيَيْنَة:
أَن رجلا قَالَ: وَقعت على امْرَأَتي فِي رَمَضَان بِمَعْنى الْجِمَاع.
2276 -
التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَ رجلٌ يسرف على نَفسه، فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت قَالَ لِبَنِيهِ: إِذا أَنا مت فأحرقوني، ثمَّ اطحنوني ثمَّ ذروني فِي الرّيح. فوَاللَّه لَئِن قدر عَليّ رَبِّي ليعذبني عذَابا مَا عذبه أحدا. فَلَمَّا مَاتَ فعل بِهِ ذَلِك، فَأمر الله الأَرْض فَقَالَ: اجمعي مَا فِيك مِنْهُ، فَإِذا هُوَ قائمٌ فَقَالَ: مَا حملك على مَا صنعت؟ فَقَالَ: يَا رب - وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ: خشيتك يَا رب. أَو قَالَ: مخافتك يَا رب.
فغفر لَهُ بذلك ". وَفِي حَدِيث هِشَام بن يُوسُف عَن معمر: فغفر لَهُ. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ غَيره: خشيتك.
وَفِي حَدِيث الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ:
فَقَالَ الله لكل شَيْء أَخذ مِنْهُ شَيْئا: أد مَا أخذت مِنْهُ ".
وَعند مُسلم من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ: قَالَ لي الزُّهْرِيّ: أَلا أحَدثك بحديثين عجيبين: قَالَ الزُّهْرِيّ: أَخْبرنِي حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أسرف رجل على نَفسه، فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا أَنا مت فأحرقوني، ثمَّ اسحقوني، ثمَّ اذروني فِي الرّيح فِي الْبَحْر، فوَاللَّه لَئِن قدر عَليّ رَبِّي ليعذبني عذَابا مَا عذبه أحدا. قَالَ: " فَفَعَلُوا ذَلِك، فَقَالَ للْأَرْض: أُدي مَا أخذت، فَإِذا هُوَ قَائِم، فَقَالَ لَهُ. مَا حملك على مَا صنعت؟ قَالَ: خشيتك يَا رب. أَو قَالَ: مخافتك. قَالَ: فغفر لَهُ بذلك ".
قَالَ الزُّهْرِيّ: وحَدثني حميد عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
دخلت امْرَأَة النَّار فِي هرةٍ ربطتها، فَلَا هِيَ أطعمتها، وَلَا هِيَ أرسلتها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض، حَتَّى مَاتَت ". قَالَ الزُّهْرِيّ: ذَلِك لِئَلَّا يتكل رجلٌ، وَلَا ييأس رجل.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ رجلٌ لم يعْمل حَسَنَة قطّ لأَهله: إِذا مَاتَ فحرقوه، ثمَّ اذروا نصفه فِي الْبر، وَنصفه فِي الْبَحْر، فوَاللَّه لَئِن قدر الله عَلَيْهِ ليعذبنه عذَابا لَا يعذبه أحدا من الْعَالمين. فَلَمَّا مَاتَ الرجل فعلوا مَا أَمرهم، فَأمر الله الْبر فَجمع مَا فِيهِ، وَأمر الْبَحْر فَجمع مَا فِيهِ، ثمَّ قَالَ: لم فعلت هَذَا؟ قَالَ: من خشيتك يَا رب - وَأَنت تعلم، فغفر الله لَهُ ".
2277 -
الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من حلف مِنْكُم فَقَالَ فِي حلفه: بِاللات والعزى، فَلْيقل: لَا إِلَه إِلَّا الله. وَمن قَالَ لصَاحبه: تعال أقامرك فليتصدق ".
قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج:
هَذَا الْحَرْف يَعْنِي قَوْله: " أقامرك، فليتصدق ". لَا يرويهِ أحدٌ غير الزُّهْرِيّ. وَقَالَ: وللزهري نَحْو تسعين حرفا يرويهِ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا يُشَارِكهُ فِيهِ أحد، بأسانيد جِيَاد.
2278 -
الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن ابْن شهَاب، عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامةً فِي جِدَار الْمَسْجِد، فَتَنَاول حَصَاة فحتها، ثمَّ قَالَ:" إِذا تنخم أحدٌ فَلَا يتنخمن قبل وَجهه وَلَا عَن يَمِينه، وليبصق عَن يسَاره أَو تَحت قدمه الْيُسْرَى ".
ذكره أَبُو مَسْعُود فِي آخر أَفْرَاد مُسلم، وَقَالَ: هُوَ فِي مُسْند أبي سعيد، فأوهم بِهَذَا أَنه من الْأَفْرَاد لمُسلم. وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة، وَذكره أَبُو مَسْعُود فِي مُسْند أبي سعيد فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ.
وللبخاري من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا قَامَ أحدكُم إِلَى الصَّلَاة فَلَا يبصق أَمَامه، فَإِنَّمَا يُنَاجِي الله مَا دَامَ فِي
مُصَلَّاهُ، وَلَا عَن يَمِينه، فَإِن عَن يَمِينه ملكا، وليبصق عَن يسَاره أَو تَحت قَدَمَيْهِ فيدفنها ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة:
أَنه رأى نخامة فِي قبْلَة الْمَسْجِد فَأقبل على النَّاس فَقَالَ: مَا " بَال أحدكُم يقوم مُسْتَقْبل ربه فيتنخع أَمَامه؟ أَيُحِبُّ أَن يسْتَقْبل فيتنخع فِي وَجهه؟ فَإِذا تنخع أحدكُم فليتنخع عَن يسَاره تَحت قدمه، فَإِن لم يجد فَلْيقل هَكَذَا " وَوصف الْقَاسِم بن مهْرَان - وَهُوَ الرَّاوِي عَن أبي رَافع: فتفل فِي ثَوْبه ثمَّ مسح بعضه على بعض. وَفِي حَدِيث هشيم: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: كَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يرد ثَوْبه بعضه على بعض.
وَفِي حَدِيث هشيم: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة:
كَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يرد ثَوْبه بعضه على بعض.
2279 -
الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن عَمه حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَا يَنْبَغِي لعبدٍ أَن يَقُول: أَنا خيرٌ من يُونُس بن مَتى ".
وَعند مُسلم فِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة أَنه قَالَ: قَالَ - يَعْنِي الله عز وجل: " لَا يَنْبَغِي لعبدٍ لي - وَقَالَ ابْن الْمثنى عَن غنْدر: لعبدي - أَن يَقُول: أَنا خيرٌ من يُونُس ابْن متَّي ".
2280 -
الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَأْتِي الشَّيْطَان أحدكُم فَيَقُول: من خلق كَذَا؟ من خلق كَذَا؟ حَتَّى يَقُول: من خلق رَبك؟ فَإِذا بلغه فليستعذ بِاللَّه ولينته ".
وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يزَال النَّاس يتساءلون حَتَّى يُقَال: هَذَا، خلق الله الْخلق، فَمن خلق الله؟ فَمن وجد شَيْئا فَلْيقل: آمَنت بِاللَّه وَرَسُوله ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يزَال النَّاس يسألونكم عَن الْعلم، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا الله خلقنَا، فَمن خلق الله؟ " قَالَ: وَهُوَ آخذٌ بيد رجل - يَعْنِي قد سَأَلَهُ - فَقَالَ صدق الله وَرَسُوله، قد سَأَلَني اثْنَان وَهَذَا الثَّالِث، أَو: قد سَأَلَني وَاحِد وَهَذَا الثَّانِي. وَلم يذكر فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب فِي الْإِسْنَاد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَلكنه قَالَ فِي آخر الحَدِيث: صدق الله وَرَسُوله.
وَأخرجه من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا يزالون يَسْأَلُونَك يَا أَبَا هُرَيْرَة، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا الله خلقنَا، فَمن خلق الله؟ " قَالَ: فَبينا أَنا فِي الْمَسْجِد إِذْ جَاءَنِي ناسٌ من الْأَعْرَاب فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَة، هَذَا الله خلقنَا، فَمن خلق الله؟ قَالَ: فَأخذ حَصى بكفه فَرَمَاهُمْ. ثمَّ قَالَ: قومُوا قومُوا.
وَمن حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
ليسألنكم النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: الله خلق كل شيءٍ، فَمن خلقه؟ ".
2281 -
الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَ رجلٌ يداين النَّاس، فَكَانَ يَقُول لفتاه إِذا أتيت مُعسرا فَتَجَاوز عَنهُ لَعَلَّ الله أَن يتَجَاوَز عَنَّا "" قَالَ: " فلقي الله عز وجل فَتَجَاوز عَنهُ ".
2282 -
الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدْرك مَاله بِعَيْنِه عِنْد رجل قد أفلس - أَو إِنْسَان قد أفلس - فَهُوَ أَحَق بِهِ من غَيره ".
وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم فِي الرجل الَّذِي يعْدم إِذا وجد عِنْده الْمَتَاع وَلم يفرقه أَنه لصَاحبه الَّذِي بَاعه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث بشير بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا أفلس الرجل فَوجدَ الرجل مَتَاعه بِعَيْنِه فَهُوَ أَحَق بِهِ من الْغُرَمَاء ".
وَمن حَدِيث عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا أفلس الرجل فَوجدَ الرجل عِنْده سلْعَته بِعَينهَا فَهُوَ أَحَق بهَا ".
2283 -
السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين، وَإِن من المجاهرة - وَفِي حَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد - وَإِن من الإجهاز أَن يعْمل الرجل بِاللَّيْلِ عملا ثمَّ يصبح وَقد ستره الله عَلَيْهِ، فَيَقُول: يَا فلَان، عملت البارحة كَذَا وَكَذَا، وَقد بَات يستره ربه، وَيُصْبِح يكْشف ستر الله عَلَيْهِ ".
2284 -
السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا بَين بَيْتِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة، ومنبري على حَوْضِي ".
2285 -
الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ
نَشأ فِي عبَادَة الله، ورجلٌ قلبه مُعَلّق فِي الْمَسَاجِد، ورجلان تحابا فِي الله، اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ، ورجلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذَات منصب وجمال فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف الله، وَرجل تصدق بِصَدقَة فأخفاها حَتَّى لَا تعلم شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه، ورجلٌ ذكر الله خَالِيا فَفَاضَتْ عَيناهُ ".
وَفِي حَدِيث مَالك بن أنس عَن خبيب بن عبد الرَّحْمَن عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ - أَو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
…
وَذكر نَحوه، وَقَالَ:" ورجلٌ مُعَلّق بِالْمَسْجِدِ إِذا خرج مِنْهُ حَتَّى يعود إِلَيْهِ ".
2286 -
التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الْإِيمَان ليأرز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها ".
2287 -
الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن بيعَتَيْنِ، وَعَن لبستين، وَعَن صَلَاتَيْنِ. نهى عَن الصَّلَاة بعد الْفجْر حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس. وَعَن اشْتِمَال الصماء، وَعَن الاحتباء فِي ثوب وَاحِد، يُفْضِي بفرجه إِلَى السَّمَاء، وَالْمُلَامَسَة والمنابذة.
وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث حَفْص عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة. لم يزدْ. وأدرجه على مَا قبله.
وَأَخْرَجَا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن لبستين: أَن يحتبي الرجل فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ على فرجه مِنْهُ شيءٌ، وَأَن يشْتَمل بِالثَّوْبِ الْوَاحِد لَيْسَ على أحد شقيه مِنْهُ شَيْء، وَعَن الْمُلَامسَة والمنابذة.
وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل عَن مَالك عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج مُخْتَصر، وَعَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
نهي عَن صيامين وبيعتين: الْفطر والنحر، وَالْمُلَامَسَة والمنابذة. كَذَا عِنْد البُخَارِيّ.
وَفِي كتاب مُسلم عَن عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ:
نهي عَن بيعَتَيْنِ: الْمُلَامسَة والمنابذة. أما الْمُلَامسَة فَأن يلمس كل وَاحِد مِنْهُمَا ثوب صَاحبه بِغَيْر تَأمل.
والمنابذة: أَن ينْبذ كل واحدٍ مِنْهُمَا ثَوْبه إِلَى الآخر، وَلم ينظر واحدٌ مِنْهُمَا إِلَى ثوب صَاحبه.
وَعند أبي مَسْعُود فِي الْحِكَايَة عَنْهُمَا أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ:
نهى عَن صِيَام يَوْمَيْنِ، وَعَن بيعَتَيْنِ، وَعَن لبستين
…
الحَدِيث. وَقد ذكره أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ على خلاف مَا ذكره أَبُو مَسْعُود بِهَذَا الْإِسْنَاد: أَنه نهى - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَذكره فِي الْيَوْمَيْنِ، والبيعتين، واللبستين. وروى عَن بعض الروَاة فِيهِ أَنه فَسرهَا، فَأَما الَّذِي فِي الْكِتَابَيْنِ للْبُخَارِيّ وَمُسلم فَهُوَ الَّذِي قدمنَا.
وَأَخْرَجَا أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة. لم يزدْ وَكِيع عَنهُ.
وَفِي حَدِيث قبيصَة:
نهى عَن بيعَتَيْنِ، وَأَن يشْتَمل الصماء، وَأَن يحتبى. . كَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود.
وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى - وَفِي بعض النّسخ - نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن لبستين: أَن يحتبي الرجل فِي الثَّوْب الْوَاحِد ثمَّ يرفعهُ على مَنْكِبه، وَعَن بيعَتَيْنِ اللماس والنباذ.
وَأخرج مُسلم مِنْهُ من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن الْقَاسِم أَنه نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة. لم يزدْ.
وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن صِيَام يَوْمَيْنِ: الْأَضْحَى وَالْفطر.
2288 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يُوشك الْفُرَات أَن يحسر عَن كنز من ذهب، فَمن حَضَره فَلَا يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ:
عَن جبل من ذهب ".
وَأخرج مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يحسر الْفُرَات عَن جبل من ذهب يقتتل النَّاس عَلَيْهِ، فَيقْتل من كل مائَة تسعةٌ وَتسْعُونَ، وَيَقُول كل رجل مِنْهُم: لعَلي أكون أَنا الَّذِي أنجو ".
وَمن حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل كَذَلِك بِنَحْوِهِ، وَزَاد: فَقَالَ: " إِن رَأَيْته فَلَا تقربنه ".
2289 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عِيسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يتَبَيَّن فِيهَا، يزل بهَا فِي النَّار أبعد مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب ".
وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من رضوَان الله لَا يلقِي لَهَا بَالا يرفعهُ الله بهَا دَرَجَات، وَإِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط الله لَا يلقِي لَهَا بَالا يهوي بهَا فِي نَار جَهَنَّم ".
2290 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عِيسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فليستنثر ثَلَاث مَرَّات؛ فَإِن الشَّيْطَان يبيت على خياشيمه ".
وَلَيْسَ لعيسى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله.
2291 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب الكعبي - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا، وَالْمَرْأَة على خَالَتهَا، فنرى خَالَة أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمنزلَة، لِأَن عُرْوَة حَدثنِي عَن عَائِشَة قَالَت: حرمُوا من الرضَاعَة مَا تحرمون من النّسَب. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن عبد الله.
وَفِي حَدِيث مُسلم عَن القعْنبِي أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تنْكح الْعمة على بنت الْأَخ، وَلَا ابْنة الْأُخْت على الْخَالَة ".
وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة بن يحيى:
نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يجمع الرجل بَين المراة وعمتها، وَبَين الْمَرْأَة وخالتها. قَالَ الزُّهْرِيّ: فنرى خَالَة أَبِيهَا، وعمة أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمنزلَة.
وَلَيْسَ لقبيصة بن ذُؤَيْب عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا يجمع بَين الْمَرْأَة وعمتها، وَلَا بَين الْمَرْأَة وخالتها ".
وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا وخالتها.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا، وَلَا على خَالَتهَا ".
وَمن حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَحوه.
وَمن حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن أَربع نسْوَة أَن يجمع بَينهُنَّ: الْمَرْأَة وعمتها، وَالْمَرْأَة وخالتها.
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
أَنه نهى أَن تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا وخالتها، أَو تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكتفي مَا فِي صحفتها.
وَفِي حَدِيث هِشَام عَن مُحَمَّد بن سِيرِين فِي أَوله:
لَا يخْطب الرجل على خطْبَة أَخِيه، وَلَا يسوم على سوم أَخِيه. . " وَذكر الحَدِيث فِي الْعمة وَالْخَالَة.
2292 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبيد مولى ابْن أَزْهَر - وَيُقَال: مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف - وَهُوَ أصح، وَكَانَ من الْقُرَّاء وَأهل الْفِقْه - عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُسْتَجَاب لأحدكم مَا لم يعجل، يَقُول: قد دَعَوْت رَبِّي فَلم يستجب لي ".
وَأخرجه مسلمٌ بِزِيَادَة من حَدِيث أبي إِدْرِيس عَائِذ الله الْخَولَانِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
لَا يزَال يُسْتَجَاب للْعَبد مَا لم يدع بإثم أَو قطيعة رحم، مَا لم يستعجل ".
قيل: يَا رَسُول الله، مَا الاستعجال؟ قَالَ:" يَقُول: قد دَعَوْت، قد دَعَوْت، فَلم أر يستجيب لي، فيستحسر عِنْد ذَلِك ويدع الدُّعَاء ".
2293 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لِأَن يحتطب أحدكُم حزمةً على ظَهره خيرٌ من أَن يسْأَل أحدا، فيعطيه أَو يمنعهُ ".
وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث:
لِأَن يحتزم أحدكُم حزمةً من حطب فيحملها على ظَهره فيبيعها، خيرٌ لَهُ من أَن يسْأَل رجلا، يُعْطِيهِ أَو يمنعهُ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فيحتطب على ظَهره خيرٌ من أَن يَأْتِي رجلا، أعطَاهُ أَو مَنعه ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لِأَن يَأْخُذ أحدكُم أحبله ثمَّ يَغْدُو - وَأَحْسبهُ قَالَ: إِلَى الْجَبَل - فيحتطب وَيبِيع وَيتَصَدَّق، خيرٌ لَهُ من أَن يسْأَل النَّاس ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لِأَن يَغْدُو أحدكُم فيحتطب على ظَهره فَيتَصَدَّق بِهِ ويستغني بِهِ عَن النَّاس، خيرٌ من أَن يسْأَل رجلا أعطَاهُ أَو مَنعه، ذَلِك بِأَن الْيَد الْعليا خيرٌ من الْيَد السُّفْلى، وابدأ بِمن تعول ".
2294 -
السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يدْخل أحدا مِنْكُم عمله الْجنَّة " قَالُوا: وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله مِنْهُ بِفضل وَرَحْمَة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث بسر بن سعيد نَحوه. وَزَاد فِي رِوَايَة قُتَيْبَة بن سعيد فِي آخِره: " وَلَكِن سددوا ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا. وَمن حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا، وَلَيْسَ فِي روايتهما:" وَلَكِن سددوا ". وَقَالَ فِي رِوَايَة سُهَيْل: " إِلَّا أَن يتداركني الله مِنْهُ برحمة ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
قاربوا وسددوا وَاعْلَمُوا أَنه لن ينجو أحدٌ مِنْكُم بِعَمَلِهِ " قَالُوا: وَلَا أَنْت؟ قَالَ: " وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمة مِنْهُ وَفضل ".
قَالَ ابْن نمير: وَحدثنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
2295 -
الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت أَبَا الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من قذف مَمْلُوكه وَهُوَ بَرِيء مِمَّا قَالَ جلد يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا أَن يكون كَمَا قَالَ ".
وَفِي حَدِيث عبد الله بن نمير:
من قذف مَمْلُوكَة بِالزِّنَا يُقَام عَلَيْهِ الْحَد يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا أَن يكون كَمَا قَالَ ".
2296 -
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من غَدا إِلَى الْمَسْجِد أَو رَاح أعد الله لَهُ فِي الْجنَّة نزلا كلما غَدا أَو رَاح ".
2297 -
الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَطاء بن يسَار - مولى مَيْمُونَة، وَعبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده التمرة وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَا اللُّقْمَة وَلَا اللقمتان، إِنَّمَا الْمِسْكِين الَّذِي يتعفف. اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {لَا يسْأَلُون النَّاس إلحافا} "[الْبَقَرَة] .
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده الْأكلَة وَالْأكْلَتَان، وَلَكِن الْمِسْكِين الَّذِي لَيْسَ لَهُ غنى، ويستحيي، أَو لَا يسْأَل النَّاس إلحافاً ".
وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي يطوف على النَّاس، ترده اللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِن الْمِسْكِين الَّذِي لَا يجد غنى يُغْنِيه، وَلَا يفْطن بِهِ فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ، وَلَا يقوم فَيسْأَل النَّاس ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَيْسَ الْمِسْكِين بِهَذَا الطّواف الَّذِي يطوف على النَّاس
…
" وَذكر نَحوه.
2298 -
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة أَنَّهُمَا سمعا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " مَا يُصِيب الْمُؤمن من وصب لَا نصب وَلَا سقم وَلَا حزن، حَتَّى الْهم يهمه إِلَّا كفر بِهِ من سيئاته ".
2299 -
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْحباب سعيد بن يسَار - وَيُقَال لَهُ: ابْن مرْجَانَة، وَهِي أمه - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى. يَقُولُونَ: يثرب، وَهِي الْمَدِينَة، تَنْفِي النَّاس كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد ".
2300 -
الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن الله خلق الْخلق حَتَّى إِذا فرغ مِنْهُم قَامَت الرَّحِم فَقَالَت: هَذَا مقَام العائذ بك من القطيعة، قَالَ: نعم، أما ترْضينَ أَن أصل من وصلك، وأقطع من قَطعك؟ قَالَت: بلَى. قَالَ: فَذَاك لَك " ثمَّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " اقْرَءُوا إِن
شِئْتُم: {إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض وتقطعوا أَرْحَامكُم أُولَئِكَ الَّذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أَبْصَارهم} [مُحَمَّد] .
وَأخرجه البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
إِن الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن، فَقَالَ الله: من وصلك وصلته، وَمن قَطعك قطعته ".
2301 -
الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا من يَوْم يصبح الْعباد فِيهِ إِلَّا ملكان، فَيَقُول أَحدهمَا: اللَّهُمَّ أعْط منفقاً خلفا، وَيَقُول الآخر: اللَّهُمَّ أعْط ممسكاً تلفاً.
2302 -
الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا تصدق أحدٌ بِصَدقَة من طيب - وَلَا يقبل الله إِلَّا الطّيب إِلَّا أَخذهَا الرَّحْمَن بِيَمِينِهِ وَإِن كَانَت تَمْرَة، فتربو فِي كف الرَّحْمَن حَتَّى تكون أعظم من الْجَبَل، كَمَا يُربي أحدكُم فلوه أَو فَصِيله ". لفظ حَدِيث مُسلم عَن قُتَيْبَة.
وَأخرجه البُخَارِيّ بِالْإِسْنَادِ وتعليقاً من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من تصدق بِعدْل تَمْرَة من كسبٍ طيب - وَلَا يصعد إِلَى الله، وَفِي الْإِسْنَاد: وَلَا يقبل الله - إِلَّا الطّيب، فَإِن الله يقبلهَا بِيَمِينِهِ ثمَّ يُرَبِّيهَا لصَاحبه كَمَا يُربي أحدكُم فلوه، حَتَّى تكون مثل الْجَبَل ".
قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه سُلَيْمَان عَن ابْن دِينَار. قَالَ: وَرَوَاهُ مُسلم بن أبي مَرْيَم، وَزيد بن أسلم وَسُهيْل بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. قَالَ البُخَارِيّ:
وَرَوَاهُ وَرْقَاء عَن عبد الله بن دِينَار عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَلَا يصعد إِلَى الله إِلَّا الطّيب ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث زيد بن أسلم عَن أبي صَالح. وَمن حَدِيث يَعْقُوب ابْن عبد الرَّحْمَن، وَسليمَان بن بِلَال وروح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يتَصَدَّق أحدٌ بتمرة من كسب طيب إِلَّا أَخذهَا الله بِيَمِينِهِ، يُرَبِّيهَا كَمَا يُربي أحدكُم فلوه أَو قلوصه، حَتَّى تكون مثل الْجَبَل ".
وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال:
من الْكسْب الطّيب فَيَضَعهَا فِي حَقّهَا " وَفِي رِوَايَة روح: " فَيَضَعهَا فِي موضعهَا ".
2303 -
السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن مرْجَانَة صَاحب عَليّ بن الْحُسَيْن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " أَيّمَا رجلٍ أعتق امْرأ مُسلما استنقذ الله بِكُل عضوٍ مِنْهُ عضوا مِنْهُ من النَّار، قَالَ ابْن مرْجَانَة: فَانْطَلَقت بِهِ إِلَى عَليّ بن الْحُسَيْن، فَعمد عَليّ بن الْحُسَيْن إِلَى عبدٍ لَهُ قد أعطَاهُ بِهِ عبد الله بن جَعْفَر عشرَة آلَاف دِرْهَم أَو ألف دِينَار، فَأعْتقهُ. هَذَا لفظ حَدِيث وَاقد بن مُحَمَّد عَن سعيد.
وَفِي حَدِيث عَليّ بن حُسَيْن عَن سعيد بن مرْجَانَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من أعتق رَقَبَة مسلمة أعتق الله بِكُل عُضْو مِنْهُ عضوا من النَّار، حَتَّى فرجه بفرجه ".
وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي حَكِيم عَن سعيد:
من أعتق رَقَبَة مُؤمنَة أعتق الله بِكُل إربٍ مِنْهُ إرباً مِنْهُ من النَّار ".
2304 -
السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَن ربه عز وجل قَالَ: " أذْنب عبدٌ ذَنبا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أذْنب عَبدِي ذَنبا فَعلم أَن لَهُ رَبًّا يغْفر الذُّنُوب وَيَأْخُذ بالذنب. ثمَّ عَاد فأذنب، فَقَالَ: أَي رب، اغْفِر لي ذَنبي، فَقَالَ تبارك وتعالى: عَبدِي أذْنب ذَنبا فَعلم أَن لَهُ رَبًّا يغْفر الذَّنب وَيَأْخُذ بالذنب. ثمَّ عَاد فأذنب فَقَالَ: أَي رب، اغْفِر لي ذَنبي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أذْنب عَبدِي ذَنبا، فَعلم أَن لَهُ رَبًّا يغْفر الذَّنب وَيَأْخُذ بالذنب ".
فِي حَدِيث عبد الْأَعْلَى عَن حَمَّاد عَن سَلمَة:
اعْمَلْ مَا شِئْت فقد غفرت لَك " قَالَ عبد الْأَعْلَى: لَا أَدْرِي قَالَ فِي الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة: " اعْمَلْ بِمَا شِئْت ".
وَفِي حَدِيث عبد بن حميد بِمَعْنَاهُ، وَذكر ثَلَاث مَرَّات، وَفِي الثَّالِثَة:
فقد غفرت لعبدي، فَلْيفْعَل مَا شَاءَ ".
2305 -
الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عمْرَة أَن أَبَا هُرَيْرَة حَدثهُ أَنه سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن ثَلَاثَة من بني إِسْرَائِيل: أبرص وأقرع وأعمى، فَأَرَادَ الله أَن يبتليهم، فَبعث إِلَيْهِم ملكا، فَأتى الأبرص فَقَالَ. أَي شَيْء أحب إِلَيْك؟ قَالَ: لونٌ حسنٌ وَجلد حسن، وَيذْهب
عني الَّذِي قد قذرني النَّاس. قَالَ: فمسحه فَذهب عَنهُ قذره، وَأعْطِي لوناً حسنا
وجلداً حسنا. قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْإِبِل - أَو قَالَ: الْبَقر، شكّ إِسْحَق، إِلَّا أَن الأبرص أَو الْأَقْرَع، قَالَ أَحدهمَا الْإِبِل وَقَالَ الآخر: الْبَقر - قَالَ: فَأعْطِي نَاقَة عشراء، فَقَالَ: بَارك الله لَك فِيهَا.
قَالَ: فَأتى الْأَقْرَع فَقَالَ:
أَي شيءٍ أحب إِلَيْك؟ قَالَ: شعر حسن، وَيذْهب عني هَذَا الَّذِي قد قذرني النَّاس. قَالَ: فمسحه فَذهب عَنهُ. قَالَ: وَأعْطِي شعرًا حسنا. قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْبَقر. قَالَ فَأعْطِي بقرة حَامِلا. قَالَ: بَارك الله لَك فِيهَا.
قَالَ: فَأتى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَي شيءٍ أحب إِلَيْك؟ قَالَ: أَن يرد الله إِلَيّ بَصرِي فأبصر بِهِ النَّاس. قَالَ: فمسحه فَرد الله إِلَيْهِ بَصَره. قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْغنم، فَأعْطِي شَاة والداً.
فأنتج هَذَانِ، وَولد هَذَا، فَكَانَ لهَذَا وادٍ من الْإِبِل، وَلِهَذَا وادٍ من الْبَقر، وَلِهَذَا وادٍ من الْغنم. قَالَ: ثمَّ إِنَّه أَتَى الأبرص فِي صورته وهيئته، فَقَالَ:
رجلٌ مِسْكين، قد انْقَطَعت بِي الحبال فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغ لي الْيَوْم إِلَّا بِاللَّه ثمَّ بك، أَسأَلك بِالَّذِي أَعْطَاك اللَّوْن الْحسن، وَالْجَلد الْحسن، وَالْمَال، بَعِيرًا أتبلغ بِهِ فِي سَفَرِي. فَقَالَ: الْحُقُوق كثيرةٌ. فَقَالَ: كَأَنِّي أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك النَّاس، فَقِيرا، فأعطاك الله؟ فَقَالَ: إِنَّمَا ورثت هَذَا المَال كَابِرًا عَن كَابر. فَقَالَ: إِن كنت كَاذِبًا فصيرك الله إِلَى مَا كنت.
قَالَ:
وأتى الْأَقْرَع فِي صورته، فَقَالَ لَهُ مثل مَا قَالَ لهَذَا، ورد عَلَيْهِ مثل مَا رد على هَذَا، فَقَالَ: إِن كنت كَاذِبًا فصيرك الله إِلَى مَا كنت.
