الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(149)
أَبُو رَجَاء العطاردي [رضي الله عنه]
واسْمه عمرَان بن ملْحَان. وَقيل: عمرَان بن تيم.
3048 -
حكى أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ لَهُ فِي الصَّحِيح حِكَايَة من رِوَايَة مهْدي بن مَيْمُون قَالَ: سَمِعت أَبَا رَجَاء العطاردي يَقُول: كُنَّا نعْبد الْحجر، فَإِذا وجدنَا حجرا هُوَ خيرٌ مِنْهُ ألقيناه وأخذنا بِالْآخرِ، فَإِذا لم نجد حجرا جَمعنَا جثوَة من تُرَاب، ثمَّ جِئْنَا بِالشَّاة فحلبنا عَلَيْهِ، ثمَّ طفنا بِهِ، فَإِذا دخل شهر رَجَب قُلْنَا: منصل الأسنة. فَلَا نَدع رمحاً فِيهِ حديدةٌ، وَلَا سَهْما فِيهِ حَدِيدَة إِلَّا نزعناه فألقيناه. وَكَانَ يَقُول: كنت يَوْم بعث النَّبِي صلى الله عليه وسلم غُلَاما أرعى الْإِبِل على أَهلِي، فَلَمَّا سمعنَا بِخُرُوجِهِ فَرَرْنَا إِلَى النَّار، إِلَى مُسَيْلمَة الْكذَّاب.
(150)
وَحشِي الحبشي مولى جُبَير بن مطعم [رضي الله عنه]
حَدِيث وَاحِد فِي مقتل حَمْزَة بن عبد الْمطلب رضي الله عنه:
3049 -
من رِوَايَة جَعْفَر بن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي قَالَ: خرجت مَعَ عبيد الله ابْن عدي بن الْخِيَار، فَلَمَّا قدمنَا حمص قَالَ لي عبيد الله: هَل لَك فِي وحشيٍّ نَسْأَلهُ عَن قتل حَمْزَة؟ قلت: نعم. وَكَانَ وحشيٌّ سكن حمص، فسألنا عَنهُ، فَقيل لنا: هُوَ ذَاك فِي ظلّ قصره، كَأَنَّهُ حميت.
قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وقفنا عَلَيْهِ بِيَسِير، فسلمنا عَلَيْهِ، فَرد السَّلَام، وَعبيد الله معتجرٌ بعمامة، مَا يرى وحشيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرجلَيْهِ، فَقَالَ عبيد الله: يَا وَحشِي، أتعرفني؟ قَالَ: فَنظر إِلَيْهِ. ثمَّ قَالَ: لَا وَالله، إِلَّا أَنِّي أعلم أَن عدي بن الْخِيَار تزوج امْرَأَة يُقَال لَهَا أم قتال بنت أبي الْعيص فَولدت لَهُ غُلَاما بِمَكَّة، فَكنت استرضع لَهُ، فَحملت ذَلِك الْغُلَام مَعَ أمه فناولتها إِيَّاه، فَكَأَنِّي نظرت إِلَى قَدَمَيْك. قَالَ: فكشف عبيد الله عَن وَجهه ثمَّ قَالَ: أَلا تخبرنا بقتل حَمْزَة؟ قَالَ: نعم.
إِن حَمْزَة قتل طعيمة بن عدي بن الْخِيَار ببدرٍ، فَقَالَ لي مولَايَ جُبَير بن مطعم: إِن قتلت حَمْزَة بعمي فَأَنت حرٌّ. فَلَمَّا أَن خرج النَّاس عَام عينين، وعينين: جبلٌ بحيال أحد، بَينه وَبَينه وادٍ، خرجت مَعَ النَّاس إِلَى الْقِتَال، فَلَمَّا أَن اصطفوا لِلْقِتَالِ خرج سباعٌ فَقَالَ: هَل من مناور؟ فَخرج إِلَيْهِ حَمْزَة فَقَالَ: يَا سِبَاع، يَا ابْن أم أَنْمَار، مقطعَة البظور، أتحاد الله وَرَسُوله؟ ثمَّ شدّ عَلَيْهِ، فَكَانَ كأمسٍ الذَّاهِب.
قَالَ: وكمنت لِحَمْزَة تَحت صَخْرَة، فَلَمَّا دنا مني رميته بحربتي، فأضعها بَين ثدييه، حَتَّى خرجت من بَين وركيه، قَالَ: فَكَانَ ذَلِك الْعَهْد بِهِ.
فَلَمَّا رَجَعَ النَّاس رجعت مَعَهم، فأقمت بِمَكَّة حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام، ثمَّ خرجت إِلَى الطَّائِف، فأرسلوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رسلًا، فَقيل لي: إِنَّه لَا يهيج الرُّسُل.
قَالَ: فَخرجت مَعَهم حَتَّى قدمت على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ:" أَنْت وحشيٌّ؟ " قلت: نعم. قَالَ: " أَنْت قتلت حَمْزَة؟ " قلت: قد كَانَ من الْأَمر مَا بلغك. قَالَ: " فَهَل تَسْتَطِيع ان تغيب وَجهك عني؟ " قَالَ: فَخرجت. فَلَمَّا قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَخرج مُسَيْلمَة الْكذَّاب قلت: لأخْرجَن إِلَى مُسَيْلمَة، فلعلي أَقتلهُ، فأكافي بِهِ حَمْزَة. قَالَ: فَخرجت مَعَ النَّاس، فَكَانَ من أمره مَا كَانَ، فَإِذا رجلٌ قَائِم فِي ثلمة جِدَار كَأَنَّهُ جمل أَوْرَق ثَائِر الرَّأْس، فرميته بحربتي، فأضعها بَين ثدييه، حَتَّى خرجت من بَين كَتفيهِ، قَالَ: ووثب إِلَيْهِ رجلٌ من الْأَنْصَار فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على هامته.