قَالَ:
وأتى الْأَعْمَى فِي صورته وهيئته فَقَالَ: رجلٌ مِسْكين، وَابْن سَبِيل انْقَطَعت بِي الحبال فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغ لي الْيَوْم إِلَّا بِاللَّه ثمَّ بك، أَسأَلك بِالَّذِي رد عَلَيْك
بَصرك شَاة أتبلغ بهَا فِي سَفَرِي. فَقَالَ: قد كنت أعمى فَرد الله إِلَيّ بَصرِي، فَخذ مَا شِئْت ودع مَا شِئْت، فوَاللَّه لَا أجهدك الْيَوْم بشيءٍ أَخَذته لله. فَقَالَ: أمسك مَالك، فَإِنَّمَا ابتليتم، فقد رَضِي عَنْك وَسخط على صاحبيك ".
2306 -
التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي أنس مَالك بن أبي عَامر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث: إِذا حدث كذب، وَإِذا وعد أخلف، وَإِذا ائْتمن خَان ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث دَاوُد بن أبي هِنْد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَذكره نَحوه. وَقَالَ فِيهِ:
وَإِن صَامَ وَصلى وَزعم أَنه مُسلم ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب مولى الحرقة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من عَلَامَات الْمُنَافِق ثَلَاث: إِذا حدث كذب، وَإِذا وعد أخلف، وَإِذا ائْتمن خَان ".
وَفِي رِوَايَة يحيى بن أبي زُكَيْرٍ - وَاسم أبي زُكَيْرٍ مُحَمَّد بن قيس، عَن الْعَلَاء بِالْإِسْنَادِ نَحوه، وَقَالَ فِيهِ:
آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث، وَإِن صلى وَصَامَ، وَزعم أَنه مُسلم ".
2307 -
الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي أنس مَالك بن أبي عَامر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِذا دخل رَمَضَان فتحت أَبْوَاب السَّمَاء، وأغلقت أَبْوَاب جَهَنَّم، وسلسلت الشَّيَاطِين ".
وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر:
إِذا جَاءَ رَمَضَان فتحت أَبْوَاب الْجنَّة ".
وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب:
إِذا دخل رَمَضَان فتحت أَبْوَاب الرَّحْمَة
…
. ".
2308 -
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث سَالم - مولى عبد الله بن مُطِيع - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَر، فَفتح الله علينا، فَلم نغنم ذَهَبا وَلَا وَرقا، غنمنا الْمَتَاع وَالطَّعَام وَالثيَاب، ثمَّ انطلقنا إِلَى الْوَادي يَعْنِي وَادي الْقرى - وَمَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عبد لَهُ وهبه لَهُ رجلٌ من جذام يدعى رِفَاعَة بن زيد، من بني الضبيب، فَلَمَّا نزلنَا الْوَادي قَامَ عبد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يحل رَحْله، فَرمي بسهمٍ، فَكَانَ فِيهِ حتفه، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَة يَا رَسُول الله. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " كلا، وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، إِن الشملة لتلتهب نَارا، أَخذهَا من الْغَنَائِم يَوْم خَيْبَر، لم تصبها المقاسم " قَالَ: فَفَزعَ النَّاس. قَالَ: فجَاء رجلٌ بِشِرَاك أَو شراكين، فَقَالَ: أصبته يَوْم خَيْبَر. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " شِرَاك من نَار، أَو شراكان من نَار ".
وَحَدِيث مَالك بن أنس نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ:
وَمَعَهُ عبدٌ لَهُ يُقَال مدعم، أهداه لَهُ أحد بني الضباب " وَقَالَ: إِذْ جَاءَهُ سهم عائر.
2309 -
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث مولى ابْن مُطِيع عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " السَّاعِي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فِي سَبِيل الله " وَأَحْسبهُ قَالَ: " وكالقائم لَا يفتر، وكالصائم لَا يفْطر " كَذَا فِي رِوَايَة القعْنبِي عَن مَالك عَن ثَوْر بن يزِيد، شكّ القعْنبِي فَإِنَّهُ قَالَ: " وكالقائم لَا يفتر
…
" وَمَا بعده.
وَفِي رِوَايَة مَالك عَن صَفْوَان بن سليم يرفعهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " السَّاعِي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فِي سَبِيل الله، أَو كَالَّذي يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل ".
وَفِي عقب هَذَا من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن مَالك عَن ثَوْر عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مثله.
2310 -
الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اجتنبوا السَّبع الموبقات ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا هن؟ قَالَ:" الشّرك بِاللَّه، وَالسحر، وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأكل الرِّبَا وَأكل مَال الْيَتِيم، والتولي يَوْم الزَّحْف، وَقذف الْمُحْصنَات الْمُؤْمِنَات الْغَافِلَات ".
2311 -
الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يقوم رجلٌ من قحطان، يَسُوق النَّاس بعصاه ".
2312 -
الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يعرق النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يذهب عرقهم فِي الأَرْض سبعين ذِرَاعا، ويلجمهم حَتَّى يبلغ آذانهم ".
وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد:
إِن الْعرق يَوْم الْقِيَامَة ليذْهب فِي الأَرْض سبعين باعاً ".
2313 -
السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فأنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْجُمُعَة:{وَآخَرين مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم} [الْجُمُعَة]، قَالَ قَائِل: من هم: يَا رَسُول الله؟ فَلم يُرَاجِعهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا،
وَفينَا سلمَان الْفَارِسِي، فَوضع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَده على سلمَان ثمَّ قَالَ:
لَو كَانَ الْإِيمَان عِنْد الثريا لَنَالَهُ رجالٌ، أَو رجلٌ _ من هَؤُلَاءِ " وَفِي رِوَايَة عبد الله عبد الْوَهَّاب وقتيبة:" لنا لَهُ رجال من هَؤُلَاءِ " وَلم يشك الرَّاوِي.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَو كَانَ الدّين عِنْد الثريا لذهب بِهِ رجلٌ من فَارس _ أَو قَالَ: من أَبنَاء فَارس - حَتَّى يتَنَاوَلهُ ".
2314 -
السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
يَا نسَاء المسلمات، لَا تحقرن جارةٌ لجارتها وَلَو فرسن شاةٍ ".
2315 -
الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا من الْأَنْبِيَاء نبيٌّ إِلَّا أعطي من الْآيَات مَا مثله آمن عَلَيْهِ الْبشر، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتيت وَحيا أوحاه الله إِلَيّ، فأرجو أَن أكون أَكْثَرهم تَابعا يَوْم الْقِيَامَة ".
2316 -
التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: بَينا نَحن فِي الْمَسْجِد إِذْ خرج إِلَيْنَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " انْطَلقُوا إِلَى يهود " فخرجنا مَعَه حَتَّى جِئْنَا بَيت الْمدَارِس، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فناداهم فَقَالَ:" يَا معشر يهود، أَسْلمُوا تسلموا " فقالو لَهُ قد بلغت يَا أَبَا الْقَاسِم. فَقَالَ لَهُم رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ذَلِك أُرِيد " ثمَّ قَالَهَا، الثَّالِثَة، فَقَالَ:" اعلموا أَن الأَرْض لله وَلِرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيد أَن أجليكم من هَذِه الأَرْض، فَمن وجد مِنْكُم بِمَالِه شَيْئا فليبعه، وَإِلَّا فاعلموا أَنما الأَرْض لله وَلِرَسُولِهِ ".
2317 -
الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تُسَافِر مسيرَة يومٍ وليلةٍ وَلَيْسَ مَعهَا حُرْمَة ". قَالَ البُخَارِيّ تَابعه مَالك وَيحيى بن أبي كثير وَسُهيْل عَن سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه.
وَعند مُسلم من رِوَايَة مَالك عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة - وَقيل عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة - عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يحل لامرأةٍ تُسَافِر مسيرَة يَوْم وَلَيْلَة إِلَّا مَعَ ذِي محرمٍ عَلَيْهَا ".
وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن ابْن أبي ذِئْب:
لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر تُسَافِر مسيرَة يومٍ، إِلَّا مَعَ ذِي محرم ".
وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة عَن اللَّيْث:
لَا يحل لامرأةٍ مسلمةٍ تُسَافِر مسيرَة لَيْلَة إِلَّا وَمَعَهَا رجلٌ ذُو حُرْمَة مِنْهَا ".
وَأخرج مُسلم من حَدِيث بشر بن الْمفضل عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا يحل لامرأةٍ تُسَافِر ثَلَاثًا إِلَّا وَمَعَهَا ذُو محرم مِنْهَا ".
2318 -
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول:
لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده، أعز جنده، وَنصر عَبده، وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده، فَلَا شَيْء بعده ".
2319 -
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة: قيل: يَا رَسُول الله، من أكْرم النَّاس؟ قَالَ:" أَتْقَاهُم " فَقَالُوا: لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك.
قَالَ: " فيوسف نَبِي الله، ابْن نَبِي الله، ابْن خَلِيل الله " قَالُوا: لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك، قَالَ:" فَعَن معادن الْعَرَب تَسْأَلُونِي؟ خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا ".
وَأخرجه البُخَارِيّ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ وَقَالَ البُخَارِيّ: قَالَ أَبُو أُسَامَة ومعتمر عَن عبيد الله عَن سعيد ابْن أبي سعيد عَن أبي سعيد هُرَيْرَة.
2320 -
الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تنْكح الْمَرْأَة لأَرْبَع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بِذَات الدّين، تربت يداك ".
2321 -
الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دخل الْمَسْجِد، فَدخل رجلٌ فصلى، فَسلم على النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَرد وَقَالَ:" ارْجع فصل؛ فَإنَّك لم تصل " فَرجع فصلى كَمَا صلى، ثمَّ جَاءَ فَسلم على النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَرد وَقَالَ:" ارْجع فصل؛ فَإنَّك لم تصل " ثَلَاثًا. فَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا أحسن غَيره فعلمني، فَقَالَ:" إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكبر، ثمَّ اقْرَأ مَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن، ثمَّ اركع حَتَّى تطمئِن رَاكِعا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تعتدل قَائِما، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا، وَافْعل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَفِيه:
وَعَلَيْك السَّلَام، ارْجع " وَفِيه:" فَإِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة فَكبر، ثمَّ اقْرَأ بِمَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن. . " وَذكر نَحوه، وَزَاد فِي آخِره بعد قَوْله:" حَتَّى تطمئِن جَالِسا، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا، ثمَّ افْعَل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا ".
2322 -
الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا زنت الْأمة فَتبين زنَاهَا، فليجلدها الْحَد وَلَا يثرب عَلَيْهَا، ثمَّ إِن زنت فليجلدها الْحَد وَلَا يثرب عَلَيْهَا، ثمَّ إِذا زنت الثَّالِثَة فليبعها وَلَو بِحَبل من شعر ".
وَمن الروَاة من قَالَ: عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة. وَأخرجه كَذَلِك مُسلم.
وَأَخْرَجَا أَيْضا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله عَن أبي هُرَيْرَة، وَزيد ابْن خَالِد الْجُهَنِيّ
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه سُئِلَ عَن الْأمة إِذا زنت وَلم تحصن.
قَالَ:
إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ بيعوها وَلَو بضفير " قَالَ ابْن شهَاب: لَا أَدْرِي بعد الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة. قَالَ ابْن شهَاب: والضفير: الْحَبل.
2323 -
السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِذا أَوَى أحدكُم إِلَى فرَاشه فلينفض فرَاشه بداخلة إزَاره، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خلف عَلَيْهِ، ثمَّ يَقُول: بِاسْمِك رَبِّي وضعت جَنْبي وَبِك أرفعه، إِن أَمْسَكت نَفسِي فارحمها، وَإِن أرسلتها فاحفظها بِمَا تحفظ بِهِ عِبَادك الصَّالِحين ".
قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أَبُو ضَمرَة، وَإِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا. قَالَ: وَرَوَاهُ مَالك وَابْن عجلَان عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا. وَقَالَ يحيى الْقطَّان وَبشر بن الْمفضل عَن عبيد الله عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة.
وَعند مُسلم فِي حَدِيث أبي ضَمرَة، أنس بن عِيَاض عَن عبيد الله:
فليأخذ دَاخِلَة إزَاره فلينفض بهَا فرَاشه، وليسم الله، فَإِنَّهُ لَا يعلم مَا خَلفه بعده على فرَاشه، فَإِذا أَرَادَ أَن يضطجع فليضطجع على شقَّه الْأَيْمن، وَليقل: سُبْحَانَكَ رَبِّي، لَك وضعت جَنْبي، وَبِك أرفعه
…
" ثمَّ ذكر نَحوه.
2324 -
السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن أبي سعيد أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجدٍ، فَجَاءَت برجلٍ من بني حنيفَة يُقَال لَهُ ثُمَامَة بن أثالٍ، سيد أهل الْيَمَامَة، فربطوه بِسَارِيَة من سواري الْمَسْجِد، فَخرج إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَاذَا عنْدك يَا ثُمَامَة؟ " فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّد خيرٌ، إِن تقتل تقتل ذَا دم، وَإِن تنعم تنعم على شاكرٍ، وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت. فَتَركه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد قَالَ:" مَا عنْدك يَا ثُمَامَة "؟ قَالَ: مَا قلت لَك، إِن تنعم تنعم على شاكرٍ، وَإِن تقتل تقتل ذَا دم، وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت. فَتَركه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذا كَانَ بعد الْغَد، قَالَ: مَاذَا عنْدك يَا ثُمَامَة؟ " " قَالَ: عِنْدِي مَا قلت لَك، إِن تنعم تنعم على شاكرٍ، وَإِن تقتل تقتل ذَا دم، وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أطْلقُوا ثُمَامَة " فَانْطَلق إِلَى نخلٍ قريب من الْمَسْجِد، فاغتسل، ثمَّ دخل الْمَسْجِد فَقَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله.
وَالله مَا كَانَ على الأَرْض أبْغض إِلَيّ من وَجهك، فقد أصبح وَجهك أحب الْوُجُوه كلهَا إِلَيّ. وَالله مَا كَانَ من دين أبْغض إِلَيّ من دينك، فَأصْبح دينك أحب الدّين كُله إِلَيّ. وَالله مَا كَانَ من بلدٍ أبْغض إِلَيّ من بلدك، فَأصْبح بلدك أحب الْبِلَاد كلهَا إِلَيّ. وَإِن خيلك أخذتني وَأَنا أُرِيد الْعمرَة، فَمَاذَا ترى؟ فبشره رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَأمره أَن يعْتَمر، فَلَمَّا قدم مَكَّة قَالَ لَهُ قَائِل: أَصَبَوْت؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أسلمت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَلَا وَالله لَا يأتيكم من الْيَمَامَة حَبَّة حِنْطَة حَتَّى يَأْذَن فِيهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. لفظ حَدِيث مُسلم عَن قُتَيْبَة بِطُولِهِ. وَاخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ.
2325 -
الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن ابْن شهَاب عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يمْنَع جارٌ جَاره أَن يغرز خَشَبَة فِي جِدَاره " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: مَالِي أَرَاكُم عَنْهَا معرضين؟ وَالله لأرمين بهَا بَين أكتافكم.
وَأخرجه البُخَارِيّ مَعَ طرف آخر من حَدِيث عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس قَالَ:
أَلا أخْبركُم بأَشْيَاء قصارٍ؟ حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن الشّرْب من فَم الْقرْبَة والسقاء، وَأَن يمْنَع جارٌ جَاره أَن يغرز خَشَبَة فِي جِدَاره.
2326 -
التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يَقُول: " بئس الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة، يدعى إِلَيْهَا الْأَغْنِيَاء وَيتْرك الْفُقَرَاء، وَمن ترك الدعْوَة فقد عصى الله وَرَسُوله ".
وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب وَعَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
شَرّ الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة
…
" وَذكر نَحوه.
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ: قلت لِلزهْرِيِّ: يَا أَبَا بكر، كَيفَ هَذَا الحَدِيث:
شَرّ الطَّعَام طَعَام الْأَغْنِيَاء؟ فَضَحِك وَقَالَ: لَيْسَ هُوَ: شَرّ الطَّعَام طَعَام الْأَغْنِيَاء. قَالَ سُفْيَان: وَكَانَ أبي غَنِيا، فأفزعني هَذَا الحَدِيث حِين سَمِعت بِهِ، فَسَأَلت عَنهُ الزُّهْرِيّ فَقَالَ: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: " شَرّ الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة، يمْنَعهَا من يَأْتِيهَا، ويدعى إِلَيْهَا من يأباها، وَمن لم يجب الدعْوَة فقد عصى الله وَرَسُوله ".
2327 -
السِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من شهد الْجِنَازَة حَتَّى يصلى عَلَيْهَا فَلهُ قِيرَاط، وَمن شَهِدَهَا حَتَّى تدفن فَلهُ قيراطان، " قيل: وَمَا القيراطان؟ قَالَ: " مثل الجبلين العظيمين ".
زَاد فِي رِوَايَة حَرْمَلَة وَهَارُون بن سعيد عَن ابْن وهب: قَالَ ابْن شهَاب: قَالَ سَالم بن عبد الله: وَكَانَ ابْن عمر يُصَلِّي عَلَيْهَا ثمَّ ينْصَرف، فَلَمَّا بلغه حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: لقد ضيعنا قراريط كَثِيرَة.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث نَافِع مولى ابْن عمر قَالَ: قيل لِابْنِ عمر: إِن أَبَا هُرَيْرَة يَقُول:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من تبع جَنَازَة فَلهُ قِيرَاط من الْأجر. " فَقَالَ ابْن عمر: أَكثر علينا أَبُو هُرَيْرَة. فَبعث إِلَى عَائِشَة فَسَأَلَهَا، فصدقت أَبَا هُرَيْرَة، فَقَالَ ابْن عمر: لقد فرطنا فِي قراريط كَثِيرَة.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج إِلَى قَوْله: " الجبلين العظيمين ".
وَفِي حَدِيث عبد الْأَعْلَى:
حَتَّى يفرغ مِنْهَا ".
وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر:
حَتَّى تُوضَع فِي اللَّحْد ".
وَفِي حَدِيث عقيل عَن ابْن شهَاب: حَدثنِي رجالٌ عَن أبي هُرَيْرَة بِمثلِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ:
وَمن اتبعها حَتَّى تدفن ".
وَلم أجد حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد فِي كتاب أبي مَسْعُود فِي هَذِه التَّرْجَمَة.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج إِلَى قَوْله:
الجبلين العظيمين ".
وَمن حَدِيث الْحسن بن أبي الْحسن وَمُحَمّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
من اتبع جَنَازَة مسلمٍ إِيمَانًا واحتساباً، وَكَانَ مَعهَا حَتَّى يصلى عَلَيْهَا ويفرغ من دَفنهَا، فَإِنَّهُ يرجع من الْأجر بقيراطين، كل قيراطٍ مثل أحدٍ، وَمن صلى عَلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ قبل أَن تدفن فَإِنَّهُ يرجع بقيراط ". وَقَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عُثْمَان الْمُؤَذّن، وَقَالَ: حَدثنَا عَوْف عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَحوه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من صلى على جَنَازَة وَلم يتبعهَا فَلهُ قِيرَاط، وَمن تبعها فَلهُ قيراطان ". قيل: وَمَا القيراط؟ قَالَ: " أصغرها مثل أحد ".
وَمن حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من صلى على جَنَازَة فَلهُ قِيرَاط، وَمن اتبعها حَتَّى تُوضَع فِي الْقَبْر فقيراطان " قَالَ: قلت لأبي هُرَيْرَة: وَمَا القيراط؟ قَالَ: مثل أحد.
وَمن حَدِيث عَامر بن سعد بن أبي وَقاص:
أَنه كَانَ قَاعِدا عِنْد عبد الله بن عمر، فطلع خبابٌ صَاحب الْمَقْصُورَة فَقَالَ: يَا عبد الله بن عمر، أَلا تسمع مَا يَقُول أَبُو هُرَيْرَة؟ يَقُول: إِنَّه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من خرج مَعَ جَنَازَة من بَيتهَا وَصلى عَلَيْهَا، ثمَّ تبعها حَتَّى تدفن كَانَ لَهُ قيراطان من أجر، كل قِيرَاط مثل أحد، وَمن صلى عَلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ من الْأجر مثل أحد ". فَأرْسل ابْن عمر خباباً إِلَى عَائِشَة فَسَأَلَهَا عَن قَول أبي هُرَيْرَة، ثمَّ يرجع إِلَيْهِ فيخبره بِمَ قَالَت. وَأخذ ابْن عمر قَبْضَة من حَصى الْمَسْجِد يقلبها فِي يَده حَتَّى رَجَعَ فَقَالَ: قَالَت عَائِشَة: صدق أَبُو هُرَيْرَة، فَضرب ابْن عمر بالحصى الَّذِي كَانَ فِي يَده الأَرْض ثمَّ قَالَ: لقد فرطنا فِي قراريط كَثِيرَة.
وَلَيْسَ لخباب صَاحب الْمَقْصُورَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث.
2328 -
الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقْرَأ فِي الْفجْر من الْجُمُعَة {الم تَنْزِيل} [السَّجْدَة] و {هَل أَتَى على الْإِنْسَان} [سُورَة الْإِنْسَان] .
2329 -
الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " قريشٌ وَالْأَنْصَار وجهينة وَمُزَيْنَة وَأَشْجَع وَأسلم وغفار موَالِي، لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله " كَذَا رَوَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سعد ابْن إِبْرَاهِيم، وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن سعد بن إِبْرَاهِيم.
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي مَوضِع آخر من كِتَابه: حَدثنَا أَبُو نعيم قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان عَن سعد، ثمَّ قَالَ: وَقَالَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم: حَدثنَا أبي عَن أَبِيه، قَالَ: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " قُرَيْش وَالْأَنْصَار وجهينة وَمُزَيْنَة وَأسلم وَأَشْجَع وغفار موَالِي، لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله ".
وَقد حكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي وَغَيره أَن البُخَارِيّ حمل حَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم على حَدِيث أبي نعيم عَن سُفْيَان، وَيَعْقُوب فِي حَدِيثه إِنَّمَا يَقُول: عَن أَبِيه عَن صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لغفار وَأسلم وَمُزَيْنَة وَمن كَانَ من جُهَيْنَة - أَو قَالَ:" جُهَيْنَة وَمن كَانَ من مزينة - خيرٌ عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من أَسد وطيء وغَطَفَان ". وَهَكَذَا أخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن صَالح عَن الْأَعْرَج. فَذكره بِإِسْنَادِهِ كَمَا أوردناه، هَذَا خلاف فِي الْمَتْن والإسناد.
وَأخرجه أَيْضا نَحْو هَذَا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة، إِلَّا أَنه قَالَ فِي رِوَايَة مُسلم: من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي، مُسْند.
وَهُوَ للْبُخَارِيّ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَنهُ من قَول أبي هُرَيْرَة. لم يسْندهُ.
وَهَذَا لفظ حَدِيث مُسلم الْمسند: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لأسلم وغفار وشيءٌ من مزينة أَو شَيْء من جُهَيْنَة. وَمُزَيْنَة خيرٌ عِنْد الله - قَالَ حَمَّاد: أَحْسبهُ قَالَ: يَوْم الْقِيَامَة - من أَسد وغَطَفَان وهوازن وغفار ".
وَلمُسلم من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
أسلم وغفار وَمُزَيْنَة وَمن كَانَ من جُهَيْنَة أَو جُهَيْنَة خيرٌ من بني تَمِيم وَبني عامرٍ والحليفتين أسدٍ وغَطَفَان ".
وَلمُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
أَنه قَالَ
…
بِنَحْوِ حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا.
2330 -
الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار وَبسر ابْن سعيد والأعرج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من أدْرك من الصُّبْح رَكْعَة قبل أَن تطلع الشَّمْس فقد أدْرك الصُّبْح، وَمن أدْرك رَكْعَة من الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس فقد أدْرك الْعَصْر. "
وَلَيْسَ لزيد بن أسلم فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غَيره.
2331 -
الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذا سَمِعْتُمْ نهاق الْحمير فتعوذوا بِاللَّه من الشَّيْطَان، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانا، فَإِذا سَمِعْتُمْ صياح الديكة فاسألوا الله من فَضله، فَإِنَّهَا رَأَتْ ملكا ".
2332 -
الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يَسُوق بَدَنَة، فَقَالَ:" اركبها ". فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة قَالَ: " اركبها " فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة. فَقَالَ: " اركبها، وَيلك " فِي الثَّانِيَة أَو فِي الثَّالِثَة.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة
أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يَسُوق بَدَنَة، قَالَ:" اركبها " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة. قَالَ: " اركبها ". قَالَ: فَلَقَد رَأَيْته راكبها يُسَايِر النَّبِي صلى الله عليه وسلم والنعل فِي عُنُقهَا.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ فِيهِ:
بَينا رجلٌ يَسُوق بَدَنَة مقلدة. . وَذكره.
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ، وَقَالَ أَيْضا:
بَدَنَة مقلدة، وَفِيه أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَيلك اركبها " فَقَالَ: بدنةٌ يَا رَسُول الله.
قَالَ: " وَيلك اركبها، وَيلك اركبها ".
2333 -
السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يمش أحدكُم فِي نعلٍ وَاحِدَة، ولينعلهما جَمِيعًا أَو ليخلعهما جَمِيعًا " وَفِي رِوَايَة القعْنبِي: " ليحفهما جَمِيعًا، أَو لينعلهما جَمِيعًا ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي رزين قَالَ:
خرج إِلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَة، فَضرب بِيَدِهِ على جَبهته فَقَالَ: أَلا إِنَّكُم تحدثون أَنِّي أكذب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لتهتدوا وأضل، أَلا وَإِنِّي أشهد لسمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" إِذا انْقَطع شسع أحدكُم فَلَا يمش فِي الْأُخْرَى حَتَّى يصلحها. "
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي رزين وَأبي صَالح جَمِيعًا عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الْمَعْنى.
وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا انتعل أحدكُم فليبدأ باليمنى، وَإِذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جَمِيعًا، أَو ليحفهما جَمِيعًا ".
2334 -
السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يمر الرجل بِقَبْر الرجل ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تذْهب الدُّنْيَا حَتَّى يمر الرجل على الْقَبْر، فيتمرغ عَلَيْهِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني كنت مَكَان صَاحب هَذَا الْقَبْر وَلَيْسَ بِهِ الدّين، إِلَّا الْبلَاء ".
2335 -
الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِذا شرب الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليغسله سبع مراتٍ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي رزين وَأبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليرقه ثمَّ ليغسله سبع مَرَّات ".
وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا عَن الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله، وَلم يذكر:" فليرقه ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " طهُور إِنَاء أحدكُم إِذا ولغَ فِيهِ الْكَلْب أَن يغسلهُ سبع مَرَّات، أولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
طهُور إناءٍ أحدكُم إِذا ولغَ الْكَلْب فِيهِ أَن يغسلهُ سبع مَرَّات ".
وَفِي حَدِيث ابْن الْمُغَفَّل:
وعفروه الثَّامِنَة بِالتُّرَابِ " وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك.
2336 -
التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ " لَا يتلَقَّى الركْبَان للْبيع، وَلَا يبع بَعْضكُم على بيع بعضٍ، وَلَا تناجشوا، وَلَا يبع حاضرٌ لبادٍ، وَلَا تصروا الْإِبِل وَالْغنم، فَمن ابتاعها بعد ذَلِك فَهُوَ بِخَير النظرين بعد أَن يحلبها، فَإِن رضيها أمْسكهَا، وَإِن سخطها ردهَا وصاعاً من تمر ".
وَأخرج البُخَارِيّ فِي التصرية نَحوه من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا تصروا الْإِبِل وَالْغنم، فَمن ابتاعها فَإِنَّهُ بِخَير النظرين بعد أَن يحلبها، إِن شَاءَ أمسك، وَإِن شَاءَ ردهَا وصاعاً من تمر ".
وَمن حَدِيث ثَابت من عِيَاض عَن الْأَعْرَج مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من اشْترى غنما مصراة فاحتلبها، فَإِن رضيها أمْسكهَا، وَإِن سخطها فَفِي حلبتها صاعٌ من تمر ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من اشْترى شَاة مصراة فلينقلب بهَا فليحلبها، فَإِن رَضِي حلابها أمْسكهَا وَإِلَّا ردهَا وَمَعَهَا صاعٌ من تمر ".
وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سهل بن أبي صَالح عَن أَبِيه
عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من ابْتَاعَ شَاة مصراة فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَة أَيَّام، إِن شَاءَ أمْسكهَا، وَإِن شَاءَ ردهَا ورد مَعهَا صَاعا من تمر ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من اشْترى شَاة مصراة فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن ردهَا رد مَعهَا صَاعا من طَعَام لَا سمراء ".
وَفِي رِوَايَة أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين:
وَإِن شَاءَ ردهَا ورد مَعهَا صَاعا من تمر لَا سمراء ".
وَفِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب:
من اشْترى من الْغنم - يعْنى مصراة - فَهُوَ بِالْخِيَارِ ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا مَا أحدكُم اشْترى لقحةً مصراة أَو شَاة مصراة فَهُوَ بِخَير النظرين بعد أَن يحلبها، إِمَّا هِيَ وَإِلَّا فليردها وصاعاً من تمر ".
2337 -
السبعون بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يَوْم الْجُمُعَة، فَقَالَ:" فِيهِ ساعةٌ لَا يُوَافِقهَا عبدٌ مسلمٌ وَهُوَ قائمٌ يُصَلِّي، يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه " وَأَشَارَ بِيَدِهِ يقللها.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم:
إِن فِي الْجُمُعَة سَاعَة " وَذكر نَحوه. وَقَالَ بِيَدِهِ. قُلْنَا: يقللها، يزهدها.
وَفِي رِوَايَة مُسَدّد نَحوه، وَفِي آخِره: قَالَ بِيَدِهِ:
وَوضع أنملته على بطن الْوُسْطَى والخنصر. قُلْنَا: يزهدها.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
إِن فِي الْجُمُعَة لساعةً
…
" وَذكر نَحوه. وَفِيه فِي آخِره: " وَهِي سَاعَة خَفِيفَة ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه نَحوه، وَلم يقل " وَهِي سَاعَة خَفِيفَة ".
2338 -
الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هَل ترَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا؟ وَالله مَا يخفى عَليّ ركوعهم وَلَا خُشُوعكُمْ، وَإِنِّي لأَرَاكُمْ من وَرَاء ظَهْري ".
2339 -
الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يتعاقبون فِيكُم ملائكةٌ بِاللَّيْلِ وملائكة بِالنَّهَارِ، ويجتمعون فِي صَلَاة الْعَصْر وَصَلَاة الْفجْر، ثمَّ يعرج الَّذين باتوا فِيكُم، فيسألهم - وَهُوَ أعلم بكم: كَيفَ تركْتُم عبَادي؟ فَيَقُولُونَ: تركناهم وهم يصلونَ، وأتيناهم وهم يصلونَ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة نَحوه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالْمَلَائِكَة يتعاقبون فِيكُم. . " بِمثل حَدِيث أبي الزِّنَاد.
2340 -
الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مطل الْغَنِيّ ظلمٌ، وَإِذا أتبع أحدكُم على مَلِيء فَليتبعْ ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
مطل الْغَنِيّ ظلم ". كَذَا فِي حَدِيث البُخَارِيّ، لم يزدْ. وَحمل مُسلم حَدِيث همام على حَدِيث مَالك وَقَالَ: بِمثلِهِ. وَفِيه: " إِذا أتبع أحدكُم على مَلِيء فَليتبعْ ". وَكَذَلِكَ أخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث إِسْحَاق بن مَالك بن أنس.
2341 -
الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " طَعَام الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَة، وَطَعَام الثَّلَاثَة كَافِي الْأَرْبَعَة ".
2342 -
الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " لَا يقتسم ورثتي دِينَارا، مَا تركت بعد نَفَقَة نسَائِي ومؤونة عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله.
وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا نورث، مَا تركنَا صَدَقَة ".
2343 -
السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " اختتن إِبْرَاهِيم النَّبِي صلى الله عليه وسلم بالقدوم " قَالَ أَبُو الزِّنَاد " بالقدوم " مُخَفّفَة: وَهُوَ مَوضِع.
قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَق عَن أبي الزِّنَاد، وَتَابعه عجلَان عَن أبي هُرَيْرَة، وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة - وَاسم أبي حَمْزَة دِينَار - عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا، وَقَالَ:" بالقدوم " مُخَفّفَة.
2344 -
السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تمنوا لِقَاء الْعَدو، وَإِذا لقيتموهم فَاصْبِرُوا ".
2345 -
الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّه ليَأْتِي الرجل الْعَظِيم السمين يَوْم الْقِيَامَة لَا يزن عِنْد الله جنَاح بعوضة " قَالَ: " واقرءوا إِن شتم: {فَلَا نُقِيم لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وزنا} [الْكَهْف] .
2346 -
التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة الْحزَامِي الْقرشِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لما قضى الله الْخلق - وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن قُتَيْبَة: لما خلق الْخلق، كتب فِي كِتَابه، فَهُوَ عِنْده فَوق الْعَرْش: إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي " وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: " غلبت غَضَبي ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن الله لما قضى الْخلق كتب عِنْده فَوق عَرْشه: إِن رَحْمَتي سبقت غَضَبي ".
وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لما قضى الله الْخلق كتب عِنْده
…
" وَذكر نَحوه.
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لما خلق الله الْخلق كتب فِي كتاب كتبه على نَفسه، فَهُوَ مَوْضُوع عِنْده على الْعَرْش: إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي ".
وَمن حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَحوه بِمَعْنَاهُ.
وَفِي رِوَايَة أُخْرَى عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن الله كتب كتابا قبل أَن يخلق الْخلق: إِن رَحْمَتي سبقت غَضَبي، فَهُوَ مكتوبٌ عِنْده فَوق الْعَرْش ".
وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ الله عز وجل: سبقت رَحْمَتي غَضَبي ".
وَمن حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لما قضى الله الْخلق كتب فِي كِتَابه على نَفسه - فَهُوَ موضوعٌ عِنْده: إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي ".
2347 -
الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: وَهُوَ حَدِيث يجمع أَحَادِيث: عَن الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
النَّاس تبعٌ لقريش فِي هَذَا الشَّأْن، مسلمهم تبعٌ لمسلمهم، وكافرهم تبعٌ لكافرهم. النَّاس معادن، خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا،
تَجِدُونَ من خير النَّاس أَشد النَّاس كَرَاهِيَة لهَذَا الْأَمر حَتَّى يَقع فِيهِ " اللَّفْظ للْبُخَارِيّ، وَهُوَ عِنْده أتم بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرجه من حَدِيث أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
تَجِدُونَ النَّاس معادن، خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا. تَجِدُونَ خير النَّاس فِي هَذَا الشَّأْن أَشَّدهم لَهُ كَرَاهِيَة، وتجدون شَرّ النَّاس ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ.
وَأَخْرَجَا أَيْضا طرفا من حَدِيث عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
إِن شَرّ النَّاس ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ".
وَأخرج البُخَارِيّ هَذَا الطّرف مِنْهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
تَجِدُونَ من أشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عِنْد الله ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
تَجِدُونَ النَّاس معادن
…
" ثمَّ ذكر نَحْو مَا ذكرنَا من حَدِيث أبي زرْعَة فِي الْفُصُول الثَّلَاثَة، إِلَّا أَن فِي حَدِيث سعيد " وتجدون من خير النَّاس فِي الْأَمر أكرههم لَهُ قبل أَن يَقع فِيهِ ".
وَأخرج مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ فِي حَدِيث زُهَيْر: عَن سُفْيَان يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَفِي رِوَايَة عَمْرو بن النَّاقِد عَن سُفْيَان رِوَايَة:
النَّاس تبعٌ لقريش فِي هَذَا الشَّأْن، مسلمهم لمسلمهم، وكافرهم لكافرهم ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
النَّاس تبعٌ لقريش " بِنَحْوِ حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة.
وَمن حَدِيث مَالك بن أنس طرفٌ مِنْهُ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن من شَرّ النَّاس ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ".
2348 -
الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَو أَن رجلا اطلع عَلَيْك بِغَيْر إذنٍ فخذفته بحصاةٍ ففقأت عينه مَا كَانَ عَلَيْك جناحٌ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " وَقَالَ: " لَو اطلع فِي بَيْتك أحدٌ وَلم تَأذن لَهُ فخذفته بحصاة ففقأت عينه، مَا كَانَ عَلَيْك من جنَاح ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من اطلع فِي بَيت قومٍ بِغَيْر إذْنهمْ فقد حل لَهُم أَن يفقأوا عينه ".
2349 -
الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن أخنع اسْم عِنْد الله رجلٌ تسمى ملك الْأَمْلَاك " زَاد أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي رِوَايَته: " لَا مَالك إِلَّا الله ". وَقَالَ الأشعثي:
قَالَ سُفْيَان:
مثل شاهان شاه: وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: سَأَلت أَبَا عَمْرو عَن " أخنع " فَقَالَ: أوضع.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أخنى الْأَسْمَاء يَوْم الْقِيَامَة رجلٌ تسمى ملك الْأَمْلَاك ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أَغيظ رجلٍ على الله يَوْم الْقِيَامَة وأخبثه رجلٌ كَانَ يُسمى ملك الْأَمْلَاك، لَا ملك إِلَّا الله ".
2350 -
الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " قَالَ الله عز وجل: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَالا عينٌ رَأَتْ، وَلَا أذنٌ سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشرٍ " واقرءوا إِن شِئْتُم: {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} [السَّجْدَة] .
وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان قَالَ أَبُو هُرَيْرَة:
اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} .
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: يَقُول الله عز وجل:
أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عينٌ رَأَتْ، وَلَا أذنٌ سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر، ذخْرا، بله مَا أطْلعكُم عَلَيْهِ، ثمَّ قَرَأَ:{فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} . وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة: {من قرات أعينٍ} .
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ الله: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عينٌ رَأَتْ، وَلَا أذنٌ سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر " لم يزدْ. .
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين
…
" نَحْو حَدِيث أبي صَالح، وَلم يذكر الْآيَة، وَقَالَ: " بله، مَا أطْلعكُم الله عَلَيْهِ ".
2351 -
الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رِوَايَة قَالَ: " لله تِسْعَة وَتسْعُونَ اسْما، مائَة إِلَّا وَاحِدًا، لَا يحفظها واحدٌ إِلَّا دخل الْجنَّة. وَهُوَ وترٌ يحب الْوتر ".
وَفِي رِوَايَة زُهَيْر وَعَمْرو النَّاقِد عَن سُفْيَان أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما من حفظهَا دخل الْجنَّة، وَالله وترٌ يجب الْوتر ". وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان:" من أحصاها ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما - مائَة إِلَّا وَاحِدًا، من أحصاها دخل الْجنَّة. " قَالَ البُخَارِيّ أحصاها: حفظهَا.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ مُسْندًا، وَلَيْسَ عِنْده فِيهِ:
وتر يحب الْوتر. " وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَزَاد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ: " إِنَّه وترٌ يحب الْوتر ".
2352 -
الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن أبي هُرَيْرَة الدوسي قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَة من النَّهَار، لَا يكلمني وَلَا ُأكَلِّمهُ حَتَّى أَتَى سوق بني قينقاع، فَجَلَسَ بِفنَاء بَيت فَاطِمَة فَقَالَ " أَثم لكع؟ " فحبسته شَيْئا، فَظَنَنْت أَنَّهَا تلبسه سخاباً أَو تغسله، فجَاء يشْتَد حَتَّى عانقه وَقَبله وَقَالَ:" اللَّهُمَّ أحبه، وَأحب من يُحِبهُ ".
وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
إِنِّي أحبه، فَأَحبهُ، وَأحب من يُحِبهُ ".
وَفِي حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن عبيد الله بن أبي يزِيد عَن نَافِع أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ:
كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سوقٍ من أسواق الْمَدِينَة فَانْصَرف وانصرفت، فَقَالَ:" أَي لكع - ثَلَاثًا، أدع الْحسن بن عَليّ " فَقَامَ الْحسن يمشي وَفِي عُنُقه السخاب فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ هَكَذَا، وَقَالَ الْحسن بِيَدِهِ هَكَذَا، فَالْتَزمهُ، وَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أحبه، فأحببه وَأحب من يُحِبهُ ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة:
فَمَا كَانَ أحدٌ أحب إِلَيّ من الْحسن بن عَليّ بَعْدَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ.
وَلَيْسَ لنافع بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
2353 -
السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبد الرَّحْمَن طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا، وأتيناه من بعدهمْ، فَهَذَا الْيَوْم الَّذِي اخْتلفُوا فِيهِ، فهدانا الله، فغداً للْيَهُود، وَبعد غدٍ لِلنَّصَارَى "، فَسكت ثمَّ قَالَ: " حقٌّ على كل مُسلم أَن
يغْتَسل فِي كل سَبْعَة أَيَّام يَوْمًا، يغسل فِيهِ رَأسه وَجَسَده " وَلَيْسَ فِيهِ عِنْد مُسلم ذكر الْغسْل.
وَفِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن وهيب نَحوه، وَفِيه ذكر الْغسْل، وَفِيه:
بيد كل أمة أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا
…
".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُجَاهِد عَن طَاوس تَعْلِيقا فِي الْغسْل فَقَط.
وَأخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا، ثمَّ هَذَا يومهم الَّذِي فرض عَلَيْهِم فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فهدانا الله، فَالنَّاس لنا فِيهِ تبعٌ، الْيَهُود غَدا وَالنَّصَارَى بعد غَد ".
وَقد أخرج البُخَارِيّ قَوْله عليه السلام " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة " لم يزدْ. من حَدِيث همام وَغَيره مُسْندًا ".
وَلمُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عيينه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، وَابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " نَحن الْآخرُونَ وَنحن السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيد أَن كل أمة أُوتيت الْكتاب من قبلنَا وأوتيناه من بعدهمْ، ثمَّ هَذَا الْيَوْم الَّذِي كتبه الله علينا، هدَانَا الله لَهُ، فَالنَّاس لنا فِيهِ تبعٌ، الْيَهُود غَدا، وَالنَّصَارَى بعد غَد. " وَلم يذكر الْغسْل.
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
نَحن الْآخرُونَ الْأَولونَ يَوْم الْقِيَامَة، وَنحن أول من يدْخل الْجنَّة، بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا
…
" ثمَّ ذكر نَحوه.
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا وأوتيناه من بعدهمْ، هَذَا يومهم الَّذِي فرض عَلَيْهِم وَاخْتلفُوا فِيهِ، فهدانا الله لَهُ، فهم لنا تبعٌ، فاليهود غَدا وَالنَّصَارَى بعد غدٍ " أغفله أَبُو مَسْعُود وَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة همام.
وَمن حَدِيث أبي حَازِم وسلمان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة، وَعَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أضلّ الله عَن الْجُمُعَة من كَانَ قبلنَا، فَكَانَ للْيَهُود يَوْم السبت، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْم الْأَحَد، فجَاء الله بِنَا، فهدانا الله ليَوْم الْجُمُعَة، فَجعل الْجُمُعَة والسبت والأحد، وَكَذَلِكَ هم تبعٌ لنا يَوْم الْقِيَامَة، نَحن الْآخرُونَ من أهل الدُّنْيَا، والأولون يَوْم الْقِيَامَة، الْمقْضِي لَهُم قبل الْخَلَائق، وَفِي رِوَايَة وَاصل بن عبد الْأَعْلَى:" الْمقْضِي بَينهم ".
2354 -
السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: ضرب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جنتان من حَدِيد، قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى ثديهما وتراقيهما، فَجعل الْمُتَصَدّق كلما تصدق انبسطت عَلَيْهِ حَتَّى تغشي أنامله، وَتَعْفُو أَثَره، وَجعل الْبَخِيل كلما هم بِصَدقَة قلصت، وَأخذت كل حَلقَة بمكانها ". قَالَ: فَأَنا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول بإصبعه فِي جيبه، فَلَو رَأَيْته يوسعها وَلَا توسع.
وَفِي حَدِيث ابْن طَاوس عَن أَبِيه نَحوه، فِي آخِره قَالَ: فَسمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول:
فَيجْهد أَن يوسعها وَلَا تتسع ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَأخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث اللَّيْث عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمثل رجل عَلَيْهِ جنتان أَو جبتان. . " ثمَّ ذكر مَعْنَاهُ.
2355 -
الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يحْشر النَّاس على ثَلَاث طرائق: راغبين وراهبين، وَاثْنَانِ على بعير وَثَلَاثَة على بعير، وَأَرْبَعَة على بعير، وَعشرَة على بعير، وتحشر بَقِيَّتهمْ النَّار، تقيل مَعَهم حَيْثُ قَالُوا: وتبيت حَيْثُ باتوا، وتصبح مَعَهم حَيْثُ أَصْبحُوا، وتمسي مَعَهم حَيْثُ أَمْسوا ".
2356 -
التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " أرسل ملك الْمَوْت إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكه ففقأ عينه فَرجع إِلَى ربه قَالَ: أرسلتني إِلَى عبدٍ لَا يُرِيد الْمَوْت، فَرد الله إِلَيْهِ عينه، وَقَالَ: ارْجع إِلَيْهِ فَقل لَهُ يضع يَده على متن ثورٍ، وَله بِكُل مَا غطت يَده بِكُل شَعْرَة سنةٌ. قَالَ: أَي رب، ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ ثمَّ الْمَوْت. قَالَ: فَالْآن، فَسَأَلَ الله أَن يُدْنِيه من الأَرْض المقدسه رميةً
بِحجر " فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
فَلَو كنت ثمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبره إِلَى جَانب الطَّرِيق تَحت الْكَثِيب الْأَحْمَر ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
جَاءَ ملك الْمَوْت إِلَى مُوسَى فَقَالَ: أجب رَبك. قَالَ: فلطم مُوسَى عين ملك الْمَوْت ففقأها
…
" ثمَّ ذكره بِمَعْنَاهُ.
2357 -
التِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس من رِوَايَة ابْنه عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد لأطوفن اللَّيْلَة بِمِائَة امْرَأَة، تَلد كل امْرَأَة مِنْهُنَّ غُلَاما يُقَاتل فِي سَبِيل الله، فَقَالَ لَهُ الْملك: قل: إِن شَاءَ الله. فَلم يقل وَنسي، فأطاف بِهن وَلم تَلد مِنْهُنَّ إِلَّا امرأةٌ نصف إِنْسَان. قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" لَو قَالَ: إِن شَاءَ الله، لم يَحْنَث، وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ ".
وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان نَحوه وَقَالَ:
تسعين امْرَأَة " وَقَالَ: " وَلَو قَالَ: إِن شَاءَ الله لم يَحْنَث، وَكَانَ دركاً لَهُ فِي حَاجته " قَالَ: وَقَالَ مرّة قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَو اسْتثْنى ".
وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر: " سبعين امْرَأَة ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مثله أَو نَحوه. اللَّفْظ لمُسلم.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
كَانَ لِسُلَيْمَان سِتُّونَ امْرَأَة، فَقَالَ: لأطوفن عَلَيْهِنَّ اللَّيْلَة
…
" وَذكر نَحوه، وَفِي آخِره: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " وَلَو كَانَ اسْتثْنى لولدت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ غُلَاما فَارِسًا يُقَاتل فِي سَبِيل الله ".
وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد:
لأطوفن اللَّيْلَة على مائَة امْرَأَة - أَو تسع وَتِسْعين كُلهنَّ يَأْتِي بفارسٍ يُجَاهد فِي سَبِيل الله. فَقَالَ لَهُ صَاحبه: قل: إِن شَاءَ الله، فَلم يقل: إِن شَاءَ الله، فَلم تحمل مِنْهُنَّ إِلَّا امرأةٌ وَاحِدَة، جَاءَت بشق رجل، وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو قَالَ: إِن شَاءَ الله، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ ".
وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد:
لأطوفن اللَّيْلَة على سبعين امْرَأَة، تحمل كل امراة فَارِسًا يُجَاهد فِي سَبِيل الله، فَقَالَ لَهُ صَاحبه: إِن شَاءَ الله، فَلم يقل، فَلم تحمل شَيْئا، إِلَّا وَاحِدًا سَاقِطا أحد شقيه ".
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
لَو قَالَهَا لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله " قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ شُعَيْب وَابْن أبي الزِّنَاد: تسعين، وَهُوَ أصح.
وَأخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: قَالَ سُلَيْمَان عليه السلام: لأطوفن اللَّيْلَة على تسعين امْرَأَة، كل امْرَأَة تَأتي بِفَارِس يُجَاهد فِي سَبِيل الله. . " فَذكره، وَفِيه: " وَايْم الَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو قَالَ: إِن شَاءَ الله، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة وورقاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ سُلَيْمَان. . " بِنَحْوِهِ، وَكِلَاهُمَا قَالَ: تسعين امْرَأَة. وَفِي حَدِيث مُوسَى: " كلهَا تحمل غُلَاما يُجَاهد فِي سَبِيل الله ".
2358 -
الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه " وَعقد وهيب بِيَدِهِ تسعين.
وَفِي حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم عَن وهيب أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
فتح الله من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذَا " وَعقد بِيَدِهِ تسعين.
2359 -
الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن نعيم بن عبد الله المجمر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن أمتِي يدعونَ يَوْم الْقِيَامَة غراً محجلين من آثَار الْوضُوء، فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل ".
وَفِي رِوَايَة عمَارَة بن غزيَّة الْأنْصَارِيّ عَن نعيم قَالَ:
رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ، فَغسل وَجهه، فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ غسل يَده الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ يَده الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ مسح رَأسه، ثمَّ غسل رجله الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ غسل رجله الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يتَوَضَّأ، وَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أَنْتُم الغر المحجلون يَوْم الْقِيَامَة من إسباغ الْوضُوء، فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم فليطل غرته وتحجيله ".
وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن سعيد بن أبي هِلَال عَن نعيم:
أَنه رأى أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ، فَغسل وَجهه وَيَديه حَتَّى كَاد يبلغ الْمَنْكِبَيْنِ، ثمَّ غسل رجلَيْهِ حَتَّى رفع إِلَى السَّاقَيْن، ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
إِن أمتِي يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة غراً محجلين من أثر الْوضُوء، فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل. ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة، وَفِي الْأَلْفَاظ اخْتِلَاف بَين الروَاة: فَفِي رِوَايَة خلف بن خَليفَة عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن أبي حَازِم أَنه قَالَ:
كنت خلف أبي هُرَيْرَة وَهُوَ يتَوَضَّأ للصَّلَاة، فَكَانَ يمد يَده يَده حَتَّى يبلغ إبطه، فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا هَذَا الْوضُوء؟ فَقَالَ: يَا بني فروخ، أَنْتُم هَا هُنَا؟ لَو علمت أَنكُمْ هَا هُنَا مَا تَوَضَّأت هَذَا الْوضُوء، سَمِعت خليلي صلى الله عليه وسلم يَقُول:" تبلغ الْحِلْية من الْمُؤمن حَيْثُ يبلغ الْوضُوء " لم يزدْ.
وَفِي رِوَايَة ابْن فُضَيْل عَن أبي مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
ترد عَليّ أمتِي الْحَوْض وَأَنا أذود النَّاس عَنهُ كَمَا يذود الرجل إبل الرجل عَن إبِله " قَالُوا: يَا نَبِي الله، تعرفنا؟ قَالَ: " نعم، لكم سِيمَا لَيست لأحد غَيْركُمْ، تردون عَليّ غراً محجلين من آثَار الْوضُوء، وليصدن عني طائفةٌ مِنْكُم فَلَا يصلونَ، فَأَقُول: يَا رب، هَؤُلَاءِ من أَصْحَابِي، فيجيبني ملكٌ فَيَقُول: وَهل تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك ".
وَفِي رِوَايَة مَرْوَان الْفَزارِيّ عَن أبي مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن حَوْضِي أبعد من أَيْلَة من عدن، فَهُوَ أَشد بَيَاضًا من الثَّلج، وَأحلى من الْعَسَل بِاللَّبنِ، ولآنيته أَكثر من عدد النُّجُوم، وَإِنِّي لأصد النَّاس عَنهُ كَمَا يصد الرجل إبل النَّاس عَن حَوْضه " قَالُوا: يَا رَسُول الله، أتعرفنا يومئذٍ؟ قَالَ:" نعم، لكم سِيمَا لَيست لأحد من الْأُمَم، تردون عَليّ غراً محجلين من أثر الْوضُوء ".
وَمن حَدِيث مَالك وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
أَتَى الْمقْبرَة فَقَالَ: " السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم للاحقون، وددت أَنا قد
رَأينَا إِخْوَاننَا " قَالُوا: أولسنا إخوانك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " أَنْتُم أَصْحَابِي، وإخواننا الَّذين لم يَأْتُوا بعد " قَالُوا: كَيفَ تعرف من لم يَأْتِ بعد من أمتك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ:
أَرَأَيْت لَو أَن رجلا لَهُ خيلٌ غرٌّ محجلةٌ بَين ظَهْري خيلٍ دهم بهم، أَلا يعرف خيله؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإِنَّهُم يأْتونَ غراً محجلين من الْوضُوء، وَأَنا فرطهم على الْحَوْض. أَلا ليزادن رجالٌ عَن حَوْضِي كَمَا يُزَاد الْبَعِير الضال، أناديهم: أَلا هَلُمَّ، فَيُقَال: إِنَّهُم قد بدلُوا بعْدك. فَأَقُول: سحقاً سحقاً ".
وَفِي حَدِيث مَالك:
فليزدان رجالٌ عَن حَوْضِي ".
2360 -
الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن نعيم المجمر من رِوَايَة مَالك عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " على أنقاب الْمَدِينَة ملائكةٌ لَا يدخلهَا الطَّاعُون وَلَا الدَّجَّال ".
وَأخرجه مُسلم فِي الدَّجَّال بِمَعْنَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يَأْتِي الْمَسِيح من قبل الْمشرق، وهمته الْمَدِينَة حَتَّى ينزل دبر أحدٍ، ثمَّ تصرف الْمَلَائِكَة وَجهه قبل الشَّام، وهنالك يهْلك ".
2361 -
الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي إِدْرِيس عَائِذ بن عبد الله الْخَولَانِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من تَوَضَّأ فليستنثر، وَمن استجمر فليوتر ".
وَفِي رِوَايَة حَرْمَلَة عَن ابْن وهب أَن أَبَا أدريس الْخَولَانِيّ قَالَ:
إِنَّه سمع أَبَا هُرَيْرَة وَأَبا سعيد الْخُدْرِيّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُول صلى الله عليه وسلم
…
بِمثلِهِ.
وَأخرجه البُخَارِيّ بِزِيَادَة من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليجعل فِي أَنفه، ثمَّ لينثر. وَمن استجمر فليوتر " وَإِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فليغسل يَده قبل أَن يدخلهَا فِي وضوئِهِ، فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده ".
وَهَذَا الْفَصْل فِي غسل الْيَد عِنْد الاستيقاظ من النّوم قد أخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج. وَمن رِوَايَة جمَاعَة عَن أبي هُرَيْرَة. وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي أول أَفْرَاد مُسلم، فَهَذَا الْفَصْل وَحده من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من هَذَا الْوَجْه.
وَأخرج مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عيينه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا استجمر أحدكُم فليستجمر وترا، وَإِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليجعل فِي أَنفه مَاء ثمَّ لينتثر ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليستنشق بمنخريه من المَاء ثمَّ لينتثر ".
2362 -
الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ على الْمُسلم صدقه فِي عَبده وَلَا فرسه " وَفِي حَدِيث مخرمَة بن بكير عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَيْسَ فِي العَبْد صدقةٌ إِلَّا صَدَقَة الْفطر ".
2363 -
السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عرَاك بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا ترغبوا عَن آبائكم، فَمن رغب عَن أَبِيه فَهُوَ كفرٌ ".
2364 -
السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: رخص النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي بيع الْعَرَايَا بِخرْصِهَا من الثَّمر، مَا دون خَمْسَة أوسق، أَو فِي خَمْسَة أَو سَبْعَة " شكّ دَاوُد بن الْحصين الرَّاوِي عَن أبي سُفْيَان.
2365 -
الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن ثَابت بن عِيَاض الْأَعْرَج مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يسلم الرَّاكِب على الْمَاشِي، والماشي على الْقَاعِد، والقليل على الْكثير ".
وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
يسلم الصَّغِير على الْكَبِير، والمار على الْقَاعِد، والقليل على الْكثير ".
وَبِالْإِسْنَادِ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ.
2366 -
التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش، سُلَيْمَان بن مهْرَان عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
صَلَاة الرجل فِي الْجَمَاعَة تضعف على صلَاته فِي بَيته وَفِي سوقه خمْسا وَعشْرين ضعفا، وَذَلِكَ أَنه إِذا تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء، ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد لَا يُخرجهُ إِلَّا الصَّلَاة، لم يخط خطْوَة إِلَّا رفعت لَهُ بهَا درجةٌ وَحط عَنهُ بهَا خَطِيئَة، فَإِذا صلى لم نزل الْمَلَائِكَة
تصلي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مصلاة:
اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارحمه، فَلَا يزَال أحدكُم فِي مصلاة مَا انْتظر الصَّلَاة ".
وَفِي حَدِيث أبي كريب وَغَيره عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ
فَإِذا دخل الْمَسْجِد كَانَ فِي صَلَاة مَا كَانَت الصَّلَاة تحبسه ". وَزَاد فِي دُعَاء الْمَلَائِكَة: " اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ تب عَلَيْهِ، مَا لم يؤذ فِيهِ، مَا لم يحدث فِيهِ ".
وَأَخْرَجَا جَمِيعًا فصلا مِنْهُ فِي انْتِظَار الصَّلَاة من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يزَال أحدكُم فِي صَلَاة مَا دَامَت الصَّلَاة تحبسه، لَا يمنعهُ أَن يَنْقَلِب إِلَى أَهله إِلَّا الصَّلَاة ".
وَفِي أول حَدِيث البُخَارِيّ زِيَادَة لَيست عِنْد مُسلم بِهَذَا الْإِسْنَاد: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: قَالَ:
الْمَلَائِكَة تصلي على أحدكُم مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ مَا لم يحدث: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه " ثمَّ قَالَ مُتَّصِلا بِهِ:" لَا يزَال أحدكُم فِي صَلَاة " وَذكر الْفَصْل الآخر إِلَى آخِره.
وَجعل هَذَا أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد مُسلم وهما مِنْهُ، وَلم يتَأَمَّل مَا بعد الزِّيَادَة الَّتِي فِي أول حَدِيث البُخَارِيّ، وَهُوَ الَّذِي أخرج مسلمٌ بِعَيْنِه، فصح أَنه لَهما، وَالزِّيَادَة من أَفْرَاد البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أحدكُم فِي صَلَاة مَا دَامَت الصَّلَاة تحبسه، وَالْمَلَائِكَة تَقول: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه، مَا لم يقم من مُصَلَّاهُ أَو يحدث ".
وَمن حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
لَا يزَال العَبْد فِي صَلَاة مَا كَانَ فِي الْمَسْجِد ينْتَظر الصَّلَاة مَا لم يحدث " فَقَالَ رجلٌ أعجمي: مَا الْحَدث يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قَالَ: الصَّوْت، يَعْنِي الضرطة.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
الْمَلَائِكَة تصلي على أحدكُم مَا دَامَ فِي مَجْلِسه، تَقول: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه، مَا لم يحدث، وأحدكم فِي صَلَاة مَا كَانَت الصَّلَاة تحبسه ".
وَمن حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يزَال العَبْد فِي صَلَاة مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ ينْتَظر الصَّلَاة، فَتَقول الْمَلَائِكَة: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه، حَتَّى ينْصَرف أَو يحدث. " قلت: مَا يحدث؟ قَالَ: يفسو أَو يضرط.
وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أحدكُم مَا قعد ينْتَظر الصَّلَاة فِي صَلَاة مَا لم يحدث، تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَة: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن فِيهِ: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
الْمَلَائِكَة تصلي على أحدكُم مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ. "
2367 -
المائتان: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله السَّارِق يسرق البيضه فتقطع يَده، وَيسْرق الْحَبل فتقطع يَده "
زَاد فِي رِوَايَة حَفْص بن غياث: قَالَ الْأَعْمَش: كَانُوا يرَوْنَ أَنه بيض الْحَدِيد، وَالْحَبل كَانُوا يرَوْنَ أَنه مِنْهَا مَا يُسَاوِي دَرَاهِم.
2368 -
الأول بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن ذكْوَان بن صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من تردى من حَبل فَقتل نَفسه فَهُوَ فِي نَار جَهَنَّم يتردى فِيهَا خَالِدا مخلداً فِيهَا أبدا، وَمن تحسى سما فَقتل نَفسه فسمه فِي يَده يتحساه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا مخلداً فِيهَا أبدا، وَمن قتل نَفسه بحديدة فحديدته فِي يَده يتوجأ بهَا فِي بَطْنه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا مخلداً فِيهَا أبدا ".
2369 -
الثَّانِي بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة، وَلَا ينظر إِلَيْهِم، وَلَا يزكيهم، وَلَهُم عذابٌ أَلِيم: رجلٌ على فضل ماءٍ بالفلاة يمنعهُ من ابْن السَّبِيل.
ورجلٌ بَايع رجلا بسلعة بعد الْعَصْر فَحلف لَهُ بِاللَّه لأخذها بِكَذَا وَكَذَا، فَصدقهُ، وَهُوَ على غير ذَلِك. ورجلٌ بَايع إِمَامًا، لَا يبايعه إِلَّا لدُنْيَا، فَإِن أعطَاهُ مِنْهَا وفى، وَإِن لم يُعْطه مِنْهَا لم يَفِ " وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الحميد::
وَرجل ساوم رجلا بسلعة ". وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد: " وَإِن أعطَاهُ مِنْهَا رَضِي، وَإِن لم يُعْطه مِنْهَا سخط ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
ثلاثةٌ لَا يكلمهم الله وَلَا ينظر إِلَيْهِم: رجل حلف على سلْعَة: لقد أعطي بهَا أَكثر مِمَّا أعطي وَهُوَ كَاذِب، وَرجل حلف على يَمِين كَاذِبَة بعد الْعَصْر ليقتطع بهَا مَال امرئٍ مُسلم، ورجلٌ منع فضل ماءٍ، فَيَقُول الله لَهُ: الْيَوْم أمنعك فضلي كَمَا منعت فضل مَا لم تعْمل يداك " لفظ حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد عَن
سُفْيَان. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عليٌّ: حَدثنَا سُفْيَان غير مرّة عَن عَمْرو سمع أَبَا صَالح يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ عَمْرو النَّاقِد عَنهُ: أرَاهُ مَرْفُوعا.
وَلَيْسَ لعَمْرو بن دِينَار عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
2370 -
الثَّالِث بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَين النفختين أَرْبَعُونَ " قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَة، أَرْبَعِينَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبيت.
قَالُوا: أَرْبَعُونَ سنة؟ قَالَ أَبيت. قَالُوا: أَرْبَعُونَ شهرا؟ قَالَ: أَبيت. " ويبلى كل شيءٍ من الْإِنْسَان إِلَّا عجب ذَنبه، فِيهِ يركب الْخلق ".
زَاد فِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش قَالَ:
ثمَّ ينزل الله من السَّمَاء مَاء، فينبتون كَمَا ينْبت البقل، لَيْسَ من الْإِنْسَان شيءٌ إِلَّا يبْلى، إِلَّا عظما وَاحِدًا وَهُوَ عجب الذَّنب، وَمِنْه يركب الْخلق يَوْم الْقِيَامَة ".
وَأخرج مُسلم مِنْهُ طرفا من حَدِيث الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
كل ابْن آدم يَأْكُلهُ التُّرَاب إِلَّا عجب الذَّنب، مِنْهُ خلق وَفِيه يركب ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن فِي الْإِنْسَان عظما لَا تَأْكُله إلأرض أبدا، فِيهِ يركب يَوْم الْقِيَامَة ". قَالُوا: أَي عظم هُوَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " عجب الذَّنب ".
2371 -
الرَّابِع بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أثقل صَلَاة على الْمُنَافِقين صَلَاة الْعشَاء وَصَلَاة الْفجْر، لَو يعلمُونَ مَا فيهمَا لأتوهما وَلَو حبواً، وَلَقَد هَمَمْت أَن آمُر بِالصَّلَاةِ فتقام، ثمَّ آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أَنطلق معي بِرِجَال مَعَهم حزمٌ من حطبٍ إِلَى قوم لَا يشْهدُونَ الصَّلَاة، فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم بالنَّار " وَفِي حَدِيث حَفْص بن غياث عَن الْأَعْمَش نَحوه، وَقَالَ فِي آخِره:" فَأحرق على من لَا يخرج إِلَى الصَّلَاة وَيقدر ".
وَأخرج البُخَارِيّ الْفَصْل الثَّانِي من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لقد هَمَمْت أَن آمُر بحطبٍ فيحطب، ثمَّ آمُر بِالصَّلَاةِ فَيُؤذن لَهَا، ثمَّ آمُر رجلا يؤم النَّاس، ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجالٍ فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَو يعلم أحدهم أَنه يجد عرقاً سميناً، أَو مرماتين لشهد الْعشَاء ".
وَمن حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لقد هَمَمْت أَن آمُر بِالصَّلَاةِ فتقام، ثمَّ أُخَالِف إِلَى منَازِل قوم لَا يشْهدُونَ الصَّلَاة فَأحرق عَلَيْهِم لم يزدْ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
فقد نَاسا فِي بعض الصَّلَوَات فَقَالَ: " لقد هَمَمْت أَن آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجال يتخلفون عَنْهَا فآمر بهم فيحرقوا عَلَيْهِم بحزم الْحَطب بُيُوتهم، وَلَو علم أحدهم أَنه يجد عظما سميناً لشهدها " يَعْنِي صَلَاة الْعشَاء.
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد هَمَمْت أَن آمُر فتياني أَن يستعدوا لي بحزم من حطبٍ، ثمَّ آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ تحرق بيوتٌ على من فِيهَا ".
وَمن حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
2372 -
الْخَامِس بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا يَصُومُونَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا يَوْمًا قبله أَو بعده ".
وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش:
لَا يصم أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا أَن يَصُوم قبله أَو بعده ".
وَأخرج مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بقيامٍ من بَين اللَّيَالِي، وَلَا تختصوا يَوْم الْجُمُعَة بصيامٍ من بَين الْأَيَّام، إِلَّا أَن يكون فِي صومٍ يَصُوم أحدكُم ".
2373 -
السَّادِس بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا يرِيه خيرٌ من أَن يمتلئ شعرًا ".
2374 -
السَّابِع بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْإِيمَان بضعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَة، وَالْحيَاء شعبةٌ من الْإِيمَان ".
وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار:
بضع وَسَبْعُونَ ". وَفِي رِوَايَة سُهَيْل عَن عبد الله بن دِينَار: " الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ
شُعْبَة، فأفضلها قَول لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وَالْحيَاء شعبةٌ من الْإِيمَان ".
2375 -
الثَّامِن بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن مثلي وَمثل الْأَنْبِيَاء من قبلي كَمثل رجل بنى بَيْتا فأحسنه وأجمله، إِلَّا مَوضِع لبنةٍ من زَاوِيَة من زواياه، فَجعل النَّاس يطوفون ويعجبون لَهُ ويقولن: هلا وضعت هَذِه اللبنة؟ قَالَ: فَأَنا اللبنة، وَأَنا خَاتم النبين ".
وَقد رَوَاهُ أَبُو صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ إِلَى قَوْله:
فَكنت أَنا اللبنة ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مثلي وَمثل الْأَنْبِيَاء من قبلي كَمثل رجل ابتنى بُيُوتًا فأحسنها وأجملها وأكملها، إِلَّا مَوضِع لبنة من زَاوِيَة من زواياها، فَجعل النَّاس يطوفون ويعجبهم الْبُنيان، فَيَقُولُونَ: أَلا وضعت هَا هُنَا لبنة فَيتم بنيانك ". فَقَالَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم: " وَكنت أَنا اللبنة ".
2376 -
التَّاسِع بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " السّفر قطعةٌ من الْعَذَاب، يمْنَع أحدكُم نَومه وَطَعَامه، فَإِذا قضى نهمته من وَجهه فليعجل إِلَى أَهله ".
2377 -
الْعَاشِر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: تعوذوا بِاللَّه من جهد الْبلَاء، ودرك الشَّقَاء، وَسُوء الْقَضَاء، وشماتة الْأَعْدَاء " لفظ حَدِيث مُسَدّد عَن سُفْيَان لم يزدْ.
وَفِي رِوَايَة عَليّ بن عبد الله قَالَ: قَالَ سُفْيَان:
الحَدِيث ثَلَاث، وزدت أَنا وَاحِدَة لَا أَدْرِي أيتهن. وَقَالَ عَمْرو النَّاقِد: قَالَ سُفْيَان: أَشك أَنِّي زِدْت وَاحِدَة مِنْهَا.
2378 -
الْحَادِي عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " الْعمرَة إِلَى الْعمرَة كفارةٌ لما بَينهمَا، وَالْحج المبرور لَيْسَ لَهُ جزاءٌ إِلَّا الْجنَّة ".
وَأَخْرَجَاهُ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث أبي حَازِم مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول:
من حج لله عز وجل فَلم يرْفث وَلم يفسق رَجَعَ كَيَوْم وَلدته أمه ".
2379 -
الثَّانِي عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي مولي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجلٌ يمشي بطرِيق اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطش، فَوجدَ بِئْرا، فَنزل فِيهَا فَشرب، ثمَّ خرج، فَإِذا كلبٌ يَلْهَث يَأْكُل الثرى من الْعَطش، فَقَالَ الرجل: لقد بلغ هَذَا الْكَلْب من الْعَطش مثل الَّذِي كَانَ بلغ مني، فَنزل الْبِئْر فَمَلَأ خفه مَاء، ثمَّ أمْسكهُ بِفِيهِ حَتَّى رقي، فسقى الْكَلْب فَشكر الله لَهُ فغفر لَهُ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَإِن لنا فِي الْبَهَائِم أجرا "؟ فَقَالَ:" فِي كل كبدٍ رطبَة أجرٌ ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
أَن امْرَأَة بغياً رَأَتْ كَلْبا فِي يَوْم حارٍّ يطِيف ببئر، قد أدلع لِسَانه من الْعَطش، فنزعت لَهُ موقها، فغفر لَهَا ".
وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، " بَيْنَمَا كلب يطِيف بركيةٍ قد كَاد يقْتله الْعَطش، إِذْ رَأَتْهُ بغيٌّ من بَغَايَا بني إِسْرَائِيل، فنزعت موقها فاستقت لَهُ بِهِ، فسقته إِيَّاه، فغفر لَهَا بِهِ ".
وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
أَن رجلا رأى كَلْبا يَأْكُل الثرى من الْعَطش، فَأخذ الرجل خفه، فَجعل يغْرف لَهُ بِهِ حَتَّى أرواه، فَشكر الله لَهُ فَأدْخلهُ الْجنَّة ".
2380 -
الثَّالِث عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا. وَلَو يعْملُونَ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ. وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لأتوهما وَلَو حبواً ".
وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة عَن مَالك عَن سمي بأطول من هَذَا: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَيْنَمَا رجلٌ يمشي بطرِيق وجد غُصْن شوكٍ على الطَّرِيق فَأَخَّرَهُ، فَشكر الله لَهُ فغفر لَهُ ". ثمَّ قَالَ: " الشُّهَدَاء خَمْسَة: المطعون، والمبطون، والغريق، وَصَاحب الْهدم،
والشهيد فِي سَبِيل الله " قَالَ:
وَلَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول " ثمَّ ذكر مثل مَا تقدم فِي هذَيْن، وَفِي التهجير وَالْعَتَمَة وَالصُّبْح.
وَهُوَ أَيْضا عَن يحيى بن يحيى عَن مَالك بِطُولِهِ فِي الْخَمْسَة فُصُول، وَلَكِن فرقه مُسلم.
وَأخرج مسلمٌ حَدِيث الصَّفّ من رِوَايَة أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَو تعلمُونَ - أَو يعلمُونَ - مَا فِي الصَّفّ الْمُقدم لكَانَتْ قرعَة " وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَرْب الوَاسِطِيّ: " مَا فِي الصَّفّ الأول مَا كَانَت إِلَّا قرعةٌ ".
وَلَيْسَ لمُحَمد بن حَرْب فِي صَحِيح مُسلم غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَهُوَ شَيْخه.
وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد وَجَرِير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل ابْن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
خير صُفُوف الرِّجَال أَولهَا، وشرها آخرهَا، وَخير صُفُوف النِّسَاء آخرهَا، وشرها أَولهَا ".
2381 -
الرَّابِع عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قدير، فِي يَوْم مائَة مرةٍ كَانَت لَهُ عدل عشر رقابٍ، وكتبت لَهُ مائَة حسنةٍ، ومحيت عَنهُ مائَة سيئةٍ، وَكَانَت لَهُ حرْزا من الشَّيْطَان يَوْمه ذَاك حَتَّى يُمْسِي، وَلم
يَأْتِ أحدٌ بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا رجلٌ عمل أَكثر مِنْهُ.
وَمن قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، فِي يومٍ مائَة مرّة، حطت خطاياه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر ".
وَفِي حَدِيث سُهَيْل عَن سمي أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من قَالَ حِين يصبح وَحين يُمْسِي: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ - مائَة مرّة، لم يَأْتِ أحدٌ يَوْم الْقِيَامَة بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أحدٌ قَالَ مثل مَا قَالَ أَو زَاد عَلَيْهِ ".
2382 -
الْخَامِس عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذا قَالَ الإِمَام: سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، فَإِنَّهُ من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر مَا تقدم من ذَنبه ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمَعْنى حَدِيث سمي.
2383 -
السَّادِس عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة: أَن فُقَرَاء الْمُهَاجِرين أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى وَالنَّعِيم الْمُقِيم، فَقَالَ:" وَمَا ذَاك؟ " قَالُوا: يصلونَ كَمَا نصلي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نتصدق، ويعتقون وَلَا نعتق. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أَفلا أعلمكُم شَيْئا تدركون بِهِ من سبقكم، وتسبقون بِهِ من بعدكم، وَلَا يكون أحدٌ أفضل مِنْكُم، إِلَّا من صنع مثل مَا صَنَعْتُم؟ " قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ:
تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مرّة ".
قَالَ أَبُو صَالح: فَرجع فُقَرَاء الْمُهَاجِرين إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا:
سمع إِخْوَاننَا أهل الْأَمْوَال بِمَا فعلنَا فَفَعَلُوا مثله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء ".
قَالَ سمي: فَحدثت بعض أهل هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: وهمت؛ إِنَّمَا قَالَ لَك:
تسبح الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتحمد الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتكبر الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ".
فَرَجَعت إِلَى أبي صَالح فَقلت ذَلِك. فَأخذ بيَدي فَقَالَ: الله أكبر، وَسُبْحَان الله، وَالْحَمْد لله، وَالله أكبر، وَسُبْحَان الله، وَالْحَمْد لله، حَتَّى تبلغ من جَمِيعهم ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ.
قَالَ ابْن عجلَان: فَحدثت بِهَذَا الحَدِيث رَجَاء بن حَيْوَة، فَحَدثني بِمثلِهِ عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. لفظ حَدِيث مُسلم.
وَلَيْسَ عِنْد البُخَارِيّ قَول أبي صَالح: فَرجع فُقَرَاء الْمُهَاجِرين، وَمَا قَالُوا، وَمَا قَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَعِنْده بعد قَوْله:
تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ " فاختلفنا بَيْننَا، فَقَالَ بَعْضنَا: نُسَبِّح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَد ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ونكبر أَرْبعا وَثَلَاثِينَ. فَرَجَعت إِلَيْهِ فَقَالَ: تَقول سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَالله أكبر، حَتَّى يكون مِنْهُنَّ كُلهنَّ ثلاثٌ وَثَلَاثُونَ.
وللبخاري من حَدِيث وَرْقَاء عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالُوا: يَا رَسُول الله، ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات وَالنَّعِيم الْمُقِيم. . وَذكر نَحوه إِلَى قَوْله:" أَفلا أخْبركُم بأمرٍ تدركون بِهِ من كَانَ قبلكُمْ، وتسبقون من جَاءَ بعدكم، وَلَا يَأْتِي أحدٌ مثل مَا جئْتُمْ بِهِ إِلَّا من جَاءَ بِمثلِهِ؟ تسبحون فِي دبر كل صَلَاة عشرا، وتحمدون عشرا. وتكبرون عشرا ".
قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عبيد الله بن عمر عَن سمي، وَرَوَاهُ ابْن عجلَان عَن سمي، ورجاء بن حَيْوَة، وَرَوَاهُ جرير بن عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن أبي صَالح عَن أبي الدَّرْدَاء. وَرَوَاهُ سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. انْتهى كَلَام البُخَارِيّ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَنهم قَالُوا:
يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى وَالنَّعِيم الْمُقِيم - ثمَّ ذكر مثل مَا فِي الحَدِيث الأول، وأدرج فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَول أبي صَالح: ثمَّ رَجَعَ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين - وَلم يَجعله من قَول أبي صَالح، وَذكره، وَزَاد فِي آخِره: يَقُول سُهَيْل: إِحْدَى عشرَة، إِحْدَى عشرَة، إِحْدَى عشرَة.
وَمن حَدِيث عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من سبح لله فِي دبر كل صلاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحمد الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكبر الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِك تِسْعَة وَتسْعُونَ، وَقَالَ تَمام الْمِائَة: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قدير، غفرت لَهُ خطاياه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر ".
2384 -
السَّابِع عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ قَالَ: حَدثنِي أَبُو صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَن أشق على الْمُسلمين مَا تخلفت عَن سريةٍ، وَلَكِن لَا أجد حمولة وَلَا أجد مَا أحملهم عَلَيْهِ، ويشق عَليّ أَن يتخلفوا عني، ولوددت أَنِّي قَاتَلت فِي سَبِيل الله فقتلت ثمَّ أَحييت، ثمَّ قتلت ثمَّ أَحييت. " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. وَقد أدرجه مُسلم على مَا قبله.
وَلَيْسَ ليحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي هُرَيْرَة غير هَذَا.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَن رجَالًا من الْمُؤمنِينَ لَا تطيب أنفسهم بِأَن يتخلفوا عني، وَلَا أجد مَا أحملهم عَلَيْهِ، مَا تخلفت عَن سريةٍ تغزو فِي سَبِيل الله. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْت أَنِّي أقتل فِي سَبِيل الله ثمَّ أَحْيَا، ثمَّ أقتل ثمَّ أَحْيَا، ثمَّ أقتل ثمَّ أَحْيَا، ثمَّ أقتل ".
وَقد أخرج البُخَارِيّ مِنْهُ طرفا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْت أَنِّي أقَاتل فِي سَبِيل الله فأقتل ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل، ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل " فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُوله ثَلَاثًا أشهد بِاللَّه.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة: فَأَما البُخَارِيّ فَأخْرجهُ فِي " الْإِيمَان " مُتَّصِلا بِحَدِيث آخر، أَوله:
انتدب الله لمن خرج فِي سَبيله ".
وَأما مُسلم فَأخْرجهُ فِي أول " الْجِهَاد " مَعَ حديثين متصلين بِهِ فِي أَوله من حَدِيث أبي زرْعَة أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. ثمَّ قَالَ:
وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَن يشق على الْمُسلمين مَا قعدت خلاف سريةٍ تغزو فِي سَبِيل الله أبدا، وَلَكِن لَا أجد سَعَة فأحملهم، وَلَا تَجِدُونَ سَعَة ويشق عَلَيْهِم أَن يتخلفوا عني. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْت أَنِّي أغزو فِي سَبِيل الله فأقتل، ثمَّ أغزو فأقتل، ثمَّ أغزو فأقتل " لفظ حَدِيث مُسلم.
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالَّذِي نفس مُحَمَّد فِي يَده، لَوْلَا أَن أشق على الْمُؤمنِينَ، مَا قعدت خلف سَرِيَّة تغزو فِي سَبِيل الله، وَلَكِن لَا أجد سَعَة فأحملهم، وَلَا يَجدونَ سَعَة فيتبعوني، وَلَا تطيب أنفسهم أَن يقعدوا بعدِي ".
2385 -
الثَّامِن عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن زيد بن أسلم عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْخَيل لثلاثةٍ: لرجلٍ أجرٌ، ولرجلٍ سترٌ، وعَلى رجل وزرٌ. فَأَما الَّذِي لَهُ أجرٌ فرجلٌ ربطها فِي سَبِيل الله " زَاد حَفْص بن ميسرَة: " لأهل الْإِسْلَام، فَأطَال لَهَا فِي مرجٍ أَو رَوْضَة، فَمَا أَصَابَت فِي طيلها ذَلِك من المرج أَو الرَّوْضَة كَانَت لَهُ حسناتٍ، وَلَو أَنه انْقَطع طيلها فأسنتت شرفاً أَو شرفين كَانَت لَهُ آثارها وأوراثها حسناتٍ، وَلَو أَنَّهَا مرت بنهر فَشَرِبت مِنْهُ وَلم يرد أَن يسقيها كَانَ ذَلِك حسناتٍ لَهُ، فهى لذَلِك الرجل أجر. ورجلٌ ربطها تغَنِّيا وَتَعَفُّفًا، ثمَّ لم ينس حق الله فِي رقابها وَلَا ظُهُورهَا، فَهِيَ لذَلِك ستر. ورجلٌ ربطها فخراً ورياءً ونواء لأهل الْإِسْلَام - وَقَالَ حَفْص الصَّنْعَانِيّ: " على أهل الْإِسْلَام - فَهِيَ على ذَلِك وزرٌ ".
وَسُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْحمر فَقَالَ:
مَا أنزل عَليّ فِيهَا شيءٌ إِلَّا هَذِه الْآيَة الجامعة الفاذة: {فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة خيرا يره وَمن يعْمل مِثْقَال ذرة شرا يره} [الزلزلة] .
وَفِي حَدِيث حَفْص بن ميسرَة:
فَمَا أكلت من ذَلِك المرج أَو الرَّوْضَة من شيءٍ إِلَّا كتب لَهُ عدد مَا أكلت حسناتٍ، وَكتب لَهُ عدد أرواثها وَأَبْوَالهَا حَسَنَات،
وَلَا تقطع طولهَا فأسنتت شرفاً أَو شرفين إِلَّا كتب لَهُ عدد آثارها وأرواثها حسناتٍ، وَلَا مر بهَا صَاحبهَا على نهرٍ فَشَرِبت مِنْهُ، وَلَا يُرِيد أَن يسقيها إِلَّا كتب لَهُ عدد مَا شربت حسناتٍ " ثمَّ ذكر نَحوه
…
وَفِي أول هَذَا الحَدِيث لمُسلم زِيَادَة فِي مَانع الزَّكَاة يتَّصل بِهِ، لم يذكرهَا أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة زيد بن أسلم عَن أبي صَالح، وَلَا نبه عَلَيْهَا. وأولها: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
مَا من صَاحب ذهبٍ وَلَا فضةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة صفحت لَهُ صَفَائِح من نارٍ فأحمي عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم، فيكوى بهَا جنبه وجبينه وظهره، كلما ردَّتْ أُعِيدَت لَهُ، فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنةٍ، حَتَّى يقْضى بَين الْعباد، فَيرى سَبيله: إِمَّا إِلَى الْجنَّة، وَإِمَّا إِلَى النَّار " قيل: يَا رَسُول الله، فالإبل؟ قَالَ:" وَلَا صَاحب إبل لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا، وَمن حَقّهَا حلبها يَوْم وردهَا، إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة بطح لَهَا بقاعٍ قرقرٍ أوفر مَا كَانَت، لَا يفقد مِنْهَا فصيلاً وَاحِدًا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عَلَيْهِ أولاها رد عَلَيْهِ أخراها فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يقْضى بَين الْعباد، فَيرى سَبيله إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار ". قبل: يَا رَسُول الله، فالبقر وَالْغنم؟ قَالَ:" وَلَا صَاحب بقرٍ وَلَا غنم لَا يُؤَدِّي حَقّهَا إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة بطح لَهَا بقاعٍ قرقرٍ لَا يفقد مِنْهَا شَيْئا، لَيْسَ فِيهَا عقصاء وَلَا جلحاء وَلَا عضباء " تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما مرت عَلَيْهِ أولاها رد عَلَيْهِ أخراها فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة، حَتَّى يقْضى بَين الْعباد، فَيرى سَبيله، إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار " قيل: يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فالخيل؟ قَالَ: " الْخَيل ثَلَاثَة: هِيَ لرجلٍ وزرٌ، ولرجلٍ سترٌ، ولرجل أجر. . " ثمَّ ذكر الْفَصْل الَّذِي قدمْنَاهُ إِلَى آخِره.
وَهَذَا الْفَصْل هُوَ الَّذِي ذكر أَبُو مَسْعُود فَقَط، فَصله مِمَّا قبله وَلم يُنَبه عَلَيْهِ.
وَقد أخرج البُخَارِيّ طرفا من هَذَا الْفَصْل الَّذِي أخرجه مسلمٌ فِي مَانع الزَّكَاة، من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
تَأتي الْإِبِل على صَاحبهَا على خير مَا كَانَت إِذا لم يُعْط فِيهَا حَقّهَا، تطؤه بأخفافها. وَتَأْتِي الْغنم على صَاحبهَا على خير مَا كَانَت إِذا لم يُعْط فِيهَا حَقّهَا، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها " قَالَ:" وَمن حَقّهَا أَن تحلب على المَاء " قَالَ: " وَلَا يَأْتِي أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة بشاةٍ يحملهَا على رقبته، لَهَا يعارٌ، فَيَقُول: يَا مُحَمَّد، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد بلغت. وَلَا يَأْتِي بِبَعِير يحملهُ على رقبته لَهُ رغاءٌ، فَيَقُول يَا مُحَمَّد، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد بلغت ". وَهَذَا الْمَعْنى الْأَخير هُوَ فِي حَدِيث أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة أتم.
وللبخاري أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من حق الْإِبِل أَن تحلب على المَاء ". وَقد تقدم لمُسلم مثل هَذَا الْمَعْنى.
وللبخاري طرفٌ فِي مَانع الزَّكَاة أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من آتَاهُ الله مَالا فَلم يؤد زَكَاته مثل لَهُ يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ يطوقه يَوْم الْقِيَامَة بِلِهْزِمَتَيْهِ -، يعْنى شدقيه - ثمَّ يَقُول: أَنا مَالك، أَنا كَنْزك ثمَّ تَلا:{وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله هُوَ خيرا لَهُم} . الْآيَة [آل عمرَان] .
وللبخاري أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
يكون كنز أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع ". لم يزدْ.
وَأخرج مُسلم الْفَصْلَيْنِ الْأَوَّلين فِي مَانع الزَّكَاة وَفِي الْحِيَل من حَدِيث عبد الْعَزِيز ابْن الْمُخْتَار عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
مَا من صَاحب كنز لَا يُؤَدِّي زَكَاته إِلَّا أحمي عَلَيْهِ فِي نَار جَهَنَّم " ثمَّ ذكر نَحوه. وَقَالَ فِي ذكر الْغنم: " لَيْسَ فِيهَا عقصاء وَلَا جلحاء " قَالَ سُهَيْل: فَلَا أَدْرِي أذكر الْبَقر أم لَا؟ . قَالُوا: فالخيل يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْخَيل فِي نَوَاصِيهَا - أَو قَالَ: الْخَيل معقودٌ فِي نَوَاصِيهَا - قَالَ سُهَيْل: أَشك - الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. الْخَيل ثلاثةٌ: فَهِيَ لرجلٍ أجرٌ، ولرجلٍ سترٌ، ولرجل وزر " وَذكر هَذَا الْفَصْل إِلَى آخِره بِنَحْوِ مَا تقدم.
وَفِيه: " فَأَما الَّذِي هِيَ لَهُ سترٌ فالرجل يَتَّخِذهُ تكرماً وتجملاً، وَلَا ينسى حق ظُهُورهَا وبطونها فِي عسرها ويسرها. وَأما الَّذِي عَلَيْهِ وزرٌ فَالَّذِي يتخذها أشراً وبطراً وبذخاً ورئاء النَّاس، وَذَلِكَ الَّذِي عَلَيْهِ وزر
…
" ثمَّ ذكره.
وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
وأخرجهما أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الداروردي عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل كَذَلِك بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث بكير بن عبد الله عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
إِذا لم يؤد الْمَرْء حق الله أَو الصَّدَقَة فِي الثلَّة بطح لَهَا
…
" بِنَحْوِ حَدِيث عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن سُهَيْل بِطُولِهِ.
وَلَيْسَ لبكير عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.
2386 -
التَّاسِع عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي، وَمن رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي؛ فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل فِي صُورَتي. وَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار. "
وَأَخْرَجَا طرفا مِنْهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة:
تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي ".
2387 -
الْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لبلالٍ صَلَاة الْغَدَاة:
يَا بِلَال، حَدثنِي بأرجى عملٍ عملته عنْدك فِي الْإِسْلَام مَنْفَعَة، فَإِنِّي سَمِعت اللَّيْلَة خشفة نعليك بَين يَدي فِي الْجنَّة ". قَالَ بِلَال: مَا عملت عملا فِي الْإِسْلَام أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَة من أَنِّي لم أتطهر طهُورا تَاما فِي سَاعَة من ليلٍ أَو نهارٍ إِلَّا صليت بذلك الطّهُور مَا كتب الله لي أَن أُصَلِّي ".
وَفِي حَدِيث إِسْحَق بن مَنْصُور:
فَإِنِّي سَمِعت دف نعليك " الدُّف: التحريك.
2388 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي دَعْوَة، فَرفع إِلَيْهِ الذِّرَاع وَكَانَت تعجبه، فنهش مِنْهَا نهشة وَقَالَ: " أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، هَل تَدْرُونَ مِم؟ يجمع الله الْأَوَّلين والآخرين فِي صَعِيد
وَاحِد فينظرهم النَّاظر وَيسْمعهُمْ الدَّاعِي، وتدنو الشَّمْس فَيبلغ النَّاس من الْغم وَالْكرب مَالا يُطِيقُونَ وَلَا يحْتَملُونَ، فَيَقُول بعض النَّاس: أَلا ترَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُم فِيهِ، إِلَى مَا بَلغَكُمْ، أَلا تنْظرُون من يشفع لكم إِلَى ربكُم؟ فَيَقُول بعض النَّاس لبَعض: أبوكم آدم، فيأتونه فَيَقُولُونَ: يَا آدم، أَنْت أَبُو الْبشر، خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وَأمر الْمَلَائِكَة فسجدوا لَك، وأسكنك الْجنَّة، أَلا تشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ وَمَا بلغنَا؟ فَقَالَ: إِن رَبِّي غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلَا يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ نهاني عَن الشَّجَرَة فعصيت. نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نوح. فَيَأْتُونَ نوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نوح، أَنْت أول الرُّسُل إِلَى أهل الأَرْض، وَقد سماك الله عبدا شكُورًا، أما ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ، أَلا ترى إِلَى مَا بلغنَا، أَلا تشفع لنا إِلَى رَبك؟ فَيَقُول: إِن رَبِّي غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ قد كَانَت لي دعوةٌ دَعَوْت بهَا على قومِي، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيم. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيم، أَنْت نَبِي الله وخليله من أهل الأَرْض، اشفع لنا إِلَى رَبك، أما ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ؟ فَيَقُول لَهُم: إِن رَبِّي قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي كنت كذبت ثَلَاث كذبات - فَذكرهَا أَبُو حَيَّان يحيى بن سعيد بن حَيَّان فِي الحَدِيث - نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْت رَسُول الله، فضلك الله بِرِسَالَاتِهِ وبكلامه على النَّاس، اشفع لنا إِلَى رَبك، أما ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ؟ فَيَقُول لَهُم: إِن رَبِّي قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي قد قتلت نفسا لم أُؤمر بقتلها، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْت رَسُول الله وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم، وروح مِنْهُ، وَكلمت النَّاس فِي المهد، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ؟ فَيَقُول عِيسَى: إِن رَبِّي قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله - وَلم يذكر ذَنبا -
نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّد. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا - وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بشر فيأتونني - فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّد، أَنْت رَسُول الله، وَخَاتم الْأَنْبِيَاء، وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ. فأنطلق فَآتي تَحت الْعَرْش، فأقع سَاجِدا لرَبي، ثمَّ يفتح الله عَليّ من محامده وَحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ شَيْئا لم يَفْتَحهُ على أحدٍ قبلي، ثمَّ يُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، سل تعطه، وَاشْفَعْ تشفع، فأرفع رَأْسِي فَأَقُول: أمتِي يَا رب، أمتِي يَا رب، أمتِي يَا رب. فَيُقَال: يَا مُحَمَّد أَدخل من أمتك من لَا حِسَاب عَلَيْهِم من الْبَاب الْأَيْمن من أَبْوَاب الْجنَّة، وهم شُرَكَاء النَّاس فِيمَا سوى ذَلِك من الْأَبْوَاب. " ثمَّ قَالَ:" وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِن مَا بَين المصراعين من مصاريع الْجنَّة كَمَا بَين مَكَّة وهجر، أَو كَمَا بَين مَكَّة وَبصرى ". فِي كتاب البُخَارِيّ: " كَمَا بَين مَكَّة وحمير ".
وَفِي حَدِيث عمَارَة بن الْقَعْقَاع عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
وضعت بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَصْعَة من ثريدٍ وَلحم، فَتَنَاول الذِّرَاع - وَكَانَت أحب الشَّاة إِلَيْهِ - فنهس نهسة فَقَالَ:" أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة " ثمَّ نهس أُخْرَى فَقَالَ: " أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة " فَلَمَّا رأى أَصْحَابه لَا يسألونه قَالَ: " أَلا تَقولُونَ: كيفه؟ " قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " يقوم النَّاس لرب الْعَالمين. . " وسَاق الحَدِيث بِمَعْنى مَا تقدم، وَزَاد فِي قصَّة إِبْرَاهِيم فَقَالَ:" وَذكر قَوْله فِي الْكَوْكَب: هَذَا رَبِّي، وَقَوله لآلهتهم: بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا. وَقَوله: إِنِّي سقيم " وَقَالَ: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، إِن مَا بَين المصراعين من مصاريع الْجنَّة إِلَى عضادتي الْبَاب لَكمَا بَين مَكَّة وهجرٍ - أَو هجر وَمَكَّة " لَا أَدْرِي أَي ذَلِك قَالَ.
وَأخرج مُسلم نَحوه من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
يجمع الله تبارك وتعالى النَّاس، فَيقوم النَّاس حَتَّى تزلف لَهُم الْجنَّة، فَيَأْتُونَ آدم فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا، استفتح لنا
الْجنَّة، فَيَقُول: وَهل أخرجكم من الْجنَّة إِلَّا خَطِيئَة أبيكم، لست بِصَاحِب ذَلِك، اذْهَبُوا إِلَى ابْني إِبْرَاهِيم خَلِيل الله، قَالَ: فَيَقُول إِبْرَاهِيم: لست بِصَاحِب ذَلِك، إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء، اعمدوا إِلَى مُوسَى، اعمدوا إِلَى مُوسَى، إِلَى الَّذِي كَلمه الله تكليماً. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُول: لست بِصَاحِب ذَلِك، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كلمة الله وروحه، فَيَقُول عِيسَى: لست بِصَاحِب ذَلِك، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا، فَيُؤذن لَهُ، وَترسل الْأَمَانَة وَالرحم، فيقومان جَنْبي الصِّرَاط يَمِينا وَشمَالًا، فيمر أولكم كالبرق " قَالَ: قلت: بِأبي وَأمي، أَي شَيْء كمر الْبَرْق؟ . قَالَ:" ألم تروا إِلَى الْبَرْق كَيفَ يمر وَيرجع فِي طرفَة عين، ثمَّ كمر الرّيح، ثمَّ كمر الطير وَشد الرِّجَال، تجْرِي بهم أَعْمَالهم، ونبيكم قائمٌ على الصِّرَاط يَقُول: رب سلم سلم، حَتَّى تعجز أَعمال الْعباد، حَتَّى يَجِيء الرجل فلايستطيع السّير إِلَّا زحفاً، قَالَ: وَفِي حافتي الصِّرَاط كلاليب معلقَة مأمورةٌ بِأخذ من أمرت بِهِ، فمخدوش ناجٍ، ومكدوسٌ فِي النَّار " وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، إِن قَعْر جَهَنَّم لسَبْعين خَرِيفًا.
2389 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بارزاً للنَّاس، فَأَتَاهُ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِيمَان؟ قَالَ:" أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتابه ولقائه وَرُسُله، وتؤمن بِالْبَعْثِ الآخر " قَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِسْلَام؟ قَالَ:" أَن تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، وَتُؤَدِّي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة، وتصوم رَمَضَان " قَالَ: يَا رَسُول الله، وَمَا الْإِحْسَان؟ قَالَ:" أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ، فَإنَّك إِلَّا ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك " قَالَ: يَا رَسُول الله، مَتى السَّاعَة؟ قَالَ: " مَا الْمَسْئُول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل، وَلَكِن سأحدثك عَن أشراطها: إِذا ولدت الْأمة رَبهَا، فَذَاك من أشراطها. وَإِذا كَانَت العراة الحفاة رُؤُوس النَّاس، فَذَاك من أشراطها، وَإِذا تطاول رعاء البهم فِي الْبُنيان، فَذَاك من أشراطها، فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله، ثمَّ تَلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{ن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث وَيعلم مَا فِي الْأَرْحَام} إِلَى قَوْله: {عليم خَبِير} [لُقْمَان] . قَالَ: ثمَّ أدبر، الرجل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" ردوا عَليّ الرجل " فَأخذُوا ليردوه فَلم يرَوا شَيْئا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " هَذَا جِبْرِيل جَاءَ ليعلم النَّاس دينهم ". لفظ حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب، وَأبي بكر بن أبي شيبَة، وَهُوَ أتم.
وَفِي حَدِيث ابْن نمير مثله، غير أَنه قَالَ:
إِذْ ولدت الْأمة ربتها " يَعْنِي السراري.
وَفِي حَدِيث زُهَيْر وَحده نَحوه، وَفِي أَوله: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سلوني " فهابوه أَن يسألوه. فجَاء رجلٌ، فَجَلَسَ عِنْد ركبته، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِسْلَام؟ ثمَّ ذكر نَحْو مَا فِي الَّذِي قبله من السُّؤَال، وَزَاد أَنه قَالَ لَهُ فِي آخر كل سُؤال مِنْهَا:" صدقت " وَقَالَ فِي الْإِحْسَان: " أَن تخشى الله كَأَنَّك ترَاهُ " ثمَّ اقْتصّ الحَدِيث إِلَى آخِره، قَالَ: ثمَّ قَامَ الرجل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" ردُّوهُ عَليّ " فالتمس فَلم يجدوه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " هَذَا جِبْرِيل أَرَادَ أَن تعلمُوا إِذْ لم تسألوا ". قَالَ البُخَارِيّ: جعل ذَلِك كُله من الْإِيمَان.
2390 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن أَعْرَابِيًا جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، دلَّنِي على عملٍ إِذا عملته دخلت الْجنَّة: قَالَ: " تعبد الله لَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، وَتُؤَدِّي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة، وتصوم رَمَضَان " قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيد على هَذَا شَيْئا وَلَا أنقص مِنْهُ، فَلَمَّا ولى قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" من سره أَن ينظر إِلَى رجل من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى هَذَا ".
جعل أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث مجموعاً مَعَ الَّذِي قبله، وَجعله مُخْتَصرا مِنْهُ، وَلَا يقوى هَذَا عِنْدِي.
وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حَيَّان يحيى بن سعيدٍ عَن ابي زرْعَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُرْسلا، بعد أَن رَوَاهُ من حَدِيثه مُسْندًا.
2391 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَات يَوْم فَذكر الْغلُول فَعَظمهُ وَعظم أمره، ثمَّ قَالَ:" لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته بعيرٌ لَهُ رُغَاء، يَقُول: يَا رَسُول الله، أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته فرسٌ لَهُ حمحمةٌ فَيَقُول: يَا رَسُول الله أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته شاةٌ لَهَا ثُغَاء، يَقُول: يَا رَسُول الله أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته نفسٌ لَهَا صياح، فَيَقُول: يَا رَسُول الله، أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته رقاعٌ تخفق، فَيَقُول: يَا رَسُول الله، أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته صامتٌ فَيَقُول: يَا رَسُول الله أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك ". لفظ حَدِيث مُسلم عَن زُهَيْر، وَهُوَ أتم.
2392 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يهْلك النَّاس هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش. " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ: " لَو أَن النَّاس اعتزلوهم ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ قَالَ:
كنت مَعَ مَرْوَان وَأبي هُرَيْرَة فِي مَسْجِد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَسمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: سَمِعت الصَّادِق المصدوق يَقُول: " هَلَاك أمتِي على يَدي أغيلمةٍ من قُرَيْش ". فَقَالَ مَرْوَان: غلمة؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِن شِئْت أَن أسميهم بني فلَان وَبني فلَان.
2393 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِن أول زمرة يدْخلُونَ الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ على أَشد كَوْكَب دريٍّ من السَّمَاء إضاءة، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أمشاطهم الذَّهَب، ورشحهم الْمسك، ومجامرهم الألوة، الألنجوج: عود الطّيب، أَزوَاجهم الْحور الْعين، على خلق رجلٍ واحدٍ، على صُورَة أَبِيهِم آدم سِتُّونَ ذِرَاعا فِي السَّمَاء ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] :
أول زمرة تلج الْجنَّة صورهم على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، لَا يبصقون فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنيتهم فِيهَا الذَّهَب، أمشاطهم من الذَّهَب وَالْفِضَّة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم الْمسك، وَلكُل واحدٍ مِنْهُم زوجتان يرى مخ سوقهما من وَرَاء اللَّحْم من الْحسن، لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض، قُلُوبهم قلبٌ وَاحِد، يسبحون الله بكرَة وعشياً ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أول زمرة تدخل الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر. . " ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيثهمَا وَفِيه: " قُلُوبهم على قلب رجل وَاحِد ". وَفِيه: " لَا يسقمون وَلَا يَمْتَخِطُونَ " وَفِي آخِره: " وقود مجامرهم الألوة ". قَالَ أَبُو الْيَمَان: يَعْنِي الْعود.
وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
أول زمرة تدخل الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، وَالَّذين على آثَارهم كأحسن كوكبٍ دريٍّ فِي السَّمَاء إضاءةً، على قلب رجل واحدٍ، لَا تباغض بَينهم وَلَا تحاسد، لكل امرئٍ زوجتان من الْحور الْعين، يرى مخ سوقهن من وَرَاء الْعظم وَاللَّحم ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
أول زمرة تدخل الْجنَّة من أمتِي على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ على أَشد نجمٍ فِي السَّمَاء إضاءة، ثمَّ هم من بعد ذَلِك منَازِل
…
" ثمَّ ذكر نَحوه حَدِيث أبي زرْعَة. قَالَ ابْن أبي شيبَة: " على خلق رجلٍ " وَقَالَ أَبُو كريب: " على خلق رجلٍ ".
وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: إِمَّا تفاخروا وَإِمَّا تَذَاكَرُوا، الرِّجَال أَكثر فِي الْجنَّة أم النِّسَاء؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أَو لم يقل أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم:
إِن أول زمرة تدخل الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، وَالَّتِي تَلِيهَا على أكبر كوكبٍ دري فِي السَّمَاء، لكل امْرِئ مِنْهُم زوجتان اثْنَتَانِ، يرى مخ سوقهما من وَرَاء اللَّحْم، وَمَا فِي الْجنَّة أعزب ".
وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة:
اخْتصم الرِّجَال وَالنِّسَاء: أَيهمْ فِي الْجنَّة أَكثر؟ فسألوا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم: وَذكر مثل ذَلِك.
2394 -
السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، من أَحَق النَّاس بِحسن صَحَابَتِي؟ قَالَ:" أمك ". قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ " أمك " قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: " أمك " قَالَ: ثمَّ من قَالَ: " أَبوك ".
وَفِي حَدِيث ابْن فُضَيْل عَن أَبِيه:
يَا رَسُول الله، من أَحَق النَّاس بِحسن الصُّحْبَة؟ قَالَ:" أمك ثمَّ أمك ثمَّ أَبَاك، ثمَّ أدناك أدناك ".
2395 -
الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " انتدب الله - وَلمُسلم فِي حَدِيث جرير عَن عمَارَة تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله، لَا يُخرجهُ إِلَّا جهادٌ فِي سبيلي، وإيمانٌ بِي، وتصديقٌ برسولي، فَهُوَ عَليّ ضَامِن أَن أدخلهُ الْجنَّة أَو أرجعه إِلَى مَسْكَنه الَّذِي خرج مِنْهُ نائلاً مَا نَالَ من أجرٍ أَو غنيمَة " هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم عَن زُهَيْر بن حَرْب، وَهُوَ أتم.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
تكفل الله لمن جَاهد فِي سَبيله، لَا يُخرجهُ من بَيته إِلَّا الْجِهَاد فِي سَبيله، وتصديق كَلِمَاته، أَن يدْخلهُ الْجنَّة أَو يردهُ إِلَى مَسْكَنه بِمَا نَالَ من أجرٍ أَو غنيمَة ".
وَأخرجه أَيْضا مَعَ زِيَادَة فِي فضل الْمُجَاهِد من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
مثل الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله - وَالله أعلم بِمن يُجَاهد فِي سَبيله - كَمثل الصَّائِم الْقَائِم، وتوكل الله للمجاهد فِي سَبيله بِأَن يتوفاه أَن يدْخلهُ الْجنَّة، أَو يرجعه سالما مَعَ أجر وغنيمة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيث مَالك.
وَمن حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله. . " وَذكره مَعَ الْفَصْل الَّذِي أَوله: " لَوْلَا أَن يشق على الْمُسلمين مَا تخلفت خلاف سَرِيَّة " بِنَحْوِ مَا تقدم.
2396 -
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " مَا من مكلوم يكلم فِي سَبِيل الله إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَكَلمه يدمى، اللَّوْن لون دمٍ، وَالرِّيح ريح مسك ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ.
جعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَنسي وَلم يتَأَمَّل أَن مُسلما أخرجه فِي أول كتاب " الْجِهَاد " مَعَ متنين آخَرين، وَكلهَا مُتَّفق عَلَيْهَا.
فَالْأول مِنْهَا عِنْد مُسلم هُنَالك قَوْله عَلَيْهِ اسلام:
تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله. . " وَقد ذكر آنِفا. وَبعده عِنْده مُتَّصِلا بقوله: " نائلاً مَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، مَا من كلمٍ يكلم فِي سَبِيل الله إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة كَهَيْئَته حِين كلم، لَونه لون دم، وريحه ريح مَسْلَك ". وَهَذَا أَيْضا مُتَّفق عَلَيْهِ كَمَا بَينا.
ويتصل بِهَذَا عِنْده فِي أول كتاب " الْجِهَاد " الْمَتْن الثَّالِث، وَهُوَ قَوْله:" وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، لَوْلَا أَن يشق على الْمُسلمين مَا قعدت خلاف سريةٍ تغزو فِي سَبِيل الله أبدا، وَلَكِن لَا أجد نَفَقَة فأحملهم، وَلَا يَجدونَ سَعَة، ويشق عَلَيْهِم أَن يتخلفوا عني " وَهَذَا أَيْضا مُتَّفق عَلَيْهِ؛ لِأَن البُخَارِيّ أخرجه فِي كتاب " الْإِيمَان " مَعَ متنٍ آخر قد ذَكرْنَاهُ، إِلَّا أَن لفظ حَدِيث مُسلم فِي هَذَا أتم.
وَأَخْرَجَا أَيْضا حَدِيث المكلوم فِي سَبِيل الله من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
كل كلمٍ يكلمهُ الْمُسلم فِي سَبِيل الله، يكون يَوْم الْقِيَامَة كهيئتها إِذْ طعنت تفجر دَمًا، اللَّوْن لون دم، وَالْعرْف عرف مسك ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا يكلم أحدٌ فِي سَبِيل الله، وَالله أعلم بِمن يكلم فِي سَبيله - إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة، واللون لون دمٍ، وَالرِّيح ريح الْمسك ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بِمثل حَدِيث مَالك بن أنس.
2397 -
الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا كبر فِي الصَّلَاة سكت هنيَّة قبل أَن يقْرَأ. فَقلت: يَا رَسُول الله، بِأبي أَنْت وَأمي، أَرَأَيْت سكوتك بَين التَّكْبِير وَالْقِرَاءَة، مَا تَقول؟ قَالَ:" أَقُول: اللَّهُمَّ نقني من خطاياي كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، اللَّهُمَّ اغسلني من خطاياي بالثلج وَالْمَاء الْبَارِد ".
2398 -
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَي الصَّدَقَة أعظم أجرا؟ ، قَالَ:" أَن تصدق وَأَنت صحيحٌ شحيحٌ تخشى الْفقر وَتَأمل الْغنى " - وَفِي حَدِيث ابْن فُضَيْل: " وَتَأمل الْبَقَاء. وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت: لفلانٍ كَذَا، وَقد كَانَ لفُلَان ".
وَفِي أول حَدِيث ابْن فُضَيْل:
أما وَأَبِيك لَتُنَبَّأَنَّهُ: أَن تصدق وَأَنت صَحِيح شحيح.
وَفِي أول حَدِيث أبي كَامِل الجحدري:
أَي الصَّدَقَة أفضل؟ " ثمَّ ذكره.
2399 -
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين " قَالُوا: يَا رَسُول الله، والمقصرين. قَالَ:" اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين " قَالُوا: يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والمقصرين. قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين " قَالُوا: يَا رَسُول الله وللمقصرين. قَالَ: " وللمقصرين ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث روح عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ.
2400 -
الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لَا أَزَال أحب بني تَمِيم بعد ثلاثٍ سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولهَا فيهم: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " هم أَشد أمتِي على الدَّجَّال ". قَالَ: وَجَاءَت صَدَقَاتهمْ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" هَذِه صدقَات قَومنَا ": قَالَ: وَكَانَت سبيةٌ مِنْهُم عِنْد عَائِشَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أعتقيها، فَإِنَّهَا من ولد إِسْمَاعِيل ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الشّعبِيّ أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
ثَلَاث خِصَال سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي بني تَمِيم، لَا أَزَال أحبهم بعده قَالَ: كَانَ عِنْد عَائِشَة مُحَرر، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" أعتقي من هَؤُلَاءِ " وَجَاءَت صَدَقَاتهمْ فَقَالَ: " هَذِه صدقَات قومِي ". قَالَ: " وهم أَشد النَّاس قتالاً فِي الْمَلَاحِم " وَلم يذكر الدَّجَّال.
2401 -
الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَتَى جِبْرِيل النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذِه خَدِيجَة قد أَتَت مَعهَا إِنَاء فِيهِ إدام أَو طَعَام أَو شراب، فَإِذا أتتك فاقرأ عليها السلام من رَبهَا، وبشرها ببيتٍ من الْجنَّة من قصبٍ، لَا صخب فِيهِ وَلَا نصب.
2402 -
الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، فَإِذا رَآهَا النَّاس آمن من عَلَيْهَا، فَذَاك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل ".
وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، فَإِذا طلعت من مغْرِبهَا آمن النَّاس كلهم أَجْمَعُونَ، فيومئذٍ لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا ".
وَأخرجه أَيْضا بِزِيَادَة من حَدِيث أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاثٌ إِذا خرجن لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا: طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، والدجال، ودابة الأَرْض ".
وَأخرجه أَيْضا مَعَ أَطْرَاف أخر من حَدِيث زَائِدَة بن قدامَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج قريبٌ من ثَلَاثِينَ كَذَّابين دجالين، كلهم يَقُول: إِنِّي نبيٌّ. وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، ويؤمن النَّاس أَجْمَعُونَ، فيومئذٍ لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا، وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا الْيَهُود، فيفر الْيَهُودِيّ وَرَاء الْحجر فَيَقُول الْحجر: يَا عبد الله، يَا مُسلم، هَذَا يهوديٌّ وراءي. وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتلُوا أَقْوَامًا نعَالهمْ الشّعْر ".
وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا: طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، أَو الدُّخان، أَو الدَّجَّال، أَو الدَّابَّة، أَو خَاصَّة أحدكُم، أَو أَمر الْعَامَّة ".
وَمن حَدِيث أبي قيس زِيَاد بن ريَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَادرُوا بِالْعَمَلِ سِتا: الدَّجَّال، وَالدُّخَان، ودابة الأَرْض، وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، وَأمر الْعَامَّة، وَخُوَيصة أحدكُم ".
وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
من تَابَ قبل أَن تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا تَابَ الله عَلَيْهِ ".
2403 -
السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة قَالَ: دخلت أَنا وَأَبُو هُرَيْرَة دَار مَرْوَان، فَرَأى فِيهَا تصاوير. وَفِي حَدِيث جرير، دَارا تبنى بِالْمَدِينَةِ لسَعِيد أَو لمروان - فَرَأى مصوراً يصور فِي الدَّار، فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " قَالَ الله عز وجل: وَمن أظلم مِمَّن ذهب يخلق خلقا كخلقي، فليخلقوا ذرة، أَو ليخلقوا حَبَّة، أَو ليخلقوا شعيرَة ".
وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد نَحوه، وَزَاد:
ثمَّ دَعَا بتور من مَاء فَغسل يَدَيْهِ حَتَّى بلغ إبطه، فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، أشيٌ سمعته من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مُنْتَهى الْحِلْية. كَذَا عِنْد البُخَارِيّ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل. هَذِه الزِّيَادَة فِي غسل الْيَدَيْنِ إِلَى الإبطين لَيست عِنْد مُسلم.
2404 -
السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللِّسَان، ثقيلتان فِي الْمِيزَان، حبيبتان إِلَى الرَّحْمَن: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله الْعَظِيم. " وَهَذَا آخر حَدِيث فِي كتاب البُخَارِيّ.
2405 -
الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل محمدٍ قوتاً ". وَقَالَ فِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن الْأَعْمَش: " كفافاً ".
2406 -
التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا دَعَا الرجل امْرَأَته إِلَى فرَاشه فَأَبت أَن تَجِيء، فَبَاتَ غَضْبَان، لعنتها الْمَلَائِكَة حَتَّى تصبح ".
وَفِي رِوَايَة يزِيد بن كيسَان عَن أبي حَازِم عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا من رجل يَدْعُو امْرَأَته إِلَى فراشها فتأبى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاء ساخطاً عَلَيْهَا حَتَّى يرضى عَنْهَا ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث زُرَارَة بن أبي أوفى عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا باتت الْمَرْأَة هاجرةً فرَاش زَوجهَا لعنتها الْمَلَائِكَة حَتَّى تصبح ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عرْعرة وخَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة: " حَتَّى ترجع ".
2407 -
الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا، فَإِن الْمَرْأَة خلقت من ضلع، وَإِن أَعْوَج مَا فِي الضلع أَعْلَاهُ، فَإِن ذهبت تُقِيمهُ كَسرته، وَإِن تركته لم يزل أَعْوَج، فَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء ".
وَأول حَدِيث البُخَارِيّ:
من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يُؤْذِي جَاره، وَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضلع
…
" الحَدِيث بِنَحْوِهِ.
وَأول حَدِيث مُسلم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر؛ فَإِذا شهد أمرا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَير أَو لِيَسْكُت. وَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء، فَإِن الْمَرْأَة خلقت من ضلع
…
" الحَدِيث.
وللبخاري من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
الْمَرْأَة كالضلع إِن أقمتها كسرتها، وَإِن استمتعت بهَا استمتعت بهَا وفيهَا عوج ".
وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِن الْمَرْأَة كالضلع، إِذا ذهبت تقيمها كسرتها، وَإِن تركتهَا استمتعت بهَا وفيهَا عوج ".
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِن الْمَرْأَة خلقت من ضلعٍ، لن تستقيم لَك على طريقةٍ، فَإِن استمتعت بهَا استمتعت بهَا وَبهَا عوجٌ، وَإِن ذهبت تقيمها كسرتها، وَكسرهَا طَلاقهَا ".
2408 -
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم قَالَ: قاعدت أَبَا هُرَيْرَة خمس سِنِين، فَسَمعته يحدث عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَانَت بَنو إِسْرَائِيل تسوسهم الْأَنْبِيَاء، كلما هلك نبيٌّ خَلفه نبيٌّ، وَإنَّهُ لَا نَبِي بعدِي، وسيكون خلفاء فيكثرون. " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ: " أَوْفوا ببيعة الأول فَالْأول، أعطوهم حَقهم، فَإِن الله سائلهم عَمَّا استرعاهم ".
2409 -
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي مجهودٌ، فَأرْسل إِلَى بعض نِسَائِهِ، فَقَالَت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا ماءٌ. ثمَّ أرسل إِلَى أُخْرَى فَقَالَت مثل ذَلِك، حَتَّى قُلْنَ كُلهنَّ مثل ذَلِك: لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا ماءٌ. فَقَالَ " من يضيف هَذَا اللَّيْلَة؟ " فَقَامَ رجلٌ من الْأَنْصَار فَقَالَ: أَنا يَا رَسُول الله، فَانْطَلق بِهِ إِلَى رَحْله، فَقَالَ لامْرَأَته: أكرمي ضيف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الحميد: هَل عنْدك شَيْء؟ فَقَالَت: إِلَّا قوت صبياني، فَقَالَ: فعلليهم بِشَيْء. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة: وَإِذا أَرَادَ الصبية الْعشَاء فنوميهم، فَإِذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أَنا نَأْكُل، فَإِذا أَهْوى ليَأْكُل فقومي إِلَى السراج حَتَّى تطفئيه. قَالَ: فقعدوا وَأكل الضَّيْف. وَفِي حَدِيث عبد الله بن دَاوُد فباتا طاويين،
فَلَمَّا أصبح غَدا على النَّبِي صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ:
قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما اللَّيْلَة. " قَالَ فِي رِوَايَة فُضَيْل: فَقَامَ رجلٌ من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو طَلْحَة، فَانْطَلق بِهِ إِلَى رَحْله، ثمَّ ذكر نَحوه. وألفاظ الروَاة فِيمَا عدا مَا بَينا - مُتَقَارِبَة.
2410 -
الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: مَا عَابَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم طَعَاما قطّ، كَانَ إِذا اشْتهى شَيْئا أكله، وَإِن كرهه تَركه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي يحيى مولى آل جعدة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عاف طَعَاما قطّ، كَانَ إِذا اشتهاه أكله، وَإِذا لم يشتهه سكت.
2411 -
الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: مَا شبع آل محمدٍ من طعامٍ ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى قبض.
وَفِي حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن يزِيد بن كيسَان عَن أبي حَازِم قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُشِير بإصبعه مرَارًا يَقُول:
وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، مَا شبع نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَأَهله ثَلَاثَة أيامٍ تباعا من خبز حنطةٍ حَتَّى فَارق الدُّنْيَا.
وَفِي حَدِيث مَرْوَان الْفَزارِيّ عَن يزِيد عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ
…
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عباد: وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، مَا أشْبع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَهله ثَلَاثَة أَيَّام تباعا من خبز حِنْطَة حَتَّى فَارق الدِّينَا.
وللبخاري من حَدِيث سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة:
أَنه مر بِقوم بَين أَيْديهم شاةٌ مصلية، فَدَعوهُ فَأبى أَن يَأْكُل، وَقَالَ:
خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الدُّنْيَا وَلم يشْبع من خيز الشّعير.
2412 -
الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم انْصَرف من اثْنَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أقصرت الصَّلَاة أم نسيت يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أصدق ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَ النَّاس: نعم، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ كبر، ثمَّ سجد مثل سُجُوده أَو أطول، ثمَّ رفع، ثمَّ كبر، فَسجدَ مثل سُجُوده ثمَّ رفع.
وَفِي حَدِيث سَلمَة بن عَلْقَمَة: قلت لمُحَمد بن سِيرِين فِي سَجْدَتي السَّهْو تشهد؟ قَالَ: لَيْسَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة.
وَفِي حَدِيث يزِيد بن إِبْرَاهِيم عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ:
صلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلَاتي الْعشي، قَالَ مُحَمَّد: وأكبر ظَنِّي الْعَصْر - رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَة فِي مقدم الْمَسْجِد، فَوضع يَده عَلَيْهَا، وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَعمر، فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ، وَخرج سرعَان النَّاس فَقَالُوا: قصرت الصَّلَاة. وَرجل يَدعُوهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَا الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يَا نَبِي الله، أنسيت أم قصرت الصَّلَاة؟ فَقَالَ:" لم أنس وَلم تقصر " قَالَ: بلَى، قد نسيت. قَالَ:" صدق ذُو الْيَدَيْنِ ". فَقَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم، ثمَّ كبر، فَسجدَ مثل سُجُوده أَو أطول، ثمَّ رفع رَأسه فَكبر، ثمَّ وضع رَأسه فَكبر فَسجدَ مثل سُجُوده أَو أطول، ثمَّ رفع رَأسه وَكبر.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أَيُّوب نَحوه، وَفِيه:
ثمَّ أَتَى جذعاً فِي قبْلَة الْمَسْجِد، فاستند إِلَيْهِ مغضباً، وَفِيه: فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أقصرت الصَّلَاة أم نسيت؟ فَنظر النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَمِينا وَشمَالًا، فَقَالَ:" مَا يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: صدق، لم تصل إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، فصلى رَكْعَتَيْنِ، وَسلم، ثمَّ كبر ثمَّ سجد، ثمَّ كبر وَرفع، ثمَّ كبر وَسجد، ثمَّ كبر وَرفع. وَقَالَ: وأخبرت عَن عمرَان بن حُصَيْن أَنه قَالَ: وَسلم.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
صلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، فَقيل: صليت رَكْعَتَيْنِ. فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ.
وَفِي رِوَايَة آدم عَن شُعْبَة عَن سعد:
صلى بِنَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم الظّهْر أَو الْعَصْر، فَسلم، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: الصَّلَاة يَا رَسُول الله، أنقصت؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابه:" أحقٌّ مَا يَقُول؟ " قَالُوا: نعم. فصلى رَكْعَتَيْنِ أخراوين، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ. قَالَ سعد: وَرَأَيْت عُرْوَة بن الزبير صلى من الْمغرب رَكْعَتَيْنِ، فَسلم وَتكلم، ثمَّ صلى مَا بَقِي وَسجد سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا فعل النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد قَالَ:
سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: صلى لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صَلَاة الْعَصْر فَسلم فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: أقصرت الصَّلَاة يَا رَسُول الله؟ فَأقبل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على النَّاس فَقَالَ: " أصدق ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالُوا: نعم يَا رَسُول الله. فَأَتمَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا بَقِي من الصَّلَاة، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس بعد التَّسْلِيم.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلى رَكْعَتَيْنِ من صَلَاة الظّهْر ثمَّ سلم، فَأَتَاهُ رجل من بني سليمٍ فَقَالَ: يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، أقصرت الصَّلَاة أم نسيت؟
…
وسَاق الحَدِيث.
2413 -
السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهي عَن الخصر فِي الصَّلَاة. وَفِي حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن هِشَام الدستوَائي: نهي أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا.
قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ هِشَام وَأَبُو هِلَال
…
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَفِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك وَأبي خَالِد وَأبي أُسَامَة عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة:
نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
2414 -
السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أسلم سَالَمَهَا الله، وغفارٌ غفر الله لَهَا ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث وَرْقَاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِمثلِهِ.
وَمن حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أسلم سَالَمَهَا الله، وغفارٌ غفر الله لَهَا. أما إِنِّي لم أقلهَا، وَلَكِن الله قَالَهَا ".
2415 -
الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لم يكذب إِبْرَاهِيم النَّبِي قطّ إِلَّا ثَلَاث كذباتٍ، ثِنْتَيْنِ فِي ذَات الله، قَوْله:{إِنِّي سقيم} وَقَوله: {بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا} . وَوَاحِدَة فِي شَأْن سارة، فَإِنَّهُ قدم أَرض جبارٍ وَمَعَهُ سارة، وَكَانَت أحسن النَّاس، فَقَالَ لَهَا: إِن هَذَا الْجَبَّار إِن علم أَنَّك امْرَأَتي يغلبني عَلَيْك، فَإِن سَأَلَك فأخبريه أَنَّك أُخْتِي، فَإنَّك أُخْتِي فِي الْإِسْلَام، فَإِنِّي لَا أعلم فِي الأَرْض مُسلما غَيْرِي وَغَيْرك. فَلَمَّا دخل أرضه رَآهَا بعض أهل الْجَبَّار أَتَاهُ فَقَالَ: لقد قدم أَرْضك امرأةٌ لَا يَنْبَغِي لَهَا أَن تكون إِلَّا لَك، فَأرْسل إِلَيْهَا، فَأتي بهَا، فَقَامَ إِبْرَاهِيم إِلَى الصَّلَاة، فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ لم يَتَمَالَك أَن بسط يَده إِلَيْهَا، فقبضت يَده قَبْضَة شَدِيدَة، فَقَالَ لَهَا: ادعِي الله أَن يُطلق يَدي وَلَا أَضرّك، فَفعلت، فَعَاد، فقبضت أَشد من القبضة الأولى، فَقَالَ لَهَا مثل ذَلِك، فَفعلت، فَعَاد، فقبضت أَشد من القبضتين الْأَوليين، فَقَالَ: ادعِي الله أَن يُطلق
يَدي، فلك الله أَلا أَضرّك، فَفعلت وأطلقت يَده، ودعا الَّذِي جَاءَ بهَا فَقَالَ لَهُ: إِنَّك إِنَّمَا جئتني بشيطانٍ وَلم تأتني بإنسانٍ، فأخرجها من أرضي، وأعطيها هَاجر.
قَالَ: فَأَقْبَلت تمشي، فَلَمَّا رَآهَا إِبْرَاهِيم انْصَرف، فَقَالَ لَهَا: مَهيم؟ فَقَالَت: خيرا، كف الله يَد الْفَاجِر، وَأَخْدَم خَادِمًا. " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة. فَتلك أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء.
هُوَ عِنْدهمَا من حَدِيث جرير بن حَازِم عَن أَيُّوب مُسْند.
وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث حَمَّاد عَن أَيُّوب مَوْقُوف عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَفِيه: بَينا هُوَ ذَات يَوْم وَسَارة، أَتَى على جَبَّار من الْجَبَابِرَة، فَقيل لَهُ: إِن هَا هُنَا رجلا مَعَه امْرَأَة من أحسن النَّاس، فَأرْسل إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: من هَذِه؟ قَالَ: أُخْتِي. فَأتى سارةً فَقَالَ: يَا سارة، لَيْسَ على وَجه الأَرْض مؤمنٌ غَيْرِي وَغَيْرك، وَإِن هَذَا سَأَلَني فاخبرته أَنَّك أُخْتِي فَلَا تكذبِينِي، فَأرْسل إِلَيْهَا، فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ ذهبت يَتَنَاوَلهَا بِيَدِهِ. . ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم فِي مَنعه ودعائها إِلَى آخِره وَفِيه: فَأَخْدَمَهَا هَاجر، وَقَول أَبُو هُرَيْرَة: تِلْكَ أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " هَاجر إِبْرَاهِيم بسارة، فَدخل بهَا قَرْيَة فِيهَا ملكٌ من الْمُلُوك، أَو جبارٌ، فَقيل: دخل إِبْرَاهِيم بِامْرَأَة هِيَ من أحسن النِّسَاء، وَأرْسل إِلَيْهِ: أَن يَا إِبْرَاهِيم، من هَذِه الَّتِي مَعَك؟ قَالَ: أُخْتِي. ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا قَالَ: لَا تكذبِينِي حَدِيثي، فَإِنِّي أَخْبَرتهم أَنَّك أُخْتِي، وَالله إِن على الأَرْض مؤمنٌ غَيْرِي وَغَيْرك، فَأرْسل بهَا إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأ وَتصلي، فَقَالَت: " اللَّهُمَّ إِن كنت آمَنت بك وبرسولك، وأحصنت فَرجي إِلَّا على زَوجي فَلَا تسلط عَليّ هَذَا الْكَافِر. فغط حَتَّى ركض بِرجلِهِ. . " وَفِيه: أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَت: اللَّهُمَّ إِن يمت يُقَال: هِيَ قتلته، فَأرْسل إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأ وَتصلي وَتقول: اللَّهُمَّ إِن كنت
آمَنت بك وبرسولك، وأحصنت فَرجي، فَلَا تسلط عَليّ هَذَا الْكَافِر، فغط حَتَّى ركض بِرجلِهِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقَالَت:
اللَّهُمَّ إِن يمت يُقَال هِيَ قتلته، فَأرْسل فِي الثَّانِيَة أَو الثَّالِثَة فَقَالَ: وَالله مَا أرسلتم إِلَيّ إِلَّا شَيْطَانا، ارجعوها إِلَى إِبْرَاهِيم، وَأَعْطوهُ هَاجر. فَرَجَعت إِلَى إِبْرَاهِيم فَقَالَت: أشعرت أَن الله كبت الْكَافِر وَأَخْدَم وليدة ".
2416 -
التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لم يتَكَلَّم فِي المهد إِلَّا ثلاثةٌ: عِيسَى بن مَرْيَم، وَصَاحب جريج - وَكَانَ جريج رجلا عابداً، فَاتخذ صومعةً، فَكَانَ فِيهَا فَأَتَتْهُ أمه وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَت: يَا جريج، فَقَالَ: يَا رب، أُمِّي وصلاتي، فَأقبل على صلَاته فَانْصَرَفت، فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَت: يَا جريج، فَقَالَ:: يَا رب، أُمِّي وصلاتي، فَأقبل على صلَاته. فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَتْهُ فَقَالَت: يَا جريج، فَقَالَ: أَي رب، أُمِّي وصلاتي، فَأقبل على صلَاته. فَقَالَت: اللَّهُمَّ لَا تمته حَتَّى ينظر إِلَى وُجُوه المومسات. فَتَذَاكَرَ بَنو إِسْرَائِيل جريجاً وعبادته، وَكَانَت امرأةٌ بغيٌّ يتَمَثَّل بحسنها، فَقَالَت: إِن شِئْتُم لأفتننه، قَالَ فتعرضت لَهُ، فَلم يلْتَفت إِلَيْهَا، فَأَتَت رَاعيا كَانَ يأوي إِلَى صومعته فأمكنته من نَفسهَا، فَوَقع عَلَيْهَا، فَحملت، فَلَمَّا ولدت قَالَت: هُوَ من جريج، فَأتوهُ فاستنزلوه، وهدموا صومعته وَجعلُوا يضربونه فَقَالَ: مَا شَأْنكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْت بِهَذِهِ الْبَغي فَولدت مِنْك. فَقَالَ: أَيْن الصَّبِي؟ فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ: دَعونِي حَتَّى أُصَلِّي، فصلى، فَلَمَّا انْصَرف أَتَى الصَّبِي فطعن فِي بَطْنه وَقَالَ: يَا غُلَام، من أَبوك؟ قَالَ: فلانٌ الرَّاعِي، فَأَقْبَلُوا على جريج يقبلونه ويتمسحون بِهِ، وَقَالُوا، من نَبْنِي لَك صومعتك من ذهب. قَالَ: لَا، أعيدوها من طين كَمَا كَانَت، فَفَعَلُوا.
وَبينا صبيٌّ يرضع من أمه، فَمر بِهِ رجلٌ راكبٌ على دَابَّة فارهة وشارة حَسَنَة، فَقَالَت أمه:
اللَّهُمَّ اجْعَل ابْني مثل هَذَا، فَترك الثدي وَأَقْبل إِلَيْهِ، فَنظر إِلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، ثمَّ أقبل على ثديه فَجعل يرتضع " قَالَ: فَكَأَنِّي
أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْكِي ارتضاعه بإصبعه السبابَة فِي فِيهِ، فَجعل يمصها وَقَالَ " ومروا بِجَارِيَة وهم يضربوها وَيَقُولُونَ: زَنَيْت، سرقت، وَهِي تَقول: حسبي الله وَنعم الْوَكِيل، فَقَالَت أمه: اللَّهُمَّ لَا تجْعَل ابْني مثلهَا، فَترك الرَّضَاع، ونظل إِلَيْهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. فهنالك تراجعاً الحَدِيث، فَقَالَت:
مر رجلٌ حسن الْهَيْئَة، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَل ابْني مثله، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، ومروا بِهَذِهِ الْأمة وهم يضربونها وَيَقُولُونَ: زَنَيْت، سرقت، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجْعَل ابْني مثلهَا، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. قَالَ: إِن ذَلِك الرجل كَانَ جباراً، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، وَإِن هَذِه يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْت وَلم تزن، وسرقت وَلم تسرق، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. " لفظ حَدِيث مُسلم عَن زُهَيْر بن حَرْب، وَهُوَ أتم. وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا ".
وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث الْمَرْأَة وَابْنهَا خَاصَّة من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَيْنَمَا امْرَأَة ترْضع ابْنا لَهَا، إِذْ مر بهَا راكبٌ وَهِي ترْضِعه، فَقَالَت: اللَّهُمَّ لَا تمت ابْني حَتَّى يكون مثل هَذَا. فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، ثمَّ رَجَعَ فِي الثدي. وَمر بِامْرَأَة تجرر ويلعب بهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. فَقَالَ: أما الرَّاكِب فَإِنَّهُ كَافِر، وَأما الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يُقَال لَهَا: تَزني، وَتقول: حسبي الله، وَيَقُولُونَ: تسرق، وَتقول حسبي الله. "
وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا حَدِيث جريج وَأمه تَعْلِيقا من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
نادت امرأةٌ ابْنهَا وَهُوَ فِي صومعة لَهُ قَالَت: يَا جريج: قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي. فَقَالَت: يَا جريج، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي. قَالَت: يَا جريج، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي. قَالَت: اللَّهُمَّ
لَا يَمُوت جريجٌ حَتَّى ينظر فِي وُجُوه الميامسٍ. وَكَانَت تأوي إِلَى صومعته راعيةٌ ترعى الْغنم، فَولدت، فَقيل لَهَا: مِمَّن هَذَا الْوَلَد؟ قَالَت: من جريج، نزل من صومعته، قَالَ جريج: أَيْن هَذِه الَّتِي تزْعم أَن وَلَدهَا لي. قَالَ: يَا بابوس، من أَبوك؟ قَالَ: راعي الْغنم ".
وَأخرج مُسلم مِنْهُ طرفا فِي جريج خَاصَّة من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ:
كَانَ جريج يتعبد فِي صومعة فَجَاءَت أمه - قَالَ حميد بن هِلَال: فوصف لنا أَبُو رَافع صفة أبي هُرَيْرَة لصفة رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] أمه حِين دَعَتْهُ، كَيفَ جعلت كفها فَوق حاجبها، ثمَّ رفعت رَأسهَا إِلَيْهِ تَدعُوهُ فَقَالَت: يَا جريج، أَنا أمك، كلمني، فصادفته يُصَلِّي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي، فَاخْتَارَ صلَاته، فَقَالَت: اللَّهُمَّ إِن هَذَا جريجٌ وَهُوَ ابْني، وَإِنِّي كَلمته فَأبى أَن يكلمني، فَلَا تمته حَتَّى تريه المومسات. قَالَ: وَلَو دعت عَلَيْهِ أَن يفتن لفتن.
قَالَ: وَكَانَ راعي ضَأْن يأوي إِلَى ديره، قَالَ: فَخرجت امْرَأَة من الْقرْيَة فَوَقع عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحملت فَولدت غُلَاما، فَقيل لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَت: من صَاحب هَذَا الدَّيْر. قَالَ فَجَاءُوا بفؤوسهم ومساحيهم. فَنَادوا، فصادفوه يُصَلِّي فَلم يكلمهم. قَالَ: فَأخذُوا يهدمون ديره، فَلَمَّا رأى ذَلِك نزل إِلَيْهِم، فَقَالُوا لَهُ: سل هَذِه. قَالَ: فَتَبَسَّمَ، ثمَّ مسح رَأس الصَّبِي، وَقَالَ: من أَبوك؟ قَالَ: راعي الضَّأْن. فَلَمَّا سمعُوا ذَلِك قَالُوا: نَبْنِي لَك مَا هدمنا من ديرك بِالذَّهَب وَالْفِضَّة، قَالَ: لَا، وَلَكِن أعيدوه تُرَابا كَمَا كَانَ، ثمَّ علاهُ ".
2417 -
الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من نسي وَهُوَ صائمٌ فَأكل أَو شرب فليتم صَوْمه، فَإِنَّمَا أطْعمهُ الله وسقاه ".
وللبخاري من حَدِيث عَوْف عَن خلاس، وَمُحَمّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ. وَلم يخرج البُخَارِيّ فِي كِتَابه عَن خلاس إِلَّا مَقْرُونا بِغَيْرِهِ، وَقد أخرج مُسلم عَنهُ وَحده عَن أبي هُرَيْرَة.
قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ الْحسن وَمُجاهد:
إِن جَامع نَاسِيا فَلَا شَيْء عَلَيْهِ.
2418 -
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فقدت أمهٌ من بني إِسْرَائِيل لَا يدْرِي مَا فعلت، وَإِنِّي لَا أَرَاهَا إِلَّا الفأر، إِذا وضع لَهَا ألبان الْإِبِل لم تشرب، وَإِذا وضع لَهَا ألبان الشَّاء شربت " فَحدثت كَعْبًا بذلك، فَقَالَ: أَنْت سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُوله؟ قلت: نعم. فَقَالَ لي مرَارًا، فَقلت: أفأقرأ التَّوْرَاة؟ .
وَفِي حَدِيث هِشَام بن حسان عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
الْفَأْرَة مسخٌ، وَآيَة ذَلِك أَنه يوضع بَين يَديهَا لبن الْغنم فتشربه، وَيُوضَع بَين يَديهَا لبن الْإِبِل فَلَا تذوقه. " فَقَالَ لَهُ كَعْب: أسمعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أفأنزلت عَليّ التَّوْرَاة.
2419 -
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَو آمن بِي عشرَة من الْيَهُود لآمن بِي الْيَهُود ".
وَفِي رِوَايَة خَالِد بن الْحَارِث:
لَو تابعني عشرَة من الْيَهُود لم يبْق على ظهرهَا يَهُودِيّ إِلَّا أسلم ".
2420 -
الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَوْصَانِي خليلي بِثَلَاث: صِيَام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهرٍ، وركعتي الضُّحَى، وَأَن أوتر قبل أَن أَنَام.
وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ قَالَ:
أَوْصَانِي خليلي أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم بِثَلَاث "، وَذكر نَحْو حَدِيث أبي عُثْمَان.
2421 -
الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة، أَن امْرَأَة سَوْدَاء كَانَت تقم الْمَسْجِد - أَو شَابًّا - ففقدها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عَنْهَا أَو عَنهُ، فَقَالُوا: مَاتَت. فَقَالَ: " أَفلا كُنْتُم أذنتموني ". فكأنهم صغروا أمرهَا أَو أمره، فَقَالَ:" دلوني على قَبره " فدلوه فصلى عَلَيْهَا. ثمَّ قَالَ: " إِن هَذِه الْقُبُور مملوءةٌ ظلمَة على أَهلهَا، وَإِن الله ينورها لَهُم بصلاتي عَلَيْهِم ". هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم عَن أبي الرّبيع وَأبي كَامِل، وَهُوَ أتم.
2422 -
الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة، أَنه لقِيه النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيق من طرق الْمَدِينَة وَهُوَ جنبٌ، فانسل، فَذهب فاغتسل، فتفقده النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ:" أَيْن كنت يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لقيتني وَأَنا جنبٌ، فَكرِهت أَن أجالسك حَتَّى أَغْتَسِل. فَقَالَ:" سُبْحَانَ الله، إِن الْمُؤمن لَا ينجس ".
2423 -
السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع ثمَّ جهدها فقد وَجب الْغسْل ".
وَفِي حَدِيث مطر عَن الْحسن عَن أبي رَافع: " وَإِن لم ينزل " وَقَالَ زُهَيْر بن حَرْب: " بَين أشعبها الْأَرْبَع ".
2424 -
السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة: أَن زَيْنَب كَانَ اسْمهَا برة فَقيل: تزكي نَفسهَا، فسماها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم زَيْنَب.
2425 -
الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن بشير بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من أعتق شقيصاً فِي مَمْلُوك فَعَلَيهِ خلاصه فِي مَاله، فَإِن لم يكن لَهُ قوم الْمَمْلُوك قيمَة عدل ثمَّ أستسعي غير مشقوق عَلَيْهِ " وَفِي حَدِيث عِيسَى ابْن يُونُس: " ثمَّ يستسعى فِي نصيب الَّذِي لم يعْتق غير مشقوق عَلَيْهِ ".
2426 -
التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن بشير بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْعمريّ جائزةٌ ".
وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث عَن سعيد بن أبي عرُوبَة:
الْعمريّ مِيرَاث لأَهْلهَا " أَو قَالَ: " جَائِزَة ".
2427 -
السِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن بشير بن نهيك عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
أَنه نهى عَن خَاتم الذَّهَب.
2428 -
الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن زُرَارَة بن أوفى عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن الله عز وجل تجَاوز لأمتي عَمَّا حدثت بِهِ أَنْفسهَا مَا لم تعْمل أَو تكلم بِهِ " قَالَ: قَالَ قَتَادَة: إِذا طلق فِي نَفسه فَلَيْسَ بِشَيْء.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن مسعر:
إِن الله تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست بِهِ صدورها مَا لم تعْمل أَو تَتَكَلَّم ".
وَفِي حَدِيث خَلاد عَن مسعر، " إِن الله تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست أَو حدثت بهَا أَنْفسهَا مَا لم تعْمل بِهِ أَو تكلم ".
2429 -
الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن عفريتاً من الْجِنّ تفلت عَليّ البارحة ليقطع عَليّ صَلَاتي، فأمكنني الله مِنْهُ فَأَخَذته، فَأَرَدْت أَن أربطه على سَارِيَة من سواري الْمَسْجِد حَتَّى تنظروا إِلَيْهِ كلكُمْ، فَذكرت دَعْوَة أخي سُلَيْمَان: " رب هَب لي ملكا لَا يَنْبَغِي لأحدٍ من بعدِي فرددته خاسئاً ".
2430 -
الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أما يخْشَى أحدكُم إِذا رفع رَأسه قبل الإِمَام أَن يَجْعَل الله رَأسه رَأس حمَار، أَو يَجْعَل الله صورته صُورَة حمَار ".
2431 -
الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا لم يغسل عقبه، فَقَالَ:" ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ".
وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن شُعْبَة عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة
أَنه رأى قوما يَتَوَضَّئُونَ من المطهرة، فَقَالَ: أَسْبغُوا الْوضُوء، فَإِنِّي سَمِعت أَبَا الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم يَقُول:" ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ".
2432 -
الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَخذ الْحسن بن عَليّ تَمْرَة من تمر الصَّدَقَة فَجَعلهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" كخ كخ " ارْمِ بهَا، أما علمت أَنا لَا نَأْكُل الصَّدَقَة ".
وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن شُعْبَة:
أَنا لَا تحل لنا الصَّدَقَة ".
وَأَخْرَجَاهُ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
إِنِّي لأنقلب إِلَى أَهلِي، فأجد التمرة سَاقِطَة على فِرَاشِي أَو فِي بَيْتِي، فأرفعها لآكلها، ثمَّ أخْشَى أَن تكون صَدَقَة، فألقيها ".
وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيث همام.
2433 -
السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَو قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم: صُومُوا لرُؤْيَته وأفطروا لرُؤْيَته، فَإِن غمي عَلَيْكُم فأكملوا عدَّة شعْبَان " كَذَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن آدم. وَفِي رِوَايَة الرّبيع بن مُسلم - لمُسلم:" وَإِن غمي عَلَيْكُم فأكملوا الْعدة " وَفِي رِوَايَة شُعْبَة: " فَإِن غمي عَلَيْكُم الشَّهْر فعدوا ثَلَاثِينَ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا رَأَيْتُمْ الْهلَال فصوموا، وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فأفطروا، فَإِن غم عَلَيْكُم فصوموا ثَلَاثِينَ يَوْمًا ".
وَمن حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
ذكر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْهلَال فَقَالَ: " إِذا رَأَيْتُمُوهُ فصوموا، وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فأفطروا، وَإِن غمي عَلَيْكُم فعدوا ثَلَاثِينَ ".
2434 -
السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لأذودن رجَالًا عَن حَوْضِي، كَمَا تذاد الغريبة من الْإِبِل عَن الْحَوْض ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَنه كَانَ يحدث عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يرد على الْحَوْض رجالٌ من أَصْحَابِي، فيحلئون عَنهُ، فَأَقُول: يَا رب، أَصْحَابِي، فَيَقُول: إِنَّك لَا علم لَك بِمَا أَحْدَثُوا بعْدك، إِنَّهُم ارْتَدُّوا على أثارهم الْقَهْقَرَى ".
وَأخرجه أَيْضا تَعْلِيقا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يرد عَليّ يَوْم الْقِيَامَة رهطٌ من أَصْحَابِي، فيجلون عَن الْحَوْض، فَأَقُول يَا رب، أَصْحَابِي، فَيَقُول: إِنَّه لَا علم لَك بِمَا أَحْدَثُوا بعْدك، إِنَّهُم ارْتَدُّوا على آثَارهم الْقَهْقَرِي ".
قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدث عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
" فيجلون " قَالَ عقيل " فيحلئون ". وَقَالَ الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِهَذَا. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَحَدِيث عقيل مُرْسل، هُوَ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي هُرَيْرَة، وَلم يُبينهُ.
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَينا أَنا قَائِم إِذا زمرة، حَتَّى إِذا عرفتهم خرج رجل بيني وَبَيْنكُم، فَقَالَ:
هَلُمَّ، فَقلت: أَيْن؟ قَالَ إِلَى النَّار، وَالله. قلت: مَا شَأْنهمْ؟ قَالَ: إِنَّهُم ارْتَدُّوا بعْدك على أدبارهم الْقَهْقَرَى. ثمَّ إِذا زمرة حَتَّى إِذا عرفتهم خرج رجلٌ بيني وَبينهمْ فَقَالَ: هَلُمَّ. قلت: إِلَى أَيْن؟ قَالَ: إِلَى النَّار، قلت: مَا شَأْنهمْ! قَالَ: إِنَّهُم ارْتَدُّوا على أدبارهم، فَلَا أرَاهُ يخلص إِلَّا مثل همل النعم ".
2435 -
الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، أَو قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم:" بَيْنَمَا رجلٌ يمشي فِي حلةٍ تعجبه نَفسه، مرجلٌ جمته، إِذْ خسف الله بِهِ فَهُوَ يتجلجل بِهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بِمثلِهِ. " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن آدم.
وَفِي حَدِيث الرّبيع بن مُسلم:
بَيْنَمَا رجلٌ يمشي قد أَعْجَبته جمته وبرداه، إِذْ خسفت بِهِ الأَرْض، فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض حَتَّى تقوم السَّاعَة ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم
…
نَحْو حَدِيث قبله.
وَرَوَاهُ سَالم عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَيْنَمَا رجل يجر إزَاره، إِذْ خسف بِهِ، فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَيْنَمَا رجلٌ يتبختر، يمشي فِي برديه، قد أَعْجَبته نَفسه، فَخسفَ الله بِهِ، فَهُوَ يتجلجل فِيهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ".
وَمن حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
إِن رجلا مِمَّن كَانَ قبلكُمْ تبختر فِي حلَّة
…
" ثمَّ ذكر نَحوه.
2436 -
التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أُتِي بِطَعَام سَأَلَ عَنهُ: أهدية أم صَدَقَة؟ " فَإِن قيل: صَدَقَة، قَالَ لأَصْحَابه: " كلوا " وَلم يَأْكُل، وَإِن قيل هَدِيَّة، ضرب بِيَدِهِ وَأكل مَعَهم.
2437 -
السبعون بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سمى النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْحَرْب خدعة.
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سهم قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
الْحَرْب خدعة ".
وللبخاري فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
هلك كسْرَى ثمَّ لَا يكون كسْرَى بعده، وَقَيْصَر ليهلكن ثمَّ لَا يكون قَيْصر بعده، ولتقسمن كنوزها فِي سَبِيل الله، وسمى الْحَرْب خدعة.
وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث جَابر بن عبد الله:
الْحَرْب خدعة " وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده.
2438 -
الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " غزا نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء، فَقَالَ لقومة: لَا يَتبعني رجلٌ ملك بضع امرأةٍ وَهُوَ يُرِيد أَن يَبْنِي بهَا وَلما يبن بهَا، وَلَا أحدٌ بني بُيُوتًا وَلم يرفع سقوفها، وَلَا أحد اشْترى غنما أَو خلفات وَهُوَ ينْتَظر ولادها، فغزا، فَدَنَا من الْقرْيَة صَلَاة الْعَصْر
أَو قَرِيبا من ذَلِك، فَقَالَ للشمس: إِنَّك مأمورة وَأَنا مَأْمُور، اللَّهُمَّ احبسها علينا، فحبست حَتَّى فتح الله عَلَيْهِ، فَجمع الْغَنَائِم، فَجَاءَت - يَعْنِي النَّار - لتأكلها فَلم تطعمها، فَقَالَ: إِن فِيكُم غلولاً، فليبايعني من كل قَبيلَة رجل، فلزقت يَد رجل بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُم الْغلُول، فلتبايعني قبيلتك. فلزقت يَد رجلَيْنِ أَو ثَلَاثَة بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُم الْغلُول، فَجَاءُوا بِرَأْس مثل رَأس بقرة من الذَّهَب، فوضعها فَجَاءَت النَّار فَأَكَلتهَا " زَاد فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق:" فَلم تحل الْغَنَائِم لأحد قبلنَا ثمَّ أحل الله لنا الْغَنَائِم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا ".
2439 -
الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قيل لبني إِسْرَائِيل: ادخُلُوا الْبَاب سجدا وَقُولُوا حطةٌ نغفر لكم، فبدلوا، فَدَخَلُوا الْبَاب يزحفون على أستاهم، وَقَالُوا: حَبَّة فِي شعره ".
2440 -
الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَت بَنو إِسْرَائِيل يغتسلون عُرَاة، وَينظر بَعضهم إِلَى سواة بعض، وَكَانَ مُوسَى يغْتَسل وَحده، فَقَالُوا: وَالله مَا يمْنَع مُوسَى أَن يغْتَسل مَعنا إِلَّا أَنه آدر، قَالَ: فَذهب مرّة يغْتَسل، فَوضع ثَوْبه على حجر، ففر الْحجر بِثَوْبِهِ، قَالَ: فَجمع مُوسَى عليه السلام بإثره يَقُول: ثوبي حجرٌ، ثوبي حجرٌ، حَتَّى نظرت بَنو إِسْرَائِيل إِلَى سوأة مُوسَى فَقَالُوا: وَالله مَا بمُوسَى من بأسٍ، فَقَامَ الْحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ، قَالَ: فَأخذ ثَوْبه، فَطَفِقَ بِالْحجرِ ضربا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَالله إِن بِالْحجرِ سِتَّة أَو سَبْعَة، ضرب مُوسَى بِالْحجرِ.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين وَالْحسن وخلاس بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِن مُوسَى كَانَ رجلا حيياً ستيراً، لَا يرى من
جلده شيءٌ استحياء مِنْهُ، فآذاه من آذاه من بني إِسْرَائِيل، فَقَالُوا: مَا يسْتَتر هَذَا التستر إِلَّا من عيب بجلده: إِمَّا برصٌ، وَإِمَّا أدرة، وَإِمَّا آفَة، وَإِن الله أَرَادَ أَن يُبرئهُ مِمَّا قَالُوا لمُوسَى، فَخَلا يَوْمًا وَحده، فَوضع ثِيَابه على الْحجر ثمَّ اغْتسل، فَلَمَّا فرغ أقبل إِلَى ثِيَابه ليأخذها، وَإِن الْحجر عدا بِثَوْبِهِ، فَأخذ مُوسَى عَصَاهُ وَطلب الْحجر، فَجعل يَقُول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حَتَّى انْتهى إِلَى مَلأ من بني إِسْرَائِيل، فرأوه عُريَانا أحسن مَا خلق الله، وأبرأه الله مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ الْحجر، فَأخذ بِثَوْبِهِ فلبسه، فَطَفِقَ بِالْحجرِ ضربا بعصاه، فوَاللَّه إِن بِالْحجرِ لندباً من أثر ضربه ثَلَاثًا أَو أَرْبعا أَو خمْسا، فَذَلِك قَوْله:{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى فبرأه الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْد الله وجيها} [الْأَحْزَاب] .
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
كَانَ مُوسَى عليه السلام رجلا حيياً قَالَ: فَكَانَ لَا يرى متجرداً، قَالَ: فَقَالَت بَنو إِسْرَائِيل: إِنَّه آدر، قَالَ: فاغتسل عِنْد مويهٍ، فَوضع ثَوْبه على حجر، فَانْطَلق الْحجر يسْعَى، وَاتبعهُ بعصاه يضْربهُ: ثوبي حجرٌ، ثوبي حجرٌ، حَتَّى وقف على مَلأ من بني إِسْرَائِيل، وَنزلت:{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى فبرأه الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْد الله وجيها} .
وَقَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه: وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْأَشْعَث عَن بزيد بن زُرَيْع، وَرَوَاهُ أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي عَن يزِيد بِطُولِهِ إِلَى قَوْله:
حَتَّى وقف على مَلأ من بني إِسْرَائِيل " ثمَّ قَالَ يزِيد: وَحدثنَا الْكَلْبِيّ قَالَ: فَنزلت: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى} الْآيَة. فَبين أَن ذكر الْآيَة من قَول الْكَلْبِيّ لَا من الحَدِيث.
2441 -
الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَلَا تختلفوا عَلَيْهِ، فَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: رَبنَا لَك لحمد، وَإِذا سجد. فاسجدوا، وَإِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ، وَأقِيمُوا الصَّفّ فِي الصَّلَاة، فَإِن إِقَامَة الصَّفّ من حسن الصَّلَاة. " هَذَا لفظ البُخَارِيّ، وانْتهى حَدِيث مُسلم إِلَى قَوْله: " فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ: وَلم يذكر مَا بعده.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَلَا تختلفوا عَلَيْهِ، فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، وَإِذا صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا أَجْمَعُونَ ".
وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَحوه، وَزَاد " وَإِذا سجد فاسجدوا ". وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث فِي تَرْجَمَة شُعَيْب بن أبي حَمْزَة فِيمَا عندنَا من كِتَابه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَلَا تختلفوا عَلَيْهِ، فَإِذا كبر فكبروا. . " فَذكر نَحوه إِلَّا قَوْله:" فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " وَفِيه: " فَقولُوا اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنَا يَقُول:
لَا تبَادرُوا الإِمَام، إِذا كبر فكبروا، وَإِذا قَالَ {وَلَا الضَّالّين}
فَقولُوا: آمين، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ".
وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ وَلم يذكر قَوْله: " وَإِذا قَالَ {وَلَا الضَّالّين} فَقولُوا آمين " وَزَاد: " وَلَا تَرفعُوا قبله ".
وَمن حَدِيث حَيْوَة بن شُرَيْح عَن أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، وَإِذا صلى قَائِما فصلوا قيَاما، وَإِن صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا أَجْمَعُونَ ".
وَمن حَدِيث أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنَّمَا الإِمَام جنَّة، فَإِذا صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، فَإِذا وَافق قَول أهل الأَرْض قَول أهل السَّمَاء غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
2442 -
الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِذا أنفقت الْمَرْأَة من كسب زَوجهَا من غير أمره فَلهُ نصف أجره ".
وَأول حَدِيث مُسلم قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا لَا تصم الْمَرْأَة وبعلها شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأذن فِي بَيته وَهُوَ شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أنفقت من كَسبه من غير أمره فَإِن نصف أجره لَهُ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يحل للْمَرْأَة أَن تَصُوم وَزوجهَا شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأذن فِي بَيته إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أنفقت من نَفَقَة من غير إِذْنه فَإِنَّهُ يُؤدى إِلَيْهِ شطره "
قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَاد أَيْضا عَن مُوسَى بن أبي عُثْمَان عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّوْم.
وَقَالَ أَبُو مَسْعُود: وَلَيْسَ بالهندي: يَعْنِي أَن أَبَا عُثْمَان وَالِد مُوسَى هَذَا لَيْسَ بِأبي عُثْمَان الْهِنْدِيّ.
وَقد أخرج البُخَارِيّ طرفا من زِيَادَة مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تصم الْمَرْأَة وبعلها شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ لم يزدْ.
وَجعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَنسي حَدِيث مُسلم الَّذِي ذَكرْنَاهُ: هَذَا الحَدِيث - وَالله أعلم - كَقَوْلِه عليه السلام فِي الحَدِيث الآخر:
إِذا أنفقت الْمَرْأَة عَن طَعَام بَيتهَا غير مفسدةٍ كَانَ لَهَا أجرهَا بِمَا أنفقت ولزوجها بِمَا كسب " وللبخاري مثل ذَلِك.
وَفِي حَدِيث عُمَيْر مولى آبي اللَّحْم فِي صدقته من مَال مَوْلَاهُ:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْأجر بَيْنكُمَا نِصْفَانِ ".
2443 -
السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
كل سلامى من النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَة فِي كل يَوْم تطلع فِيهِ الشَّمْس ". قَالَ: " تعدل بَين الْإِثْنَيْنِ صَدَقَة، وَتعين الرجل فِي دَابَّته فتحمله عَلَيْهَا أَو ترفع لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعه صَدَقَة، والكلمة الطّيبَة صَدَقَة، وَبِكُل خطْوَة تمشيها إِلَى الصَّلَاة صَدَقَة، وتميط الْأَذَى عَن الطَّرِيق صَدَقَة ".
2444 -
السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خلق الله آدم وَطوله سِتُّونَ ذِرَاعا، ثمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسلم على أُولَئِكَ الْمَلَائِكَة فاستمع مَا يحيونك فَإِنَّهَا تحيتك وتحية ذريتك. فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، فَقَالُوا: السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله، فَزَاد هُوَ وَرَحْمَة الله، فَكل من يدْخل الْجنَّة على صُورَة آدم، فَسلم يزل الْخلق ينقص حَتَّى الْآن " قَالَ فِي رِوَايَة يحيى بن جَعْفَر وَمُحَمّد بن رَافع: على صورته ".
2445 -
الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: رأى عِيسَى بن مَرْيَم رجلا يسرق، فَقَالَ: أسرقت؟ فَقَالَ: كلا، وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ. فَقَالَ:" آمَنت بِاللَّه وكذبت عَيْني " وَفِي حَدِيث معمر: " وكذبت نَفسِي ".
وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
2446 -
التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اشْترى رجلٌ من رجلٍ عقارا، فَوجدَ الَّذِي اشْترى الْعقار فِي عقاره جرةً فِيهَا ذهبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْترى الْعقار: خُذ ذهبك مني، إِنَّمَا اشْتريت مِنْك الأَرْض وَلم أشتر الذَّهَب. وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأَرْض: إِنَّمَا بِعْتُك الأَرْض وَمَا فِيهَا. فتحاكما إِلَى رجل، فَقَالَ الَّذِي تحاكما إِلَيْهِ: ألكما ولدٌ؟ فَقَالَ أَحدهمَا: لي غُلَام، وَقَالَ الآخر: لي جَارِيَة. قَالَ: أنكحا الْغُلَام الْجَارِيَة، وأنفقوا على أَنفسهمَا مِنْهُ وتصدقا ".
2447 -
الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان، فَيكون بَينهمَا مقتلةٌ عَظِيمَة دعواهما وَاحِدَة، وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يبْعَث دجالون كذابون قَرِيبا من ثَلَاثِينَ، كلهم يزْعم أَنه رَسُول الله. " فِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع نَحوه، غير أَنه قَالَ:" حَتَّى ينبعث ".
وَأخرجه البُخَارِيّ فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان دعواهما وَاحِدَة ".
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان دعواهما وَاحِدَة ".
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي جملَة أَطْرَاف كَثِيرَة من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بَينهمَا مفتلةٌ عَظِيمَة، دعواهما وَاحِدَة، وَحَتَّى يبْعَث دجالون كذابون قريبٌ من ثَلَاثِينَ، كلهم يزْعم أَنه رَسُول الله، وَحَتَّى يقبض الْعلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزَّمَان، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج: وَهُوَ الْقَتْل، وَحَتَّى يكثر فِيكُم المَال فيفيض حَتَّى يهم رب المَال من يقبض صدقته، وَحَتَّى يعرضه، فَيَقُول الَّذِي يعرض عَلَيْهِ: لَا أرب لي فِيهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَل النَّاس فِي الْبُنيان، وَحَتَّى يمر الرجل بِقَبْر الرجل فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَهُ، وَحَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، فَإِذا طلعت من مغْرِبهَا وَرَآهَا النَّاس آمنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد نشر الرّجلَانِ ثوبهما بَينهمَا فَلَا يتبايعانه وَلَا يطويانه. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد انْصَرف الرجل بِلَبن لقحته فَلَا تطعمه.
وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَهُوَ يليط حَوْضه فَلَا يسْقِي فِيهِ. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد رفع
أَكلته إِلَى فِيهِ فَلَا يطْعمهَا ".
وَقد أخرج طرفا مِنْهُ فِي " الاسْتِسْقَاء " و " الزَّكَاة " و " الرقَاق ".
وَأخرج مُسلم أَيْضا بَعْضًا من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ قَالَ:
تقوم السَّاعَة وَالرجل يحلب اللقحة فَلَا يصل الْإِنَاء إِلَى فِيهِ، حَتَّى تقوم وَالرجلَانِ يتبايعان الثَّوْب، فَمَا يتبايعانه حَتَّى يقوم الرجل يلوط حَوْضه، فَمَا يصدر حَتَّى تقوم ".
2448 -
الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
اشْتَدَّ غضب الله على قومٍ فعلوا بِنَبِيِّهِ - يُشِير إِلَى رباعيته - اشْتَدَّ غضب الله على رجلٍ يقْتله رَسُول الله فِي سَبِيل الله ".
2449 -
الثَّانِي الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " تَحَاجَّتْ الْجنَّة وَالنَّار، فَقَالَت النَّار: أُوثِرت بالمتجبرين والمتكبرين، وَقَالَت الْجنَّة: فَمَا لي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ " زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد ابْن رَافع: " وغرتهم. فَقَالَ الله عز وجل للجنة: أَنْت رَحْمَتي أرْحم بك من أَشَاء من عبَادي. وَقَالَ للنار: إِنَّمَا أَنْت عَذَابي أعذب بك من أَشَاء من عبَادي، وَلكُل واحدةٍ مِنْهُمَا ملؤُهَا. فَأَما النَّار فَلَا تمتلئ حَتَّى يضع رجله - وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن رَافع: حَتَّى يضع الله تبارك وتعالى رجله - فَتَقول: قطّ قطّ قطّ، فهنالك تمتلئ، ويزوى بَعْضهَا إِلَى بعض، وَلَا يظلم الله من خلقَة أحدا، وَأما الْجنَّة فَإِن الله ينشئ لَهَا خلقا ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
اختصمت الْجنَّة وَالنَّار، فَقَالَت الْجنَّة: يَا رب، مَالهَا لَا يدخلهَا إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ. وَقَالَت النَّار
…
. فَقَالَ للجنة: أَنْت رَحْمَتي، وَقَالَ للنار: أَنْت عَذَابي أُصِيب بك من أَشَاء، وَلكُل وَاحِدَة مِنْهُمَا ملؤُهَا. قَالَ: فَأَما الْجنَّة فَإِن الله لَا يظلم من خلقه أحدا، وَإنَّهُ ينشئ للنار من يَشَاء، فيلقون فِيهَا فَتَقول: هَل من مزِيد؟ حَتَّى يضع قدمه فِيهَا، فتمتلئ ويزوى بَعْضهَا إِلَى بعض وَتقول: قطّ قطّ قطّ ".
وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا مِنْهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة وَرَفعه وَكَانَ كثيرا مَا يقفه أَبُو سُفْيَان الْحِمْيَرِي أحد رُوَاته قَالَ:
يُقَال لِجَهَنَّم: هَل امْتَلَأت؟ وَتقول: هَل من مزِيد؟ فَيَضَع الرب قدمه عَلَيْهَا فَتَقول: قطّ قطّ ".
وَأخرجه مُسلم بِنَحْوِ حَدِيث همام من حَدِيث سُفْيَان وورقاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة. وانْتهى حَدِيث سُفْيَان إِلَى قَوْله:
وَلكُل واحدةٍ مِنْهُمَا ملؤُهَا " وَقَالَ فِي رِوَايَة وَرْقَاء: " فَمَالِي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ وعجزهم " وَفِي آخِره: " وَأما النَّار فَلَا تمتلئ، فَيَضَع قدمه عَلَيْهَا، فهنالك تمتلئ ويزوى بَعْضهَا إِلَى بعض " لم يزدْ.
وَأخرجه مُسلم أَيْضا بعد حَدِيث وَرْقَاء من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
احتجت الْجنَّة وَالنَّار " ثمَّ قَالَ مُسلم: واقتص الحَدِيث بِمَعْنى حَدِيث أبي الزِّنَاد.
2450 -
الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْعين حقٌّ " وَنهى عَن الوشم، كَذَا فِي حَدِيث البُخَارِيّ. وَلَيْسَ عِنْد مُسلم فِيهِ ذكر النَّهْي عَن الوشم، وَقد انْفَرد البُخَارِيّ بِهِ من هَذَا الْوَجْه.
وَأخرجه أَيْضا البُخَارِيّ من حَدِيث أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
أَتَى عمر بِامْرَأَة تشم، فَقَالَ أنْشدكُمْ بِاللَّه، من سمع من النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الوشم؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقُمْت فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَنا سَمِعت. قَالَ: مَا سَمِعت؟ قلت: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا تشمن وَلَا تستوشمن ".
وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
لعن الله الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة، والواشمة والمستوشمة ".
2451 -
الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة " وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " وَالله لَئِن يلج أحدكُم بِيَمِينِهِ فِي أَهله آثم لَهُ عِنْد الله من أَن يُعْطي كَفَّارَته الَّتِي افْترض الله عَلَيْهِ ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من استلج فِي أَهله بِيَمِين فَهُوَ أعظم لَهُ، ليبر " يَعْنِي الْكَفَّارَة.
2452 -
الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يشر أحدكُم إِلَى أَخِيه بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَان ينزغ فِي يَده فَيَقَع فِي حُفْرَة من النَّار ".
وَقد أخرج مُسلم فِي تَعْظِيم الْإِشَارَة بالحديدة من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم:
من أَشَارَ إِلَى أَخِيه بحديدة فَإِن الْمَلَائِكَة تلعنه حَتَّى وَإِن كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأمه ".
2453 -
السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:
لَا يقل أحدكُم: أطْعم رَبك، وضئ رَبك، اسْقِ رَبك، وَليقل: سَيِّدي، مولَايَ. وَلَا يقل أحدكُم عَبدِي، أمتِي، وَليقل: فَتَاي وَفَتَاتِي وَغُلَامِي ". وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن مُحَمَّد بن رَافع: " وَلَا يقل أحدكُم رَبِّي، وَليقل: سَيِّدي ومولاي ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا يَقُولَن أحدكُم عَبدِي، فكلكم عبيدٌ، وَلَا يقل العَبْد رَبِّي، وَلَكِن ليقل: سَيِّدي " زَاد فِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة: " فَإِن مولاكم الله ".
وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يَقُولَن أحدكُم: عَبدِي وَأمتِي، كلكُمْ عبيد الله، وكل نِسَائِكُم إِمَاء الله، وَلَكِن ليقل غلامي وجاريتي، وفتاي وَفَتَاتِي ".
2454 -
السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل لم يخنز اللَّحْم، وَلَوْلَا حَوَّاء لم تخن أُنْثَى زَوجهَا ".
جعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ وهما مِنْهُ، لِأَن مُسلما أخرجه فِي كتاب " النِّكَاح " من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل لم يخْبث الطَّعَام، وَلم يخنز اللَّحْم، وَلَوْلَا حَوَّاء لم تخن أُنْثَى زَوجهَا الدَّهْر ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي يُونُس مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَوْلَا حَوَّاء لم تخن أُنْثَى زَوجهَا الدَّهْر ".
2455 -
الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا ينظر الله يَوْم الْقِيَامَة إِلَى من جر إزَاره بطراً ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة أَنه رأى رجلا يجر إزَاره، فَجعل يضْرب بِرجلِهِ الأَرْض وَهُوَ يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِن الله لَا ينظر إِلَى من يجر إزَاره بطراً ".
2456 -
التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من ذَلِك عَن أبي عبيد سعد بن عبيد مولى ابْن أَزْهَر. وَيُقَال مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يتَمَنَّى أحدكُم الْمَوْت، إِمَّا محسناً فَلَعَلَّهُ يزْدَاد، وَإِمَّا مسيئاً فَلَعَلَّهُ يستعتب " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله قَالَ:
لَا يتَمَنَّى أحدكُم الْمَوْت، وَلَا يدع بِهِ من قبل أَن يَأْتِيهِ: إِنَّه إِذا مَاتَ انْقَطع أمله، وَإنَّهُ لَا يزِيد الْمُؤمن عمره إِلَّا خيرا ".
2457 -
التِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من ذَلِك عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة سنةٍ، واقرءوا إِن شِئْتُم: {وظل مَمْدُود} [الْوَاقِعَة]- وَلَقَاب قَوس أحدكُم فِي الْجنَّة خيرٌ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس أَو تغرب ".
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن فليح عَن أَبِيه عَن هِلَال بن عَليّ عَن ابْن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَقَاب قوسٍ فِي الْجنَّة خيرٌ مِمَّا تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس وتغرب. " وَقَالَ: " لغدوةٌ أَو رَوْحَة فِي سَبِيل الله خير مِمَّا تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس أَو تغرب " لم يزدْ. كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة.
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة عامٍ لَا يقطعهَا، واقرءوا إِنَّه شِئْتُم:{وظل مَمْدُود} ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن فِي الْجنَّة لشَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة سنة ".
وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ، وَزَاد:" لَا يقطعهَا ".
وَقد أخرج مُسلم ذكر الغدوة والروحة فِي حَدِيث ليحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن ذكْوَان أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَفِي آخِره:
ولروحة فِي سَبِيل الله أَو غدْوَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ".
2458 -
الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من ذَلِك: " أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا قَاتل أحدكُم فليتجنب الْوَجْه ". وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا قَاتل أحدكُم أَخَاهُ فليجتنب الْوَجْه ".
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ:
إِذا ضرب أحدكُم ".
وَمن حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا قَاتل أحدكُم فليتق الْوَجْه ".
وَمن حَدِيث أبي أَيُّوب يحيى بن مَالك المراغي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا قَاتل أحدكُم أَخَاهُ فَلَا يلطمن الْوَجْه " وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن حَاتِم فِيهِ قَالَ: " إِذا قَاتل أحدكُم أَخَاهُ فليجتنب الْوَجْه، فَإِن الله خلق آدم على صورته ".
وَلَيْسَ ليحيى بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره.
2459 -
الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْل بن عَمْرو إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِن دوساً قد هَلَكت، عَصَتْ وأبت، فَادع الله عَلَيْهَا. فَقَالَ:" اللَّهُمَّ اهد دوساً وأت بهم ".
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد بِنَحْوِهِ، وَفِيه:
فَظن النَّاس أَنه يَدْعُو عَلَيْهِم، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ اهد دوساً، وأت بهم ".
وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: قدم الطُّفَيْل وَأَصْحَابه. . فَذكر نَحوه، وَفِيه: فَقيل:
هَلَكت دوسٌ، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ اهد دوساً وأت بهم ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قدم الطُّفَيْل وَأَصْحَابه فَقَالُوا:
يَا رَسُول الله، إِن دوساً كفرت وأبت، فَادع الله عَلَيْهَا. فَقيل: هَلَكت دوس، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ اهد دوساً، وأت بهم ".
2460 -
الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يضْحك الله إِلَى رجلَيْنِ يقتل أَحدهمَا الآخر يدخلَانِ الْجنَّة، يُقَاتل هَذَا فِي سَبِيل الله فَيقْتل، ثمَّ يَتُوب الله على الْقَاتِل فيستشهد ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يضْحك الله إِلَى رجلَيْنِ يقتل أَحدهمَا الآخر، كِلَاهُمَا يدْخل الْجنَّة " قَالَ: يُقَاتل هَذَا فِي سَبِيل الله فيستشهد، ثمَّ يَتُوب الله على الْقَاتِل فَيسلم، فَيُقَاتل فِي سَبِيل الله فيستشهد ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
يضْحك الله لِرجلَيْنِ يقتل أَحدهمَا الآخر، كِلَاهُمَا يدْخل الْجنَّة " قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " يقتل هَذَا فيلج الْجنَّة، ثمَّ يَتُوب الله على الآخر فيهديه إِلَى الْإِسْلَام، ثمَّ يُجَاهد فِي سَبِيل الله فيستشهد ".
2461 -
الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " الْمُسلم يَأْكُل فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء " أخرجه البُخَارِيّ هَكَذَا، من حَدِيث مَالك مُخْتَصرا.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رجلا كَانَ يَأْكُل أكلا كثيرا، فَأسلم، فَكَانَ يَأْكُل أكلا قَلِيلا، فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
إِن الْمُؤمن يَأْكُل فِي معى وَاحِد، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف وَهُوَ كَافِر، فَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِشَاة فحلبت، فَشرب حلابها، ثمَّ أُخْرَى فشربه، ثمَّ أُخْرَى فشربه، حَتَّى شرب حلاب سبع شياهٍ، ثمَّ إِنَّه أصبح فَأسلم، فَأمر لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِشَاة فَشرب حلابها، ثمَّ بِأُخْرَى فَلم يستتمها، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: الْمُؤمن يشرب فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يشرب فِي سَبْعَة أمعاء ".
وَمن حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثل أَحَادِيث قبله:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُؤمن يَأْكُل فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء ".
2462 -
الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَقُولَن أحدكُم: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِن شِئْت، ليعزم الْمَسْأَلَة، فَإِنَّهُ لَا مكره لَهُ " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يقل أحدكُم: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، ارْحَمْنِي إِن شِئْت، ارزقني إِن شِئْت، وليعزم مَسْأَلته، إِنَّه يفعل مَا يَشَاء، لَا مكره لَهُ ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا يَقُولَن أحدكُم: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِن شِئْت، ليعزم فِي الدُّعَاء، فَإِن الله صانع مَا شَاءَ، لَا مكره لَهُ ".
وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن دَعَا أحدكُم فَلَا يقل: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، وَلَكِن ليعزم وليعظم الرَّغْبَة، فَإِن الله لَا يتعاظمه شَيْء أعطَاهُ ".
2463 -
السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم للنَّاس فليخفف، فَإِن فيهم الضَّعِيف والسقيم وَالْكَبِير. وَإِذا صلى أحدكُم لنَفسِهِ فليطول مَا شَاءَ " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا صلى أحدكُم للنَّاس فليخفف، فَإِن فِي النَّاس الضَّعِيف والسقيم وَذَا الْحَاجة ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث عَن هِشَام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ، غير أَنه قَالَ بدل " السقيم ":" الْكَبِير ".
وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا أم أحدكُم النَّاس فليخفف، فَإِن فيهم الصَّغِير وَالْكَبِير والضعيف وَالْمَرِيض، وَإِذا صلى أحدكُم وَحده فَليصل كَيفَ شَاءَ ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا قَامَ أحدكُم للنَّاس فليخفف الصَّلَاة، فَإِن فيهم الْكَبِير، وَفِيهِمْ الضَّعِيف، وَإِذا قَامَ وَحده فليطل صلَاته مَا شَاءَ ".
2464 -
السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ " نَاركُمْ جُزْء من سبعين جُزْءا من نَار جَهَنَّم " قيل: يَا رَسُول الله إِن كَانَت لكَافِيَة. قَالَ: " فضلت عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَة وَسِتِّينَ جُزْءا، كُلهنَّ مثل حرهَا " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
نَاركُمْ الَّتِي يُوقد ابْن آدم جُزْء من سبعين جُزْءا من حر جَهَنَّم " قَالُوا: وَالله، إِن كَانَت لكَافِيَة يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإِنَّهَا فضلت عَلَيْهَا بِتِسْعَة وَسِتِّينَ جُزْءا، كلهَا مثل حرهَا ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد.
2465 -
الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لامرتهم بِالسِّوَاكِ " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَوْلَا أَن أشق على أمتِي - أَو قَالَ على النَّاس - لأمرتهم بِالسِّوَاكِ مَعَ كل صَلَاة ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَوْلَا أَن أشق على الْمُؤمنِينَ - وَفِي رِوَايَة زُهَيْر بن حَرْب: على أمتِي - لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة ".
2466 -
التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " حجبت النَّار بالشهوات، وحجبت الْجنَّة بالمكاره "، هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
حفت الْجنَّة بالمكاره، وحفت النَّار بالشهوات ".
2467 -
الثلاثمائة: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ الْغنى عَن كَثْرَة الْعرض، وَلَكِن الْغنى غنى النَّفس " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن كَمَا ذكرنَا.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
2468 -
الأول بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا يصل أحدكُم فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ على عَاتِقه مِنْهُ شَيْء " أخرجه البُخَارِيّ هَكَذَا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ غير أَنه قَالَ: " على عَاتِقيهِ ".
2469 -
الثَّانِي بعد الثلاثمائة: أخرجَا جَمِيعًا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا أحسن أحدكُم إِسْلَامه، فَكل حسنةٍ يعملها
تكْتب بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف، وكل سَيِّئَة يعملها تكْتب بِمِثْلِهَا حَتَّى يلقى الله ".
وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يَقُول الله عز وجل: إِذا أَرَادَ عَبدِي أَن يعْمل سَيِّئَة فَلَا تكتبوها عَلَيْهِ حَتَّى يعملها فَإِن عَملهَا فاكتبوها بِمِثْلِهَا، وَإِن تَركهَا من أَجلي فاكتبوها لَهُ حَسَنَة. وَإِذا أَرَادَ أَن يعْمل حَسَنَة فَلم يعملها فاكتبوها لَهُ حَسَنَة، فَإِن عَملهَا فاكتبوها لَهُ بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِذا هم عَبدِي بسيئة فَلَا تكتبوها عَلَيْهِ، فَإِن عَملهَا فاكتبوها سَيِّئَة، وَإِذا هم بحسنة فَلم يعملها فاكتبوها حَسَنَة، فَإِن عَملهَا فاكتبوها عشرا ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من هم بحسنة فَلم يعملها كتبت لَهُ حَسَنَة، وَمن هم بحسنة فعملها كتبت إِلَى سَبْعمِائة ضعفٍ، وَمن هم بسيئة فَلم يعملها لم تكْتب، وَإِن عَملهَا كتبت ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ الله عز وجل: إِذا تحدث عَبدِي بِأَن يعْمل حَسَنَة فَأَنا أَكتبهَا لَهُ حَسَنَة مَا لم يعْمل، فَإِذا عَملهَا فَأَنا أَكتبهَا بِعشر أَمْثَالهَا، وَإِذا تحدث بِأَن يعْمل سَيِّئَة فَأَنا أغفرها لَهُ مَا لم
يعملها، فَإِذا عَملهَا فَأَنا أَكتبهَا لَهُ بِمِثْلِهَا " وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " قَالَت الْمَلَائِكَة:
رب، ذَاك عَبدك يُرِيد أَن يعْمل سَيِّئَة، وَهُوَ أبْصر بِهِ. فَقَالَ: ارقبوه، فَإِن عَملهَا فاكتبوها لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِن تَركهَا فاكتبوها لَهُ حَسَنَة، إِنَّمَا تَركهَا من جراي ".
وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الْوَاحِد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ الله عز وجل: إِذا هم عَبدِي بحسنةٍ فَلم يعملها كتبتها لَهُ حَسَنَة، وَإِن عَملهَا كتبتها عشر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائة ضعفٍ، وَإِن هم بسيئة وَلم يعملها لم أَكتبهَا عَلَيْهِ، فَإِن عَملهَا كتبتها سَيِّئَة وَاحِدَة ".
2470 -
الثَّالِث بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " دَعونِي مَا تركتكم، إِنَّمَا أهلك من كَانَ قبلكُمْ سُؤَالهمْ وَاخْتِلَافهمْ على أَنْبِيَائهمْ، فَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَاجْتَنبُوهُ، وَإِذا أَمرتكُم بأمرٍ فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد.
وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَمعه يَقُول:
مَا نَهَيْتُكُمْ عَنهُ فَاجْتَنبُوهُ، وَمَا أَمرتكُم بِهِ فافعلوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم، فَإِنَّمَا أهلك الَّذين من قبلكُمْ كَثْرَة مسائلهم وَاخْتِلَافهمْ على أَنْبِيَائهمْ ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث الْمُغيرَة الْحزَامِي وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، كِلَاهُمَا عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة، كلهم قَالَ: عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
ذروني مَا تركتكم. . " وَفِي حَدِيث همام: " مَا تركْتُم فَإِنَّمَا هلك من قبلكُمْ. . " ثمَّ ذكرُوا نَحْو حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد، وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. كَذَا قَالَ مُسلم.
ثمَّ أخرج أَيْضا حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد بِطُولِهِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، قد فرض عَلَيْكُم الْحَج فحجوا " فَقَالَ رجل: كل عَام يَا رَسُول الله؟ فَسكت، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لَو قلت: نعم، لَوَجَبَتْ، وَلما اسْتَطَعْتُم " ثمَّ قَالَ: " ذروني مَا تركتكم، فَإِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ بِكَثْرَة سُؤَالهمْ وَاخْتِلَافهمْ على أَنْبِيَائهمْ، فَإِذا أَمرتكُم بشيءٍ فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم، وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَدَعوهُ ".
2471 -
الرَّابِع عبد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا يَأْتِي ابْن آدم النّذر بِشَيْء لم أكن قدرته، وَلَكِن يلقيه النّذر إِلَى الْقدر قد قدر لَهُ، فيستخرج الله بِهِ من الْبَخِيل، فيؤتي عَلَيْهِ مَا لم يكن يُؤْتِي من قبل " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من هَذَا الْوَجْه.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة مُخْتَصرا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يَأْتِي ابْن آدم النّذر بشيءٍ لم يكن قدرته لَهُ، وَلَكِن يلقيه النّذر وَقد قدرته لَهُ، يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي قَالَ: إِن النّذر لَا يقرب ابْن آدم شَيْئا لم يكن الله قدره لَهُ، وَلَكِن النّذر يُوَافق الْقدر، فَيخرج بذلك من الْبَخِيل مَا لم يكن الْبَخِيل يُرِيد أَن يخرج ".
وَمن حَدِيث شُعْبَة عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم
أَنه نهى عَن النّذر، وَقَالَ:" إِنَّه لَا يرد من الْقدر، وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ".
وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تنذروا، فَإِن النّذر لَا يُغني من الْقدر شَيْئا، وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ".
2472 -
الْخَامِس بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ رجلٌ: لأتصدقن بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد سَارِق، فَأَصْبحُوا يتحدثون، تصدق على سَارِق، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد، لَا تصدقن بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد زانيةٍ، فَأَصْبحُوا يتحدثون: تصدق اللَّيْلَة على زَانِيَة، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد على زَانِيَة. لأتصدقن بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد غَنِي، فَأَصْبحُوا يتحدثون: تصدق على غَنِي، فَقَالَ اللَّهُمَّ لَك الْحَمد، على سَارِق، وعَلى زَانِيَة، وعَلى غَنِي. فَأتي فَقيل لَهُ: أما صدقتك على سَارِق فَلَعَلَّهُ أَن يستعف عَن سَرقته، وَأما الزَّانِيَة فلعلها تستعف عَن زنَاهَا، وَأما الْغَنِيّ فَلَعَلَّهُ يعْتَبر فينفق مِمَّا آتَاهُ الله " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من هَذَا الْوَجْه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ وَبِمَعْنَاهُ مَعَ تَقْدِيم وَتَأْخِير، وَفِي أَوله:
لأتصدقن اللَّيْلَة بِصَدقَة. . " وَذكره.
2473 -
السَّادِس بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله، يَقُول:" إِنَّمَا مثلي وَمثل النَّاس كَمثل رجل استوقد نَارا، فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حوله جعل الْفراش وهذي الدَّوَابّ الَّتِي تقع فِي النَّار تقع فِيهَا، فَجعل ينزعهن ويغلبنه، فيقتحمن فِيهَا وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ عَن النَّار وهم يقتحمون فِيهَا " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي كِتَابه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنَّمَا مثلي وَمثل أمتِي كَمثل رجلٍ استوقد نَارا، فَجعلت الدَّوَابّ والفراش يقعن فِيهِ، وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ وَأَنْتُم تقحمون فِيهِ ".
وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد بِنَحْوِهِ.
وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مثلي كَمثل رجلٍ استوقد نَارا، فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حوله جعل الْفراش وَهَذِه الدَّوَابّ الَّتِي فِي النَّار يقعن فِيهَا، وَجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتمحن فِيهَا. قَالَ: فَذَلِك مثلي ومثلكم، وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ عَن النَّار: هَلُمَّ عَن النَّار، هَلُمَّ عَن النَّار، فتغلبونني وتقحمون فِيهَا ".
2474 -
السَّابِع بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " كَانَت امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابناهما، جَاءَ الذِّئْب فَذهب بِابْن إِحْدَاهمَا، فَقَالَت لصاحبتها: إِنَّمَا ذهب بابنك، وَقَالَت الْأُخْرَى: إِنَّمَا ذهب بابنك، فتحاكمتا إِلَى دَاوُد، فَقضى بِهِ للكبرى، فخرجتا على سُلَيْمَان بن دَاوُد فأخبرتاه، فَقَالَ: ائْتُونِي بالسكين أشقه بَينهمَا، فَقَالَت الصُّغْرَى: لَا تفعل رَحِمك الله - هُوَ ابْنهَا، فَقضى بِهِ للصغرى " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَالله إِن سَمِعت بالسكين إِلَّا يومئذٍ، مَا كُنَّا نقُول إِلَّا المدية. وَهَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من هَذِه الطَّرِيق.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى عَن عقبَة وورقاء وَمُحَمّد بن عجلَان - جَمِيعًا عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَلَيْسَ لمُحَمد بن عجلَان عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد غير هَذَا.
2475 -
الثَّامِن بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ الله: أنْفق ينْفق عَلَيْك " " لم يزدْ. وَهَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ، وَزَاد فِي أَوله:
نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة " وَفِيه وَقَالَ: " يَد الله ملأى، لَا يغيضها نَفَقَة، سحاء، اللَّيْل وَالنَّهَار ".
وَقَالَ " أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَاء وَالْأَرْض، فَإِنَّهُ لم يغض مَا فِي يَده، وَكَانَ عَرْشه على المَاء، وَبِيَدِهِ الْمِيزَان يخْفض وَيرْفَع ".
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يَمِين الله ملأى لَا يغيضها نفقةٌ، سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض، فَإِنَّهُ لم ينقص مَا فِي يَمِينه، وعرشه على المَاء، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْفَيْض - أَو الْقَبْض - يرفع ويخفض ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
قَالَ الله تبارك وتعالى: يَا ابْن آدم، أنْفق ينْفق عَلَيْك. . " وَقَالَ:" يَمِين الله سحاء، لَا يغيضها شَيْء اللَّيْل وَالنَّهَار ".
وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن الله قَالَ لي: أنْفق أنْفق عَلَيْك " وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَمِين الله ملأى، لَا يغيضها، سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَاء وَالْأَرْض، فَإِنَّهُ لم يغض مَا فِي يَمِينه " قَالَ:" وعرشه على المَاء، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْض، يرفع ويخفض ".
2476 -
التَّاسِع بعد الثلاثمائة: عَن أبي عبد الله سلمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا خير من ألف صَلَاة فِيمَا سواهُ إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ - رِوَايَة معمر عَنهُ - عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هرير ة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا خير من ألف صَلَاة فِي غَيره من الْمَسَاجِد إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام ".
وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة ببلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ
صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا أفضل من لِأَلف صلاةٍ فِيمَا سواهُ من الْمَسَاجِد إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام ".
وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأبي عبد الله الْأَغَر مولى الجهنيين وَكَانَ:
أَصْحَاب أبي هُرَيْرَة - أَنَّهُمَا سمعا أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: صَلَاة فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صَلَاة فِيمَا سواهُ من الْمَسَاجِد إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام، فَإِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم آخر الْأَنْبِيَاء، وَإِن مَسْجده آخر الْمَسَاجِد. قَالَ أَبُو سَلمَة وَأَبُو عبد الله الْأَغَر: لم نشك أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يَقُول: عَن حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعنا ذَلِك أَن نستثبت أَبَا هُرَيْرَة عَن ذَلِك الحَدِيث، حَتَّى إِذا توفّي أَبُو هُرَيْرَة تَذَاكرنَا ذَلِك، وتلاومنا أَلا نَكُون كلمنا أَبَا هُرَيْرَة فِي ذَلِك حَتَّى يسْندهُ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن كَانَ سَمعه مِنْهُ، فَبينا نَحن على ذَلِك جالسنا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ، فَذَكرنَا ذَلِك الحَدِيث، وَالَّذِي فرطنا فِيهِ من نَص أبي هُرَيْرَة عَنهُ، فَقَالَ لنا عبد الله بن إِبْرَاهِيم: أشهد أَنِّي سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " فَإِنِّي آخر الْأَنْبِيَاء، وَإِن مَسْجِدي آخر الْمَسَاجِد ".
وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد، هُوَ الْأنْصَارِيّ قَالَ:
سَأَلت أَبَا صَالح: هَل سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يذكر فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، وَلَكِن
أَخْبرنِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ
أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا خير من ألف صَلَاة - أَو كألف صَلَاة فِيمَا سواهُ من الْمَسَاجِد، إِلَّا أَن يكون الْمَسْجِد الْحَرَام ".
2477 -
الْعَاشِر بعد الثلاثمائة: عَن نَافِع مولى ابْن عمر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا أحب الله العَبْد نَادَى جِبْرِيل: إِن الله يحب فلَانا فأحببه، فَيُحِبهُ جِبْرِيل، فينادي جِبْرِيل فِي أهل السَّمَاء: إِن الله يحب فلَانا فَأَحبُّوهُ، فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء، ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع مولى ابْن عمر.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك بن أنس وَيَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي والْعَلَاء بن الْمسيب وَجَرِير بن عبد الحميد، كلهم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِن الله إِذا أحب عبدا دَعَا جِبْرِيل فَقَالَ: إِنِّي أحب فلَانا فَأَحبهُ، قَالَ: فَيُحِبهُ جِبْرِيل، ثمَّ يُنَادي فِي السَّمَاء فَيَقُول: إِن الله يحب فلَانا فَأَحبُّوهُ، فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء. قَالَ: ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض. وَإِذا أبْغض عبدا دَعَا جِبْرِيل عليه السلام فَيَقُول: إِنِّي أبْغض فلَانا فَأَبْغضهُ، قَالَ فَيبْغضهُ جِبْرِيل، ثمَّ يُنَادي فِي أهل السَّمَاء: إِن الله يبغض فلَانا فَأَبْغضُوهُ، ثمَّ تُوضَع لَهُ الْبغضَاء فِي الأَرْض " اللَّفْظ لجرير بن عبد الحميد، وَلم يذكر مُسلم بَينهم خلافًا، قَالَ: غير أَن حَدِيث الْعَلَاء بن الْمسيب لَيْسَ فِيهِ ذكر البغض.
وَلَيْسَ للعلاء بن الْمسيب عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا.
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة عَن سُهَيْل ابْن أبي صَالح قَالَ:
كُنَّا بِعَرَفَة، فَمر عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ على الْمَوْسِم، فَقَامَ النَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ، فَقلت لأبي: يَا أَبَت، إِنِّي أرى الله يحب عمر بن عبد الْعَزِيز.
قَالَ: وَمَا ذَاك؟ قلت: لما لَهُ من الْحبّ فِي قُلُوب النَّاس. قَالَ: بأبيك، إِنِّي سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ ذكر مثل حَدِيث جرير عَن سُهَيْل.
وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
2478 -
الْحَادِي عشر بعد الثلاثمائة: عَن سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِن لله مَلَائِكَة يطوفون فِي الطَّرِيق يَلْتَمِسُونَ أهل الذّكر، فَإِن وجدوا قوما يذكرُونَ الله تنادوا: هلموا إِلَى حَاجَتكُمْ، فيحفونهم بأجنحتهم إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا. قَالَ: فيسألهم رَبهم - وهم أعلم بهم: مَا يَقُول عبَادي؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قَالَ: فَيَقُول: هَل رأوني؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا، وَالله مَا رأوك، قَالَ: فَيَقُول: فَكيف لَو رأوني. قَالَ: يَقُولُونَ: لَو رأوك كَانُوا أَشد لَك عبَادَة، وَأَشد لَك تمجيداً، وَأكْثر لَك تسبيحاً. قَالَ: فَيَقُول: فَمَا يسْأَلُون؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يَسْأَلُونَك الْجنَّة. قَالَ: يَقُول: وَهل رأوها. قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَالله يَا رب مَا رأوها. قَالَ: يَقُول: فَكيف لَو رأوها؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَو أَنهم رأوها كَانُوا أَشد عَلَيْهَا حرصاً، وَأَشد لَهَا طلبا، وَأعظم فِيهَا رَغْبَة. قَالَ: فمم يتعوذون؟ قَالَ: يتعوذون من النَّار. قَالَ: يَقُول: وَهل رأوها؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَالله مَا رأوها. قَالَ: يَقُول: فَكيف لَو رأوها؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَو رأوها كَانُوا أَشد مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشد لَهَا مَخَافَة. قَالَ: فَيَقُول: فأشهدكم أَنِّي قد غفرت لَهُم. قَالَ: يَقُول ملكٌ من الْمَلَائِكَة: فيهم فلَان، لَيْسَ مِنْهُم، إِنَّمَا جَاءَ لحَاجَة. قَالَ: هم الجلساء لَا يشقى جليسهم ". قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ
شُعْبَة عَن الْأَعْمَش وَلم يرفعهُ، وَرَفعه سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن لله تبارك وتعالى مَلَائِكَة سيارة فضلا يتبعُون مجَالِس الذّكر، فَإِذا وجدوا مَجْلِسا فِيهِ ذكر قعدوا مَعَهم، وحف بَعضهم بَعْضًا بأجنحتهم حَتَّى كَانُوا بَينهم وَبَين السَّمَاء الدُّنْيَا، فَإِذا تفَرقُوا عرجوا وصعدوا إِلَى السَّمَاء.
قَالَ: فيسألهم الله عز وجل وَهُوَ أعلم: من أَيْن جئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ جِئْنَا من عِنْد عبادٍ لَك فِي الأَرْض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك.
قَالَ: وماذا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَك جنتك. قَالَ: وَهل رَأَوْا جنتي؟ . قَالُوا: لَا، أَي رب. قَالَ: فَكيف لَو رَأَوْا جنتي؟ قَالُوا: ويستجيرونك. قَالَ: ومم يستجيرونني؟ قَالُوا: من نارك؟ قَالَ: وَهل رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَكيف لَو رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: يستغفرونك. قَالَ: فَيَقُول: قد غفرت لَهُم، وأعطيتهم مَا سَأَلُوا، وأجرتهم مِمَّا استجاروا. قَالَ: يَقُولُونَ: رب فيهم فلَان، عبدٌ خطاء، إِنَّمَا مر فَجَلَسَ مَعَهم. قَالَ: فَيَقُول: وَله غفرت، هم الْقَوْم لَا يشقى بهم جليسهم ".
2479 -
الثَّانِي عشر بعد الثلاثمائة: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " الْوَلَد للْفراش وللعاهر الْحجر " وَفِي حَدِيث مُسَدّد عَن يحيى: " الْوَلَد لصَاحب الْفراش " لم يزدْ. هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب، وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
الْوَلَد للْفراش، وللعاهر الْحجر " هَكَذَا فِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن معمر. وَمن الروَاة من قَالَ: عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة. وَمِنْهُم من قَالَ: عَن سعيد أَو أبي سَلمَة، أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا عَن أبي هُرَيْرَة.
2480 -
الثَّالِث عشر بعد الثلاثمائة: عَن عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا تشاجروا فِي الطَّرِيق بسبعة أَذْرع.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن الْحَارِث عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
إِذا اخْتلفت الطّرق جعل عرضه سَبْعَة أَذْرع ".
وَعند أبي بكر البرقاني فِيهِ من هَذِه الرِّوَايَة:
إِذا اخْتلف النَّاس فِي الطَّرِيق فَاجْعَلُوهُ على سَبْعَة أَذْرع ".
وَلَيْسَ لعبد الله بن الْحَارِث عَن أبي هُرَيْرَة فِي صَحِيح مُسلم غَيره. وَلَيْسَ فِي كتاب البُخَارِيّ لَهُ عَن أبي هُرَيْرَة شَيْء.
2481 -
الرَّابِع عشر بعد الثلاثمائة: عَن يحيى بن سعيد الأنصارى عَن سعيد ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يعْقد الشَّيْطَان على رَأس قافية أحدكُم إِذا هُوَ نَام ثَلَاث عقد، يضْرب كل عقدَة مَكَانهَا: عَلَيْك ليلٌ طَوِيل فارقد، فَإِن اسْتَيْقَظَ فَذكر الله انْحَلَّت عقدَة، فَإِن تَوَضَّأ انْحَلَّت عقدَة، فَإِن صلى انْحَلَّت عقده كلهَا، فَأصْبح نشيطاً طيب النَّفس، وَإِلَّا أصبح خَبِيث النَّفس كسلان " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن سعيد.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة
يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يعْقد الشَّيْطَان على قافية رَأس أحدكُم ثَلَاث عقد إِذا نَام، فَكل عقدَة يضْرب: عَلَيْك ليل طَوِيل، فَإِذا اسْتَيْقَظَ فَذكر الله انْحَلَّت عقدَة " وَذكر نَحوه.
وَلَيْسَ ليحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن الْمسيب فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة عَن الصَّحِيح غير هَذَا.
2482 -
الْخَامِس عشر بعد الثلاثمائة: عَن مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا نظر أحدكُم إِلَى من فضل عَلَيْهِ فِي المَال والخلق فَلْينْظر إِلَى من هُوَ أَسْفَل مِنْهُ " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك.
وَأخرجه مُسلم عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
انْظُرُوا إِلَى من أَسْفَل مِنْكُم، وَلَا تنظروا إِلَى من هُوَ فَوْقكُم، فَهُوَ أَجْدَر الا تَزْدَرُوا نعْمَة الله عَلَيْكُم ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا نظر أحدكُم إِلَى من فضل عَلَيْهِ فِي المَال والخلق، فَلْينْظر إِلَى من هُوَ أَسْفَل مِنْهُ مِمَّن فضل عَلَيْهِ ".
2483 -
السَّادِس عشر بعد الثلاثمائة: عَن عبيد الله بن عتبَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَو كَانَ لي مثل أحدٍ ذَهَبا لسرني أَلا تمر عَليّ ثَلَاث ليالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْء، إِلَّا شيءٌ أرصده لدين ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَو كَانَ عِنْدِي أحدٌ ذَهَبا لأحببت أَلا تَأتي ثلاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار، لَيْسَ شَيْئا أرصده فِي دين عَليّ أجد من يقبله " كَذَا هُوَ عِنْد البُخَارِيّ فِي هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مَا يسرني أَن لي أحدا ذَهَبا، يَأْتِي عَليّ ثالثةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار، إِلَّا دِينَار أرصده لدين عَليّ ".
2484 -
السَّابِع عشر بعد الثلاثمائة: جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة يأثر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا وَلَا تباغضوا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا، وَلَا يخْطب الرجل على خطْبَة أَخِيه حَتَّى ينْكح أَو يتْرك " كَذَا هُوَ عَن البُخَارِيّ من هَذَا الْوَجْه.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ". أغفله أَبُو مَسْعُود، وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي كتاب " الْأَدَب ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَذكره أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه أَن البُخَارِيّ أخرجه فِي " الْأَدَب " من حَدِيث شُعَيْب ابْن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة:
إيَّاكُمْ وَالظَّن، وَلَا تَحَاسَدُوا. . " الحَدِيث، وَلم أجد ذَلِك فِي " الْأَدَب " إِلَّا من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك.
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ".
وَقد أخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تنافسوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَكُونُوا - عباد الله إخْوَانًا " فَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَة مَالك، لَا من الْأَفْرَاد.
وَأخرج بعضه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تناجشوا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ".
وَفِي حَدِيث شعبه عَن الْأَعْمَش:
لَا تقاطعوا، وَلَا تدابروا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا إخْوَانًا كَمَا أَمركُم الله ".
وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تهاجروا، وَلَا تدابروا، وَلَا تجسسوا، وَلَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ".
وَمن حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَلَا تنافسوا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ".
وَمن حَدِيث أبي سعيد مولى عبد الله بن عَامر بن كريز عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تناجشوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَلَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا، الْمُسلم أَخُو الْمُسلم، لَا يَظْلمه
وَلَا يَخْذُلهُ، وَلَا يحقره، التَّقْوَى هَا هُنَا - وَيُشِير إِلَى صَدره ثَلَاث مَرَّات - بِحَسب امْرِئ من الشَّرّ أَن يحقر أَخَاهُ الْمُسلم، كل الْمُسلم على الْمُسلم حرَام:
دَمه وَمَاله وَعرضه ".
وَفِي حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن أبي سعيد نَحوه، وَزَاد وَنقص، وَمِمَّا زَاد فِيهِ:
إِن الله لَا ينظر إِلَى أجسادكم وَلَا إِلَى صوركُمْ، وَلَكِن ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ " وَأَشَارَ بإصبعه إِلَى صَدره.
وَقد أخرج مُسلم أَيْضا هَذَا الْفَصْل الْأَخير وَحده من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِن الله لَا ينظر إِلَى صوركُمْ وَأَمْوَالكُمْ، وَلَكِن ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعْمَالكُمْ ".
2485 -
الثَّامِن عشر بعد الثلاثمائة: أَخْرجَاهُ جَمِيعًا: فَأَما البُخَارِيّ فَأخْرجهُ تَعْلِيقا من حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة فِي عقب حَدِيث قبله: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَالله لَا يُؤمن، وَالله لَا يُؤمن، وَالله لَا يُؤمن " قيل: وَمن يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَأْمَن جَاره بوائقه ".
وَأخرجه مُسلم بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يدْخل الْجنَّة من لَا يَأْمَن جَاره بوائقه ".
2486 -
التَّاسِع عشر بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وجل: إِذا أحب عَبدِي لقائي أَحْبَبْت لقاءه، وَإِذا كره لقائي كرهت لقاءه وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك ابْن أنس.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه ".
وَلمُسلم فِيهِ زِيَادَة من حَدِيث شُرَيْح، هِيَ فِي مُسْند عَائِشَة رضي الله عنها.
2487 -
الْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
نعم المنيحة اللقحة منيحة وَالشَّاة الصفي تَغْدُو بِإِنَاء وَتَروح بِإِنَاء ".
وَفِي أول حَدِيث عبد الله بن يُوسُف وَإِسْمَاعِيل:
نعم الصَّدَقَة. . ".
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
نعم الصَّدَقَة اللقحة الصفي منحة، وَالشَّاة الصفي منحة تَغْدُو بِإِنَاء، وَتَروح بآخر " كَذَا عِنْد البُخَارِيّ فِي حَدِيث مَالك، وَفِي حَدِيث شُعَيْب كَمَا أوردنا.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ قَالَ:
أَلا رجل يمنح أهل بَيت نَاقَة تَغْدُو بعشاء وَتَروح بعشاء، إِن أجرهَا لعَظيم ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
أَنه نهى
…
فَذكر خِصَالًا وَقَالَ: " من منح منحة غَدَتْ بِصَدقَة وراحت بِصَدقَة، صبوحها وغبوقها ".
حذف مُسلم من الحَدِيث خِصَال النهى. وَقد وَقع لنا الحَدِيث بِطُولِهِ، وَفِيه خِصَال النهى.
وَأخرجه الإِمَام أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث عدي بن ثَابت عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى أَن يساوم الرجل على سوم أَخِيه، وَنهى أَن تتلقى الجلب، وَنهى أَن تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا، وَنهى أَن يمْنَع المَاء مَخَافَة أَن يرْعَى الكلا، وَنهى أَن يَبِيع حاضرٌ لباد. وَمن منح منحة غَدَتْ بِصَدقَة وراحت بِصَدقَة، صبوحها وغبوقها. زَاد بعض رُوَاته فِيهِ: وَنهى عَن التصرية، وَنهى عَن النجش.
2488 -
الْحَادِي الْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِصَدقَة، فَقيل: منع ابْن جميل وخَالِد بن الْوَلِيد وعباس بن عبد الْمطلب، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" مَا ينقم ابْن جميل إِلَّا أَنه كَانَ فَقِيرا فأغناه الله وَرَسُوله، وَأما خالدٌ فَإِنَّكُم تظْلمُونَ خَالِدا، قد احْتبسَ أدراعه وأعتده فِي سَبِيل الله، وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَة وَمثلهَا مَعهَا " قَالَ البُخَارِيّ: وَتَابعه ابْن أبي الزِّنَاد. يَعْنِي بِهَذَا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: " هِيَ عَليّ وَمثلهَا مَعهَا ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن جريج: حدثت عَن أبي الزِّنَاد يَعْنِي بِهَذَا الحَدِيث. كَذَا هُوَ عِنْد البُخَارِيّ، وَهَذَا آخر كَلَامه فِيهِ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي بشر وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عبد الله بن ذكْوَان عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
عمر على الصَّدَقَة فَقيل: منع ابْن جميل وخَالِد بن الْوَلِيد وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا ينقم ابْن جميل إِلَّا أَنه كَانَ فَقِيرا فأغناه الله، وَأما خالدٌ فَإِنَّكُم تظْلمُونَ خَالِدا، قد احْتبسَ أدراعه وأعتاده فِي سَبِيل الله، وَأما الْعَبَّاس فَهِيَ عَليّ وَمثلهَا مَعهَا ". ثمَّ قَالَ: " يَا عمر، أما شَعرت أَن عَم الرجل صنو أَبِيه " قَوْله عليه السلام لعمر زِيَادَة لمُسلم فِي فضل الْعَبَّاس حَسَنَة.
2489 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " وَقَالَ: " لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ يغْتَسل فِيهِ " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي كِتَابه.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم، ثمَّ يغْتَسل مِنْهُ ".
وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا تبل فِي المَاء الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ تَغْتَسِل فِيهِ ".
2490 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا الْيَهُود، حَتَّى يَقُول الْحجر وَرَاءه الْيَهُودِيّ: يَا مُسلم، هَذَا يَهُودِيّ وراءي فاقتله " هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يُقَاتل الْمُسلمُونَ الْيَهُود، فيقتلهم الْمُسلمُونَ، حَتَّى يختبئ الْيَهُودِيّ من وَرَاء الْحجر وَالشَّجر، فَيَقُول
الْحجر أَو الشّجر: يَا عبد الله، هَذَا يهوديٌّ خَلْفي فاقتله، إِلَّا الْغَرْقَد، فَإِنَّهُ من شجر الْيَهُود ".
وَأخرجه مُسلم مَعَ أَطْرَاف أخر من حَدِيث زَائِدَة بن قدامَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة - وَهُوَ مَذْكُور قبل هَذَا مَعَ حَدِيث " طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا ".
2491 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " دلَّنِي على عمل يعدل الْجِهَاد. قَالَ: " لَا أَجِدهُ " قَالَ: " هَل تَسْتَطِيع إِذا خرج الْمُجَاهِد أَن تدخل مسجدك فتقوم وَلَا تفتر، وتصوم وَلَا تفطر؟ " قَالَ: وَمن يَسْتَطِيع ذَلِك؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِن فرس الْمُجَاهِد ليستن فِي طوله، فتكتب لَهُ حسناتٍ. كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة وَأبي عوَانَة وخَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ، كلهم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
قيل للنَّبِي صلى الله عليه وسلم: مَا يعدل الْجِهَاد فِي سَبِيل الله؟ قَالَ: " لَا تستطيعونه " قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، كل ذَلِك يَقُول:" لَا تستطيعونه " قَالَ فِي الثَّالِثَة: " مثل الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله كَمثل الْقَائِم القانت بآيَات الله، لَا يفتر من صِيَام وَلَا صَلَاة حَتَّى يرجع الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله تَعَالَى ".
قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك.
وَلَيْسَ لأبي مُعَاوِيَة عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا.
2492 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وليأتين على أحدكُم زمانٌ، لِأَن يراني أحب لَهُ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَاله " أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يجمع أَحَادِيث، قد تقدم فِي الأول.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ. ليَأْتِيَن على أحدكُم يومٌ وَلَا يراني، ثمَّ لِأَن يراني أحب إِلَيْهِ من أَهله وَمَاله مَعَهم " تأولوه على أَنه نعى نَفسه إِلَيْهِم، وعرفهم، بِمَا يحدث لَهُم بعده من تمني لِقَائِه عِنْد فقدهم مَا كَانُوا يشاهدون من بركاته صلى الله عليه وسلم.